“مرت بلسانها على شفتيها، دغدغة من رغوة القهوة لا تزال عابقة هناك، تحب أنفاسها مضمخة بالقهوة، تشعر أن إغراء شفة مغمسة بالقهوة لا يقاوم، تذكر شفتيه في آخر رشفة قهوة، يسقيها كل صباح لعقة، لينهبها كافيينها طوال غيبته، بابتسامة سكرى أخفت ذاك المذاق. “كإدمان الألماس، عشقني خشب العود الذي يأكل حسابي البنكي لكن ليس مثله يشعل قريحتي. بالبخور أنا كاهن من عالم آخر، أستطيع أن أرسم لكم خارجة مفضلة عن مستقبلكم العربي، نحن أمة تؤم الناس للخراب”. يستفز كل من يحضر له مجلساً ويرجع لوكره، يعاقر المزيد من البخور حتى أصاب زوجته الجميلة بالعقم، واستبدل هواء المدينة بغمام يغرق فيه ويتغرب”. تكتب رجاء عالم بلغت الشغف بالكتابة، تكتب بمتعة تتسلل إلى قارئ مهيئ للخضوع لسحر الكتابة واللغة، وعندما يصل هذا الحد يقع أسير عوالم يركض خلفها ولا يستطيع رؤيتها على حقيقتها، عليها غلالة من روح باطنية، غلالة تضعك دائماً في حالة العجز عن اللمس
روائية سعودية ينسب لها الفضل في توثيق البيئة المكية/الحجازية في رواياتها . تختص رواياتها بسردية رمزية صوفية/غنوصية عميقة، وفق رؤى كونية مفتوحة.
من أعمالها الروائية الشهيرة
- سِتر. - حَبَى. - موقد الطير. - خاتم. - سيدي وحدانة. - نهر الحيوان. - الرقص على سن الشوكة. - الموت الأخير للممثل. - ثقوب في الظهر. (نص مسرحي). - أربعة - صفر. ـ طريق الحرير. ـ مسرى يا رقيب. _ طوق الحمام ( حصلت بها على جائزة البوكر العربية 2011)
وقد كتب عن أعمالها كتابات نقدية كثيرة من أهمها مايأتي:- ـ ماورد في كتابات الدكتور عالي القرشي ومنها ماورد في كتابه نص المرأة, وكتابه حكي اللغة ونص الكتابة ووبحوث المؤتمر الثاني للأدباء السعوديين. ـ ماورد في موسوعة مكة المكرمة الجلال والجمال ـ الجزء الثاني أكثر من بحث للدكتور/ عالي القرشي، والدكتور/ أحمد جاسم الحسين، والأستاذة/ نورة المري. بحث للشاعر الدكتور / عزت محمود علي الدين بعنوان : الخطاب الروائي ومضمرات النص ـ مقاربات حول بنية الشكل وأبعاد الموقف عند رجاء عالم (سيدي وحدانه نموذجا). ـ رسالة ماجستير لمعجب العدواني بعنوان : التناصية في رواية طريق الحرير. فازت في العام 2011 بجائزة البوكر للرواية العربية مناصفة مع الكاتب محمد الأشعري عن روايتها (طوق الحمام)
رجاء عالم قلم بارع، و رغم هذا التدفق اللغوي و المعرفي في قلمها فهو لا يفقد تركيزه بسهولة، تكثيفها اللغوي سبب في تأجيلي القراءة لها فبعض الأقلام يجب أن تكون مستعدًا وفي كامل جهوزيتك للتعرف عليها، تدخل عالمها برهبة و تخرج باحترام، و كذلك واقعها ستدخله بفضول و تخرج منه بمرارة الحقيقة، تترسب في قاع حكاياتها فتفكر مليًا في كل حكاية على حدة، هذا الإصرار في التشابه في الروايات السعودية ستكسر حدّته قليلاً هذه الروائية- شخصيًا كنت أتمناه اختلاف كامل- لكن المجتمع الواحد لا يمكن أن ينجب أبناء يختلفون كليًا، فلا نملك إلا الإستمتاع بالفروق الطفيفة بينهم، تجربة أولى مشجعة.
