إن فترة (القرن الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين) من تاريخ مصر مهمة دراستها للغاية؛ كي نتعرف على تطور فكر المصريين، وما هو الأصيل فيه والدخيل عليه، وما الفكر الذي يستحق الإنكار وما الذي يستوجب الإقرار.
تستمد تلك الفترة أهميتها من كونها الفترة السابقة على الحرب العالمية الأولى وإعلان بريطانيا الحماية على مصر عام 1914م، ودخول مصر مرحلة التاريخ المعاصر، وانفصالها شكلًا وموضوعًا عن الدولة العثمانية، قبل أن تسقط هذه الدولة أيضًا رسميًّا وينهار نظام الخلافة عام 1924م، وتسيطر الأفكار العلمانية والقومية والتغريبية على بلاد المسلمين، ويتشتت المسلمون الذين يحملون المنهج الإسلامي الصحيح الغير متأثر بالغرب وأفكاره، ويصيرون هم الغرباء أصحاب الفكر الدخيل على المجتمع!
ثم تبدأ مرحلة إنشاء الجماعات الإسلامية، التي حاولت كل جماعة منها أن تسد الفراغ الذي تركه سقوط النظام الإسلامي والخلافة الإسلامية، وللسعي لإعادة ذلك النظام وتلك الخلافة، التي بشّرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأنها ستعود على منهاج النبوة.
وقد ساهم المؤرخون والكُتاب العلمانيون في طمس المعالم الإسلامية لتلك الفترة محل البحث وحرّفوها، من أجل أن يُثبتوا لأفكارهم امتدادًا عبر التاريخ المصري الحديث بلا وجود شيء تاريخي معارض لها، ومن ثَم يكون لديهم حجة في ترويجها ونشرها في مصر المعاصرة، تبعًا لتوجه البلاد الجديد نحو الغرب وأفكاره المسيحية المختلطة بفلسفته الملحدة، وكي لا تكون تلك المعالم الإسلامية تكئة وجذورًا تاريخية للمطالبين بالمرجعية الإسلامية كأساس للنهضة، النابذين لأفكار الغرب المتعارضة مع الشريعة الإسلامية.
من هنا جاءت أهمية كتابة هذا البحث، الذي لا أزعم أني استقصيت فيه كل ما هو داخل في موضوعه، لكني اكتفيت فقط بضرب المثل على التزوير والتزييف في الثقافة والمناهج التي يتم تقديمها للقراء وطلبة المدارس والجامعات، في مواد التربية الوطنية والقومية والتاريخ وغير ذلك..
كاتب مصري، مهتم بشؤون الجماعات السياسية والدينية، والتاريخ
صدر لي كتب ودراسات ، من أهمها بالنسبة لي
1- ما أخفاه العلمانيون من تاريخ مصر الحديث، عام 2014 2- حزب النور والدعوة السلفية من المسجد إلى البرلمان، 2015 3- الحاضنة الشعبية للحركات الجهادية.. حماس والقاعدة تحليل مقارن، 2017 4- عرض وتحليل لدراسة مركز راند: الاستراتيجية الأمريكية تجاه حركة شباب المجاهدين، 2018 5- التيار المدخلي المسلح، دراسة 2018 6- الفرص الضائعة والممكنة في الحالة المصرية، 2018 7- برينتون تارانت: الاستبدال العظيم، ترجمة وتعليق، 2019 8- الحركات السلفية المصرية وثورة يناير، دراسة 2019 9- التجديد في طبعته العلمانية، 2019 10- محاولات هدم الأسرة والمجتمع.. الشذوذ نموذجاً، دراسة 2019
يتناول الكتاب فصولا من التاريخ المصري الحديث وكيف ساهم عاملان (متضادان في الاتجاه) في طمسه وتشويهه.
يكشف الكتاب ما لا يعرفه أغلب الشباب المسلم عن: مصر ما قبل الحملة الفرنسية، ومن الذي تصدى لجهادها، رفاعة الطهطاوي، أحمد عرابي، مصطفى كامل.. وأمور أخرى.
ويكشف الكاتب كيف أخفى العلمانيون -المسيطرون على نوافذ النشر والتوجيه والإعلام- في عالمنا العربي حقائق هذا التاريخ، وكيف حاولوا نسبة أبطاله إلى أنفسهم ومنهجهم وسلخهم من أفكارهم الحقيقية المسطورة في كتبهم.
أوقن أن الكتاب سيكون مفاجأة لكثيرين من القراء.
وأمتع ما في الكتاب أنه مكتوب بنفس شبابي عصري سريع، لكن هذا لم يكن على حساب جودته ومستواه.
وقد تفضل المؤلف علي بثقته فكنت واحدا ممن قرأه قبل صدوره، وهذا من حسن ظنه بي.. وأسأل الله له الإخلاص، وأن يكون هذا الكتاب أول الغيث النافع الغزير المنهمر إن شاء الله
الكتاب يلقي الضوء على بعض الشخصيات التاريخية التي "اختطفها" العالمانيون فى صراعهم المحموم نحو تنحية الدين من واقع المسلمين ، زاعمين أن هؤلاء إنما كانوا طليعة عالمانية متحررة، محاولين بذلك خلق رينسانس شرقي "عصر نهضة" يحاكي عصر النهضة الأوروبي فى تنكبه للدين و انعتاقه من قيوده.
هذه المحاولة البائسة منهم، تم ترسيخها فى عقول ابناء الأمة، بتزوير وقائع التاريخ ، و طمس جميع شواهد الهوية فى حياة الرموز التي تناولها أخي معتز فى كتابه الماتع.
قام معتز بتتبع سير مجموعة من الشخصيات التي يتم طرحها عادة فى سياق عالماني تحرري ، لينقل لنا كيف تم التلاعب فى التاريخ و كيف تم اخفاء جوهر فكرهم فى غيامة من الشعارات القومية تارةأوالعالمانية تارة أخرى .
لا أريد أن استفيض فى الحديث كي لااحرق موضوعه ، و أدعوكم جميعا الى قراءته فالكتاب جدير حقا بالقراءة و التفكر.
