إن أي دين يظهر في البداية كرفض أو ردة فعل ضد ظاهرة معينة في المجتمع ويتغير في النظرية والتطبيق تبعاً للتغيرات في نموه الدنيوي ونجاحاته وإخفاقاته وطبيعة الناس الذين يسودون فيه وما شابه من الأمور الأخرى. المحور الرئيسي لهذهِ الدراسة هو ما يسميه الوردي “معضلة الإسلام” والتي يصفها بأنها الصراع ما بين المثالي والواقعي في الإسلام الذي تطور إلى الصراع السني الشيعي -مع ملاحظة أنه يستخدم كلمتي “مثالية” و”واقعية”بالمعنى الشائع ولا يقصد بها المعنى الفلسفي. ويرى أن السنة يمثلون الجانب الواقعي بينما كان التشيع مذهب مثالي. الفكرة شبيهة بطرح أحمد عباس صالح في كتابه “اليمين واليسار في الإسلام” مع الفروقات واختلاف المنهجين.
توفي عالم الاجتماع العراقي علي الوردي في العام 1995، إلا أن كتبه لا زالت تُقرأ بكثرة، بل وتطبع له كتب جديدة أيضاً. «دراسة في سوسيولوجيا الإسلام» هو أحد أحدث هذه الكتب المطبوعة، إلا أنه في الحقيقة من أقدم ما كتبه الوردي، فالكتاب هو ترجمة لرسالة الماجستير التي تقدم بها الوردي لجامعة «تكساس في أوستن» في العام 1948، أي قبل أن ينشر له أي كتاب. في هذا البحث يحلّل الوردي تطوّر المذاهب الإسلامية عبر التاريخ وفق مقاربة صراع «المثالية» و«الواقعية»، حيث يخبرنا أن هناك صراعاً متكرراً بين المبادئ الدينية والمصالح الدنيوية في كل الأديان والحركات الاجتماعية، وقد تجلى هذا الصراع في التاريخ الإسلامي في الاختلاف بين السنة والشيعة، وهو الموضوع الذي يتطرق له من عدّة جوانب.
في بداية الكتاب يحدثّنا الدكتور حسين الهنداوي المتخصص في دراسة فكر الفيلسوف الألماني هيجل عن حياة علي الوردي ومنهجه وفكره. وفي هذه الصفحات الأولى التي استغرقت ربع الكتاب ينتقد الهنداوي منطق الوردي الذي اعتبره «جدلي في ظاهره فحسب، إنما مسدود الآفاق وبلا دينامية تلقائية نظراً لانقطاعه عن بعديه الكوني والروحي في آن» ورآى أن الوردي كان ليستفيد كثيراً لو تعمًق بشكل أكبر في الفلسفة، خصوصاً تلك المرتبطة بفكر هيجل. يقارن بعد ذلك بين فكر كل من ابن خلدون وهيجل، وكلاهما من المفكرين الذين تأثر بهم الوردي.
تبدأ بعد هذا رسالة الوردي، والتي أرادها أن تكون دراسة لنظريات الاجتماع الإنسانية كأيديولوجيات في تفاعل مستمر مع البيئة التي نشأت فيها وليس كأفكار منطقية موجودة في الفراغ. الإسلام ظاهرة سياسية-دينية تجسّد نظام كامل للحياة، والنبي محمد جلب مثله العليا في حضارة رتيبة ومن تأثّر بقيمه هم جزء من المجتمع فقط، ولذلك كان هناك صراع بين قيم الإسلام ونزعات البداوة. هذا الصراع بين المبادئ الدينية والمصالح الدنيوية أو كما يعبر الوردي بين المثالية والواقعية هو محور هذه الدراسة.
هناك اختلافات بين السنة والشيعة، والتي لا يراها الوردي جوهرية، ولكنها تتعلق بطريقة النظر للتاريخ الإسلامي بين تمجيد الفتوحات (السنة) وبين التركيز على درجة الاخلاص للدين ومعاملة الرعايا (الشيعة). هذا يمثل الفرق بين الواقعية والمثالية والذي هو موجود داخل بنية الإسلام. لا يتم التطرق للسؤال التقليدي حول كون أي الفريقين على حق، فالوردي يرى أنه «من ناحية سوسيولوجية لا توجد حقائق مطلقة»، بل تقع الحقيقة في الوسط بين الفريقين وكل منهم ينظر لها بمنظار معاكس للآخر. الشيعة ليسوا مثاليين بشكل خالص ولا السنة واقعيون بشكل تام بل هذا هو ميولهم ولا توجد ظاهرة خالصة بشكل مطلق في المجال الاجتماعي.
عقيدة «الإجماع» لدى السنة تدل على واقعيتهم، فهي تضفي الشرعية على أمور يراها الوردي تتناقض مع ما جاء به النبي محمد. وهم في الواقعية درجات، فمنهم أصحاب النزعة الواقعية القليلة كأبي حامد الغزالي والذي توسّل بتبريرات دينية كإباحة الضرورات للمحظورات وكوْن أهوَن الشرّين خيراً بالإضافة، ومنهم أصحاب الواقعية القوية كابن خلدون الذي لم يسعَ لتغليف واقعيّته بتبريرات دينية بل رأى أن القوة أو «العصبية» ضرورية في ترسيخ أركان الدولة وهي التي توجب طاعة الحاكم بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى. في المقابل، اتخذ الشيعة وضعية الحزب السياسي المعارض للحاكم. أمعن الشيعة في تفسيرات منطقية غيبية للدين وأتوا بعقائد فكرية يراها الوردي غير عملية كما في موضوع الخلافة.
قضية الخلافة هي نقطة الخلاف الأساسية بين السنة والشيعة، فالفريق الأول يميل للانتخاب الشعبي، بينما يرى الفريق الثاني أن التنصيب الالهي للخليفة المعصوم هو الصحيح. وهذه النظرة الأخيرة تجسيد للمثالية التي يتصف بها الشيعة، فهم لا يهتمون لمدى إمكانية تحقيق افكارهم المنطقية على ارض الواقع، بل يركزون على المنطق والاستنتاجات من الكتاب والسنة. يميل الشيعة إلى المثالية بسبب «الطبيعة الزراعية» التي يمتازون بها في قبال «الطبيعة البدوية» التي يمتاز بها السنة والتي تضم عناصر الشراسة والبطولة ورفض الإذعان. يطرح الوردي تفسيراً اجتماعياً لنظرية العصمة عند الشيعة، فيرى أنها تطوّرت كردة فعل على الظلم الذي وقع عليهم، وأنها يمكن أن توجد لدى جميع الطبقات المضطهدة، ويرفض التفسيرات العرقية التي تنسب مثالية الشيعة لتأثرهم بالطبيعة الفارسية.
ينتقل الوردي بعد ذلك لتحليل طبيعة الإسلام. كان الإسلام ذا طبيعة دينية بحتة إلى أن حدثت الهجرة وتكونت دولة الإسلام الأولى، فأصبح حينها ظاهرة دينية-سياسية، وقد كان النبي محمد يجمع بين الواقعية والمثالية. أما بعد وفاته فبدأ الصراع بين الواقعية والمثالية في الظهور وبلغ ذروته في الصراع بين علي بن أبي طالب ومعاوية حيث كان كل منهما نقيض الآخر. يشبّه الوردي علياً بالفيلسوف الحاكم الذي حلم به أفلاطون ولكنه يرى أنه أخفق بشكل كامل بسبب مثاليته المفرطة التي دفعته للتمسك بقيمه الدينية وعدم التضحية بها في سبيل السلطة، وفي المقابل لم يترك معاوية وسيلة للحكم إلا واستخدمها.
يختم الوردي بالتأكيد على أن مسيرة كل دين تبدأ ثورية ولكنها تتحول بعد ذلك إلى مؤسسة رسمية تتماشى مع المصالح الدنيوية بدل الانتفاض عليها، وهو ما حدث مع الإسلام في قرنه الأول وحدث مع المسيحية في قرنها الرابع. المسيحية دين مثالي بحت، والإسلام هو الوسط الذهبي بين المثالية والواقعية، إلا أن هذا الوسط غير ثابت أما الضغوط التاريخية. كان كل التحليل الذي سبق عن الماضي، أما في الحاضر فإن الإنقسام حول المثالي والواقعي لم يعد يمثل معضلة الإسلام إلا أن الميول التقليدية لن تختفي نهائياً دون ندوب.
يقتبس الوردي كثيراً من كلام المستشرقين ويحلله، ويطبق نظريات اجتماعية لابن خلدون وعدد من المفكرين الغربيين، بل ويقوم بتطويرها. الدراسة قصيرة ولم يدافع فيها الوردي عن كثير من النقاط التي أثارها والتي لا يمكن اعتبارها أكثر من آراء شخصية أو انطباعات، إلا أنها احتوت على الكثير من النقاط المنطقية. أكثر ما اعجبني في تحليله هو عدم توسله بالقوى الغيبية وما وراء الطبيعية، واعتماده بدلاً عن ذلك على دراسة الظروف الاجتماعية والسياسية وتحليلها وفقاً لنظريات ذات أسس علمية.
