إن أحادية الأسم والأصل والنموذج، هي فخ الهوية، كما هي مقتل الحرية .لأن هويتنا هي أغنى وأوسع وأشد تنوعاً وتركيباً من أن تحشر تحت عنوان واحد، أو وحيد . إنها أشبه بمسرح لأطياف وشخوص أو لأصوات ولغات أو لقوى وآليات تعمل من ورائنا وتتكلم عبرنا، بقدر ماتفلت من سيطرتنا أو تتعارض مع مشيئتنا . من هذا المنظور، ليست هوية المرء مجرد مماهاة خاوية مع النفس، وإنما هي صيغة مركبة وملتبسة بقدر ماهي سوية مبنية على التعدد والتعارض، وهي عقدة من الميول والأهواء بقدر ماهي شبكة من الروابط والعلاقات، وهي توليفة من العقائد والمحرمات بقدر ماهي سيرورة نامية ومتحركة من التحولات والتقلبات . من هنا لاأتعامل مع هويتي بوصفها مجرد تماهياتي، وإنما أحاول أيضاً أن أرى مايقوم بين التطابقات من المساحات الفارغة والثغرات الفاضحة أو الفجوات السحيقة، سواء على صعيد الأزمنة والأطوار، أو على صعيد الوجوه والأقنعة، أو على صعيد البيئات والأمكنة . الأمر الذي يحيل الهوية إلى محنة من حيث العلاقة مع المعنى والقيمة، أو إلى مشكل من حيث العلاقة مع المختلف والآخر، أو إلى هوة من حيث العلاقة مع الأماني والمطالب . بهذا المعنى ليست هويتنا أكثر من مصالحة مع من لانرضى به أو مع مانتمناه ولانقدر عليه . ولذا فالناجح أو الفاعل على النحو الإيجابي والبناء ، هو من يحسن إدارة اللعبة ويتقن فن التسوية، فيما يخص علاقته بنفسه وبغيره، بخلق مساحات ولغات للتداول والتبادل، على سبيل الإستحقاق والإزدهار .
كاتب ومفكر علماني لبناني, له العديد من المؤلفات منها كتاب نقد النص و هكذا أقرأ: ما بعد التفكيك ويعرف عنه أسلوبه الكتابي الرشيق وحلاوة العبارة. كما أنه شديد التأثر بجاك دريدا وخاصة في مذهبة في التفكيك.
وهو يقف موقفاً معادياً من المنطق الصوري القائم على الكليات العقلية التي يعتبرها علي حرب موجودات في الخارج وليست أدوات وآليات فكرية مجردة للنظر والفكر. فهو يتبع منهج كانط في نقد العقل وآلياته وبنيته الفكرية.
علي حرب يهيؤك بحروفه الجريئة و فكره المتسامي على توجهه الديني الرئيس للدخول لحضرة الهوية - هاجسه الوحيد- بعالمها الذي يفقد انغلاقه المقدس شيئًا فشيئًا مع تزايد المعرفة و عولمة فكر الفرد والمجتمع و انفتاحهما، مستعرضًا أهم أسباب التقلب الفكري الذي تولّد منه هويته الجديدة..الكتاب هو خطاب متراكم منشق لعقدتين .. العقدة الأولى: خطاب الهوية وتصارعها مع جذورها التي تشربتها من البيئة الدينية التي نشأت فيها و هنا تمتلك الهوية عدة أصوات تتشظى ما بينها الإستجابة والمعارضة حتى تناوئ ما شبّت عليه، بمعنى محاولة شطب الاعتزاز بالهوية الأصولية .. العقدة الثانية: خطاب الهوية مع الآخر المنغلق ( الهويات المختلفة دينيًا و ايديولوجيًا ) و رحلة فرارها من الذات و عودتها للذات أكثر مصالحة مع الهويات المغايرة لها، برأيي هذا الكتاب كان من المفترض به اتخاذ العقدة الثانية كمربط الفرس الأساسي بما أنّه يتخذ -الحرب الأهلية