لم يكن غسان كنفاني مناضلا قط، بل كان كاتبا مبدعا له إنجازاته الفنية الجديرة بالدراسة، و لا يمكن التعامل مع أعماله الفنية من منطلق أن مكانته كمناضل تجعل لزاما علينا تمجيد كتاباته. إن احترامنا للرجل يجعل من الضروري أن نعطي أعماله حقها كإنجازات فنية أساسا و أن نرى مدى ما حققه في ه\ا المجال ككاتب مبدع .لم تكن رغبة رضوى عاشور هي إنجاز بحث أكاديمي يتناول هذه النقطة أو تلك أو زاوية دون غيرها ، بل قدمت قراءة نقدية لأعمال غسان كنفاني الإبداعية لتساعد القراء على الاقتراب أكثر من عالمه الفني و الاغتناء بما فيه من عطاء و معنى.
Radwa Ashour (Arabic: رضوى عاشور) was an Egyptian writer and scholar. Ashour had published 7 novels, an autobiographical work, 2 collections of short stories and 5 criticism books. Part I of her Granada Trilogy won the Cairo International Book Fair “1994 Book of the Year Award.” The Trilogy won the First Prize of the First Arab Woman Book Fair (Cairo, Nov. 1995). The Granada Trilogy was translated into Spanish; part I of the Trilogy was translated into English. Siraaj, An Arab Tale was published in English translation, and Atyaaf was published in Italian. Her short stories have been translated into English, French, Italian, German and Spanish. Ashour has co-edited a major 4-volume work on Arab women writers (2004); The English translation: Arab Women Writings: A Critical Reference Guide: 1873-1999 is an abridged edition of the Arabic original. As a translator Ashour has co-translated, supervised and edited the Arabic translation of Vol. 9 of The Cambridge History of Literary Criticism. In 2007 Ashour was awarded the 2007 Constantine Cavafy Prize for Literature. She was married to the Palestinian author Mourid Bargouthi & a mother of Tameem who's also a poet. Ashour was professor of English and Comparative Literature, Ain Shams University, Cairo. she died on 30 November 2014
كنت اظن ان رضوى الاديبة امرأة رائعة في كل المقاييس ، لكن اليوم وبعد أن انهيت هذا الكتاب - في 4 ساعات - اكتشفت ان رضوى الدارسة والنقادة ، تتفوق على رضوى الاديبة ، وانها اقرب الي بمراحل من رضوى الاديبة . الكتاب جميل جدا ، وثري جدا ، دراستها خفيفة وقابلة للفهم حتى لغير المتخصص ، كما انه مثري جدا ، ويقدم رؤية اكثر عمقا لاعمال غسان كنفاني . أحببته جدا :)
وأعتقد ان من يريد ان يفهم غسان فعليه أن يقرأ كتاب رضوى !
هذا هو الكتاب الثالث في قراءة أعمال الأستاذة راء. في البداية حسبته سهلًا خفيفًا يُقرَأ في مجلس أو مجلسين على الأكثر؛ فعدد صفحاته 100 -طبعة الشروق-، ولكنه لم يكن كذلك، ولم يكن صعبًا جدًّا أيضًا، كان متوسط الصعوبة.
يتكون من تمهيد و سبعة فصول. في التمهيد تحدثت عن لماذا تقوم بهذه الدراسة -وهذا هو أول كتاب نشرته بالمناسبة-، وعن محتويات كل فصل على الإجمال. في الفصل الأول إحالات كثيرة عن كتب تتحدث عن حياة غسان كنفاني. وفي كل فصل تالٍ تتحدث عن عملين أو أكثر من أعماله.
أعتقد أن هذا الكتاب لا يصلح أن يقرأه أغلب مَن أراد حصر أعمال غسان كنفاني وقراءتها؛ لأن المؤلفة في أغلب الأعمال تختصر لك القصة، وهذا قد يكون مزعِجًا لأغلب القُرّاء! ولكن كاقتراح: مَن أراد قراءة جميع أعماله فعليه بأول فصل؛ ففيه جزء حَسَن من حياته، وبعد أن ينتهي من كل عمل يقرأ نقده في كتاب رضوى.
