شكَّلت شبه الجزيرة العربية قوام حياة العرب، وأثَّرت في أسلوب تفكيرهم وطرق معيشتهم، ولم يخلُ الأدب العربي شعرًا ونثرًا من تأثُّر مباشر ببيئتهم، فقد كتب الكثير من الشعراء قصائد كاملة في وصف الصحراء ومفردات الحياة البدوية؛ الأمر الذي يجعل من دراسة شبه الجزيرة أمرًا لا مناص منه، وذلك في سياق فهم التطورات الثقافية والفكرية التي حدثت للعرب على مدار تاريخهم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تلك المنطقة كانت المهد الأول ونقطة الانطلاق التي انطلق منها بناة حضارة العرب. من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يرصد بدقة أحوال المنطقة وجغرافيتها، ويتطرق إلى خصائصها الاقتصادية وما تنتجه من زروع، وكذلك الكيانات السياسية التي قامت فيها، وما أدته من أدوار، لا سيما تحت حكم «الغساسنة».
ولد العلَّامة عبد الوهاب عزام في إحدى قرى محافظة الجيزة بمصر عام 1894م، وبعدأن حفظ القرآن الكريم؛ التحق بالأزهر، وانتقل منه إلى مدرسة القضاء الشرعي، التي تخرَّج فيها عام 1920م. ليلتَحِق بعدها بالجامعة المصريَّة، وينال ليسانس الآداب والفلسفة عام 1923م، قبل اختياره في العام نفسه إمامًا ومستشارًا للشؤون الدينية في سفارة مصر بلندن. وهناك التحق بمعهد اللغات الشرقية، وحصل على درجة الماجستير في الأدب الفارسي عام 1928م، عن «التصوف وفريد الدين العطار». وعاد بعدها إلى القاهرة؛ ليعمل مُدرسًا بكلية الآداب، التي حصل منها على الدكتوراه في الأدب الفارسي عام 1932م، عن بحثه الذي تناوَل كتاب الـ«شاهنامه» لأبي القاسم الفردوسي.
وقد جعل يُدَرِّس الفارسية في كلية الآداب، التي تدرَّج في وظائفها العلمية حتى عُين أستاذًا ورئيسًا لقسم اللغة العربية والدراسات الشرقية، ثم عميدًا لكلية الآداب عام 1945م. وقد انتُخِبَ عضوًا بمجمع اللغة العربيَّة المصري عام 1946م، كما كان عضوًا بالمجامع اللغويَّة والعلميَّة في سورية والعراق وإيران. كذلك شغل عدَّة مناصب دبلوماسيَّة؛ فكان وزيرًا مفوضًا لمصر ثم سفيرًا لها في السعوديَّة، وسفيرًا لمصر في الپاكستان، وحين تقاعَدَ عام 1956م؛كلَّفته السعوديَّة بإنشاء جامعة الملك سعود بالرياض، التي ظلَّ رئيسًا لها إلى أن توفاه الله عام 1959م.
كان الدكتور عزام موسوعي الثقافة، يُجيد الفرنسية والإنكليزية والفارسية والتركية والأردية، وقد خلَف عددًا كبيرًا من الكتب والدراسات، تفرَّقت بين التأليف والتحقيق والترجمة. وهو أول من عرَّف العرب بالشاعر الفيلسوف محمد إقبال، وترجم له نظمًا بعض دواوينه عن الفارسيَّة. كذلك كان له إسهام مهم في التحقيق؛ منه تحقيقه لترجمة الفتح بن علي البنداري لملحمة الفردوسي: «شاهنامه» عام 1932م، و«كليلة ودمنة» عام 1941م بالاشتراك مع طه حسين، و«ديوان المتنبي» عام 1944م.
كتيب خفيف لطيف، كتبه مؤلفه رحمه الله قبل سكناه في جزيرة العرب حينما كان مديرا لجامعة الملك سعود بالرياض. والغرض من الكتاب كان كمقدمة لمشروع أراد المؤلف أن تتبناه جامعة فؤاد -كما صرح- مشروع علمي شامل لجغرافية الجزيرة العربية.
___________________________________ • هذا الكتاب أو بالأحرى هذه الدراسة كتبها عبدالوهاب عزام سنة 1946 م إيمانًا منه بضرورة دراسة المكان الذي شَكَّل حياة العرب بكل تفاصيلها. _بعد مقدمة الكاتب ، وفي القسم الأول والأقصر في الكتاب (العرب ومواطنهم ولغتهم) يتحدث بإيجاز شديد عن هذه العناصر الثلاث . موقع جزيرة العرب والأسباب التي بدورها ساهمت في خلود العرب ومجدهم_ بدون دخول في تفاصيل _ وأخيرًا اللغة العربية التي منحت العرب هويتهم . هذا هو الجزء المفضل لي في الكتاب . أحببت طريقة وصف الكاتب للغة العربية جدًا .
