تبدو المدينة "فرايبورغ" التي لا هي بالمكان الافتراضي، ولا هي بالمكان الأليف، فضاءاً ممتداً لدى الكاتبة والطبيبة الهنوف صالح الدغيشم، تعيش فيه تجربتها الشخصية والكتابية من جهة، ورمزاً وربما مجالاً للبحث عن الماضي الجميل، والحياة القائمة على الحبّ، في وطنها من جهة أخرى، فتتداخل الصور، وتتفاعل بين الأمكنة، والشخوص، في حركة دائمة ومستمرة كوسائط للتعبير في النص لتؤدي دوراً حيوياً يمكن أن يتم النظر من خلاله إلى عوالم «فرايبورغ رِقَّةُ العُزْلة» التي شكلت ذاكرة الكاتبة وحاضرها معاً وهنا يختلط الكتابي بالحياتي، والمكتوب بالمعيش؛ فنقرأ الهنوف كطبيبة وككاتبة وكأنثى قبل كل شيء وذلك من خلال إعلائها من قيمة "العزلة" واستثمارها في فضاء النص كحالة إنسانية وجدانية انعكس
الكتاب عبارة عن مجموعة من التأملات والخواطر الحميمية البسيطة .. حقيقةً وجدت نفسي في بعض الحكايا كمبتعث بالإضافة أن هذا النوع من الكتب يعجبني كمحطة راحة بسيطة وسط مسار الحياة السريع والمتوتر .. أعجبني عنوان الكتاب لسببين الأول أنه مُلفت والثاني أنه فعليًا يلخص الكتاب، اختيار موفق جدًا للعنوان .. وإن كان من ملاحظة فستكون عن الغلاف الداخلي للكتاب حيث كُتب كعنوان فرعي جملة (قصص قصيرة) وأظن أن استخدام كلمة "قصة" غير دقيق ولا أعرف هل هو من الكاتبة أم من الدار الناشرة ..
عمومًا لتستمتع بالكتاب لا تتوقع أن يقدم تجربة دراسية أو تجربة ابتعاث أو أن يكون كتاب من نوع أدب الرحلات أو أن يقدم فكرة معينة مركزة وإن كان يجمع لمحات بسيطة من هذا وذاك لكن كما ذكرت هو عبارة عن تأملات لطيفة تستحق القراءة ..
على وقع ندف الثلج أنهيت قراءة هذا الكتاب للمرة الثانيه ، اربع سنين خلت عمّقت لدي مفهوم العزلة اكثر ، حتى وعيت كيف يقترب منك الناس حد ان يلامسوا جسدك ومع ذلك لا يعبرون بروحك . وكيف أن الحواجز التي تُنصب بيننا وبين الاخرين ، وسواء كانت حواجز اخترناها ام فُرضت علينا ، تجعلنا نستلذ الوحدة ونستمتع بـ مساء هادئ لا يكاد يشاركنا فيه صوت أحد . أصبح من الصعب عليّ الان ان انطلق على سجيتي مع أحد كان قريبا مني فيما سبق ، أعتقد أنني افهم العزلة الان اكثر ، فهي ليست بقاء جسدك ضمن حدود مْؤطرة ، بل ربما هي أن تخالط الاخرين بقلب صالح للاستبدال كل يوم ، وتبقي قلبك الاصيل محفوظا لك وحدك .. بكل مافيه من شعور وشجن وأسى .. لأن لا أحد يعود من عزلته مطلقا ،ولا أحد يفهم كيف تبدلت من داخل ومازلت تملك ذات العينان .
" الصمت هنا حي ، والثلج الابيض يغطي كل شيء ، يمحو كل شيء ، لا اثر لاحد ، إنه النسيان " 17-2-2021 ---------------------------------------------
هذه خلجات امرأه تتلمس باب الحرية لأول مره ، ولأول مره تسمع صوتها الداخلي بعيدا عن الصخب المحيط ، لأول مره تنزل الى الارض دون ان تفكر كيف رأى الاخرون طريقتها ! ، العزلة في حقيقتها هي نقطة التقاء الانسان ب ذاته الفعليه بعيدا عن كل التعليمات التي يتم تخزينها في خلايا مخه منذ الصغر ، والهنوف في رحلتها الى المانيا لاكمال دراسة طب الاسنان اعتزلت الاخرين مرغمة لأن الالماني قد يراك كل يوم لسنتين ولا تختلف مطلقا طريقة تحيته الرسميه ! استمتعت اشد المتعة هنا ، كنت اغلق الكتاب متعمدة كي اطيل مدة رفقتي له ، للهنوف لغة بسيطة جدا ولكنها استطاعت صنع بعد عميق للنص ، وستجعلك تفكر كثيرا بامور عديدة .. "اكتبي ..ليس كل ما حدث وما لم يحدث ، بل كيف يحدث داخلك ، هكذا تتخلصين من الخوف " .
