يظل حسن عبد الموجود في مجموعته القصصية الحديثة "حروب فاتنة" مخلصًا للاتجاه الذي ظهر في بعض قصص مجموعته السابقة الصادرة أيضًا عن الكتب خان بعنوان "السهو والخطأ"، مطمئنًا إلى قالب "القصة القصيرة" الطويلة، مقتنعًا بضرورة أن تحتوي القصة قصة لا ملامح قصة، وشخصيات لا مجرد أسماء خالية من اللحم والدم، وأحداثًا لا تهويمات تجهد ذهن القارئ بدون أن تقدم له مكافأة على عنائه.
قد يبدو أن لقصص "حروب فاتنة" ـ أو لبعضها على الأقل ـ مذاق الرواية أو ربما النوفيلا. في كل قصة، نحن بإزاء عالم مكتمل يمكن للقارئ تحديد زمانه، وتلمس جغرافيا أماكنه، ووضع يده على الأزمة أو الأزمات التي تواجه شخصياته، فيتسنى من خلال ذلك كله أن يقيم القارئ علاقة حقيقية مع النص تتجاوز الفرجة عليه من الخارج.
من قصة تلقي الوحدة المصرية السورية ظلالًا عليها، إلى قصة خلفيتها ما جرى للحزب الشيوعي، ومن قصة ساحتها وحدة عسكرية، إلى أخرى تطل شخصياتها على سجن طرة، ومن قصة يتحتم على شخصياتها الصعود إلى قرية معلقة على أحد جبال اليمن، إلى قصة تتيه شخصياتها في شوارع مسقط، يبحث حسن عبد الموجود عبر عشر قصص طويلة هي قوام مجموعته الجديدة عن عناصر وشروط لعبة قصصية متقنة يورط من خلالها شخصياته ـ وقراءه بالتأكيد ـ في عوالم توشك أن تطابق عالمنا الواقعي، لولا انحرافة بسيطة هنا أو هناك، تبتعد بنا عن ألفة الواقع بقدر ما تتيح لنا المسافة الكافية لتأمله ورصد أفعاله في أرواحنا.
لا يتحرج حسن عبد الموجود، بعد سنوات ساد فيها النفور من القضايا الكبرى، من طرح أسئلة كبرى حول الغواية والعزلة والسلطة والحب والخوف. ولا ينفصل عن تيمة من تيماته الأساسية في كل ما كتب من قبل في قصصه ورواياته: تيمة الإنسان المفعول به، الألعوبة في يدة قوة قد تكون مختفية في مكر، أو ظاهرة في وقاحة، لكنها دائمًا قوة غاشمة لا يبدو أن ثمة مهربًا منها. حسن عبد الموجود، روائي وقاص مصري، صدرت له مجموعتان قصصيتان هما: "السهو والخطأ" و"ساق وحيدة". وروايتان هما: "ناصية باتا"، و"عين القط" التى حصلت على جائزة ساويرس الثقافية فى 2005، وتُرجمت إلى اللغة الألمانية.