"دراسة في سوسيولوجيا الإسلام" لا أدري إن كان هو خطأٌ في الترجمة، أم هو مقصود من الوردي؛ أعتقد أنّ الإسم الأصح هو "دراسة في سوسيولوجيا المسلمين"، فلا أعتقد أنه من الإنصاف تحميل الدين تبعات ما يفعلهُ متبعون، خصوصاً إذا كانت هذه الأفعال ليست من صميمه، وقد تكون مُدخلة عليه من أتباعه تحت عنوانه. والدراسة كانت على الأتباع وليست على المتبوع.. من قرأ "مهزلة العقل البشري" و "وعاظ السلاطين" قبل هذا الكتاب لن يصعب عليه الإحساس بالتطور في الإستقلال الفكري للوردي. اعتمد الوردي كثيراً على مراجع أجنبية، وهذا أمر مستغرب من شخص ولد في نفس البيئة التي كان يُحاول إسقاط دراسته عليها. والأغرب أنه وافقهم في الكثير من أحكامهم وتقييماتهم السطحية للمسلمين. قد يكون الكتاب ناقصاً، أو أن الترجمة غير مُكتملة.. خصوصا أن الكاتب قد أشار إلى أنه سيتحدث في الفصل "السابع" عن الإمام علي، في حين أن الكتاب المطبوع ستة فصول، ما يوحي بخطأ مطبعي أو نقص في النقل المترجم. حاول الكاتب كثيراً الظهور بمظهر الموضوعي المُحايد، وقد أفلح قليلاً وأخفق كثيراً، حتى امتلأت صفحات الكتاب بالكثير من الأحكام السطحية التي لم أرها تتناسب مع الفكر العميق الذي امتاز به الوردي في كتبه الأخرى. لمن لم يقرأ للوردي من قبل، لا أنصحه شخصياً أن يبدأ بهذا الكتاب حتى لا يكون إنطبعاً عنه بأنه سطحي..
من أجمل الدراسات التي قرأتها. هذه كانت رسالة الماجستير لعلي الوردي في جامعة تكساس التي حصل عليها عام ١٩٤٨ مع مرتبة الشرف. دراسة مبسطة وعميقة في الوقت ذاته تحتاج من وقتك جلسة او جلستين. أحببته.
المحور الرئيسي لهذهِ الدراسة هو ما يسميه الوردي “معضلة الإسلام” والتي يصفها بأنها الصراع ما بين المثالي والواقعي في الإسلام الذي تطور إلى الصراع السني الشيعي -مع ملاحظة أنه يستخدم كلمتي “مثالية” و”واقعية”بالمعنى الشائع ولا يقصد بها المعنى الفلسفي. ويرى أن السنة يمثلون الجانب الواقعي بينما كان التشيع مذهب مثالي. الفكرة شبيهة بطرح أحمد عباس صالح في كتابه “اليمين واليسار في الإسلام” مع الفروقات واختلاف المنهجين. ويرى أن السباب الذي يقف وراء الميول المثالية للشيعة هو اضطهاد الحكومات الدائم لهم فكانوا يعزون نفسهم بالبحث عن المثل في تاريخ الإسلام كنوع من الاحتجاج على السلطة السياسية أولاً، وكباعث للأمل ثانياً.. بينما من جهة أخرى يشكل السنة السواد الاعظم من المجتمع الاسلامي الذين كانوا جزءً من المنظومة الحاكمة والسلطة بطبيعة الحال لا يمكن أن تستمر دون تفكير واقعي. والأشكالية الأكبر أن تاريخ الاسلام مر بالمرحلتين -فاسلام مكة كان اسلاماً مثالياً يدعوا إلى المثل العليا ويقف بوجه المجتمع الذي ثار عليه الرعيل الأول من المسلمين.. ولكن بعد الانتقال الى المدينة تحول الاسلام الى دولة وهنا كان حتماً عليه أن يتخلى عن بعض مثلهِ ويكون أقرب للواقع فكانت المرحلة الأنتقالية -حيث كان الحكم خليطاً بين المثالية والواقعية وقد شملت هذهِ المرحلة تاريخ الاسلام منذ انتقال النبي الى المدينة وحتى وفاة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب.. بعدها صار التمايز والانفصال بين المثاليين والواقعيين.. هذا ملخص للدراسة مع الأخذ بنظر الاعتبار ان الوردي كتبها عام “1948” كرسالة ماجستير وقد تطورت العديد من أفكارهِ بعد هذا التاريخ كما يمكن أن نلاحظ في كتابهِ “وعاظ السلاطين” و”مهزلة العقل البشري”.. نقطة أخيرة أود أن أضيفها وهي أن الحديث عن مثالية الشيعة وواقعية السنة هي ظاهرة بشكل عام وليست صفة قاطعة، يقول المؤلف (ص182): “لا يعني هذا أن السنة واقعيون بكل معنى الكلمة أو أن الشيعة مثاليون على نحو مجرد. يصح أن نقول أنه لا يوجد ظاهرة خالصة بشكل مطلق في المجال الاجتماعي، بل يوجد ميول معينة بأتجاه هذا الشيء أو ذاك” كما أن هذهِ الدراسة ليست من نوع الدراسات المؤدلجة التي تصادر الحقيقة وتحاول دراسة الصراع الطائفي من منظور (الأنا والآخر) بل على العكس فالدكتور الوردي يحدد منذ الفصل الأول أنه “من الناحية السايكولوجية، لا يوجد هناك حق مطلق أو باطل مطلق، إن كل من الطرفين على صواب وعلى خطأ في الوقت نفسه، وكل منهما يمثل وجهاً معياناً من أوجه الحقيقة”
هذا الكتاب هو بحث الماجستير للدكتور العراقي علي الوردي، وهو يتناول دراسة سوسيولوجية بحتة لتاريخ الاسلام بعيدا عن النصوص والأدلة النقلية، فهو يفسر بعض الوقائع والحوادث المفصلية في تاريخ الاسلام بنظريات علم النفس والاجتماع. وكعادة الوردي في بحوثه، فهو يبسُط الوقائع وتفاصيلها بالتصريح ويذكر نتائجه بمصداقية تامة بدون انحياز تماماً، حتى أنني لا أعرف أبدا ماهي خلفية الدكتور الدينية حتى الآن مع أن هذا الكتاب هو الثاني لي بعد قراءة "وعاظ السلاطين"، والذي يتسم بذات المصداقية وعدم الانحياز.
لو أردنا وضع عنوان شامل بالخط العريض للكتاب لكان "الواقعية والمثالية"، التي تندرج تحتها جميع النقاط التي ذكرها الوردي، ومنها تصنيفه لأبرز طائفتين على مر التاريخ الاسلامي حتى اليوم، السنة والشيعة، اللذان يمثلان الواقعية والمثالية، على الترتيب.
لم يدخل في الاسلام أول ظهوره إلا من دخل الدين إلى قلبه، فكان المسلمون الأوائل شديدي التمسك به رغم المعاناة والأذى، وكان الدين آنذاك روحياً بحتاً مشابه إلى حدٍّ كبير رسالة المسيح الذي كانت أبعد ما يكون عن السياسة.
وكانت للطبيعة البدوية في الجزيرة العربية، وسياسة المالك والمملوك، والطبقية والعنصرية، الدور الأساس في انتشار الدين الاسلامي أكثر، فدخل العديد من العبيد وأصحاب الطبقة الدنيا في الاسلام من أجل تطبيق ما يدعو إليه من عدلٍ ومساواة، ونصرة للمظلوم، ذلك من جانب. ومن جانب آخر طمع البدو في اعتناق الدين بعد انتصاره في بدر لحبهم للمعتقد القوي الذي يناسب نمط حياتهم، وما كانت معركة بدر الا تأكيد بأن الدين يرسم أول خطوة نحو سيطرته وهيمنته.
بدأ بعد ذلك تحول الدين للسياسة بعد وفاة النبي، وهي بداية الانشقاق بين السنة والشيعة.
يرى الوردي بأن النزاع بين السنة والشيعة يمثل النزاع بين الواقعية والمثالية. فالسنة تمثل ضرورة السياسة القوية ليتوافق النظام مع مختلف المصالح الدنيوية، فلذلك ينصب الحاكم عند السنة باجتماع كلمة المسلمين عليه، ويطلقون عليه لقب خليفة.
في حين تمثل الشيعة المثالية والدين الروحي البحت فلذلك حاكم المسلمين يكون منصبا من عند الله معصوماً ويطلق عليه لقب الامام المعصوم، فالشيعة يشبهون فلسفة أفلاطون في إنشاء مجتمع مثالي فاضل يبدو صعب البلوغ.
يذكر الوردي كثيرا رأي ابن خلدون في الكثير من القضايا وبالتحديد فيما يخص البدو، وأيضا يعرض أفكار الكثير من المستشرقين فيما يخص الأوضاع الاجتماعية في مختلف مجتمعات العالم الاسلامي آنذاك كالعراق والشام.
يحمل الكتاب العديد من النقاط الخلافية التي لا يمكن تلخيصها ويفسرها بطرق مختلفة بعيدة عن الكلاسيكية والابتذال، أنصح الجميع به لقراءته.
