"وأتممت الحج.. كانت الكعبة المشرفة لقاء، لقاء مع ذاتي.. كان طوافي بحثاً، ولما أن فرغت سعيت، وبعد السعي، انزويت جانباً أنظر إلى ما حولي وأتملى حياتي... قد كان لحجي ألا يكون إلا شعيرة. وفجأة، نعم، كماء يتفجر من الأعماق تحول رواء انبجس من داخل نفسي... كنت أشرب من ماء زمزم من كوب من ورق مقوى وأنا أنظر إلى جموع الساعين يمشون في رفق، ثم ما يلبثون أن يهرولوا. هل لكلّ ما أرى من معنى؟ وفجأة وقفتُ، وأنا أردد، بلى.. وهل الحياة إلّا تلبية لنداء الله.. له وحده لا شريك له.."
لم أقرأ قط أي كتاب لحسن أوريد، السبب الوحيد الذي جعلني أقرأ "رواء مكة" أن أبي رحمه الله كان قد بادرة بقراءته في الشهر الأخير قبل وفاته. لا أعلم إن كان والدي قد أتم قراءته أم لا، و لكنني شعرت بحنين لقراءة ما كان والدي يقرأه. فبدأت أقرا الكتاب رغم مستواي المتدني في لغة الضاد و قد أحببت الرواية و أسلوب الكاتب جدا. خصوصا أن الأسلوب يجعلك تلمس فكر المغربي الثري لغويا (الكتاب يشمل ثلاث لغات) و فكريا و روحيا. شكرا حسن أوريد... سأقرأ كتبك الأخرى جلها أو كلها
رحلة روحانية جميلة مع حسن أوريد بين شكه و وصوله للإيمان الحق للإيمان بأن الإسلام فلسفة حياة أكثر ما أحببت في الكتاب لغته العربية الراقية جدا و الإستشهادات الأدبية الغنية من كتب قيمة و أشعار خالدة
كان قرار قراءة (رواء مكة) قراراً فورياً جاء عقب نشر أحد الأصدقاء رابط تحميلٍ مباشرٍ الرواية، ولولا أني ضغطتُ على الرابط فوجدتُ الرواية جاهزةً للقراءة في جهازي لما فكرتُ في قراءتها ولما بحثتُ عنها.
ولا سبب لذلك إلا لأن عندي نفوراً شديداً من كلِّ ما له علاقةٌ بما يسمى (الترند) أو (البوز)، وأيضاً لأني أعيش حياتي الأدبية على افتراض أنه لا وجود - حتى الآن - لروائيٍّ مغربيٍّ حقيقيٍّ جديرٍ بأن يُنسب إلى فن الرواية! وهذه (رواء مكة) روايةٌ جمعت بين (البوز) وبين مغربية كاتبها، فكانت بذلك محتويةً على كافة عناصر التنفير التي من شأنها أن تبعدني عن قراءتها تماماً، لكني قرأتُها في نهاية الأمر على سبيل (الإطلالة السريعة) على الجديد الأدبي العربي عموماً والمغربي خصوصاً، مخالفاً بذلك عادتي وما درجتُ عليه.
والحق أني قرأتُ الرواية كاملة قبل أن أستمع لحديث المقرئ الإدريسي عنها والذي كان سبباً في شهرتها، وما من شكٍّ في أن المقرئ بالغ في وصفها مبالغةً شديدة، لكن ذلك لا يمنع من كونها روايةً ذات أهميةٍ كبيرة، وأهميتها نابعةٌ من موقع كاتبها نفسه حسن أوريد، بوصفه شخصيةً سياسيةً مثيرةً للجدل، ولأنه عاد من حيث لم يعد أحد تقريباً، فلذلك أمسى جديراً بكلِّ ما يكتبه أن يلفت إليه الأنظار، وأن يستثير فضول الجميع علَّهم يجدون بين سطوره من الأسرار والخفايا ما يشبع فضولهم النهم للاطِّلاع على الخبايا والكواليس السياسية المضروب عليها ستارُ الكتمان.
ولأني لا علم لي - إطلاقاً - بشأنٍ من شؤون السياسة، ولا اهتمام لي بها، وليست لي معرفةٌ مسبقةٌ بالكاتب ولا قراءةٌ لشيءٍ من أعماله، فإن قراءتي لـ (رواء مكة) هي قراءةٌ مبتورةٌ تماماً عن أي سياقٍ مرتبطٍ بها، ومراجعتي لها هي بالتالي مراجعةٌ انطباعيةٌ عابرةٌ لا أقل ولا أكثر.
تذبذتُ أثناء قراءتي لـ (رواء مكة) بين الحماسة حيناً والملل حيناً آخر، وهي في الواقع ليست (رواية) بقدر ما هي أشلاءٌ مبتورةٌ مجمعة من الخواطر والسيرة الذاتية، أو ما يمكن أن نسميه بـ (المكاشفات)، وفيها يروي لنا حسن أوريد مراحل انتقاله من الإلحاد إلى الإسلام عبر رحلةٍ سيق إليها إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج، وأستطيع أن أجمل انطباعاتي حولها في النقاط التالية:
- الرواية جميلة عموماً، ومليئةٌ بالإشارات الإيمانية العميقة والوصف الدقيق للتحولات النفسية، لكنها بالتأكيد دون ما وصفها به المقرئ الإدريسي، إذ يمكن أن نجد في بابها ما هو أفضل منها.
- أسلوب الرواية يتميز بالفصاحة وجزالة الألفاظ والاعتزاز الواضح باللغة العربية، ورغم أن كاتبها ذو أصلٍ أمازيغيٍّ إلا أنه أفصح بكثير من بعض العرب الخُلَّص، ولقد تعمَّد الكاتب التأكيد على هذه الحقيقة باستعراض عضلاته اللغوية على طول الرواية، وإتيانه بالغريب من الألفاظ العربية الفصيحة غير المشهورة، ولأن تراكيب الرواية في مجملها عصريةٌ وليست تراثية، فقد بدت تلك الألفاظ غريبةً مقحمةً على الأسلوب والسياق، كأنما وُضعت في مواضعها خصيصاً لجذب انتباه القارئ وحمله حملاً على الاعتقاد بثراء البضاعة اللغوية للكاتب.
- معظم (أحداث) الرواية تدور في داخل نفس الكاتب، فهي تُسمعنا الصدى أكثر من الصوت نفسه، لذلك نجد أن الأحداث والمواقف التي أثَّرت في الكاتب هي مواقف أخلاقيةٌ بسيطةٌ جداً، وشديدة الانتشار في المجتمعات الإسلامية، وربما يمرُّ بها معظمنا مرَّ الكرام، لكن صداها في نفس الكاتب هو ما جعلها مستأهلةً الكتابة عنها ووصفها وتسجيلها للتاريخ.