حروب فاتنة هي لحظات نعيشها بعمق ونرى فيها صورة ناقصة تحاول الرؤية إكمالها ليس على مستوى الإبداع والتلقي فقط وإنما على مستوى النماذج التي اختارها المؤلف ورسمها بعناية ووضعها في التكوين الدرامي المناسب لكلمته تستخرج القصص من رصيد تجاربنا شيئا عميقا يجمعنا بها تضع أمامنا أنماطا لأناس نشعر بهم ويظلوا في الذاكرة ويطرحون علينا أسئلة صامتة بشاعرية مطعونة بنصال الواقع والتاريخ شخصيّات حروب فاتنة ليست وحدها إنها نغمات أيقظتها أوتار الزمن ثم تركتها في هامش اللوحة وظلت أصداء لحظات وجودها تتردد في فضاء متجدد لا ينشغل بتلك الشخصيات وإن ظهرت في مجاله ولمست فضاءه بأصواتها الغريبة عن زمنها تألق وعي الشخصية في قصة "دراجة تعيد رفيق الحزب القديم" حين رأت في موقفها شبها من أهل الكهف وكأن هذا هو الهاجس الذي يهدد الكاتب نفسه فالمؤلف يطرح من خلال شخصياته وأجواء حضورهم سؤال الزمن ماذا يفعل ذاك الإنسان "الآن"؟ ستصبح "الآن " تلك "الآن" التي لا تثبت على حال فهي معلّقة بسحب سابحة في الفلك الكوني تلك أزمة وجودية يعالجها عبد الموجود برسم شخصياته التي أعدت نفسها لعالم سكوني ولم تدرك أن متغيراته لا ترى ما قامت بترسيخه في وعيها أو ما امتلك لا وعيها يرسم حسن شخصياته بمهارة وصبر، يستخلصهم من مرجعيته الثقافية التي تؤرقه، ربما لأنها لم تسر على الخط نفسه الذي تمناه المؤلف فتعاطف مع تلك النماذج التي عايشت فترة الآباء الروحيين للفكر الذي لم يعد يذكره أحد استعاد حسن عبد الموجود التاريخ القريب في قلب الحاضر واستقبل شخصيات تعد سفراء له ورحّب بها في عالمه الدرامي استضافهم ومنحهم حق اللجوء الفني الذي سيكتب لهم عقد المشاركة في صياغة لحظة عابرة للأوقات فالماضي لا يعود وإنما هو موجود في الوقت نفسه يتعمّق العالم النفسي للشخصيّات برؤية قارئة للوجوه والشعور إن حسن عبد الموجود يقيم ترابطا فنيا بين ميراث القصة القصيرة في تجليّاته المؤسسة بعبقرية لهذا الفن وامتداده المتطوّر في الحداثة واللحظة الحضارية الآنية في ما بعد الحداثة التي تحاول استعادة القارئ للفن دون إغراق في التعالي والحذلقة
أحببت معظم قصص هذه المجموعة، لكني أحببتُ كلًا منها لأسباب مختلفة، على ما أظن، لكن إذا كان هناك شيء مشترك واضح بين جميع قصص الكتاب تقريبًا فهو أن النجم الساطع فيها هو الفكرة الأساسية - الفكرة التي قد ينبني حولها عالم ذكي أو خانق أو ضاحك أو .... لكن يبقى دور البطولة محفوظًا لها، مهما تفاوت الأداء الفني وألعاب السرد، مهما توترت الأوتار من فرط الإثارة والارتباك كما في قصة العرض الأخير مثلًا أو تراخت أكثر من اللازم من فرط التحرك في المكان كما في قصة الغرف المنسية مثلًا ... أكثر من قصة تحمل روح دعابة رائقة وأنيقة - قصة معزة جوركي خير مثال على ذلك ... فيما تأتي قصص أخرى أقرب لكابوس يضيق الخناق على شخصياته بالتدريج حتَّى الذروة كما في القصة الجميلة ليلة العقرب وهناك بعض القصص التي يمكن لي أن أسميها قصص الحالات الخاصة أو الاستثنائية، والتي يتفرد فيها شخص ما بهوس أو بقدرة خاصة (النوم متى يشاء مثلا) أو بالرغبة في التلاعب بالآخرين عبر باب الأبراج في الصحيفة ... والحقيقة أن معظم شخصيات هذا الكتاب تبدو لس حالات استثنائية، تبرز فيها علامة أو بقعة ما وتتضخم حتى تحتل الحيز المتاح كله تقريبًا ... ورغم تفرد فكرة كل قصة قد يلحظ القارئ تشابه بعض القصص (الأولي والثانية والأخيرة، مثلا)، والقصتين اللتين تدوران في عمان واليمن، لكن ربما ثمة تراسل خفي بين كل تلك القصص، تراسل قد لا يتضح من القراءة الأولى الباحثة عن المتعة والدهشة والتي لم تخذل في بحثها بالنسبة لي على الأقل ...
This entire review has been hidden because of spoilers.
