Jump to ratings and reviews
Rate this book

شفاء القلب الجريح بشرح بردة المديح

Rate this book
الكتاب هو شرح لقصيدة البردة للبوصيري. أما المؤلف شارح القصيدة فهو محمد الطاهر ابن عاشور الجد (ت 1284 هـ - 1868 م)، تعليق حفيده الإمام محمد الطاهر ابن عاشور (ت 1393هـ - 1973 م)، تقديم ومراجعة عبدالوهاب الدخلي وجمال الدين دراويل.

وهي من ضمن سلسلة "أمهات الكتب" التي تخرجها وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية.

343 pages, Paperback

First published January 1, 2008

8 people are currently reading
91 people want to read

About the author

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
8 (57%)
4 stars
0 (0%)
3 stars
4 (28%)
2 stars
1 (7%)
1 star
1 (7%)
Displaying 1 - 3 of 3 reviews
Profile Image for أمل..
205 reviews53 followers
April 26, 2024
هذا من الكتب التي بعدما تنهيها، تكون مجبرًا على إعادتها مرةً أخرى❤️

Profile Image for Shaimaa.
253 reviews103 followers
November 4, 2022
أُريدُ أن أبكي والله
علّني أكتب مراجعةً قريبًا
قد يكون الكتاب شفاءً لجرحٍ في قلبي؛ غيرَ أنّه فتَحَ فيه جروحًا أخرى

وائذَن لِسُحبِ صلاةٍ منكَ دائمةٍ // على النبيِّ بِمُنهَلٍّ ومنسَجِمِ
ما رنَّحت عذباتِ البانِ ريحُ صبًا // وأطرَبَ العيسَ حادي العيسِ بالنَّغَمِ

والله لا أدري من هو حادي عيسي؛ أهو البصيري بمتنه المعذِّب أم العلامة محمد الطاهر بن عاشور بشرحه، أم مازن المبارك ومحمد العوّاد بتحقيقهما ومراجعتهما.
الله أسأل أن يرحمهم ويغفر لهم ويجازيهم بالإحسان إحسانًا.

شفاء القلب الجريح، وأيّ جريحٍ لا يلوذ بكم؟
Profile Image for Abrar Makki.
19 reviews1 follower
October 10, 2024
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ذي المنِّ القديمِ ببعثة أبي القاسم الأمين، رسولٍ يزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة، فاختاره، مبعوثًا من تِهامة، آمرًا بالاستقامة، حبيبي، صاحب التاج والعمامة، واللواء المحمود والشفاعة المُرامة، المصطفى المجتبى من بين الرسل أولي السيادة والإمامة، وهو -صلى الله عليه وسلم- القائل: «إنَّ اللهَ اصْطَفى كِنانَة من وَلَد إسماعيل، واصْطَفى قُريشًا من كِنانة، واصْطَفى بَني هاشم مِنْ قُرَيش، واصْطَفاني مِنْ بني هاشم، فأنا سَيِّدُ وَلَد آدم ولا فَخْر، وأوَّلُ مَن تَنْشَقُّ عنه الأرض، وأوَّلُ شافع، وأوَّل مُشَفَّع».

فاقَ النبيينَ في خلْقٍ وفي خُلُقٍ
ولمْ يدانوهُ في علمٍ ولا كَرَمِ.

وكلهمْ من رسول اللهِ ملتمسٌ
غَرْفًا مِنَ البَحْرِ أوْ رَشْفًا مِنَ الدِّيَمِ

وكنا بذلك (خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) فأضحتِ الأمم تبعا لنا كما في الحديث "وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة".

محمدٌ سيدُّ الكونينِ والثَّقَلَيْنِ
والفريقينِ من عُربٍ ومن عجمِ

نبينَّا الآمرُ الناهي فلا أحدٌ
أبَرَّ في قَوْلِ «لا» مِنْهُ وَلا «نَعَمِ»

هُوَ الحَبيبُ الذي تُرْجَى شَفَاعَتُهُ
لِكلِّ هَوْلٍ مِنَ الأهوالِ مُقْتَحَمِ.