من الجيد دائمًا أن نقرأ الكتب التي تنظر للأحداث التاريخية من وجهة نظر مختلفة، فتلك الكتب تفتح أمامك مجالًا كبيرًا للبحث وتثير بداخلك التفكير، وأحيانًا الكثير من علامات الإستفهام أيضًا، خاصة إن لم يستطع الكاتب أن يقنعك بوجهة نظره أو عندما تشعر بعدم حياده أو حتى تناقضاته في بعض الأحيان. كتاب ما أخفاه العلمانيون من تاريخ مصر الحديث يبحث في بعض الأحداث والشخصيات التاريخية في خلال القرنين 18 و 19 والتي يرى الكاتب أنه تم تشويهها وتغييرها وطمس الكثير من حقائقها من قبل هؤلاء المؤرخين ذوي التفكير العلماني وذلك ليؤكدوا أن لأفكارهم جذور تاريخية تعتبر مبررًا لهم لنشر تلك الأفكار في الوقت المعاصر، وهذا ما حاول اثباته من خلال فصول الكتاب الست والتي اعتمد في مصادره على كتابات من عايشوا تلك الفترات كالجبرتي مثلًا، هذه هي الفكرة العامة للكتاب. حاول الكاتب أن يثبت افكاره في تلك الفصول ولكن هناك العديد من التساؤلات التي راودتني خلال القراءة او لم اقتنع بالأمثلة التي قام بعرضها وهي كالأتي:
- في بداية الكتاب يحاول الكاتب أن يعرض الحياة الفكرية لمصر في تلك الفترة والتي قال عنها أنها كانت ذات طابع إسلامي فلا شئ يخرج من هذا الإطار وأن الأزهر كان من أهم المؤسات إن لم يكن الوحيد التي يلجأ له الجميع لحل الخلافات مهما كانت، ودور العلماء والشيوخ في مواجهة الظلم، ولن نختلف معه في ذلك ولكن كان هناك نقطتين، أولهم المثال الذي ضربه ليثبت صحة كلامه، المثال في بدايته جيد وأن المتنازعين لجأوا للشيوخ والقضاء ليحل المشكلة ولكن النتيجة في النهاية كان استخدام العنف والنفي للمعارضين من قبل الوالي ورجاله فأين هو دور هذه المؤسسات في حل المشكلة؟ ولماذا لم يتم مواجهة الأطراف واثبات من فيهم هو صاحب الرأي الصحيح؟، فالمثال غير مقنع وإن كان الإساس صحيح، وثانيًا أكد على دور العلماء والشيوخ في رد المظالم لأصحابها حتى وإن كان في وجه الوالي او حاشيته وكم كان لهؤلاء الشيوخ سلطة كبيرة لتنفيذ ما يريدون ولا يخشون شئ، ألا تظن معي أن هذا الأمر بسبب شخصية هؤلاء الشيوخ والذين يرفضون الظلم أيًا كان؟ أين هم بعد ذلك، حتى أننا عندما وصلنا لعهد محمد علي لم يبتق سوى ضعفاء الشخصية يتبعون كلام الحاكم ولا يستطيعون الوقوف أمامه خوفًا مما حدث لمن سبقهم، وهذا ما استمر بعد ذلك فلا تجد مثلًا أحدًا يقف لرد مظلمة بل على العكس يقفون مع الحاكم ضد الشعوب ويدعون الناس لطاعة الحاكم وإن كان ظالم، فكيف يمكنك المقارنة بين الوضع في ذلك الوقت وبين ما يحدث الأن؟
- أكد الكاتب على أن الدين هو المحرك الأساسي لكل ما حدث في مصر في تلك الفترات ونفى تمامًا وجود المحرك الوطني أو القومي، ولكن ألم يستخدم الدين كثيرًا خلال التاريخ كسلاح للتحكم في الشعوب؟ ألم يعلم نابليون ذلك وأعلن إسلامه في خلال حملته على مصر ليكسب ودهم ويوقف مقاومتهم لأنه يعلم طبيعة ذلك الشعب في ذلك الوقت وأعترف بنفسه بقوة الشيوخ وقدرتهم على التحكم في الشعب فتقرب إليهم حتى انه كتب ذلك في وصيته لكليبر (إذا أردت أن تحكم مصر طويلا فعليك باحترام مشاعر الناس الدينية واحترام حرمات منازلهم)، ولننظر أيضًا لبيان السلطان العثماني لمصر في إعلانه الحرب على فرنسا ألم يستخدم الدين أيضًا؟، وألم يفعل ذلك أيضًا محمد علي وتقرب من الشيوخ والعلماء واظهر التدين البالغ وحبه لأهل العلم ليكسب تأييدهم ويصل لسدة الحكم؟ وهذا ما ذكره الكاتب نفسه في كتابه، وحتى إن نظرنا في التاريخ في غير الشعوب المسلمة، ألم تقم الحروب الصليبية على عامل الدين فقام الناس بتلبية نداء نصرة الدين وسافروا لبلاد لا يعرفوها مواجهين مخاطر لا يعرفون قوتها فقط من أجل الدين، فما بالك بان تخبر شعبًا متدينًا أن يدافع عن دينه في أرضه؟ إن الشعوب لا تبحث عن الأسباب السياسية وراء تلك الدعوات ولكنها فقط تلبي تلك النداءات دون تفكير، نعم لا أنكر أن الشعب المصري في بدايات القرن 18 شعبًا متدينًا يحركه الدافع الديني في كل شئ ولكن التغييرات التي أصابت المجتمع بعد ذلك ليست بالهينة، وليس من الطبيعي أن يظل الشعب بنفس تفكيره طوال قرنين، بداية من محمد علي وتقويضه لقوة الشيوخ لخوفه من ان يقوموا بخلعه من منصبه بعد أن اتوا به فقل تأثيرهم ووجودهم، كما نجد أيضًا أثر تحالف الدولة العثمانية مع الإنجليز ضد الفرنسيين وهذا ينقلنا للنقطة التالية.
- إن الكاتب مصمم تمامًا أن المصريين كانوا دائمًا يدينون بالولاء للدولة العثمانية لأنها دولة الخلافة الإسلامية وأن جميع الحركات والثورات التي حدثت في مصر كانت ضد التدخل الأجنبي في مصر وليس ضد الدولة العثمانية لان هذا المحتل هو مختلف دينيًا مع الشعب فلم يقبلوه واستمر الحال على ذلك وحاول اثبات ذلك، ولكن ألم يذكر الكاتب بنفسه ان الدولة العثمانية قد تحالفت مع الانجليز الذين هم مختلفين معهم في الدين ضد الفرنسيين لإخراجهم من مصر، وقال إن مصر تعرضت لزعزعة سياسية بعد خروج الفرنسيين منها فالانجليز رفضوا الخروج، فكيف يمكن لهذا الشعب المتدين أن ينظر للدول العلية بعد هذا التحالف؟، ألم يبدأوا مثلًا في التفكير في التخلص من المحتل الإنجليزي على أرضهم وبالتالي التفكير في التخلص من الحليف الذي كان سببًا في هذا الإحتلال من الأساس؟ ألا يمكن أن تصبح تلك البدايات لظهور فكرة الوطنية أو القومية التي يرفضها الكاتب تمامًا وبدأت في التطور والإنتشار نتيجة ما يحدث للمجتمع من تغييرات؟ لكي تدرس احداثًا تاريخية وتحاول أن تجد لها تفسيرًا، لا يمكنك عزلها عن التغييرات التي تحدث للشعوب في تلك الفترات خاصة إذا كنت تتتبع تاريخ فكرة معينة على مدى قرنين، سواء كانت تغييرات طبيعية أو تغييرات متعمدة لتوجيه الشعوب لاتجاه معين وهذا ما يحدث لكثير من الشعوب الغير واعية، إن الكاتب يعرف أن هناك تغييرات طرأت على الشعب المصري بعد الحملة الفرنسية ووصول محمد علي للحكم ولكن لا يستخدم تلك التغييرات في الحكم على الأحداث وهذا من سبب من الأسباب التي جعلتني اشعر بالتناقض الواضح بين أجزاء الكتاب، فمثلًا اجده يذكر حقائق تم طمسها من المؤرخين العلمانيين من وجهة نظره ويظهرها ويتحدث عنها ثم يسأل ماذا لو عرفوا تلك الحقائق هل ستظل اراءهم كما هي، فكيف طمسوها وهم لا يعرفونها كما تقول ؟
- وبالنظر للنقاط السابقة يجعلنا نرى أن ما سيذكره الكاتب بعد ذلك بخصوص رفاعة الطهطاوي والثورة العرابية ومصطفى كامل ينقصه ان ينظر إليه من خلال التغييرات التي حدثت لهذا المجتمع وألا يظل متمسكًا بفكرته بغض النظر عن تلك التغيرات، وبالتالي الادلة التي ذكرها لأثبات رأيه في تلك الأحداث أصابها الضعف بسبب تلك النظرة الضيقة للأحداث.