خلال الشهور اللي فاتت كنت كل ما أقابل مكتبة أقف عندهم واسأل على مجموعة "حروب فاتنة"، والحقيقة إني مرّات كتير ما اتوفقّتش في إني أحصل عليها. لكن في النهاية بعد ما جبتها قريت أول 3 قصص بالعافية. فيعني يا إما فكرة إني رفعت سقف توقعاتي جدًا خلتني ما أحبش المجموعة دي، يا إما هي مش ذوقي ومش أفضل حاجة ليا في الوقت الحالي. اتمنى في وقت تاني أعيد النظر فيها وأشوف كده هتعجبني ولا لأ، واتمنى تعجبني لجل بس الوقت اللي راح في اللف عليها.
القصص القصيرة فن مهضوم حقه في عصرنا الحالي ، هذة المجموعة القصصية قرأتها صراحة ثقة في الناشر ، المجموعة تتكون من عشرة قصص تقريبا معظمهم جيد و تستحق القراءة ، بعض القصص رمزية و بعضها انساني لكن اقربهم لقلبي كانت القصة الاخيرة ضحكات التماسيح .
في مجموعته القصصية الثانية «حروب فاتنة»، يحاول فيها حسن عبدالموجود إعادة الاعتبار للهامش، و كل ما هو عادي بعيداً عن المركز و سلطته، يحاول استعادة التاريخ و تأثيره علي الحاضر، فمن خلال عشر قصص، مختلفة الطول و الزمن و الحكاية، فالرابط الموضوعي أو العضوي بين القصص هو قدرة حسن علي اكتشاف الجمالي و الإنساني و حتي استخلاصه من السخرية، قدرته علي رصد تفاصيل حياتية قد تبدو للبعض مملة و لكنه أعطاها حيوية و جعلها طازجة، سهلة الهضم و الاستمتاع، كأنك تأنس بوجبتك المفضلة. أحببت بشكلٍ خاص قصص «دراجة تعيد رفيق الحزب القديم» و «الغرف المنسية» و «العرض الأخير» و «النوم مع فتاة مودلياني» و «ضحكات التماسيح»، بالنسبة لي حسن عبدالموجود مع ياسر عبداللطيف يمثلان العمود الفقري لفن القصة القصيرة حالياً في مصر.
مجموعة قصصية مترابطة وذات صياغة محكمة قوية ، ومعظم القصص في نفس الحجم......ولكن يبدو أنها بعيدة عن لوني المفضل من القصص القصيرة المغرقة في الدهشة والإبهار.....ويمكن أن يكون ذلك بسبب عدم وضوح الغرض الأساسي لكل قصة بسبب الاسهاب في التفصيل والوصف ويبقى لكل لون أدبي محبيه ومريديه
This entire review has been hidden because of spoilers.
#ريفيوهات "حروب فاتنة......تكتيكات ومسافات" من المعروف والبديهي لكل مجموعة قصصية أن يكون عنوانها إما قصة متصدرة وفريدة عن البقية وفق وجهة نظر الكاتب "كبيت الشيخ حنا لمينا هاني أو مثل الأفلام الساذجة لنورا ناجي" وإما تعبر عن الحالة المشتركة للقصص وذلك أكثر في المتواليات "كمأوى الغياب لمنصورة عز الدين" أو تمتزج بين الفكرتين لنرى قصة فريدة تدور حولها باقي القصص لتعبر عن فكر مشتركة وحالة واحدة، ومنها قصتنا التي تصلح كحرب لها تكتيك خاص وتظهر صراعات على مسافات مرنة، بل وتحليها الفتنة بصور متعددة.
-- مقامات معلومة على وتر لدن - يبدأ تصورنا لتلك الحرب بمثلث، نوضح بأن لو لاحظنا في قصص المجموعة وبالتحديد في قصص "دراجة تعيد رفيق الحزب القديم" و "الغرف المنسية" و"ليلة العقرب" يذكر الكاتب كلمة المسافات دون مواربة سواء بين مفتش مكتب الاتصالات والموظف أو الزوجة والناظر أو الرفيق "تو" ومونيكا، نجد أن قوام الرواية يعتمد على قول جبريل عليه السلام "وما منا إلا وله مقام معلوم" وإذا قسناه على المجموعة نجد أن كل هذه الشخصيات مقامها معروف لدى بعضها تصنعه أو يحاط بها بهالة، ففي قصة "إشارات حمراء" نرى ارتعاب بطل القصة من زوينة وعائلتها، وكذلك المفتش الذي صنع هيبة أمام مساعده، إلى آخره من شخصيات.
