En aquest poemari, la poeta siriana Rasha Omran passa comptes amb la solitud amb un llarg poema-riu, en què un alfabet d’imatges ondula a través dels versos i cristal·litza en estrofes pictòriques i impactants. M’he posat la seva camisola, que havia deixat a l’armari encastat, i me n’he anat a dormir. Ala nit, m’he despertat amb el so de la respiració d'un home, amb la cara embolicada en fils de llana basta, que dormia al meu costat. Quan m’he tret la camisola, com a continuació del ritual nocturn, l'home s’ha alçat del llit de sobte i ha marxat, i jo me n’he tornat a dormir. L'endemà al matí, m’he trobat la camisola plegada dins l'armari, i, sobre el llit, una bola dellana de fils bastos que els dits de la dona que habitava la casa abans que jo desfeien amb una habilitat sorprenent, per a després teixir-los de nou en forma d'home petit, de peus grans i rostre sense trets.
أصوات من عرفتهم ذات يوم تناديني ألتفت لا أجد غير الفراغ ، وترجيع تلك الاصوات الأليفة أفكر بقلبي الذي حولته الايام الي تفاحة قديمة يسهل هرسها بالاصابع ، افكر بأحلام تعرض علي نواصي الأرصفة كقمصان رخيصة . . رشا القريبة للقلب / ما بين اربع نجوم وثلاث
❞ أحدق جيداً بي، أراني في النساء اللواتي يجلسن خلف النوافذ المغلقة يراقبن العابرات في الشارع وبجانبهن فناحين قهوة منكهة بالحسد، أراني في الحبيبات المهجورات اللواتي يدعين الابتسام كي يخفين دموع الاكتئاب المالحة، أراني في العشيقات السريات اللواتي يشترين ملابس فاضحة في انتظار عشاقهن الفاشلين، أراني في الزوجات المطمئنات اللواتي يميزن رائحة نساء أخريات على أجساد أزواجهن فيصمتن احتراما لدورهن في سيرة الخديعة، أراني في النساء الوحيدات اللواتي لا يطرق بابهن أحد ومع ذلك يضعن عينا ساحرة أعلى الباب كما لو كن يكملن حكايا الانتظار، أراني في الشاعرات اللواتي يقررن الانتحار حين يدركن أن لا شيء في الحياة بات مهما للكتابة عنه، أراني في الراقصات اللواتي يراقبن ترهل أعمارهن ويقسن الزيادات حول خصورهن بعدد عشاقهن الغائبين، أحدق جيدا بي، وأراني في كل تلك النسوة أنا التي لا يراني أحد، وإذا ما مررت يتجاهلني الجميع كما لو كنت عواء حادا في برية لا يذهب إليها أحد ❝
بصورة عامة، لم تثِر هذه الأشعار اهتمامي بشكل كبير. جسدت صورة للوحدة وللملل بشكل دقيقة فشعرت بملل وأنا أقرأ.. أعترف بأن يوجد مَن يعشقون هذا النوع من الكتابة لكني لست منهم.. يعني من الزوايا الإيجابية أنها عكست التجارب اليومية لمرأة خمسينية وحيدة. لا شك أنني استفدت من سماع عن معاناتها كوني رجلا ثلاثينياً، ولا شك أن الكثير من المجتمعات تهمل وتتجاهل المرأة الخمسينية خاصة إذا لم يكن لديها أولاد أو عائلة، وهذا الواقع يعكس أن الذكورية ضد الإنسانية تماماً.. كذلك الكاتبة مرأة سورية لجأت لمصر (بعد بداية الحرب الأهلية السورية، على ما أتذكر). تشير بعض الأحيان إلى ذكرياتها الصادمة والمؤلمة عن وطنها، إلى أن التيما الرئيسية هي الوحدة واليأس كمرأة خمسينية تسكن لوحدها في القاهرة.
قصدي فوق أنه رغم أنني قيّمت هذا المجموعة الشعرية بنجمتين فقط، إلا أنني أقدر وجود هذه الأشعار وهذا الصوت الشعري. جعلني أفكر في إحدى أقاربي ظروفها متشابهة إلى حدٍ كبير، وتواجه نفس النظرة الدونية من قبل بعض الأشخاص الذين لا يحترمون مرأة إلا لو أنجبت طفلاً... وهذه العقلية بشعة حقاً.