إن الكتاب جيد كفكرة ولكن كان ينقصه أدلة قوية وأن لا يكون فيه هذا الكم الكبير في التناقض، لا أقول أنه تناقض يظهر لشخص قارئ في التاريخ او مطلع أو متحيز لجانب دون اخر ولكن لشخص عادي يقارن ما جاء في أجزاء كتاب واحد لكاتب واحد.
التعصب يا عزيزي ايبك -_- لم أكن لاطلع على كتاب بهذا العنوان الفج لولا مديح سمعتة عنة من العلمانيون وما الذى أخفوه وكيف أخفوه ؟؟؟ من قال ان كفاح المصريين ضد الحملة الفرنسية كان بوزاع قومى وليس الحميةالدينية ؟ لا اعرف أحد (يأبه له) قال بهذا عدا لويس عوض والذى سرعان ما تراجع و رفض نسبه هذا القول اليه . هل وجود بضع عشرات من المؤلفات (المجهولة لمجهولين ) يعنى ان تراثاً حضارياً ضخماً كان موجود فى العصر العثمانى ؟؟؟ فما بالك أن أتيتك بالف عنوان فى كافة مجالات المعرفة فى اخر خمس سنوات فهل مصر هكذا دولة عظمى ! نعرف القاهرة الفاطمية و القاهرة المملوكية ثم القاهرة الخديوية فأين القاهرة العثمانية ؟ هل تهييج المشايخ للعامة فى اوقات خلافهم مع المماليك لسرقتهم ونهبهم اموالهم يعتبر قوة للمؤسسة الدينية ام انهيار لفكرة الدولة ذاتها لصالح القوة الديماجوجية ؟ هناك انتقائية شديدة جداً فى المصادر للتأكيد على وجهة النظر المسبقة و محاولة اثباتها وليس هكذا يكتب التاريخ وخاصة أن بدئت بالادعاء بالرغبة فى كشف الحقائق. (محمد على ليس مصريا ولهذا فلا يمكن تسميتة صانع مصر الحديثة) .عفواً هذه سفسطة .و قد اطلعت على مذكرات عرابى و استشهدت بالعديد من اقوله فيها فلماذا لم تذكر ما قالة ان سعيد باشا هو صاحب مبدا مصر للمصريين ؟ وكيف يقال ان عرابى كان يعمل بامرة السلطان عبد الحميد اداة بيدة لتنفيذ مأربة ! و يغفل ذكر تركيب النخبة الثائرة وقتها والتى كان قائدها الحقيقى شريف باشا و يغفل المطالبات الدستورية اساس الحراك ليصف الحركة العرابية بالثورة الاسلامية ! هناك اغفال شديد للصراع الطبقى و العرقى لصالح الصراع العلمانى الاسلامى الذى لم يبدأ الا متأخر وكان هامشياً فى ما قبل الاحتلال الانجليزى فجعلة الكاتب محور الاحداث ! ويبقى للكاتب أصلاح الصورة المشوهة لمصطفى كامل ذو الاتجاة الاسلامى الذى((( فعلاً ))) تم تجاهلة و اخفائة من المؤسسات الرسمية فى محاولة لاطالة الخط الزمنى للمصرية . الكتاب مبذول فية جهد ملحوظ و كنت اتمنى لو كان الكاتب عرض عمله على أحد من غير الموافقين لة أيدلوجياً فنبهه الى شدة انحيازة التى اضاعت من جهدة الكثير .
فكرة الكتاب ذكية و رائعة و تدور حول فترة من أخطر الفترات التي مرت على مصر و هي الفترة التي بدأ فيها ما أسميه : انحدار الشخصية المصرية. الكاتب قلمه رشيق و استعمل أسلوبا تحليليا للنصوص التاريخية ليصل بنا إلى ما يطرحه من أفكار في سلاسة و يسر أنصح بشدة في قراءة الكتاب فهو يساهم بدرجة كبيرة في بث الوعي الإسلامي و إنصاف بعض الشخصيات التاريخية التي ظلمها الإسلاميون قبل بني علمان و أتمنى من الله عز وجل أن يوفق الكاتب لما يحب و يرضى
كتاب رائع جميل وجه نظرى لأحداث كتير وزوايا مختلفة عن الحشو الذى تم ملأ رؤسنا به منذ الصغر كان رائع جدا فى وصف وقائع الحملة الفرنسية والجهاد ضدها وكأنى عايش فى وسط أهالينا الأفاضل الأيام الجميلة التى صد فيها الشعب بنفسة ولنفسه أكبر قوتين فى العالم فرنسا وأنجلترا حيث كان من حق كل الشعب ان يحمل سلاحة الشخصى للدفاع عن نفسة وعرضة وأرضة ووطنه أيام ما كنا رجاله ووقفنا وقفة رجاله مش زى اليومين دول وبعد ما تم إنشاء ميليشيات مسلحة آل للدفاع عنا كمدنيين آل وخصوصا فى عهد المقبور محمد زفت على وصلنا لأيام دلوقتى سى الأستاذ مننا سهل أوى حتة عيل زباله بنص شفرة موس يثبته وياخد منه ....ساعته وأعز ما عنده ههههههههههه كان نفسى يكون فيه إستطراد أكثر عن حياه مصطفى كامل وخصوصا ضمن أشهر واقعة وهى دنشواى ونشر وقائعها وأحداثها وكذلك نشر وقائع موقعة التل الكبير وحرب الأنجليز مع عرابى أنا بصراحة شعرت أن المؤلف زهق بعد محمد على ومال إلى الأختصار والله يسامحك لأن الواحد عاش أوى مع أسلوبة الجميل فى السرد وخصوصا أيام الحملة الفرنسية أتمنى تعمل رواية تاريخية تشمل كل حقبة ويكون الأبطال الحقيقين هم أبطال الروايات وتختلق حورات ضمن الأحداث الحقيقية مثل رواية نور الله الجزئين الأول والثانى للكاتب نجيب الكيلانى - وتستطرد فيها صدقنى هاتبقى عملت أفضل خدمة للتاريخ الإسلامى لأنك هاتوصل التاريخ بإسلوب أدبى شيق دا رأى أنا القاصر ومن حيث التقييم الحق من محترفين رأى الأستاذان الفاضلان الأستاذ / أحمد فتحى سليمان والأستاذ / محمد إلهامى ============== رأى الأستاذ أحمد فتحى سليمان أحمد فتحى سليمان rated it it was ok التعصب يا عزيزي ايبك -_- لم أكن لاطلع على كتاب بهذا العنوان الفج لولا مديح سمعتة عنة من العلمانيون وما الذى أخفوه وكيف أخفوه ؟؟؟ من قال ان كفاح المصريين ضد الحملة الفرنسية كان بوزاع قومى وليس الحميةالدينية ؟ لا اعرف أحد (يأبه له) قال بهذا عدا لويس عوض والذى سرعان ما تراجع و رفض نسبه هذا القول اليه . هل وجود بضع عشرات من المؤلفات (المجهولة لمجهولين ) يعنى ان تراثاً حضارياً ضخماً كان موجود فى العصر العثمانى ؟؟؟ فما بالك أن أتيتك بالف عنوان فى كافة مجالات المعرفة فى اخر خمس سنوات فهل مصر هكذا دولة عظمى ! نعرف القاهرة الفاطمية و القاهرة المملوكية ثم القاهرة الخديوية فأين القاهرة العثمانية ؟ هل تهييج المشايخ للعامة فى اوقات خلافهم مع المماليك لسرقتهم ونهبهم اموالهم يعتبر قوة للمؤسسة الدينية ام انهيار لفكرة الدولة ذاتها لصالح القوة الديماجوجية ؟
هناك انتقائية شديدة جداً فى المصادر للتأكيد على وجهة النظر المسبقة و محاولة اثباتها وليس هكذا يكتب التاريخ وخاصة أن بدئت بالادعاء بالرغبة فى كشف الحقائق. (محمد على ليس مصريا ولهذا فلا يمكن تسميتة صانع مصر الحديثة) .عفواً هذه سفسطة .و قد اطلعت على مذكرات عرابى و استشهدت بالعديد من اقوله فيها فلماذا لم تذكر ما قالة ان سعيد باشا هو صاحب مبدا مصر للمصريين ؟ وكيف يقال ان عرابى كان يعمل بامرة السلطان عبد الحميد اداة بيدة لتنفيذ مأربة ! و يغفل ذكر تركيب النخبة الثائرة وقتها والتى كان قائدها الحقيقى شريف باشا و يغفل المطالبات الدستورية اساس الحراك ليصف الحركة العرابية بالثورة الاسلامية ! هناك اغفال شديد للصراع الطبقى و العرقى لصالح الصراع العلمانى الاسلامى الذى لم يبدأ الا متأخر وكان هامشياً فى ما قبل الاحتلال الانجليزى فجعلة الكاتب محور الاحداث ! ويبقى للكاتب أصلاح الصورة المشوهة لمصطفى كامل ذو الاتجاة الاسلامى الذى((( فعلاً ))) تم تجاهلة و اخفائة من المؤسسات الرسمية فى محاولة لاطالة الخط الزمنى للمصرية . الكتاب مبذول فية جهد ملحوظ و كنت اتمنى لو كان الكاتب عرض عمله على أحد من غير الموافقين لة أيدلوجياً فنبهه الى شدة انحيازة التى اضاعت من جهدة الكثير . ============ رأى الأستاذ / محمد إلهامى محمد إلهامي rated it it was amazing كتاب في غاية الأهمية، صدر قبل أيام..