- ونتيجة ذلك، ونتيجة لعوامل أخرى محفزة لأحدهما من وسواسات أو أهواء، يحاول الطرف المشبع بالتقارب مع الآخر، يمد نفسه كوتر يختلف بشكله إما لدن كعلكة كالناظر في قصة "ليلة العقرب" أو هين العنكبوت كرئيس التحرير السابق لزوجته وللبقية في قصة ضحكات التماسيح أو غليظ كحبل كالعميد في قصة حروب فاتنة، المهم أنه يمده من مقامه ويسعى جاهدا لكسر تلك المسافة.
- تتفاوت نجاحات تلك المناورة، إذ أنها تنجح دائما في إحداث خلل وإرباك للآخر "كالزوجة في قصة ليلة العقرب أو الجندي في قصة حروب فاتنة"، لكنها لا تزال تحافظ على المسافة كما هي، فربما مثلا في قصة الغرفة المنسية أن يظل المفتش صارما مثلما كان رغم وجود رغدة ويظل المساعد مرتعبا رغم أنه من بعثها، وهذا ما يجعل الراوي في قصة العرض الأخير حذرا في أن تموت معروضته أو يصاب بأذى من مجرد جمادات، وذلك ما يجعل الحسرة تذوي في قلب الرفيق تو جراء موت رفيقته بعد أن تحايلا على تلك المسافات.
-- تعاكسات "فإن النار بالعودين تزكى ....وإن الحرب مبدؤها الكلام" من نافذة نصر بن سيار الكناني نطل على ما يسعر تلك الحروب بين الشخصيات، نجدها رغم اتفاقها على أنها تلتحم ببعضها وتشكل عالمنا إلا أنها تتفرق بالنظر بعمق، فعلى ناحية نرى صراع بين الجيل القديم الذي يعيش بمبادئ جمال عبد الناصر ويتمسك بأي شيء منه والذي يرى أن مراقبة التوترات واجب مقدس، والجديد الذي مل من كل ذلك ويحاول مواكبة عصره والترويح عن نفسه- إن لم يكن شغلها إذا عجز عن المواكبة- بما يسمى التريند، ومن ناحية صراع بين الواقعية والتخيل والحلم كما في قصة النوم مع فتاة مودلياني، ومن ناحية أخرى الصراع الأكبر بين الرغبة والأطر الأخلاقية كما في قصة العرض الأخير
- ومن الواضح بين بيت نصر بن سيار وبين القصص، تشابه التمثيل بينهما فالعودين أو الكلام ربما يعودا على جملة "دي من عصر الديناصورات" التي قيلت للمفتش في قصة الغرف المنسية، أو نداء المأمور "اعملوا اللي انتوا عاوزينه" في قصة العرض الأخير، أو موكب السلطان في إشارات حمراء، كلهم يزكون نارا ويبدءون حربا لولاها ما كانت الدنيا.
