وباسمكَ يجري بريدُ العزاء وتجري المراثي على كل فمْ لأنك في الشمس ما لا يُرى لأنك في الوردِ ما لا يُشمّ لأنك كنتَ كأن لم تكُنْ ونازَع فيكَ الوجودَ العدمْ أيا حارس الوحي والانتظار تأهب فميقاتك الآن تمْ ستُبعثُ من موتكَ المستحيل لتصعدَ وحدكَ هذا الألمْ ستصعد تصعدُ حتى تغيبَ وتهبطُ حتى (كأنكَ لمْ ...)
شاعر سوداني ولد في الرياض وتلقى فيها دراسته حتى الثانوية ثم أكمل دراسته الجامعية في الجامعة الأردنية . استشرافية شفافة . تناقلته الصالونات الشعرية والمنتديات الأدبية في شتى العواصم العربية. فاز ديوانه الأول ( مرثية النار الاولى ) بجائزة الشارقة للشعر، وفاز ديوانه بجائزة السنوسي الشعرية لعام 2016 عن ديواني الثاني (كأنك لم..) دواوينه : - (مرثية النار الأولى ) الفائز بجائزة الشارقة في الشعر عام 2013 - ( كأنك لم ) صدر بتاريخ 20 فبراير، 2014 وفاز ديوانه بجائزة السنوسي الشعرية لعام 2016
* عرفت محمد عبدالباري كرائد في ملتقى أقرأ, واكتشفت هذا الفيلسوف من خلال إدارته لطاولة نقاش"كتاب كليلة ودمنة" ..أعتبر شغفه بالتراث الإسلامي مصدر إلهام * قرأت الديوان بطريقة[كمبيوتر] كعادتي لا أجتهد في كشف الأسرار, أتجاوز العاطفة والخيال, أقيم المعنى لدرجة قاتلة * في جلسة واحدة-ربع ساعة- انتهيت منه * يصادف في اليوم التالي لقراءة الديوان-وإن كان يعتبرهاالبعض تصفح- أحضر محاضرة عن الشعر يقدمها محمد عبدالباري , بعيداً عن تفاصيل المحاضرة مازلت أحتفظ بتأنيب الضمير عندما قال: في الشعر,قد تستغرق قصيدة واحدة ساعة للقراءة" :( * أعتقد الآن أني أتفهم عالم الشعراء, وأكثر إدراك أن تطفلي على عالمهم هو جلطة لهم :)
محمد عبدالباري يستحق فرصة القراءة..صحيح مازلت أجد صعوبة في أن أغفر له " خطيئة"النشر عند دار مدارك" لكن تبقى حكمته"بعض الصواب يعيش في الخطأ"تمثل عذر مُناسب
عطفاً على قراءتي السابقة (مرثية النار الأولى) يحافظ محمد عبدالباري على جمال لغته وعذوبتها... كما أنه يحافظ هنا على نفس نسق الكتابة وتكرار بعض الاستعارات. تجاوزت القصائد الحرة لأنها ليست نوعي المفضل. لكنها وبلا شك كانت قراءة جميلة ✨✨ 3.5/5
"المسافة مشكلتي المزمنة والدخول إليها ضياع وحتى الخروج ضياع وحدك الآن يا رب تملك تجسير هذا الفراغ فخذني من الـ « تحت » للـ « فوق » ـ دون المرور على حسكِ العمر بينهما - وحدك الآن تنقذني بالنداء الأخير لنوح ( وطوفانه يستعد وراء الجبال القريبة ) .- يا سيدي ـ والسفينة عفوك عني وبرد رضاك الشراع - ابتعثني إلى الضفة المؤمنة"
..
"تركتُ على بياض المحو ذاتي وأوقدت القصيدة والرحيلا تعبت من الثبات . . أيا ثباتي لقد آن الآوان لكي أسيلا سأخرج من تلألؤ معجزاتي فيا ليل النهاية كن طويلا حمام من سماء الله آت ليأخذني ويدخلني الهديلا أودعكم .. لقد حانت صلاتي فهذي الشمس توشك أن تميلا سأكبر في الرماد فيا نعاتي أقلوا في مراثي العويلا تركت لكم وصاياي اللواتي ستغمركم مجازا مستحيلا"
ارتوينا بهذا الديوان والله، اقتباسات كثيرة خرجنا منها وكأنها تخاطب ذواتنا، الديوان عبارة عن تحفة فنية .. عظيم عظيم يا عبدالباري.
لدي مشكلة مع من يستخدمون مفردات ومعاني قرآنية أو مأخودة من النصوص الدينية عموماً بأشعارهم، بالإضافة لكون كمية التشبيهات والصور المقتبسة من مصادر خارجية كثيرة وغالبة على الديوان.
