نبذة الناشر: على شكل جواب على تساؤلات سيدة أجنبية مسلمة، يكتب العروي هذا الكتاب، وهي تساؤلات تتناول صورة الإسلام. وكيف يقدم نفسه، وكيف ينظر إلى الأديان الأخرى، خاصة وأن السيدة: مسلمة، بحكم الانتماء، وتعيش في محيط تتعدد فيه الأديان.
عبر الرد يطرح العروي تصوره الشخصي، الفردي، متجاوزاً ما يمكن أن نسميه ثوابت، إلى رحابة حرية التفكير والفهم، أميناً لمنهجه التاريخاني الذي "يعني اكتشاف الواقع المجتمعي الذي لا يدرك حقاً إلا في منظور التاريخ، فما يحرك المجتمع ليس الحق بقدر ما هو المنفعة".
ما هي إذن علاقتنا بتاريخنا، كيف فهمناه، وفي ضوء هذا التاريخ كيف نطرح، وننشد الإصلاح؟
كيف كانت، وكيف فهمنا، علاقتنا بالأديان الأخرى، وكيف تعاملنا مع تعددنا في مذاهب وشيع؟
كيف نواجه الإشكالات الجديدة، المعاصرة في علاقتنا بالآخر، وخاصة بالغرب، حيث يزداد التماس بين الأديان وتتقارب الجغرافيا إلى حد لم يعد بالإمكان الانفلات منه؟ تلك بعض أسئلة هذا الكتاب.
الدكتور عبد الله العروي (م 1933م)، مفكر وروائي مغربي، من أنصار القطيعة المعرفية مع التراث "العربي/الإسلامي"، وضرورة تبني قيم الحداثة "الغربية" باعتبارها قيم إنسانية، يدافع عن التوجه التاريخي باعتباره معبرا عن "وحدة" و"تقدم" الإنسانية، وعن الماركسية في صورتها الفلسفية الحداثية. ولد الدكتور عبد الله العروي بمدينة أزمور. تابع تعليمه بالرباط ثم بجامعة السوربون وبمعهد الدراسات السياسية بباريس. حصل على شهادة العلوم السياسية سنة 1956 وعلى شهادة الدراسات العليا في التاريخ سنة 1958 ثم على شهادة التبريز في الإسلاميات عام 1963. وفي سنة 1976 قدم أطروحة بعنوان "الأصول الاجتماعية والثقافية للوطنية المغربية: 1830-1912" وذلك لنيل دكتوراه الدولة من السوربون. يشتغل حاليا أستاذا جامعيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.
فكرة الكتاب هو إجابة من "المفكر" عبد الله العروي على رسالة من مسلمة تعيش في مجتمع غربي غير إسلامي. طبعًا الفكرة شيقة وتشعرك بأنه الكتاب لن يخلو من فوائد لكن... لا بد أولًا أن تعرف أن الكاتب يُوصف أنه "مفكر" وهذا وصف من لا وصف له. أي لكل إنسان يشتغل بمواضيع عدة لكنه غير متخصص في أين منها. وهذه مشكلة الكتاب أن الكاتب باختصار غير موثوق. إذا تحدث عن العلوم الإسلامية -عقيدةً وفقهًا- فكلامه غير دقيق لأنه غير متخصص. إذا تحدث عن العلوم غير الإسلامية -الإنسانية والتجريبية - فنفس الشيء.
ومضحك مبكي كيف أن لقب "مفكر" أصبح يجيز العبث بالعلوم بغير علم.
والأسوأ من هذا أنه أسلوبه ركيك سيء فهو لا يتحدث بأسلوب علمي واضح ولا بأسلوب بلاغي ممتع. فالكتاب لا هو علمي صرف ولا كتاب خواطر عامة. وحتى يتبين لك الأسلوب انظر في اقتباسات الكتاب: https://www.goodreads.com/work/quotes... فأسلوبه شبيه بالشعر الأعجمي المترجم ترجمةً ركيكةً انظر في قوله مثلًا:
“نحن الآن في المدينة، وللاسم مغزى وأي مغزى، على عتبة الامبراطورية. نحن إذن في كوكب آخر. كل شيء فيه جديد، مختلف. حتى عندما يقرر النبي العودة إلى مكة ( وبالمناسبة لماذا هذه الهجرة المضادة؟)، فإنه يحمل معه المدينة وما تمثّل. من انتصر على أهل مكة إن لم يكن قائد المدينة وبسلاح المدينة؟ هذا ما يؤكده بوضوح قرار النبي أن يجعل من المدينة مثواه الأخير.”.
