كتاب يتناول محاسن الإسلام بصورة تأصيليّة تعين على تكوين نظرة منهجيّة شموليّة. وفيه تركيزٌ على الأصول والكليّات التي يُنطلق منها للحديث عن محاسن الإسلام، وليس فيه استعراض للمحاسن التفصيليّة في أبواب الشّرع والاعتقاد
أحمد بن يوسف السيِّد (ولد 1985 م) داعية ومفكر سعودي، وباحث ومؤلف، والمشرف العام على أكاديمية الجيل الصاعد والبناء المنهجي، وله العديد من المؤلفات والأبحاث المطبوعة. رسالته الكبرى في الحياة تحصين الشباب فكريًّا وإيمانيًّا وصناعة الدعاة المصلحين.
ولد أحمد بن يوسف بن حامد السيِّد بمدينة ينبع في السعودية، عام 1985م، وفيها نشأ حتى نهاية المرحلة الثانوية، ثم انتقل إلى المدينة المنوَّرة. ابتدأ بطلب العلم الشرعي بعناية والده من صغره فحفظ القرآن الكريم والأربعين النووية ونظم عُبيد ربه في النحو بمرحلة مبكرة. ثم حضر في المرحلة المتوسطة دروس الشيخ إبراهيم العجلان في مدينة ينبع في كتابي عمدة الأحكام للمقدسي وعمدة الفقه لابن قدامة. وفي المرحلة الثانوية انضمَّ إلى دروس الشيخ يحيى بن عبد العزيز اليحيى في حفظ السُّنة بمكة، فحفظ الصحيحين وزيادات الكتب الثمانية في دورتين. ودرس في هذه المرحلة كتاب مقدمة التفسير لابن تيمية على الشيخ عبد الله بن محمد الأمين الشِّنقيطي، وكتاب البيوع للشيخ عبد الله البسام، ودرس البيقونية للبيقوني على الشيخ خالد مرغوب، وعلى الشيخ فؤاد الجهني، كما حضر له في تلك المرحلة دروسًا في عمدة الأحكام للمقدسي، وفي البرهانية وفي الفرائض، ودرس منظومة القواعد الفقهية لابن سعدي على الشيخ مصطفى مخدوم.
ثم انتقل للدراسة الجامعية في القصيم بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وحضر دروسًا على عددٍ من المشايخ؛ ففي الفقه درس على يد الشيخ خالد المشيقح من كتاب زاد المستقنع وهداية الراغب ومنار السبيل، كما درس عليه بعد ذلك كتاب قواعد الأصول ومعاقد الفصول. وفي العقيدة درس على يد الشيخ يوسف الغفيص في العقيدة الطحاوية، وفي كتاب الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلّام. وفي الحديث درس على يد الشيخ تركي الغميز من بلوغ المرام من أدلة الأحكام، ونزهة النظر شرح نخبة الفكر لابن حجر العسقلاني. وحضر مجالسَ ودروسًا علمية للشيخ سليمان بن ناصر العلوان، والشيخ عبد الله الغنيمان، والشيخ أحمد الصقعوب وغيرهم.
جميل وبسيط وموجز عن محاسن الإسلام ومناهج الكتابة في هذه المحاسن. وعلى أن الإسلام بحر لا تُحصى شواطئ جمالياته في كل النواحي، فإن الكتاب ركز على خمسة محاسن مهمة تناول الكتاب بالترتيب تلك الأصول: (1) النظرة الكلية للإنسان والكون والوجود.
وهو المفتاح لفهم محاسن الإسلام بإدراك نظرته الكلية للكون والوجود، وللدنيا والآخرة، للإنسان وما وراء وجوده على هذه الأرض. والاعتراضات على الإسلام ينبع أغلبها من تجزئة النظر إلى الإنسان والوجود. ففهم التكامل المراعى في الإسلام يزيل أغلب الإشكالات. والله تعالى حينما شرع الصلوات والحج والزكاة..إلخ. لم يشرعها بدون إدراك لما تحققه من مقاصد وحكم مرتبطة بعلاقة الإنسان بربه. (وأقم الصلاة لذكري) إن الإسلام وهو يتولى تنظيم الحياة الإنسانية جميعا لم يعالج نواحيها جزافا ولا بشكل متفرق، ذلك أن له تصورا كليا عن الألوهية والكون والحياة،والإنسان يرد كافة الفروع إليه. (تشريعاته، حدوده، عباداته ومعاملاته) فيجعل الصدارة فيها عن هذا التصور الشامل أي أن المشكلة لا تعالج على نحو منعزل عن غيرها.
فالجزئيات ترد إلى الكليات الراسخات باختصار. وكما يقول سيد قطب: وللإسلام تصوره الأصيل الكامل، يلتمس في أصوله الصحيحة، القرآن والحديث وفي سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته العملية، وهذه الأصول هي حسب أي باحث متعمق ليدرك تصور الإسلام الكلي الذي يصدر عنه كل تعاليمه وتشريعاته ومعاملاته ------------------. 2- فهم حقيقة التعبد:
لا تفهم حقيقة التعبد لله إلا بإدراك عميق للنصوص من القرآن والسنة، ثم النظر في كلام علماء المسلمين الذين اعتنوا بإبراز تلك الحقيقة بعد تتبعهم لنصوص الوحيين ، ثم العمل على ضوء تلك الحقيقة دون الاكتفاء بالنظري. فالتعبد في الإسلام لا يتوقف على الطقوس والتلاوات دون خضوع القلب وتذلله وحبه للمعبود، ولا يفهم أيضا على انه خوف ورهبة ورعب دون حب ورجاء، ولا يُفهم أنه حب وعشق دون هيبة وخوف من الله.