_في القسم الثاني والأطول في الكتاب يتحدث الكاتب في ثلاثة أقسام عن : • أولًا : طبيعة الجزيرة سواء من حيث المناخ والرياح والمطر والزرع والشجر والحيوان . • ثانيًا : أقسام الجزيرة (الشمال والوسط والجنوب) وفي هذا الجزء أسهب الكاتب في الحديث عن بعض أمراء هذه الأقسام .وفي كل قسم يتحدث عن أهم مناطقه والطبيعة الجغرافية والبيئية لكل منها . • ثالثًا : سكان الجزيرة وأهم قبائلها. ___________________________________ • هذا النوع من المواضيع عمومًا لا تستهويني القراءة به خصوصًا إذا كانت أغلب الدراسة عن جغرافية المكان والبيئة فشعرت بالملل في أجزاء كثيرة من الكتاب . أفضل أكثر القراءة عن أهم الوقائع وإنجازات العرب أكثر من معرفة خطوط الطول ودوائر العرض وأسماء الجبال والهضاب والرياح. أسلوب الكاتب قوي ولغته رصينة . من النقاط الإيجابية بالنسبة لي استشهاد الكاتب بالكثير من أبيات الشعر في أغلب الدراسة . •في النهاية وكما يقول الكاتب في مقدمته " هي مقدمة للتعريف بالجزيرة العربية ،يكتفي بها من يكفيه الإلمام بأوصافها ويبتدئ بها من يريد المزيد ". يُنصح بالكتاب إذا كنتم من محبي هذا النوع من الكتب .
ولا يعرف التاريخ أمة أثرت في وجه الأرض، وشادت في الآفاق وفي الأنفس أكثر من العرب، لا يعرف التاريخ أمة جملته أكثر مما حملوا ، أو حملته أحسن مما جملوا أو سيطرت عليه أعظم مما سيطروا ، أو سطرت على صفحاته أجلَّ مما سطروا
خمسة عشر قرنا محت لغات وخلقت لغات وبدلت لغات وحرفت لغات والعربية هي العربية، لم تمح ولم تُغيَّر ولم تُبدل ما آية الخلود بعد هذا؟
بهذا الوصف الجميل بدأ الكاتب وصفه للغة العربية والامة العربية .
الكتاب مختصر عن احوال شبه الجزيرة العربية جغرافياً واقتصادياً بالاضافة الى المفردات العربية السائدة في شبه الجزيرة افكارهم ومعتقداتهم و جمال الشعر العربي ♥️
تخلد الأمم علي وجه الأرض ، وتحيا على مر الدهور وتثبت فى صفحات التاريخ بأسباب وقوانين ، ويختلف حظها من الخلود ومن المجد باختلاف هذه الأسباب المواتية والقوانين السارية ، قوة وضعفاً ، وإبطاءً وإسراعاً ، وضيقاً وإتساعاً ، وهى أسباب متصله ومتشابكة يؤدى بعضها إلى بعض ويمسك بعضها بعضاً ، وتعد أمة العرب من أعظم الأمم التي خلدت على مر العصور ، فإن بليت الأمم فهذه الأمه لا تبلى . وتعد شبه الجزيرة العربية هى العماد الأساسي الذي قامت عليه حضارة ، واستمد العرب منها كل تفصيلات حياتهم .
الكتاب كتب عليه عنوان لكن لم يتم تحديد ما هو فحواه كسائر الكتب. هل هو مجرد كتاب؟ ام رواية؟ ام نصوص؟ ام شعر؟ لا يوجد أي من هذا داخل الكتاب! صفحات ملئت بخليط من التاريخ والجغرافية، حتى أنها محض أقاويل ليست مسندة الا لابيات من الشعر.. أي أن الكتاب مجرد صفحات ملأت بهوامش مدن شبه الجزيرة العربية. ربما كل ما يوجد فيه صحيح لكن طريقة الطرح ونقص الموارد أدى لصنع لا شيء
لمحبى التاريخ الكتاب حلو كبداية لمعرفة شبه الجزيرة العربية وتاريخيها الاسلوب بسيط ممتع والاستعانة بالشعر المعروف بيه العرب للوصف اضافة حلوة كتاب خفيف ممتع ولكن مشكلته الوحيدة انه مش محدث نظرا انه اتكتب فى ١٩٣٨ تقريبا
كتاب عام جدا، بل شديد العموم. يتحدث عن العرب وجزيرة العرب ولكن بشكل سطحي، بل شديد السطحية. وحتى أكون منصفا فالكاتب لم يدّعي غير ذلك وعدد الصفحات القليل كافي لبيان الأمر. في المجمل كتاب لطيف.