" مع الكتب فقط تتحرك مريم وسط عقول تعرفها، تجيد مخاطبتها، فلا يعود يعتريها قصور."
" كان يجب أن أعرف أين أترصدكِ، على أبواب مكتبات العالم"
" ربما نخطئ في العثور على كمالنا فنقترن بالنصف الخطأ، لكن و فور مواجهة النصف الحقيقي لا يعود بوسعنا تجاهله"
" هي أنا، تغريني الفضيحة، و لكن يكسرني كسر قلب أمي"
" لا يجري الوقت إلا حين تسابقه داخلنا رغبةٌ جرحٌ أو ألم، و إلا لتحجر الوقت و مات، خارج السباق لا حياة للزمن" " لا تدع الإشاعات تثنيك عن المحاولة، لابد و أن ندفع الباب قبل الجزم بأنه موصد" " الوأد لم يحتل المساحة التي احتلها في التاريخ عبثًا"
" الكلمة سلاح حين يحجبونها أو يطلقونها وراءك"
" القلم و الورقة تحت وسادتي، المكان الأقرب"
" أنا لم أجد مبرراً للهرب من الموت، لا أحد يهرب من موته"
" ما الصمم؟ اهو رفض العالم أن يحدثنا؟
" أحتاج رؤيته في الكفن، لم يبق من نياشينه من لمعة في ذاكرتي"
تكتب بفوقية عجيبة لا أعلم إن كان الخلل في فهمي أو في المكتوب لكنني لم أستطع تجاوز عتبات الـ50 صفحة حاولت على مدار 6 شهور لكنني أفشل دائماً , كنت أجد جهداً كبيراً لربط الجمل ببعضها وفهم المقصود , أهديت نسخه لصديقتي رغبةً مني في رؤية مكامن الخلل بعثت لي بعدها بـ أسبوع رسالة تقول فيها : الله يسامحك صدمتيني في قدراتي الذهنية الخاصة بالإستنباط والتحليل والفهم :)
لذلك وضعت ( ورقة لاصقة) على غلافها وكتبت :
"غير قابل للقرآئة"
ثم وضعته بأعلى رف في المكتبه حتى لا أعود إليه قريباً
ربما أعيد الكره بعد 5 سنوات من الآن لأن جدولي في القرآءة ملييييئ جداً خلال السنوات القادمة ^_^
عالم ستر هو عالم أنثوي بإمتياز ،عالم مربوط بالحجاز..وأحياء الحجاز ..ومقاهي الحجاز .. عالم ..مريم الحجازية وصديقتها طفول التي يعود أصلها للبدو ،هو عالم يدور حول انتفاضة المرأة السعودية على التشدد الإجتماعي ، مريم التي أحبت "بدر الأربعيني" وكان حبها الأول في لندن "لكن فرق السن بينهم وأشياء أخرى "لعب في دور الإنفصال ..لتمر السنوات وتتزوجت "محسن" وتدخل في معاناة زوجية أكثر ..وطلاق. ثم إلى نظرة المجتمع والعائلة لها "في ذلك الوقت "، فتمر بعدها سنوات وبخلال سفرها إلى مصر تلتقي بحبها الأول بدر وتبدأ قصة اخرى .. طفول كانت اقل حظا .. كانت أكثر صمتا كانت تحمل من اسمها ألف نصيب ونصيب فهي من عائلة أكثر تشدد تزوجت ابن طبقة راقية "ابن شيوخ " ،وما جعل منها إلا مجرد جسد على الفراش ، بقدر ما افرغ هو طاقاته لتكون تحفة فنية بقدر ما أفرغت كل مشاريع الحب له ولكن ماكانت إلا مجرد تحفة فنية في بيت "شيوخ " سرعان ما انتهى الزوج بالطلاق واستبدلها ب أخرى ... كثيرا ما تدور في المجتمع السعودي فكرة اختلاف المجتمع الحجازي عن غيره من مجتمعات أي بيئة اخرى بسعودية لعل البعض يربط ذلك بفكرة اختلاط الأول ببشر من مختلف الجنسيات أكثر .. غير أن هذه القصة تخبرك أن الظواهر تختلف على سطح الأرض إلا أن القوالب هي ذاتها ..