هذه هي المرة الثانية التي أعتزل فيها محيطي بسرور وتطلع لقراءة عزلة الهنوف الرقيقة، ولن تكون المرة الأخيرة حتماً. في كل قراءة انتابتني مشاعر مختلفة وفي كل مرة أثارت حساسيتي الكثير من التفاصيل والكثير من التساؤلات. رحلة اكتشاف الذات النقية وهذه التحولات التي تحدث دون ضجيج لكنها تحولات ليست خالية من الألم أو القلق، جعلت لهذه السلسلة الرقيقة طابعاً إنسانياً مؤثراً. أحببت هذه التأملات واليوميات للحد الذي وجدت فيه نفسي ورأيت انعكاسها في الكثير من الصفحات. هذا الكتاب يذكرني بخلاصة العطور، حيث التساؤلات العميقة والتفاصيل الصغيرة المدهشة تنشر أثرها بأقل عدد من القطرات. لم أود أن تنتهي قراءتي أبداً وكم كنت أتمنى لو تستمر تلك التأملات لمائة صفحة أخرى. أحببت الكثير والكثير من القصص والتفاصيل التي ذكرتها الهنوف في عزلتها، بدءً باختيارها لأسماء الفصول التي ترتبط بالطبيعة وبالجمال وبملذات الحياة كالخبز والمطر والغابة والسراب. أحببت بشكل خاص ذكرها لجدتها نورة ورمزيتها التي تتكرر بشكل مؤثر من خلال المواقف كقصة البقرة وقصة الوردة وقصص النساء الأخريات. أحببت أيضاً قصة جدها ودجاجته التي تبيض، وأحببت حوار طفلاتها الذي يضفي حناناً مختلفاً للأيام. من أكثر ماأثار إعجابي هو قدرة الهنوف على (أنسنة) الأشياء والكائنات، كحوارها مع الشجرة نمارة ووصفها لغسالة الملابس وصوتها المطمئن وذكرها لدراجتها الوفية التي تساعدها على اجتياز الطريق والدفع بها للأمام وللحياة... مقاطع كهذه تركت في داخلي أثراً كبيراً وجميلاً يجعلني أود لو يرافقني هذا الكتاب في كل مكان. أحبت الهنوف فرايبورغ، وأحببت بدروي هذه المدينة عبر كلماتها. وجدتني في أحيان كثيرة أترجم الكلمات التي تذكرها أو أبحث عن صور للشوراع والساحات والمعالم والأطعمة التي تحدثت عنها. أحببت نقلها للتفاصيل الشخصية الصغيرة كالأصوات التي تسمعها من البلكونة وعزف الجار للبيانو أو علب المربى ذات الغطاء المطرز من مريضتها... أحسست بأنني أكتشف المواطنين الألمان بشكل أكثر قرباً وتفرداً وإنسانية. كانت القراءة لهذا الكتاب كمشاهدة فيلم جميل أو الاستماع إلى مقطوعة موسيقية أو قراءة لقصيدة غير متكلفة ولكنها عميقة. رائع أن ينتهي العام بقراءة مختلفة ورقيقة وجميلة كعزلة الهنوف في فرايبورغ.
