في محبة الكتابة الرائقة الملهمة، الخليط بين استرسال ممتع ومزج أكثر متعة بين خيالات المرء وواقعه. كتاب صغير بلغة جميلة وأفكار جديدة تصلح بذرة لعمل اكبر وأكثر ثراءا.
في مرة كنت بتكلم مع حد وقلت له ان الغاية الأعظم من خيال الإنسان انه بقدر يسجل أحلامه ويطلّعها للنور (زي ما كافكا كان بيعمل) وإن الأحلام (سواء النوم أو اليقظة منها) هي المصدر الأول للخيال الأدبي، واللي يقدر يسجل دا هيقدر ينسج أعمال ادبية عظيمة، وهنا عمرو عزت بيحاول يقول لنا السبيل لدا، مستخدمًا ذكرياته وقراءاته ليخرج لنا نصوص جميلة فيها من الونس الكثير.
الكتاب بالنسبالي بيتمثل في ٣ أغاني للبيتلز strawberry field و yellow submarine و only a northern song وأعتقد إن أي حد بيحب عوالم موراكامي وكونديرا هيعجب جدا بالكتاب ده :)
أنا قرأته من سنة مش عارفة إزاي ما عملتش عنه ريڤيو تقريبًا كنت سكرانة في الأول كنت راجعة من ألوان وأوتار في طريقي من المترو وبعدين كملت في البيت أنا كنت مش فاهمة إيه ده؟ حاجة ما شفتش زيها طريقة غريبة حلوة شبه الأحلام فعلًا، طول عمرها غريبة وحلوة، وبنحب نحكيها بعد ما نصحى، حتى لو كنا قايمين منها خايفين.
الكتاب ده شبه جيلنا طريقة كده تناسب العصر وفي نفس الوقت حلوة يا أخي حلوة بجد مش أي حاجة
يومها بعتته لحوالي عشرة من أصحابي حد منهم قالي وحش جدًا وعرفت إنه ما فهمش! ما فهمش فعلًا وده مش عيب لإن زي ما قلنا، الحلم غريب! خاصة يعني لو بيجيلك في أحلامك فلاسفة وبتحصل فيها ثورات
ومنهم اللي أندهش
أما أنا؟ أنا من يومها بقيت أنام عشان أحلم، وأتمنى أقابل حلم من أحلام عمرو.
لست ممن يحلمون كثيرا، معظم أحلامى متكررة لا تتغير وتنحصر فى مطاردات فاشلة تكون فيها خطواتى بطيئة ونبضاتى متسارعة مع استيقاظ مصحوب بالعرق، أو تواجدى فى لجنة اللغة العربية وينتهى الوقت دون أن أكتب موضوع التعبير، رغم أنى لم أكره اللغة العربية يوما، وكنت متميزا فيها إلى حد ما، ولم أواجه مشكلة يوما مع الكتابة فى أى موضوع. الحلم الوحيد الذى لم يتكرر كان حلما بديعا ويبدو أن رغبتى الشديدة فى تكراره هى الحائل بينى وبينه. أحلام عمرو عزت مثيرة للإهتمام كما ينبغى لشخص مميز أن تكون أحلامه، ولكن ينتهى الكتاب دون أن يخبرنى كيف يمكن أن أتذكر أحلامى، ويبدو أنه نسى ذلك فى حلم ما.
بلا تقييم لم يعجبني أبدًا ولم أشعر ولو لدقيقة واحدة أنه كتاب جيد لكنها لن تكون آخر تجاربي مع الكاتب كل ما شعرت به أثناء قراءته من أول صفحة حتى آخر صفحة أنني أريد أن أغلقه حالًا وأن أنسى أنني قرأت هذا الكتاب وأن أنسى أنه يوجد أصلا
"كانت ملامحها المنسحبة في حزن تجعلني أشعر أحياناً أنها آخذة في الإختفاء، أو أنها على وشك الموت. كان ذلك يخيفني ويدفعني لاختلاق أحاديث وابتكار نكات، فقط لأرى ابتسامتها التي تعبر وجهها كبارق خاطف يعيدها إلى الوجود الجميل. كنت أود تثبيت تلك الإبتسامة الوجودية، عدت من هجري للرسم وحاولت مراراً أن أرسمها، حلمت بها أكثر من مرة، لا أذكر من الحلم سوى تباعد الغمازتين وضيق العينين والتماعهما. كما لو أني أود انتزاع هذه الإبتسامة وحدها من الوجود المأزوم".
تعرّفت على "عمرو عزت" من خلال كتابه الأول "غرفة 304" وكان الكتاب ممتع بحق، من نوعية الكتب التي تدمج ما بين السيرة الذاتية والمقالات وتتشعب للحديث عن اتجاهات الكاتب المختلفة وعلاقته بأسرته وأبيه بالأخص وغيرها. ومن هنا بدأ انتظاري لجديده، سواء المقالات التي يكتبها أو عمل جديد ينشره وهو ما بين يديّ الآن!