مشاعر المرأة ، أحلامها ،مشاكلها .. هموم المرأة السعودية .. في المختصر ...لعبة رجاء الأدوار الباقية في الحوارات التي تجري بين الأبطال في إطار أدبي مسرحي فلسفي . فلسفة معرفة معنى الحياة أكثر ،وأنه لا توجد حياة كاملة ولا لوحة كاملة . بل حتى الحب ،الحب في حياة كل منا قضية ستظل تحيرنا ..فلسفة النصف الأخر لنا ،قد نخطئ في العثور عليه فنقترن به ،وفور مواجهة النصف الحقيقي لا يعود بوسعنا التجاهل . بل لعل البعض خلقوا بأكثر من نصف ! .. فلسفة الألم هذا الذي لا شيء يضاهي نجاح الخروج منه ! فلسفة الجسد والروح والنفس .. ....
النهاية كانت حزين سعيد .. فحسب المذهب الحنفي أن البالغة سواء كانت بكر أو ثيب فليس لأحد ولاية النكاح ،بل إن تباشر عقد زواجها ممن تحب بشرط "التكافؤ" .. في السعودية حتى الثيب لا تستطيع تزويج نفسها إلا بشروط معينة وقد تحدث الماجد مؤلف كتاب "أسوار الصمت " وفصل في هذا الأمر ..
هذه القضية كانت الخاتمة للرواية هي محاولة إحدى البطلات في هذا الموضوع لعل رجاء احبت إرسال رسالة مبطنة .. أن محاولة المرأة السعودية بأخذ حقوقها ستظل مستمرة ..بالمحاولة شرف وإن فشلنا .
لغة رجاء عالم تراثية بحته لم تفتقدها هنا .. لكن كانت أقل مقارنة ب"رواياتها الأخرى " في كل 50صفحة تدور الرواية على مناقشات معية ،مناقشات تميل للوجودية أكثر ... شئ عن النصف الأخر ،...شيء عن الحياة والحلم ..،وشيء أخر عن ما تتعرض له المرأة السعودية من عادات وتقاليد يبدو أني حرقت الرواية :/ ع العموم أحببتها جدا ...
في البداية .. ماهذا يا رجاء ؟؟ أتعبتي الكاتبين والقُرّاء من بعدك يا شيخة :(
أشعر أن مقاييسي لتقييم لغة الروايات ستختلف جدًا بعد هذه .. ما هذه اللغة ؟؟ ما هذه التصاوير والتراكيب ؟؟ أريد أن استعير عين رجاء ليومٍ واحد فقط أو حتى خلية واحدة من تِلك التي تشتغل بالمعنى واللغة .. كيف ترى العالم هذه المرأه.. كيف ؟؟ هذه الرواية نبّهتني إلى الأشياء الكثيرة التي تفوتني في الحياة .. أشعر أني لم أعِش لم أحيَا لم أقرأ من قبل لم أكتب شيئًا.. تُشعِرُني بالصِغر!! لذلك ربما أخذت مني وقتًا أطول مما ينبغي لقراءتها .. وقرار القراءة مرّة أخرى لرجاء سيأخذ مني تفكيرًا عميقًا وشجاعة أكبر ..
هي رواية عن الحب، لا بل هي عن الكبت، بل هي رواية عن المرأة، إنها رواية عن كل ذلك.