هذا الكتاب عبارة عن بحث لرسالة الماجستير في علم الإجتماع للوردي ، و يعد أول كتاب له.ناقش هذا الكتاب معضلة الاسلام الدائمة،و الخلاف السني الشيعي بمعنى أدق . و ناقش المثالية والواقعية ولكن ليس بمعناها الفلسفي. كان أسلوب الكاتب سهل وبسيط ،وواقعي ،وقد لجأ إلى كتابات بعض المستشرقين لتدعيم أفكاره، وقد كان الكاتب حيادي تماماً في أطروحاته .قد تكون مناقشته عن الفروقات بين السنة و الشيعة غير مكتملة و لكنها موجودة ، وقد تكون بعضها قد اختفت ، لكن لاتزال أثارها موجودة.كتاب رائع وممتع 4نجوم
(دراسة في سوسيولوجيا الاسلام) للدكتور علي الوردي من افضل الكتب حول الخلاف السني الشيعي و كيفية تفكير العقل الاسلامي. قرأت الكتاب ولم استطيع تحديد هل الرجل سني ام شيعي. يستحق بل انصح به جدا.
لأني حضرت مناقشة الكتاب منذ عدة أشهر مع مجموعة "مبادرة تساؤل" وناقشت وتناقشت لكني لم أقرأ الكتاب بعد ! الكتاب هو رسالة ماجستير كما هو مكتوب للدكتور علي الوردي. وشعر بأنها مختصرة ومعدل فيها. الكتاب يمتاز بالسهولة والسلاسة في النقاش ولكن، في بعض الجوانب، لم أشعر بإشباع النقاش وإعطائه حقه بالأدلة. والمزعج جداً هو 50 صفحة مقدمة !! ربما صعب علينا أن نغير مفردات الخلاف المذهبي من الحق والباطل إلى المثالثية والواقعية. لكن هذه الفكرة الأساسية للكتاب ما يحاول الكاتب تبيانه ومناقشته.
*أفكار مقتبسة* - الفكرة الأساسية للكتاب هي : دراسة التاريخ الإجتماعي للإسلام. - جوهر الخلاف السني الشيعي هو النظرة الواقعية والنظرة المثالية. أي إن السنة كانت تنظر وتمارس الإسلام بواقعية ينما يمارس الشيعة الإسلام عقدياً وسياسياً بشكل مثالي وعليه يقيسون الأشياء. - لم يبدأ الإسلام كنظام كامل ديني وسياسي، كان دعوة مكة دينية والمدينة سياسة وبذلك تكامل. - من معضلة الإسلام، كان النبي محمد(ص) نموذج مثالي، ولم يستطع أتباعه السير على نهجه والوصول لمستواه المثالي. - الإمام علي (ع) كان النموذج الثاني للمثالية وربما هذه سبب مشاكه وحروبه مع الأخرين، بل هو السبب لعشق وجعله إله. - الحركة الشيعية هي حركة جماعية بينما الحركة الصوفية هي حركة فردية أي التحرك نحو المثالية جماعي وفردي. - شخصية الإنتظار في الإمام المهدي (عج) أحد أبرز مظاهر التطلع لحياة، وقيادة مثالية عن الشيعة.
الظريف لم تذكر كلمة "سوسيولوجيا" !!
كتاب جميل .. وكل كتب الدكتور علي الوردي مميزة فعلاً.
لا بد لقارئ هذا الكتاب تذكر أمرين مهمين، أولهما أن مادة الكتاب تمثل البحث الذي نال عليه الدكتور الوردي رسالة الماجستير فهو بالتالي قد كتب بأسلوب أكاديمي يختلف عما قد اعتاده قراء الدكتور الوردي. والأمر الثاني أن هذا البحث يعد من الكتابات المبكرة جداً للدكتور الوردي فقد قدمه في عام ١٩٤٨.
يتناول الدكتور الوردي في بحثه هذا ما يسميه (معضلة الإسلام) او الخلاف السني/الشيعي. يقدم من خلال دراسته الاجتماعية رؤية جديدة لجدلية الصراع المذهبي في الإسلام ويصل الى أن أساسها نابع عن الصراع بين الواقعية والمثالية. ينتهي البحث الى أن أياً من طرفي الصراع، اي السنة والشيعة، لا يملك الحقيقة المطلقة. فكل منهما نظر الى الإسلام من زاوية مختلفة وكل منهما يمثل مرحلة من المراحل التي مر بها الإسلام من الناحية السوسيولوجية، حقيقةٌ لو استوعبناها لأغنتنا عن كثير من الصراعات الطائفية العبثية.
بحث رائع ومهم، من المؤسف أنه لم تتم ترجمته للعربية الا مؤخراً.
اقتنائي للكتاب جاء من خلال ترشيح صديق مقرب مني ، واخبرني انه كتاب رائع ، الكتاب جيد لكن هو جيد بالنسبة لكاتب مثل الوردي . الكتاب عبارة عن البحث الأكاديمي الذي نال الوردي عنه درجة الدكتوراة في علم الإجتماع الحديث من امريكا ، يتضمن ثلاث ورقات بحثية بعنوان ( معضلة الإسلام ) . وهي تأصيل وفرز لتاريخ الصرع المذهبي بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط . لا جديد يقدمه الوردي للأسف ، او ربما السبب انه قد بدأت معه بأفضل اعماله وتدرجت وصولاً لهذا الكتاب لانه المفروض ان تقرأه اولاً قبل اي شيء لان بسبب هذا الكتاب ظهر علي الوردي على سطح الثقافة العراقية وتفرعت من بحثه كتبه المشهورة التي تحدثت بأستفاضه اكثر مثل المهزلة والوعاظ .
فكرة الكتاب عن صراع يسميه الوردي بصراع" المثالي والواقعي " وهو موجود في كل طور من اطوار المجتمع الانساني ، يطبقه على المجتمع الاسلامي ويحاول فيه فهم لما سماه معضلة الاسلام والخلاف السني الشيعي من وجهة نظر اجتماعية .
ربونا في بلادنا علي نبذ الشيعة ، وإعتبارهم كفار وخوارج وهلم جراً حينما كبرت ونضجت وأصبحت أفكر بإستقلالية تساءلت نفسي لماذا الخلاف الدائم هذا ولماذا الفرقة الحمقاء تحكمنا ؟ ولقد ظل هذا التساؤل محل شك في رأسي كثيراً ، لم أكن أبحث عن من ينصر الشيعة ولكن كنت أبحث عن من يتعقل ويري أنه لا داعي للفرقة وإن كان هناك الخلاف ..
،
الكتاب يتحدث عن معضلة الإسلام وأحب أن أسيمها معضلة الكون - النزاع بين الواقعية والمثالية - بعيداً عن معناهم الفلسفي وكان وجهة نظر الكاتب واضحة في نسب السنة إلي المذهب الواقعي في الدين ، والشيعة إلي المذهب المثالي فالشيعة ولأنهم المضطهدون قد عزفوا عن الإندماج في المجتمع ومجاراه الحراك الإجتماعي وأخذوا في فلسفة جديدة يبحثون عن القيم والمثل المفقودة منذ موت النبي ، أما السنة فهي الفئة التي سيطرت وكانت الفئة السلطوية في الأمة وتاريخ الدولة الإسلامية لذلك فقد وضعوا قدماً في اللعبة السياسية وأندمجوا كثيراً في واقعية الحياة وأبتعدوا عن المثل والقيم والدينية
،
الكاتب لا يعرض لفكرة معينة علي حساب فكرة الكاتب يدعونا إلي التعقل والوقوف علي حياد بين المذهبين فلأ أحد يمتلك الحقيقة بين المذهبين المؤكد فقط أن الكثير من الحقائق قد طمست وتحولت مع مرور وجريان الزمان والسنين ، لذلك الكاتب لا يعرض للمذهبين من الناحية الفقهية ولا يتحدث كثيراً عن العقائد والتباين بين المذهبين ، ولكنه عرض للمذهبين من خلال دراسة لعلم الإجتماع وتأثر البيئة التي تمخضت عنها ما نطلق عليهم اليوم فريقين سنة وشيعة
،
هي القراءة الأولي للدكتور علي الوردي وأن هذا لأمر يسعدني كثيراً لأن أبدء بتلك الدراسة البسيطة التي تحمل عصارة فكره وكتاباته حتي أقرأ في باقي أعماله التي أثري بها المكتبة العربية وأن لدي فكرة عن أفكاره وعن ماذا يريد أن يعبر ، أن الكاتب ينتهج المنهج الموضوعي كما هي سمة الباحث العلمي ولكن إستدراك بسيط - لا يخلو الكتاب من ألفاظ وعروض تظهر إعتناق الكاتب للمذهب الشيعي - ولكن في النهاية هو كتاب حقيقي عظيم بما يحويه من أفكار جديدة ورؤية ومنظور جديد في تاريخ الإسلام الإجتماعي ، ولا ألوم عليه إعتماده علي المراجع الأجنبية بشكل أكبر وأوسع ففي تلك الحقبة من الزمان كانت الكتب الأجنبية والمستشرقين هم الأدق وصفاً ووقوفاً علي حياد بين المذهبين
،
إن لم تكن لديك الجرأة في التعرض للثوابت الدينية ، لا تقرأ هذا الكتاب
يَعِنُّ لي أن أقرأ من حين لآخر كتابًا يفتح لي بابًا جديدًا من العلم لم يكن لي به عهد من قبل. وهو ما كان ها هنا.