كيف يتذكر الكاتب أحلامه؟! كمتاهة، كرفقة، كنبوّة، كتمشية، كافتتان، كمعركة، كفراغ أبيض!! يتذكرها بشكل يصعب معه تصديق أن هذه أحلام، ويكتبها بشكل يصعب معه تصديق أنها ليست من تأليفه!
يرى أحد أصدقاء الكاتب بأن أحلامه التي يكتبها تبدو مؤلّفة، تفاصيلها ترمي إلى حبكة ما أو فكرة. وحقيقة فأنا أتفق مع صديقه.
"الحالم هو الشاهد الوحيد على حلمه، وعندما يحكي حلمه فهو يقدمه كشهادة على شيء ما حدث له، شيء رآه ولكن لا شهود عليه غيره. الحالم هو الشاهد الوحيد بخصوص حدث ما، حدث منفصل عن كل سياق، منقطع الصلة بالمنطق وطبائع الأمور، لا يمكن نقده وتكذيبه بالتجربة أو العادة أو حقائق الطبيعة والإجتماع أو بالتناقض وعدم الإتساق. ما الذي يتبقى لنا معياراً لكى نصدقه أو نكذبه غير إيمان ما بهذا الشاهد الوحيد، أو محبتنا له التي تجعلنا نختار أن نظنه صادقاً وأميناً".
الحالم هو الشاهد الوحيد على حلمه، وعندما يحكي حلمه فهو يقدمه كشهادة على شئ ماحدث له، شئ رآه ولكن لا شهود عليه غيره. الحالم هو الشاهد الوحيد بخصوص حدث ما، حدث منفصل عن كل سياق، منقطع الصلة بالمنطق وطبائع الأمور، لا يمكن نقده وتكذيبه بالتجربة أو العادة أو حقائق الطبيعة والاجتماع أو بالتناقض وعدم الاتساق. ما الذي يتبقى لنا معيارا لنصدقه، أو نكذبه غير إيمان ما بهذا الشاهد الوحيد، أو محبتنا له التي تجعلنا نختار أن نظنه صادقاً وأميناً".
كالعادة عمرو عزت حقيقي وأصيل في مشاركتنا أفكاره وحياته والمرة دي أحلامه .. شخصيا مصدقه أحلام�� :)
أجد الونس في كل كتاب جميل وكاتب ذكي، حتى يكاد وجودهما يخلق فيّ أملا حقيقيا بأن العالم جميل والخيبات بعيدة، وأنه من الممكن أن نصنع من أحلامنا جمالا فريدا يشبهنا ويزيد؛ مما يجعلني أتمنى للكاتب من كل قلبي ألا ينهزم يوما، ويبقى على إيمان بأنها "ليست نهاية العالم، ولن تكون آخر مرة"، وألا يتوقف عن الكتابة أبدا.
عندما سألتها ماذا تريد الآن لتكون سعيده قالت أنها اود لو أنها غير موجودة / يشك فرويد أن هناك علاقة ما بين ما نظن أننا نتذكره من حلم وبين ما جرى فعلاً ، ما الضامن أن ما يخطر في أذهاننا عندما نصحو هو ما رأيناه ونحن نيام ؟ / كتابة جميلة ومتتعة وتمنيت لو كان الكتب أكبر .
بحب الكتابات الذاتية والعفوية والصادقة، ولما يكون الكتاب عن الأحلام هياخد قلبي على طول، لأنه من موضوعاتي المفضلة في الكتب.
الفصول هنا متقسمة بشكل طريقة تذكر أو معالجة الأحلام بطريقة مختلفة أو على نهج مختلف، لكل المحظوظين اللي بيتذكروا أحلامهم، مع نماذج كتيرة ومتنوع من أحلام الكاتب، اللي بتتراح بين العبثية والوضوح.
بيفكرني بكتاب إنجليزي بفكرة مقاربة شوية وهو اسمه In the Dream House وفيه بتروي الكاتبة بتجربة علاقة انتهت بشكل مختلف في كل فصل وبمعالجات أدبية مختلفة، وهنا برضة الكاتب بيبص للحلم في كل فصل باعتباره شيء مختلف: مرة كمتاهة أو كنبوة أو كمعركة وغيرهم.