وتنازع الأفكار في المجتمع وتعصب الكل لرأيه - وسيلة تزعزع للهوية الأحادية والكونية كما أسماهما ولكنني فوجئت بتركيزه على العقدة الأولى.. هذا يفقد حس المنطقية لدى القارئ رغم توافقه على قسم كبير من الآراء و التحليلات التي طرحها الدكتور مع تحفظي على الإستدلال بالنصوص القرآنية الذي جاء سطحيًا في أغلبه و مباعدًا للمعنى الدقيق و الشروح الصائبة للآيات، من المعروف أن الحرب الأهلية في لبنان بين كل الطوائف و أبرزها الطائفة المسلمة والمسيحية بمقدوره خلق بلبلة في خطاب الهوية - لن أحددها بالدينية لتتسع في معناها- مع باقي الهويات وبالمقابل تمسك أرعن بالهوية في تحدي الهوية المخالفة ، لذلك تصعيد خطاب الهوية مع ذاتها وتصارعها مع مسببات تغييرها الذي تصّدر الكتاب و كان من أولويات الخطاب .. كان متنافيًا مع منطقية وطبيعة الحدث ، كذلك الجو المجتمعي اللبناني بتعدديته سيكون غريزيًا متقبلاً ومتجاوبًا أكثر للتعددية بحكم اعتياده لأنه يتعامل مع الوضع منذ نعومة أظفاره على عكس المجتمعات التي تنحصر ضمن مضمار هويات محددة و التي سيكون الصراع فيها حادًا و رفض المختلف ستغدو مسألة حياة أوممات، أحسست دوافع إعادة تأسيس هوية جديدة منفتحة جاءت بحسابات الدكتور الخاصة مما كابده من حروب بلاده جاء كافتتاحية خاطئة بل تشويشية في مقصدها ولا تنطبق على كل الهويات، الانقلاب الفكري على مكتسابتنا الفكرية لا يحتاج صراع خارجي كحرب أو خلافه فهذا تحدٍّ للطبيعة البشرية. إشارته في مقدمة الكتاب حول قِدم مخطوطه الفكري الشيء الذي يجعله غير راضٍ كل الرضى عنه جاء شفيع للسطحية القليلة التي رافقت تدرجه نحو الهوية التي اقتنع بها بشكل نهائي ، رغم تأكدي من خلال المقابلات الصحفية في ملحق الكتاب أنه يمنح الهوية شكلاً مفتوحًا و منطلق للنهائية وما بعدها :) يعني دع سمعك مفتوح على الغارب فللحديث بقية مع هوية علي حرب.
حسبنا من قلمه ما منحه للتفكر من قيمة يستحقها بوصفة سمة من سمات التحضر وهذا لوحده يستحق الإشادة والثناء
يدور الكتاب حول أهمية خلق وعي مضاد لوعينا الذي تصنعه النخب و تفسده حراس أديان يؤلهون ذواتهم ب دواة حجرية و اقلام صدئة لا تتماشى مع التعايش السلمي وشعاراته التي ترفعنا ونرفعها.. وهذا اتفق عليه تمامًا ولكن مؤخرًا بات الوعي المضاد شماعة للتجاوزات ب دوره والهوية التي تتغذى على ذاتها مصيرها التلاشي. والعين الناقدة تبقى عين شخص واحد مهما بلغت مهاراتها.
كتاب مفيد بلاشك ولكن أن تكرع من حياض كتاب مفيد دون وعي ليس بأمرٍ كافٍ إذا حتمًا سيفسد مسلماتك من حيث لا تعلم ، قراءة صعبة وتركها أصعب.. لذلك أنصح بها فهي فتح لأفق لا فرار منه .
أهم ما تعلمته من الكتاب هو إن الإجماع مسؤولية و الأصوليات تخلق ببعضها لتوجد الند الهزيل وليتم تمجيدها، تعايشنا يصنع منوال الحضارة ، تطبيق التصوف على ذواتنا لتنقيتها من شوائب التعصب و التطرف ، المقولات المتداولة هلاك الأمم ،النقد الفردي شر لا بد منه.