يتناول الكتاب فصولا من التاريخ المصري الحديث وكيف ساهم عاملان (متضادان في الاتجاه) في طمسه وتشويهه.
يكشف الكتاب ما لا يعرفه أغلب الشباب المسلم عن: مصر ما قبل الحملة الفرنسية، ومن الذي تصدى لجهادها، رفاعة الطهطاوي، أحمد عرابي، مصطفى كامل.. وأمور أخرى.
ويكشف الكاتب كيف أخفى العلمانيون -المسيطرون على نوافذ النشر والتوجيه والإعلام- في عالمنا العربي حقائق هذا التاريخ، وكيف حاولوا نسبة أبطاله إلى أنفسهم ومنهجهم وسلخهم من أفكارهم الحقيقية المسطورة في كتبهم.
أوقن أن الكتاب سيكون مفاجأة لكثيرين من القراء.
وأمتع ما في الكتاب أنه مكتوب بنفس شبابي عصري سريع، لكن هذا لم يكن على حساب جودته ومستواه.
وقد تفضل المؤلف علي بثقته فكنت واحدا ممن قرأه قبل صدوره، وهذا من حسن ظنه بي.. وأسأل الله له الإخلاص، وأن يكون هذا الكتاب أول الغيث النافع الغزير المنهمر إن شاء الله
فكرة الكتاب جميلة ، وتوضيح إسلامية زعماء وقادة فكر، ونقل كتاباتهم التى من قرأها دون أن يعرف كاتبها لظنها لشيخ من مشايخ السلفية رمز التعصب عند العلمانيين ! ، ولو قرأ ما خطه أحمد عرابي دون معرفته لظن أن من كتبه واحد من منظرى الجهاديين! . والمؤسف أنه لأجل أن بعض أراد أن يجعل من رفاعة الطهطاوي ومحمد عبده وغيرهم طليعة العلمانية المصرية متأولين كلامهم وباحثين عن زلاتهم ، أن يكون رد الفعل هو إعانتهم على ذلك بنفس الطريقة مخالفين نهى النبي صلى الله عليه وسلم" لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم" - حتى ولو كانوا موتى- ليشوهوا جيل من المفكرين العظماء كالطهطاوى وعبده والأفغانى وفريد وجدى وغيرهم وغيرهم فى بحث مزعوم عن المثالية المطلقة ،ولينفردوا بكشف الحقيقة الغائبة زعموا! ،واضعين الميزان ليزنوا أعمال العباد والذي من المؤكد أنها خفيفة وإلا لما كتب نقده تحت عنوان "فلان فى الميزان" . نحتاج لإعادة دراسة انتاج هذا الجيل من الكتاب والقادة دراسة شاملة متأنية متفهمة لعصرهم لاوكس ،ولا شطط .
تم بفضل الله.. جهد مشكور وكتاب جيد ولكن اسم الكتاب يوهمك بالشمول والإحاطة " ما أخفاه العلمانيون من تاريخ مصر الحديث" وهذا غير وارد ولو أُسند إلي تسمية هذا الكتاب لأسميته " إزالة اللبس والشبهات عن بعض الوقائع والشخصيات"..
الكتاب جيد ومهم على الجملة وإن كنت أخالفه في مطلق نظرته إلى رفاعة الطهطاوي وأحمد عرابي إلا أن هذا لا يقلل من جهد وبحث المؤلف الذي هو في الحقيقة فوق الرائع .
ما هذا التاريخ المشوه الذي علموه لنا في المدارس ومن هذا المجرم الذي جرد شخصيات إسلامية الهوى من توجهها وفرض عليها وعلينا أفكارا علمانية ما أنزل الله بها من سلطان.
يبدأ الكتاب من نهايات عصر المماليك وبداية حكم الدولة العثمانية لمصر وكيف كان عامة المصريين يوالون الإسلام وجنسيتهم الإسلام ولا يرون العثمانيين محتلين كما يقول العلمانيون، بل يدينون بالولاء للخليفة العثماني وإن كان غير مصري
أكثر ما أعجبني في هذه الفترة كيف وقف الأزهر في وجه الظلم ولم يكن الشيوخ يخافوا من الأمراء بل يستطيعوا بكلمة منهم إثارة المدينة كلها ضد الأمير الظالم
تاريخ الحملة الفرنسية وما فيه من القتل والتعذيب للمسلمين كان جزء مؤلم جدا وما أخفاه العلمانيون هنا ه�� أن مقاومة المصريين للفرنسسين كان جهاداً ضد حملة صليبية كان دافعهم فيه ألا يحكمهم نصراني وليس من أجل القومية أو العربية.
كيف أخفى العلمانيون تاريخ وآراء رفاعة الطهطاوي وكيف ظلمه الإسلاميون وصدقوا ما نسب إليه من آراء
أحمد عرابي والثورة العرابية لا أستطيع أن أحكم على هذالفترة بما فيها من مؤامرات وخلافات ، ولكن هناك حقيقة أن هناك من وقف في وجه الإنجليز وهو عرابي، وهناك من أعان الإنجليز وخذل عرابي ورفاقه وخذل المسلمين من ورائه كما فوجئت بتخلي السلطان عبد الحميد عن عرابي وتركه ليحارب الإنجليز وحيدا
حتى مصطفى كامل أكتشف بعد كل هذا العمر أنه كاتب ذو توجه إسلامي وكان يهاجم العلمانية ويدين بالولاء للخلافة العثمانية واستعانته بفرنسا كان لعدائها للإنجليز فلما تبين له أنهم لن ينصروا أي دولة مسلمة ترك فرنسا ودعا إلى الإجتماع تحت راية الإسلام.