إنها تتحدث عن نفسها وترصد انفعالاتها ومشاعرها ورؤاها بأداء جيد جدا، وتمنحك فرصة للسفر في نفس إنسان آخر، الأمر الذي يستهويني كثيرا. كما أن لديها القدرة على رؤية الأمور بطريقة تنبئ بروائية سعودية ممتازة سأنتظر كتبها القادمة
يوميات، ومشاهد، وخوطر، حول الغربة، والابتعاث والوطن، وعقد المقارنات، والمفارقات، و"اختراع عزلة" اختيارية تخفف ثقل الواقع والاغتراب. .. ما يميز الكتاب، لغته السلسة، والالتقاطات الجيدة للصور، والمواقف، والترقبات. ويكسب أهميته كون من كتبه امرأة سعودية، تحاول أن تعقد انسجام بين عالمها الداخلي والخارجي، خلال فترة الابتعاث. .. فصل البحث عن تفصيل يومي هارب، جميل، وكذلك قراءة أحوال الناس، وعناء التواصل، وتأثيث المكان لعزلة محببة للنفس، وتحفيز القارئ للتلصص على هذه التفاصيل، يجعل الكتاب فريدا في بابه. من اليوميات المميزة في أدب الابتعاث. .. تحفظي الوحيد هو تصنيف العمل كقصص قصيرة.
فرايبورغ، رِقة العُزلة، رِقة الغُلاف، رِقة الكلمات، رِقة الكاتبة. يشبهني هذا الكتاب، تشبهني الهنوف الطموحة المغتربه تشبهني. تأتي من نفس البقعة التي أتيت منها. تحمل نفس ذكريات الطفولة الغنية جداً، الحي النموذجي، فسحة اللعب خارجاً بحريه التي لايملكها أطفال بيوت المدينة تحمل نفس الحنين لحكاوي الأجداد نفس العقل المتأمل حد الهذيان الممتليء بالكلمات دائماً ولاشيء سوى الجمل والكلمات نقس الروح القلقة الباحثة على الدوام نفس التجربه، الرغبة بالاندماج، عدم الرغبه، التأقلم، هي غريبه في ألمانيا، وأنا غريبة على حافة القارة نفسها في إيرلندا عن مفهوم السعادة، عن أين تكمن؟ تأملات وهم دفء شمس نوڤمبر، المطر، الأجنبي وصاحب البلاد حنين الهنوف الدائم لجدتها
لعل ملاحظتي التي أؤمن بها وأكدت لي هنوف اياها ان الزوج لايملأ وحدة الروح، وليس هو الإضافة المنشودة لحياة رائعة ممتلأه بلا وحده وهذا الملاحظ على وحدة الهنوف "المتزوجة" ولحظات وحدتها الكثيرة وتأملاتها.
لعل إختلافنا الوحيد أنكِ تُحبين الإضاءة البيضاء وأنا أُحِب الإضاءة الخافتة ههههه
من بعد مشاهدتها ضيفة للقاء (ضيف وحكاية) وأنا ابحث عن كتابها وكل ما تكتبه من مقالات وتغريدات صوتها يشبه خفة كتابتها يشبه هدوء حديثها عن "فجاجة" العزلة وأكثر من روعة فلسفة جماليات العزلة حديثها الغير مستسلم لغياب جدتها ( أحياناً أتساءل كيف لحنيني لها ألا يهدأ؟ كيف لذاكرتي أن تستحضرها في كل تفاصيل الحياة؟ هل كانت لي رمزاً للمرأة النجدية التقيدية المعطاء؟ المرأة التي وجدت لتكون سعادة للآخر,بل وللجميع؟ هل هو القلق الذي يسكنني كلما تساءلت : ماذا لو ولدت مبكراً وكنتها؟ هل هي عزلتي التي تجعلني وحيدة إلا من ذاكرتي التي تستحضر حنان جدتي الذي لا يزال يغمرني أشتاق إليها . هذا ما أدركه الآن . )