نحن لا نحتاج مفهوم جديد لإيماننا يا دكتور نحن فقط نحتاج أن نخاطبه روحيًا لنفهمه فمجتمع ناهض دون هوية دينية سوية هو مأزق في حد ذاته.
عندما يكتب الفيلسوف اللبناني (علي حرب) خطاب الهويه -سيرة فكريه- ليصف لنا مسألة الهويه ولكن وبكل تواضع (يصفها بأنها سيرته الفكريه) لأنه يدرك بأن موضوع الهويه مسألة شائكه في الأوساط العلميه . وبذلك يطرح لنا الفيلسوف مسألة الهويه على المحك العلمي بكل تجرد ليُعري خفاياها من تراث مدفون وتعصبات أيدولوجيه وميول نفسيه وعقد فكريه، ومع ذلك يضيف لنا الفيلسوف علاوةً على أدواته العلميه خمرة تجاربه ومرارته من معايشته للحرب الأهليه اللبنانيه،وبذلك يكون علي حرب أستوفى الشروط العلميه والواقعيه لكي يطرح لنا المسأله بعيون ثاقبه .
تكلم علي حرب عن مسألة الهويه وكان واضحاً فيها تبنيه للهويه المابعد حداثيه وهي تلك الهويه(التي تعتمد الخصوصيه الثقافيه والنسبيه في الاشياء ولكن تبقى الثوابت كأصل مشترك للهويه الكونيه) رغم ذلك طرح مواضيع كثيره بأعتبارها مرتبطه إرتباطاً عميقاً في الهويه (الحرب،السلام،الحب،المرأه،الجنس،الدين) وناقشها من منظوه الخاص وبإعتباره مابعد حداثي . كُتب الكتاب أثناء الحرب اللبنانيه وكان علي حرب في المهجر ،وفي نهاية الكتاب يوجد ملحق أجري معاه مقابله رائعه.
الكتاب مهم لمن يود ان يطلع على سيرة فيلسوف يناقش مسألة الهويه وتطوره الفكري ، وطبعاً أضف إلى ذلك (أمين معلوف+الهويات القاتله)
سيرة فكرية لتأمّلات وتحوّلات كاتبها المفكّر العربي "علي حرب". أجد عنده كثيرًا مما استقرّت عليه أفكاري، وأحمد الله أني قرأته من بعد وليس من قبل، حتّى لا أجدني صدى لبعض طروحاته. وإن كنت أتفق مع كثيرٍ مما وصل إليه من رأي حول "التديّن" أفعالاً وتراثًا إلا أني أرفض ما وصل إليه من خلطٍ وبعد في علاقته بالربّ سبحانه. بل أجد في حديثه بعض "تأرجح"-لا يخفيه هو ولا ينكره-في حديثه في هذا الجانب. تمتاز أفكاره بالعمق والصدق والاستبطان المخلص. وتمتاز كتابته برقّة العبارة ومباشرتها، بالإضافة إلى بعض التكثيف الذي لا غنى عنه، مما يؤهّله ليكون مفكرًا مؤثرًا وفاعلاً لا منظّرًا فحسب،ومعايشًا للواقع لا مفارقًا له.
على قد ما أحببته وجذبني .. على قد ما استفزني وأثار انتباهي. أحببت أسلوبه البسيط في توصيل أفكاره الثرية. أول تجربة لي مع علي حرب .. وبالتأكيد لن تكون الأخيرة. ثلاث نجمات ونصف. :)
الكتاب ممتع للغاية، استمتعت في قراءته. الهوية دائما هي هاجسي، دائما ما أتساءل عن ماهية هويتي وكيف علي قراءتها ضمن محيط يعج بالتناقضات التي يستوي بعضها على خط الإستواء وتتقاطع مرة اخرى عند خطوط العرض والطول. الكتاب ينقسم الى جزئين الجزء الاول هو حديث علي حرب الذاتي عن هويته، والجزء الثاني عبارة عن ملحق مضاف بعد الطبعة الثانية له وهو عبارة عن مقابلات صحفية أجريت معه حول هذا الكتاب.
