ديوان الخنساء (تماضر بنت عمرو بن الحرث الشريد) لقبت بالخنساء لجمال عينيها الخنساء من أشهر شاعرات العرب ومن شعراء الجاهلية الذين أسلموا وفي هذا الكتاب قصائدها التي حفظها لها الدهر ولم ينساها
هي تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الثُّريد، الربّاحية السَّلميّة، من بني سليم، من قيس عيلان، من مضر، أشهر شواعر العرب، وأشعرهن على الإطلاق، من أهل نجد، عاشت أكثر عمرها في العهد الجاهلي، وأدركت الإسلام فأسلمت. وفدت الخنساء على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع قومها بني سليم، فكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يستنشدها ويعجبه شعرها. أما أكثر شعرها وأجوده رثاؤها لأخويها (صخر ومعاوية) وكانا قد قتلا في الجاهلية. وكان للخنساء أربعة أولاد شهدوا حرب القادسيّة مع المسلمين ضدّ الفرس والتي انتصر فيها المسلمون، حيث جعلت تحرضهم على الثبات حتى استشهدوا جميعهم. توفيت الخنساء سنة 24 هـ الموافق 645م.
أحــدهـــم : من أشعر الناس؟ الفرزدق : أنا.. لولا هذه العجوز – يقصد الخنساء – هنا ـــــ وتذكر كتب الأدب كثرة نقد بشار بن برد على قصائد الشاعرات وكثرة عيبه في جزالتهن وقوتهن عامة وعندما ذكرت له الخنساء ذكر أنه قال "أما هذه فوحدها من غلبتنا" بعيدًا عن واقع الرواية من تحريفها أو قيامها على أثر الرواية السابقة وبعيدًا عن النظرة الذكورية فلنكتفي بذكر أمرًا واحدًا وهو أجماع الأولين والسابقين على شاعرية الخنساء دون كل أنثى ومقارعة شعرها بصور وقصائد شعراء رجال كثر.
حزين هو شعرها. أنثى موجوعة بأفراد أسرتها الذين فقدتهم في الحروب الواحد تلو الآخر. تقرأ في شعرها نمطًا مختلفًا عن القصيدة الجاهلية والمخضرمة من وقوف الأطلال ومدح الناقة وحمار الوحش والخيل، وتمجيد العنصر القبلي وغرور الفرد والجماعة المنتشر في المعلقات وتلك الفترة.
قصائدها قوية بقوة جملة الفرزدق. فمع قلة المجاميع الشعرية – ديوان مستقل – التي وصلتنا عن شاعرات عربية في الجاهلية وعصر صدر الإسلام والعباسية. فلا أعرف غير الخنساء، فقد قرأت شعرًا لـ(ميسون الكلبية : أم يزيد بن معاوية) عذبًآ يرق له القلب. ليس غير قطع صغيرة هنا وهنالك، وكذلك الحال مع أسماء مثل (العامرية) ومغنيات العصر العباسي والأندلسي، ومادون ذلك هي قطع شعرية نقرأ أبياتها في (الأغاني)، و(صبح الأعشى)، و(العقد الفريد)، و(الإستيعاب في معرفة الأصحاب) وغيرها من متون التراث.
يؤرقُني التّذكرُ حيَن أُمْسي فأصبحُ قد بليتُ بفَرْط نُكْسِ على صَخرٍ، وأي فتى كصخرٍ ليَومِ كريهَةٍ وطعان حلس فلم أر مثله رزءاً لجنًّ ولم أرَ مثلَهُ رزءاً لإنس
يذكرني طلوعُ الشمسِ صخراً وأذكُرهُ لكلِ غروبِ شمسِ ولولا كثرة الباكين حولي على إخوانهم لقتلت نفسي ولكن لا أزالُ أرى عجولاً وباكيةً تنوحُ ليومِ نحسِ وما يبكون مثل أخي ولكن أعزي النفس عنه بالتأسي فلا والِله لا أنساكَ حَتى أفارق مُهجتي ويُشق رَّمسي ـــــــــــــ قراءات غير هذا العام. لكن شعرها يمر عليّ أكثره لكثرة إطلاعي على التراث
ألا يا عين فانهمري ، وقلّت لمرزئة أصبت بها تولت لمرزئة كأن النفس منها بعيد النوم تشعل يوم غلت ألا يا عين ويحك أسعديني فقد عظمت مصيبته وجلت مصيبته عليّ و روّعتني فقد خصت مصيبته وعمت لو أن الكف تقبل في فداه بذلت يدي اليمين له فشلت كما والى علينا من نداه وشاد لنا المكارم فاستهلت فلم ينزع ، وما قصرت يداه، ولم يبلغ ثنائي حيث حلت
لا يمكن أن أقيم الخنساء بعدد من النجوم، لكنها ضرورة الموقع تقتضي 🙂 أعادني هذا الديوان إلى سنين خَلت، حين كنت أحفظ قصائد الخنساء وأهيم ولهًا بصورها الشعرية، وأحزن لحزنها وأبكي لرثائها.