نقل بعدها تجربة فريد الأنصاري رحمه الله في كتاب جمالية الدين: وفهمه لحلاوة الإيمان الحقيقية بعيدا عن الكلام. فكيف وجد للعبارات شيئا من نبض الحياة بقلبه؟ حدث ذلك حين وقف على المعنى اللغوي لكلمة الإله. ثم نقل عن ابن القيم هذا الكلام الجميل: فلو بطلت مسألة المحبة لبطلت جميع مقامات الإيمان والإحسان ولتعطلت منازل السير إلى الله، فإنها روح كل مقام ومنزلة وعمل، فإذا خلا منها فهو ميت لا روح فيه، .ونسبها إلى الأعمال كنسبة الإخلاص إليها، بل هي حقيقة الإخلاص، بل هي نفس الإسلام؛ فإنه الاستسلام بالذل والحب والطاعة لله، فمن لا محبة له لا إسلام له البتة، بل هي حقيقة شهادة (ألا إله إلا الله)، فإن الإله هو الذي ألّهه العباد حباً وذلاً، وخوفاً ورجاء، وتعظيماً وطاعة له، بمعنى (مألوه)، وهو الذي تألهه القلوب، أي تحبه وتذل إليه...».
_______ (3) محاسنه في براهينه
يقول: فاسلك ما شئت من سبل البحث عن براهين صحة سائر الأديان وانظر إلى أصولها ومدى استقامة الدليل على إثباتها ثم اعمل مثل ذلك في الإسلام فلن تجد أي عناء في الحكم بترجيح الإسلام.
ومثال على ذلك: إثبات صحة الكتب السماوية: ففي الإسلام نجد البراهين التي يثبت بها علماء المسلمين صحة نسبة القرآن من جهة البلاغ إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وصحة نسبته إلى الله تعالى فتجد أنها تفوق الحصر فنجد في النوع الواحد من الأدلة المثبتة لصحة القرآن مؤلفات كثيرة وبراهين قاطعة مثل ما كُتب عن الإعجاز القرآني. وهو باب واحد في الإثبات فبالإضافة إلى إعجاز القرآن وتفوقه في تلك الناحية نجده يتفوق في نواحي حفظه وجمعه وتواتره وقرائه ونقلته وقارن ذلك بأشهر كتاب مقدس يجاورك. -------------------------- (4) وضوح عقيدة الإسلام في الخالق
لا يوجد تراث لأمة من الأمم المتدينة فيه تعظيم للإله وتنزيه عن كل النقائص كما في القرآن وما صح من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فتميز الإسلام من جهة وضوح العقيدة في الإله من جهة الكمالات المتعلقة به. فلا يجد العقل تكلفا في قبول الاعتقاد الإسلامي في الله سبحانه، بخلاف الخرافات والأساطير وبخلاف الآلهة الثلاثة الواحد الواحد الثلاثة. فالقرآن من أوله إلى آخره تعظيم وتنزيه وتمجيد لله. وأعظم الآيات هي تلك المتعلقة بالإله (آية الكرسي) وبالنظر لسائر التصورات الإلهية لسائر الأديان ستدرك الفارق.عندما تعرف أن الإسلام هو التوحيدي الوحيد بينهم.
ففي تراث اليهود مثلا يندم الله على بعض الأفعال ويصارع يعقوب ويعجز عن معرفة مكان آدم بعد أن أكل من الشجرة إلخ. وفي العقيدة النصرانية تجد الغموض في فكرة الإله والتكلف والعناء الشديد لإدراك تصورهم بغض النظر عن تأليه المسيح. إذا أردت أن تعرف صلاحية دين عند قوم، فانظر أولا إلى عقيدتهم في الله
وتصور الإله عند الإسلام لا مدخل للطعن فيه من أي وجه، وهو تصور واضح وبسيط وعميق بنفس الوقت. وهو كما قرر علي عزت بيجوفيتش، من أهم ما يميز الإسلام هو تصوره عن الخالق، وهذا التصور كالسماء، بسيطة وعميقة ومَعين لا ينضب ، فلو لم يكن الأصل غير واضح؟ فإن تفاصيل المعتقد الأخرى ستشكل إشكالات أخرى (فالمعجزات فرع عن الإيمان بالله القدير الحكيم العليم مسبب الأسباب وخالق الكون وقوانينه ) (5) وجود النموذج المطبق العملي
وجود النموذج العملي المطبق لشرع الله تعالى الملتزم بأوامره لمن المسهلات لتطبيق الإسلام وهذا النموذج هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ولعل من الحكمة الإلهية في اختيار النبي من البشر تسهيل عملية الاقتداء والتطبيق: فلو لم يكن من البشر لقيل أن تعاليم الله هي لكائن بخصائص مختلفة عن البشر. فالنبي صلى الله عليه وسلم ابتلى بأنواع الابتلاءات الشديدة ليدرك الناس أن هذا الرجل العظيم وان اصطفاه الله إن هو إلا بشر يتعرض لما يتعرض له سائر البشر من تعب ومرض ومصائب . وإن كان خير الخلق وأتقاهم. ولأجل ذلك فإننا لا نجد شخصية في التاريخ قد اعتنى بأقوالها وأفعالها وسجلت سيرتها كمثل ما حدث في حق النبي الكريم، فاستحدث المسلمون لأجل حف سيرته وهديه قانونا علميا لا مثيل له في حفظ الأخبار والمرويات وهو علم الحديث الذي استحدث من أجل المحافظة على سيرته.