مذكرات لإمرأة سعودية تكمل دراسة طب الأسنان في فرايبورغ - ألمانيا. المميز بهذه المذكرات هي عدم أعتمادها على سير الأيام و الوصف الدقيق لمجرياتها . إلا انها اتخذتها سبباً لتوضيح تأثيرها في دواخلها .. لم يكن الكتاب توثيقاً لرحلة الهنوف بقدر ما هو خطوات نجاحها في الوصول للسلام الذاتي الذي توصلت له عبر عزلتها و تأملاتها و إيجاد الفوارق بين بيئتها القديمة و الجديدة التي حلت عليها بمسؤلياتها. الهنوف الأم و الزوجة و الطالبة، بلا خجل و لا مخاوف تسرد هشاشتها و وحدتها، تحكي أعتمادها على أطفالها في استمداد القوة منهم.. أتابعها منذ مدة في برامج التواصل الإجتماعي و أفخر بإمرأة سعودية مثلها و بعد هذا الكتاب إجزم ان سبباً من اسباب فخري و إعجابي بها هي رحلتها التي خاضتها.. وجدت تشابهاً ملموساً بين هذه المذاكرات و مذكرات أليف شفق التي تروي فيها قصة تصالحها مع فكرة الأنجاب.. و كما لأليف نساءها اللاتي يتقافزن داخلها كانت للهوف نساءها.. مما شجعني لأبحث عنهن بداخلي و أستمع إليهن بوضوح. أخيراً لا أشك ابداً في قدوم ادب يدعى ادب التصالح مع الذات النساء هُن رائدته
ما بين الرياض وفرايبورغ كانت الحياة ، بوحٌ رقيق وذكريات كوَّنتها الأمكنة أو رُبما تكوّنت فيها ، الطريق العابر وناسه كيف أَلِفته رغم أنه ممر ؛ كيف بقيت حكايا الآخر رغم الغياب ، كيف تتشابك الحياة بأبسط أشيائها وتمتد ، طيف الجدة والحديث الذي يأتي معه مُكثفاً ، توق للطفولة وتشكل الأشياء كما هو التلاشي ويقين الغياب . سعي الكلمات الحثيث للتعبير عن بعض إحساس ، عن بعض شعور ثم " هل الرحلة إلى ما تدركه صعبة كما هي الرحلة إلى ما لا تعرفه ؟ " في النهاية / الرقة ليست في العزلة إنما في الهنوف ذاتها .
السلام/ استمتعت جداً بهذه السيرة لطالبة مبتعثة وهي تروي معاناتها ونظرتها الى نفسها ونظرة الآخرين لها وذلك للكم الهائل المتراكم من ثقافة أتت بها من وطنها تعامل المرأة ككائن ناقص يجب ان يتحاشى اي اختلاط بالآخرين
رأيت الهنوف الإنسانة برقتها بقلقها بتوجسها بحساسيتها المفرطة إزاء الأشياء والآخرين قبل أن اتعرف على الهنوف المغتربة الطبيبة في مدينة باردة وصغيرة تفتقد للصخب الإجتماعي والدفء في العلاقات .هل يبدو الألمان عمليون إلى هذا الحد أهم شعب جاف وبارد حد أن الهنوف عجزت عن تكوين علاقات مع الألمان هذا ماجعلني استغرب كيف قضت عدة سنوات دون أن تتبادل أحاديث دافئة وحميمية مع صديقة ألمانية كيف لغربة سنوات ان تنقصي دون ان تحظى بصديق ألماني واحد على الأقل ؟هل لأن الهنوف كانت حساسة للغاية وقلقة ولم تشأ أن تمد جسورا للتواصل معهم أم انهم لايميلون الى التعرف إلى المغتربين في بلادهم ولايكترثون بهم .قرأت وسمعت أيضا عن الشعب الألماني أنه عملي جدا ويفتقد للطف في التعامل مع الأجانب لكن كل ذلك حسب تجارب وتفسيرات الآخرين الذين سبق لهم وان خالطوا الشعب الألماني .بينما أنا أقرأ مذكرات الهنوف تذكرت مارسيل الألماني الذي كنت أثرثر معه قبل عدة سنوات في أحد برامج المحادثة كان لطيفا جدا وبعث لي كتابا يتحدث عن تاريخ ألمانيا بشكل موجز كانت لفتة جميلة منه منذ ذلك وانا أتمنى أن أزور ألمانيا واتعرف على الشعب الألماني عن كثب .أحببتُ شخصية الهنوف المتأملة بدقة لكل شيء حولها أحب اولئك الذين يكترثون بالأشياء لا شيء يمر عليهم مرور الكرام سريعا وعابرا دون أن يحدث أثرا بدواخلهم ،يتأملون كل شيء بإدراك ووعي ويستنبطون فكرة حتى من خلال تأملهم للشجرة أو قطة تعبر الشارع .أحببت شخصية الهنوف الأم الطبيبة والطالبة المتفوقة في دولة أجنبية كيف أنها اثبتت جدارتها و وتمكنت من التوفيق من اولوياتها كأم وواجباتها كطبيبة وطالبة ،سيرتها الهمتني وجعلتني أستعيد طموحاتي وأتذكرها بإبتسامة وبلا أسى .