بقلم أنثوي شديد البراعة، وحس مجتمعي بقضاياه، قدمت لنا رجاء عالم صورة حيّة عن المرأة السعودية أو لنقول شريحة واسعة منه، وما تعانيه في ذلك المجتمع، ألا تمتلك القدرة والحرية على الحب ما بالك بالبوح به، ألا تمتلك القدرة على أن تقود سيارتها الخاصة، ما بالك بأن تعشق رجل؟
بلغة عذبة كالماء الذلال وتصوير نابض بالحياة قدمت لنا الكاتبة نماذج مجتمعية شديدة الخصوصية، نماذج تعيش الصراع كامل بين حبيب القلب وبين قسوة المجتمع، أن تفعل كل شئ في السر لتصبح لهن حياة كاملة بشخصيات وأحداث وعواطف، وكل ذلك في السر. تكون الحياة الحقيقية نفسها سر مغلق، وإن شاركت سرها أحد فإنه سر أشد خطورة من أسرار الحرب، والتي فشلت المجتمعات العربية في خوضها على العدو فآثرت أن تخوضها على شعوبها.
لغة العمل هي أعظم ما فيه، تلك اللغة الرصينة القادرة على إذابة الحجر، وجعله ينطق، لغة كلاسيكية في أجمل صورها،بلا تعقيد ولا مغالاة ولا ابتذال، هي لا تستدرك عقلك بل تجد عقلك يندمج بكل سلاسة مع الأحداث، لتبدي عاطفك الكامل مع ما تقرأ.
شخصيات العمل وأحداثه روحانية بدرجة مبهرة، تخاطب أعماق نفسك ومخاوفك.
رجاء عالم أديبة محنكة وقلم أنثوي من أفضل الأقلام العربية على الاطلاق.
الله يا رجاء , لغتها متجردة من كل شيء .. سوى الإلهام و الثراء اللغوي الخصبّ , كل الرواية مبنية على تصريفات رمزية مُبهبة الأمر الذي يجعل قضية تحليلها و تفكيكها و إيصال بعضها ببعض أمراً مُتعباً .. و مشوقاً في نفس الوقت , إنها تريد من ذلك إن تترك لخيالاتنا أن تصنع قصصها الصغيرة التي تنتمي في النهاية إلى روايتها الكبيرة . "ستر" عمل يورد أفكاراً جريئة أظنها من قناعات الكاتبة .. فهي تسعى بشخوص الرواية نحو البحث عن فرجة للتنفس بحرية في مجتمعنا السعودي دون أن تلحظهُن عين الرقيب و المسؤول لتمارس كلٌ منهن طريقتها في العبث . العمل مُشبع بالعاطفة و بتحليلات فلسفية على ظواهر إجتماعية عديدة . طريقة السرد في العمل خلابة و شهية .. و كأن عدسة مُخرج تتنقل بين كل زوجين لتنقل لنا جديدهم من الأحداث و المشاعر ثم تعود بنا للزوجين الآخرين في المشهد السابق . تسحرني دائماً فكرة الكتابة عن المكان خصوصاً حينما يكون هذا المكان هو : الوطن , وطنكَ أنت .. و رجاء رائعة في وصف الأمكنة و تفصيلها , في وصفها لجدة وَ الرياض .. و للجزيرة العربية وَ الصحراء الملتهبة . لديها تلك الميزة العجيبة في تغليف مشاهد الحب وَ العُري بتشبيهات لغوية صارخه .. مما يضفي للنص قيمة لغوية عذبة .. و يفتح للخيال نافذة للوصول . لغة رجاء موغله في التفاصيل و التشبيهات البلاغية . وَ بين قصة " مريم " وَ " طفول " أظنني قد وقعت بحبيّ لقصة طفول فتسلسل الأحداث فيها شيق , رغم إن قصة مريم فاتنة في نهايتها . أما نهاية الرواية فقد كانت متوقعه و غير متوقعه في ذات اللحظة . "ستر" بالنسبة ليّ كانت بمثابة جلسة تعارف مع رجاء و أسلوبها و طريقتها في الكتابة و السرد .. و بعدما ختمتها أجدنيّ مفتوناً بها و بطريقتها لذا ��أسعى لقراءة أعمال أخرى لها حتى أتعرف عليها أكثر و أتأكد من إعجابيّ بها . جميلة لمن يعشقون رمزية السرد !
