"ما لا يمكن إصلاحه": هناك أشياء تنتهى، وتذوى، وتعطب. تعطل حياتنا ولا ننجح فى إصلاحها مهما حاولنا. ربما يفتح لنا قبول هذا الفساد والانهيار طريقا لرؤية الإمكانيات الغائبة، التى قد تتكشف واحدة إثر أخرى وراء هذا العطب أو "ما لا يمكن إصلاحه".
هذه القصص الملهمة للكاتب هيثم الوردانى، تدور حول تلك الصدوع التى نحاول ترميمها، ونتشبث بها خوفا مما لا نعرفه، وحول إنسان ذلك العالم الآفل، وشعوره بمركزيته، وعنفه حيال ذلك المجهول، وحيال كل ما يفلت من منطق تلك المركزية.
· مواليد 1972 الجيزة. · حاصل على بكالوريوس هندسة كهربائية من جامعة القاهرة 1995. · يعيش حاليا ما بين برلين والقاهرة، ويعمل كمحرر في موقع دويتشه فيله باللغة العربية. · نشر عددا من النصوص المتفرقة في عدد من المجلات والدوريات الثقافية (أمثلة: أمكنة، زوايا، أخبار الأدب، Starship). وصدرت له مجموعتان قصصيتان، احداهما مشتركة (خيوط على دوائر – شرقيات 1995) والأخرى منفردة (جماعة الأدب الناقص – ميريت 2003). · قام بعمل بعض الترجمات عن الألمانية (أمثلة: فالتر بنيامين، فولفجانج هيرمان)، وصدرت ترجمات لبعض أعماله. · ينشط من حين لآخر في مجال الفيديو، وله بعض الأفلام القصيرة المشتركة. شارك مؤخرا في تنظيم معرض فني يدور حول امكانية الحياة على هامش الاقتصاد الحديث، عُرض في جمعية NGBK (الجمعية الجديدة للفنون البصرية) - برلين 2004 .حلم يقظة"مجموعة قصصية" دار ميريت 2011
هناك أشياء تنتهي، وتذوي، وتعطَب. تُعطل حياتنا ولا ننجح في إصلاحها مهما حاولنا. ربما يفتح لنا قبول هذا الفساد والانهيار طريقا لرؤية الإمكانيات الغائبة، التي قد تتكشَّف واحدة إثر أخرى وراء هذا العَطَب أو (ما لا يمكن إصلاحه)
هذه مجموعة قصصية عظيمة، كل قصة تصلح لتحمل عنوان المجموعة، 8 قصص عن ما فسد في حياتنا ولا نقدر على استعادته، فهو يضيع بلا رجعة، ونظل نبكي ضياعه، بعض القصص نقدر على وصفها بالكفكاوية(نسبةً إلى كافكا) والبعض الأخرى يصلح وصفها بالمحفوظية(نسبةً إلى نجيب محفوظ) وكلها تحمل بصمة الكاتب الخاصة جدا، بصمة ساحرة قدرتها على التكثيف مبهرة، والإيجاز فيها غير مضر بالمعنى نهائي.
بعض القصص ستبكيك( خاصة قصة أمير الظلام) والتي بلا منازع واحدة من أعظم القصص القصيرة التي قرأتها في حياتي، قصة تهجم عليك وتسكنك فلا تقدر على الخلاص منها، فيها نوع من التجلي المربك، فتقف أمام فقرات بعينها حائرًا مرتبكًا، تريد رمي الكتاب من يدك بسببها، وفي نفس اللحظة تريد احتضانه بكل جوانحك.
8 قصص، ب800 معنى ورغبة، وألف حكاية وحكاية تتضمنها، في كل قصة معنى في كل سطر، ومعاني كثيرة وراء نفس السطر، وفي النهاية ستجد نفسك ممتليء بها.
مجموعة عظيمة بلغة موزونة معانيها واضحة، وغموضها مثير، ترغب اكثر في المعرفة، والاستزادة منها، وتقول لنفسك أن كاتبها بخيل، فالقصص الثمان تستحق اكثر من تلك الصفحات.
"لم يعد لديه اليوم ما يرغب في تحقيقه أو المطالبة به، أو حتي الصراع من أجله. لم يعد يرغب من الحياة سوى أن تسير بهدوء"
مجموعة قصصية جيدة جداً ، يدور خطها العام حول تلك الشروخ و التصدعات الغير قابلة للترميم، أو إعادة إصلاحها مرة أخرى، في أغلبها يرصد هيثم الورداني حالات مختلفة للعطب الذي يصيب الإنسان وخوفه الدائم من المجهول.