' فرايبورغ رِقة العُزلة..، رِقة، عُزلة، لا أصواتَ للآخرين، لا حوارات، كُل شيء عابر.. حتى العُزلة قد تكون عابرة! في الذاكرة تتولد، تنمو، تُغتنم الفرص.. بين فرايبورغ 'المدينةُ الصغيرة' و الرياض 'وطن الكاتبة' أيهم هُنّا وأيهم هُنّاك، بِدهاليز روح معتمة، تُمضي 'الهنوف' غربتها بِمشاعرها العارمة.. تلكَ التي لم تَمش يومًا في أزقة الرياض، تحّيا في أزقة فرايبروغ وقد اكتشفت -كَكُل مرة- كم هي "رقيقة وحنون هذه المدينة" .. تتغلغل في القلب أول دهشة! لِحياة الغربة والدراسة والأمومة.. بعد كُل هذه السنوات في ألمانيا وكُل الصدف التي مرت بها 'الهنوف' مرورًا بمقاومة رجل كبير في السن لِبقاء جزء من حضارة أوروبا وتاريخها، لم يسمح لِتلكَ العولمة بمسح تفاصيلها الصغيرة.. لِرؤية شغف صغيراتها الثلاث وهن يتبادلن الدهشة بدخول صالة السينما لأول مرة..، حنينٌ بالغ بعد انقضاء رحلة الغربة.. في لحظة مُبعثرة تتكون للكاتبة حياة أكثر تناغم وتلاؤم مع روحها.. - وكما تحكي الهنوف " .. غيبت عفويتي مع أُناس ظلوا يؤكدون لي يومًا بعد يوم أن الإنسان هو الإنسان، أينما كان موطنه وبغض النظر عن حضارته"..
قرأت ذات مرة فيما معناه (أن الكتاب الجيد هو الذي يجعلك تتساءل:كيف عرف الكاتب كل هذا عني!؟) وهذا ما جال في خاطري حين قرأت ذلك الكتاب, حقيقة انه بمجرد قرائتي لغلاف الكتاب أسرعت بشرائه إذ أحسست أن هذا الكتاب يتحدث عني!! عن جزء قصي داخلي يصعب علي شرحه أو تفسيره.. ووددت لو أن الكتاب كان يحتوي عشرات الصفحات الإضافيه او لو ان الكاتبه اسهبت في تفاصيل بعض المواقف .
قبل أن أنهي الكتاب,أسرعت بتصفح -التويتر-الخاص بالكاتبة ووجدت مقطع فيديو لها ما يشبه اللقاء الصحفي,عايشت تفاصيل المكان التي هي فيه ورأيت البحيره والبط والأوز وأشياء كثيرة أخرى كانت قد تحدثت عنها!
ملحوظه:هذا النوع من الكتاب المليء بالتفاصيل الغير مفهومه لدى بعض انواع البشر الجامدين والمنطقيين, قد يكون من الأفضل لهم عدم تصفحه أو الإقتراب منه من الأساس,فهو خاص لفئة محدده .
العيب الملحوظ الذي وجدته فيه هو أن الكاتبه لم توضح بعض الفقرات وتحفظت عليها فكانت بالنسبة لي غامضة وغير مفهومة بعض الشيء .
أظن أني سأعيد قراءته مرات عدة,خاصة حين أشعر أني أشتاق لنفسي .
"فهذا الإحساس بالغربة يقودني الى عزلة، و هذه العزلة هي طريق سلام داخلي، كأنني استكشف ذاتي للمرة الأولى مجردة من الآخرين و تأثيراتهم و رغباتهم. إنني اتفحص نفسي فأرى مخاوفي بلا غبش، و أدرك ثقوبا و تضاريس روحي. كأن الآخرون يتلاقون من داخلي، فكنت أسمع صوت رغباتي بلا وشوشات ، و أرى عتمتي. لا توجد نساء داخلي يتصارعان لأجل التفكير بماذا يريد الآخرون، و ماذا يناسبهم."