قدم الوردي رحمه الله للمكتبة العربية ما قد يكون أحد أهم الكتب في ميدانه (علم اجتماع الإسلام)، لمّا كان أحد أولها تقريبا بزعمه.
ليس الكتاب معقّدًا وإن بدا مختصرًا سريعًا يُذيقُ ولا يُشبع. وقد أورد فيه من أقوال المستشرقين المستبصرين ما يروقك في عمق نظرته ودقيق فهمه وسعة إحاطته بتاريخ الإسلام. وهكذا يكون الاستشهاد بالآخر حقا، لا على طريقة المأخوذين بالغرب المخدوعين عن روح تاريخهم وحقيقة تراثهم.
يقول الوردي باختصار في هذا الكتاب ما يلي:
- ابتدأ الإسلام كسائر الأديان ثائرًا على الوضع السائد، رافعًا راية المُثُل العليا والقيم - ثم دان له الناس، صالحهم وطالحهم، بَرُّهُم وفاجرهم - فاصطدم الإسلام (مبكرًا) بـ"معضلة" هي في نظر الوردي مشكلة الإسلام الكبرى _لا بمعنى الاستنقاص ولكن بمعنى التحدي والخطر_ وهي:
أن الإسلام كنظام (سياسي-اجتماعي) اضطلع بفعلين متناقضين كما نرى. الأول هدم النظام الفاسد وقيمه، و الثاني بناء نظام صالح مستدام يقف من الحياة موقفًا (واقعيًّا) يحفظ الهدوء والاستقرار. تلك مهمة صعبة! وتلك هي "معضلة الإسلام" كما سماها الوردي.
كان من أجمل ما مررت به الحديث عن الاختلافات المذهبية بين المسلمين في ظل هذه المعضلة. فأشار الوردي إلى أن الثورية روح الشيعة وأن المحافظة روح السنة وديدنهم. ولكن الحقيقة وسط بين الفريقين لا ملكٌ لأحدهما دون الآخر في هذا الصدد. فلا الإسلام ثائر دومًا، ولا الإسلام محافظٌ دومًا.
في الكتاب بعد هذا من الأفكار ما يلذ لك ويجعل من متابعة قراءته متعة تكشف مزيدًا من ملامح هذه النظرية المنطقية، كما تجعل من التوقف عنها لاستئنافها من الغد متعة أخرى تتيح للقارئ فرصة الوقوف على أفكار كل فصل، وربط بعضها ببعض، ربطًا يحرك الرأس بهزة لا إدراكية تنم على الموافقة والارتياح.
هذه دراسة اجتماعية لسبب ظهور الانقسام السني الشيعي عند المسلمين.ه الكاتب يقول عموما ان الناس تنقسم الى انسان واقعي في افكاره وحياته وانسان يسعى للمثالية في افكاره وحياته.ه وان الانقسام جاء بسبب هذه "المعضلة" كما قال الكاتب، فالسنّة في بداية الخلافة كانوا واقعيين والشيعة هم الناظرون لكل الامور بمنظار المثالية....ه ان الحكم عندما يكون بيد الواقعي ويظلم المثالي، يثور المثالي الى ان يستلم ذمام الحكم،ه والمثالي عندما يظلم الواقعي يثور الواقعي مرة اخرى وهكذا تنتقل السلطة من طرف لاخر.ه انا احببت الدراسة واقتنعت بها، ولكن لم اقرأ اي دراسة اخرى عن نفس الموضوع من قبل ولم اكن اسمع غير ان اصل الخلاف سياسي او صراع على السلطة فقط....ه لست ناقدة ولا علم لي بالفلسفة او سوسيولوجيا المجتمعات ولكن كلامه هو الاقرب الى المنطق وافضل من تبادل التهم من كلا الطرفين السني والشيعي.ه ربما اذا قرأت لاحقا ما يقنعني اكثر من هذه الدراسة اعيد تقييمها .ه
الكتاب ليس إلا مجموعة من الأراء ذات نزعه شخصيه لإثبات مغالطات تاريخيه عن طريق تقديم بعض الأسس العامة في علم الإجتماع تاره ودراسات بعض المستشرقين حول الإسلام والمسلمين تاره أخرى ثم محاولة الربط بين هذه وتلك لإسقاطها على ما ذكر من المغالطات التاريخيه في الكتاب لإثبات واقعيتها ليثبت الكاتب في النهايه تصوراته الشخصيه لا غير.
ومن الأشياء المثيره للعجب حقا ذكر الكاتب لبعض الأحداث الغير موثقه - والمشكك في صحتها - هو نفسه يخبر عنها أنها وإن كانت كذلك فلا بأس في ذكرها في هذا الموضع أو ذاك ليتخذ منها دليلا لاحقا لتأييد الفكره التي يريد إثباتها!!!
أما الغريب فهو بذل الكاتب جهدا ملاحظا لإثبات أن الشيعه والتشييع في الإسلام إنما كانت نتاج الظلم والقهر الذي عانته شعبة من الضعفاء في زمن الخلفاء الراشدين نتيجة لسوء حكمهم وعدلهم وسوء إدرتهم للحكم ؟؟؟ إنه يتحدث عن الحقبه الذهبيه في تاريخ الأمه الإسلاميه التي شهد لها جميع المؤرخون بأن الحضارة الإسلاميه بلغت فيها ذروتها كنتاج مباشر لقيادة تميزت أبرز ما تميزت به بالعدل والحكمة والمساواة بين أفراد شعبها !
في الكتاب مغالطات كثيره لا تليق بم نسب للكاتب من فكر وعلم ، بل إنها أحرى أن تنسب لأحد المستشرقين الغربيين - كالذين تم الإستشهاد بهم في الكتاب بكثره تلفت الإنتباه والتساؤل – الذين درسوا الإسلام كمتصفح مجلات الكرتون يسعد باستعراض الصور والألوان غير آبه بمحور القصه والأحداث جل هدفه الإستعراض والتشدق باكتساب المعرفه.
وقد قمت بتعيين بعض الرهط الذي ذكر في الكتاب على سبيل المثال لا الحصر:
1) ص 119 ، الكاتب صنف الفتوحات الإسلاميه بأنها كانت ضروره حتميه كمتنفس للبدو الذين دخلو الإسلام يتلائم مع طبيعتهم البدويه في حب القتال والتنازع تفاديا لوقوعه داخل أسوار الدولة المسلمه مما أتبعه قيام الإمبراطوريه العربيه كنتيجة مباشره للظروف الحاصلة من الروح القتاليه والرغبة في الحصول على الغنائم أكثر منه نتيجة للتخطيط المبكر لنشر الإسلام ؟!!! فأي علم هذا هو الذي حازه الوردي وهو يشكك بصدق النوايا لدى المسلمين الأوائل في خوض الحروب لتكون كلمة الله هي العليا ورغبة حقيقية في نيل الشهاده بأنها كاننت مجرد رغبة غوغائيه بدائية لنيل الغنائم وتفريغ الطاقات الهمجيه لحب القتل والقتال؟؟!!! لقد ذكر في القرآن أن من إستعصم بحبل الله كان الله معه وأيده بالنصر...فإن كان المسلمون الأوائل حققوا ما حققوه من فتوحات عظيمة فإنما مرد ذلك لقوة الإيمان الذي كان يشع في صدورهم ، وإن ما نشهده في الحاضر من تخاذل للمسلمين وتراجع إنما مرده لإنشغالهم في الحياة الدنيا دون الآخره ، كانوا في السابق أقل عددا لكن أكثر إيمانا فكان الله معهم ومؤيدهم ، واليوم نرى أعداد المسلمين تفوق أعداد جميع الأمم المجتمعة لكن يصدق فيهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم غثاء كغثاء السيل ، فلو كانت المسألة مسألة عدد ورغبات لكان أجدر بجميع تلك الفتوحات والإنتصارات أن تتحقق في زمننا هذا وليس العكس .
2) ص 146 ، يتهم الكاتب المسلمون السنة أنهم يتبعون تفسيرات الأئمة الأربعه الغير قابلة لأي تغيير مما أوقهم في ضيق الأفق المتلصب المعادي لكل إجتهاد ....هل من يتحدث هنا إنسان غريب عن الإسلام لا يفقه فيه شيئا جاء من بلاد الغرب ؟ أم أن الكاتب أسقط باب فقه الإجتهاد في الإسلام وتغافل عنه عن علم مسبق ؟!!
3) ص 151 ، يستنتج الكاتب أن الإمبراطوريه الإسلامية لا يمكن أن تدوم إلا بالبدو الشرسين المحبين للقتال ، وهنا نسأل إذا لم تدم إبمراطوريات مثل الرومانية – وغيرها مثل الفارسيه - التي شهد لها التاريخ بأنها الأشد شراسه على مر العصور !!! ولم كان الإسلام من دون سائر الأديان هو الدين الوحيد الذي إستمر وبقي رغم كل المحاولات الحثيثة في طمسه وإمبراطوريته على مدى قرون من الزمن كانت قوته تتباين ما بين ضعف وقوة !!!