السُنَّة والإصلاح كتاب فكري في هيئة غير تقليدية، يستحي فيه المفكر أن يمسَّ كيان الحقيقة لفرط جلالها. من يعرف العروي جيدًا يدرك إخلاصه للمنهج التاريخي (أو التاريخاني بلسان أهل المغرب)، ولكن ماذا إن كانت الحال التي يتصدى الكاتب لها سحيقة القِدَم، بحيث صارت معلقة في الأذهان دون أي أثر لها في الأعيان حتى الآن؟ قد يُترك الأمر في المستقبل إلى الأثريين والأنثروبولوجيين والمؤرخين للقيام بهذه المهمَّة الحفريَّة الرائعة والمُريعة، إلا أنه إلى أن يحين ذلك الوقت، لا يملك العروي إلا إن يقطع الخطوة الأولى ليس نحو الماضي ولكن نحو مستقبل تصوُّرنا لذلك الماضي الذي سَدِف عنه البصر، وأسجف عليه الليل، فلم ينبس بنأمه.
كلما تقدم التاريخ تزحزحت الميتافيزيقا خطوة إلى الوراء في طريق أزلي. ثمَّة قطيعة بيننا وبين الإسلام الإبراهيمي العتيق، لا يصلح لرأب صدعها التصورات التاريخية الأسطورية التي دشنت لها الأفهام الكلاسيكية. الإسلام المحمدي نفسه لم يكن إلا رأبًا لصدع القطيعة التي أسست لها الفترة ما بعد الإبراهيمية في صيغتها اليهودية والمسيحية والهلستينية. فالإسلام تجربة الذكر والتذكير. نحن عند العروي أطراسًا توحيدية أكثر من كوننا توحيديون حقيقيون. وسواء اكتشفنا هذه الحقيقة أم لم نكتشفها الآن فإن الزمن وحده كفيلٌ (فيما بعد) بإقناعنا بها.
هذا الكتاب لا يكتبه إلا شيخ أدَّبه الزمن، الروح فيه ريحانة، والهدؤء فيه مهيب، والتحرُّس فيه شجاع، والتساؤل فيه طاقة لا تتبدد.
هذه في قراءتي الثانية لهذا الكتاب العظيم. أسلوب العروي فيه غرابة، فهو يبحر في الفلسفة والتاريخ والمنطق دون أن يضع حدوداً بينها، فيتوه القارئ. لذلك تحتاج أن تقرأ نصوص العروي عدة مرات حتى تفهم الفكرة العامة التي يريد إيصالها. أما التفاصيل فهي شاقة وتشكل متاهة تحتاج تتبعاً ونباهة!
فهمت من العروي أن السنة تتشكل ويعاد تشكلها باستمرار، ولكن ثمة إنكار لعملية التشكل هذه، وهذا الأمر هو ما يخنق الفكر. دعاة السنة أو التيار الحديثي الذي انتصر في التاريخ يريد أن يعمم رؤيته الوحيدة للدين وللتاريخ، ويريد احتكار الكلام في الدين وتحنيطه وفق رؤية هو ذاته لا يدرك أنها تتغير مع الوقت والأحداث.. هذه الرؤية اللاتاريخية للدين لا تريد أن ترى أن بناء الأمة كان اضطراراً وليس حتماً، فروايتنا عن الدين تشكلت وفقاً للأحداث التي مر بها (الهجرة والغزوات والفتح) وأن الدين بالتالي يتشكل باستمرار نتيجة الأحداث والظروف الكبرى (الفتنة والفتوحات والصراعات السياسية اللاحقة) ويعاد تشكيله باستمرار.. وهذا يفتح الباب أمام تجديد الدين وممارسته أيضاً.
الكتاب غني ولا يمكن اختصاره في عدة أسطر، مرهق يقرأ مرات ومرات، ولكنه يستحق القراءة كغالب كتب العروي.