اجد من الظلم أن أضع أقل من ثلاث نجمات لعمل يحمل اسم رجاء عالم كاسم . هذا ولكنني حقيقة لم أحصل على المتعة التي اعتبرها أهم ركائز الرواية ! بل الركيزة التي لن أغفر غيابها
اعجبتني ستر وادخلتني في عالمنا الممنوع وتقاليدنا المفتعلة ونحن نعرف في داخلنا انها مقيتة ولكنه حب التسلط الذي نتنازل عنه بكل سهولة من اجل مصلحة....عرت الواقع المرير وكشفت ما هو مبطن في مجتمعنا فاستحقت جائزة على روايتها الهادفة الممتعة...جيدة وتشكر على هذا المجهود الذي وازن القيمة الادبية مع قيمته الفنية
عهدي بلغة الرواية ما يسهل قراءته ، ما تجده ينساب كالماء ، و ينفذ إلى القلوب دون عناءٍ من المتلقّي ، أو تكلّف من الكاتب . ربما في لغتها الصعبة ما يُحسب لها ، ما يجعلها من الكاتبات اللائي تمكّنّ من اللغة ... لكن هذا جعلها تفشل أمام الكثيرين ! أحجيّات ! أحجيّات و ألغاز ، مرهقة و متعبة و بحاجةٍ لمجهود كبير لفهمها و ربطها ببعضها البعض . لم أستمتع .. لم أستمتع لا بالقصة ولا باللغة ! . مثال بسيط : "تقلّص عصبٌ على صدغه ، ذاك البريق قدح على وجهها ، جحافل محاربين سرتْ من نظرته لوجهها تحارب الغيمة ، يعرف حاجتها لنطق الغيمة لتجسيدها خارج قلبها ، خارج منطقة الهشاشة ، منطقة الرعب .!!!! ما هذا ؟ هذا هو الرعب بذاته .
تكتب رجاء بلغة "فخمة", عصيّة, مليئة بالتشبيهات والتصاوير. القراءة لها عمليّة مجهدة تتطلب تركيزاً عاليّاً. بدأت بقراءة هذه الرواية ثم توقفت لأعود أكملها بعد عدّة أشهر. في البداية كنت أضيق بالاستعارات والتوريات, كنت أصاب بالملل كلما فتحت الكتاب, كنت أرغم نفسي على استئناف القراءة حتى اعتدتُ الغموض الذي يلف أجواء الرواية. بل بالعكس, بات هذا الغموض يحرضني على السير أكثر. لم يعجبني سير الأحداث بقدر ما أعجبني أسلوب الكاتبة. في المجمل: القراءة لرجاء كانت تجربة ممتعة, مفيدة, ثريّة أنوي تكرارها ثانية.
أولًا: الاستمتاع بأي رواية مسألة نسبية تختلف من شخص لآخر. ثانيًا: صدمات البدايات تُشكّل القالب العام. وأنا إلى الآن مازلت مصدومة بما طرحته الصانع في بنات الرياض. البلد يحفل بالكاتبات وكل كاتبة يختلف اسلوبها وطرحها عن الكاتبة الأخرى. لكن نون النسوة في هذا البلد ..مشوار طويل لا يخلو من الخيبة.
رجاء عالم, تكتب بطريقة حرفية, طريقة يعتبرها البعض صعبة وغريبة وغير مفهومة لكنها "شاطرة".. يقول عنها محمد حسن علوان: روائية محترفة ولكني لم أتعمق لقراءتها, وعالمها الروائي رغم احترافيته، ليس من النمط الذي يشدني... القـراءة لها شيء متعب! لها جمهور محدد وعلى العموم فلو تتبعت آثار روائيي نوبل فستجد أن بعضهم كتب روايات صعبة جدًا وقراءتها مجهدة, هناك من يحب القراءة المجهـدة.. يقرأ وكأنه يذاكر". وهذا ليسَ إستنقاص من رجاء, إنما نقطة تُحسب لها. في رأيي على الأقل.