هو المصطفى ولا عجب، ولقد ذللت نواميس الكون كلها تمهيداً وإيذاناً بالمقدم الأعظم
وجرى الصلاح سلسالًا في نسبه الشريف، من أجداده إلى آبائه فكانوا في زمن شرك واستكبار أحسن قومهم أخلاقاً وأعظمهم مكانًا وأرفعهم مقاما وأعلاهم مراتبا، هاهو جده عبد المطلب تتواتر الأخبار، ويسوق الأثر عنه أنه كان مجابَ الدعوة، مهيبا بين أقرانه، محرما الخمر على نفسه وكان جده هاشماً يلوح النورُ في جبهته، عظيم المفاخر بين السادة: " ..وكان نور رسول الله صلّى الله عليه وسلم في وجهه يتوقّد شعاعه، ويتلألأ ضياؤه، ولا يراه حبر إلّا قبّل يده، ولا يمرّ بشيء إلا سجد إليه. "..
فإن كانت الكراماتُ تُساق إلى الذرية بصلاح الآباء.. «وكان أبوهما صالحا» فإنَّ المعجزة اقتضت، أن يرفع آباء النبيّ قدرًا، برفعة هذا المولود، الذي سيكون ميلاده، ميلاد البشرية من جديد.

وحسبنا شهادة الصادق الأمين، نبيُّنا من لا أحد أبر في قول لا منه ولا نعم، صلى الله عليه وسلم: (لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات) فجعل الله تسلسل نسبه الطاهر من عظيم دلائل النبوة.. فوُلد النور الممتد في البرية، وما في نسبه أبوين التقيا على سفاحٍ قط..

ما زلت بالنورِ من صلبٍ إلى رحمٍ
من عهدِ آدم في السادات تنتقلُ

وقد أقدح الله للإمام البصيري رضي الله فصاغ إرهاصات قدومه بالأبيات:

جاءت لِــدَعوَتِهِ الأشـجارُ سـاجِدَةً تمشِـي إليه على سـاقٍ بــلا قَدَمِ

كــأنَّمَا سَـطَرَتْ سـطرا لِمَا كَتَبَتْ
فُرُوعُهَـا مِن بـديعِ الخَطِّ في الَّلـقَمِ

مثلَ الغمــامَةِ أَنَّى سـارَ ســائِرَةً
تَقِيـهِ حَرَّ وَطِيـسٍ للهَجِــيرِ حَمِي

مولاي صل وسلم دائما أبداً
على حبيبيك خير الخلق كلهم

وبعد

مع انقضاء شهر ربيع الأنوار ومولد المصطفى المختار، الذي عكفت فيه على قراءة كتاب شفاء القلب الجريح بشرح بردة المديح لشيخي الجليل ومعلمي الدليل العلامة الطاهر ابن عاشور الجد رحمه الله شارحاً فيها ما الإمام المزكّي طبيب القلوب، رقيق الفهم دقيق العلم، البوصيري - وكان للشيخان رحمهما الله فضل كبير علي- في بردته المباركة قراءة على مسامع خليلتي وردئي الذي يصدقني لينة خالد شرحا وتتبعاً واستقراءاً بوقفات ملهمة بما تجود به قريحتها الغنية وما أوتيت هي من الحكمة وفضل الخطاب. ومن الاستماع إلى مجلس الشيخ سيدي فوزي كوناتي لبردة الإمام البوصيري بمناسبة مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم في مجلس واحد... فارتأيتُ الكتابةَ تثبيتًا لدعائم ما استقر في نفسي، وما خالج صدري من الحديث وما حلَّ عليَّ من بركة التعرُّض لنفحات مدح المنتخب من كنانة، فأقفِل إليها راجعة إذا نُسيت، وأزيد فيها كلما عدت، فإنَّ ذكر الحبيب لا تنقضي عجائبه

لم تكن أذني تطرب لحديث أهل الحب والعرفان، ولم أذق تلك الكؤوس وما عرفتها والسائرين على دربها قبل، بل كنت أوصد هذه الأبواب، ظني بذلك أني من أولى الألباب، غير الخائضين المغالين، فما كنت من السادة الأبرار العاشقين الهائمين الهاجرين لمضاجعهم، العارفين بالله، في شيء، وما الناس سوى قوم عرفوه وغيرهم همجٌ همج!
ولكن سرى إليَّ ذات ليلة قبل أعوامٍ قليلة وأنا أحدث سناً، طيف من الهوى فأرقني، وأثار شجوني، فهُديت "ببردة البصيري" والمعروفة أيضًا بـ"الكواكب الدريَّة في مدح خير البرية". وهي قصيدة مدح فيها المؤلف الإمام النبي صلى الله عليه وسلم مستجيراً مستغيثاً به، في زمن كان يُمدح فيه الملوك بجاههم لقاء الأجر ومنفعة، فكانت المتفردة في زمانها ولم يعرف مثلها قط وربما تفردها هو سبب خلودها إذ تتدراسها الألسن وتحف عجائبها المجالس إلى عامنا هذا.
إذ بهذه البردة صار إمام المادحين وعنوانهم فلم يُعرف قبله مدح بهذه الطريقة لذلك من أتى بعده بنى على طريقته حتى قال أحمد شوقي في قصيدته التي نسجها على نهج البردة:

المادِحونَ وَأَربابُ الهَوى تَبَعٌ لِصاحِبِ البُردَةِ الفَيحاءِ ذي القَدَمِ.