4) ص 159 ، يستشهد الكاتب بأقوال المستشرقين ودراساتهم لإدانة الخلفاء الراشدين ، ضاربا عرض الحائط كل الحقائق المثبته بالأفعال والوقائع بنزاهتهم وأصالة مبادئهم ، فهو يتهم عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأنه كان عهد بداية المعضلة الإسلامية ونشوء الشيعه بسبب عدم عدله في توزيع غنائم الفتوحات الإسلامية التي حدثت في عهده ! إن الكاتب يشكك بأكثر صفة عرف عنها عمر بن الخطاب رضي الله عنه - وهي صفة الفاروق - بين الناس وذلك لتفريقه بين الحق والباطل وعدله ، ولقد كان عهد عمر عهد الأمان والألفة بين المسليمن ، ولو كان ما أدعاه الكاتب صحيحا إذا لم إستطاع الحاكم الظالم أن يمشي في الأسواق دون حرس وان ينام بين الرعيه مجردا من سيفه مستظلا بظل شجره! ثم يعاود هجومة على عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه ويتهمه بأباطيل لا يمكن أن تصف شخصية مدعيهاعلى صحابي جليل مثل عثمان بن عفان رضي الله عنه سوى بالجهل بتاريخ المسلمين والصحابة العتيد !! ه .
مراجعة وتقييم 📖 . معلومات_أولية_عن_الكتاب ❓ . 1. عنوان الكتاب : #دراسة_في_سوسيولوجيا_الإسلام 2. نوع الكتاب : #بحث_ودراسة 3. عدد الصفحات : 208 4. تاليف : #الدكتور_علي_الوردي [ عراقي الجنسية ] 5. ترجمة : #رافد_الأسدي 6. دار النشر : #شركة_بيت_الوراق_للنشر_والتوزيع_المحدودة 7. نوع القراءة : ورقي 8. مكان الشراء : #المكتبة_الوطنية 9. التقييم : 🌟🌟🌟🌟 .
🔖الفهرس [ حرك الصفحة لرؤية الفهرس ] .
#المؤلف_في_سطور : . 👤 علي حسين محسن عبد الجليل الوردي ولد في بغداد في مدينة الكاظمية عام 1913م. . #المؤهلات_العلمية: . تخرج في كلية جامعة بيروت الأمريكية في عام 1943. حصل على الماجستير عام 1948م، من جامعة تكساس الأمريكية. حصل على الدكتوراه عام 1950م، من جامعة تكساس الأمريكية. . توفي الدكتور علي حسين الوردي في 13 تموز 1995 بعد صراع مع مرض السرطان، ولم يتمكن الأطباء من معالجته لافتقار المستشفيات العراقية آنذاك إلى الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب الحصار الاقتصادي المفروض على العراق، حيث سافر إلى الأردن ليتلقى العلاج في مدينة الحسين الطبية وبعدها عاد إلى العراق ليقضي نحبه فيه. . . #ملخص_الكتاب :. . هذا الكتاب يُعد الأصدار الأول للدكتور علي الوردي إلا أنه لم يُنشر إلا بعد إصدارات أخرى وذلك لأنه كان رسالة الماجستير التي تقدم بها الوردي في جامعة تكساس الأمريكية عام 1948. . يناقش الوردي في كتابه مفهوم السوسيولوجيا في الإسلام والمعنى لكلمة #السوسيولوجيا في علم الاجتماع: هي العلم الذي يدرس المجتمعات و القوانين التي تحكم تطوره و تغيره. . وقد قسم الوردي الكتاب من خلال ستة فصول يتناول الوردي في الكتاب دراسة للواقع المجتمعي والتاثيرات التي طالته وقسمت جماعاته بين الواقعية والمثالية [الغير كاملة] والتي أدت لنشوب هذا الإختلاف الذي لا يزال قائما حتى الآن . . يقسم من خلال هذه الدراسة النزاع في الجماعات الإسلامية بين شقين اساسين وهما "الواقعية" و"المثالية" والتي رغم عدم كماليتها المطلقة بين الجماعتين إلا إنها تعد المحور الاساسي للاختلاف الذي لايزال قائماً حتى وقتنا الراهن . . كما تطرق للتوصيف حول الإسلام في عهد النبي محمد (ص) والفترة الفاصلة بين كون الدين الإسلامي في نهجه الأخلاقي البحت وبين نهجه الأخلاقي والسياسي الذي بدأ بتأسيس الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة ثم كيف انتهجت الجمعات الإسلامية الاختلاف بينهم بين "الواقعية" و" المثالية " . #أسئلة_تجدها_في_قراءتك . ما هي معنى كل من الواقعية والمثالية التي يقصدها الوردي؟ وهل كانت اي منهما كاملة ؟ كيف كان الإسلام في قبوله قبل هجرة الرسول وبعده؟ ما أوجه التشابه بين المسيحية والإسلام وما هي أوجه الإختلاف بينها؟! . . #التقييم : . 🔼 كُتبت المقدمة بقلم حسين الهندواي وتناول فيها تعريفا مفصلا عن الوردي بدءأ بالنشاة والدراسة وختاما بالاحتكار الحصري لجميع إصداراته والسرقات التي طالت مؤلفاته وحقوق نشرها وتوزيعها وقد استنزفت قرابة الأربعين صفحة ولا أنكر أنني شعرت بالضجر لذلك بعض الشيء. . 🔼 لمن قرأ سابقاً للوردي سيجد في الكتاب الأسلوب السلس والاستعراض المرن الذي يحمل الرأي والرأي الآخر. . 🔼 أحتوى الكتاب على فهارس عديدة لكتب مختلفة تناولت دراسة المجتمعات الإسلامية وقيامها مع تحليلات الأراء المطروحة حتى يعطي القارىء حرية الإيمان بها وتصديقها أو نبذها وفق المنطق. . .🔼 أستمتعت جدا بقراءته وحصدت عددا كبيرا من الكتب التي أود إقتناءها وقراءتها في المستقبل ولعل أقربها هو [ مقدمة أبن خلدون ] . . [هل سبق وقرأتم هذا الكتاب؟ أو أي كتاب آخر للمؤلف؟ وما هو رأيكم؟] . #ملاحظة: ✏ . 💡مشاركتكم بالتعليقات والانتقاذات البناءه تثري المحتوى وتدعمنا لمزيد من العطاء. . 💡لدعم قناتي على اليوتيوب ( مع كتاب ) تجدون الرابط في البايو على صفحتي😊. . 💡التقييم مجرد رأي شخصي وليس إنتقاص أو إساءة للمؤلف أو دار النشر. . #هاشتاق: 📭 . #قراءاتي #أقرأ #أصدقاء_الكتب #أصدقاء_القراءة #قناة_مع_كتاب #البحرين_تقرأ #مكتبتي #قراءات_عام_2019 #تحدي_القراءة #القراءة_حياة_أخرى_نعيشها
دراسة في سوسيولوجيا الاسلام . يدرس الوردي في هذا الكتاب الصراع القائم بين المثالية و الواقعية في الاسلام (معضلة الاسلام) .. لا بالمعنى بالفلسفي لكلمتي (المثالية و الواقعية) ، انما بالمعنى الشائع . و الكتاب بمعنى اخر مخصص لدراسة التاريخ الاجتماعي للاسلام .. او ما يطلق عليه بمعظلة الكنيسة باصطلاحات علم الاجتماع الديني.. و ابرز ما لفت انتباهي في الكتاب : ....... بالمقارنة مع المسيحية ، نرى ان ضهور اول صراع طائفي في المسيحية كان حول ماهية الرب و المسيح ، و هو صراع ميتافيزيقي بحت ، في حين ان اول اضطراب حدث في المجتمع الاسلامي بعد وفاة النبي كان نتيجة صراع سياسي و اجتماعي .. صراع دنيوي. ....... في مجتمع ساكن رتيب كما يطلق عليه توينبي ، ضهر محمد بمثله العليا .. و لهذا ضهر الصراع الشديد و الطويل بين قيم الاسلام و قيم البداوة . ......... السنة و الشيعة : الاختلاف في الزاوية التي ينظر من خلالها كل منهما الى بدايات التاريخ الاسلامي . السنة : حيث التفكير الواقعي و نصرة الخلافة و الفتوحات الاسلامية (الحزب الحاكم) الشيعة : التفكير المثالي و الحاكم المؤيَد الهيا ، و معارضة الفتوحات و الثورة على الحكام (الحزب المعارض) . ..... اضطهاد الشيعة على مر التاريخ الاسلامي جعلهم يبحثون عن مثل عليا و خيال جامح جعل لأئمتهم منزلة قريبة من الالهة .. و هذا الفعل يبرز لديهم كردة فعل ينتقمون بها من السلاطين الذين اضطهدوهم و حرموهم عبر التاريخ . و بالتالي برز لدى الشيعة علوم عقلية كالفلسفة و المنطق و الجدل الفكري ، اشتغلوا بها اكثر من السنة ، لان السنة لعبوا دور السلطة و القوة في التاريخ و القوي يبادر الى الفعل دون الحاجة الى التأملات الفلسفية و المثاليات .. لا سيما اذا علمنا ان الخلافة او الامبراطورية العربية كانت ذات ميول بدوية تعتبر السيف و القوة معيارا اساسيا للحكم . ....... يَعتبر السنة ان اي حاكم هو الخليفة و لا يجوز الاعتراض عليه مهما كانت اخطاؤه او صفاته السيئة .. في حين مثل الشيعة دور المعارضة للسلطان في التاريخ الاسلامي ، فاصبح لهم شروط مثالية عالية يفترضونها في الخليفة او الامام ، كالعصمة من الاخطاء و النزاهة و انه مؤيد من الله بالنص لا بالشورى كما عند السنة ، حتى اصبحوا في الاخير ينتظرون مهديهم المخلص الذي من المفترض انه سيعيد تلك المثالية المفقودة و انه سيملأ الارض قسطا و عدلا !. ...... يقول الوردي ان الصراع بين علي و معاوية قد تجلى فيه معنى الصراع بين المثالية العالية و الواقعية ، و منذ تلك اللحظة لم يعد ممكنا ان يعود المزج بين الواقعية و المثالية كما كان في بداية الاسلام . ..... تظهر الجدلية الديالكتيكية في الدين بوضوح .. حيث يبدأ الدين كثورة تنادي بالمثل العليا و العدالة من اجل المظلومين و المحرومين ، و لهذا فهو يجتذب في البداية كل الطبقات المستضعفة و المضطهدة ، لكنه كغيره يحاول ان يتوسل السلطة كي يحقق هذه الاهداف او المثل السامية ، و ما ان يمارس السلطة حتى يتحول الى مؤسسة تتخلى شيئا فشيئا عن مثاليتها و تصبح اكثر واقعية ، فتنتهي ثورته شيئا فشيئا . ......... علي ابن ابي طالب مثلا فشل في الحكم و السيطرة على الخلافة لانه رفض ان يتخلى عن مثاليته الدينية امام معاوية الرجل الذرائعي الماكر ذو الواقعية الدنيوية .. ....... يكرر الوردي لاكثر من خمس مرات في الكتاب ، انه لا يقصد بان السنة واقعيون او ان الشيعة مثاليون بالمعنى المجرد للكلمتين .. و انما استخدم المصطلحين استخدامهما الشائع لا الفلسفي لتقريب الفكرة الى الاذهان لا اكثر . فليس ثمة انسان مثالي تماما او اخر واقعي بالكامل .. انما هي مسألة ميول فقط .