- رغم كل ذلك، تنبغي الإشارة إلى أن من المغالطة العظيمة اعتبار هذه الرواية فتحاً إسلامياً، أو النظر إليها على أنها تقدِّم صورةً صافيةً صحيحةً للإسلام، ذلك لأننا نلمس فيها خلطاً شديداً لدى الكاتب بين الدين الإسلامي والمجتمع التقليدي الذي عايشه في طفولته، حتى إنه لم يفتأ يرجع بنا إلى وصف مجتمعه التقليدي حتى في أواخر الصفحات، في إشارةٍ منه إلى أن عودته إلى الإسلام تجد جذورها في انتمائه الأصلي للقرية الساذجة، وهنا نلاحظ عند الكاتب ضبابيةً في الرؤية، وخلطاً بين التوحيد والشرك، وتهويناً من شأن التقاليد والأدعية الشركية التي ساقها في روايته بحسبانها جزءاً من التراث الذي عاد إليه بعد غياب، وإني لأعجب شديد العجب من المقرئ الإدريسي الذي لم يشر أي إشارةٍ لهذا الأمر في معرض تقريظه المبالغ فيه للرواية وصاحبها!
- لم يعجبني، إطلاقاً، ما فعله الكاتب في ختام روايته من الحديث على لسان بعض الصحابة الكرام. ووضعُ الأحاديث على لسان الأنبياء والصحابة شيءٌ مرفوضٌ تماماً، فكيف إذا كان ذلك خدمةً لأفكار الكاتب وآرائه السياسية؟ نعم لا يمكن أن يُقبل بحالٍ من الأحوال أن يُنطِق الكاتب صحابياً جليلاً بتوجُّهاته الخاصة، ويزداد الأمر نُكراً حين يكون ذلك بلغةٍ عصريةٍ لا تليق - مهما بلغت - بعصور الإسلام الأولى، ولقد ظللتُ مستمتعاً بالرواية حتى جاءت تلك الفقرات في ختامها فنغَّصت علي قراءتها، خاصةً وأني شممتُ فيها (رائحةً سياسيةً) خبيثةً كانت قد بدأت خافتةً في الصفحات الأولى، ثم فاحت قويةً نافذةً في الصفحات الأخيرة.
رواية (رواء مكة) هي روايةٌ ذاتيةٌ تخفي حمولةً سياسيةً ثورية، ومن الخطأ اعتبارها مرجعاً إسلامياً أو أخذُ ما فيها على أنه تعبير عن صورة الإسلام الحقيقية، وإنما هي أحداث ومواقف وخواطر تخصُّ كاتبها وحده، قد شاركنا إياها مشكوراً، وبلغةٍ عربيةٍ ثريةٍ أنيقةٍ يُستفاد منها، رغم كل ما في السطور وما بين السطور من إشاراتٍ ومواضيع تطرح كثيراً من علامات الاستفهام، وعلامات التعجُّب.
*اقتباس : "أشعُر بسكينة تنزل على نفسي التّعبة بعد أن هدّها اضطِراب الرّوح "
يالها من رحلة روحانية تناسِب جوّ هذا الشّهر الفضيل .. هي سيرةٌ روائيّة يحكي فيها الكاتب عن تجربته الشّخصية في الحجّ وكيف غيرت هذه الرحلة -التي لم يخطّط لها - معتقداته من الشّك و بداية الإلحاد إلى الإيمان المطلق و مصالحته مع الإسلام الصّحيح .. وبين ماضيه و رحلة حجّه هاته سوف يستدلّ بشخصيات تاريخية معروفة ربّما سلكت نفس طريقه أي من الشّك إلى اليقين أو من الكفر إلى الإسلام.
رواية فعلا أقلّ ما يقال عنها أنّها مذهلة وأخّاذة وأجمل ما فيها أنها حقيقيّة .. حقيقيّةلدرجة أنّها قد تغيّر في نفس القارئ الكثير ..
أنا منبهرة جدا بأسلوب الأستاذ حسن أوريد .. من حيثُ اللغة العربية والفصاحة والأسلوب .. روايته هذه قد تكون بداية كي أقرأ المزيد من أعماله .
لا ترحل عن هذا المكان الي أن تتحول" " كتاب سيرة ذاتية في قالب روائي للكاتب المغربي حسن أوريد يحكي فيه تجربته الشخصية ورحلته الي أداء مناسك الحج وكيف أثرت هذة الفريضة علي أفكاره ومعتقداته، يرصد الكتاب التحولات الفكرية والروحية العميقة لهذا الرجل المثقف العلماني ورجل السلطة الذى لمع نجمه في الأفق وهو الذى عاش شرخ شبابه كله فى براثين الإلحاد تأتي تجربة الحج لتعود به الي نبع الإسلام بعد فراق طويل.
"لست أملك وسيلة عما اعتمل فى أعماق نفسي. وليس لدي أى وسيلة للتدليل العقلي لما وقع. فلست أستطيع إلا أن أتحدث عن تجليات ما وقع. أما ما وقع فهو نور يقذفه الله في قلب المؤمن أو هو طائر يحط على عرش نفس الإنسان"
الكتاب جميل جداً وأكثر شىء أحببته هو حديث الكاتب مع نفسه او صدي صوته بالإضافة إلى أسلوبه القوي والرصين وجزاله تعبيراته وألفاظه
في رحلة روحانية فكرية، يصطحبنا حسن أوريد معه بعد أن تملص من قبضة شيطانه الداخلي وأغلال علمانيته، ليشاركنا تفاصيلها الصغيرة قبل الكبيرة وأفكارها البسيطة قبل المعقدة. هي رحلة بدأت بنذر لحج بيت الله عز وجل، وانتهت بحج لله سبحانه وتعالى. نذرٌ نفذه الكاتب لأنه "يحب أن يكون صادقاً مع نفسه" فكانت نفسه صادقةً معه وأرشدته إلى طريق الإيمان. هي إذا�� رحلة كما يصفها د. مصطفى محمود في عنوان كتابه "من الشك إلى الإيمان". بالمناسبة، هناك تشابهٌ كبير بين الكتابين في جوهرهما وجدِّهما، كلٌّ بطريقته وأسلوبِ سَعيِه لإيجاد ذاته وأجوبته وطمأنينة فؤاده.
هو إذا صراعٌ داخلي بين نداءات العقل وأهواء النفس، بين مغريات المعصية وهدى الدين، وبين همزات الشيطان وإشراقات الأيْمان. هذا الصراع الذي تابعناه عن قرب في هذا العمل الأدبي والذي كان الحج هو الفاصل بين طرفيه.