علي حرب كتب سيرته الذاتية أو الفكرية كما يحلو له تسميتها ابان مغادرته لبلده لبنان نتيجة الحروب الطائفية المشتعلة في بلد يتشكل من 18 طائفة"هوية" لا تكف عن الهدوء والصخب . هجرة علي حرب عن بلده لبنان جعلته أكثر قربا من ذاته، بل تعرياً امام مرآة حقيقة من يكون؟ وماهي فعلاً هويته، وكيف يقرأها؟ وماذا تعني الهوية أساساً؟
في سرده لحواره عن ذاته أثار الكثير من الأسئلة التي قد تعتري البعض منا حول ماهية هويته، سواءً كانت الهوية الذاتية او الكونية، أو الدينية،او التي ترتبط بالأخر كانسان له حرية المعتقد والفكر كذات حرة. بالأخص خطابه المندرج تحت عنوان"الجمع والفرق" . والذي يجعلك تعيد التفكير في الكثير من الآراء والمعتقدات والأفكار الشائعة.
علي حرب شهد ولادة هويته من جديد خلال هذا الكتاب، فالصراع بين نفسه وعقله وروحه كانت على أشدها،متجاذبة،متنافرة ومتناطحة أحيانا. علي حرب أدرك بان جهاد النفس في الحياة هو أعظم جهاد اليوم على هذه الأرض .
ولد علي حرب في بيت متدين وتربى على الثقافة الدينية ولكنه انحرف بعد وقت عن مساره حين قرر دراسة الفلسفة واتباع أفكار الغرب حول ماهية العقيدة والعلم . صراعه مع ايمانه كانت من أبرز الصراعات التي شكلت جزء غير يسير من هويته التي تستحق الدراسة والتأمل.
هناك تحولات فكرية كثيرة في حياته صنعت هويته الهجينة التي لاتخلو من معترك الشوائب العقائدية والفلسفية، والتي أعادت بلورة صورة وشكل انسان اليوم مع عقل الواقع الذي لايخلو من التزييف الذي يصنعه الوهم العقلي ليتكيف مع صيرورة الحياة.
علي حرب من الكتاب والفلاسفة الجميلين جداا، أحببت جدا أسلوبه الفكري، و طريقة طرحه لقلقه بل أحببت القلق نفسه! قلقه حول هويته المعجونة بالذات والآخر والمحيط والعالم من حوله،أحببت عريه الفكري جدااا. حتى لواختلفت مع القليل من منظوره الشخصي لبعض الأشياء الا أنه هوية ملهمة للغاية.
أحب الكاتب الذي يعبث في عقلي. الذي يحث نفسي قبل عقلي على التساؤل والشك. طرحه الفلسفي جميل، حتى لوكنت تكره الفلسفة لصعوبة بعض مفرداتها ،أو لتعقيد فكرها، ستحب وبلاشك هذا الكتاب لأن مفرداته ولغته جميلة تنساب بسهولة الى عقلك. هذه تجربتي الاولى مع هذا الكاتب وأعتقد لن تكون الأخيرة. للباحثين عن ماهية الهوية كسيرة فكرية وبرؤية مختلفة ،ولمحبي كذلك الفكر الخلاّق والفلسفة أنصح بقراءة هذا الكتاب وبشدة.
يتحدث الكاتب عن التقلبات الفكرية التي مرّ بها في حياته محاولا في بعض المرات أن يبرر ذلك التغيير بإسهاب وفي أحايين أخرى يعرّض ويوجز. طريقته في تناول بعض المواضيع لم تعجبني وقياساته في بعض الأحيان تبدو غير منطقيّة بالنسبة لي. يتألف هذا الكتاب من قسمين رئيسين الأول هو السيرة الفكرية وتقع في ١٥ فصلا وتحتل من الكتاب ١٨٠ صفحة من أصل ٢٣٠، ليأتي بعدها القسم الثاني ويتكون من مقابلتين شخصيّتين مع الكاتب.