-------------------- 6- مقارنة الإسلام بالجاهلية
قارن بين الوضعين وكيف كان تغيير الإسلام محوري وتاريخي. واستثنائي وفريد
تحدث عن أن النهضة الأوروبية هي جزئية مادية في مجال تقدم محسوس. أما ما نحن فيه من تأخر فليس بسبب الإسلام وإنما سببه البعد عن تعاليمه، فليس في الإسلام ما يعارض النهضة بالعلم الطبيعي، ولا الرقي بالإنسان في العمارة والمادة، ولكننا نستمد من الإسلام معاييره الأخلاقية الحاكمة للحضارة المادية ونستمد منه الجانب الروحي والغائي، وننهض به بالتكامل الذي يحتاجه الإنسان -------------------- 7-التجديد المتزن تحدث هنا عن تحجيم الإسلام للحماس الزائد والرغبة الجارفة التي تتبع التغيير في اجتثاث كل شيء من جذوره بحلوه ومره كما يفعل مساكين التجديد المحسوبين على الإسلام. وكيف قام الرسول صلى الله عليه وسلم بترسيخ مبدأ الاعتدال في كل شيء. وبين أيدينا حديث لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقد روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك - رضي الله عنه – أنه قال: جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - يسألون عن عبادة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما أُخبِروا كأنهم تقالُّوها [أي: عدُّوها قليلة]، فقالوا: أين نحن من النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدًا [أي: دائما دون انقطاع]، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر [أي: أواصل الصيام يومًا بعد يوم]، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا. فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فقال: "أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني".
فالتشدد والتعمق والغلو في الدين بالانهماك في العبادات والطاعات مع حرمان البدن حقه من الراحة والاستجمام والتنعُّم بالطيبات التي امتنَّ الله تعالى بها على عباده، أمرٌ يرفضه الإسلام ولا يرتضيه؛ فإن الإسلام دين العدل والوسطية. والمتأملُ في أحكام الإسلام وتشريعاته يجد أنها تغطي كافة جوانب الحياة ومتطلباتها بتوازن واعتدال، دون أن يطغى جانب على آخر، ولا يحيف حقٌ على حق. والذي ينظر في نصوص الكتاب والسنة يجد التحذير الشديد والوعيد الأكيد لمن خالف وتشدد وتعمق وتنطَّع، ومن ذلك قول الله تعالى ذامًّا النصارى: {ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم} [الحديد: 27]، وقوله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين" رواه أحمد، وقوله: "هلك المتنطعون" قالها ثلاثًا، يعنى : المتعمقين المجاوزين الحدودَ في أقوالهم أفعالهم، والحديث رواه مسلم منقول من موقع إسلام ويب
أما عن المحسن الثامن: فكان عن الأبواب التي يلج منها المشككون، وهو الصورة المرسومة زورا عن بعض تفاصيل الإسلام وتطبيقاته، والممارسات الجهادية وداعش أنموذجا، وهذا المحسن أتركه لك. ---------------------------- في النهاية كانت تلك جلسة سريعة ولكنها تصنع فارقا إن شاء الله. بارك الله في كاتبها وفي وقته. وأقدر بكل الحب مجهودات هذا الشاب القائم على مركز صناعة المحاور، ولكنني لازلت أراه محررا أكثر من كونه كاتبا، ولكل رجل مهامه. والحمد لله رب العالمين.
كان حسنا في تناوله المحاسن من حيث الجملة لا التفصيل.. فالكتاب بشكل عام فكرته ترتكز على ذكر رؤوس أقلام هذا المبحث "محاسن الإسلام" ككل لا كتفصيل.. تشعر بأن الكاتب كان هدفه لا إشباع الموضوع بالأدلة والتشعبات، وإنما وضع اليد على المواطن الجوهرية حقا لما يعتبر "محاسن الإسلام"، بالإضافة للإشارة لأهم المؤلفات التي تحدثت عن محاسن الإسلام ومناهجها ومواطن اهتمام كل منها.