الفصل قبل الأخير لم يعجبني أبدًا فغسان ينطلق في العملين اللذين أتت بهما الأستاذة من منطلق أن العالم الميتافيزيقي كله أساطير، وينبغي للثوريين أن يثوروا عليها أيضًا. وأتى بمثال سخيف قد يكون موجودًا فعلًا في بيئته ثم عمّم على جميع الغيبيات وهذا قطعًا من عدم الإنصاف. والمشكلة الثانية أن المؤلفة أوردت هذه الأفكار وشعرتُ أنها توافقه على أكثرها!
رضوى عاشور الوجه الآخر لغسان كنفاني ومريد البرغوثي,,, عندما قرأت الكتاب رأيت فيه إنسانًا فلسطينيًا يحكي عن وطنه إنسانًا غير غسان كنفاني,,, على الرغم من بساطة روايات غسان إلاّ أن الكاتبة استطاعت أن تنظر إليها من وجهة الألم الفلسطيني ,,, استمتعت في القراءة لأمرين هما غسان الكاتب الأأحب إلى قلبي ولكون رضوى هي الروح التي تتحرك بين أسطره
رضوى عاشور الاديبة المصرية التي اعتبرها من افضل الروائيين العرب تكتب عن الأعمال الادبية لغسان كنفاني.. مناضلة تكتب عن مناضل،، وكلا الكاتبين نجد فلسطين قضيتهم التي عاشوا من اجلها
نعم هو كتاب في النقد الأدبي .. رضوى لديها باع طويل في النقد ومتعمقة فيه وتفهمه كثيرا وفعلا يتضح من الكتاب عمق فهمها وتحليلها لانواع القصص وطرق السرد .. كما اتقنت فهم اسلوب غسان كنفاني وفكره..
ولكن الكتاب لا يناسب القراء، فكل القصص التي تم نقدها حرقت فيها النهاية وتم تحليلها كأنها موجهة للذي قرأها .. عن نفسي أصغيت لقصتين فقط هما رجال في الشمس وعائد الى حيفا، ولكن في البقية لم اتعرف على القصص حقا واعطيت لي معاني القصص دون ان اطلبها فلم اقدرها، وهذه هي ازمة الناقد ..لايعرف لمن يكتب ..هل يكتب ليقوم الكاتب ام ليستفيد من قرأ ام ليتشجع على القراءة من لم يقرأ
على اية حال استغربت ان قصة عائد الى حيفا هي غير جيدة بمقاييس النقاد ومنهم الكاتبة رضوى، على الرغم من انها اعجبتني كثيرا واعجبت الجماهير.. وهذا امر شائع .. نعم الناقد هو قارئ محترف يوجه القارئ المبتدأ للشيء الاكثر قيمة.
استذكرت مع الكتاب قصة رجال في الشمس واعجبني التحليل، ولكن لم تعجبني كتب النقد الأدبي اذا كانت على هذا النحو .. ربما لو كنت قرأت كل كتب غسان كنفاني لاعجبتني اكثر
رضوى عاشور تكتب عن غسان كنفاني، ماذا تظن أنك ستقرأ؟ حتمًا ستقرأ دراسة أدبية من نوع خاص؛ فرضوى هنا تحاول أن تُبعِد قداسة المقدس المحاطة للشهيد غسان كنفاني، فهي تكتب عنه بعد موته بسنوات بسيطة. مع ذلك تقدم الدكتور رضوى عاشور دراسة أدبية/تحليلية عميقة لرحلة غسان الأدبية المقاوِمَة للكيان الصهيوني المحتل.
كنت قد قرأت لغسان عملين (رجال في الشمس) و (عائد إلى حيفا)، ورغم تأثري العميق بالعملين إلا أن رضوى هنا تعيد لك قراءة العملين بطريقة مختلفة؛ تؤكد على بعض ما استوقفك، وتضيء لك عتمات إبداعية لم تلحظها في أعماله.