أعجبني في الكتاب طريقة الكاتب في التّحدث عن نفسه كشخصيّة أخرى منفصلة تماما عنه، وأعجبني طرقه لمواضيع ذات أهمّيّة وإيراده لكثير من الأمثلة التي تدل على التناقض الذي تعيشه المجتمعات العربيّة المسلمة أو المتديّنة، أعجبتني لغة الكاتب واهتمامه بالألفاظ اهتماما بليغاً على عكس الكثير من الفلاسفة العرب والمترجمين الذين ينتقون الغريب والمتوحش من الكلام.
لم يعجبني في الكتاب طريقة مناقشته وضربه للأمثلة، واستنباطاته التي في كثير من الأحيان تكون غير منطقيّة! (بالنسبة لي على الأقل) لم أحب القسم الثاني أبدا... فالأسئلة بعضها يكرر بعضه الآخر ورأيته يطفح نرجسيّةً واستعلاءً في ردوده وإجاباته، وكثير من كتاب الحب والفناء -للكاتب نفسه- ولدت أفكاره من هذا الكتاب.
في نهاية المطاف لا أظن أنني سأقرأه مرة أخرى... أو ربّما أفعل في وقت بعيد جدًا
أرجو قراءة التقييم كاملاً. الكتاب عبارة عن قسمين: قسم قديم كتب بالثمانينات وهو متن الكتاب المعنون بخطاب الهوية وفيه تجميع لأفكار في مواضيع معينة هي أبرز ماتعرض إليها الكاتب خلال سيرته الحياتيه الأولى. وأراه في البداية يحاول تجميعها بخطاب أدبي فيفشل وحسناً فعل فجعل البقية سرد لأفكاره ولتحولاته الفكرية من التدين إلى الماركسية ثم إلى التدين فتسمع خطاباً جميلاً تتمنى لو يزيدك منه ولكنه يكتفي بالقليل الكافي. أما الجزء الثاني - وهو الجديد - فهو عبارة عن اسئلة من مقابلات حديثة ضمنها في الطبعة الثانية من الكتاب وفيها اباحية لفظية تجعلك تتهيب من إهداء الكتاب لأحد على الرغم مما في جزءه الأول من قيمة كبيرة ويزيد على ذلك فلسفة تدينية تبدو غريبة جداً. فهو مسلم قولاً عالمي فهماً ولا يتعبد بأي نمط ديني!!. هذه الأشياء تعطيك إحساس بغربة الخطاب عن شعب متدين وحاجتنا لفيلسوف كبير يقدر على صهر التراث بالمعاصرة بطابع لا يحجب عن المؤمنين إيمانهم ويعي مفردات العلوم الاجتماعية والنفسية بدقة ليحاجج ويصهر أفكاره بطريقة تفند المقولات. بعبارة أبسط خطاب علي حرب الأخير يشبه خطاب بيركلي قبل أن يأتي كانط فينقد الدين والعقل مع أن حرب يعي كانط وبيركلي فنحن بحاجة لفيلسوف جديد بحجم كانت.
ما يُميّز كتب السيرة الذاتية .. هو صدقها و واقعيتها .. لكونها تحكي عن تجربة شخص حيّ .. يسير على أرض الواقع ..
بالنسبة لسيرة علي حرب الفكرية .. أجدها عادية جداًً .. مملة .. تخلو من تلك التفاصيل الحية ، النابضة .. التي تمتليء بها حياة الإنسان ..
يبدو علي حرب في كتابه متأثراً بالصوفية الى درجة كبيرة .. مؤمنا ً بلا عقيدة .. و على الرغم من ذلك يستمدّ الكثير من النصوص الإلهية .. بصفتها مفتوحة الدلالة و المعاني ..
لفتتني جرأته كثيراًً في الحديث عن المرأة .. و أزعجتني نظرته التي تطفح بالذكورية المتعرجفة ..
منذ الصفحات الأولى نجدنا أمام قلمٍ رشيق متأنق، يتأملُ بهدوء وينتقي عباراته بحذر.
ينزع إلى النقد، ولن يسلم هو "نفسه" من هذا الميل، يهتم بالظواهر الاجتماعية ويأخذنا إلى ما يشبه التنظير في مجال الاجتماع الانساني.
