تتناول هذه الحوارية الثنائية وجهتَي نظر مختلفتين في موضوع أصول الفقه على نحوٍ لم يسبق الحديث عنه بهذا الشكل. يحاول المُحاور الأول في بحثه (مآزق أصول الفقه) فهم أصول الفقه بعد بلوغ تأسيسه الأول غايته، ويعرف بالأسس التي بنى عليها علماء المسلمين علم الفقه الخاص والعام مستنداً في دراسته على محاولات ابن خلدون وابن تيمية اللَّذَين جمعا بين الثقافتين النقلية والعقلية. ويعالج ثلاث مسائل رئيسية؛ توالي اكتشاف المذاهب الفقهية، وأصول التأسيس الفقهي ودلالته، ومنطق الثورتين الخلدونية والتيمية. أما المُحاور الثاني فيجيب في بحثه (تجديد أصول الفقه) عن التساؤل الذي يقول: هل المطلوب تجديد الانضباط بقواعد وأحكام أصول الفقه، وإصلاح ما تصدع من بنيانه وتمتين ما وهى من دلائله بأسلوبٍ أكثر جدةً وأيسر فهماً، أم هو تجاوز أحكامه إلى غيرها؟ ومن هنا يقدم هذا المُحاور شرحاً عن ماهية علم الأصول وقواعده ومصادره الأصلية من القرآن والسنة والإجماع والقياس، وما تفرع عنها من الاستصلاح والاستحسان والعُرف وسد الذرائع. القسم الثالث من الكتاب تعقيب كلٍّ من المتحاورين على بعضهما بعضاً لكشف ما توافق فيه كلٌّ منهما وما اختلفا عليه.
الدكتور محمد الحبيب (أبو يعرب)المرزوقي مفكر تونسي له توجه فلسفي إسلامي في إطار وحدة الفكر الإنساني تاريخيا وبنيويا. ولد الدكتور أبو يعرب المرزوقي في بنزرت، حصل على الإجازة في الفلسفة من جامعة السوربون في العام 1972 ثم دكتوراة الدولة 1991. درّس الفلسفة في كلية الآداب جامعة تونس الأولى، وتولى إدارة معهد الترجمة (بيت الحكمة) في تونس قبل أن ينتقل لتدريس الفلسفة الإسلامية في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
مشروعه الفلسفي يمكننا القول إن المفكر العربي التونسي أبا يعرب المرزوقي استطاع أن يخطو الخطوة الأولى، وهي الأصعب من غير ما شك باتجاه التأسيس لفلسفة عربية معاصرة لا تناصب الدين العداء وإنما تتفيأ ظلاله وتسترشد بتوجيهاته. ولعل نجاح المرزوقي في هذا عائد في المقام الأول لكونه خبر الفكرين الديني والفلسفي، الإسلامي والغربي، وبدأ يشق طريقاً ومنهجًا جديدًا، يسعى من خلاله إلى أن تستعيد الفلسفة دورها الرائد في البناء الديني والفلسفي. اهتمام المرزوقي هذا لا يقتصر على الفلسفة فحسب وإنما يتعداها إلى أمور أخرى, تتعلق بالنهوض السياسي والفكري الحضاري العربي والإسلامي. والحقيقة أن المرزوقي يمتلك الأدوات اللازمة للبحث في هكذا موضوع، فهو الضليع بأهم اللغات العالمية، كالإنجليزية والفرنسية والألمانية". (مقدمة حوار محمد الحواراني، مجلة العربي الكويتية، يناير 2005)
والفكرة المركزية في مشروع الدكتور أبو يعرب هي أن التاريخ الفكري للإنسانية هو تاريخ واحد ويشمل ذلك كل من الفكر الفلسفي والفكر الديني حيث لا يمكن الفصل بين الفكر الفلسفي (العقلي) والفكر الديني (الإيماني). ولذلك يقدم الدكتور أبو يعرب تصورا تاريخيا وبنيويا في نفس الوقت لهذا التاريخ الفكري الإنساني الموحد. ويطرح تصورا مفاده أن كلا من ابن تيمية من خلال تصوراته "الإسمية" (أو المنطقية أو البنيوية) وابن خلدون من خلال تصوراته الاجتماعية التاريخية (أو التطورية) قدما معا "ثورة" في مسار تطور هذا الفكر الإنساني. وتظهر ملامح هذا المشروع بشكل واضح في "إصلاح العقل في الفلسفة العربية – من واقعية أرسطو وأفلاطون إلى إسمية ابن تيمية وابن خلدون" (1994)، كما يظهر في وحدة الفكرين الديني والفلسفي (2001)، و المفارقات المعرفية والقيمية في فكر ابن خلدون الفلسفي، (2006). ولذلك يتخذ المشروع الفلسفي لأبي يعرب توجها إسلاميا لأنه يطرح تصورا مبنيا على "الفكر الإسلامي" لهذا الفكر الإنساني. ولكنه في نفس الوقت لا يعتمد على التصورات التقليدية "التراثية" أو الكلامية للفكر الإسلامي، ولكن على العكس
لم استطع قراءة اكثر من اربعين صفحه متفرقة من الكتاب. والسبب هو صعوبة لغته وأسلوبه وربما أفكاره. قرأت قليلا عن موضوع تجديد اصول الفقه من الجابري، ولم تكن بهذه الصعوبة او تقترب من صعوبته. حتى. التعاريف الموجودة في الكتاب مبهمة صعبة، والمقدمة تستخدم كلمات ومصطلحات واسلوب معقد منذ أول جملة. وأتوقع أن المشكلة ليس في الموضوع بحد ذاته وانما في الاسلوب، خصوصا أسلوب المرزوقي قفزت إلى ما كتبه البوطي فوجدت أن الكلام بشكل عام مفهوم، ولكني بصراحة كنت اريد معرفة رأي المرزوقي وليس البوطي، فلا اثق كثيرا بكلام البوطي عادة ولا اوافق منهجه.
