رواية طريفة يصور فيها الكاتب صورا من الحياة في مصر قبيل ثورة 23 يوليو 1952، ويقدم فيها تصويرا لشخصيات مختلفة الميول والأهواء والطباع والنظر إلى الحياة، وفيها مثل للنجاح في الحياة، وفيها لوحات واقعية لما كان يجري بين الرجال الحزبيين في سبيل النجاح في الانتخابات.
وُلد محمد فريد أبو حديد في أول يوليو 1893، وكان جده لوالده قد جاء من قبيلة حجازي التي هاجرت إلى مصر في أوائل القرن التاسع عشر أثناء حكم محمد على. تخرج من مدرسة الحقوق آنذاك عام 1914، إلا انه فضل التدريس على القانون واختار علاقة الصداقة بين الأستاذ والطلاب، فعمل مدرساً بالتعليم الحر، وتدرج في وظائف التعليم بوزارة المعارف، ثم سكرتير عام جامعة الإسكندرية عند إنشائها عام 1942، فوكيل دار الكُتب عام 1943، فوكيل وزارة التربية والتعليم، وأخيراً المستشار الفني لوزارة التربية والتعليم حتى 1954.
كتب العديد من المقالات التعليمية عندما كان يشغل منصب عميد معهد التعليم، حيث ناقش التعليم الثقافي والحر في مصر، ودعا إلى نشر الثقافة الدينية والنهوض بالفكر الأدبي واغرس الحس الفني ومحو الأمية.
اشتغل أبو حديد بالأدب منذ تخرجه عام 1914، حيث كتب في مجلات (السفور) و(السياسة الأسبوعية) و(الهلال)، وكان من مؤسسي مجلة (الرسالة) ثم مجلة (الثقافة) في عهدها الأول حتى أصبح رئيساً لتحريرها.
اشترك في إنشاء لجنة التأليف والترجمة والنشر في عام 1915، التي قامت بنشر كتب في مجالات عدة للعلم والأدب، كما ساهمت بشكل مؤثر في إحياء الثقافة المصرية، وقام أبو حديد بترجمة العديد من الكتب لصالح هذه اللجنة منها "الفتح العربي لمصر" الذي كتبه الفريد باتلر، وترجم أيضاً "ماكبث" لشكسبير، كما ألف كتاباً عن "صلاح الدين".
اشترك أبو حديد في إنشاء الجمعية المصرية للدراسات الاجتماعية عام 1937. وعُين عضواً في أكاديمية اللغة العربية في ديسمبر عام 1947، فقد اهتم بالشعر العربي القديم واللغة العامية واستخدم تعبيرات عامية ومصطلحات من أصل قديم لكي يتجنب ثغرات لغوية بين حوار النخبة والمفكرين من ناحية والعامة من ناحية أخرى، إضافة إلى ذلك انه عمل على تسهيل قواعد اللغة العربية. كما شارك في تأسيس نادي القصة عام 1953.
قدم العديد من المؤلفات للمكتبة العربية أخرها "أنا الشعب"، ومن أشهر أعماله:
أولاً: في التاريخ والتراجم:
صلاح الدين وعصره عام 1927، السيد عمــر مكــرم عام 1937، أمتنا العربية، دراسة تاريخية.
ثانياً: في القصـــــة:
ابنة المملوك عام 1925، صحائف من حياة، زنوبيا.. ملكة تدمر، عنترة بن شداد (أبوالفوارس)، المهلهل سيد ربيعة عام 1939، أزهار الشوك، أنا الشعب، مع الزمان.. مجموعة قصص.
ثالثاً: في قصص الأطفال (سلسلة "أولادنا"):
كريم الدين البغدادي، آله الزمان "مترجمة" نبؤه المنجم "مترجمة".
رابعاً: في المسرحية:
عبد الشيطان "مسرحيه رمزية"، مقتل سيدنا عثمان، ميسون الغجرية، خسرو وشيرين "مسرحية في شعر مرسل"، عام 1934.
خواطر على هامش "أنا الشعب" عن الشعب والسلطة والثورة
كثيرًا ما يقف التاريخ أمام الثورات بخشوع؛ وإنها لجديرةٌ بذلك، فلا يُخفى على أحد أنَّ الثورات هي التي تبعث الشعوب، وتصنع الهوية، وتُحيي البلاد، وتصنع المستقبل، وتُعيد ترتيب الماضي. قد يأتي على الشعوب فترات تكونُ الثورة فيها هي الحل الوحيد، تكون الثورة حتمية لا مفر منها -ليست بالضرورة الحل الأفضل- لكنها الحل الوحيد. فقد يصبر الشعب على أي إساءات، حتى تلك أكثرها امتهانًا لكرامته الإنسانية ما دامَ يشعر أنَّ مازال هناك فرصة للعيش بسلام، بمجرد ما تختفي تلك الفرصة ويتيقن الشعب أنَّ ما هم فيه من شقاء ليس قدرًا اختصهم الله به، بل هو قسر فرضهُ السادة المفسدين؛ تكونُ الثورة ولا شيء غيرها. "ليس أمامنا إلا أن نثور على هؤلاء السادة المفسدين. لنخلع عنا نيرهم ونحل في محلهم من يثير في الناس عناصر الخير، نحن الشعب نحن العبيد المحطمون علينا أن نثور اذا شئنا أن ننجي أنفسنا من العار ونحمي ظهورنا من ضرب السياط. الثورة ولا شئ غير الثورة."