صفحات قليلة لكنها دراسة عميقة.. وهي مدخل لأعمال (أدب المقاومة) عمومًا ولـ(أدب غسان كنفاني) خصوصًا.. ✨
الطريق إلى الخيمة الأخرى، التجربة الأولى مع الدراسات النقدية،، لطالما حسدت أولئك القادرين على المدح والانتقاد في ذات الوقت، فانني ما ان احب كتاب او كاتب حتى اتغاضى عن جميع اخطاءه وهفواته.. وهنا كان جمال وموضوعية هذه الدراسة. تقدم رضوى دراسة نقدية موضوعية وفنية ذات اسلوب ادبي رهيب فلم تسقط في فخ "دراسة اكاديمية" وقدمت الجمال الذي رأته في اعمال الرائع كنفاني. احببت الزوايا التي اتخذتها للنظر في الأعمال الفنية، فكل من ضخامة القضية وروعة الأسلوب لم تغير طريقتها في انتقاء العمق الإنساني في هذه الأعمال ونجحت في الانحياز للجمال. اما عن ضروب معاناة "الفلسطيني" التي اوردها غسان وقدمتها رضوى تفسيراً وتحليلاً تضعني في موقف لا اقول فيه إلا " كان يلزمنا قلوب أكبر لنتحمل كل هذا الأسى"
تأثرت كثيراً بحديثها عن استشهاد كنفاني قبل استكمال أعمال، وفكرت تراها كانت تعلم انها ستغادر الحياة قبل ان تستكمل اخر اعمالها "الصرخة"؟!
الحديث عن غسان كنفاني حديث عن فلسطين، نزف هذا الكتاب القيم لعشاق الكتب الفلسطينية وعشاق أدب غسان، ومن الواضح تعاطف الكاتبة مع القضية الفلسطينية، وفي تقديري أن زواجها من الكاتب الفلسطيني الراحل البرغوثي ساهم في هذا التعاطف، ولكونها كاتبة دراسات نقد أدبي بحكم تخصصها الأكاديمي، ظهرت لنا هذه الدراسة النقدية القيمة على شكل كتاب، يشدني في الكتابة التميز والجهد الدراساتي النقدي الرصين، نتطلع لمطالعة كتاب آخر للمؤلفة.
This entire review has been hidden because of spoilers.
أقل مما توقعت بكتير جدًا، بحب رضوى عاشور كأديبة لكن ما حبتهاش كناقدة إ��لاقًا، هي ببساطة بتعيد كتابة القصص أو بتقول ملخص مش أكثر وما أعرفش فين وجه الدراسة.
بالنسبة للأعمال الي قرأتها لغسان فكلامها عنها ما ضافش أي جديد بالنسبة لي بالعكس حسيت انه سطحي في جزئين أو أكثر، وبالنسبة للأعمال الي ما قرأتهاش كلامها عنها كان مشوش بالنسبة لي جدًا.
اعتُبر غسان من أدباء وكُتّاب الأدب القومي-الأدب الذي ينشأ في مراحل نهوض الأمة وتماسكها ويعمل على تقديم جوهر الجماعة وسماتها المتأصلة- رواياته تعبّر أساسًا عن الهمّ المشترك للجماعة وليس عن الهموم الذاتية للكاتب، وهذا باعتقادي أحد أسباب تمييزه في الساحة الأدبية منذ ظهوره فيها وحتى بعد استشهاده، بالرغم من تشارك تلك الصفة مع روايات كل من توفيق الحكيم في "عودة الروح" وأعمال روائي كولومبيا العظيم ماركيز. ما يميزه أيضًا أنه قد جمع بين التراث والتاريخ، والماضي والحاضر، الأمر الذي صيّر استمرار قراءة أعماله حتى الآن لأنه شمل المستقبل أيضًا فالأحداث اللاحقة هي ذاتها التي رُويت في رواياته السابقة.