• قوة أدبية وأصالة عربية
مما لا شك فيه أن هذه السيرة يمكن أن تعتبر واحدةً من أقوى الأعمال الأدبية المغربية لغوياًّ، فقد استعرض الكاتب هنا رصيده اللغوي واجتر لنا من جذور المعاجم أصعب المصطلحات وأنذر الكلمات بشكل يُنِم عن حبه للغة الضاد ومدى تمكنه منها، وإن كان والحق يقال يظهر في بعض الفقرات أن الأسلوب مفتعل وأن الكاتب بدل مجهوداً ليثير إعجاب القارئ، فبقدر ما كان الأمر ممتعاً في كثيرٍ من الأحيان فإنه كان مزعجاً في بعضها ؛ كون أنه يُعسِّر من القراءة ومتابعة الأحداث. لكن، يبقى الأمر نقطة قوة تحتسب لصاحب العمل ؛ ذلك الأمازيغي الذي ما فتئ يعبر عن حبه للعربية وحرصه على تجاوز الصراع القائم بين "اللغتين" أو "الفريقين" والذي عبر عنه بصريح العبارة بين ثنايا خواطره.
إلى جانب الرصيد اللغوي، يملك الكاتب رصيداً معرفياًّ تُفتَح له الأفواه تعجباً وإعجاباً. فنلاحظ في هذا العمل - خاصة في الفصل الأول - مجموع المراجع والكتب التي تضمنت قراءاته ومطالعاته والتي صرح بطريقة غير مباشرة أنها تشكل الدعامة الأساسية لتبلور أفكاره ونشوء فكره. لكن، وبالتذكير أن العمل الأدبي هاهنا هو سيرة روائية وليست مذكرات شخصية خاصة ؛ أي أن الكاتب وإن كان يخاطب نفسه ودواخله فإنه يوجه أفكاره للقارئ وعقله، فقد كان لزاماً عليه أن يعي إمكانيات هذا الأخير وحدوده، بحيث أنه قد لا يكون قرأ أو اطلع مسبقاً على الكتب المذكورة، وبالتالي لن يستطيع - حتماً - فهم الاستشهاد الذي يحاول الكاتب التعبير عنه، وبدل غاية تقريب المعنى يحدث بذلك نقيضها. للأمانة، فقد عانيت الأمر شخصياً أثناء القراءة.
في نفس السياق، يجب الإشارة إلى نقطة أخرى أثارت انتباهي وهي العرض الشكلي للعمل، فنمط الخط واستخدام علامات الترقيم بتقديم جمل قصيرة جداً كان شبيهاً بشكل كبيرٍ بالأعمال المترجمة. ظننت في البداية أن الخطأ ربما من نسخة السيرة الروائية التي أملكها أو أن العمل نفسه نقل إلى العربية، لأفاجئ بعد بحثٍ ألا هذا أو ذاك صحيح، وأن العمل أصلي بما هو عليه. الأمر لم يكن متناسباً أبداً مع متانة اللغة والمعرفة التي قدمها الكاتب، فكأنه يكتب في الآن نفسه بعربية قوية وبأسلوب شكلي أجنبي.
• تشتت أفكارٍ وغموض أفعال
تركيبياٌّ، قدم الكاتب أفكاره على شكل مجموعة من الفصول والفقرات، والتي، وإن تعددت، يمكن تقسيمها لثلاث مراحل، أو لنقل ثلاث محطات كبرى. الأولى هي محطة ما قبل الحج والتي كانت تمتاز بتذبذبٍ في العقيدة وضعف شديد في الإيمان، كون أن الدين بالنسبة للكاتب لم يتجاوز كونه طقوساً روتينية. حاول الكاتب أن يتطرق إلى مجموعة من الأمور الحياتية التي كانت تقف وراء معتقده هذا، فتحدث عن العائلة وعن منصبه وصداقاته وطفولته وغيره. لكن، بقدر ما كان التشتت واضحاً في الأفكار فقد كان مزعجاً في الأسلوب وطريقة العرض ! حيث أن النقلات بين حاضره الذي يفترض أنه الاستعداد لإقلاع الطائرة وذكرياته التي يُقدَّر أن تُمَهِّد للأحداثِ وتُشكّل بداية فهم الشخصية لمتابعتها كان غير موفق وغير سلس ؛ فالقارئ يجد نفسه أمام قصاصات مبعثرة دون أن يتضح المغزى وراء ذكرها وتقديمها. وما يزيد الأمر ثقلاً كوننا نتحدث هنا عن الصفحات الأولى للكتاب والتي إن جذبت القارئ أتمم قراءته وإن نفرته تركه. وبالتالي، فمن المغامرة أن يستعرض الكاتب أفكاره دون تركيب أدبي محكم وواضح.
في المحطة التالية، محطة الحج، نلاحظ أن الكاتب استطاع تدارك مشكلة الأسلوب الأدبي، فقد عمد على كتابة أفكاره على شكل مذكرات متسلسلة ومؤرخة خلال فترة تواجده بمكة المكرمة لأداء مناسك الحج. هنا، بدأت أولى لبنات الإيمان في التشكل، وبدأ أوريد مخاطبة ذاته وإزالة غطاء الإلحاد والتعنت، صارع نفسه وحاجّها كثيراً وإن لم يوضح ذلك بالشكل المطلوب، فقد ركز في هذه المرحلة على تقديم تلك المظاهر البسيطة التي ظلت عالقةً في ذهنه وشكلت نواة تفكره الداخلي ووصف أحداث الحج نفسه وصور احتكاكه ببقية الحجاج وما صاحبها من مواقف.
عاد أوريد من الحج، عاد ولم يعد شيطانه... في المحطة الأخيرة، محطة ما بعد الحج، وصف الكاتب بطريقة ذكية بوادر اكتمال الإيمان وتشبث العقيدة والفهم الصحيح للإسلام، فالتحدي ليس إيجاد الذات، كون أن الأجواء الروحانية للحج والنية الخالصة التي صاحبت أوريد خلال رحلته كانا كفيلان بحدوث ذلك، وإنما يكمن التحدي في الحفاظ على هذه الذات وإيمانها عند العودة إلى البيئة الأولى التي كانت قبل شهر تقريباً هي نفسها بيئة الإلحاد ومكان سيطرة الشهوات الدنيوية. هنا، نتابع عن كثب الصراع الذي مازال قائماً بين أوريد وذاته، والذي كانت الغلبة في آخره لصاحبها الذي قرر العودة إلى بيئة طفولته، ليوضح أنه استطاع أخيراً أن يخسر دنياه بكل مغرياته الزائفة ليكسب دينه بكل جزاءاته المضمونة. قد يرى البعض في الأمر انتصاراً وقد يراه البعض الآخر انسحاباً من المواجهة إذ كان من الممكن أن يستمر في حربه ويسعى إلى إحداث تغيير في بيئته بدل التخلي عنها. بين الاثنين يظل اختيار الكاتب منطقياًّ ومقبولاً بالنظر إلى شخصيته، ما كان عليه وما يصبو إليه.