وأظنه كان ذكيا جدا جدا، وإن سألتني لم فسأبين لك ذلك: ١- من الآخر الجيل المعاصر نفسه ليس بالطويل في قراءة المطولات التي تدور حول إثبات أمر ما أو نفيه، وفي الوقت ذاته تعصف بهم رياح الشبهات وتخلخل من ثوابتهم، وقد يحتاج المحاضر أو المدرس أو مهما كان في مجاله للحديث عن هذا الموضوع باختصار، أو الإشارة إلى بعض المؤلفات حوله، وبذا سيكون هذا الكتاب القصير كافيا ومقتضبا فيما يخص ذلك، سواء كان بالعودة إليه، أو الدعوة لقراءته. ٢- الكتاب جاء كأحد المقررات في برنامج صناعة المحا��ر، وقد كان ختاميا بعد مقررات إثبات الربوبية والألوهية والنبوة (الأصول الكبرى)، فجاء مكملا بشكل صحيح ليختم المنهج ختاما يليق باكتماله ويقويه، فإذا كان المثل يقول :"القشة التي قصمت ظهر البعير"، فإن المعنى هنا بالعكس تماما، أي أنه الحجر الذي به اكتمل البناء واشتد، وازداد به تماسكا وقوة، وسامح الله الثقافة البائسة التي تجعلنا نحفظ الأمثلة التي تعنى بالهدم والحلطمة والتشكي، فإذا أردت مثلا يدل على اكتمال البناء وتمامه لم أجد في ذهني شيئا :)، لكن أتمنى أن المعنى اتضح ووصل، فالمقصود أن المقرر كان كمن شيد القواعد والأركان ثم صب الإسمنت عليها لتتماسك ، فكانت الأصول الكبرى هي القواعد التي تشير بوضوح للدين، ومحاسن الإسلام جاءت لتؤيد تلك القواعد وتزيدها قوة وتماسكا-إسمنت ومكونات هذا اللي طلع معك :)؟-. ٣- برغم أنك قد ترى الموضوع سهل التناول -وهو صحيح-، وبرغم أن الكتاب جاء مقتضبا -وهو صحيح كذلك-، لكن بصراحة يجب أن أشير لأمر مهم جدا جدا وربما البعض لم ينتبه له، وهو بالنسبة لي مربط الفرس هنا والعلامة التي بها تميز المؤلف في كتابه هذا وظهرت دقة فهمه لموضوع "المحاسن" الناتج عن استقراء أفقي وعمودي، ألا وهو طريقة تناوله لموضوع المحاسن، فالكتاب قصير، ويجب عليه أن يكون شموليا في طرحه دون إطالة، فما المسائل الأساسية لمبحثه والتي يجمل فيها موضوعا كموضوع المحاسن؟ هنا اتضح فهمه .. فرغم أنك لو طلبت مني الحديث عن هذا الموضوع فسأستطيع أن أتحدث عنه باسترسال، وسأخرج لك بمؤلفات، لكن قد ينقصني استخراج المسائل الأساسية فيه، وحسن تحريرها وجمعها، وعنونتها بعنوان جامع، فحديثك مثلا عن محاسن الإسلام من حيث تعامله مع المرأة، واهتمامه بالجانب الاقتصادي، ووإلخ، في الحقيقة ليس طرحا منهجيا جامعا، ناهيك عن انطلاقه من واقعنا الحاضر، وتأثره بالثقافة الغالبة، وقد يكون في ذلك ظلم للمحاسن الحقة والجوهرية التي تميز بها الدين كدين بعيدا عن المركزية الإنسانية وما تفعله من تكبير لبعض المواضيع وإعلاء من شأنها، وهذا ما لم يقم به هنا، إذ عرض أمهات المحاسن في هذا الدين من حيث المنهج، ومن ناحية تأصيلية، وبذا اختصر مواضيع طويلة، وتشريعات عديدة، وأحكام كثيرة تدخل كلها تحت باب المحاسن بهذا التأصيل الجامع. وإن كنت في عطش للمزيد، ففي إحدى الأبواب ستجد ضالتك بالمؤلفات التي تحدثت عن هذا الموضوع، ومنهجية كل منها.
الأستاذ. أحمد السيد، أحسبه والله حسيبه شاب نشأ في طاعة الله، وسبق وأن أثنيت عليه مرة في مسألة السبق في فعل الخير، وحسن اختياره للمجال الذي تحتاجه الأمة بحق في مقتبل مسيرها، الأخ أحمد قد لا يفوق الكثير من علمائنا في العلم ولا الحفظ، لكنه فاقهم في وضع يده على الجرح والسبق في معالجته، الجرح الغائر في حاضر أمتنا وشبابنا، والباب الذي فتح على مصراعيه دون أن ينتبه له أحد، الشبهات العصرية، والفكر الحالي الذي يحتاج لفكر يقارعه، ويفهم قبل ذا همه ويتكلم بلغته، هذا ما تميز به حقا الأخ الكريم أحمد السيد، وما لمسته في مؤلفاته من حيث الاقتضاب، والعناية بمواطن الشبه، والأسلوب السهل الصريح، والذي قد لا يشبع طالب العلم الجائع، لكنه يروي عطش العامي والمبتدئ، ويحسن توجيهه وتذليل الطريق له.
كتاب رائع وهام يتناول جماليات الدين الإسلامي بنظرة منهجية وشمولية .. ولكنه كتاب مختصر يحتاج إلى المزيد من التفصيل والإستفاضة .. "الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة" .. .
