What do you think?
Rate this book


Kindle Edition
Published May 20, 2018
فقد كان الإسلام منذ بدايته دين عمل أكثر منه دين إيمان
الإسلام ليس مجرد دين بالمعنى الغربي للكلمة بل هو نمط للمجتمع ،وإن يكن نمطا مثاليا ،وهو مثل أعلى بقي بعد زوال اﻟﻤﺠتمع الإسلامي »الأوسطي « في القسم الأكبر من العالم الإسلامي
وفي أوائل القرن العاشر شعر العلماء من مختلف المدارس ،أنهم وصلوا إلى نقطة تم فيها بحث جميع المسائل الأساسية و تم البت فيها بصورة نهائية ، وهذا ما يسمى »بإقفال باب الاجتهاد « الذي نجم عنه وجوب اتباع التقاة المعترف بهم في كل مدرسة. وكان ذلك بداية فترة طويلة من التحجر العقائدي أو ما يقاربه ،
استمرت حتى القرن الحاضر حتى تولى الأمر المشرعون المحدثون
وفي ١٩٣٧ قام محمد علي جناح بإحياء الرابطة الإسلامية ،وخلال عشر سنوات جعلها ممثلة بشكل واسع جدا لوجهة نظر المسلمين القائلة بالانفصال السياسي عن الهندوس. وفي سنة ١٩٤٠ اتخذت الرابطة الإسلامية قرارا يطلب إقامة دولة إسلامية ذات سيادة في المناطق التي توجد فيها أغلبية مسلمة في الشمال الغربي وفي البنغال. وقد طالب هذا القرار بالفعل »بباكستان ،« و هو اسم مؤلف من حروف موجودة في أسماء مناطق الأغلبية الإسلامية في الشمال الغربي: البنجاب والأفغان وكشمير والسند وبلوخستان. وقد استاء الهندوس استياء مريرا من فكرة باكستان ، ولكن عندما قويت الحركة لقيت قبولا لدى الحكومة البريطانية وبعض السياسيين الهندوس. وبعد الحرب العالمية الثانية قررت الحكومة العمالية البريطانية أن تسلم مقاليد السلطة إلى الهنود وجرى تقسيم شبه القارة
عام ١٩٤٧ بعد كثير من المرارة
على أنه بصورة عامة لا فرق بين الإندونيسيين وغيرهم من مسلمي البلاد الأخرى من حيث أداء الشعائر الدينية ، ولكنهم يتميزون بحماس ملحوظ للحج إلى مكة
حجاج اندونيسيا لدى وصولهم مطار الملك عبدالعزيز في جدة
حجاج سورية و اندونيسيا بالطريق الى رمي الجمرات
المبدأ القانوني الذي يقسم العالم بموجبه إلى دار الإسلام و دار الحرب ...
إلا أنه لا يجوز لها أن تعترف بالوجود الدائم لنظام حكم آخر خارج الإسلام. ولابد ، بمضي الوقت ، أن تدخل البشرية كلها في الإسلام أو تخضع للحكم
الإسلامي ، ولكن إلى أن يحين هذا الوقت ، يتوجب على المسلمين أن يناضلوا حتى يتحقق ذلك.
واسم هذا الواجب هو الجهاد ...
فالجهاد هو الحرب المقدسة للإسلام ، وهو فريضة دينية. وهو واجب اجتماعي للجماعة عنها ككل ، لكنه يصبح واجب كل مسلم في مناطق الحدود وساحات المعارك أو حيثما يقرر الحاكم أو السلطان أن الوقت قد حان للقيام به. وهو أيضا واجب دائم لا يسقط إلا حين يدخل العالم كله في الإسلام.
إذن يوجد بين المسلمين وبقية العالم ، حسب رأي الفقهاء التقليديين حالة من الحرب تفرضها اعتبارات دينية وقانونية ، ولا تنتهي حالة الحرب هذه إلا عندما يدخل جميع العالم في الإسلام أو يخضع له. لذا فإن معاهدة سلام بين الدولة الإسلامية ودولة غير إسلامية كانت مستحيلة من الناحية الشرعية. فالحرب لا يمكن إنهاؤها ، وإنما يمكن إيقافها فقط لأسباب الضرورة ولأسباب ذرائعية ، عن طريق الهدنة
...
فجوة آخذة في الاتساع بين ا لمبدأ الشرعي والواقع السياسي ، وهي فجوة حاول السياسيون تجاهلها ، وعمل الفقهاء كل ما في وسعهم لإخفائها. ففي الوقت الذي انقسمت فيه الخلافة العالمية إلى دول صغيرة ،انتهى الجهاد الدائم والذي لا بد منه ، وقامت علاقة من التسامح المتبادل بين العالم الإسلامي وبقية العالم. صحيح أن بقية العالم قد ظلت »دار الحرب ، لكن غزو العالم كله تأجل من الزمن التاريخي إلى زمن المهدي
المنتظر
...
وظلوا يقولون إن توقف الأعمال الحربية مع دار الحرب لا يتحقق إلا بهدنة محدودة ، لكن هذه الهدنة يمكن أن تجدد كلما دعت إلى ذلك الحاجة ، وبذلك فإنها
يمكن أن تصبح في الواقع حالة للسلم ينظمها القانون. وقد قال بعض الفقهاء ، وإن لم يكن جميعهم ، بحالة متوسطة بين دار الحرب ودار السلام هي دار الصلح أو دار العهد