-لم يخذل الكتاب طول انتظاري له، كنت أعتقد أن العائق بأنه لا بد لي من قراءة (كل) أعمال غسّان أولًا، إلا أن ذلك كان افتراضًا في غير محلّه، فرضوى تشرح ما لم يقرأه القارئ ليفهم كل السياق ثمّ لتحمّسه لقراءة ما لم يقرأه لكنفاني.
" لم يكن غسان كنفاني مناضلاً فقط، بل كان كاتباً مبدعاً له إنجازاته الفنية الجديرة بالدراسة، ولا يمكن التعامل مع أعماله الفنية من منطلق أن مكانته كمناضل وشهيد تجعل لزاماً علينا تمجيد كتاباته. إن احترامنا للرجل يجعل من الضروري أن نعطي أعماله حقها كإنجازات فنية أساساً، وأن نرى مدى ما حققه في هذه المجال ككاتب مبدع وبصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى "- رضوى عاشور
دراسة نقدية لأعمال غسان كنفاني وهو اول كتاب لرضوى 🥺 يقال بإن لم تكن رغبتها فيه إنجاز بحث أكاديمي هدفه التدقيق في اعمال الشهيد بل كان هدفها تقديم قراءة نقدية لأعماله الإبداعية الخالدة والتي من خلال دراستها هذه تساعد القارىء على الاقتراب من عالمه الفني اكثر بما فيه من عطاء ومعنى.
سنبقى دوما بحاجة إلى المزيد من نتاج غسان كنفاني الذي نضب قبل الأوان.قرأت الكتاب لسببين: أولهما الحنين لنتاج غسان الأدبي القوي والثاني الاستمتاع بفكر رضوى عاشور الخصب. ناقشت رضوى عاشور في هذا الكتاب عدد من الروايات والقصص القصيرة لغسان فقدمت دراسة تحليلية عميقة لفكر غسان وواقعه الذي تجلى برموزه وشخصياته الروائية بوضوح وأبدت التطورات والنضج الذي خضعت له شخصية الروائي الفلسطيني من بداية الفجيعة وحتى استشهاد غسان .أما عن النقد فأنا مُتحيزة لغسان بشدة ولكن هذا لا ينفي اتفاقي مع رضوى في نقطة تصوير الأنثى الفلسطينية دوماً كمساعد أو تابع وليس كمحرك أو فاعل أساسي للأحداث بالرغم من كل الإسهامات والتضحيات التي قدمتها السيدة الفلسطينية عموماً .
لطالما كان غسان كنفاني رمزًا للأدب المقاوم، وقد قرأت له سابقًا ثلاثة أعمال أدبية، إلا أن دخولي لعالم الدراسات النقدية جاء مؤخرًا مع كتاب "الطريق إلى الخيمة الأخرى" للسيدة رضوى عاشور، وهي أول تجربة لي مع كتاباتها أيضًا. ولهذا، فإن تجربتي مع هذا الكتاب كانت مزدوجة الأهمية: تعمّق في أعمال كنفاني من زاوية مختلفة، واكتشاف لأسلوب عاشور النقدي والأدبي. لم يُغرقني الكتاب في المصطلحات، بل قدّم لي التحليل بأسلوبٍ سلسٍ ومفهوم، مما شجعني أكثر على المضي قدمًا في قراءة أعمال عاشور الأخرى والدراسات النقدية بشكل عام.
أسلوب كتابة رضوى عاشور سلس و يسهل فهمه. هذا الأسلوب يعكس أفكار رضوى بشكل، على ما يبدو، دقيق. لأنه لم أحس أنه كان هناك أي صعوبة في فهم أي من النقاط المعروضة و لا في فهم حبل الأفكار التحليلية للكاتبة. في رأيي، رضوى قدمت في هذا الكتاب تحليل متكامل عن أعمال غسان كنفاني و أخذت بعين الاعتبار الإسقاطات المهمة من حياة غسان. لقد دفعتني لقراءة كل روايات غسان و خصوصا "أم سعد". أوصي بقراءة هذا الكتاب فهو ليس بمسلٍ فقط، بل مفيد إلى أبعد الحدود لفهم غسان الكاتب/الفنان و الإنسان، الفلسطيني.
