شاعر سوداني ولد في الرياض وتلقى فيها دراسته حتى الثانوية ثم أكمل دراسته الجامعية في الجامعة الأردنية . استشرافية شفافة . تناقلته الصالونات الشعرية والمنتديات الأدبية في شتى العواصم العربية. فاز ديوانه الأول ( مرثية النار الاولى ) بجائزة الشارقة للشعر، وفاز ديوانه بجائزة السنوسي الشعرية لعام 2016 عن ديواني الثاني (كأنك لم..) دواوينه : - (مرثية النار الأولى ) الفائز بجائزة الشارقة في الشعر عام 2013 - ( كأنك لم ) صدر بتاريخ 20 فبراير، 2014 وفاز ديوانه بجائزة السنوسي الشعرية لعام 2016
أقدِّر الشاعر الذي يضم بين دفتيّ ديوانه العديد من المواضيع!
وجدت نفسي بعد كل بيت أضع إلى جواره علامة الاقتباس، وانتهى بي الحال وقد اقتبست قصائدًا بأكملها.. أما الأبيات المفردة فقد كانت بمثابة قصيدةٍ كاملة!
اقتبستُ من الكتاب:
لن ينتهي سفري لن ينتهي قلقي لأنني الزورق المنذور للغرقِ فمنذ أن أشرعت عيناي ضوءهما ما عدتُ من أرقٍ إلا إلى أرَقِ شكرًا لبوّابةٍ في القلب تُدخلني غارَ السؤالِ لألقى ما النبيُّ لَقِي (متى وكيف وهل) هذي التي نزلت عليّ لو نزلت بالطور لم يُطِقِ هل البلاد هي المنفى؟ فكيف إذا يستوطن الغيمُ - بعد البحر - في الأُفق وأين يا أول الأشياْ آخرها؟ لنمسك الخيط بين الشمس والشفقِ وكيف تلبسنا أسماؤنا ومتى نُعرّفُ الورد دون اللون والعبقِ أمضي وصوتٌ نم الأعراف يجلدني: كابد.. وفتِّش عن الأسرارِ.. وائتلقِ هذا طريقي إلى سيناء دائرةٌ يسير مختتمي فيها لمنطلقي إن الحقيقة - كالصحراء - قاسيةٌ ليست تُحادثني حتى ترى عرقي! يقول لي هدهدٌ قد عاد من سبأٍ: من لم يذُق وحشةَ الأسفار لم يذقِ يتقول لي آخر الآيات في صحفي: مابين ضوءينِ تحلو ظلمة النفق!
/
لو يعلم العشاق أن قلوبهم ورقٌ.. وأن الحب عود ثقاب!
أدري بأني حين غبتِ تكسّرت سُفُني وحال الموج دون إيابي
لن تفهمي نزقي.. فلا تتكلفي شرحي.. ولا تثقي بلون سرابي
بي طيبة الشجر المسامح .. لم يُشح بظلاله حتى عن الحطّاب!
/
أجتاز خارطتي إليك كأنما وطنان لي.. فأنا هنا وأنا هناك وحدي أرتب من غيابك قهوتي في الليل ثم أعد شايي من حلاك للشارع الشتوي قلبٌ طيبٌ يحنو على وجعي كما تحنو يداك يوصي الرصيف بأن يضيء لكي أرى إن جئت في الظلماء أبحث عن خطاك والمعطف الصوفي يبذل وسعه وكأنه يخشى علي من الهلاك يبكي على جسدي ويحضن رعشتي لم يدرِ أني ليس يدفئُني سواك ساءلت عنك النار -وهي صديقتي- فلطالما فتشت فيها عن هواك قالت: تدثر بالخيال وغن لي: يا أيها القمر المسافر من رآك
/ وكان البحر من أيام صبوته يحب مدينةً عذراء رآها مرة في دهشة المجهول واقفةً فأجّل رحلة المعنى ونام على ضفائرها وطيّر فوقها تنهيدةً زرقاء - وليس غمامنا المرفوع إلا "متحف التنهيدة الأولى"- ؛ كذلك كان يدعى قبل أن تتغير الأسماء! ويحكى أن هذا البحر أعلن للمدينة حبه الأبدي راسلها ليخطبها وغازلها بألف غوايةٍ في اليوم لكن المدينة لم تفارق صمتها الوضاء ومنذ طفولة التكوين حتى الآن والمسكين يطرق بابها بالماء -لذلك لا يزال الموج يخلع قبل رمل الشط زرقته ويلبس بدلةً بيضاء - ! ؛ ويُتقن عطره من قبل أن يأتي - لذا للبحر رائحةٌ تميزهُ عن الأشياء - ويحكى أن هذا البحر منذ أحب صار يذوب في المرآة يجهد في أناقته يرش على المدينة من وسامته ويُسمعها أوائل سورة الإغراء
/
شيءٌ يطل الآن من هذي الذُرى أحتاج دمع الأنبياء لكي أرى
أشتمُّ رائحة القميص وطالما هطلَ القميصُ على العيون وبشَّرا
/
نحن في النرد احتمالٌ سابعٌ نحنُ في الهامشِ من كل الكتاب رغم طول الرحلة الرحلة الزرقاء لم نلتفت يوما إلى شط الإياب أنذَرَتنا شمعةٌ نائيةٌ: كل من كابد هذا الليلَ ذاب!