تستحق هذه الرواية في نظري ٥ نجوم فقد لامست أشياء كثيره في داخلي. عكست الكاتبة الكثير من مشاعري في الغربة و في غربتي الداخلية . فاجأتني بعض الأحداث التي مررت بمثلها ( خاصة صفحة ٧٤ و ٧٥) بدون افساد الرواية لمن لم يقرأها بعد. و احببت عزلتي الداخلية التي كانت رفيقة وفية لي دائما ربما لا تعني كلماتها الكثير لمن لم يخوضوا تجربة مماثلة .و لهذا وللامانة أعطيتها ٤ نجوم .
باسلوب عذب و لغه جميله صاغت الكاتبه تجربتها في الغربه بجابها الجميل بان الغربه ليست دائما قاسيه و مره فاحيانا نحتاج لتلك المساحه من الحريه في الحياة بعيدا عن حصار القريبين مننا الذين يدسون انوفا داخل نفوسنا و حياتنا للنسج علاقه جميله مع ارواحنا قد تكون قرب تجربتها القريبه من تجربتي في الغربه في المانيا هي التي شدتني الي سطورها فللغربه وجوه اخري
كتاب جميل في وصف الغربة ومحاولت الاندماج في مجتمع اخر مختلف في جميع تفاصيل الحياة تنقلت الكاتبة من مرحلة الى اخرى في حياتها في شعورها في اكتشف المدنية ووصف عزلتها بطريقة سلسلة في كتابتها
من اتخذ من العزلة أسلوب حياة يستطيع تفهم ما كتبت�� الهنوف هنا حقيقة كتبت وأبدعت في وصف العزلة والغربة والانسلاخ من المجتمع ذلك النوع من الانسلاخ الذي يكون باختيار الشخص وإرادته لا الذي يرجع إلى نبذ ما . أستطيع تفهم درجة التصالح مع الذات التي أسقتها بداخلها العزلة فأنا مررت بتجربة كهذه . حينما قرأت الجزء الذي وصلت فيه مرحلة "الغزل" بعزلتها تذكرت فرحتي العارمة بعد العودة من مزرعة جدي وأيام من النوم في غرفة مشتركة إلى غرفتي أكاد أجزم أنه تعزف في عقلي سمفونيات تخلد عظمة تلك اللحظة فغرفتي بمثابة شقة فرايبورغ بالنسبة لها . شكلت الجدة دورا هامًا في حياة الهنوف و يبدو أن الجدات النجديات طينة واحدة فجدتي كانت حاضرة في حياتنا بنفس الدرجة . أحببت الجزء الذي وصفت في كيف تستمد الأمل من بناتها تذكرت صديقة لي تقول "عندما أجلس مع أبني كأنما قام أحدهم بالضغط على زر التوقف لمشاكل العالم من حولي" . حقيقة استمتعت بقراءة هذا الكتاب رغم بساطته إلى أنه يلامس القلب وأنعش ذاكرتي بكثير من ذكريات الماضي والكثير من الحنين .
هي أم وطبيبة وامرأة سعودية أوجدت لنفسها في ألمانية عالماً خاصاً بها وتعايشت مع عزلتها في تلك البلاد لا بل أحبتها واستطاعت في نهاية المطاف أن تتصالح مع نفسها فلا بلد يشعرها بالغربة ما دامت هي الوطن لذاتها. رواية خفيفة وقريبة للنفس البشرية تصلح للقراءة بعد كتاب دسم أو سيطرة حالة من حالات الهدوء والانعزال .
كتاب لطيف اتممته في ثلاث قراءات .. الهنوف كتبت بكل مشاعرها و ذاكرتها ،، عشنا معها مايشعر به المغترب و كيف يكتشف نفسه الجديدة و يجرب اسلوب حياة جديد ،، مواقف لاشخاص غرباء تكشف لها طبيعة شعب فرايبورغ ..