في المجمل، العمل مقبول. لكن يظل عتبي قائماً على نقطتين أساسيتين. أولهما تتمثل في ذلك الرابط غير المنطقي الذي يحاول الكاتب أن يخطه بين الدين والتقاليد، والذي أوضح معالمه حتى آخر الصفحات ؛ إذ حاول في كل مرة أن يعود بنا إلى مجتمعه التقليدي المتحفظ بكل ما كان به من بدع ومغالطات، في إشارة منه إلى أن أصول إسلامه تمتد إلى انتماءه الأصلي وما تربى عليه من "إسلام موروث". أيضاً، من الأمور التي لم أستطع تقبلها في أواخر الصفحات تجرؤ أوريد على الحديث بلسان بعض الصحابة الكرام ! فالأمر مرفوض، بالنسبة لي، دينياًّ وأخلاقياًّ، لا يمكن بأي شكلٍ من الأشكال أن يكون موضوع تخيل أو قبول ؛ فلا اللغة كلغة ذلك الزمان ولا الحوار قابل للتحقق بأي منطق كان، فتنطيق الصحابة رضوان الله عليهم بكلام يخدم أفكار الكاتب الشخصية وتوجهاته الخاصة مهما كان نوعها أو الغرض منها هو تطاول غير مبرر منه. هذا الأمر تحديداً كان بالنسبة لي كتلك الشوكة التي علقت في حلقي فور الانتهاء من وجبة دسمة، والتي مهما كانت شهية إلا أنني لن أتذكرها إلا بتذكر تلك الشوكة !
تعرفت على الرواية من خلال الشيخ أبو زيد المقرئ الإدريسي في برنامج سواعد الإخاء. لم أستطع انتظارا فقمت بتحميلها فورا، وشرعت في القراءة فور الانتهاء من تحميلها القراءة أخذت مني ثلاثة أيام، رغبت حقا في الاستمتاع بالرواية، والحروف، والبلاغة ورغبت بالوقوف كل مرة للتأمل الرواية تحكي قصة أستاذ أمازيغي فاضل من رجال الدولة في المغرب هو الأستاذ حسن أوريد الأستاذ حسن كان علمانيا ملحدا يعتبر الدين مجرد طقوس فقط لطالما رغبت في الاقتراب من اخوتنا الأمازيغ لمعرفة سبب نفورهم من اللغة العربية والدين وسهولة استدراجهم واستخدامهم في المشروع العلماني، رغم أن آباءهم وأجدادهم كانوا من أحاسن المسلمين أخلاقا وتدينا الرواية شبيهة جدا برواية مالك بن نبي (لبيك حج الفقراء)، وجميل حقا لمن يود تأدية مناسك الحج أو العمرة أن يقرأ هكذا أعمال، ليفهم فلسفة الحج بعيدا عن التقليد والمحاكاة فقط.ويتذوق حلاوة العبادة فيحصل التغيير ويحوز الأجر والثواب. الكاتب أبدع في التحليق بنا في جو ايماني مهيب ونجح في إرواء عطشنا بحروف ومعان صافية كماء عذب زلال الرواية ككل رااائعة وتحتاج الكثير من وقفات للتأمل ومراجعة الذات وقراءتها سترفع حتما من رصيدك الايماني الشيء الوحيد الذي لم يرقني في الرواية التوسل بالأموات والأضرحة ، ليت الكاتب لم يعرج على ذلك مالفت انتباهي في الرواية وهو ما يشكو منه جل الحجيج طريقة تعامل القائمين هناك على المشاعر المقدسة وجلافتهم وشدتهم على الحجيج، وهذا أمر ذكره الشيخ البشير الابراهيمي أيضا لكن الأمر مختلف في المدينة فالمعاملة هنالك يغلب عليها الطيبة والإحسان. أمر آخر لفت انتباهي هو عولمة مكة والترسانات الاسمنتية التي قزمت الكعبة بسبب علو الأبراج والأضواء والزينة التي تنسيك الخشوع والسكينة تماما، وهو ما ذكره الكاتب علي عبد الرؤوف في كتابه من مكة إلى لاس فيغاس(عولمة المدينة المقدسة) وهو الأمر الذي لم أوافق عليه الكاتب علي عبد الرؤوف في البدء، من باب حسن الظن ومن باب أن الطبيعة الصخرية لأرض مكة تحتم التوسع عموديا بأبراج ضخمة كتلك التي بناها آل سعود، لأنهم لا يستطيعون التوسعة أفقيا فهي شاقة ومكلفة كونها جبال صخرية وصخور عملاقة غير ذلك الرواية قادتني لمذكرات ايزابيل ورحلة ليبولد فايس إلى الحج والتي قرأتها منذ زمن مضى لكنني نسيتها، وعلى هذا أنوي العودة لقراءتها نسأل الله له ولنا الثبات #شموسة
ضعف في التجلية عن الأفكار، وضعف في التعبير عنها. الكتاب لو تخلى عن نقلاته المشتتة للقارئ ربما سيكون أفضل. لكن لا يعني أنه لا يوجد فيه أي جانب إيجابي، يوجد بعض العبارات التي تبعث على التأمل والتفكير .. ولكن لدي بعض الملاحظات منها ما قلته في الأعلى وهي ما خفضت التقييم.
صراع داخلي بين نداء العقل وهوى النفس، بين عزائم الإيمان وغوايات المعصية، بين إشراقات الطاعة وهمزات الشيطان .. ومضات إيمانية في جنبات نفس تبحث عن الطريق القويم وتجد ضالتها في رحلة حج إلى مكة المكرمة
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) رواه البخاري ومسلم هذا الكتاب عبارة عن خواطر ، عن هجرة هاجرها الكاتب بحثا عن الدين الحق، هو مجموعة من الأفكار المتضاربة بين الدين و العقل، بين الطقس و المنطق، بين الخرافة و الواقع، بين الشرق و الغرب. الكتاب جميل و يعطيك أرضية للبحث و التنقيب أكثر عن كل من ذكر في النص، ايزابيل ايبرهارت، محمد أسد، الشيخ الجزولي، و غيرهم، مرورا بالصحابة الأجلاء عمار بن ياسر، بلال بن رباح، ... الكاتب ذو خلفية أيديولوجية معاصرة، دارس للغات و متحدث بها، قارئ شغوفة، هذ�� عدا عن كونه صاحب مكانة مرموقة في المجتمع المغربي، لكن هته النقاط لم تزد النص غير جمالية و اقناعا، لأني استطعت أن أحس مدى جرأة الخطوة التي خطاها، و صعوبة الهجرة التي هاجرها في وسط مادي يعشق السلطة و المظاهر. الكتاب نص فلسفي بامتياز، أنصح بقراءته.