/
خذيني لعينيكِ فالبردُ قاسٍ وعيناكِ لا تعرفانِ الشتاء
/
وتمنح ظل الخرافةِ صوتًا كأنك ... . . . لا شيء يكفي "كأنك" ؛
رفيقاك في السفر السرمديّ غموضٌ قديمٌ وصمتٌ مُحنّك
لك الله حين اصطفاك احمرارًا وأهداك للجرحِ أقسم أنّك ... !
/
هطلوا عليك بغير وعدٍ هكذا ليست ترتّب نفسها الأمطارُ
/
في اللامكان تكثفت وتسلسلت من لحظةٍ لا تشبه الأوقاتا
هي بحة الناي الأخيرة عندما ناجى الحبيبُ به الحبيبَ وماتا
/
وفي وصف البدو الأخاذ يقول:
يُسهِرون الخيام .. علّ غريبا يطرق الحيّ آخر الليل علّه نارهم تستعيذ من شرّ ليلٍ ما بهِ عابرون إلا الأهِلّة كلما وسوس الطريق بضيفٍ بين أضلاعهم تُرحّب دلة واعتذارٌ .. والأسخياء النشامى من رأوا أكثر السخاءِ أقلّه يخلث الشعر في الربابة يهذي شجنًا لو يمر بالجدب بلّه
/
تُربّي الزلازل في راحتيك فيا جهلَ من يرتجي أن تميدا
تُجرجر دنياك من شعرها لتذهب عنك بعيدا بعيدا
تلوتُك في مصحفي آيةً فناشدني مصحفي أن أُعيدا
/
الذل ينثرنا على الأعتاب أحذيةً قديمة وغبار هذا العصر يطحننا وتهزمنا الهزيمة
كنا على الشطرنج أحجارا وليس لنا إرادة منذ اشتبكنا بالحياة ونحن في عام الرمادة نذوي لكي يخضرّ أصحاب المعالي والسعادة!
أمٌ يهدهد شوقها البكاي بريدٌ لا يجيء ومهاجرٌ ملّت حقائبه من القلق الخبيء
لم تشتعل في ليله إلا عيون المخبرين ونشيده الوطني يُعزف من سعال المتعبين
هذي بشارات الوصول تلم أشرعة الحداد تمتص غربتنا وتخلع عن مواسمنا السواد فالماء في التنور فار ومشهد الطوفان عاد
/
أنا حمأ البداية يوم هامت بسمرةِ (آدمٍ) حور الجنان تسائلني المرايا : كيف لوني يشابه - صدفةً - لونَ الكمان وليست صدفة لأجيب عنها لأنا في الحقيقة توأمان كلانا يتقن الوجع المغنى ويصعد بالحنان إلى الحنان
/
متى أكون (أنا) .. لا لحن يهطل في حدائقي غير ما ساقته أنوائي متى أقول فلا يسري إلى لغتي شعر القبيلة مما قال آبائي؟
/
ونركض للغيب ركض الغريب لنسأل أقدارنا: من نكون؟ لنسأل أول لحظة حب: لماذا نفي والليالي تخون؟ هو الليل دُكّان خيباتنا ومقهى نحادث فيه الشجون هو الليل آخر هذا اليقين هو الليل أول هذي الظنون
لو أنَّ "أحتاجُ دمع الأنبياءِ لكي أرى." كانت هي جملة محمد عبدالباري الوحيدة لوضعت خمس نجومٍ وأكثر. مشدوهة أنا بشاعريته وعمقه، رمزياته التي أفهمها والتي لا أفهمها. قد أبالغ لأنّ لي تعلقًا فظيعًا بتلك العبارة، لا أدري. لكنه مُبدع فعلًا.