ففي مصر يوليو ٥٢، كل شيء كان يقول أنَّ الثورة قادمةٌ لا محالة، الاضطرابات تتزايد، والقاهرة تحترق، والعرش يتهاوى، ورجاله ضعفاء؛ وقديما قالوا أنَّ الرجال الضعفاء يصنعون الأوقات الصعبة. فالثورة على أسرة محمد علي لم تحدث فجأة، بل أخذت تُطبخ على نارٍ هادئة حتى نضجت في عهد فاروق، فكانَ هو الرجل الضعيف الذي صنع الأوقات الصعبة؛ فصنعت الأوقات الصعبة رجالًا أقوياء أطاحوا بعرشه إلى الأبد. ولسنا بصدد مناقشة سياسات الثورة، ولكن أحدًا لا يمكن له أن ينكر أنَّ ثورة يوليو بعثت الشعب المصري من جديد، وخلقت الطبقة الوسطى المصرية من العدم، وجعلت للمصريين صوت يرفعونه. كيف لا وهذا عبد الناصر يقول: «أرفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعباد» فترى الرؤوس تُرفع، والحناجر تُجيب من أقصى الجنوب لأقصى الشمال. الآن فقط أصبحَ للمصريين حقٌ في مِصرهم لا يزاحمهم عليه بريطان ولا إفرنج ولا ترك. "وسافرتُ إلى دمنهور في قطار الصباح، وكنت على طول الطريق أفكر خاشعًا وأسأل نفسي: «كيف يحدث هذا؟» واستقبلتني منى باسمة، وفَتحتُ لها ذراعي، وكانت هي الأخرى تقول إذ تندفع إلى صدري: «كيف يحدث هذا؟»"
على مَر التاريح كانت السلطة الفاسدة تستمد قوتها من عاملين اثنين؛ أولهما العبيد المحطمين الذين يؤثرون الانبطاح على الجهر بالحق طلبًا للسلامة أو طمعًا في زلفى عند السادة، الذين يقبلونَ أكثر مما يجوز قبولة، وفي أكثر الأحيان يكون هؤلاء العبيد هم اليد التي يبطش بها الحكام. "هكذا يحشد السادة عبيدهم المحطمين دائمًا ليضربوا لهم أعدائهم حتى يتمكنوا بعد ذلك أن يعودوا اليهم ليجلدوا ظهورهم بالسياط." وثانيهما البؤساء اليائسين الذين كفروا بقدرتهم على تغيير الأمور أو إصلاح ما فسد، الذين يسرعون إلى التسليم بأنهم مهما بذلوا من تضحيات ستظل الأمور على الأرجح على ما مهي عليه. إذا انقلبَ أولئك العبيد، ونهضَ هؤلاء البؤساء من موتهم السحيق؛ فلا قوة للسلطة ولا سَطوة. "ومع ذلك فالراعي لا يعبأ بقطيعه إلا عندما يشعر بالجوع؛ فيذيح خِرافه العجاف واحدًا بعد واحد. إنه الراعي الأحمق الذي يستحق مصيرهُ إذا فنى قطيعهُ وهلكَ هو بعد ذلك جوعًا. ولكن ما بال القطيع؟ ما بال القطيع ينتظر طويلًا على الراعي الأحمق؟"
من اجمل ما قرأت فعلا عمرى ما اتفاعلت مع كتاب بالطريقه دى زعلت وفرحت وضحكت وبكيت عن حماده الاصفر وعبد الحميد ومنى والسيد احمد وفطومه .. .. ..... عن كمية الاقتباسات والجمل الى عاوزها اقتبسها من الكتاب ده بالذات نقاشاته مع صديقه عبد الحميد وحديثه عن الثوره والظلم والسياسه نقاشات لغاية دلوقتى بسمعها بنفس التعبيرات والجمل .. فعلا التاريخ بيعيد نفسه !! كان ممكن اكتب ريفيو مختلف عن الحب والظلم والثورة والحياه بعد كل جزء قريته من الكتاب لكن بعد ما خلصت الكتاب نسيت كل حاجة استفدت جدا منه فى فهم طبيعة النفس البشرية واـاكدت انها اعقد حاجة ولو قدرنا نفهم كل حاجة فى الدنيا فمستحيل نفهم الغرايز الانسانية وتناقضاتها
واخيرا مستغربة جدا ازاى كتاب زى ده ميبقاش معروش وكاتب زى ابو الحديد ميبقاش معروف رغم جمال اسلوبه وبساطته وكفاحه ...