عمومًا.. جاءت "ستر" قريبة من "بنات الرايض", لا يمكننا بأي حال أن ننفي هذا الشيء التشابه كبير جدًا ولا أحسبه والله توارد أفكار. هذا لا يمكن, مطلقًا من استهداف الطبقة الارستقراطية في الروايتين, شريحة واحدة, باختلاف قليل في طريقة التوّجه إليهما ومنهما. الفرق أن الأولى بنات جدة والثانية بنات الرياض.
في "بنات الرياض" كانت اللغة ضعيفة, لكن الصانع لم تأتِ بشيء من عندها, هي طرحت الأمر كما هو.. أما هنا فـ تعلو كفّة رجاء عالم باللغة التي استخدمتها, اللغة باهرة, والتصويرات "ملوّنة".. لغة أدبية عميقة -
"تضع رجاء في روايتها ستر إصبعا على مفاصل كثيرة في المجتمع. القضاء، الإرهاب، الهيئة، التعاملات الخفية، الشيوخ، الجنس، الثقافة، العمل، الخيانة، الهداية، الوضع الأجنبي في البلاد. الحاجة للسائق الذي هو أيضًا من لحم ودم ورغبة، الزواج، نحن في وعي الآخر، افتراضية العوالم الإلكترونية وانقطاعها عن العالم. والكثير الذي يمكن للقارئ تتبع أهميته.
مثل لكز البخور الحثيث لباطن الصدر. من الممكن أن يأتي في كل مكان.. وفي أزمان عدة.. يذهب لآخر الأرض ويعود. لكنه لا يبقى نفسه. أسطورياً موحياً ولا يتنازل عن نفسه وإن بدا أن له وفيه عثرات كثيرة". * ضياء يوسف.
حينما انتهيت من قراءة الكتاب ، قفزت إلى ذهني فتحيّة الصقري وهي تقول :
" أحبك وتؤلمني إضائتها القوية في روحي " ، وأفكر في أن هذه الإضاءة التي تسببت بها قرائتي لرجاء آلمتني .
وأنني حينما انتهيت من الرواية شعرتُ بأنني مرهقة عاطِفياً وبأن مشاعري " تعرضت للضوء " ، أكثر مما ينبغى ، وبأنه " عيناي غائمتان لكثرة ما قرات وأوجعتني المعرفة " .
قبل يومين قرأت سؤالاً في تويتر يقول " ماهي الشخصية الأدبية التي تود لو أنك تعيش حياتها " ، وتذكرت مريم بطلة الرواية ، كيف أنني وجدت نفسي مكتوبة بشكل حقيقي على الورق مع فارق التجربة كيف أن كل أفكاري ، تصوراتي عن الحُب والحياة والعاطقة والرجل كانت مكتوبة ومصاغة بشكلٍ حقيقي على الورق ، تقول رجاء – والإقتباسات هنا على لسان البطلة والتي يا للمفارقة تمتلك مثل اسمي : " أنا زهرة كرنب ملفوفةٌ وملفوفةٌ على رغبتها في المحبة / يالله امسح بيدك على طراوتي دللني كما أتوق للدلال الآن وهنا في كل بقعة شمسٍ أو ظل نعبره / أفزعها كم تبدو باهتة في كلماته . حتى منطقيتها غادرتها / الكلمة الأولى التي ينطقها رجل هي الكلمة التي تخشاها مريم . لأنها تأتي مثل طلقة توقع قلبها في الحُب أو الحياد / منذ أن ولدت وأنا ألهث وراءك . وخطوتك واسعة مثل عملاق مشتعل الذيل / شكل الرجل لم يعن لها قط شيئاً يتكلم فتقع في أو خارج عشقه / نتزوج تخيفني هذه الكلمة / بفرط تفانيك في حبي ، بعيونك الشاسعة التي لا تُسقط حبيباً "
أقيّم هذه الرواية بخمس نجمات لأسباب عاطفية بحتة ، وأعرف أنني كلما شعرت بذاك الإضطراب المخيف في عاطفتي رجعت إليها مرّة ثانية ، أحببت رجاء في ستر أكثر من رواياتها السابقة ، حيث الإبتعاد عن المجاز الفج والصارخ في رواياتها الأخرى ، أحببت الواقعية في الحديث عن فكرة المرأة إزاء الحياة والمجتمع ، الجسد والرجل ، وأن هذه الرواية ستظل دائماً أثيرة ومصطفاة في قلبي .
