على الرغم من أن المؤلف بذل مجهودا فى كتابه لكن لم يوف بلا شك حق هذه الشخصية التاريخية المجددة، لطالما عرفت أن عبدالله النديم خطيب الثورة العرابية وهكذا يُختصر تاريخه، اختصار مخل ظالم، هذا رجل كان بأمة من الناس، ومن رأى بدايته يستغرب كيف كانت نهايته.. وكالعادة كلمة السر لهذه العصر جمال الدين الأفغاني، حوله من أدباتي زجال إلى خطيب ومصلح وكاتب وزعيم وطني وإسلامى.. وأما قصة اختفائه فتجلي فيها صفات جديدة كالقدرة على التنكر والتمثيل والمراوغة وأشياء أقرب للخيال بمقاييس عصره وكذلك صبره وتجلده وإيمانه بنفسه ومبادئه حتى كان الزعيم الوحيد الذي رفض الاعتذار عن مشاركته فى الثورة ومعه شخصية أخرى اسمها على الروبي، الطريف أن نهاية هذه الملحمة في الاختفاء كانت على يد زوجته وإن كان بطريق غير مباشر، وقبلها عزم على تسليم نفسه هروبا من جحيمها.! وبعد القبض عليه ونفيه ثم عودته لمصر، عادت معه سيرته الأولى المجاهدة ليستغل التوتر بين الانجليز والخديو ليصدر مجلة بدأت اصلاحية اجتماعية ثم تتحول سياسية هجومية تنتهي باغلاقها ونفيه وقبل يغادر مصر للمرة الأخيرة يكون قد بذر فى أرضها الطيبة بذر الجهاد ضد الاحتلال والذي كان مصطفى كامل وإخوانه ليكملوا سيرة المصلح المجاهد والخطيب العظيم عبدالله مصباح الشهير بالنديم. قسم المؤلف حياته إلى مراحل، مرحلة ما قبل لقاء الأفغاني(حتى عام ١٨٧٨) ثم مرحلة الإصلاح الاجتماعي والسياسى ولسان حالها جريدة التنكيت والتبكيت (١٨٧٩-١٨٨١)،والمرحلة الثالثة وهى الثورة ولسان حالها جريدة الطائف(١٨٨١-١٨٨٢)، والرابعة مرحلة الاختفاء (١٨٨٢-١٨٩٢)،والخامسة مرحلة جهاد الاستعمار ولسان حالها مجلة الأستاذ (١٨٩٢-١٨٩٣)،والمرحلة السادسة فى المنفى بالأستانة حتى الوفاة (١٨٩٣-١٨٩٦)
"لم تشهد مصر في تاريخها الطويل خطيبا يداني النديم في بلاغته و فصاحته و شدة تأثيره علي الجمهور..فقد كان خطيبا مطبوعا من الطراز الأول .. كما كان من رجال العمل و اصحاب القلم ،تملك ناصية القول ، و بلغ من قوة التأثير حدا ايقظ به شعور الأمه الوطني و مهد للثوره و لقب بخطيب الثوره العرابيه "
ما اشبه الغد بالبارحه و ما احوجنا لأمثالك من الرجال .......