فيه كمان الكتير من الملامح الفلسفية والصوفية والسياسية
"يشك فرويد أن هناك علاقة ما بين ما نظن أننا نتذكره من حلم وبين ما جرى فعلاً، ما الضامن أن ما يخطر في أذهاننا عندما نصحو هو ما رأيناه ونحن نيام؟"
عندما نحاول أن نتذكر فإننا عادة ما نحاول أن نتذكر "الحقيقة"، أو نتذكر "الطريق"، ولكن ما الذي نريد أن نتذكره من متاهة؟
عندما يكتب عمرو عزت يكتب ويسترسل بشكل عفوى وحميمى ولطيف جداً، فى هذا الكتاب فلسفة مختلفة عن النوم والأحلام ويتخللها أفكار وفلسفة وخبرات و قراءات شخصية للكاتب وهى الجزء الذى نال إعجابي أكثر ولمسنى بشكل شخصي. كتاب صغير كتب بشكل جميل وحميمى ويصلح أن يكون عمل أكبر. كتاب سيمنحك ونس ودافئ وكأنك تجلس بجانب صديق تعرفه وتستمتع إلى أفكاره وأحلامه و متاهاته.
التجربة الثانية للكاتب بعد غرفة 304 وفى إنتظار العمل القادم بفارغ الصبر.
"هي تريد ولكن لا تشعر بأيِّ رغبة في أيِّ شئ. هي تود فعلاً ألَّا تكون موجودة، ولم يكن لديَّ خطة أخرى، خطفتُ من يدها سكِّينًا موجِّهًا لصدرها، ولكن لم أنجح فى جعلها تبتسم. نظرت لي طويلاً بدون ابتسام وأخذت في الأفول وهي متشبِّثة بي."
"من عبارتي الروحانيَّة المفضلة: "لا تحزن، إن الله معانا"، كما أنَّني لا أملك إلا يقين كوني موجودًا، وفي حالة كَوْن الله موجودًا أحبُّ أن يكون معي، أو أكون معه".
"عندما سألتها ماذا تريد الآن لتكون سعيدة، قالت أنَّها تودُّ لو أنَّها غير موجودة"
"يدفع الكبار الأطفال لمتاهات خيالية مرسومة، ثم ينتشلوهم منها في الوقت المناسب، ولكن ذلك الانتشال لا يكون دائمًا مقنعًا ونهائيًا"
الحالم هو الشاهد الوحيد على حلمه، وعندما يحكي حلمه فهو يقدمه كشهادة على شيء ما حدث له، شيء رآه ولكن لا شهود عليه غيره. الحالم هو الشاهد الوحيد بخصوص حدث ما، حدث منفصل عن كل سياق، منقطع الصلة بالمنطق وطبائع الأمور، لا يمكن نقده وتكذيبه بالتجربة أو العادة أو حقائق الطبيعة والإجتماع أو بالتناقض وعدم الإتساق. ما الذي يتبقى لنا معياراً لكى نصدقه أو نكذبه غير إيمان ما بهذا الشاهد الوحيد، أو محبتنا له التي تجعلنا نختار أن نظنه صادقاً وأميناً".
""
هل تستطيع أن تتذكر ولو جزءاً يسيراً أو حتى مجرد مشهد من مشاهد حلمك؟ طبعاً بالنسبة لي ليس بالأمر اليسير.. فكثيراً ما أستيقظ محاولةً تذكّر ولو جزء بسيط من حلم فلا أفلح إلاّ نادراً..و أحياناً أستطيع التذكّر جيداً..ولكن إلى أي حد!هذا هو السؤال..يستحيل أن نتذكر كل تفصيل في أحلامنا و كل جملة قد قيلت و قد لا نتذكّر شيئًا من الأصل.. و لكن عمرو كاتب هذا الكتاب يمتلك قدرة فظّة و عظيمة ليس فقط على تذكّر الأحلام بل أيضاً على سردها بطريقة تجعلك تشك أنها مجرد أحلام! حتى أن صديقه أتهمه بالكذب بشأن هذهِ الأحلام التي يكتبها وهو لا يُلام حقيقةً فما قرأته هُنا و أحببته فعلاً لم يكن مجرد أحلام..فهي أحلام أشبه بالواقع بحبكتها المتماسكة و تفاصيلها الدقيقة..
و على ذكر الأحلام يا سيد عمرو..إنّ آخر أحلامي التي إستطعت تذكرها جيداً أنني زرت مكتبة ولحسن الحظ خرجت منتصرة بلا إقتناء أي كتاب.فكانت فرحتي عظيمة بهذا الإنجاز..
كتاب رائع. لأسباب تخصني تذكرت الأجزاء التي يتحدث فيها عن أحلامه وخبراته الشخصية أكثر من تلك التي تحدث فيها عن الأحلام أو الفلسفة بشكل عام. لكن كتابة عمرو عزت دائما ما تحفز تفكيري وتدفعني للكتابة أحيانا، وتمتعني دائما :)
في كل مرة أقرأ أي محتوى لعمرو عزت استشعر إحساس القرب والألفة في صداقة مجازية بيننا، الكتاب ممتع جدا، امتداد ساحر لتجربة عمرو الذاتية وتقاطعاتها مع أشخاص وأحداث وكتابات معاصرة وتاريخية فوق أرضية من أفكار متنوعة عن الوعي والأحلام.