What do you think?
Rate this book


160 pages, Paperback
First published January 1, 2005
بينما تتحدَّث باللغة، حاوِلْ أن تركِّز على المفهوم الذي تريد أن توصِّله، بدلًا من التركيز على الترجمة الحرفية لما قد تقوله بلغتك الأم. حاوِلْ أن تتحدَّث باللغة مباشَرةً. حاوِلْ أن تفكِّر بها؛ فهذه هي الطريقة الوحيدة التي تمكِّنك من أن تصير طليقَ اللسان.
إن كان يتعيَّن عليك أن تفكِّر في القواعد الصحيحة قبل أن تنطق كلَّ جملة تتفوَّه بها، فإنك لن تقول أي شيء أبدًا، ومع ذلك فإن هذا هو النهج الذي يتبعه كثيرٌ من الدروس النظامية والكتب الدراسية، التي تريدك أن تبدأ بدراسة القواعد النحوية قبل أن تتفوَّه بأي شيء.
بعض الأفراد يسافرون إلى بلد أجنبي ثم يقولون: أنا أكره هذا البلد؛ فكل شيء مختلف أيما اختلاف. ومع ذلك، لو كان كل شيء مشابهًا لبلدك، لَكان يجدر بك أن تبقى فيه. إن الاختلافات هي التي تُضفِي على السفر حسَّ الإثارة! أحب الاختلافات. عندما أسافر إلى بلد جديد أطرح أسئلةً طوال الوقت؛ فأنا أريد أن أعرف ماهيةَ كل شيء، ولماذا يفعلون الأشياء بالطريقة التي يفعلونها بها؛ الاختلافات تأسرني. الشيء نفسه ينطبق على القواعد النحوية لأيٍّ من اللغات الأجنبية؛ إن تعلُّمَ الاختلافات في القواعد النحوية بين لغةٍ وأخرى يمكن أن يكون ممتعًا.
لماذا يدمن هؤلاء الأشخاص تعلُّم اللغات؟ أعتقد أن هذا يرجع إلى أن كل لغة تتعلَّمها تكون بمنزلة مغامرة جديدة؛ فأنت تلتقي بثقافة غير مألوفة، بل ربما غريبة أيضًا، كما أنك تتعلَّم طرقًا جديدةً لقول الأشياء؛ ليس مجرد كلمات جديدة، إنما وسائل للتعبير جديدة تمامًا. في أغلب الأحيان، تمدُّك الكلمات المختارة للتعبير عن الأفكار بفهمٍ حول الكيفية التي تفكِّر بها ثقافة أو مجتمع بعينه.
يدمن الناس تعلُّم اللغات لأسباب كثيرة؛ سُئِل أحد الأشخاص عن سبب تعلُّمه الكثيرَ جدًّا من اللغات، فأجاب أنه حالما بدأ في التعلُّم تكاسَلَ عن التوقُّف!
كان من الصعب أن أشعر بالحماس في دروس الفرنسية؛ فقد بدأتْ تلك الدروس بالقواعد النحوية وتصريفات الأفعال — ولم نكن نتحدَّث كثيرًا باللغة. وكان يبدو أن الدروس قد وُضِعت خصوصًا لتؤدِّي إلى الفشل، علاوةً على إثارة النفور من المادة، إنْ لم يكن الكراهية لها، ومع ذلك كانت الفرنسية مادتي المفضَّلة دائمًا.