وكانت حينها تمر علي الكثير من أبياتها المشهورة، وقد ترامى إلى مسامعي مناسبتها وقصة الشفاء والاستشفاء من المرض الفالج..

ولكن ما شدني إليها في تلك الليلة وجعلني أقرأها قراءة متأنية لم أفارقها بعد ذلك أبداً؛ أنني قد شاهدت مقطعاً للشاعر الفذ "تميم البرغوثي" يتحدث فيه عن القصيدة، فكانت لفتاته تلك أسمعها للمرة الأولى، إذ تحدث عن مناسبة الأبيات التي تحمل الهمّ الرسالي وتستنجد بالنبي صلى الله عليه وسلم، عندما أغار المغولُ الفرنجةُ على جموع المسلمين، وأبدلت القوة ضعفاً، والعزة ذلة، كما عبر تميم: كان البوصيريُّ يرى اسمَ النبيِّ ورسالتَه وعراقَه وشامَه ومصرَه وحجازَه مهددةً بأن يمحوَها الفرنجةُ أو المغولُ محواً، فألَّف القصيدةَ رغبةً في الاستنجاد بالنبي.. وفي إنجاده معاً". فعرجت القصيدة إلى العديد من الأبواب وكان الجهاد إحداها وكان الاستجداء وطلب النصرة في ختامها، يقول تميم أيضاً: "ليس صدفة أن الأحباب الذين يشتاقُ إليهم البوصيري فى مطلع القصيدة، جيران ذي سلم، أهل المدينة المنورة، يبقون غامضين، فَقَدِ يكُونُ المطلَع غزلاً فى امِرأة يُكَنّى عَنْها بضبير الغائبين حشمة كما هى عادة العرب، أو يكونُ الغائبُ النبى نفسه، معبراً عنه بضمير الجماعة تَعْظِيماً، أو النبى وصحابته، أو ذلك الجيل كله، ذلك العالم الذى عاشت الأمةَّ فيه عزيزة.
ويذكر تميم: "وليس صدِفَةً أَن تَنْبَنِي القصيدةُ كلّها وكَأَنَّها دَرَجٌّ يتصاعدُ حتى يصلَ إلى ذكرِ الإسراء والمعراج فى بيت المقدس، وبعدَهَا مُبَاشَرَةٌ يُذْكَرُ بَابُ الجهاد، فَكَأَنَّ القصيدة معراجٌ للمعراج، درجٌّ يرتقى من الحنينِ حتى الجِهادِ، ومن يثربَ إِلى القدس.. ثم يأتى الختام طلباً للنجدة "والنجاة".

ما مات البوصيري رحمه الله إلا وقد شُفي الناس من الفالج وهُزم المغول الفرنجة وعادت للمسلمين رفعتهم.
وأشار الشيخ سيدي فوزي في مجلسه إلى أننا في البردة نخرج من فصل إلى فصل دون فجوة، مع ربط تام وانسجام وتناغم بين الفصول بل بين أبيات الفصل الواحد، وهو مما يصعب عند القصائد الطويلة ولكن الإمام البوصيري أتى بالسهل الممتنع.