رضوى عاشور بينّت الجمال الكامن في كتابات غسان كنفاني البسيطة وكيف أن هذا الكاتب الثوري بعد كل البعد عن العاطفية الرخيصة وذلك مرده لستيعابه حيوية الفلسطينيين وقوتهم الكامنة فيهم . ورأت ان اعماله تنقصها وجود المرأة كثورية وليست كامتداد للرجل ( ام_اخت_زوجة) او أنها فقط تدفع بابنائها للعمل الثوري والنضالي ، وأن رموز رواياته الثورية والفدائية كلها من الرجال.
أول بحث أقرأه للرائعة رحمة الله عليها, رضوي. بحث مرتب و منظم و عميق , لم تترك عمل لغسان كنفاني إلا و حللته رضوي عاشور بأسلوبها السلس البسيط و العميق في نفس الوقت. كتاب مهم جدا لكل المهتم بالأدب الفسطيني بوجه عام و كتابات غسان كنفاني علي وجه الخصوص
”ففي المرحلة التالية إذا استطعت أن أقول الأشياء العميقة ببساطة، فأكون في الواقع راضياً عن تطوري لأنني أعتقد أنه ليس بالضرورة أن تكون الأشياء العميقة معقدة، وليس بالضرورة أن تكون الأشياء البسيطة ساذجة.. والإنجاز الفني الحقيقي هو أن يستطيع الإنسان أن يقول الشيء العميق ببساطة.“ —غسان كنفاني
رضوى عاشور قلمُ الشعور .. هذا الكتاب هو دراسة نقدية رائعة لأدب غسان كنفاني فصلته رضوى وفسرته بطريقةٍ تأسرُ القلب ولغةٌ جميلة كما تعودنا عليها .. رضوى تكتبُ دائمًا ما يلمسك من الداخل في كُل الاجناسِ الأدبية التي تتبناها . كاتبة ذكية تعرفُ كيف تجعلُ ممن يقرأُ لها لا ينفكُ عن الكِتاب قبل أن يُكمله .. كانت رضوى في هذا الكتاب لا تنظرُ من وجهةِ نظرها فقط وتقف من وجهتها وتكتب بل كانت تفسرُ شعور غسان كنفاني وتبررُ أسبابه ، تكتبُ عن فلسطين كشعب وبشر وليست كقضيةً فقط ! تُحول الاستفهامات إلى إجاباتٍ شافية وافية تُرضي القارئ وتُشبع فضوله .. لرضوى الحبيبة سَلامٌ لمرةٍ وألف مرة رحمهما الله ..
تقول شخصية أم سعد "خيمة عن خيمة بتفرق" وتقصد شتان ما بين خيمة اللاجئ وخيمة الفدائي.
تناقش رضوى عاشور -لا وحشة في قبرها- كتابات غسان من بداياتها عندما كانت تلقي الضوء على خيمة اللجوء حتى وصلت الخيمة الأخرى أي خيمة الثورة، مبينة أهمية ارتباط الكاتب والمثقف مع واقعه ومع حركات التحرر الوطني في بلده حيث تبنى غسان كنفاني الموقف القائل بالعلاقة المباشرة بين الحياة والفن. وقد نجح غسان في هذا مبتعدًا عن السنتيمانتالية والتمجيد بالماضي إلى الحد الذي قد يثير الشفقة، فكانت أهمية الماضي تدور في سياق صيرورة الثورة حينما عاد غسان ليكشف عن جميع المحاولات التي بدأت حتى قبل النكبة وخاصة الثورة الكبرى (١٩٣٦- ١٩٣٩). يقر غسان بوجود المأساة ولكنه يتناولها مقتربًا العالم الفعلي للفلسطينيين مركزًا على جانبهم الإنساني الذي لا ينفصل عن جانبهم الوطني القومي.