في ليالي الغربة لا يشعر الإنسان الا بالحنين، قد يستغرب البعض هذا التغني بالوطن ويقول انها مبالغة الا انني اؤكد انه ذات الوجع سواء كان ذلك في ألمانيا في "رقة العزلة" او في أمريكا او الإمارات في حالتي او حتى شوارع عمان التي نجربها للمرة الأولى ونشعر فيها بالغربة. ان رفض المكان لك، من أقسى التجارب التي قد يمر بها الانسان.. ) وعلى الرغم من تلك القسوة، الا انك تحب المكان وتعتاده وتنقسم نفسك بين "هنا" و "هناك" وما ان تركب السيارة لمغادرته إلى المطار حتى تبدأ بتوديع معالمه وتفاصيله وكأنك لما تحفظها عن ظهر قلب كغريب لا يملك إلا أن يفكر ويركز في التفاصيل طوال رحلته وان يحلم في العودة إلى "الوطن". #رقة_العزلة #الهنوف_الدغيشم
تدون الهنوف الدغيشم طبيبة الأسنان أثناء فترة بعثتها في ألمانيا التغيرات و التجارب و التحولات الهادئة التي حدثت في عزلتها. العزلة التي تجد فيها الذات نفسها. العزلة التي تنسف الكثير من المسلمات و المفاهيم التي كبرنا عليها. التي تجبرك على تقديس ذاتك لتصنع منك وطنا. الكتاب ما إن تشرع في قراءته حتى تنهيه في نفس الجلسة و بدون شعور منك! تعيش بعضا من رقة و جمال العزلة أثناء قراءته
هو عبارة عن بعض من مقتطفات حياة الكاتبة في مدينة فرايبورغ، و هو أقرب لكونه مقالات شخصية تم تدوينها في كتاب. كنت متحمسة لقراءته و لكن سرعان ماخاب ظني من الصفحات الأولى، اعتقدت أن الكتاب سينساب عن تجاربها و مغامراتها و التدرج في التغيرات التي حدثت في شخصيتها، و لكن لا شيئ من ذلك سوى عزلتها و الهدوء الذي يجتاح حياتها.
الكتاب فعلآ كان رقيق لعزلتي المشابهة لتجربة الكاتبة, مشابهة من حيث قلة الأصدقاء, برود وجوه الألمان وغيرهم في أي وقت من اليوم , التواصل المباشر مع الأماكن المخاطبة لذكريات و أحلام الطفولة, و أخيرآ امتزاج الصوت الداخلي مع ما كان واضح للناس. كل هذه العناصر في الكتاب وغيرها جعلتني أشعر بألفة غير مسبوقة أثناء القراءة. كتاب قصير, غني, مليء بالصدق وشفافية العواطف.
قرأت هذه المذكّرات وانتهيت منها في يومٍ واحد، المقارنات في التفاصيل اليوميّة بين ما تواجهه وتعيشه وتحرم منه في الرياض، وما أتاحت لها فرايبورغ السبل إليه جميلة وجارحة في الوقت نفسه. التوحّد بالذات، عيش الحياة دون أن يكون المرء محدودًا برأي من حوله وأفكارهم وأحكامهم، أن تنطلق في الحياة وفقًا لداخلها وحسب، كأنها لا مرئية كما ذكرت غير مرة في تأمّلاتها لأمرٌ جدير بالتقدير والولع. هل قلت سابقًا أنني أحب المذكّرات؟ لا أقرأ الكثير، لكنني لم أقرأ مذكّرات دون أن أحبّها. لغة الهنوف جميلة، وصفها، التقاطاتها، وتقديرها للتفاصيل. رأيت ثلاث تقييمات سلبيّة له في قودريدز، مستنكرةً أن يعتبر المكتوب قصصًا قصيرة، علّقت الكاتبة بأن هذا الخطأ التصنيفي من دار النشر، وتلافوه في الطبعة الثانية.
تساؤلها بعد أن وقفت في طابور المخبز، الأمر الذي لا تفعله الشّابات والسيّدات في السعوديّة غالبًا: "هل ثمة تفاصيل حياتيّة أخرى غائبة عن حياتي لم أدركها بعد؟ لم أدرك قيمتها في خلق تفاصيل يومي؟" ذات التساؤل الذي يسدل قوائم دائمًا في ذهني لا تكاد آن تنتهي.