ديوان جميل و خفيف .. محمد عبدالباري دائمًا ألفاظه واضحة وجزلة .. أقتبست منه:
/
يا صوتكِ المبحوحَ يجرحني و يفيضُ موسيقى على الملأِ
/
غريبٌ تسميه الغرابةُ شيخَها و يجهلُ -يا الله- كيفَ تشيَّخا
/
تجوعُ مجازاتٌ فتطرقُ بابَه لينهضَ في ليلِ الكلامِ ويطبخا
/
لأن القصيدةَ في كلِّ شيءٍ كبرنا على اللغةِ المنتقاة
/
لو ضاقَ بالأرضِ في العلوي متسعٌ من السماواتِ و الآياتُ سلّمُه
/
يا ربُّ .. يا ربُّ هذا الطفلُ ممتلئٌ بكلِ شيءٍ ولكن خانه فمُه
..
هذا المعلقُ في المعنى تؤوله كلُّ القراءاتِ لكن ليسَ تفهمُه
/
أرى خلفَ سور الحقيقةْ قبائلَ تنفضُ عنها رمادَ البسوس و تلبسُ أعيادها ليضمَّ الشقيقُ شقيقه أرها توحدُ: لونَ الخريطةِ، خبزَ المحبةِ، شعرَ الهتافْ ليتصلَ النهرُ بين الضفافْ و تكبرَ روحُ العصافيرِ في الراية الواحدة فتعبرنا دون تأشيرةٍ للدخولِ و تغسلنا بالرؤى الواعدة
/
أنا من ليس تعكسه المرايا وما لي غير ظلِّ العرشِ مهوى .. أعلِّق سُبحتي في الريحِ نايا و أفرشُ جُبتي في الأرضِ بهوا .. أنا المحكيُّ في كلِّ الحكايا ولستُ أريدُ بعدَ اليومِ زهوا
/
أنا ربُّ الهوى .. و اللهُ ربي و يكتبني على البلورِ برقُ
/
يطلُّ الموتُ من آنٍ لآنِ ليرصني .. و حينَ أُطلُ يُغضي
/
تعبتُ من الثباتِ .. أيا ثباتي لقد آن الآوان لكي أسيلا
من أهم ما يمكن أن تكتشفه وانت تقرا هذا الديوان ان مؤلفه مثقف القصائد تختلف في جمالها بشكل كبير اللغة جميلة وواضح تأثير الثقافة الدينية في معظم القصائد مثل معظم كتاب الخليج
ليس هنالك اختلافٌ عن الديوان الأول -مرثية النار الأولى- إذ ما تزال اتكاءات الشاعر على التاريخ وشخوصه كثيرة، وما زال محافظًا على الإيقاع والنفَس ذاتيهما اللذين أفعم بهما الكتاب السابق. غير أنه هنا فضّل التوجه إلى الداخل هذه المرة، بدلًا من الانفتاح الواسع على "الخارج"، وفي كلٍ ظل متشبثًا بتمرده وتماهيه مع شخصيات عرفت بمروقها وخروجها على المألوف والعادي والمكرور....
"أنا..أنت: الخفاء في كل شيءٍ فلماذا يشكّ فينا الخفاءُ؟
لا أسمّيك منذ كانت وكنا لم تطع غيرَ آدمَ الأسماءُ!"
.. .. اسم الكتاب : كأنك لم ، للكاتب السوداني : محمد بن عبد الله عبد الباري عدد الصفحات : 124 الطبعة الثانية : 2014 .. الكتاب عبارة عن مجموعة اشعار موزونة وجميلة وفي مواضيع شتى تطرق اليها الكاتب ، وانا نادرا ما تعجبني هكذا اشعار ولكنه أعجبني ❤ إقتباس : " تأمل وجه مرآتك .. ستلقاني هناك الآن وسافر فّي، في ذاتك .. ستعلم اننا اخوان " .. تقييمي 3.5/5 🌟🌟🌟 ودمتم سالمين 💕
عبد الباري شاعر حقيقي، حاولت أن أجدَ كلمةً أخرى أصفه بها لكن لم أجد. بين كل بيتٍ والآخر أحتاج لبرهةٍ أستوعب فيها ما قرأت، وليس لصعوبته، إنما لحقيقيته.. لرقّته وقساوته في الآن نفسه. ديوان رائع، أعرف أغلب القصائد مسبقًا وأحفظها عن ظهر قلب لكن إعادة القراءة يجعل من القصيدة المقروءة مسبقًا قصيدتين. أعلم أنني سأعود لهذا الديوان دائمًا، وسأجد فيه ما يخرس رغبتي العمياء بالتلذّذ بالكلمة.
شِعر عبدالباري يعني لي "الأصالة" اللغة في إيده سلسلة وعذبة، يطوق القديم والجديد في خدمة فكرته، وأحب فيه اعتزازه بعربيته، وحرصه الدائم علي التفنن في استخدام ألفاظ القرآن، وكأنه ينفي عن اللغة الاغتراب فهو يعرف متي وكيف وأين يستخدمها بذكاء يجعل من أمامه يصفق له، أنا مبسوطة إني اكتشفت هذا الشاعر، حقيقي مختلف وموهوب:)