شعرت أن الكتاب انتهى فجأة ، وكان ينقصه خاتمة تجمع أهم أفكار الكتاب وتؤكدها ولكن غير ذلك الكتاب رائع جدا
الكتاب يسلط الضوء على حقبة منسية فى التاريخ المصرى ولا يعلم عنها الا القليل ويرد على مزاعم الشخصيات العلمانية والقومية فى اقوالهم عن الخلافة وعن الاحتلال الفرنسى وكذلك فترة محمد على ويتكلم عن عدم وجود الحدود ولكن بطريقة غير مباشرة ويسلط الضوء على بعض الشخصيات الاسلامية التى نسبهم العلمانييون والقوميون بانهم ينادون بالعلمانية كرفاعه الطهطاوى وعرابى ومصطفى كامل يبتدأ الكتاب بذكر مصر تحت حكم المماليك وضمن دولة من دول الخلافة العثمانية ودور علماء الازهر فى الوقت ذاته ودور الشعب المصرى من الدين ومن تحكيم الشريعه ثم تكلم عن الاحتلال الفرنسى على مصر وتكلم عن ثورتى القاهرة الاولى والثانية وموقف الشعب المصرى من مقاومته للاحتلال وكلامه عن الشيخ المجاهد سليمان الحلبى وقتله لكليبر واسلوب الكاتب قريب الشبه فى هذه الجزئية من كتاب ( ودخلت الخيل الازهر لمحمد جلال كشك ) ثم ينتقل الى الكلام عن فترة محمد على من قبل توليه حكم مصر وما سببه من مكر وخداع للامراء وللشعب ثم بعد حكمه وما فعله من مذابح وثم انتقل الى الكلام عن رفاعه الطهطاوى الاسلامى الذى حرفه التاريخ وقالوا عنه علمانى ثم ينتقل الى الكلام عن الثورة العرابية الاسلامية وعن دور الافغانى والشيخ عبدالله النديم والبارودى وعرابى وعلاقتهم بالخلافة العثمانية وبابناء محمد على ثم يختم بالحديث عن الزعيم مصطفى كامل الذى مات فى ريعانه شبابه وكيفية مناداته بالشريعه وبتطبيق حكم الله وتبعيته لدولة الخلافة العثمانية الاسلامية ومناداته بالحقوق والدين من خلال منبره وقلمه فى جريدة اللواء ...
كتاب جميل جدا .. يتضح ذلك من عنوانه .. ناقش فيه المؤلف بعض الشخصيات الإسلامية التي من جهل العامة وحتى المثقفين عنهم تمَّ علمنتهم بنجاح باجتزاء أقوالهم وتحميلها ما لا تحتمل مثل رفاعه الطهطاوي وأحمد عرابي ومصطفى كامل وعلى الصعيد الآخر بعض الشخصيات المزيفة التي كان لها أكبر الأثر في الردة الثقافية والهجمة الغربية الشنعاء على مصر الإسلامية من أمثال محمد علي وآله .. الكتب جيّد وهو ملخص يفيد القاريء جدًا ليتعرف على تلك الشخصيات، المؤلف أحاط بتلك الشخصيات وردَّ على كل الذين تأولوا أقوالهم برد مفحم يدل عن دراسة ودراية وهذا ما يعيب هذا الجيل وهي فكرة الإنطباع!
نسأل الله الفقه في دينه وعدم التجني على خَدَمَة دينه
الكتاب في طبعة فاخرة جدًا من دار القمري ولكن يعيبه فقط مراجعة طفيفة إملائية وكتابية ..
كتاب حلو ومحترم ..هيصحح لك التاريخ من أول العدوان والغزو الفرنسى حتى مصطفى كامل..احلى حاجة فى الكتاب المراجع ..الكاتب بذل مجهود كبير فى الإستشهاد بالمراجع ..هتعرف من خلال الكتاب يعنى إيه مؤسسة الأزهر ومدى قوتها فى الوقف ضد المحتل وهتعرف من خلال الكتاب ان المواجهة الوحيدة للمحتل هى مواجهة إسلامية بحته وهتتحسر على الأزهر اليومين دول اللى طلع ناس زى مظهر شاهين وشوية علماء السلطان اللى ، بيطلعوا يتكلموا فى الإعلام ، هتعرف كمان إنه برغم ضعف الدولة العثمانية فى الوقت ده إلا ان المصريين كانوا بينظروا ليها نظرة إحترام وتبجيل .. كتاب محترم
حسنا سأقوم بتلخيص الكتاب فى عدة نقط - الكاتب مصرى يعيش فى ماليزيا وهو ما أثر على أراؤه التى اتصفت بنظرة ضيقة للإسلام - الكاتب يعتقد أن المصريين قاموا الاستعمار بناء على الدين فقط وليس القومية التى لا يعترف بها الا قليلا - الكاتب يعتقد أن العلمانيون منا وصف يتمتعون بقوة خارقة فى اخفاء الأدلة - الكاتب مازال يؤمن بالخلافة الإسلامية ويعتقد أن الخلافة العثمانية كانت رائعة أتمنى الا يصدق الكاتب فى دعواه بإصدار كتب آخرى
كتاب غاية الاهمية وأفكارة تتسم بعدم التعقيد ومبسطةومباشرة ....يزيل هذا الكتاب بعض الشوائب المحيطة بدراسة تاريخ مصر (وماأكثرها وأفدحها)والذى يتم طمس أجزاء كبيرة منه فى محاولة لتعكير الهوية لدى الناس ...أسأل الله أن يوفق مؤلف الكتاب حيث نكأ جرحا ممتلء بالصديد
رأيتُ الكتابَ أكثر من مرةٍ وأمسكتُه أتصفحه ثم تركته، وكررتُ هذا تقريبًا أربع مراتٍ، حتى علمتُ أن صديقة ما تقرؤه وكان نقاشها معي في الكتاب مشتعلًا فصممتُ أنا أقرأه لأرى ما الذي استفزها للغايةِ في الكتاب. في البداية فإن للكتابِ ميزاتٍ عدة، لعلّ أهمها هو أن الكتاب مكتوبٌ بطريقة لا تأتيك بالملل أبدًا على عكس أغلب ما يستخدمه كتّاب التاريخ في أيامنا، وأسلوبُ تحليلهِ بسيطٌ سلس وهذا أفاد كثيرًا في تقبل القراء للكتاب في ظنّي. فترة الكتابِ مهمة جدًا، فهو يحكي عن فترة الحملة الفرنسية وما قبلها بقليل، ثم يسلط الضوء على عدة شخصياتٍ استطاع الإعـلام بطريقةٍ ما أن يقلب الموازين في عقول الشباب والقراءِ ويرسخ عنها سوءًا. الضوء الذي يلقيه الكتاب يركز على عدةِ شخصياتٍ محوريّةٍ مهمةٍ جدًا، لكنّي شعرتُ أنّه أسهب وأطال النفس في الحديث عن بعض الشخصياتِ ثم أنجز الأخرى كما يتفق. يلعبُ الكاتب أيضًا على فكرةِ الجهاد ضد المحتل التي لم تكنْ مُنكرَة كما هو الحالُ في أيامنا، وإنما كان لكل مصريٍ سلاحٌ شخصيٌّ ينافح به ضد المحتل. لكنّي أختلف معه في بعض النقاط، في هذا العصر أظن أنه كان أضعف عصور الدولة العثمانية التي كانت مصر تتبع لها في ذلك الوقت، والكاتب مصممٌ أن المصريين يدافعون عن مصر لأجل دولة الخلافةِ لأن المصريين منتمون إليها قلبًا وقالبًا، الفكرةُ صحيحة، لكن ليستْ بشكلٍ مطلق، وإنّما يوجد أيضًا من الأخبار ما ينبئ عن بداية ظهور الفكرة القوميّة لدى المصريين في ذلك الوقت. أيضًا يصر الكاتب على فكرة أن تمسك المصريين بالدين في ذلك الوقت كان عظيمًا شديد البأس لا يتزعزع، والشواهد تقول أن هذا أيضًا ليس صحيحًا بشكل كامل، ولا ينكر أيّ أحدٍ قرأ التاريخ أن مصر كان بها من الشركيّات والخزعبلاتِ الصوفيةِ ما يجعل المجتمع يستحق كويكبًا من السماء يسحقه. أعيب أيضًا عليه أنّه لم يتعرض بشكل أكثر تفصيلًا للتحول المرعب في المجتمع أخلاقًا وتصرفات، الشعب الذي كان يرى البرقع شيئًا أساسيًا لا تستغني عنه المرأة كيف انقلب به الحالُ ليقر بالدعارةِ كبيوتٍ مرخصة!! أحسست أن الكتاب منفصلٌ عن التغيرات التي تحدث، يروي تاريخًا ويبتعد بشكلٍ ما عن التغيرات التي تقلب المجتمعات رأسًا على عقب. على كل الكتاب جيدٌ جدًا في رأيي، وأرى أنّه من المهم أن يقرأه كلُّ مهتمٍ بالفكرة العامة التي يناقشها، وأتمنى من معتز أن يزيد رصيده عندنا كقراء بكتابٍ يتلافى فيه أخطاء الكتاب السابق.