روايةُ سِتْر.. لمْ يقدر هذا العنوانُ المُلتحفُ على عوراته من أن يُغطي صدرَ الحقيقَة المُبتغاة..! فهذهِ روايةٌ مُفخخة، ملغمةٌ مليئةٌ بالأسئلةِ الاستنكارية التي تقذفُ بقارئها إلى شجرة الفردوس، شجرة المَعرفة التي رَمتنا على الأرض.. ولكن هل كانت هي السبب الحقيقي، أم أن هناكَ سبباً ماورائياً.؟! مجردُ استطراد..
كتبت رجاء بقلمٍ ممشوقٍ يغوصُ في غورِ ��لحَقيقة المُغيبة مُجتمعياً، المُنسوفةِ بحكم العادة والقبيلة ونقص النضج العقلي -إن صحَّ التعبير-.. عندما تقرأُ لها، تجد بأنها تطرح قضايا مثيرة للنقاش -الديني خصوصاً- كالفردوس، وولاية الثيب في تزويج نفسها، و ماورائية آدم وحواء والحكمة الإلهية التي قذفت بنا على هذهِ الأرض.. تُرسلها لكَ بقلمٍ محترفٍ يعرفُ كيفَ يتسلل إلى عقلكَ دون أن يُسبب لكَ الرفضَ القاطع من أوّل الأمر.. تُعري الفكرةَ برشاقة، تُجردُها من لزوجةِ العصبية الدينيّة والأفكار السائدة البالية.. لتجدَ نفسكَ وحيداً؛ يُعاقرُ عقلكَ الفكرة قبل قلبك..!
هذهِ الرواية مُترفة، ومن الطِّراز�� الفاخر.. أنصحُ بقراءتها
ابتاءاً أعلن عن وقوعي أسيراً لغلاف الرواية ، وهذا ما خطفني نحوها منذ النظرة الأولى - وإن كان إسم رجاء عالم سبباً في ترددي للحظات- فتجربتي السابقة مع رجاء لم تكن مشجعة في طوق الحمام .. لكن هنا استمتعت كثيراً بجمال اللغة في النصف الأول .. وفي النصف الثاني اصابني الملل ، احتجت لحدث يستثيرني لأركض خلفه لكني لم اجد . تبقى الرواية جيدة "أدبياً " . لا أعرف لم ارتبكت حروفي حين انهيتها واقبلت على كتابة رأيي فيها . كان بداخلي ما هو افضل قبل قليل . لكن يبدو أن لفخامج رجاء أثر حتى على كلماتي .. رهيبة أنتي يا رجاء !