جميلة هي اللغة العربية، وجميل هو شعر محمد عبدالبارئ لا أحسب الحروف حين يطوعها بنانه تكون كلماتا، وإنما تعاويذ سحر عجيب لا ترجو منه فكاكا ف(إن من البيان لسحرا)❤️
محمد عبدالباري يرثي بأبياته الشجية، العابرون في سموات هذه الارض . ويرثي المنافي ،التي غرقت بسخيم الضباب والغزاة العراة .
والأرض تعرق.. تعرق بالإنسان .
أقتبس هذه الأبيات: وفي الليل نكبرُ يا صاحبي وتكبرُ..تكبرُ فينا السُنونْ نمارس فيه الشقاءَ اللذيذَ ونعصرُ منه العذابَ الحنونْ: نحدّقُ في الموتِ وجهاً لوجهٍ إلى أن يشُكّ بنا الميتُونْ
أنا فعلاً مصابة بغبن!! شيء ما أشبه بحنق،أين أنا من هذا الجمال؟ أين كانت حياتي قبل أن تلامس هذه الفصاحة مسامعي؟ الحمدلله على معرفتي أياه،ولو أن هذه المعرفة متأخرة جداً .. محمد عبدالباري بالنسبة ليّ هو شاعر العصر شاعر بكلمات قوية راسخة كتلك التي تنسب لأجدادنا الأولين وسلاسة عصرية فريده ورمزيه "يالله"🤦🏻♀️رمزيته لذيذة بشكل آسر وتاريخ أسلامي ناطق وواضح كثيراً في كلماته ورمزيته هذه وربطه الصريح بخلفيتنا الدينية والتاريخية هو أكثر ما يجذبني حقيقةً ..
عندما يمر أسم "محمد عبدالباري"على مسامعي لا أرادياً أردد"أحتاج دمع الأنبياء لكي أرى"♥️♥️ أظنه تفوق وتوفق كثيراً في نسج هذه العباره أسرتني ..وأظنها ستبقى خالده في ذهني حتى الممات من فرط العمق والعبقرية وكونها تجسد حالة بل مرحلة كاملة **مالم تقله زرقاء اليمامة _ هي الأجمل أكيد🎶
ديوان شعري جميل وموهبة متفردة ورائعة.. أعجبتني أكثر القصائد المتعلقة بالثورة السورية.. نفرت من بعض الأسطر التي شعرت فيها بالتعدي على الذات الإلهية أو التجاوز لمناطق ليس من المستساغ لي أن يتطرق إليها أحد بهذا الشكل تحت دعوى الإبداع.. لكن هذا لا ينفي موهبة الكاتب وجمال اسلوبه ولغته وتركيباته المتفردة
نحنُ في النردِ احتمالٌ سابعٌ نحنُ في الهامشِ من كلِ كتابْ فقرةٌ في حفلةِ الموتى صدىً في النواقيسِ حضورٌ في الغيابْ وردةٌ في صدرِ أيوبَ بكت مقطعٌ من آخرِ الأرضِ اليبابْ أعينٌ في الملحِ أقدامٌ على سكةِ الريحِ روؤسٌ في الحِرابْ نحنُ سرُ السرِ من دهرينِ لمْ يستطعْ تفسيرَنا إلا الترابْ كم صُلبنا في الرواياتِ ومافي الرواياتِ دموعٌ واغترابْ
*****
حُراسُ بئرِ السُ��تِ من زرعوا الدموعَ بكلِ عينْ باعوا تحسرَنا لنا!! فالحسرتانِ بدرهمينْ!! نهبوا مجاعتَنا!! وما تركوا لنا خُفي حُنينْ!! إن جئتهمْ تشكو ظماكَ سقوكَ من عَطشِالحُسينْ!!