هو كتاباً چيد من ناحية أسلوب الكتابة وترتيب الأفكار و هضم الكتب والمراجع التي نقل منه فهو يتحدث عن خمس نقط مهمه في تاريخ مصر الحديث التي تتناوله كتب تاريخ الوزارة الغزو الفرنسي و محمد علي و الشيخ رفاعة الطهطاوي و أحمد عرابي باشا و مصطفي كامل بهدف كشف المستور و أطع رواية جديدة بالرغم إني أستمعت بهذا الكتاب ولكني أچد قيمته التحقيقه ضعيفه جدا حيث أن الكتاب ليس متخصصاً فلو عرض الكتاب على عالماني متخصص في التاريخ الحديث لاتمكن بقلب الأحداث عليه ومع الأسف هو يناقش الرواية الرسمية للتاريخ الحديث من منطلق رواية مغايرة للرواية القومية العالمانية ولكن السؤال هل هذه الأحداث حصلت فعلاً من البداية بالشكل الذي تناولته يعني نقد الجبرتي لمحمد علي يمكن الرد عليه بأنه قد سلب منه صلاحياته التي كان يتمتع به في نظام الإلتزام وقتل ولده ومحمد عبده ليس بمؤارخ ولا مشتغل بالتاريخ هو فقط شخصية مشهورة و يمكن الرد عليه بغيره لذلك نرشح للقرأ كتاب كل رجال الباشا د.خالدفهمي أما الغزو الفرنسي فهل كانت تعلم أن سليمان الحلبي لم يقتل كليبر وأن المؤامرة كبر من هذا بكثير وأم الأطلاق في حق الشيخ رفاعة الطهطاوي فأنا لست معه ولكن لاننكر أنه أجد في الدفاع عنه وذكر مناقبه أما عرابي باشا فهنالك مذكرات محمد فهمي المهندس زميل كفاح عرابي ذكر حقائق مهم راجع ص ٢٠٥ : ص ٢١٠ منه أن عرابي كان متزوچا من أخت حرم الخديو توفيق في الرضاعة و أنه كانت سبيلة للرجوع للعمل بعد أن فصل منه دفاعة عن مصطفي كامل في كلامك ولكن هنالك جانب خفي فى نضالة ذكره محمد فريد بك في مذكراته فهل أطلعت عليه ! من الكتاب أستطيع أن ارى المسألة بوضوح بأن العراك بين التيار الإسلامي و العالماني هو عراك هزيلا چدا لأن كلا الفريقين عنده خلل في كيفية التعامل مع المادة التاريخية فالعالماني يري التاريخ بنظرة سوداء مظلمة يشوه أي حدث بدون تحقيق وعلى نقيض منه الإسلامي يحاول أن يلمعه بقدر الإمكان حتي ولكن هذا على حساب الحقيقة إيضا الإنصاف عزيز و التاريخ ليس بقصة ما قبل النوم تحكي بل هو علم ويحتاج إلى قدر كبير من التخصص لان المعلومه الصغير قد تقلب الدنيا
الكتاب ناقض قضايا مهمه جدا اتقصت من سياقها واتزورت عشان توضح ان القومية العربية مستقله وملهاش علاقة الكتاب ناقش شخصيات كتير زي ( عرابي الي قالو انه نادى بالقومية المصريه ضد الخلافه وبين كذب المقولة دي وان ثورته مكنتش مصريه انما اسلاميه اصلا ومكنتش ضد الخلافه واستدل بمذكرات عرابي نفسه ) ( رفاعة والكذب والتدليس عليه والقول بانه اهتم بالدستور عن تشريع القرآن او القول بتمدنه الي خالف فيه الاسلام كذبا وتوضيح ان رفاعة طالب بالشريعه ) ( توضيح كذب مقولة ان محمد علي من اهتم بالتعليم وبنى مصر الحديثه )
كتاب جيد وفيه معلومات قيمه جدا ومكتوب باسلوب رائع، لكن للأسف الكاتب لم يذكر أسماء وكتب العلمانيين الذين انتقدهم، أيضًا عنوان الكتاب كبير، و الكاتب تكلم في حوالي 100 سنه فقط من بدايه محمد علي إلي مصطفي كامل، في المجمل الكتاب جيدا واضاف لي العديد من المعلومات، لكني اعتبر المعلومات غير مكتملة بسب عدم ذكر الطرف الذي من المفترض أن المؤلف قام بالرد عليه .
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، أما بعد:
فقد عالج المؤلف حفظه الله تعالى بكتابه ما أخفاه العلمانيون من تاريخ مصر الحديث ، إحدى قضايا الساعة الملحّة على المستويات الثقافية والتعليمية والسياسية ، ومن ثم حفّزني للمشاركة بالإسهام معه بتوعية أجيالنا الشابة لا بدور العلمانيين بتزييف وعيهم فحسب ؛ بل للتعريف أيضًا بالمخطط الغربي الذي نفذه أتباعُه من بني جلدتنا - ولا يزالون - لتزوير التاريخ وسرده بطريقة تخدم الغرب .