_أغمض عيني فتغيب كل الأصوات وتتلاشى, فلا يبقى إلا صوتي, فمن أيقظ هذا الصوت القديم داخلي؟ من عبث بهذه الفوضى المتراكمة والمنسية في أعماقي؟ هل حسبت كل هذا ميتاً ومنسياً مع الأيام الهادئة واللطيفة؟ بعض الكتاب يمتلك مهارة بعثرتك بين كلماته يحلق بك صاعداً ويهوي بك أرضاً لا يبالي بوقعها عليك, أكاد أجزم أن هنوف حين كتبت لم تعي ذلك أبدا كانت تحاول التواصل مع روحها عبر الكلمات التي لامست روحي, انتشلت كل الأفكار التي تسكني والذكريات المختزنة في مكان ما داخلي ورسمتها على هيئة حروف تشكلت مترتبة لتعيد كل ما حاولت جاهدة أن أتجاهله.
_ فأنا في هذه العزلة نقية من كل شيء, لا أثر لأحد داخلي, ليس ثمة يد أتكئ عليها هنا كما اعتدت دائما, ولا خوف من أعين تتربص بي . أؤمن بالصداقة الروحية تلك التي تلتقي فيها الأرواح قبل الأجساد ولكن بعد قراءتي لــ "رقة العزلة" آمنت بالأرواح التي تلتقي بين الكلمات أنا أشعر وهي تكتبني, أنا أتألم وهي تخط حرفها عن ألمي الذي يسكنها, هل عزلتها في فرابيورغ منحتها الفرصة لتأمل علاقتها العميقة بذاتها, بينما الحياة الاجتماعية الثرية هنا ألهتني! كان اللقاء بين كلماتها حاراً فهل هي أنا ولكن بجسد وحياة أخرى تختلف تماماً عن واقعي.
_ في داخل كل منا صوت, بينما على مسرح الحياة هناك صوت آخر, وهذا الالتباس بين الصوتين, هو الذي يحمينا, ويجعل احتمالية التعايش مع الآخر ممكنة. أن تكتب يعني أن تمنح نفسك فرصة للتحدث عن ذاتها وأحيانا مواجهتها, ولكن أن تكتب وتكتشف أنك كتبت الآخرين معك من غير وعي منك بذلك هذه مهارة تتطلب روح رقيقة تستشف كل ما يختلج في النفس وتأبى الروح بالبوح به. لكنك تتابع الكتابة في محاولة منك لترتب الفوضى المتكومة على أعتاب فكرك أو لتدرك ذاتك التي وقفت مطولاً للبحث عنها.
_هل الغريب مع الغريب لا يعود غريباً؟ ظل السؤال الذي يخالجني : هل بداخل كل منا هنوف تتأمل بصمت ؟ أم أن هنوف حالة خاصة لحالات فردية تعد شاذة بكل أفكارها وتأملاتها عن المجتمع! كتاب لا أستطيع أن أنصح به فهو بوح خاص لامرأة تلملم شتاتها في كلمات إن كنت تعتقد/ين أنه يمكنك سماع طرق الكلمات المدوية "برقة" فهذا الكتاب لكِ..
أترككم مع مقتطفات مني دونتها "الهنوف الدغيشم" في رقة العزلة...
_هل السعادة وهم صغير نحن ن نخلقه فيستحوذ عليما ونصدقه؟
_شعرت أن الأيام تتكرر, وأنني – في الحقيقة – متوقفة وينقصني إدراك ذلك.
مدة القراءة: ساعة سعر الكتاب: ٣٢ المكان: مكتبة جرير
تحملك ١٢٥ صفحة الى يوميات وتأملات طبيبة سعودية في فرايبورغ. وكيف استحالت أيامها وسنواتها هناك الى فرص للنمو الروحاني واتساع مساحة الرحمة والتعاطف والأفكار. كوني سعودية تغربت في دولتين أستطيع التماهي مع الكثير مما ذكرت والاتصال والتأثر به. الكتاب ممتع وجميل. في مواضع تمنيت كشفها بشكل اكبر. ��ن زاوية المهنة والدراسة مثلا، فأظنها تزخر بالمواقف والتأملات الفاخرة من كاتبة مثلها.
الكتاب بالمجمل لطيف في سرده راق في تعابيره. اعجبني ولمسني و"لسعني" جدا في عدة مواضع.
شكرًا دكتورة الهنوف انك خرجت لنا بهذه التجربة التي اتصلنا بها بكل جمال ويسر.