نحنُ في النردِ احتمالٌ سابعٌ نحنُ في الهامشِ من كل كتابْ _______ آوي إلى أمي.. أُرتب قهوتي أمتدُ في ضحكي.. أضم كتابي ستجف عاشقة.. ويكبر عاشق وستبرد الدنيا من الأحباب _______ أن تخرج من ضحكات رفاقك -حين يطيلون الثرثرة أمام الموج- تدخل وحدك فيكَ ليأخذنك المجهول إلى مدنٍ لم تُخلق _______
وفي الليل نكبرُ يا صاحبي وتكبرُ..تكبرُ فينا السُنونْ نمارس فيه الشقاءَ اللذيذَ ونعصرُ منه العذابَ الحنونْ: نحدّقُ في الموتِ وجهاً لوجهٍ إلى أن يشُكّ بنا الميتُونْ
***
أجتاز خارطتي إليك كأنما وطنان لي.. فأنا هنا وأنا هناك وحدي أرتب من غيابك قهوتي في الليل ثم أعد شايي من حلاك للشارع الشتوي قلبٌ طيبٌ يحنو على وجعي كما تحنو يداك يوصي الرصيف بأن يضيء لكي أرى إن جئت في الظلماء أبحث عن خطاك والمعطف الصوفي يبذل وسعه وكأنه يخشى علي من الهلاك يبكي على جسدي ويحضن رعشتي لم يدرِ أني ليس يدفئُني سواك ساءلت عنك النار -وهي صديقتي- فلطالما فتشت فيها عن هواك قالت: تدثر بالخيال وغن لي: يا أيها القمر المسافر من رآك
***
مرثية للقادمين من الموت .
مثلما تورقُ أشجارُ الخرابْ نقطفُ الموّالَ من أقصى العذابْ نحنُ في النردِ احتمالٌ سابعٌ نحنُ في الهامشِ من كلِ كتابْ فقرةٌ في حفلةِ الموتى صدًى في النواقيسِ حضورٌ في الغيابْ وردةٌ في صدرِ 'أيوبَ' بكت مقطعٌ من آخرِ 'الأرضِ اليبابْ' أعينٌ في الملحِ أقدامٌ على سكةِ الريحِ روؤسٌ في الحِرابْ نحنُ سرُ السرِ من دهرينِ لمْ يستطعْ تفسيرَنا إلا الترابْ
***
خذيني لعينيكِ فالبردُ قاسٍ وعيناكِ لا تعرفانِ الشتاء
*** ونركض للغيب ركض الغريب لنسأل أقدارنا: من نكون؟ لنسأل أول لحظة حب: لماذا نفي والليالي تخون؟ هو الليل دُكّان خيباتنا ومقهى نحادث فيه الشجون هو الليل آخر هذا اليقين هو الليل أول هذي الظنون
***
أن تخرج من ضحكات رفاقك -حين يطيلون الثرثرة أمام الموج تدخل وحدك فيكَ ليأخذنك المجهول إلى مدنٍ لم تُخلق.
أغلبها كتب إبان الثورات حين كان الدم ناراً والآن.. تُقرأ بنَفَس المحزون على حُلم لم يتحقق لكن نار الثأر لم تنطفئ أعجبتني قصائده لكن أكثر ما أثّر بي قصائد 1- حمص 2- الغناء على مقام الشام 3- توقيعات على جدار الثورة 4- سبع سنابل إلى غياث مطر حررت في داخلي بئر الدموع المكثّف
هذا الكتاب مليء بأشعار مُدثرة ودافئة، وجميلة. من كل قصيدة حددت اقتباساً واقتباسين وعشرة.. خرجتُ في النهاية باقتباسات كثيرة..
من الاقتباسات التي أحببتها:
يقول لي عمر الخيام في ثقةٍ: بغير خمرتك السوداء لا تثق
تقول لي جُبة الحلاج: يا ولدي رأى المحب جلال الله حين شقي
تقول لي آخر الآيات في صُحفي مابين ضوءين تحلو ظلمة النفق
...
لو يعلم العشاق أن قلوبهم ورق.. وأن الحب عودُ ثقاب
......
تساءلني المرايا: كيف لوني يشابه صدفة لون الكمان
وليست صدفة لأجيب عنها لأنا في الحقيقة توأمان
كلانا يتقنُ الوجع المغنى ويصعد بالحنان إلى الحنان
.... قصيدة البحر والمدينة، المغلق، شتائية إلى امرأة لن تعود والكثير كانت رائعة بحق، قصائد الثورة والبكائيات على الشام ومصر والعراق كانت جزلة وبليغة.. القصيدة الختامية في مدح الرسول الكريم كانت أبلغ ختام.