فكان من الجميل بالنسبة إلي أن أرى مادحاً محباً فطناً إلى زكاة النفس ومداخلها ورقائقها وزهدها دون أن يغفل عن همه الرسالي وتفاعله مع قضايا أمته من حوله، ليس نائيا بنفسه في خلوة منعزلا عن الواقع.
والإمام البصيري كذلك عالم قبل أن يكون شاعراً، وهذا ما أغفله النقاد، قد ذكر الشيخ سيدي فوزي في مجلسه مستشهداً بالأبيات والدلائل، أن البصيري كان فقيهاً ونحوياً ضليعاً ملماً بفنون الشعر وغيرها من الفنون والرسوم والعلوم التي ذكرها من خط وإنشاء.
ونبَّه ابن عاشور رحمه الله في شفاء القلب الجريح بشرح بردة المديح :إن من العجب العجاب أن شعره في أغلبه لا يمتاز بجودة ولا ببلاغة ولا بروعة كبيرة كالتي نالته المدائح النبوية.."
لست ناقدةً ولا متذوقةً فطنة ولكني منذ ظفرت بقراءتها تلك المرة صحبتها في الخلوات والازدحام، ولم أنوِ تلك الآونة اتخاذها ورداً، بل استحوذت هي على وجداني وصارت عندي ورداً. فكانت البردة رفيقتي في المشاوير الطويلة مجيئاً وذهاباً، وعند لحظات الانتظار، ويوم الجمعة وأيام الذكر، فلزمتها وداومتها حتى مرت علي ليالٍ استيقظ فيها استمع إلى البردة حتى أغط في نوم جديد وأكرر الفعلة، فاستشعرت خيراً كثيراً وبركة ملموسة وتفتح ذهني لتقلي العلوم، وفهم الفنون، وضبط اللغة، وتذوق ما كُتب في روضة المحبين، ومدارج السالكين، وشُرعت لي آفاق كثر من محبة الصالحين، ومعرفة مناقبهم، وزاد ذكري لله وصلاتي على نبيه بالغدو والآصال، وزاد انشغالي بصلاح نفسي ومعرفة ربي، حتى استقر عندي المعنى " الناس موتى وأهل الحب أحياء". فندمت على عمر مضى لم أعرف فيه البردة.
فلا يمر علي يوماً دون أن أُمسك مسبحتي مرددةً:
مولاي صل وسلم دائماً أبداً على حبيبك خير الأمر كلهم

وما حدَّثتني النفس بمنامٍ، ولا فترت همتي وناءت عزيمتي إلا قرعتها معاتبةً مراجعة:

استغفر الله م�� قول بلا عمل لقــد نسبت به نسلا لذي عقـم

أمرتك الخير لكن ما ائتمرت بـــه ومــا استقمت فما قولي لك استقم

ولا تزودت قبل الموت نافــــلة ولم أُصل سوى فرض ولم أصـــم

وكلما سوَّلت لي نفسي لممًا، وزيّنت لي خطلًا زجرتها، قائلة:

مَن لي بِرَدِّ جِمَــاح مِن غَوَايتِهَــا كما يُرَدُّ جِمَاَحُ الخيــلِ بالُّلُـجُمِ

وما اختلطت علي المسائل ولاتغشاني الغم مثقلا نفسي ولا حزبني أمر ولا طرقني هم إلا وفزعت مرددة:

ما سامني الدهرُ ضيماً واستجرت به ... إلا ونلتُ جواراً منه لم يضمِ

ولا التمستُ غنى الدارين من يده ... إلا التمستُ الندى من خير مستلمِ

وما هالني أمر ولا طاف بي من الخوف طائف ولاعرض علي من الأهوالِ عارض إلا هتفت نفسي:

ومَن تَـكُن برسـولِ اللهِ نُصرَتُـهُ إن تَلْقَهُ الأُسْـدُ في آجــامِهَا تَجِمِ.
وفي كلٍ كنت أحوز كنز ذكر النبيّ، فتقضى حاجتي، وتأتمر نفسي وأُكفى همي وتصفو لروحي المشارب وكل ورد.

ولست هنا أحاول أن أغالي في البردة وألزم شيئاً بغير لوازمه، فكل ٌيؤخذ منه ويرد، إلا كتاب الله الكريم، ولها ما لها وعليها ما عليها وأكثر النقاد في ذلك أبوابا ، ولكن كما قال مقدم كتاب شفاء القلب الجريح "خذ ما صفا ودع ما كدر،".. ولكني أحاول -وذلك جهد المقل- أن أصف كيف علمتني البردة أن أسوح في ظلال الحب النبوي وأسمو إيماناً وتسبيحا وأهتدي إلى مسالك بلوغ مكارم الأخلاق، علمتني أن ما لا يدرك بالفكر يدرك بالذكر، جعلت مراجعة نفسي وكبح هواها عادةً، والاقتداء بخلق النبيين والشهداء والصالحين إرادة، فكانت بركتها تكمن في قيّمها ومعانيها الجامعة.
وفي الختام أستميحكم عذراً لإطالتي الحديث فالإسهاب عند ذكر المصطفى - صلى الله عليه وسلم - مُحبب أو كما قال إمامنا في البردة:

دَع مــا ادَّعَتهُ النصارى في نَبِيِّهِـمِ واحكُم بما شئتَ مَدحَاً فيه واحتَكِـمِ

وانسُبْ إلى ذاتِهِ ما شـئتَ مِن شَـرَفٍ وانسُب إلى قَدْرِهِ ما شئتَ مِن عِظَـمِ

فَــإنَّ فَضلَ رســولِ اللهِ ليـس له حَـدٌّ فَيُعـرِبَ عنـهُ نــاطِقٌ بِفَمِ
This entire review has been hidden because of spoilers.
Displaying 1 - 3 of 3 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.