من إبراهيم، مبدأ الذاكرة والتمييز، إلى"الثقافة الهلستينية"التتابع غير زمني هنا..إلى القرآن إلى الهجرة إلى الهجرة الثانية فتح مكة إلى الدولة إلى الكلام والفقه إلى"السنة"بدلالتي الكلمة اللغوية والاصطلاحية، يتعاون المؤرخ والفيلسوف في العروي ليفك العقد التاريخية من داخل المنظومة السنية التي احتكرت التأويل القرآني ربطت نفسها حصرا بفهم المقدس عن طريق الانفصال عن الحدث و تكريس اتباعها كفكر متعال على التاريخ الذي ولدت أصلا داخله ! نخلص أنه إذا ما ترسّخ الوعي التاريخي يصبح السؤال الأساس متعلقًا بتدبير شأن علاقتنا بالحاضر والمستقبل، وبنفس القدر والأهمية تدبّر أمر تموضعنا تجاه الماضي، ولا يستقيم التموضع الصحيح إلاّ بطرح السؤال التالي: "كيف تكوّنت السّنة؟ من قام بذلك العمل ولأي هدف؟" وهو السؤال الذي يعتبر كتاب "السنّة والإصلاح" محاولة قوية ومتميّزة للإجابة عليه
نقدر نقول أن إلي نصحنا بالكتاب طلع "بلاغ كاذب" ! .. ما عجبني الكتاب٬ فكرة الكتاب جميلة ولكن التنفيذ ماااش
فكرة الكتاب: وحدة ناشئة في الغرب وتعلمت تعليم علماني وأمها أجنبية وتزوجت من مسلم وطلقها وعندها عيال وماتعرف الكثير عن الاسلام فأرسلت رسالة للمؤلف تسأله عن الاسلام .. مثل هالحالات "المشوهة" أو الغير مسلمين ومثقفين وحابين يسلمون يحتاجون واحد يألف لهم كتاب يعرفهم بالاسلام .. الصعوبة في الموضوع انك ما تعرف من وين تبدأ معاهم وايش هي الأولويات .. اممم الاشكال ان كل حالة تحتاج إلي خطاب معين وإن كان من الممكن تخيل عدة مشتركات في من يعيشون في الغرب ٬ وطبعا يجب على كاتب هذا الكتاب أن يوفق بالاسلوب كما يوفق بالافكار
الشق الثاني من الكتاب هو كتاب دين الفطرة لجان جاك روسو بترجمة المؤلف، والذي شخصيا أرى أنه لم يوفق فيها. أما الشق الأول، والذي كان ردا على تساؤلات امرأة أجنبية عن دين الإسلام، فلم يعجبني كذلك ووجدته فلسفيا أكثر من اللازم. للأسف كُنت متحمسة للقراءة للعروي لكن يبدو أنني أخطأت في اختيار نقطة البداية..
يضيع المؤلف بالقارئ، وكأن الأفكار جملة من المشتّتات. رأيتُ من الأفضل معرفة ما سألته عنه المتسائلة تحديدًا كي نعرف إن أجابها أو لا، لأنها لم تكن هي فقط من قرأ ما كتب. كلّنا قرأنا والكثير سيتشكك أو سيسكنه اللُّبس إن لم يكن قويّ العقيدة. إن لم يخطئ بحقّ السنة هنا، فهو لم يُنصفها حتمًا.
يتبنى العروي المنهج التاريخاني الذي يريد كشف الواقع المجتمعي من خلال منظور التاريخ، فالمجتمع لا يحركه الحق بل المنفعة، ويبدو أن المؤلف حاول أن يتماهى مع مجتمعه وبيئته وهو يرى عالماً أنكر ذاته وتكرست فيه حالة تكافؤ الأدلة وتعادل الحجج التي وصفها ابن حزم، حيث يقنع كل فريق بما لديه ولا يطمع في كسب سواه.
تحدث عن اليوكرونيا، والتي هي ذهنية تصور تاريخ افتراضي موازٍ للذي حصل بالفعل، رياضة يقوم بها المؤرخ الناقد الذي يميز ويقارن ويستنتج، أما المؤرخ الإخباري فهو لا يميل إلى هذه اللعبة التي تتطلب قوة تخيلية كبيرة يندر وجودها، ولعل هذا ما يفس محدودية الخيال في كثير من القصص والأساطير في كتب التراث.