أما بالنسبة لأساليب الكتابة، وجدت أني كنت أفهم تقريباً كل شيء رغم كوني طالب يدرس اللغة العربية، بينما الكثير من الشعر يصعب علي الفهم أو يتضمن مفردات نادرة. بعبارة أخرى، اللغة هنا بسيطة ومباشرة. تدمج الكاتبة بين الواقعية وعدد قليل من التخيلات السيريالية، كما أنها تعتمد على أدوات مثل الأنسنة والتشبيهات وموتيفات متكررة (المرآة، السرير، النافذة، الدموع، الورود الذابلة، إلخ) لتبني بيئة خانقة وقاتمة. كذلك تشير إلى الشاعرات الوحيدات أو النساء الوحيدات بدلاً من استخدام صوت المتكلم. وهذا أعطى نبرة مختلفة، كأنها (أو الصوت الشعري، على الأقل) تشاهد حياتها عن بعد وهي لا تحس إلا بالخدر العاطفي والإحباط. فضلتُ عندما أشارت إلى النشوة والرغبات التي ما زالت موجودة عندها وإن أصبح من الصعب إيجاد رجلٍ من أجل إشباعها.
في نهاية الأمر، يوجد احتمال كبير أن يقيّم قارئ آخر هذا العمل بثلاث أو أربع نجوم، وقد تعني أكثر بكثير لمرأة في نفس الفترة السنية في نفس المجتمع. أما بالنسبة لي، أردت أن يعجبني هذا العمل أكثر، إلا أني وجدته مملاً بعض الشيء ومختلفاً عما أفضل أن أقرأه (أي روايات ملأى بالأحداث ومفاجئات وشخصيات متنوعة). لم أجد في هذه المجموعة كثيراً من التنوع أو كثيراً من الأبعاد بل بدا لي أن الكاتبة تلتزم بنفس التيما.
أريد أن أقول كلمتين عن الفكرة العنوانية لكتاب "التي سكنت البيت قبلي".. هذه الفكرة فعلاً مشوّقة ومن الناحية الشخصية، أتذكر رؤية بعض الآثار التي تركها الساكن السابق في شقتي السابقة.. ما هو الحوار الذي قد يبدأ في التخيل، بين المستأجر الحالي والمستأجر السابق الذي يتخيله؟ كيف يمكن أن يجد نوعاً من التضامن مع ذلك الشخص الغائب؟ اعتماد الصوت الشعري على المستأجرة السابقة رغم غيابها (ووفاتها) يشكل دليلاً مؤلماً على مدى وحدتها. وهذه الوحدة، كما أشرت إليه أعلاه، مرتبطة بنظرة المجتمع للمرأة المتوسطة العمر، مرتبطة بالذكورية وقيم لاإنسانية أخرى. يبدو لي أن الكاتبة قد حققت غرضها في هذه المجموعة، في نهاية الأمر.
ها هي بعض الاقتباسات التي استوقفتني:
وحدهما عيناك كانتا جافتين، جافتين وجامدتين، كعيني حوت صغير اختار أن ينتحر على شاطئ لا تربط به أية صلة
***
من هي تلك المرأة التي لها نفس جسمي جسمي الذي يصبح بخفة الفراشة حينما أذهب للرقص وفي البيت يتكور ويثقل كقوقعة تحجرت بفعل الزمن
***
كيف أشرح لها أنني أنام وحيدة كل يوم؟! وأنّ ما تراه من رطوبة على سريري ليس سوى دبق الكوابيس
رشا عمران تكتب الفراغ! تكتب حالة الغياب بين الحلم والواقع، بين الخيال والحقيقة. حالات التفكك، وهشاشة مواصلة الحياة المُغرقة في التعب. الله! بمدى حساسية هذا الديوان في اقتناص صور المرأة في وحدتها! هذا ألم رشا، ألم النساء كلهن..
تكتب رشا عمران عن الوحدة ،بشكلها البارد والموحش ، الكئيب والمخيف ، وإن كانت بعض ثيمات القصائد مكررة بعض الشيء . ديوان جميل ، بس أصابني بشويّة قمتة وكآبة .
تسعى الشاعرة السورية رشا عمران، فى ديوانها الجديد "التى سكنت البيت قبلى" إلى رسم لوحة لحياتها، يطالعها قارئ الديوان الصادر عن منشورات المتوسط فى إيطاليا، ضمن مجموعة المتوسط "براءات"، وهى مجموعة إصدارات خاصة فقط بالشعر، والقصة القصيرة، والنصوص، أطلقتها المتوسط احتفاء بهذه الأجناس الأدبية.
وفى هذا الديوان تمعن رشا عمران النظر فى الوحدة، تتغلغل فى أدق تفاصيلِها، فى محاولةٍ لفهمِها وفكفكة رموزِها، ولصعوبة هذا التمعن ومشقته، تحاول خرقه بخلق شخص آخر فى المكان، فتختار تيمة لمجموعتِها، تمنحها بعدًا إضافيًا، وزاويةً جديدةً لرؤيةِ هذه الوحدة، الثيمةُ التى اتخذتها رشا عمران عنوانًا للديوان.