طرح موجز..وبسيط للأصول والكليات التي ينطلق منها الحديث إلى محاسن الإسلام دون التطرق إلى المحاسن التفصيلية ، فالكاتب الكريم يرى بأن الكتاب ليس محاولة استقصائية للمحاسن ولكن عرضاً للنظرات المنهجية التي بها يتوصل إلى إحكام الحديث عن محاسن الإسلام... أصاب الجوهر بعدد من النظرات البينة الساطعة التي بها لا يتسلل شك أو ريبة بكمال المحاسن التفصيلية... كل الأعتراضات والإشكالات المثارة ضد أحكام الشريعة إنما لتجزئة النظر الى التشريع الإسلامي.. بينما ديننا لا تُفهم محاسنه إلا بإدراك شموليته ونظرته الكلية للإنسان والكون والوجود... هو كلٌ لا يتجزأ...لا يُقتطع...ومن أدرك ذلك ذاق حلاوة الإيمان ، وأدرك بأن العبادات ليست طقوساً نمارسها.. بل هى قصد القلب لله ...حباً ورغبة ، خوفاً ورهبة ، تسليماً وانقياداً...توحيداً للربوبية والألوهية واجلالاً وتعظيماً لذات الله وأسمائه وصفاته... كما أن وضوح العقيدة وتوافقها مع العقل والفطرة السليمة، يورث طمأنينة القلب وسلام الروح... لقد بعث بالنبي الكريم لتكون سيرته منهاجاً صادقاً جلياً ونموذجاً لتطبيق مبادىء الإسلام والإلتزام بها ، دعوته للإصلاح الفردي والمجتمعي تسعى لبناء الإنسان دون اختزاله وتفكيكه...وما كانت دعوته صلى الله عليه وسلم إلا اعتدالاً ووسطية دون مغالاة أو تشديد ...فكان نبيلاً عظيماً... وأخيراً ...وددتُ لو كان الكتاب أكثر تفصيلاً واسهاباً ..فكيف يمكن الإكتفاء برشفة صغيرة من الجمال والكمال.... الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمي الكريم وعلى آله وصحبه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين...
كتاب مركز مفيد، أسلوبه سلس، يغطي القضايا العامة بشكل مختصر. يفتح رؤوس موضوعات، ويشير إلى الكثير من الكتب الهامة في هذا الموضوع.
في البداية يتحدث الكاتب عن أهمية مخاطبة غير المسلمين بمحاسن الإسلام فهم إذا رأوا عظمته فإنهم يدخلون فيه معتنقين مسارعين.
ثم يتحدث عن الكتب التي تناولت محاسن الإسلام، فمنهم من تناوله عن طريق محاسن أبواب الفقه مثل كتاب محاسن الشريعة، ومنهم من تناوله عن طريق العرض الشمولي مثل كتاب الدرة المختصرة، ومنهم من تناوله عن طريق ابراز جانب معين كالجانب العقدى فى كتاب جمالية الدين.
أما هذا الكتاب فيتعرض للقضايا المنهجية الشمولية المتعلقة بمحاسن الإسلام.
القضية الأولى : النظرة الكلية للإنسان والكون والوجود، فأداء العبادات هدفها ما تحقق من مقاصد وغايات وحكم عظيمة مرتبطة بعلاقة الإنسان بربه.
القضية الثانية: فهم حقيقة التعبد فى الاسلام ويكون ذلك بالإدراك العميق لنصوص الكتاب والسنة ثم العمل على ضوء هذه الحقيقة دون الاكتفاء بالفهم النظري.
القضية الثالثة: مقاصد الاسلام فى براهينه، فقد جاء الإسلام مبرهنا على صحة كل أصوله ببراهين قوية متعددة لا تجدها في دين آخر.
القضية الرابعة: وضوح عقيدة الإسلام في الخالق. لا يوجد تراث فيه تعظيم للخالق وتنزيه له كما يوجد في القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
القضية الخامسة: وجود النموذج العملي المطبق للحقائق النظرية متمثلا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
القضية السادسة: مقارنة الإسلام بالجاهلية، رؤية الجانب الإصلاحي العظيم الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم في مقابل ما كان منتشرا في الجاهلية، لقد كان انقلابا غريبا في سرعته وفي عمقه وفي سعته وشموله ووضوحه وقربه إلى الفهم.
القضية السابعة: التجديد المتزن تجد الإسلام يهتم باعتدال أتباعه وتوجيههم للاتزان، وإبعادهم عن المبالغة.