#ماذا_تقرأ السيرة الروائية #رواء_مكة للكاتب المغربي #حسن_أوريد ، وهي رواية صادرة في عام ٢٠١٧ م بعد أن حسبها الكاتب في أدراجه قرابة الخمس أعوام ، الرواية توثق مرحلتين وجوديتين عاشهما الكاتب ، مرحلة ما قبل هدايته واقتناعه بكثير مما جاء به الإسلام وحياته البهيمية ، ومرحلة بعد الحج أو ما بعد هدايته والتغيير الجذري الذي طرأ على حياته على غير اختياره . الرواية تميزت بسردية ذكية وثقت الأحداث في فصول متفاوتة وعقبها وضع خاتمة وتداعيات ثم أقفل الرواية بحنين إلى مكة وكان فيه ذكياً من خلال توظيف اُسلوب بارع في لقاءات متخيلة مع عدد من الصحابة أثناء رحلته لمكة وكل منهم بحسب ما واجه وعانى من أجل الاسلام . الكاتب يوثق فكره عن الحج في هذه السيرة الروائية وأنه ليس مجرد خرافات كما يزعم بل هو فيصل بين حياتين ، وتحقيق لغاية وجودية مناط بها البشر جميعاً .
مؤلف الكتاب المفكر المغربي حسن أوريد يحكي قصته في الانتقال من حياة إلى حياة أخرى، من حياة الابتعاد عن الدين إلى حياة اكنشاف الدين مرة أخرى، من حياة العمل في بلاط الملك حيث نشأ طالبا في المدرسة المولوية، إلى حياة الدراسة والثقافة في فرنسا، إلى العمل الديبلوماسي في ارجاء العالم، وانتهاءا بالمسيرة الثقافية العلمي بعيدا عن الألقاب والبروتوكولات. كما يحكي بشجاعة انتقاله من عالم اللهو والترف وشعوره بصحوة دينية كان سببها زيارة الرسول الأكرم وحج بيت الله الحرام. ما يميز الكاتب لغته الجميلة والراقية وكذلك غزارة معلوماته الأدبية والثقافية. اتطلع بكل شوق لقراءة كتب أخرى من تأليفه.
رواء مكة لكتاب مغربي ,, الكتاب ألقى اقبالا كبيرا لدى القراء في كافة البلدان هذا ماجعلني اقرا الكتاب بدون تردد وبحماس كبيير ةمما لاشك فيه أيضا أن الكاتب هو مؤرخ مغربي وسياسي معروف في المغرب ومستشار سابق للملك محمد السادس الكتاب كما سماه صاحبه سيرة روائية .. يصف فيها رحلته من الشك إلى الإيمان كتاب يواجه الحرب الفكرية التي يبثها أعداء الدين في النفوس حيث " الشك والتشكيك " الدائم بالأقوال والكلمات والتلاعب بالأفكار لتضليل العقول. أحسست فعلا ان الكتاب قيم جيدا خصوصا وان الكاتب يتكلم عن تجربته لاداء مناسك الحج واي فريضة سيؤديها انسان يعتريه الشك في ايمانه ودينه هنا بدأت رحلة التغيير رؤبة الكاتب وتفسيره لكل المناسك من خلال نظرته للاسلام على انه دين تعامل وتسامح واخلاق قبل كل شيء ,, رحلته في مكة والتقاءه بمختلف الاجناس والبشر هذا ما خلق التشويق في الكتاب بعد ان حذثنا عن معتقداته السابقة وحذاثية افكاره وابتعاده كل البعد عن قيم الاسلام ومبادئه والاجمل من ذلك التأملات في اثام النفس والتوبة وتصحيح مفاهيم الدين و مصالحته مع الإسلام الصّحيح والرجوع الى الاصل بعد اقتناع
قراءتي لهذا الكتاب جعلني اكتسب مصطلحات جديدة من لغتنا العربية الغنية بكلمات دقيقة بمعاني مختلفة والعبارات الفخمة جداً والتي تعذّر عليّ أحياناً فهمها ونجح في إرواء عطشي بحروف ومعان صافية كماء عذب زلال وهذا ان دل على شيء فانه يدل على عمق معرفة الكاتب بالعربية، وكذلك شغفه بالشعر العربي الأصيل وهذا ما أبحث عنه في كل الكتب التي اقراها معان جديدة ومفاهيم مختلفة
اليكم بعض الاقتباسات من الكتاب
" الإسلام لا ينبغي أن يُرى كمجموعة طقوس و عبادات، ولكن كفلسفة، إسلام أمور الذات إلى مسارٍ يتجاوزنا....." لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يُحب لأخيه ما يحب لنفسه" ..هو ذا الإسلام، و هو أمر يوجد في كل الأديان
" يبدو الوجه الآخر لمكة على المرتفعات، و حضن الجبال و البنايات التي تحيط بالحرم: بنايات متواضعة جدا تشبه بنايات مدننا الصغيرة أو أحيائنا الشعبية..هناك مكان للعلية من القوم، أصحاب " السياحة الروحية" ، ثم هناك أماكن " للرعاع" من مختلف الشعوب الذين يأتون " ليكفِّروا عن خطاياهم و ذنوبهم" و ليعودوا " كما ولدتهم أمهاتهم" ..لا وسط و لا توسط. فوضى عارمة، و قداسة مثلومة. بالتجارة التي تحيط كحلقة أو عقد بمحيط الحرم
ما سمعتها عنها كان اكثر مما وجدته !! لا تصنف في الأدب الروائي إنما هي تأملات و خواطر مبعثرة تحكي تجربة شخصية لمسلم استعاد ايمانا فقده .. تفتقد للترابط. . ..اسلوبها اللغوي جيد و فيها بعض الاشراقات المميزة و هذا ما جعل التقييم 3نجوم ..في الكتاب بعض المخالفات العقدية كالاستغاثة بغير الله عز وجل
رافقني هذا الكتاب في رمضان ويالها من سيرة روائية باذخة تسري في أعماق النفس أحاديث كاتبها وعوالمه وتحوله من رشفات الحياة ورغباتها إلى رواء مكة حين قرر الوفاء بنذره للذهاب للحج. " كنت كريشة، أشعر بخفة، وأشعر بحيوية " ويستدرك هذه النقلة في حياته حين قال:" لقد تحولت ، وتذكرت تلك المقولة التي كنت قرأتها في دير الراهبة حريصا في أرباض بيروت : لا ترحل عن هذا المكان إلى أن تتحول " وببساطته وتكشفه في سيرته، يكشف لنا حسن أوريد مراحل الطفولة والشباب ودوائر التأثير في حياته وقربه من جدته التي زرعت فيه بذور الإيمان وبكائه عليها. كذلك أثر معلميه في نشأته والصراعات الفكرية التي عاشها وأخيرا عوداه للنبع وللأصل كان ذلك متمثلا كله بعد زيارته لمكة وحجه يختمها هنا " أي نعم، لم يكن حجي مُكاء، ولا تصدية.. كان لقاء، لقاء ذاتي" هو في الحقيقة حج أراد به "اكتشاف المرء لذاته" يالها من رحلة رافقتني نهلت منها مشاعر وأفكار ولمست صدقه حتى أن لغته في السرد تغيرت قبل الذهاب وبعدها . ماذا تفعل مكة بزائرها؟ بشائر الاقبال بقلب نقي ونية صادقة ، أخرج لنا الكاتب تجربته ولامست شغاف قلبي. شكرا لك وشكرا لأخي رحمه الله عرفني بالكتاب ولم يتسنى له قراءته فأخذته بيدي مستدعية ذكراه الطيبة وحبه للكتب ومكة المكرمة مكان مولده.
