وتستمر الرحلة الممتعة مع هذا المؤرخ العظيم وفي هذه الرحلة نتوقف عند بلاد القفجاق مع مغول القبيلة الذهبية الذين اسسوا حكم منفصل عن خانية المغول وعن الدولة الاليخانية في ايران ودخل المغول الإسلام علي يد هذه القبيلة وزعيمهم بركة خان وكيف توسعت هذه الدولة في جنوب روسيا وفي بلاد المجر والبلغار ثم يحط بنا الرحال في الهند بلاد السحر والجمال وكيف أسس المغول لهم دولة استمرت حتي الاحتلال البريطاني للهند فتتعرف علي ملوك عظام حكموا الهند وجعلوها دولة عظمي أمثال بابر وجلال الدين أكبر وشاه جهان وإورنجزيب دعوة لسبر تاريخ مجيد للاسلام والمسلمين في الهند والقفجاق وملوك عظام نصروا الإسلام ونشروه في هذه المناطق
بلا شك أن المؤرخ محمد طقوش مميز، ويستحق أن يقرأ له أي كتاب تاريخ فهو يجتهد للحصول على أقرب رواية حقيقية للتاريخ ولكن عليه بعض المآخذ في هذا الكتاب: 1-أولًا عنوان الكتاب فيه، مغول القبيلة الذهبية والهند: مغول الهند هم على الحقيقة أتراك وهم أحفاد تيمولنك كما ذكر ذلك المؤلف وكنت تمنيت لو أنه ألف عن القبيلة البضاء أو الجغطائيين أو سلالة يوان ثم حكمهم بمنغوليا، فهذه دول المغول على الحقيقة. 2-امتداحه الكبير لسلطان أكبر وتسامحه الديني وكان يصف خصومه من العلماء والثائرين بالمتشددين السنة، مع أنه أقر أن أكبر مات على الكفر وقد ابتدع دينًا جديدًا، وللأسف لم يستطع مؤرخنا أن يضبط حياده فشط بوصف خصوم أكبر بالتشدد الديني !!! 3-طوى سير آخر سلاطين مغول الهند طيء سريعًا لدرجة أن لا تعرف شيء عن الاحتلال الإنقليزي للهند سواء انتشارهم التجاري في السواحل ثم احتلالهم البنغال في البداية ثم توسعهم لدلهي، وكان يجدر به أن يبسط الكلام في هذه المسألة الهامة الفاصلة خصوصًا أن الإنقليز هم ورثة مغول الهند. هذه أبرز سيئات الكتاب، ولا زال الكتاب يستحق القراءة فعلا خصوصًا الجزء الأول تاريخ مغول القبيلة الذهبية أو القبجاق (القوقاز) أو الشمال.
الكتاب رائع ولغته سهلة وبسيطة وغير مملة ومنظم. يسرد الكاتب فيه تاريخ مغول القبيلة الذهبية والهند المسلمين من حيث خاناتهم وسلاطينهم وعلاقاتهم بالعالم من حولهم وحروبهم وإنجازاتهم وصراع السلطة بين الأخوة وتمسكهم بالدين الإسلامي وأحيانًا انحرافهم عنه.