وبعيدًا عن سرد الأحداث التاريخية وتتابعها حيث تكفل بها المؤلف بعناية ، فإنني أختصر مقالتي مستخدمًا منهج فلسفة التاريخ لتأييد فحوى الكتاب؛ حيث أعرض لحدثين كبيرين في تاريخ مصر الحديث ؛ لقرع الآذان وإيقاظ الغافلين ، والمطالبة بتصحيح المفاهيم ، كما فعل المؤلف جزاه الله خيرًا، وهما :
أولًا : الحملة الفرنسية التي صُوِّرت بأنها جاءت لتأخذ بيد المصريين لاجتياز طريق الحضارة، وهي صورة زائفة ومُضللة ، تُخفي وراءها الوجه القبيح لحضارة أوروبا برمتها ؛ بل أثبت الشيخ محمود شاكر رحمه الله تعالى أن الهدف الأكبر لهذه الحملة هو وأد اليقظة الإسلامية في عقر دارها فقال :
« فالحملة الصليبية الفرنسية التي استجابت لنذير الاستشراق ، كان الاستشراق مُستكنًّا في أحشائها وأحشاء قائدها العظيم (نابليون) ، يرشده الاستشراق ويهديه ، وهي لم تقدم إلى اختراق دار الإسلام في مصر إلا وهي مُزودة بأدق التفاصيل عن هذه الأرض ومكانها ... إلخ». [محمود شاكر ، رسالة في الطريق إلى ثقافتنا، ص102 ، مكتبة الخانجي بالقاهرة ، 1427 هـ / 2006 م] .
وبالاستناد أيضًا إلى الدراسة المستوعِبة لحملة نابليون على مصر بقلم الدكتورة ليلى عنان، تتضح لنا عدة حقائق ، منها :
1 – الرغبة في الثأر من هزائم أوروبا خلال الحروب الصليبية ، ظلت تراود قوادها وساستها حتى العصر الحديث ، (وحملةُ نابليون تحمل هذا الهدف وتُعلنه دون مُواربة) . [د. ليلى عنان، الحملة الفرنسية تنوير أو تزوير، ص 177، كتاب الهلال بمصر – جزآن، مارس 1998 أكتوبر 1998] .
2 – عنصرية الحضارة الغربية ، وأنه لا حضارة غيرها .
3 – صُورت حملة نابليون بأنها جاءت لإدخال مصر في الحضارة، بينما حقيقتها تتضح بإذلال الشعب ، وسلوكياتها ملطخة بالدماء والقهر والظلم والعبث بالمقَدسات ؛ إذ دخلت جيوشُ نابليون جامع الأزهر نفسه .
4 – ما زالت عقلية الحضارة الرومانية تُعشعش داخل عقول الساسة والقادة الأوروبيين .
5 – ظلت النصرانية من المكونات الجوهرية في الثقافة الغربية ؛ إذ لم يُحارَب الدين إلا خلال فترة الثورة الفرنسية فقط ، وجاء نابليون ليُعيد للكنيسة دورها ونفوذها .
يقول د. حامد ربيع : «الثورة الفرنسية لم تستطع أن تستأصل الوجود الكاثوليكي من الحياة الدينية ، وعادت الكنيسة لتؤكد أن وظيفتها السياسية أبديَّة لا يمكن أن تختفي ». [سلوك الممالك، ص41] .
ثانيًا : الزعم بأن محمد علي قام بنهضة، بينما الحقيقة أنه كان رأس حربة بيد الغرب للقضاء على يقظة إسلامية كانت في مهدها ، لذلك فإن الأستاذ أحمد أمين يرى أن حركة محمد علي كانت حركة لا دينية مثل حركة أتاتورك ، الذي هدم الخلافة العثمانية ليُقيم على أنقاضها نظامًا عدائيًا للإسلام ومبادئه...
وقد سار على طريقهما أيضًا أمان الله خان في أفغانستان ، وكل هذه الحركات كانت عازفة تمامًا عن إنشاء (جامعة إسلامية) لتوحيد الأمة الإسلامية تحت رايتها . [ أحمد أمين، يوم الإسلام، ص150 ، دار الكتاب العربي/ بيروت 1952 م ، ويقارن بينها وبين حركات أخرى تريد الجامعة الإسلامية وتريد النظر إلى الإسلام في حالته الأولى؛ مثل محمد بن عبد الوهاب في الحجاز، وجمال الدين الأفغاني في مصر، والسنوسي في ليبيا ] .
فلا يُستَغرب بعد هذا التزوير التاريخي الماكر (وهو أيضًا من الثمار المُرَّة لمناهج التعليم التي أسَّسَها (دنلوب) بمصر ، وهو المتخرج في كلية اللاهوت البريطانية ؛ حيث رسم سياسة التعليم عملًا بواسطة القسيس المُبَشِّر ( زويمر )
لتخريج أجيال تتربَّى على ثقافة الغرب ولا تعرف الصلةَ بالله عز وجل) أن ينبت شباب يُولي وجهه شطر الغرب سعيًا للتمدين وإقامة حضارة مماثلة، وأن يتبنى بعض القادة ببلاد الإسلام فكرة القومية المنقطعة الصلة بالإسلام؛ بل معادية لفكرة (الجامعة الإسلامية) ووصْم كل من ينادي بها بالتخلف والرجعية ! ذكر (هرتزل) في مذكراته أنه ذهب لمقابلة السلطان عبدالحميد الثاني عام 1901 يطلب منه السماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين ؛ فأجابه السلطان بقوله : « لو كنت أعلم أنك جئت تطلب مني ما رفضتُ إجابتَك إليه من قبل، لما سمحتُ لك بالدخول عليَّ، واعلم يا هرتزل أن فلسطين جزء من أرض الإسلام ،وأرض الإسلام لا تباع بالذهب والدراهم ، ولقد حصلنا على كل شبر منها ببذل دماء أجدادنا ، ولن نفرط في شبر منها قبل أن نبذل كل دمائنا دفاعًا عنها ». [ د/ أشرف مؤنس ، المجمل في تاريخ الدولة العثمانية ص87 ، مكتبة الآداب بالقاهرة ، 1430 هـ / 2009م ]
هذا وقد انتقى المؤلف ببراعةٍ المادة التاريخية من أمهات المصادر المعترف بصدقها؛ حيث وظَّفها لخدمة غايته من الكتاب ، أي توعية القراء بحقيقة الانتماء الإسلامي الذي يَكفُل وحدة الأمة ، ومن ثم يُمكِّنها من النصر في المعركة الصليبية الحالية ، وهي متواصلة لم تنقطعْ منذ القرون الوسطى !
ومن معالم منهج الكتاب تقديم كلٍّ من الشيخ الطهطاوي والزعيم الشاب مصطفى كامل والثائر على الظلم أحمد عرابي في إطار الثقافة الإسلامية ومن منطلق التابعية للخلافة العثمانية ، التي هدمها أتاتورك اليهودي مُحَقِّقًا بذلك أغلى أهداف الغرب حيث كانت الأمة المُوحَّدة تحت راية الخلافة عَصيَّة على الهزيمة طوال الحروب الصليبية ، وما استطاع اليهود الاستيلاء على أرض فلسطين الإسلامية إلا على أشلاء الخل��فة .
ومن مزايا الكتاب أنه إلهام فعَّال لإيجاد وعي سياسي ضروري لجيل الشباب المعاصر؛ لتمكينه من التعرف على حقيقة الأحداث الدائرة حوله مع المشاركة بالرأي السديد والعمل المناسب الرشيد؛ إذ يرى الدكتور حامد ربيع رحمه الله تعالى -وهو عالم السياسة المخضرم- أن التثقيف السياسي هو عصب المجتمع المعاصر. [د/ حامد ربيع، الثقافة العربية بين الغزو الصهيوني وإرادة التكامل، ص120، دار الموقف العربي بالقاهرة 1982م ].