تقول رشا عمران: فى خزانة الحائط
ثمة دفتر قديم
وجملة واحدة فقط مكتوبة بخط قلق: وحيدة.. كيتيمة تشتهى أن
يمشط أحد شعرَها المبلل
الجملة التى كتبتها المرأة التى سكنت فى المنزل قبلى وضعت فوقها
خصلةَ شعر بيضاء رقيقة ورحلت.
كل ما فعلتهُ أننى كتبت اسمى تحت الجملة وعلقت الورقة على
الحائط الفارغ
ثم أخذت مشطًا وسرحت خصلة الشعر البيضاء الرقيقة
وهكذا
كنتُ أعيدُ المشهد كلّ يوم
كما لو كنت أسلى وحدتي
كى لا تبدأ بقضم
أصابع قدمى.
تنحو نصوص "التى سكنت البيت قبلى" منحى مختلفًا قليلًا عما نطالعه فى الشعر السورى تحديدًا فى هذه المرحلة، إذ تذهب النصوص باتجاه الحديث عن الشخصى الذى تعيشه الشاعرة، والذى يعطى انطباعًا بأنه شخصى بالمطلق، ولا يحاول ادعاء أكثر من ذلك، لكن الحال، أن هذا الشخصى فى قصائد المجموعة، ليس مفصولًا عن سياقٍ عام، أوصل الشاعرةَ إلى هذه الوحدة التى كتبتها بدقة وعناية شديدتين.
أفكرُ أحيانًا
أن النساء الوحيدات يشبهن الشرفات النافرة
يتسعنَ لأحواض الزرع
ولحبل الغسيل المزدوج
ولكرسى وحيد يعرف الفرق بين الشموس وضوء القمر.
على هذا النحو ترسمُ رشا عمران فى مجموعتها لوحة لحياتِها، تحاول استثمار كل لحظة فى التفكير فى هذه الوحدة القاسية التى تعيش. خلالَ مئةٍ واثنتى عشرة صفحةً من القطع الوسط، هى حجم مجموعتها "التى سكنت البيت قبلى".
أفكر أحيانًا أنني تمثال وأن حجري عصي على الزمن وأن النحات الذس قدّني مكّن قدميّ من الأرض أفكر أحيانًا كم أنا ثابتة وكم جذعي قوي ويداي قاسيتان أفكر أنني حين أضجر أحيانًا أمد كفي القاسية كي يستند عليها طيف عابر حينها يهتز الجذع القوي كضوء فتيلة تعرض للهواء أما القدمان المتمكنتان من الأرض فتهبطان كق��مي متضرعة أفكر وقتها أنني لست سوى تمثال من الشمع وأن وهجًا قويًا يكفي لإذابتي وأن ما ظننته ثباتًا ليس أكثر من مسمارين قديمين دخلا في باطن قدميّ وأعاقاني عن الحركة هكذا يمكنني أن أفسر بقع الصديد الجامدة على أرض غرفة النوم البقع التي تخلفها حركتي الصعبة وأنا ألاحق الوهج الذي يخاتلني على السرير الوهج الذي عادة ما تدعي النساء الوحيدات أنه ليس أكثر من طيف عابر يلاعب عزلتهن الدائمة ...
لم ينتبه جيدا أن الفارق في العمر ليس في السنوات عينها ولا في ثنية الجفن أعلى العيون الحزينة ولا في ارتعاشة الأصابع وهي تمسك كأس النبيذ الرابع ولا في أثر السجائر على الصوت الخافت لم ينتبه أن فارق العمر يكمن تماما في الملابس السوداء الملابس التي تحفظ سيرة الموت وترددها وهي تنتقل من القامة إلى الكرسي القريب أما ما يستلقي على السرير فليس أكثر من جسد محنط محشو بالتعاويذ وكمان للفراغ المحيط الذي يمنع عنه خيبة الأمل.
@ أعشق الشعر وأذوب فيه استعراته ومجازاته وصوره الانسيابية التي قرائتها من النوع الرفيع واللغة متقنة بديعة ولكن أعيب فقط عليها تكرار المواضيع مرارا، خاصة في النصف الأول من الديوان.
عشت مع هذه المجموعة الشعرية الصغيرة قرابة ثلاث أشهر. نصوص جارحة، و هناك تنهيدة طويلة تخرج من جوفك بعد كل نص تقرأه و ندبة تنطبع على جسدك. مشاعر الوحدة، الوحشة، الخيبة و الانكسار، مكثفة و صادقة. هذا الألم الذي تعرفه النساء، النساء الوحيدات تحديدًا، كتبت عنه رشا عمران لتجعلنا بعدها واقفين مشدوهين لا نعرف ما الذي يجب فعله بعد كل ذلك.