تضم المجموعة ثماني قصص طويلة نسبياً أعجبنى منها على وجه الخصوص "أمل أعمي" وقصة" مياة جوفية" ، أحببت أيضا القصة الثانية "الخطوة المعلقة" المختلفة قليلاً عن روح المجموعة بشخصية بطلها الموراكامية مندوب المبيعات الذي يبهت ظله وتزداد صورته شحوباً كلما نظر الي وجهه في المرآة، أما الأفضل على الإطلاق كانت القصة التى بدأت بها المجموعة " سلطان قانون الوجود " القصة " التي بدأت عبثية وهزلية مابين مجموعة من مروجي المخدرات في منطقة شعبية بالجيزة، قريبة من صحراء الأهرام، ما بين "أبو عبير" و "وليد طه" المسجل الذي يُضيع قطعة كبيرة من الحشيش تخص أحد بشوات الأمن ويدعي الجنون أو ربما تعاطي هذه البضاعة و حسب نفسه حمار وحشي قادر على الطيران من الشباك، و ما بين صاحبهم الثالث "السُني" المسجل الذي يشهد تحولات مجال الكيف من عقد التسعينات فترة تراجع الحشيش أمام سطوة البانجو، يشهد أيضا تدهور هذه المهنة التي إمتلأت بمن هب ودب، يعتزل المجال مكرهًا الي أن يستدعيه الباشا صاحب البضاعة من أجل إعادة إصلاح ما أفسده زميله في الكار" وليد طه" الي الأبد.. نهاية القصة مقبضة صادمة ومأساوية بالرغم من مشهد البداية الطريف والرجلين يحملان هذا الوليد طه تحت فروة خروف من أجل التمويه حتي لا يلاحظ أحد
ما لا يمكن اصلاحه، هو مش اسم قصة في المجموعة، هو تيمة عامة عن القصص كلها. عن فكرة التلف اللي ملهاش حل واللي علي الأنسان التعايش معاها. بعد تالت قصة تقريبا ابتديت احس بفكرة قد ايه الفكرة نفسها اصيله عند هيثم وانها بتفكرني بالنص العظيم اللي كتبه في رثاء هاني درويش بأسم (مقدمة لفقد طويل) واللي كان بيقول في نهايتة: "كم مرّة قامت الحياة بذلك؟ وكم مرّة ستقوم به من بعد؟ إذا جمع المرء كل هذه المسارات المعطلة ووضعها بجانب بعضها، ثم فحص جيدا البقعة التي تلفت عندها، وتأمل التضاريس التي نشأت عن ذلك التلف، ثم حاول أن يوافق بين هذه التضاريس، ويصل الأعمار المقصوفة عند أماكن انقطاعها، عندما يقوم بكل ذلك أية ماكينة سيراها عندئذ تنتصب أمام عينيه؟ لابد أنها لن تكون ماكينة جادة أو حاذقة، بل ستكون ماكينة مرحة ومبددة. فهي لن تكف عن التلعثم، ولن تتوقف عن تغيير اتجاه حركتها شكل مفاجئ. ستتدفق فيها طاقة الحياة بإيقاع الألم الكامن، وسترقص كنوبة صرع لا تنتهي." شخصيات الكتاب هي بشكل ما ماكينات مرحة ومبددة. ان كان بالشكل الميتافيزيقي زي في "سلطان قانون الوجود" او بالمعني الوجودي والأجتماعي عند باقي الشخصيات لأسباب مختلفة. في الأول كنت واقع في حب أول قصة "سلطان قانون الوجود" ومع النهاية فضل قصتين " أمل أعمي" و"مياة جوفية" هما المفضلين في وسط المجموعة البديعة دي. هيثم كتابتة بتفضل مدهشة في سلاستها وبلاغتها في نفس اللحظة، وبيقاعها الجميل من غير فزلكة.