القضية الثامنة: محاسن الإسلام في القضايا التي يلج منها المتشككون مثل الجهاد والمرأة فأصحاب هذه الدعاوي يعتمدون على تحميل الإسلام وزر بعض المنتسبين إليه المخالفين لتعاليمه والاختزال والانتقاء الغير موضوعي من القرآن والسنة. ___________________________________
كتاب بسيط وشرح سهل وسلس لمحاسن الدين الإسلامي قدم به الكاتب ثمانية قضايا منهجية مرتبة كالتالي : _ القضية المنهجية الأولى " النظرة الكلية للإنسان والكون والوجود . - القضية المنهجية الثانية " فهم حقيقة التعبد في الإسلام ". - القضية المنهجية الثالثة " محاسن الإسلام في براهينه ". _ القضية المنهجية الرابعة " وضوح عقيدة الإسلام في الخالق ". _ القضية المنهجية الخامسة " وجود النموذج العملي المطبق للحقائق النظرية ". _القضية المنهجية السادسة " مقارنة الإسلام بالجاهلية ". _القضية المنهجية السابعة " التجديد المتّزن ". _القضية الثامنة والأخيرة "محاسن الإسلام في الأبواب التي يلج منها المشككون فيه ".
الكتاب مفيد جداً ويحتوي أيضاً على إشارات لبعض الكتب المهمة لمن يرغب بالإستزادة .
#أبجدية_فرح #تقيمي 5/5 #مراجعتي لـ #كتاب #محاسن_الإسلام_نظرات_منهجية الكاتب #أحمد_بن_يوسف_السيد
#صناعة_المحاور
——————-
. القراءة الثانية مع برنامج البناء المنهجي مراجعتي في القراءة الأولى : بهذا الرابط
القراءة الأولى: 28 ربيع أول 1441 - 25 نوڤمبر 2019 الثانية: 20 جمادي الآخرة 1442 - 2 فبراير 2021 الثالثة: ٢٩ ذو القعدة ١٤٤٤ - ١٨ يونيو ٢٠٢٣ .. أجد لذة في قراءة مثل هذا الكتاب فعلاً من وقت لآخر بعد كل توسع في معرفة الفقهيات الحمدلله الحمدلله. ذكرني بهذا فابتسمت :)) إطلالة - الفقيه الإنسان - قراءة في جماليات الفقه النفسية مع بدر الثوعي by جمعية قرطبة للقراءة on #SoundCloud https://soundcloud.app.goo.gl/WXy4
إن هذا الدين العظيم لا يفهم محاسنه و لا يتوصل إلي جماله؛ إلا بإدراك نظرته الكلية للكون، و للوجود، و للدنيا، و الآخرة، و للإنسان و ما وراء وجوده علي هذهِ الأرض. كانت هذه مقدمةُ الكتاب الذي كلما قرأته أزداد حسنا؛ كاسمه! لا أقدر علي تخيل الإسلام بدون تلك البراهين القوية؛ التي تعجز النفوس السليمة عن ردها، وتلك العقيدة الواضحة في الله الذي لا تأخذهُ سِنة ولا نوم. ليس كإله اليهود الذي يصرعه نبي، ويسوع النصاري الذي تأخذه السِنة و الجوع. كتاب به تصور بعيدًا عن فلسفة الإغريق الغريبة عن روح الإسلام كما قال المؤلف. و ما أبهاها من حسنة أن يكون محمد هو رسول تلك الرسالة و تطبيقها علي الأرض، وبُعد هذا الدين القويم عن المبالغة و الشدة و إن كان معظم إدعائتهم علي عكس ذلك. و ختامًا لذلك الكتاب؛ أن ثمرته _و إن كان علي عجالة_ هي أن لا يكون في صدرك حرج منه لتنذر به و ذكري للمؤمنين.
تعليق: ما يعجبني في كتابات أحمد يوسف السيد التي قرأتها حتَّى الآن؛ اعتماده فيها على الترتيب والتنظيم في عناوين رئيسية ففرعيَّة، ممَّا يساعد القارئ والدَّارس على تلخيصها بسهولة، وتشجيرها. وقد كان كتاب محاسن الإسلام كذلك ___
الكتاب صغير الحجم يتكوَّن من 51 صفحة تناول فيه الكاتب بالإضافة إلى المقدِّمة ومناهج المؤلفين في تناول موضوع ’’محاسن الإسلام‘‘؛ القضايا المنهجية المتعلّقة بمحاسن الإسلام، وهي: 1.النظرة الكلية للإنسان والوجود 2.فهم حقيقة التَّعبد في الإسلام 3.محاسن الإسلام في براهينه 4.وضوحُ عقيدة الغسلام في الخالق 5.وجود النَّموذج العملي المطبِّق للحقائق النَّظريَّة: رسولنا محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم 6.مقارنة الإسلام بالجاهليَّة 7.التَّجديد المتَّزن 8.محاسن الإسلام في الأبواب التي يلِجُ منها المشكّكون وهي: الجهاد والحدود والمرأة
الكتاب بما يحتويه من أفكار منسق بشكل جيّد وواضح وهيّن على القارئ... تناول فيه محاسن الإسلام من الجهات التي يظنّها الطاعنون فيه أنها نقاط ضعف.. ويعلمُ المسلمون أنها عينُ القوّة لديهم.. ومما ذُكر فيه باب محاسن الإسلام من جهة وضوح العقيدة، ومن جهة النظرة للإنسان، ومن جهة التشريعات الإسلامية كالجهاد وحقوق المرأة.. تقييمي له لأني لا استمتع بالكتب القصيرة وخاصة حين يكون الموضوع مهمّاً كهذا، إلا أنّ قصد صاحبها جزاه الله خيراً الاختصار وتقديم رؤوس الأقلام في عُجالة..