لا تستطيع مواصلة القراءة دون أن يتيقظ فكرك، فتتفق مع رأي هنا، وتستغرب رأيا هناك، ولن تنتهي حتى تكتشف أنك تخالف الكاتب في أمورٍ كثيرة ساقها، وأنه قد ترك الفضاء مشرعا للاختلاف مع قارئه ..
انصح بتجنب الفضل الاضافي فيه محاورة , هل الكتاب مختلف عن باقي كتب علي حرب ممكن السبب صياغة الفكرة داخل السيرة الذاتية اعطاه معنى و قيمة و قدرت اكتشف جوانب الفكرة و الاثر النفسي و علاقته بتسامح كنت انظر لعلي حرب بصورة الغربي ما بعد الحداثي و انصدمت بشخصيته الاسلامية و علاقته بالاسلام تعتبر مميزة و غريبة معنه علي حرب اجده مفكر و لكنه بنفس الوقت ضائع بحيث ما رسم لنفسه صورة منهجية عن معيار الحقيقة الصحيح هو يجمع بين فكرتين متناقضة الفكرة الأول ان الحقيقة نسبية و كل شخص يخلق حقيقته و بنفس الوقت يوبخ الناس و يوبخ الحرب لماذا لا يعتبر علي حرب الدمار و الحرب شيء من حقيقة , هو يعترف ان الانسان يملك نزوات شريرة و يملك نزوات خيرة اعتقد هو يمشي بنظرية اخلاقية القديمة , بحيث الخير واضح و الشر واضح و الخير عقلاني و الشر غير عقلاني و لكن يضيفه علي حرب ان الخير و الشر موجودين في البشر لا احد يحاول يدعي الفضيلة او الأحسان كلنا نملك الجوانب , بصراحة استفد كثير من علي حرب فتح ذهني على فكرة الجدل و الحوار و يجعلني من ناحية التطبيق ابدع و انتج افكار بدون شروط او حدود مع ذلك يمكن عشان انا مكتفي لكن اجد علي حرب يكتب كثير و لكن افكاره بسيطة او قليلة
بس انصح بهل الكتاب كان عظيم جدا و سيرته ارت فيني راح اكمل مع كتب السيرة لاحظت نفسي متعطش بقوة له
من خلال هذا الكتاب يطرح المؤلف علي حرب سيرته الفكرية، والتي كتبها بعد مغادرته لبلده الام لبنان خلال الحرب الاهلية، والتي كتبتها على طريقة سرد التحولات الفكرية للمؤلف بصيغة ضمير الغائب
ينقسم الكتاب الى قسمين : الاول وهو الأساس والذي يحكي من خلاله مسيرة تحولاته الفكرية والتغيرات في نظرته لمختلف زوايا الحياة .. والقسم الثاني عبارة عن حوارين اُجريا معه لاحقا
حقيقة هذه اروع سيرة قرأتها حتى الان، ربما لاهتمامي بالفيلسوف والكاتب اللبناني علي حرب .. لكن طريقة السرد والتنقل بين المواضيع امنعني لحد الإدمان حتى انني غضبت من إنهائي لسيرته الفكرية رغبة في المزيد من سيل فكره الراقي والمتدفق ..
لفتت انتباهي الكثير من العبارات الرائعة والملهمة، اكثرها كانت : ليست المسالة ان نتشاؤم او نتفائل، المسألة ان لا نتخلى عن سلاحنا وهو التفكير بحرية واستقلالية
حقيقة كتاب ممتع – في بداية الكتاب تمت الإشارة إلى أن تلك السيرة كتبت بداية حزيران / يونيو من العام 1984م في مدينة لارنكا بقبرص وتحديداً حينما فر المؤلف من ويلات الحرب التي نشبت على الأراضي اللبنانية ،وفيها – أي السيرة - يعرض المؤلف في هذا تحولاته الفكرية وكيف أن ما كان يعتقده في السابق تبين له فيما بعد أنه أصبح يرى غيره ، وعلاقته مع ذاته دوما متحركة ومتغيرة إذ ما يحدث وما يقع من أحداث فإنها بشكل ما ستضيف إلى ذاته وستغير منها كما فعلت الحرب وأحدثت اهتزازاً في كيانه فأصبح يتسأل " أين الإنسان الذي يتحدثون عنه؟" ليكتشف أن الإنسان قاتل.وكما فعلت به لارنكا المدينة القبرصية إذ أصبح يرى المرأة وقد تعرت إلا من ورقة التين ، فمن خلال المقارنة بين حياة أهله في بلده و الناس في لارنكا أو بين الأنا و الآخر أخذت تتكشف له وجوهاً خفية .