لازلت أؤكد دائمًا أن علاقتي بالقصص مش أفضل شيء بالتالي بشعر بالسعادة لما تجذبني مجموعة قصصية ممتعة سلاسة الأسلوب يحسد عليها الكاتب . "كيف يمكننا أن نصل إلى نقطة جديدة من دون أن نمر بحارة سد ؟ / أحببتها
مجموعة قصصية مميزة جدا🧡. فالاول حسيت انها مش هتعجبني لاني عادة مابحبش القصص القصيرة اللي الرمزية فيها عالية اوي يعني عليا والقصة بتبتدي وتنتهي وانا مافهمتش حاجة 😂، بحس انها تعالي شوية من الكاتب ع القراء. لكن بعد اول قصة حسيت اني ابتديت اندمج مع القصص وبقت القصص واخدة حقها ابتديت افهم الافكار اوي وتلمس حتة فيا واتعاطف مع الابطال كمان وأتأثر بيهم وده كله فحوالي ٢٠-٣٠ صفحة وفي قصة من القصص كانت كبيرة شوية تقرب من انها تكون نوفيلا ومن اكتر القصص اللي عجبتني الحقيقة. كنت متردد اني اقرا لهيثم الورداني الحقيقة، حتى فالمعرض كنت هجيبله اكتر من كتاب ورجعت قولت يمكن مايعجبنيش فجبت المجموعة دي بس، لكن كدة لا انا ابتدئ اجمع كتبه بقى😅
لدى هيثم الورداني خاصية مزج اللغة بالعلم لم أجدها لدى كاتب آخر
لغة شديدة الخصوصية في تفكيك العلم باللغة أو تفكيك اللغة بالعلم
أيا كان
معجمه اللغوي فهي
لغة فشيخة
ويظل "كتاب النوم" بلغته المركبة من أجمل وأمتع ماقرأت في السنوات الماضية .............. البومة والتعلب والحمار الوحشي المخطط والسلحفاة وكل زمايلهم في المجموعة القصصية حبتهم .............
الحياة زفت الطين وخرائية ولايمكن إصلاحها لكن من الممكن العيش بهدوء وتقبل الحياة كماهي .............. كتابة قصصية مميزة
مجموعة تحتمل قصصها تأويلات شتى فهي لما كتبت له، القصتان الأحب إلى نفسي وذائقتي هما الخطوة المعلقة وأمير الظلام على التوالي، لكن المجموعة عموما لم تعجبني كثيرا وهذا حال قراءاتي الأولى في بعض الأحيان .مودتي
فعلا ما لا يمكن إصلاحه هو الورق اللي انصرف على هيك كتاب ولا الوقت اللي ضاع في قراءته. رواية من الصحف الصفراء. اتوقع كتاب النوم أسوأ. نصيحة لا تنخدعوا بتقييمات الكتاب. 🤢🤢🤢
رغم عاديَّة القصص، إلا أنني لم أُرد لهذا الكتاب أن ينتهي أبدًا. مجموعة قصصية بديعة جدًا، رغم عدم فهمي لمغزى بعضها، لكنها أعجبتني!
ملحوظة هامة جدًا : اعجابي بها لا ينفي مقتي للفُحش الجنسي الذي تناولته إحدى القصص، إذ إنني دائمًا ما أرى أنه لا داعي ألبتة لشرح تفاصيل جنسية بهذا الشكل.
اختيار حقيقي وصادق وملهم لعنوان مجموعة "ما لا يمكن إصلاحه" لهيثم الورداني، كل قصة منهم ممكن تبقي كتاب لوحدها. بعد نهاية كل قصة كنت باضطر اقفل الكتاب واسيبه لحد الرحلة اللي بعدها مع القصة اللي بعدها. رغم عدم معرفتي لهيثم الشخصية لكن مزج الخيال والحقيقية دايما شيء مميز في كتاباته، وبيدخلني بكل حواسي معاه في الحالة اللي بيكتب عنها، وده شيء نادر في كتابته. الثقل هو العنوان للمشاعر الطاغية خلال قراية المجموعة، تقل متغلف بالهزيمة الساحقة لذات الرجل في معظم القصص. تقل متغلف بطعم الموت وهو حي، وهزيمة نكراء تشبه ذكري العشر سنين. هيثم من كُتاب قليلين اوي باعتبر تبنيهم لمفهوم التأثيرية affect شيء واضح، وهو مفهوم متخطي لفهم مشاعر القراء او ابطال رواياته. هيثم حقيقي عظيم ومختلف في التأثيرية كتيمة واضحة في شغله. شكرا ليه كل الشكر.