كتاب سمعت عنه الكثير ودفعني الفضول لقراءته، هو سيرة ذاتية يروي فيها الكاتب رحلة عودته إلى الله. الرواية جميلة جدا. الكاتب ترعرع في عائلة محافظة متشبعة بالدين والدليل على ذلك ذكرياته مع جدته ووالديه، لكن الحياة أحيانا تضطرنا، لن أقول، الى التنكر ولكن الى الابتعاد عن المسار الصحيح فنحتاج الى صدمة او دفعة تعيدنا على صراط مستقيم. الرواية مكتوبة باسلوب رائع ولغة عربية صحيحة صرنا نشتاقها، انا شخصيا أعادتني لزمن جبابرة الأدب العربي. كتاب راق لي وأتمنى أن يروقكم.
لا أدري وصفاً للإنطباع الذي تركتهُ الرواية بي. لولا سلاسةُ اللغة وبلاغةُ التعبير ما كنت لأنسُب هذه الرواية لأوريد، وما كنتُ لأحسبها إحدى كتاباته.
كانت الصفحات الأولى مميزة جدا، وبدتْ، مثلما هي كتابات أوريد دائما، نصوصاً لا تدعُك تضعها جانبا قبل أن تُنهيها. وافتُتِحتْ بمواضيعه المفضلة دائما : الأندلس، حب المغرب، الاعتزاز بالهوية الأمازيغية، تميز العمارة الإسلامية والحرف العربي، التصوف والسياسة. إلاّ أنه سُرعان، ويا عجبي، أن تحوَّل النص الى ما يبدو سرداً، خواطراً، حشواً لغويا فحسب، وكأنما هو مجبرٌ على إصدار رواية، أو مضطرّ للكتابة في موضوع الإسلام بالذات.
سمعتُ عن الرواية الكثير، وأردتُ أن أقرأها، ليس فقط بسبب الضجة التي أحدثتها، وإنما، أولاً، لشغفي الكبير بأوريد، وإعجابي به ككاتب معاصر مُلمّ بميادين شتّى، ومحدّث مُبهر، يَملُكُك حديثه المباشر المسترسل باللغتين العربية والفرنسية بفصاحةٍ قلّ نظيرها. وثانياً، لأن تيمة الرواية تعنيني الى حدّ ما، وكنت آملُ أن أجد فيها ما عدِمتُه في غيرها. إلا أنها خيّبت ظني.
أوريد، الذي اضطر الى الذهاب الى الحج مكرهاً بعد نذر قطعه على نفسه، يروي كيف أن حجّتهُ تلك كان سبباً في عودته الى معين الدين الإسلامي وكانت رَواءاً لما بنفسه العطشى من ظمأ وتيه.
قطيعة أوريد مع الدين ابتدأت أول شبابه ، بعد أن كان أحد أسبابها فقدانه لأخيه، وتضرعه الى الله أن يجده دون جدوى. لم يكن يشعر بحاجة، بعدئذ، الى السماء ما دامت السماء لم ترأف به ولا بعائلته المكلومة بفقد ابنها. يصف هذه الفترة بقوله "وبدأتْ حياةٌ متمردة من حياتي.. ولم أكن أقدر يوما أن تشطح بي". ينصرفُ أوريد الى حياة المجون والتنكر لكل ما هو ديني وروحاني، بعد أن يبني معتقدات جديدة قوامها الفكر الغربي العقلاني القائم على الاستدلال والبرهان.
فترة الحج كانت سببا في عودته الى سيرته الطفولية الأولى حيث دأب على الذهاب للمسجد ومرافقة جدته لضريح أحد الأولياء، من أجل الذكر والتقرب لله. انتقاله المباشر الى التدين مجددا، لم يبْدُ لي تحولا بالشكل الذي تخيلته، وإنما ربط القطيعة بالعودة بجملٍ متراصة لم تُشبع ما كنت بحاجة لإيجاده. يصف التحول ب "ليس لدي وسيلة للتدليل العقلي لما وقع" بيد أنه يستشهد بقول مولانا الجيلاني " الايمان طائر غيبي ينزل من أفق، يختص برحمته من يشاء، يسقط على شجرة قلب العبد، يترنم له بلذيذ لحونه". هكذا وصف تحوله المفاجئ وما تلا هذا لا يعدو كونه حشواً بالنسبة لي.
تعبيرا عن وجهة نظري أقول : غن هذا الكتاب كتاب كتب بقلب، لهذا يستحث قلب القارئ بمجرد أن يفتتح صفحاته الأولى إلى الانغمار في معانيه .. كتاب فيه إبداع ظاهر ، فيه صراحة نقية صافية ، فيه تعبير عن تلك الصورة النورانية التي يفعلها الرجوع إلى كنف الله تعالى في التائبين .. في جعبتي كثير من الكلام أريد البوح به تعبيرا عن حبي لهذا الكتاب لكن لعلي أنشط لذلك في قابل الأيام .. أشكرك جزيل الشكر سيدي أوريد على هذا الكتاب الجميل..
احترت كثيرًا في تقييمه، فهناك أجزاء أعجبتني ، وفقرات جعلتني أفكر مليًا في ترك القراءة، الكتاب أقل من المتوقع، .. أظن أن الكتاب سيكون أجمل في نظر سكان المغرب العربي، فأنا لم أندمج كثيرًا مع شرحه للمناطق والعادات ، ربما للبعد الجغرافي الكبير بيننا ، لكن استشهاداته من بعض الكتب التي قرأتها ساهمت كثير ا في اندماجي، مثل حديثه عن مليكة اوقفير ، ومحمد أسد، وأحيانًا كنت أستعين بالعم"جوجل " لأفهم بعض الأحداث، أو بعض الكلمات، مثل كلمة "المخزن"! لم أستطع فهمها حتى استعنت بجوجل ليترجم لي!!