الخنساء من الشاعرات اللواتي تركن بصمة لن تمحى في تاريخ الشعر العربي عامة وشعر الرثاء خاصة، بل هي علامة من علامات الرثاء في القصيد العربي.
أنصح كل محب للغة وللشعر القديم أن يقرأ لها، لأنها حتما ستكون إضافة بديعة.
الخنساء رضي الله عنها كانت من أفضل الشواعر في الجاهلية فقد امتدح النابغة شعرها في سوق عكاظ وفضّلها على حسان بن ثابت ، كان أغلب شعر الخنساء في الرثاء وهو من أغراض الشعر المميزة جدا عندي لأن الرثاء يكون لفقيد وارى التراب فيكون الشعر مليء بالحسرات والشجن وغالبا ما يرثي الشاعر أو الشاعرة شخصا غاليا على قلبه فيجود بأفضل شعره فمثلا في الجاهلية هناك شاعرة اسمها السَلَكَة أم السليْك وقد رثت ابنها المتصعلك بقصيدة محزنة جدا مطلعها (طاف يبغي نجوة من هلاك فهلك)... والخنساء كان أغلب شعرها في رثاء أخويها معاوية وصخر وخاصة صخر فهي رثتهم بكل ما أوتيت من قدرة شعرية وذكرت كل صفاتهم ومحاسنهم وكانت في أغلب القصائد تستحث عينيها على البكاء (أعيني جودا ) و يطغى حزنها على كل قصائدها حتى بعد إسلامها ظلت ترثي أخويها ... أكثر الأبيات التي أعجبتني في الديوان: يذكرني طلوع الشمس صخرا وأذكره لكل غروب شمسي ولولا كثرة الباكين حولي على إخوانهم لقتلت نفسي وما يبكون مثل أخي ولكن أعزي النفس عنه بالتأسي فلا والله لا أنساك حتى أفارق مهجتي ويُشق رمسي ___ سأحمل نفسي على آلة فإما عليها وإما لها فإن تصبر النفس تلقَ السرور وإن تجزع النفس أشقى لها نهين النفوس وهوْن النفوس يوم الكريهة أبقى لها ونعلم أنّ منايا الرجال بالغة حيث يُحلى لها ــــ يا لوعة بانت تباريحها تقدح في قلبي شجا كالشرار أبدى لي الجفوة من بعده من كان ذي رحم وجار ــــ يا عين جودي بدمع منكِ مدرارٍ جهد العويل كماء الجدول الجاري وابكي أخاكِ ولا تنسي شمائله وابكي أخاكِ شجاعا غير خوّارِ وابكي أخاكِ لأيتام وأرملة وابكي أخاكِ لحق الضيف والجارِ ____ يا لهف نفسي على صخر وقد فزعت خيل لخيل و أقران لأقرانِِ سمحٌ إذا يسّر الأقوام أقدحهم طلقُ اليدين وهوب غير منّانِ سمٌح سجيته جزلٌ عطيته وللأمانة راعٍٍ غيرُ خوّانِ ____ أعيني جودا ولا تجمدا ألا تبكيان لصخر الندى ألا تبكيان الجريء الجميل ألا تبكيان الفتى السيدا طويل النجاد رفيع العماد قد ساد عشيرته أمردا
لا أعلم .. أشعر بأني سأظلم الديوان لو قمت بتقييمه وإبداء رأيي فيه ليس سوءا فيه بل سوءا فيني ! لا أشعر بأني وصلت لمرحلة النضج الكافي لفهم كلمات هذا النوع من الشعر أعني به الشعر الجاهلي وشعر صدر الإسلام فبقراءتي له "أتعذب" أكثر من كوني "أتلذذ" لتردد عيني ما بين الأبيات والهامش بالإضافة للبعد الزمني والبيئي فطريقة تعبيرها وتشبيهاتها الصحراوية جعلتني لا أشعر بما تريد إيصاله جيدا فالتشبيهات تستعمل لكي يوصل لك الشاعر ما يريده بصورة حسية تعرفها أنت ولكن مشكلة الشعر الجاهلي أن الصور التشبيهية أصلا ليست مما نعايشه مما يفقدنا لذة استشعار ما يريد إيصاله الشاعر..