سيرة فكرية تسير متوازية معك ، تعرفها وتعرفك تماماً لذلك لا تستطيع الفكاك من أسئلتها ولا من تغلغلها داخل الحياة الفكرية في رأسك . قد تكون جزءً من سيرتك الماضية أو بعضاً من سيرتك الحالية أو ربما ستكون من سيرتك التي لم تفكّر بها بعد !
كقراءة أولى لعلي حرب ، لابد أن أشعر بتلك القيمة النادرة والمتمثّلة في بحثه الدائب عن الحقيقة وفي طريقته في أن يحيا أسئلته الملّحة والأكثر ضجيجاً في رأسه ورؤوس الكثير مِن مَن يشاركه إنسانيته بشكل عام أو دينه أو وطنه بشكل خاص . وحتّى لا تُهضم قيمة الكتاب إن تم أخذه فقط كـ ( نتائج أو إجابات ) وصل لها الكاتب ليتم تقييمه على أساس تقبّلها من عدمه .
الكتاب عبارة عن سيرة فكرية، يبدأ من شخصية المؤلف الفكرية وطريقة أفكاره، وانتقاله من الأفكار بعد ذلك. لدي نقد في البداية على الكتاب أنه دائمًا ما يوهمك بأنه وصل إلى طريقة معينة تعتبر ا��مثالية بالنسبة له في الأفكار، لم تعجبني الكثير من الأطروحات، لم يكن كتابًا فكريًا وإنما أدبيًا، لكنه أفضل ما قرأت للمؤالف حتى الآن، استعمتعت في بعض الكتاب، ومللت في بعض آخر، وبشكل عام لم أندم
لطالما عشقت قلم هذا الكاتب، لا أعني الكمال في كتاباته، لكنه يمتاز باللغة الجميلة والعمق في النطرة، الكتاب رائع بحق! عبارة عن سيرة فكرية يرويها المؤلف عن نفسه بصيغة ضمير الغائب ويأخذ في مناقشة مراحل اعتقاداته وتحولاته الفكرية ويحاول توخي الحيادية والصراحة قدر الإمكان، الكتاب متعة حقيقية ويعبق بالكثير من الالهامات والجمال .. اقرؤوه!
سيرة حافلة مليئة بالكثير من الأقوال والآراء والافكار والاعتقادات التي مر بها خلال حياته وذات صلة بموضوع الهوية وموضوع التكفير الذي يرتبط بالدين أو احد صوره وتصاعد العنف والاصولية والتعصب الديني والعلاقة بالآخر وبالمرأة .. وفي الجزء الاخير منها عبارة عن حوار عن صناعة الذات والهوية
هذا الخطاب أو " السيرة " كتبت في يونيو 1984م . ماذا لو أردفها بأخرى عنه هو , هُوية علي حرب بعد كل هذه السنوات, بكل تعرجّات التغيرات دون مجاوزة و لا ازدواجية.؟ أتساءل فحسب.
رغم تقييمي المنحاز إلى اليسار قليلاً, لا يُعدم من الكتاب الفائدة بالطبع.
هذا النص كسيرة ذاتية أو فكرية أو أي جنس أدبي يندرج تحت السيرة الذاتية لا يحصرك في الشخص بقدر ما أن الكاتب يخرج عن الشخص إلى النص كعلامة ونسق إنه يحرض على إعادة قراءتنا لذاتنا