عربيته ثقيلة ومتكلفة نوعًا ما، ولعلها في نظر غيري رصينة وجميلة وقوية، لكني أحسست بالتعب عند القراءة، ذكر بعض السلبيات في الحج وكانت واقعًا ، ولكن بعضها لم ترق لي !
بشكل عام الكتاب بدايته أجمل من نهايته ، والدعوة فيه إلى التصوف كبيرة! من استغاثة بالأولياء والتعلق بالمشايخ وهو ما لمسته في النهاية
في برنامج معروف تم مدح الكتاب بشكل كبير، وسمعت المدح بعد قراءتي للكتاب فكدت أن أغير رأيي وأزيد عدد النجوم، لكن يبقى في النهاية لكل إنسان وجهة نظره وما يعجبني ليس بالضرورة أن يعجب غيري
يمكن القول إنها النسخة المغربية من كتاب (رحلتي من الشك إلى الإيمان)... يحكي رحلة الكاتب من عالم السلطة والمال والأفكار الغربية العلمانية إلى عالم البساطة ونور الإيمان...وذلك عن طريق حجة لمكة المكرمة(غير مرغوب فيها بادئ الأمر)... لكن الطريقة التي تناول بها الكاتب روايته غير ذات جاذبية، إذا استثنينا اللغة...
متحامل على الخليجيين بشكل ملفت .. يحكي تجربته من الغواية إلى الهداية بطريقة سطحية بعض الشيء، حتى تجربته الروحانية في مكة هي أشبه بحفلة نقد وتلمض أكثر من كونها تجربة روحانية حقيقية .. اخترت العنوان وقرأته لأني سمعت عنه في برنامج أسمار وأفكار، وأن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه !
أول قراءة لأوريد وإنها لمن أعظم من قرأت. سيرة ذاتية تحمل في طياتها الكثير من التجارب التي مر منها الكاتب، حيث جعلنا نشهد على التغيير الذي عاشه منذ زيارته الى مكة المكرمة. جعلنا نعيش التغيير الروحاني وكيف بدت الدنيا له بعد زيارته الى ذلك المقام المبارك. صحيح، أن أبواب التوبة دائما مفتوحة ولكن القليل من الناس من يتجه إلى الله بقلب عامر بالمعاصي والسيئات والعودة منها كأنه ولد من جديد. أول مرة أدرك أسلوب كاتب مغربي بقلم عربي فصيح يصعب قراءته، ما عهدت هذا من كاتب تعلم الفرنسية والانجليزية وأمازيغي الأصل، عادة أعيش هذا مع المنفلوطي، الرفاعي... وغيرهم، ولكن أوريد أبدع في رواء مكة سردا وكتابة وحتما هذه لن تكون أول مرة اقرأ له.
رحلة قلب وعقل من ضفة وظلمات العلمانية والنفور من الاسلام إلى واحة وبر الايمان والأمان،، رحلة وعودة إلى الذات عبر رحلة حج يروي تفاصيلها المؤلف وعن مدى تأثيرها،، أكثر ما أعجبني هو تصوير المؤلف للصراعات الداخلية التي انتابت نفسه بعد التوبة من ذاته القديمة وهوى نفسه. أسلوب المؤلف الأدبي عذب جداً.
رواء مكة سيرة ذاتية للكاتب حسن أوريد، يحكي فيها عن بعض مراحل حياته، طفولته، تعليمه، فترة عمله كوالي في مكناس(المخزن-السلطة)...، و يحكي عن رحلته الى مكة من أجل أداء فريضة الحج، يحكي عن يومياته في مكة و ما جاورها، علاقة الانسان المسلم بأخيه المسلم، جمالية دين الاسلام و مفهوم الحج، مفهوم مناسكه...و مدى التغيير الذي يمكن أن يُحدثه الاسلام في قلب و حياة المؤمن المخلص. تساءلتُ لماذا يقصد أغلبية المسلمين الحج الى بيت الله في عمر يفوق الأربعين؟ لماذا بعد الحانة و الخمر و عادات أخرى مكروهة في الاسلام يأتي طلب الغفران أو البحث عن ذلك الصفاء و الخشوع الذي يملأ القلب المؤمن و هناك من يجدهما في أداء فريضة الحج و المرجو منها طلب غفران الله، و ربما بدأ صفحة جديدة بيضاء بقلب مؤمن! إلى ماذا يدعونا الكاتب بالضبط من خلال اعترافاته هذه؟! هل يطلب غفران (القارئ / المواطن المغربي) حين كان جبارا بفعل السلطة ، أو يشير الى أنه إنسان صالح مسلم و مؤمن و لا يريد لأخيه المسلم إلا ما يريده لنفسه؟! أو يتباهى بمستواه العلمي و الفكري و يستعرض بلاغته في اللغة العربية التي تتحول أحيانا الى لغة صعبة بالنسبة لي شخصيا. حتى الأديب طه حسين كان رحيما بالقارئ. و هل بذكر الله سبحانه و كلامه كثيرا في السرد يَظُن الكاتب أنه سيُقنع القارئ!؟ ماذا يريد حسن أوريد ؟! حتى الكتاب مُرقم كما يُرقَّم القرآن المقدس. عموما الكتاب لا يخلو من نظم فلسفي للحكي، و حسن أوريد من أروع الكُتاب المغاربة لكن " لا أحد يحكي كل شيء" ----- و هي بعض المقتبسات من الكتاب: " كان كلامه مزيجا من فرنسية راقية يتكلمها سهوا و رهوا، و الدارجة المغربية بلكنة الريف، ممزوجة بالمصرية..كان ذاك عمر الخطابي، رحمه الله، ابن أخ المجاهد عبد الكريم الخطابي..كان نفحة من الزعيم الخالد، في قوته، و في حدته و صفء تحليله. ما تزال جملته" المخزن ما كيغلطشي" ترنُّ في أذني إلى الآن و تعقيبه عليها: إن المخزن يعرف بحاسة سادسة من يشكلون لديه خطورة، و هؤلاء لا يتوانى في الإيقاع بهم و ثلبهم، أما من لا يشكلون خطورة، مهما علا صخبهم، فهو يستقبطهم و يذوِّبهم في أتونه. " ص 42 ---- " المسلمون مليار شخص، لو عُبّيء منها ثلث هذا العدد لكان قوة يُعتدّ بها. و للمسلمين ثورة البترول لو رُصد ثلثها لا غير، لزُعزع العالم.." ص 74 ---- " يبدو الوجه الآخر لمكة على المرتفعات، و حضن الجبال و البنايات التي تحيط بالحرم: بنايات متواضعة جدا تشبه بنايات مدننا الصغيرة أو أحيائنا الشعبية..