أخيرا أختم بقولها: أخنى على واحد ريب الزمان وما يبقي الزمان على شيء ولا يذر
دا ديوان النكد والاحزان والرثاء وهتخرج منه مقتنع ان الخنساء كانت بتعمل حاجة واحدة بس ف حياتها "تناجي عينيها ان تبكي علي صخر" ومش عارفة اذا في اخ اشهر من صخر في العالم ولا ايه،لكن اللي عجبني انها بتكرر نفس المعني تقريبا لكن كل مرة قادرة تبتكر نص جديد وكلمات جديدة واسلوب مختلف للتعبير عن حزنها.الأكيد انها من أشعر العرب ولابد.
قرأت كتابًا عن الخنساء في صغري، وتأثرت به لأقصى درجة. كان يدهشني حزنها على أخيها، وحسن إسلامها، و رد فعلها حين علمت باستشهاد أبنائها جميعًا. هذا الديوان تجميع لقصائدها، ومعظمها إن لم يكن جميعها في رثاء أخويها صخر ومعاوية. قصائدها عميقة الحزن ولكن أحسست بالتكرار والملل.
أبياتي المفضلة:
ألا يا عين ويحك أسعديني لريب الدهر، والزمن العضوضِ ولا تبقي دموعًا بعد صخرٍ فقد كلّفت دهرك أن تفيضي ___________________ يذكرني طلوع الشمس صخرًا .. وأذكره لكل غروب شمس ولولا كثرة الباكين حولي .. على إخوانهم لقتلت نفسي وما يبكون مثل أخي ولكن .. أعزي النفس عنه بالتأسي فلا والله لا أنساك حتى ..أفارق مهجتي ويشق رمسي فيالهفي عليه ولهف أمي .. أيصبح في التراب وفيه يمسي ___________________ أعيرهم سمعي إذا ذكر الأسى وفي القلب منه زفرة منه ما تزايله وكنت أعير الدمع قبلك من بكى فأنت على من مات بعدك شاغله.
قرأت كتابًا عن الخنساء في صغري، وتأثرت به لأقصى درجة. كان يدهشني حزنها على أخيها، وحسن إسلامها، و رد فعلها حين علمت باستشهاد أبنائها جميعًا. هذا الديوان تجميع لقصائدها، ومعظمها إن لم يكن جميعها في رثاء أخويها صخر ومعاوية. قصائدها عميقة الحزن ولكن أحسست بالتكرار والملل.
أبياتي المفضلة:
ألا يا عين ويحك أسعديني لريب الدهر، والزمن العضوضِ ولا تبقي دموعًا بعد صخرٍ فقد كلّفت دهرك أن تفيضي ___________________ يذكرني طلوع الشمس صخرًا .. وأذكره لكل غروب شمس ولولا كثرة الباكين حولي .. على إخوانهم لقتلت نفسي وما يبكون مثل أخي ولكن .. أعزي النفس عنه بالتأسي فلا والله لا أنساك حتى ..أفارق مهجتي ويشق رمسي فيالهفي عليه ولهف أمي .. أيصبح في التراب وفيه يمسي ___________________ أعيرهم سمعي إذا ذكر الأسى وفي القلب منه زفرة منه ما تزايله وكنت أعير الدمع قبلك من بكى فأنت على من مات بعدك شاغله.
