What do you think?
Rate this book
192 pages, Paperback
First published July 1, 1973
قَالُوٓاْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ ٱلدِّمَآءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖهل كان سؤال الملائكة هنا للاستنكار أم للتعجب؟! تعلمنا في حصة البلاغة أن هذه الصيغة للإثنين معا. و لكن هل يستنكر الملائكة على الله و هم في حضرته السماوية يحدثهم و يحدثونه بينما يستكتر البعض على الانسان الوقوع في الشك ناهيك عن الوقوع في المحظور؟ إجابتك و لابد ستكون حسب موقعك من الله و من الملائكة بل و موقعك من نفسك كإنسان.
إِنِّىٓ أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَهنالك ارتد الملائكة صاغرين مطأطئي الرؤس مرة أخرى مسلمين بأن الحكمة الإلاهية أعظم من أن تدركها رؤسهم سواء رفعوها أو أجبرت على الإنحناء.
إن مئات الخطايا الصغيرة التي نرتكبها بسهولة ويسر في المدينة ضد أنفسنا وضد الآخرين تتراكم على قلوبنا وعقولنا ثم تتكثف ضبابا يغشى عيوننا وأقدامنا فنتخبط في الحياة كالوحوش العمياء.
فالمدينة زحام، والزحام فوضى وتنافس وهمجية.
ولكنهم في الصحراء قلة، والخطايا الصغيرة تصبح واضحة تطارد من يرتكبها، ويصبح ضبابها على النفس أشد كثافة وثقلا، بينما تحتاج دروب الحياة في الصحراء إلى بصيرة صافية نفاذة لتجنب أخطارها.