إن كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع العلم, فحري بنا أن نسلك هذه الطريقة في وصف الإسلام ووصف محاسنه وإيصاله لمن يبحث عن هذا الدين بالعبارة السهلة والجزلة والجامعة .. هذا الكتاب كان كذلك, حيث انه قدّر أهم محاسن الإٍسلام وإن كانت محاسنه لا تنقضي ووصف هذه المحاسن حسب نظره المنهجي فجاء جامعا مختصرا واضحا ومبسطا ..
قلت وأكرر إن عظمة هذا الرجل في كل كتبه ترجع إلى المنهجية العظيمة التي يقوم بتقريرها وتقعيدها في كل كتاب ، لا يوجد كتاب منفصل ، حتى الكتب المنفصلة هي كتب متداخلة مع الأفكار الباقية التي يسردها في ثنايا كتبه الأخرى ، يخرج دائمًا من الخصوصيات إلى العموم ، يبحث في التفاصيل الجزئية ويخرج منها ، يجمع الجزئيات الصغيرة ويهرب منها ويقعدها في قوانين يستطيع الدارس بعض ذلك السير في ظلالها والاستئناس بمعانيها والسير ببطء للوصول لتفاصيل أكثر تفيد في فهم الصورة الكلية في ذات الوقت التي تعيد تقرير القواعد وتحسنها في ذهنك .
يشنع عليه من المثقفين لأنهم وهبهم الله من فضله فقرأوا مثلما قرأ الرجل ولكن الرجل فتح عليه بأكثر مما فتح عليهم فتجدهم يخبروك بأنه ليس جيدًا وهو ليس بالعظيم جدًا أتفق ولكن له مجهود يحترم ولكنهم كل هدفهم التقليل منه لا لشيء إلا لكبر وغرور في بعضهم فهم يوقنون بأنهم أفضل منه ولكن هو فقط أتته الفرصة وهذه حجة الفاشلين في كل زمن.
الرجل في شبابه فعل الكثير وينتظر منه الكثير والكثير بعد ذلك ، في هذا الكتاب يعطيك كبسولة سريعة ليحدد في ذهنك قواعد أساسية في تقرير حقائق الإسلام لدحض أباطيل خصومه !
سهلٌ ممتنع؛ كتيّب يحتاج مني إعادة قراءة مرة بل ربما مرّات! فيه من الحُسن على قدر بساطة عبارته؛ كما توقعت من مؤلفه وأنا من متابعيه على بعض المواقع ؛ حسنُ المنظق بليغ العبارة يقول ما أعرفه ببلاغة تجعلني أقف بعدها مشدوهة متفكرة. جزاه الله خيرًا
كتاب جميل وصغير، أجمل ما فيه هو تدليله على الكتب التي أُفردت للتحدث عن محاسن دين الإسلام العظيم، فكان بمثابة مرجع سريع لمن أراد أن يتبحّر في هذا الصدد.. .
ومن أهم المحاور التي تضمنها:
١) النظرة الكلية للإنسان والكون والوجود: يجب فهم الإسلام بنظرة شاملة تتضمن أصوله قبل الفرعيات، بمعنى أنا نستقي المنهجية من العقيدة التي تدلنا على التصور الشامل للألوهية والكون والحياة والإنسان، قبل البحث في رأيه التفصيلي في الحكم أو المال..إلخ، فهذا يُعد انشغالٌ بالفروع دون الأصل، وتجزئة منقوصة للرؤية القويمة للدين.
٢) فهم حقيقة التعبد في الإسلام: يقول العز بن عبدالسلام: "المقصود من العبادات كلها إجلال الله وتعظيمه ومهابته"، فلابد من استحضار هذه الحالة الوجدانية عند التوجه إلى الله -تعالى- بأي عمل، فهو الإله الذي لا إله غيره، مُستحقٌّ للثناء جديرٌ بالتعظيم، وحب الله فطرة بلا إفراط ولا تفريط، أي لابد للحب أن يختلط بالمهابة والتوقير، وألا تكون العبادات آلية خالية من الحب والخشوع. ومن ثمار ذلك الامثال سكينة ونور يزرعهما الله -تعالى- في قلوب عباده، حتى قال أحدهم: "إنا نجد من اللذة والسعادة ما لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجادلونا عليه بالسيوف.".
٣) محاسن الإسلام في براهينه: جاء دين الإسلام مبرهَنًا على صحة كل أصوله ببراهين قوية متعددة متنوعة، وهذا ما لا نجده في أي دين آخر، وإن من هذه الأدلة واستقامتها ما يقطع الشك باليقين لكل ذي عقل لبيب، وكثير من العلماء أفردوا للدليل الواحد مؤلفات عدة.
٤) وضوح عقيدة الإسلام في الخالق: قال النبي -ص- إذا أردت أن تعرف صلاحية الدين عند قوم، فانظر أولًا إلى عقيدتهم في الله". لقد تميّز الإسلام بوضوح العقيدة في (الإله) من جهة الكمالات المتعلقة به، ولذا فإن العقل لا يجد تكلّفًا في قبول الاعتقاد الإسلامي، فقد نزل القرآن الكريم من أوله لآخره لا يفتأ يمجّد الرب ويعظّم شأنه ويجلل قدراته، وبذلك يستحق الربوبية والتوحيد، ومن عظمة صفات هذا الرب أن استجلَبَتْ التأليه إلى القلوب، فحقّ علينا عبادته والتسليم له، وبذلك تتحقق للرب الألوهية، فيكون الله الذي لا إله إلا هو.