الخنساء وبالرغم من أنها من شعراء الجاهلية في ذلك الزمن الذي انتشرت بين الشعراء استخدام الكلمات الصعبة ونادرةالاستخدام من باب اظهار الفصاحة فان الخنساء ديوانها أسهل من دواوين غيرها من شعراء الجاهليين فهما وأقرب للقلب ويكفيني من شعرها ما قالته لعمر ابن الخطاب رضي الله عنه
أعيرهم سمعي إذا ذكر الأسى ... وفي القلب منه زفرة ما تزايله وكنت أعير الدمع قبلك من بكى ... فأنت على من بعدك شاغله
"I was sleepless and spent the night as a waking woman, as if my eyes were smeared like kohl with slime. I watched over the stars, though I was not charged with guarding them; sometimes I wrapped myself with the remains of tattered garments. I heard (though I did not rejoice with it as news) a messenger who came to report, repeating the news. He says: Sakhr dwells there in the grave near the mausoleum, felled among the rocks. So go! May God not distance you from a man who leaves off injustice, a seeker of revenge. You carried a heart that was not oppressed, fitted together in origin without feebleness. His face is like the spearhead that illuminates the night, strong in his resoluteness, free and son of free men. I will weep for you as long as the ringdove wails and as long as the stars light up the night for the night-traveler. I will never make peace with any tribe that you were at war with until the cooking pot of the generous host becomes white."
لاشك أن الخنساء تعتبر من أعظم شاعرات العرب، فهي مخضرمة أدركت الجاهلية و الإسلام وقالت الشعر فيهما. ينحصر شعر تماضر رضي الله عنها في الرثاء وغالبيته العظمى لأخيها صخر، يتبعه أخوها معاوية ووالدها وزوجها. يتضمن شعرها على مشاعر فياضة ولغة قوية لكن قديمة غريبة فتحتاج أكثر المصطلحات إلى توضيح، وحتى مع التوضيح لا ينجلي المعنى تماماً. كما أن هناك الكثير من التكرار في المعاني والكلمات فأضفى ذلك رتابة وملل. ***من تجاربي النادرة في دواوين الشعر ، وأعتقد بأني أخطأت اختيار الصعب منها.
هذا هو أول ديوان شعري أقرأه في حياتي ، ولا عجب أنني أحببته بيد أنني كنت أتوقع أن يكون شعرًا متنوعا ، لكننا نعرف الخنساء ونعرف تمامًا أن شعرها يدور حول مقتل أخيها صخر وفقدانها لأخويها وأبيها ، الكتاب يحتوي على بعض القصائد الشعرية الرثائية مرتبة حسب الألفبائية ، ويحتوي على شرح لبعض هذه القصائد والمغزى من كلماتها الفصيحة ، لا يمكنني الإنكار أنني تعرفت على كلمات لم أكن أعرفها من قبل .
أحببت هذا الكِتاب كثيرًا رُغم قلة فهمي بشعر وقصائد الجاهليّة فَفيها من البلاغة شيءٌ تجاهلنا تعلمه في أيّامنا هذه، والخنساء شاعرة عظيمة من شعراء العصر الجاهلي عصر البلاغة والفصاحة، أغلب شِعرها رثاءٌ على أخيها صخر، فقد أحبت أخيها واستخدمت فصاحتها وبلاغتها لإيصال مشاعِرها لفقدان محبوبِها، وأجمل أنها قد أسلَمَت وكانت ردة فِعلها على استشهاد أبنائها تدُل على قوّة إيمانها وصبْرِها
ديوان الخنساء رحمها الله كتبته في غرض واحد لا تكاد تحيد عنه ، رثاء ابيها وأخويها معاوية وصخرا فهو قليل الأغراض ضعيف المعاني جدا الديوان ثري لغة واشتقاقاتها ذكية ورائعة و أسلوبها حسن في مجمله غير معقد وليقرأه مريد للغة يتجشم الهول ، غير مريد للمتعة ورائق المعاني وأكثر قصيدة أعجبتني في الديوان كله
قال المبرد : أحسن المراثي ما خلط فيه مدح بتفجيع على المرثي فإذا أوقع ذلك بكلام صحيح ولهجة معربة و نظم غير متفاوت فهو الغاية من كلام المخلوقين وكذلك هو رثاء الخنساء
" ما بال عينيكِ منها دمعها سرب.. أراعها حزن ام عادها طرب " يقال أن الخنساء كانت في أوائل أمرها تقول البيتين و الثلاثة حتى قتل اخوها معاوية ثم صخر فأكثرت من الشعر، فمن يقرأ شعرها يلامس حزنها الدفين على فقدان سندها و قوتها اخويها ومن مثل الأخوه!!