شكل الكتاب والسلسلة لا يساعد أيضا على الفهم، النصوص طويلة تأخذ عدة صفحات دون انقطاع، ولا يوجد تشكيل وشدّات لتسهيل ايصال معاني بعض الكلمات بعض الجمل فهمت معناها بعد جهد، ولم اجد فيها معنى اختصاصي عميق يبرر استخدام هذه اللغة المبهمة الصعبة
قد يكون الكتاب ممتازا للمتخصص أو من قرأ عن الموضوع كثيرا من قبل. ولكن من الواضح أن الكاتب لا يريد من غير المتخصص قراءة الكتاب.
ماعجبني الكتاب، ابويعرب -وهذي أول مرة أقراله- ما اتوقعت موقفه من رفض المقاصد والتحسيين والتقبيح و التعليل ..ألخ وبالمقابل ما عجبني رأي البوطي إلي يشوف أنه مافي شي يتجدد في الأصول غير الأسلوب ..مالنا إلا انتظار مولانا بن بيه أن ينهي اللمسات النهائية لكتابه حول هذا الموضوع وكذلك أنتظر أن أرى التطبيق العملي لتجديد أصول الفقه الذي وعد به د.أحمد الريسوني أنه هو ومجموعة من أساتذة الأصول قرروا أن يعملوا بدل أن يتكلموا :)
متشوقة لانهاء كامل الكتاب وقراءة البحثين مع اني اعتقد ان بحث المرزوقي اعمق وأجرأ بالنسبة لموضوع الاشكالية من البوطي.. الا ان لغة المرزوقي الفلسفية في تعبيره وكتابته صعبة علي نظرا لاني لم اقرأ له من قبل ولم اقرا ابحاث فلسفية لاي فيلسوف...لذلك اجاهد احيانا في فهم مقصده
صدقاً صعب ومُتعب وخصوصا مداخلة الدكتور أبو يعرب , لن أنكر الإيضاحات والأُطروحات اللافتة فيه من كلا الشيخين وحججهما , ولكن مما أزعجني قليلاً التهاجي بين الباحثين وتبطين الاتهام.
وأيضا شيء آخر مُزعج هو غياب أرضية واحدة للنقاش وذلك واضح بشدة في تعقيب الدكتور البوطي على مداخلة الدكتور المرزوقي
بالتأكيد أبو يعرب كعادته صعب الفهم , وينقصه طبعنة أكثر مع أمثلة الواقع وإحالاته , أو ممكن هي المشكلة أنني لم أفهمه كاملا
الدكتور البوطي رغم إبانات جيدة ومفيدة بخصوص العلل وأنواعها في تعقيبه وبيان وتعريف علم أُصول الفقه في مداخلته , إلا أنه كان قانعا جدا بالخيارات التقليدية لأنها كذلك , وحُججها منها دائرية أحيانا
بشكل عام الكتاب جدا مفيد , والباحثين عملاقين بطرحهما , ومرة أُخرى هذه السلسلة قدمت الكثير , وجهد كهذا يجب أن يستمر
تعميم أبو يعرب لفكرة محدودة في مجال الإستدلال السياقي" اللغوي" جعله يسرف في إنكار الرؤية المقاصدية , والبوطي لم يفهم العمق الفلسفي الذي يتحدّث عنه " أبو يعرب" في مآلات القول بالمقاصدية>> لعلي أعود وأفصل فيها القول فئة "ج"