رواية تحكي واقع كثير من الشباب الذي تعتريه الرغبة في الإصلاح وحياة النضال والجهاد الذي يعانيه شعب هذا البلد. قصتها جميلة في المجمل. إلا أنها لم تسلم من الضعف الأدبي والتشبيهات الساذجة في كثير من الأحيان
رواية تستحق القراءة تشعرك و كأن التاريخ يعيد نفسه حقاً و كأننا توقفنا عند لحظة ما و لم يتغير شيئاً بعدها ....و كأن زمن الفراعنه و الاستبداد لن ينتهي أبداً ما داموا يخلفون وراءهم فراعنةاخرين طالما بقينا لهم أمة خاضعه
!ترى الى كم ثورة أخرى لازلنا نحتاج من أجل العيش في حرية و كرامه ؟
لغتها تستحق ٥ نجوم... خطها الإنساني و الاجتماعي يستحقا ٥ نجوم... خطها السياسي يستحق ضرب النار... رواية صدرت عام ٥٨..بعد يوليو ب٦ سنوات.. حدثت اعدامات و محاكم الثورة و محاكمات ضباط المدفعية ... و يكتب الكاتب عن الثورة انها معجزة الهية!!!
"الثورة الشعبية تُدمِّر ولا تُفكِّر، ولو فرضنا أن الثورة نجحت فإنها لن تجد الشعب الذي يحسن الاستفادة منها. قد نرضى عن الثورة التي تدمر إذا جنَينا من ورائها خيرًا، ولكن الثورة التي لا يُستفاد منها لا تكون إلا شرًّا محضًا".. يعني لابد للثورة الناجحة في وجهة نظر الكاتب ألا تكون شعبية ..عسكرية مثلا.. و إثارة موضوع الاسلحة الفاسدة رغم انه من خلال التحقيقات القضائية ��بل و بعد ثورة يوليو ثبت انها ادعاءات غير حقيقية و ليست بالصورة التي صورها الإعلام.
و اذا كان بطل الرواية يكتب في حريدة تنتقد الحكومة في عهد فاروق فهل وجدت صحيفة واحدة تهاجم الحكومة في عهد الثورة!
خسارة أن تكتب رواية و تصنع خطوطا و ابعادا اجتماعية و انسانية من أجل هدف سياسي و هو محاباة الدكتاتور...
This entire review has been hidden because of spoilers.
رواية خرجت من كاتب استطاع أن يجمع بين عدة قصص في قصة واحدة أو جوانب عدة في شخصية واحدة بين الإصرار والعزيمة والعشق والطموح والرجولة والنخوة والوفاء. ويبين لك غدر وحقارة ونذالة الكثير من البشر. مع نهاية غير متوقعة
يقول المؤلف: "والآن تقترب نهاية هذه القصة على فجأة كما تنتهي القصص الرديئة".. طب كويس انك عارف!
رغم البداية المبشرة بعض الشيء والبناء المتدرج للشخصيات في أول القصة، لكنها استمرت تنحدر من خذلان إلى خذلان. تخلى الكاتب عن المنطق تمامًا في تقدم الأحداث وتقلب الشخصيات، فالشخصية التي صدعنا بخستها طول الرواية صارت وفية كريمة فجأة، والراوي بطل القصة تتغير نظرته لبعض من حوله فجأة فينقلب حبه جفاء ثم يتعاطف معهم بعدُ. هذا غير الجانب الرومانسي الذي بدأ لطيفًا ثم تحول إلى عبء ثقيل لا فائدة له إلا تحريك الأحداث كلما أحس الكاتب "بالزنقة".
مع كثير من الشعارات والخطابيات والتظاهر بأنها رواية إصلاحية مع أنها في الحقيقة ليست إلا ما يزيد عن مئتي صفحة من التمهيد العشوائي ليقول لنا: ثورة يوليو المجيدة. طيب يا سيدي شكرًا.
النجمتان لربع الرواية، ولبعض الحوارات التي أجاد الكاتب فيها في تصوير طريقة الشخصيات في الكلام فكان فيها شيء من الفكاهة.
نجمتان للقصة، وخمس نجمات للإهداء الجميل الذي جاءني على صفحتها الأولى.