حسنًا، و هذه إحدى الفرص القليلة التي تضطرني لكتابة مراجعة، قد لا تكون مراجعة بالشكل المرجو، أقول باختصار شديد يتناسب مع حجم الرسالة التي تقع في حدود (١٤١) صفحة بعد تنحية مقدمتي ماجد شبر (صاحب الدار الناشرة) و د. حسين الهنداوي، و هي - أي الرسالة- كما قرأت في المقدمة بحث مقدم لنيل الماجستير في العلوم الاجتماعية من جامعة تكساس:
- المحتوى السوسيولوجي في الرسالة يتّكئ على نظريات المستشرقين في تفسير الظواهر الاجتماعية في مجتمع العرب، هنا أقف مع موقف د. الوردي من المناهج الغربيّة التي - برأيه- لا تتساوق و الواقع العربي، فيحصل أن تقدّم مقدماتٍ تفترض أنها صحيحة وفقًا للمنظار الغربي، ثم تخرج بنتائج تشطّ عن الواقع العلمي للظاهرة كثيرًا أو قليلًا، لم أر هذا الموقف من د.الوردي في كتابه إلا نادرًا، و لا يتجاوز بحالٍ تعديل النتيجة التي يخرج بها المستشرق، أو إضافة لمسة عربيّة عليها، في مواطن قليلة يخالفُ المستشرقَ في النتيجة مع إبقائه على المقدمات. لا بأس، سأقول إن هذه الرسالة هي أوّل ما ألّف الوردي، و لم يتبلور حينها منهجه النقدي العربي الذي استبطن فيه ابن خلدون لاحقًا.
- قراءته للتاريخ العربي و الإسلامي لم تكن مباشرة من أمهات كتب التاريخ، إنما كان جلّ المادة التاريخية التي أخضعت للدراسة من كتب متأخرة بل معاصرة، جلّ المادة التاريخية من كتب الأستاذ أحمد أمين :فجر الإسلام و ضحاه و ظهره، و بع�� كتب التاريخ الأخرى المعاصرة التي لا يهم سردها لأن استشهاده بها لم يكن بتلك الكثرة. المهم هنا أن الاستقراء للحالة العربيّة الإسلاميّة تمّ من خلال استقراءٍ موجود، كان مجرد دندنة حول النتائج التي خرج بها الأستاذ أحمد أمين، يشيد ببعض تحليلاته، و يضيف إليها بعض مشاهداته. نعم، يخافه في بعض المواطن، و يعيد تحليل كلامه، لكن النَفَس الاستقرائي غائب في هذا البحث، لعل ذلك لغاية في نفس د.الوردي أذكرها لاحقًا.
- على حساب الاستقراء الشخصي، أتى مجهود التفلسف الذي بذله د. الوردي في ربط النظريات بالمشاهدات التاريخية، و أجاد في هذه الناحية في توصيف الخلاف السنّي الشيعي بأنه خلاف بين تياري "المثالية" و "الواقعية على حد تعبيره، و إسقاطاته في هذا الباب جيّدة، و أجدها عندي جديدة.
- فنيًا، يحتاج الكتاب لعناية. يبدو لي أن الرسالة مترجمة، أي لم يقم بترجمتها الوردي بنفسه، يستطيع القارئ للوردي اكتشاف التباين بين أسلوب الرسالة و بقية كتب الوردي ، ناهيك عن الأخطاء النحوية المنثورة في أثناء الكتاب، و التي أبرئ الوردي منها، فهو من الأدباء المجيدين بنظري، و لولا المبالغة لقلت غير ذلك.
- كلامه في تحليل شخصية الإمام علي - كرم الله وجهه- بديع، و ربطه بين الشخصية العلوية و نشوء التيار المثالي ممثلًا في الشيعة، ربط ذكي.
- الكتاب ينبغي أن يُقرأ على ضوء علم الاجتماع، و خلف حدوده البيانية، و إلا سيعتبر زندقةً و خروجًا عن العقيدة، فهنا لا إيمان بالمهدي، و لا بعصمة الأئمة، و يعرض الخلقاء الراشدين كملوك و يمرّر مبضع الجراح عليهم بحسب ما تقتضيه الرؤية الاجتماعية.
- نعم ، نسيت. سعر الكتاب مبالغ فيه أخذته من جرير بـ ٣٩ ريالًا.
مسألة الخلافة كانت القضية الأساسية التي نشأت حولها فرقتي السنة والشيعة، ومجيء الخليفة (علي) إلى العراق كان بحد ذاته واحداً من العوامل الكبيرة التي جعلت هذا البلد أرضاً خصبة لنشوء الجدل الطائفي ..
ينظر السنة إلى الاسلام على أنه مشروع سياسي مقدس، فتح باسم الله أكثر بقاع العالم خلال العصور الوسطى وجلب للعالم النظام والمعرفة والدين، وينظر السنة للشيعة بأنهم اهل بدعة على أساس أنهم شقوا عصا الاسلام ونقضوا عهدهم بالولاء للحكومة.
أما الشيعة يرون السنة ظالمون لأنهم أطاعوا وصدقوا هؤلاء الخلفاء الذين اغتصبوا الخلافة بالقوة وحرفوها عن المبادئ والمثل النبوية. ويرى الشيعة أن فتوحات الاسلام ليست مهمة، فهم لا يقرون كما يفعل السنة لهؤلاء الخلفاء والقادة العسكريين ما بنوه من امبراطورية إسلامية مترامية الأطراف. إنهم يؤكدون على الطريقة التي عامل بها الفاتحون رعاياهم ودرجة اخلاصهم لدين الله.
يعتبر السنة أي شخص يصل إلى السلطة سواء كان ذلك بحق أو بغير حق خليفة شرعياً، بينما يتشدد الشيعة فيما يتعلق بمؤهلات الخليفة !
يعتقد علي الوردي أن النزاع والاختلاف بين الشيعة والسنة هو اختلاف بين الواقعية والمثالية .. حزب السنة (الواقعي) فكل خليفة أجمع المسلمون على التسليم له هو خليفة رسول الله مهما كان فاسقاً أو ظالماً. أما حزب الشيعة (المثالي) فقد بذلوا جهوداً كبيرة فكرياً وجسدياً لحرف مسار التاريخ باتجاه مثلهم التي يؤمنون بها، وبالطبع فإنهم أخفقوا، لذا فإنهم ينتظرون الآن بصبر كبير وأمل مشرق ظهور المنقذ ! والسبب في أن الشيعة يميلون للفلسفة ويمثلون الحزب المثالي، أنهم طبقة مضطهدة بالمجتمع، فتنزع الطبقات المضطهدة بصورة عامة إلى اللجوء إلى المثل العليا كأسلحة ضد أسيادهم المتغطرسين ..
في الحقيقة كان المسلمون مأمورين بالقتال وليس ببناء دولة، بل إنهم مأمورون بتوفير ملاذ آمن للمؤمنين لممارسة شعائرهم الدينية بحرية !
الفصل السابع والأخير (علي ومعضلة الاسلام) لقد أخفق بسبب مثاليته المفرطة !
واحد من أهم أسباب اخفاق علي تمثل في حقيقة أنه عامل جميع أصناف الناس بالسوية "كان علي بن أبي طالب: لا يفضل شريفاً على مشروف، ولا عربياً على عجمي، ولا يصانع الرؤساء، وأمراء القبائل. فكان هذا السبب الأكيد في تقاعس العرب عنه !