-- الطرف المراقب ومما نسمعه عن الحروب عن وجود المراقبين، نرى في قصص عديدة وجود رموز تمثل الرقابة الكافية والتي بدلا من تهدئ الأمور تزيد من إشعالها كصورة هناء في قصة "دراجة تعيد رفيق الحزب القديم" ، ولعلها في نفس الوقت تسعى ببث بعض الشعور، كالندم في صورة الزعيم في قصة الغرف المنسية، أو الرعب في صورة الغزالة والوتر في قصة العرض الأخير، أو التشويق والحماسة في الكاميرات والجمهور في قصة العرض الأخير، باختصار بأن المراقب أهميته عالية جدا، ويظهر ذلك للأم التي تخبئ هاتفها في الميكروويف في قصة معزة جوركي، ولولاه كذلك لما استمر الصراع كما قال المفتش "نأكل من إرث عبد الناصر" ولما وجدت المعزة راعيها بطريقة طريفة، ولولاه كذلك ما جاءت العلاقات الحميمية بوصف الإنصهار "رغم موقفي منها"
--ملاحظات - هناك تشابه بين شخصية أحمد سبع الليل في فيلم البريء وبلاهة الجندي وتفانيه في قصة "حروب فاتنة"، فضلا عن تشابه العميد بشخصية عثمان الفقي في رواية جنازة السيدة البيضاء للكاتب عادل عصمت، وفي ذلك شيء أعجبني جدا
- لم يعجبني في بعض الأحيان كثرة السرد من جانبي الشخصي المفضل للحوار، لكن في أحيان أخرى معجب ببساطته وطرافة أسلوبه
لم تكن البداية سيئة ؛ بل كانت متميزة جداً- أقصد القصة الأولي فى المجموعة- وكذا الثانية والثالثة لا بأس بهما رغم بعض التجاوزات، حتي صدمتني الرابعة فكانت الأخيرة لي ولم أكمل المجموعة القصصية ، فلم تتحمل طبيعتي التى نشأت وسط كتابات محفوظ وإدريس وحقي الإسفاف الغير مبرر، فكان الفراق .
أنا السنادي برضه واخد قرار إني هركز أكتر ع المجموعات القصصية وهقرأ منها كتير لسبب شخصي، لكن المجموعة دي معجبتنيش بالشكل الكافي وحسيت إني ضيعت فيها وقت اللهم إلا بعض القصص القليلة منها.
حسن عبد الموجود لديه ما يقوله، ولا يكاد يذهب أبعد من الخطوط التي ترسمها له أدواته وأفكاره القصصية، الوظيفة تلازم أبطال القصة، غالباً ما تكون هي شرارة الحدث، أو بذرة القصة التي تنميها الأحداث والحبكة فيما بعد؛ لكنه مثلاً في قصة كـ " إشارات حمراء تفضي إلى بحر " يقحم مكاناً جغرافياً ليكون مسرحاً للأحداث، أكثر تلك الاستجلابات أو الاستدعاءات المكانية يكون لها حضوراً مؤثراً وعلاقة حميمية في سير عجلة القصة، النص؛ لكننا هنا لا نرى شيئاً سوى اسم المكان فقط دون أي دلالة، وكأنه توثيق ما لمرحلة ما تُسطر في قصة. حتى وإن بدا عبد الموجود بشيءٍ من الحداثية في بعض من مفاصل تلك المجموعة القصصية إلا أن الروح الكلاسيكية تكاد تكون طاغية تحب أن تلف تلك المجموعة بعبائتها.
يبدو الكاتب مولعًا بالتفاصيل وهو شيء قد لا يتناسب مع فكرة القصة القصيرة، لكنه بالمقابل يسرد التفاصيل بصورة جيدة جدًا وبانسيابية ولغة متينة. يحاول الكاتب في كل قصة خلق حدث استثنائي مثل عزلة الشيوعي لمدة ربع قرن، ومكتب مراسلات الجمهورية العربية المتحدة ولوحات مودلياني والعرض المسرحي أمام نزلاء السجن. وهي أحداث بحق استثنائية تشعر بها غريبة عن الواقع بل نتيجة غير متوقعة لا تلتقطها إلا عقلية قاص. فقط التفاصيل كانت في بعض الأحيان أكثر مما تحتمله القصة كما أن إنهاء بعض القصص بعد كل تلك التفاصيل كان مفاجئًا وبلا أثر. قصة "النوم مع فتاة موديلياني" هي الأفضل في رأيي والتفاصيل محببة بلا زيادة ولا نقصان. ثم تتبعها قصتا "ماء العقرب وتراب العذراء "و "دموع التماسيح" في "دموع التماسيح" رمزية قوية في فكر الثور الهائج والتمساح اللذين يحاول رئيس التحرير المتقاعد أن يصنع بهما مقالب. بينما هو يصف حياته الماضية والحالية.