" ـ أنا أيضًا شعرت بأمر غريب اليوم، فقد كنت جالسًا في محطة الترام لكي أدخن سيجارة في الظل قبل موعد مصر الجديدة، ثم شعرت وأنا أنهض أن شيئًا داخلي قد تغير بشكل نهائي، وبأني تركت ذاتي على كرسي المحطة -غريبة! وما إذن ملامح ذاتك الجديدة التي اكتسبتها؟ ـ الغريب أني لم أشعر بأني اكتسبت أي ذات جديدة، كل ما في الأمر أني شعرت بأني أفقد ذاتي القديمة ففكر جدُّو لوهلة، ثم انفجر فجأة ضاحكًا وقال: أصبحت إذن من الذين يسمونهم في الكويت فئة البدون! نظرت إليه باستغراب وقلت له: ـ تقريبًا. "
_مجموعة قصص مختلفة لا أعلم هل هي عميقة أم فلسفية أم ماذا؟ ولكنها في البداية تكون ممتعة ثم تنتهي القصة بلا نهاية حاسمة ودون أن أفهم محتواها أو حتى نهايتها.. _الكتاب كان ممل ويحتوى على إيحاءات جنسية ووصف لأحداث لم أجدها حتى في الكتب المترجمة ورغم أنني أدعم جدًا أن القراءة أذواق ولكن هذا الكتاب لا أنصح به أبدًا.
ملحوظة: الكتاب غير مناسب لجميع الأعمار ____ كتاب: ما لا يمكن إصلاحه الكاتب: هيثم الورداني عدد الصفحات: 243 دار النشر: الكرمة ____
عدت للقراءة بعد فترة انقطاع لا بأس بها .. و صادفتنى قصة قصيرة بعنوان سلطان قانون الوجود على موقع مدى مصر .. انهيت القصة متحيرة .. كانت فترة انقطاعى عن القراءة او تذوق اى شكل من اشكال الفن قد اصابتنى بعطل و صدأ لا بأس بهما .. فاصبتنى القصة بالاحباط و بعضا من الغيظ و ظللت اياما احدث اصدقائى عنها متفلسفة و مجعجة .. بان ايه و النبى الكلام ده فين القصة يعنى و حتى لو يقصد عبث مش هو ده العبث العبث مش كده ..و ترحمت على زمن الكتابة الجميل .. و لكن يبدو ان الجزء المسؤول ان تذوق الفن داخلى لم يمت تماما بل كان فى غرفة الافاقة فعدت بعد بضعة ايام ابحث عن كاتب القصة لاجد له مجموعة قصصية بعنوان ما لا يمكن اصلاحه .. بداتها بقصة الخطوة المعلقة .. و لم اتركها حتى القصص جميعا .. لا اعرف ماذا اصابنى حينها سخرت من ساذجتى و انتقادى السالف ذكره .. كنت اقرأ القصص الواحدة تلو الاخرى منبهرة من كل شىء من براعة الاسلوب من الرسم الدقيق لكل شىء بلغة فاتنة و متمكنة من قدرة الكاتب على الاشارة لمعانيه و كانه يرسم لوحة و على المتلقى التذوق و التفاعل لا يحمل لك المعنى على معلقة من فضة الى فمك فانت تشارك معه حتى يكتمل العمل .. و كأننى عثرت على صديق جديد ..كاتب يمكنه ان يغرس يده داخلك ان ينظر اليك نظرة طويلة تقتلع روحك و تجردها كنظرة سونج لبطل مياه جوفية ..شكرا هيثم الوردانى
السرد واللغة ثم اللغة، كان سؤالي دائماً - اثناء قراءة الكتاب وبعد ان انتهيت - من اين يأتي الورداني بلغته اللي كلها بيان وعذوبة دي؟
❞ وفي اللحظة التي استويت فيها واقفًا لكي أغادر المحطة، شعرت فجأة أن شيئًا خطيرًا قد حدث داخلي، بل تيقنت من دون سبب واضح أنني أخلِّف ذاتي إلى الأبد هنا، وأتركها تتبدد ورائي وسط فيض الأصوات التي تعم الشارع لا أدري ما الذي حدث بالضبط، لكني كنت متأكدًا أن ما حدث لا يمكن محوه أو التراجع عنه. ❝ .. ❞ كان سؤالها المرعب «مالك؟» يتربص بي في كل زاوية أمُر بها. تناهى إلى سمعي الصوت الرتيب لضغط حذائي الثقيل على سطح الثلج، وبدت لي حياتي ككتلة مبهمة لا تخصني، تطلعتُ إليها من بعيد وهممت أن أكمل طريقي، لكنها التفتت إليَّ فجأة وبدأت تقترب مني أخذتني المفاجأة وتجمدت في مكاني، وتجسدت الكتلة الهلامية شيئًا فشيئًا من الأفق لتأخذ شكل كرة معدنية ضخمة، كرة في طريقها لكي تدك جدران بناية كانت هذه البناية هي أنا. وضاقت المسافة تدريجيًّا بيني وبين الكرة المعدنية الضخمة، وانسحب الهواء من حولي فلم أعد أتمكن من التنفس، فتملكني رعب هائل، وأسرعت إلى البيت. ❝