ما يهمني في الدرجة الأولى في إطار اشتغالي بالنقد أولا و باﻷدب و اللغة هو اللغة و كيفية استغلالها لأن هذا ما يعول عليه في النص الأدبي اولا و أخيرا .. إنها اللغة عشقي و جنوني و هذياني و بوصلتي صوب التيه المدوخ .. صوب صوفية العشق .. صوب العلامات الكونية التي أمضي وراءها بلا هوادة .. رجاء عالم إذن استطاعت أن تعزف سيمفونية لغوية أدهشتني حقيقة .. تجاوزت توقعاتي فعلا
ستر .....لم أستغرق بحياتى كل هذة المدة فى قراءة رواية وجبة دسمة لدرجة التخمة رغم أنها لا تتعدى 300 صفحة ...لغة أدبية مفخخة وفخمة لحد التعقيد ...أنهكتنى للغاية تلك الرواية وظننت أننى بالنهاية سأكافأ على تعبى معها بنهاية تناسب ذوقى ولكننى وجدت بإنتظارى نهاية صادمة بإنفتاحها حتى أننى أخذت أقلب فى الصفحات النهائية لعل وعسى أن أكون قد فوت النهاية الأساسية بين أحد السطور ...لست نادمة لقراءتى لستر فلغة الكاتبة جديدة علىّ وتعلمت منها الكثير ...فكرتها تنضح إبداعاً وكشفت الستار عن كثير من أجواء المملكة التى لا يعرفها الكثيرين سواء طبيعة البشر وطبيعة الأماكن ......ما ضايقنى هو الحوارات العامية شعرت أن الرواية كتبت للسعوديين فقط...وكما قلت النهاية الصادمة, إذا كنت متفرغاً ومركزاً بشدة وعندك النية لحل الألغاز فستر هى أفضل ما تقرأ.... ... ... ....
اكثر ما أعجبني في الرواية بالأضافة للقصة واللغة الراقية هي طريقة تسلسل الأحداث . أيضا بعض التشبيهات الرائعة التي استخدامتها الكاتبة لوصف بعض الأحداث .
من نقاط الضعف والقوة في نفس الوقت في الرواية هي التعمق في الوصف . في بعض الأجزاء كانت طريقة وصفها اقرب لتصوير دقيق لكل لحظة في الرواية . بينما كانت في اجزاء اخرى وصل تفصيلي ممل اجبرني على القفز عدة اسطر بحثا عن بداية الحوار
كلمات منمقه الى درجه الضياع احيانا للبحث عن المقصود فتيات حالمات عشن فوق الغيوم وكأنهم لن يمشوا على الارض الا اذا تزوجوا مهما كان هذا الشخص وضيع الروايه اطار جميل وصورة باهته لم تعجبتني
أستمتعت جدا بكتابة رجاء عالم المميزة تعبيرها عن مشاعر شخصياتها النسائية فى مجتمعهم المحافظ و سيرهم و سط تركيبات معقدة . كتابة رجاء عالم بتحتاج مجهود و وقت فى القراءة لكنه مجهود ممتع . استمتعت ايضا بالتصميم المميز للغلاف و الورق الأصفر . تبدو الرواية و كأن كل شئ فيها تم انتقاءه بعناية بداية من الكلمات و حتى ورق الطباعة .
رغم أن الرواية جميلة بمضمونها فهي تعرض ما تعانية شريحة واسعة من المرأة في المجتمع السعودي ، ذلك المجتمع الذي يسلب المرأة كل حقوقها ويصادرها بإسم الدين والدين منه براء ، الا أنني وجدت أن لغة الكاتبة مليئة بالتشبيهات والصور البلاغية التي أجدها متكلفة مما جعل قرأت روايتها تحتاج الى مجهود قد يصيبك بالملل ، وكما قال أحد القراء إنها عرض عضلات لغوي فضاعت الرواية وسط التشبيهات والتشبيهات الاخرى
أول رواية أقرأها لرجاء عالم، ولا أظنها الأخيرة. رغم بهت رسم شخصيات الرواية، إلا أن الإثارة والرغبة كانت لامعة الألوان! قلم رجاء مميز، استطاع رسم تلك الفترة من السعودية التقليدية والمتخبطة! فخارج الحدود نحن نتنفس ولكن داخلها نحن منافقون لا محالة. رواية تستحق القراءة والتحليل والنقاش أيضاً