٥) وجود النموذج العملي المُطبق للحقائق النظرية: قال الله -تعالى-: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا". إني النبيّ -ص- نموذج الامتثال التام والالتزام الكامل لما أمر الله -تعالى- به في القرآن، ولذلك قالت عنه عائشة: "كان خُلُقُه القرآن". ومن الحكمة الإلهية أن أرسل فينا بشرًا رسولًا، ولم ينزّل علينا مَلَكًا فيكون للمنافقين حجّة أو للضعفاء وهمًا كي يستصعبوا اتّباعه والامتثال لشرائع رسالته، بل هاهو النبيّ مثلنا لآدم، ولا يحيد عن أمر الله.
٦) مقارنة الإسلام بالجاهلية: ١- بالجاهلية الأولى: لقد جاء النبي -ص- برسالة الإسلام لتلم شعث المتفرقين وتفُرط عقود الأحزاب، وتجمع كل تلك القبائل المتناحرة تحت راية واحدة، وتزيل كل الفوارق الطبقية والعرقية وتساوي بين الناس جميعًا، فلا يرتفع شأن امرئ عند الله عن أخيه إلا بالتقوى والورع. كما أن الإسلام كان قد عني عناية تامة بكافة جوانب الإنسان وجعل يُعلي من قيمه الأخلاقية وروحانيته الإيمانية، ويجلل شأن العلم وطلبه ويحثّ على الرقي المادي والتحضّر، وفي عظمة هذه النظرة الشمولية كتب المؤرّخون ما يعجز الثناء عن حصره.. . ٢- بالجاهلية الحالية: بعقد مقارنة بين الدين وهذا التجريد الحادث للإنسان من إنسانيته، واختزاله إلى شيء مادي بحت يُقاس مدى تطوّره بعدد بنايات بلده وطولها، وكفآة الآلات المستخدمة بها، وما إلى ذلك من تحضّر صناعي وهمي، تاركة باقي جوانبه مفككة منحدرة نحو هوة سحقية لا قرار لها، فذاك من مآلات التقديس للعلم التجريبي البحت والابتعاد عن تعاليم الدين القويم.
٧) التجديد المُتّزن: من جمال الإسلام كون دينًا وسطيًّا، بمعنى أنه لا يركن إلى جنب على حساب الآخر، فلا يلغي العقل ويأمر بالاتباع الأعمى، ولا يعلّق كل براهينه على الماديَّات فتنضب روح الإيمان. وهكذا في كل أفكاره التي دعا إليها، حتى في التعبّد، فدعا ألا ننسى حظنا من الدنيا، وجعل الرسول الذي يبلّغ رسالته يأمرنا بالاتزان في العبادة، ولا يدعو إلى الزهد في الدنيا أو اعتزال العالم في سبيل التوجه إلى الله -تعالى-، بل نهى عن الغلوّ والتشدد في الدين، وأقر بأنه ما ساد التوسّط شيئًا إلا زانه.
٨) شبهات مُثارة: انتشر عن الإسلام أنه دين وحشيّ، ودين عنف وسفك للدماء، ويمكن حصر سبب هذه الادّعاءات الباطلة في مدخلين: ١- تحميل الإسلام وزر بعض المنتسبين إليه المخالفين لعاداته: ولو أُمعن النظر ولم يتم قصره لوُجد أن أول مَنْ ينكرون ذلك هم المسلمون أنفسهم. ٢- الاختزال والانتقاء غير الموضوعي من نصوص الوحي وسيرة الرسول -ص- المتعلقة بالجهاد.
إن دين الإسلام هو دين الإنسانية مهما تطاول عليه الأعادي أو طعن فيه الحاقدون، وليس لمسلمًا أن يكون مسلمًا إلا بأن يكون إنسانًا في المقام الأول، وإن الناظر لو صدق النظر في مفهومة حيال مصطلح الإنسانية، لرآه انعكاسَ مرآة لصورة الإسلام.
كتيب جميل جدا فيه إحالات اقل ما يقال عنها قيمة يتعرض فيها شيخنا إلى قيمة الإسلام ك دين و لماذا هو ليس نظرية من النظريات عن مفهوم الدين بل إن الاسلام هو الدين و لا دين بعد لا إله إلا الله
كتيب بسيط جداً وجميل جداً، وبيعبجني في كلام ومؤلفات الشيخ أحمد السيد، كثرة المراجع دايما اي موضوع بيتكلم فيه او محاضرة تلاقيه بيحيل على كتب ومحاضرات، أو حتى جزء من من سلسلة مثلا.
الكتاب بنسبة لي كان في مثابة المراجعة ولكن التقسيمات أعجبتني، وإلا فقد ذكر بعض التفاصيل مما ذكر هنا في الحقيبة والبناء العقدي