تالت عمل أقرأه لهيثم بعد كتاب النوم وكيف تختفي واللي كانوا Non fiction ومن هنا من الكتابة الإبداعية القصصية ذات الحس الفني المختلف عن طبيعة السرد في أول عملين قريتهم أسجل قربي وتعلقي بقصة أمل أعمى والسرد الخاص بمعاجم الندوب" والحكي عن لحظة الثورة وعلاقتها بالرغبة والانشغال بفكرة اللغة عموما .. تفاصيل اختيار الحيوانات وتوظيفهم في السرد وتحويل القصة الأولى "سلطان قانون الوجود" في فيلم عزيزي الحيوان لمها مأمون لسه عليه علامات استفهام خاصة ربما تضحك مع قراية تانية وع سؤال هيثم اللي أشار لخط تقاطع ما بين القصة الولى في المجموعة وقصة أظن تحمل عنوان شبيه ليوسف إدريس
ما هذا الجمال؟ الصدفة قادتني نحو هذه الحكايات. قرأت اقتباس منها على فيسبوك وأحببته وشعرت برغبتي في إكمال القصة فعزمت على شرائها. أحببت خيط السرد الذي يبدو هادئا فضبابيا حتى تنكشف الصورة وتتفجر المشاعر بين السطور. في بداية القراءة كنت أتأكد من طول القصة، ببساطة كنت أتمنى أن تزيد عدد الصفحات أو أن يطول الوقت مع شخوص القصص وحالاتهم، فأكملت بقية القصص بمزيد من التمهل لأتشبع بها تماما. ولهذا أحببت الصفحات الفارغة في نهاية الكتاب (أجهل إن كانت مقصودة أم لا) لكنها في محلها تماما وكنت سأرحب بها بعد كل قصة. القصص الأكثر امتاعًا بالنسبة لي كانت: -أديم الأرض -مياة جوفية -امل أعمى -شبابيك جديدة
جميلة ومختلفة وعميقة.. كل قصة كانت ليها بعد وتأثير كبير، بالنسبة لي كانت تبدو فانتازية جاية من واقع حقيقي وبتحاول تتعامل مع شروخ كبيرة. قرأتها على فترة طويلة، بس مكنش ينفع غير كده لأن كل قصة مش هينة أبدا وبتقول كتير. هيقم الورداني دايما مميز ومختلف وبيعبر عن المشاعر والمواقف وردود الأفعال من وجهة نظر بحبها.
"لماذا نحن بحاجة إلى معاجم جديدة؟ من أجل تمرير التجارب التي تحملها اللغة من جيل لآخر نحن نعود دائمًا إلى المعجم وما ذُكر فيه لكن إلى ماذا نعود عندما نتناول المعجم بين أيدينا؟ هل نعود إلى الأصل؟ هل نرجع إلى صحيح اللغة؟ هل نَحِنُّ إلى الماضي؟ نحن نعود إلى المعجم لأننا على الأغلب وقعنا في أزمة، وأصبحنا بحاجة إلى مساعدة، فالكلمات كما نعرفها لم تعد تعني شيئًا"
لا شك في ان لغة الكاتب في غاية الجمال ، وفي وجهه نظري القصص لابد من مغزي وراء كتابتها ، وهذا لم يكن موجود في هذه المجموعة ، لَم أتعلق بها ، وَلَكِن اول قصة في المجموعة كانت عظيمة ، الباقي لم يعجبني . ولكن سوف أعيد قرأتها يوماً ما .
حسب ما أتذكر دي أول مرة أقرا فيها مجموعة قصصية وأكملها كلها، مش قادرة أحدد انطباعي عن الكتاب أو عن الكاتب، في حاجة غريبة بتشدني لهيثم الورداني، بقدر غرابة كتاباته بالظبط، في بعض القصص نفسي تتشال من دماغي كأني مقرأتهاش، وبعضها اسعدني، بس لا شك انهم من ضمن أغرب القصص اللي قرأها إلي الآن..