هناك مكان للعلية من القوم، أصحاب " السياحة الروحية" ، ثم هناك أماكن " للرعاع" من مختلف الشعوب الذين يأتون " ليكفِّروا عن خطاياهم و ذنوبهم" و ليعودوا " كما ولدتهم أمهاتهم" ..لا وسط و لا توسط. فوضى عارمة، و قداسة مثلومة. بالتجارة التي تحيط كحلقة أو عقد بمحيط الحرم. " ص 132-133 ---- " ..أغلب فقهاء الإسلام يُحذرون من استعمال العقل في الحج، و يوصون بقبول الأمور كما هي لأنها عبادة.." ص 133 ---- " الإسلام لا ينبغي أن يُرى كمجموعة طقوس و عبادات، ولكن كفلسفة، إسلام أمور الذات إلى مسارٍ يتجاوزنا....." لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يُحب لأخيه ما يحب لنفسه" ..هو ذا الإسلام، و هو أمر يوجد في كل الأديان. " 134 ---- " إن الدين كان دوما يُستغل من قِبل الحُكّام. " ص 149 " كل كمال نقص، و كل نقص كمال " ص 227 ---- رواء مكة - حسن أوريد 277
✏️ 🔻 🔻 اسم الكتاب: #رواء_مكة المؤلف: #حسن_أوريد نوع الكتاب: سيرة روائية مكان الشراء: طباعة عدد الصفحات: 223 الدار: المركز الثقافي العربي ✏️ أُحبُّ أن أكون صادقًا مع نفسي، ولو لا ذلك لما خطر ببالي أن أفي بنذري!! كنتُ رافضًا لفكرة الحج، إلَّا أنَّني اليوم هنا.. بين يدي البيت العتيق.. كان نذرًا نذرتُه إن شفيتُ من مرضي، وكان ذلك، فأوفيتُ.. هنا.. أرى النور.. أشعر بصفاء النفس عند الصفا، وبمروءة المؤمن عند المروى.. هنا.. أرى الحقيقة.. أطوف حول البيت في عكس اتِّجاه عقارب الساعة، فما أسرع الملتقى؛ أوليس العمر في إدبار والموت في إقبال؟! وعند عرفة.. من على شموخ الجبل.. من على صدر حاضرته النورية، أرى ذنوب العباد وهي تتحاتُّ تحت أقدامهم.. يا الله.. كم كنتُ بعيدًا عنك.. 🔻 سيرة روائية للكاتب نفسه #حسن_أوريد، يروي فيها كيفية انتقاله من الإلحاد والكفر إلى الإسلام، عبر رحلة إيمانية إلى ديار مكة المكرمة لأداء فريضة الحج. سيرة مليئة بالروحانية الإيمانية، ووصف دقيق للتحولات النفسية، التي استطاع فيها الكاتب أن يخرج من الظلمات إلى النور. يتحدث الكاتب في هذه السيرة عن ماضيه، ونظرته للإسلام، والتحول ال��بير ورحلة الحج التي لم تكن في حسبانه، وإنما كانت نذرًا، وشاء الله أن يوفي الكاتب بنذره، لتكون رحلة انتقال، وسلك طريق الحق واليقين، بعد أن كان طريقه الشك والكفر. 🔻 كلمة مني كـ قارئة: 📝 أولًا: للكاتب: يمتلك الكاتبة لغة عربية فصيحة وجزلة، ومفردات رائعة، وأسلوب جميل ومشوق، تندفع معه لقراءة هذه السيرة الخاصة به، وتسير معه في رحلته الإيمانية لبيت الله في مكة المكرمة، وتشهد النور الذي غشيه، والإيمان الذي تملكه. 📝 ثانيًا: للقارئ: لذلك أنصحك عزيزي القارئ، بقراءة سيرة الكاتب #حسن_أوريد. 🔻 💡قال الإمام الباقر (عليه السلام): "إِذَا هَمَمْتَ بِخَيْرٍ فَبَادِرْ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا يَحْدُثُ" تعلّمتْ نجاةُ: إن الله سبحانه وتعالى يحب عمل الخير وما فيه صلاح وفائدة، فإذا قمت بعمل الخير فبادر به ولا تؤخره، فقد يعاجلك ظرفٌ يمنعك عن ما نويته، ولا تنسو المحافظة على نيتك خالصة دائمًا لوجه الله الكريم. 🔺 🔺 ✏️ #مثقفات #قارئات #محبي_القراءة #أصدقاء_القراءة #أصدقاء_الكتاب #كلنا_نقرأ #القراءة_للجميع #الحياة_بين_الكتب #تحدي_القراءة #تحدي_100_كتاب #كتبي #مكتبي #أمة_إقرأ_تقرأ #ماذا_تقرأ #القراءة_عالم_جميل #البحرين_تقرأ_10000_كتاب #الغرق_في_الكتب_نجاة #أحلم_بشغف #تحدي_الألم_بالقراءة #أنا_وكتبي #نجاتي_تقرأ #najati_books #ichooseabook #أنا_أختار_كتاب
مش عارفة وين كاينة غايبة عن حسن! أحببته، أحببته جداً، لغته كلماته تجاربه وحبه للغة العربية وحثه على ضرورة تعلمها ورحلته مع الاسلام وعناصر اخرى كثيرة جعلتني احبه واغبطه بشدة. حسن، أكثر صفة تجعلني أحب الانسان واجعله ضيف دائم في حياتي هو الصدق والصراحة التامة، وأنت كنت شفاف لدرجة كبيرة، نشأت في بيئة مسلمة متدينة وخرجت للعلمانية بشراسة وعدت للإسلام ولكن أقوى من قبل، فأنت عدت للدين بعد فهمك الكبير وبحثك العميق عن الكثير من الامور التي نأخدها كمسلمات، ومفتاح عودتك كان فهمك لجملتين، الله أكبر ولبيك اللهم لبيك، وهذا ما اصاب جوفي وجعلني أدرك مقدار بعدي عن الكثير من الامور المهمة الواجبة علينا كلنا التفكر بها، فأنت تعلم الحلال والحرام وتعلم الكثير ولكنك لا تفقه أي شيء منهم، لماذا؟ لأنك لا تتسائل ولا تسعى للفهم وهذا هو تماماً ما ينقصنا أو ينقصني أنا شخصياً. تجربتك مع الحج كانت فريدة، كنت تحاول جاهداً أن تركز على الحج بحد ذاته وأن تغض بصرك عن الكثير من السلبيات التي عشتها خلال رحتلك ولكنك لاحظتها وقمت بنقلها حتى تكون شفاف كلياً. كتاب بسيط وقصير ولكنه مهم وله أثر كبير جداً على نفسي.