ولكن هذا لا يقلل من فنية الأعمال الأدبية، حيث عمل غسان على إتقان الشكل وتكثيف الرمز والصورة في كتاباته، في البواكير والأعمال اللاحقة. بل تجاوز ذلك عند تجريبه الكتابة بتيار الشعور (stream of consciousness) مثلما فعل في رواية 'ما تبقى لكم'.
ورغم أن شخصيات غسان قد تبدو للبعض بأنها ذات تجربة خاصة إلا أنه من خلالها استطاع غسان تقديم صورة وكناية للواقع الفلسطيني بعد النكبة وقبل انطلاق الثورة المسلحة. فانتقل من خصوصية التجربة إلى عمومية النضال، وتحولت هذه الرموز إلى رموز فلسطينية "تتسلل من سياقها الأدبي المحدد في عالم الروائي لتصبح وجودات حية فاعلة في السياق الثقافي العام للأمة." (ص. ٩٨)
كما وتشير رضوى عاشور أن غسان كنفاني كان “أحد الرواد الذين طرحوا القضية الوطنية في بعدها الطبقي.” (ص. ٣٣)
أسلوب رضوى عاشور النقدي في تقديم أعمال كنفاني كان دقيقًا وشاملًا، مقدمةً صورة غنية بالمعاني تربط بين بداياته حتى صار ندًّا.
الدراسة النقدية الأولى التى أقرؤها، لذا فأنا لا أستطيع تقييمها كدراسة نقدية، لا أعرف لما رغبت بقراءة هذا الكتاب تحديدا رغم اني لم أقرأ لغسان كنفاني سوى رواية واحدة فقط، على كل فإني اعتقد ان هذا الكتاب جيد للغاية، في الحقيقة لقد جعلني أرى رواية رجال في الشمس- التي قرأتها سابقا - بشكل آخر، لذا أحببت تلك الدراسة وودت لو اني قرأت كل أعمال كنفاني قبل قراءة هذا الكتاب. لذا فكرت ان هذا الكتاب قد يكون مناسب أكثر لمن قرأ أعمال غسان كنفاني، فهو يعد كقراءة ثانية لأعماله ولكن بإضافة معاني أكثر لرواياته. لكن وقد أحببت تقديمها لغسان كنفاني كإنسان وكمناضل فلسطيني لا تنفضل مناضلته وقضيته عن كتاباته، فقد اعتقدت أنني الآن عندما أقرأ رواية جديدة له قد استطيع قرائتها بشكل أفضل بعدما عرفت كيف يكتب.
هذا الكتاب ليس بحثا في أعمال غسان كنفاني فحسب، بل هو رحلة في السيرة الذاتية لشاب مناضل تحول إلى رمز لدى كل الاحرار في مختلف أنحاء العالم تتعرف فيه على أعماله وكأنك تقرأها لأول مرة حتى لو كنت من مدمني كتابات غسان كنفاني... يقول فرانتز فانون في كتابه معذبوا الأرض: " على المثقف المُستعمَر أن يحارب مع شعبه بعضلاته قبل أن يتصدق عليه بفضلات يسميها إنتاجًا أدبيًا أو ثقافيًا أو علميًا فلا ثقافة لأمةٍ إلا في إطار حريتها وسيادتها." وهذا ما تجلّى بوضوح في كتابات كنفاني أكثر من غيره من الكتاب الثوريين الذين لم يتصدقوا سوى بفضلات يدّعون أنها نتاج أدبي.
16 تشرين الثاني 2017 | 6:3 صباحًا إنَ رضوىٰ الناقدة أقربُ إليَّ من رضوىٰ الأديبة، وهي الأعزُ عليَّ في الحالتينِ؛ ولكن رضوىٰ العقلانية، الناقدة الفذة العارفة بما تكتب وتقول كانت مدهشةٌ بحق. كلما قرأتُ له وعنه ذاد حبي له أضعاف. سلامٌ عليكما، والحمدُ للهِ علىٰ نعمةِ رضوىٰ وغسان.