أما معاوية فكان على النقيض من علي. يخبرنا أوزبون أن معاوية لم يتردد في استخدام أية وسيلة يعتقد أنها مفيدة للوصل إلى غايته القصوى وهي الخلافة ..
عندما كانت الشيعة فئة مضطهدة مطاردة من الدولة تشبثت بفكرة المنقذ في آخر الزمان (المهدي) ولاحقاً عندما وقعت السنة في الاضطهاد والمعاملة السيئة كما حصل لاخوانهم الشيعة ظهرت عندهم فكرة المنقذ (المهدي).
رسالة الماجستير التي حاز عليها عالم الاجتماع العراقي الدكتور على الوردي درجة الماجستير من جامعة تكساس في اوستن ولأية تكساس ، وهي اول ما كتبه الوردي ، اَي ان هذه الدرسة التي صدرت عام ١٩٤٨ هي البداية الاولى للوردي و حجر الأساس ، و تلتها درره البهية من إصداراته الفذه .
الكتاب او الدراسة ركزت على الصراع المثالي الواقعي في الاسلام ،الجانب الواقعي تبناه سنة الاسلام بينما تبنا الشيعة الجانب المثالي ، و المثالية الاسلامية بمعناها البسيط استقطبت شريحة المضطهدين و المقهورين الذين آمنوا بالقيم و المثل العليا التي جاءت في الدين الاسلامي ، بينما استقطب التيار الواقعي القرشيين الذين اقتنعوا بواقعية تسليم السلطة بالقوة .
يرى المؤلف ان بداية الانشقاق و بذور الفتنة ، بداية الصراع المثالي و الواقعي ظهر إبان خلافة عمر ، و ذلك بسبب المغانم و المكاسب التي بدات تتوافد على المدينة من غنائم الحرب و الفتوحات الاسلامية ، الرسول و ابو بكر وزعوا الغنائم على المسلمين بالتساوي دون محاباه ، اما عمر فكان له رأي مغاير و غير من طريقة التوزيع ، و اعتمد على آلية التفضيل و ان الذين واكبوا الاسلام لديهم افضلية و حصة اوفر حظاً مِن مٓن اسلام لاحقاً . و من هذا المنطلق في تعيين الافضلية في تقسيم المغانم ، ظهرت طبقية في الاسلام ، و طفحت على الساحة بذور الصراع الطبقي .
و في رأيي الشخصي المتواضع ، ان بذور الانشقاق ابتداءت من الخليفة الاول ابو بكر و ليس الخليفة الثاني عمر ، اذ ان آلية اختيار الخليفة و تداول السلطة غير منصوص عليها في القران بصورة واضحة ، و لم ترد في السنة النبوية ، و هذا الفراغ في اختيار الخليفة و تداول السلطة كان الباب الاول لظهور الشقاق ما بين طرفي النزاع ، اختير الخليفة الاول ابو بكر الصديق على أساس اجتهاد توليه الإمامة في الصلاة اثناء مرض الرسول ، و الخليفة الثاني عمر بن الخطاب تولى الخلافة بناء على وصية سلفه ، اما الخليفة الثالث عثمان بن عفان تولها بناء على لجنة تشكلت من قبل الخليفة عمر و هو على فراش الموت لانتقاء الخليفة الذي يخلفه . آلية اختيار الخليفة او الحاكم غير منصوص عليها و السنة اصحاب التيار الواقعي هم أنفسهم لا يملكون مفهوم ثابت و صريح ، اما الشيعة فيتنبنون آلية وأضح في اختيار الخليفة من نسل ال بيت و يعطوه سلطة دينية و دنيوية و صلاحيات أوسع . من الأمور المهمة التي تطرق اليها المؤلف هي اسلام البدو الذين أنضوا تحت سقيفة الاسلام بعد النصر المبين الذي تحقق في معركة بدر ، لان طبيعة البدو تختلف عن اهل المدينة و مكة ، والبدو شكلوا الجناح العسكري للفتوحات الاسلامية .
الكتاب عبارة عن رسالة الماجستير التي قدمها الدكتور علي الوردي في جامعة تكساس عام ١٩٤٨ م جاء في مقدمة الكتاب " إن الغرض من هذا البحث هو دراسة التاريخ الإجتماعي للإسلام في ضوء ما يصطلح عليه علم اجتماع الأديان " احتوى الكتاب على ستة فصول : ١. الخلاف السني الشيعي ٢. قضية الخلافة ٣. طبيعة الإسلام ٤. الصراع داخل الإسلام وأصوله ٥. صراع الظالم والمظلوم ٦. علي ومعصرة الإسلام
ما يعيب على الكتاب إطالة المقدمة التي تجاوزت ٣٠ صفحة ، مع كثرت الإقتباسات التي قام بها والتي تعيق الإسترسال وسلاسة كتابة الوردي في كتبه الأخرى أبرز ما أعجبني في الكتاب بشكل عام وفي الوردي الجرأة في الطرح ، والتطرق لأمور لم يطرقها أحد قبله ، أعطى رؤى مختلفة في الموضوعات لا أدعي أنها صحيحة لكنها جديرة بالتأمل
الكتاب هو بحث ماجستير للاستاذ علي الوردي. واعتمد على اغلب مصادره على كتّاب مستشرقين ليس لهم للدين الاسلامي بصلة. يدّعي الكاتب ان التشيع ثورة قام بها المستضعفين في بلاد فارس ولم يذكر ان ثورة التشيع كانت بالاجبار عن طريق اسماعيل الصفوي!! بالإضافة، يدّعي بانه نظر للجانبين ولكن نظر للجانبين بمواضع مختلفة وليس بنفس الموضع وختاماً، يتضح وضوح الشمس انحيازه للجانب الشيعي فلم تكن مقارنته عادلة بتاتاً البتة.
قبل أن أقرأ الكتاب كنت متلهفة جداً لقراءته نظراً لعنوانه المشوّق ولكن أثناء قرائتي له لم يكن في بالي سوا إستفهامات وتعجبات كبيرة! وعند إنتهائي منه -على الرغم من أني لم أنتهي فعلياً فالمتبقي من الكتاب ٢٠ صفحة لم أكملها بعد الإكتفاء الذاتي و الإجحاف الذي وجدته- لم أجد سوا خيبة أمل و إنتفاخ في القولون! غفِل الدكتور علي عن حقائق تاريخية كثيرة في سبيل ت��عيم فكرته و دراسته، أيضاً كان يستشهد بكلام المستشرقين الأجانب و الباحثين وكلامهم أبعد مايكون عن الحقيقة ثم لا يعّقب على مايقولون ولا يدعمه بل يتركنا هكذا في مهب الريح! على سبيل المثال يقول دوزي: "الشيعة غالباً ماوجدوا أنفسهم تحت إمرة القادة العرب الذين استغلوهم في الوصول إلى غايات شخصية إلا أنهم رغم ذلك كانوا مذهباً فارسياً في الأصل، يظهر جلياً الإختلاف بين العنصر العربي المحب للحرية والعنصر الفارسي المعتاد على العبودية" وهذا ما يُناقض تحليلات الوردي الكثيرة و إدعائاته ان المذهب الشيعي لا علاقة له بالأساس بالفُرس، بل هو تكوّن ونشأ قبل تشيع الفرس بمدة طويلة،ثم يصف الشيعة بأنهم "المثاليون" ثم يستعرض الدكتور علي تُبيّن أن السنّة هم أولئك الذين حصلوا على منافع كبيرة من الإمبراطورية الإسلامية بينما يُمثّل الشيعة الطبقات الفقيرة في الإمبراطورية والذين لم يحصلوا على شيء سوى دفع الضرائب الباهضة والمنزلة المتواضعة!!!
ثم يُكمل ويقول إن العرب دخلوا في الدين الإسلامي لمصالح دنيوية بحته وقليلاً منهم اعتنقه عن إقتناعٍ تام بل أنه يرى أن العربي بصورة عامة والبدوي بصورة خاصة يولد ديموقراطياً فهو وشيخة على قدم سواء ويستشهد على ذلك قول أوليري " العرب يكرهون حتى من يصنع لهم المعروف وذلك لأن إسداء المعروف لهم يعني الحصول على السيادة، لاغروا أن نجد أنهم لايحبون النبي الذي علمهم كما جاء في القرآن: ( الذين ينفقون في السرّاء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)
وشخصياً لا أدري ما علاقة هذة الآية ولماذا يستّدل بها أوليري على فهمه وتحليله الخاطئ تجاه العرب و البدو الذين أمنوا بالرسول؟
ثم يكمل ويقول "إن البدو اعتنقوا الإسلام أفواجاً إلا أن الغالبية منهم لم يعتقدوا به ولم يعرفوا ماهو على حدّ قول البروفيسور نيكولسن لقد كانت دوافعهم نفعية غالباً واعتقدوا أن الإسلام سيجلب لهم الحظ" ثم يكمل ويقول يعتبر شاخت هذا التحول في طبيعة الإسلام قادت إلى إضعاف الروح الدينية في المجتمع على أساس أن الذين اعتنقوا الإسلام فعلو ذلك لغرض دنيوي وليس لغرض ديني!