شعر الخنساء صعب الفهم حقيقةً لهذا استعنت بكتاب[ أنيس الجلساء في شرح ديوان الخنساء ] وكان خير معين بعد الله في شرح ابياتها الذهبية، و الجيد أن الكتاب متوفر إلكترونياً لمن أراد تصفحه كتاب أنيس الجلساء
وبعض من أروع ما كتبت بدموع حسرتها : " وما يبكون مثل أخي ولكن.. أُعزي نفسي عنه بالتأسي فلا والله لا انسـاك حتــى.. أفارق مهجتي و يشق رمسي فقدت ودعت يوم فراق صخر.. أبي حسان لذاتي وانسي فيا لهفي عليه ولهف امي.. أيصبح في الضريح ويمسي؟"
"ألا يا صخر إن ابكيت عيني.. لقد اضحكتني دهراً طويلا بكيتك في نساء معولات.. وكنت احق من أبدى العويلا دفعتُ بك الجليل وانت حي..فمن ذا يدفع الخطب الجليلا إذا قبح البكاء على قتيل.. رأيت بكاءك الحسن الجميلا "
" قذى بعينيكِ أم بالعين عوار.. أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار كأن عيني لذكراه إذا خطرت.. فيض يسيل على الخدين مدرار تبكي لصخر هي العبرى وقد ولهت.. ودونه من جديد الترب استار"
"وضيفٍ طارقٍ أو مستجيرٍ..يروعُ قلبهُ من كل جَرسِ فأكرمهُ وآمنهُ فأمسى..خليًا بالهُ من كل بؤسِ يُذكرني طُلوع الشمسِ صَخرًا..وأذكرهُ لكل غروبِ شمسِ ولولا كَثرةُ الباكينَ حولي..على إخوانهمٌ لقتلتُ نفسي"
تُعتبر "الخنساء" ثانِ أفضل الشُعراء لديَّ بعد الشاعر العظيم (أبو الطيب أحمد المُتنبي). عُرفتْ (تُماضر بنت عمرو) المُلقبة "بالخنساءِ" بشاعرة الرِّثاء، فجُلُّ أشعارها، وأبياتها، كانتْ في رثاءِ والدها، وأخويها "صخر، ومُعاوية"؛ فقد آلمتها فجعيتُ فقدهم في الجاهلية والإسلام، حيث ذكرَ المُحقق بأنها عُرفت "بأعظم العربِ مُصيبة".
اجملُ الأبيات في الدِّيوان هي:
إني تذكرته والليلُ مُعتكرٌ ففي فؤادي صَدَعٌ غيرُ مَشْعوبٌ _______
يا عينِ، جودي بالدموعِ فقد جفتِ عنك المُراودِ _______
فخنساءُ تبكي في الظلامِ حزينةً وتدعو أخاها لا يُجيبَ مُعفِّرًا _______
أخو الجودُ معروفٌ له الجودُ والنَّدى حَلِيفانِ ما دامتْ "تِعارٌ ويذْبُلُ"
ولعل أجمل القصائد التي ذُكرتْ في الدِّيوان هي:
أخو الحزمِ. لا شيء يبقى غير الله. فلذلك يا هند. كأن عيني فيض لذكراه. من لحوادث الدهر. يا صخر!. جم فواضله. ولكن يفسُدُ الناس. سأحمل نفسي. ليتَ الخيلُ فارسها يراها.
من أحسن ما قرأت في حياتي كلها، أجادت الخنساء توصيف حزنها بسلاسة بالغة، و أفصحت عن لغة رقيقة المعنى قوية المبنى، شجيةً للحد الذي تذوب منه الأفئدة و تتفطر، أحسنت فجعلتنا نحس بجراحها كأنها فينا، و أجزلت حتى سكرنا و طربنا فجعلتنا نعيد الأبيات مرة تلو الأخرى بلا أن تتبدد الدهشة أو يزول الأثر مع كثرة التكرار. رحم الله الخنساء كم كانت بديعة رائعة و شجية.