محمد عبدالباري الشاعر الرائع الذي لولا اليوتيوب لما كنت اكتشفته. أحببت قصائد الديوان جداً حتى انني اعدت قراءة معظمها حالما انتهيت منها. كنت لأقيمه بخمس نجوم لولا قصائد الحب التي وجدتها عادية بعكس باقي القصائد ، باستثناء قصيدتي "البحر والمدينة " و "رصاصة أخيرة إلى من كانت ولم تعد".
اقتباس عشوائي: "إن الحقيقة -كالصحراء- قاسيةٌ ليست تحادثني حتى ترى عرقي"
" حين تصافح صلابة المعنى عذوبة الكلمات ودفق الشعور تولد هذه القصائد " الديوان يضم كلمات قوية وراسخة من الشاعر محمد عبد الباري وهو شاعر سوداني الجنسية، تتميز قصائده بفصاحتها ورمزيتها وفلسفتها ومرورها بعبق التاريخ، فتراه تارةً يتحدث عن ثورات الربيع العربي وتارة يتحدث عن الأنبياء والكتب السماوية ومحمد صل الله عليه وآله وسلم والإمام الحسين عليه السلام وكربلاء، وبالطبع هناك موضوعات أخرى تطرق لها الشاعر في قصائده مرورًا بشخصيات تاريخية وأحداث تاريخية. الديوان يحتوي على ٢٧ قصيدة، أكثر القصائد التي نالت إعجابي هي: ما لم تقله زرقاء اليمامة مرثية للقادمين من الموت خاتمة لفاتحة الطريق الدخول إلى البردة بريد عاجل إلى أبي ذر الغفاري صلصال الكلام شيء من وجه الليل يبدو أني إن واصلت الكتابة سوف اذكر جميع اسماء القصائد، لذلك سوف اكتفي بما ذكرته. وأُشير أخيرًا إلى ما لفت انتباهي في الكتاب أن الشاعر يذكر في مقدمة كل قصيدة مقولة أو بيت شعري من شاعر اخر كالمتنبي ومحمد الثبيتي وأمل دنقل وغيرهم، ثم يذكر قصيدته، فيكون ما ذكره في البداية كربط لأفكار القصيدة أو تمهيدًا لها، وكانت اضافة لطيفة.
اقتباس:
لن ينتهي سفري لن ينتهي قلقي لأنني الزورقُ المنذورُ للغرقِ
فمنذُ أن أشرعت عينايَ ضوءهما ما عدتُ من أرقٍ إلا إلى أرقِ
شكرًا لبوّابةٍ في القلبِ تدخلُني غارَ السؤالِ لألقى ما النبيُّ لَقِي
متى؟ وكيف؟ وهل؟ هذي التي نزلت عليّ لو نزلت بالطورِ لم يُطِقِ!
هل البلادُ هي المنفى؟! فكيفَ إذا يستوطنُ الغيمُ - بعد البحرِ - في الأُفقِ؟!
وأينَ يا أولَ الأشياءِ آخرُها؟! لنمسكَ الخيطَ بينَ الفجرِ والشفقِ
محمد عبد الباري, الشاعر الفذ, الشاب, المتمكن بكل حرفٍ مما يكتب, الهادئ هدوء الشمس عند الغروب ..
يختتمُ محمد عبد الباري ديوانه الجميل, الممتلئ بروائع القصائد .. بقصيدة " الدخول الى البردة " القصيدة التي يشرح عبد الباري بدموع أبياته شوقه للنبي محمد !عليه أفضل الصلاة والسلام .. كأنك تضع المِسك في اخر القصيدة ..
فيقول : " علّني في أحدٍ أصبح درعاً بين جنبيك وفي بدرٍ حساما علّني أعصف في الريح التي طوت الخندق تجثت خياما علّني أعصر روحي مطراً في تبوك لتغطيك غماما "
كنت سأكتب الكثير .. لكن لا كثير يكتب بعد هذا الديوان المُبهر
..
يجدر بالذكر ان بعض القصائد في هذا الديوان لها مقاطع على اليوتيوب بصوت عبد الباري :
مسحورةٌ أنا بشعر عبدالباري. لغة رقيقة لكن متمكنة، تصويراتٌ ساحرة تنساب عفوًا في القصيدة لكنها تتركني مندهشة غارقة في كل مرة. إنه ديوان تمنيت أن لا ينتهي..