ويكمّل علي ويقول إن الذين دخلوا بالإسلام خلال حياة النبي أما المستضعفون أو البدو الذين رأوا فيه فرصة كبيرة لتعزيز مصالحهم الدنيوية والتسلط على باقي الناس!
وهذه نظرة فيها إجحافٌ كبير وسطحية! ثم يفسر ظاهرة الفتوحات الإسلامية والتوسع في رقعة دولة الإسلام إلى ماهو إلا توجيها لميول البدو القتالية نحو العالم الخارجي من أجل الحفاظ على الأمن الداخلي للدولة و إعطائهم البعد الديني لهذا التصرف القتالي! وهكذا بنوا إمبراطورية الإسلام العظيمة!!!
ويُبيّن الكاتب -على حد رأيه- أن نشوء المذهب الشيعي جاء بع كرّدة فعل بعد أن عامل البدو المسلمون حديثي العهد بالإسلام. بإحتقار و وحشية وظلم ثم يستشهد على ذلك قول سايكس: "إن الإحتقار الذي أبداه الفاتحون إزاء الشعوب التي أخضعوها كان أقوى من الإحتقار الذي أبداه النورمان تجاه الساكسونيين"
وأن الخليفة عثمان بن عفان و عمر بن الخطاب كانوا ظالمين خلال حكمهم من خلال الجزية -وهي الضرائب على حد قوله- و من خلال الإستحقار و توزيع الغنائم الغير متساوي على عامة المسلمين! وهكذا تم نشوء المذهب الشيعي نظراً للظلم الواقع عليهم من جميع الجهات وهي الفئة المستضعفة ولم ينصرهم ويعطيهم حقوقهم كاملة سوا الخليفة علي بن أبي طالب وأن عمر بدأ بتوزيع العائدات بصورة غير عادلة معطياً كل واحد حسب فضله وسبقه للإسلام! وأن الشييع ماهو إلى كـ رد فعل ضد مضطهدينهم وشبه إضطهادهم -هذا إن كان هنالك إضطهاد أساساً- إلى إضطهاد رعايا الإمبراطورية الرومانية الذين لجأوا إلى المسيحية و إضطهاد الزنوج في أمريكا!
تعتبر هذه الدراسة بحث الماجستير للدكتور علي الوردي، والتي طبعت علي هيئة كتاب بعد وفاته قام فيها بجمع عدة أبحاث في علم اجتماع الدين المسيحي للمفكرين الغربيين. كما قام بدراسة وتحليل الفكر الاجتماعي لابن خلدون في تفسير ثقافة البدو بشكل عام وقام بتطبيق استنتاجاته من كل ذلك على دين الإسلام للتعرف على بعض جوانب علم اجتماع الدين الإسلامي
ملخص الكتاب أن الصراع السني الشيعي في بداية الإسلام كان صراعا بين المثالية والواقعية، أي أنه صراع بين ما يجب أن يكون وبين ما هو كائن فعلا لذلك كان موضوع الخلافة في الإسلام موضوع نزاع كبير بين الفريقين فالشيعة كانوا في معظم مراحل التاريخ من الطبقات المضطهدة من قبل الحكام والخلفاء السنة، لذلك فهم يميلون إلى المثالية في تصور الخلفاء وما يجب أن تكون عليه الأحوال حيث يرى الشيعة أن الخليفة يجب أن تكون له مؤهلات خاصة، ومن هنا بدأ ظهور فكرة العصمة للأئمة
بينما السنة اختلطوا بالمعترك السياسي الدنيوي بشكل أكبر على مر التاريخ، فهم ركزوا على جانب قيام الدولة أكثر من تركيزهم على جانب قيام الدين. لذلك فإن حدوث الخلل بين القيم والمثل وبين الواقع والتطبيق وارد جدا ويشتد الأمر ضراوة حينما تكون الفجوة كبيرة، بحيث يظهر التناقض الصارخ بين القيم التي يدعو إليها الإسلام وبين واقع المسلمين والحكام منهم خاصة لذلك يستخدم الشيعة القيم المثالية كسلاح ضد الطغاة
كانت بداية المشكلة حينما بدأ دخول الغنائم على المسلمين بكميات كبيرة في عهد عمر بن الخطاب، ووصلت المعضلة إلى قمة الذروة في زمن علي فنفوس الناس تتغير مع الثروة، وتتغير تبعا لذلك نزعتهم المثالية فقد كان علي زاهدا يدعوا إلى توزيع الغنائم بالتساوي مع جميع المسلمين، إلا أن ذلك لم يكن في صالحه حيث بدأ العرب ينقمون عليه بينما لم يجد غريمه معاوية أي رادع في استخدام أي وسيلة توصله لغايته، فقد عرف أن الحرب خدعة
يرى علي الوردي أن الحقيقة المطلقة لا يملكها أي من الطرفين. فلا يوجد حق مطلق كما لا يوجد باطل مطلق كما أنه وضح أن تفسير الظواهر الاجتماعية أمر نسبي، فالظواهر الاجتماعية ليست شيئا قطعيا يقينيا بالإطلاق إنما هي ميول معينة تجاه شيء معين ويرى الوردي كذلك أن ما حدث للشيعة منذ التاريخ المبكر للإسلام يمكن أن يحدث لأي طبقة يتم اضطهادها وتمر بنفس الظروف التي مر بها الشيعة فالطبقات المضطهدة في رأيه لا تستاء وتثور بمجرد اضطهادها، بل باقتناعها بضرورة وجود العدالة والمساواة في المجتمع
ما يعيب الوردي أحيانا هو تبنيه لبعض القناعات المسبقة (هذا ما لاحظته وربما أكون مخطئا)، مما يفقده قدرا من موضوعيته وقد لاحظت ذلك من خلال انتقائيته لبعض الشواهد والأدلة، واستشهاده واعتماده على أحاديث ضعيفة وأخبار قد لا تصح عند التحقيق كما أنه حاول إسقاط المفاهيم والنظريات الحديثة على عصور سابقة قد لا ينطبق عليها ما حاول الوصول إليه
من النظريات الرئيسية في علم الاجتماع هي نظرية تمايل البشر بين الدوافع المثاليه و الدوافع (الغريزية - الدنيوية - النفعية - الواقعية بمعناها العرفي لا الفلسفي)...
الدكتور علي الوردي في هذه الدراسة يستخدم هذا المعنى في ايضاح (معضلة الاسلام)، والتي من خلالها يحاول ان يفسّـر تحول الاسلام (كحركة ثورية وقت نشوءه) من حركة (مثالية) الى مؤسسة رسمية (موسومة بالواقعية).. ويرى الدكتور ان الخلاف السني - الشيعي هو صورة واضحة لمعضلة الاسلام..
التحليل الاجتماعي لا يعمد الى تصحيح او تجريم طائفة على حساب الاخرى، بل يرى ان توجّـه اي مجتمع او طائفة هو صورة من صور الحقيقة.
في خلال البحث يمر على طبيعة المجتمع البدوي الذي نشأ فيه الاسلام (طبيعه نفعيه) وبعض التطورات كالتمييز في العطاء والمناصب على اسس مختلفة ولعلها غير عادلة - كل ذلك كانعكاسات لمعضلة الاسلام.
الكتاب مفيد جدا. اوصي به كمنظور اخر في تحليل المطالب التاليه (ليس لغرض الحصر): - هل الخلاف السني - الشيعي مجرد حدث تاريخي؟ - طبيعة المجتمع والافواج التي أسلمت في صدر الاسلام - اتحاد المثل العليا وادارة الدولة في رسول الله (صلى الله عليه واله) - تسارع اتساع الفجوة بين المثالية والواقعية بُـعيد وفاته (صلى الله عليه واله) والاحداث المحفّـزة على اتساع الفجوه - بعض معالم السياسة الاجتماعية المختلفة لكل خليفه وعلاقتها بمعضلة الاسلام - النزعة الثورية في العراق والميول السياسية في الشام - التكثف الجغرافي للشيعة والسنة في المنطقة - الامام علي (عليه السلام) كمجسد (بعد رسول الله) لاتحاد الدين والدولة، وتجسيدة للمثالية في مقابل تجسيد معاوية للواقعية الدنيوية - تحول الامام علي عليه السلام ومن بعدة الأئمة الاطهار كرموز للثورة ضد الاضطهاد والتمييز والدنيوية - كما كان رسول الله (صلى الله عليه واله) ثورة - المهدوية (والمخلص للأمه) كنظرية وضرورة اجتماعية وثورة لاعادة ترجيح الميزان بعدما مالت الكفة نحو الواقعية الدنيوية (وامتلأت الأرض ظلماً وجوراً)..
الكتاب لا يجادل لينفي او يدعم المعلومات والحقائق التي استند اليها بشكل مكثف.. لعل القارئ يعتبره بمثابة رؤوس اقلام لمتابعة البحث....
الكتاب عبارة عن ترجمة لرسالة الماجستير لدكتور علي الوردي. يبحث فيه الكاتب التفاعل بين ظهور الاسلام و المجتمع حوله بين الدين و السياسة و بين المثالية و الواقعية ومن ثم تطبيقها على الفئتين التي انقسم لها المسلمون (السنة و الشيعة).
مهما قرأت لعلي الوردي احتجت الى قراءة المزيد من أعماله. أعتقد أنني مدينة لهذا العراقي الفذ بكل ما أملك من عقلانية.