وبمفهوم المخالفة نفهم قول كسينجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق: إن حركة الثورة بمصر عام 2011 م قادها جيل جديد بأساليب عصرية «إلا أن هذا الجيل لم يكن ��ديه الوسائل والقاعدة لبناء أي شيء ذي قيمة » . [ محمد المنشاوي ، مصر في رؤيتي كسينجر وتشيني ، جريدة الشروق، مصر، 19-9-2014م ]
هنري كسنجر الذي وصفه موسى صبري بأنه «عبقري البيت الأبيض وقيصره ومحرِّكُ خيوط سياساته » [ص306]،
وقال عندما حاول انتزاع موافقة (أبا إيبان) وزير خارجية إسرائيل لانسحاب جزئي محدود حسب شروط إسرائيل عقب نكبة يونيو 1967م ولكن قوبل بالرفض، قال بالحرف الواحد: «اتركوا لنا مصر ولا شأن لكم بها.. إن مصر ستبقَى هكذا جثة هامدة خمسين عامًا»! [موسى صبري ( اعترافات كسينجر ) ص307 ، كتاب اليوم بالقاهرة، مارس 1981 م ]. ونحن نعلل ذلك بأن نظام الحكم في مصر منذ حركة الانقلاب العسكري 1952 م هو المسئول عن خلط المفاهيم الوطنية والقومية والدينية، مما أدى إلى قطع الصلة بمفهوم الأمة الإسلامية الواحدة. يقول د/ حامد ربيع: «حدث تمزق بين مفهوم الأمة بتقاليده الشرقية الإسلامية الدينية الواضحة، وفكرة الوطن بمعناه العلماني الغربي القومي المتميز». [الثقافة العربية... (مصدر سابق)، ص228] كذلك يعلل إجهاض ثورة الزعيم أحمد عرابي أنه كان يريد - كما ورد على لسان البارودي - «كنا نرمي منذ بداية حركتنا إلى قلب مصر إلى جمهورية مثل سويسرا، وعندئذ كانت تنضم إلينا سوريا ويليها الحجاز و...». [نفسه، ص143]. وكانت إحدى جرائم إنجلترا الكبرى في حق أمتنا هي إجهاض تلك الثورة؛ «حيث تشير الرسائل التي كان يبعث بها القنصلان البريطانيان في دمشق والقدس، إلى العطف الصادق الذي أبداه المسلمون على قضية عرابي.. فقد كانوا ينظرون إليه على أنه زعيم العرب، وإلى ثورته على أنها في حال نجاحها تنطوي على مضاعفات خطيرة من شأنها أن تقرر مصير العرب كافة.. فهي ليست مجرد ثورة لرد الغزاة عن مصر». [نفسه، ص244] (أما جريمة الإنجليز الكبرى الأخرى فهي تسليمها أرض المسلمين فلسطين إلى اليهود، وللإنجليز تاريخ أسود مع المسلمين بفلسطين؛ إذ كانوا يقتحمون بيوتهم ويحطمون كل ما فيها، ويمزقون ما بها من مصاحف ويطأونها بأحذيتهم، ويأخذون المجاهدين ويسومونهم ألوان العذاب، ويطردون المسلمين والمسلمات من بيوتهم ليسلموها لليهود). وإذا تناولنا تاريخ علاقة الغرب بالبلاد الإسلامية في العصر، لأدهشنا أنه بالرغم من تضارب مصالحها أحيانًا، إلا أنها تتغاضى عنها في سبيل محاربة أية صحوة إسلامية ترى فيها خطرًا على شعوبهم. يقول الدكتور محمد مورو: «في عام 1882 م فضلت فرنسا السماح لإنجلترا باحتلال مصر وذبح الثورة العرابية، على انتصار مشروع الثورة العرابية وصعود قوة إسلامية شابة في ذلك الوقت، وقد ضحَّت فرنسا في ذلك بمصالح كبيرة في مصر لحساب إنجلترا، وقال وزير خارجيتها يومئذ مهنئًا الإنجليز بالانتصار على الجيش المصري إنه يفضل ترك الكعكة للإنجليز من صعود قوة إسلامية شابة في مصر»! [د/ محمد مورو، ما بعد الهزيمة الأمريكية في العراق، ص43، مكتبة جزيرة الورد، المنصورة 2006م]. وتلك الواقعة المذهلة تجعلنا نتساءل بدورنا أمام أحداث ما بعد ثورة يناير 2011 م بمصر وقيام دول الغرب بتحريك الثورات المضادة، نتساءل: هل يُعيد التاريخ نفسه؟! وينبغي التنويه في النهاية بأن الأستاذ معتز زاهر - فضلًا عن مزايا الكتاب التي نوَّهنا بها سالفًا - فإنه حقق هدفين في غاية الأهمية ثقافيًّا وتربويًّا، وهما: أولًا: التحذير من الانسياق وراء العلمانيين الساعين لطمس المعالم الإسلامية لتاريخ مصر الحديث؛ إذ اتخذوا ذلك هدفًا لغرضين: أولهما: تدعيم حجتهم في التوجه نحو الغرب بعد طمس تلك المعالم الإسلامية. والثاني: حرمان المطالبين بالمرجعية الإسلامية كأساس للنهضة من أقوى براهينهم. ثانيًا: دلنا المؤلف بذكاء على الصلة الطردية بين انتصار شعب مصر واستمساكه بمبدأ الجهاد الإسلامي الذي اتخذه الثوار كعقيدة قتالية في التصدي لجيش فرنسا، وعندما قارن هذا الانتصار المذهل بموقف الشعب عندما جاء الإنجليز لإخماد ثورة عرابي - حيث دخلوا بسهولة دون مقاومة تُذكر - اتضح جليًّا دور محمد علي الهدام؛ حيث كان ديدنه إبعاد شيوخ الأزهر، وهم الذين قادوا الشعب في ثورته ضد نابليون، وزاد الطين بلة أنه استخدم وسائل البطش في تعامله مع الشعب حتى زالت عنه ملكة الشجاعة؛ فوصفه الشيخ محمد عبده بحق عندما قال: «لم يستطع محمد علي أن يُحيي ولكن استطاع أن يُميت»! وقد علّق د/ جمال عبدالهادي على إبعاد شيوخ الأزهر بقوله: «حتى يخلو له الجو دون محاسبة أو رقابة من أبناء الأمة.. وكانت التصفية للقوى الوطنية موجعة، وما زالت آثارها باقية حتى الآن» . [د/ جمال عبدالهادي، وآخران، مصر بين الخلافة العثمانية والاحتلال الإنجليزي منذ عهد محمد علي وحتى عهد محمد توفيق، ص136، دار التوزيع والنشر الإسلامية 1995م].
ومع التنويه بالمزايا العديدة للكتاب التي يستحق معها الثناء والتقدير، فإني آمل أن يضيف المؤلف بالطبعة الثانية بمشيئة الله تعالى فصلًا لدراسة تحوُّل بعض علمائنا وأدبائنا وكتابنا الكبار من التيار التغريبي إلى واحة الإسلام، منهم الدكتور زكي نجيب محمود، والدكتور عبدالرحمن بدوي، والدكتور مصطفى محمود، والدكتور عبدالوهاب المسيري، والأستاذ خالد محمد خالد، والأستاذ محمد جلال كشك، وغيرهم . وفي مقدمة هؤلاء جميعًا يقف الدكتور طه حسين ؛ حيث فاجأنا الدكتور محمد عمارة بكتابه الجديد بعنوان (طه حسين من الانبهار بالغرب إلى الانتصار للإسلام)؛ حيث لخَّص تحوله بقوله : «آملين أن يكون هذا الكتاب الوثيقة دعوة صادقة ومخلصة للفُرَقاء المختلفين حول طه حسين - الذين تعصبوا له والذين تعصبوا عليه - كي يعيدوا النظر في أحكامهم الجائرة القائمة على الحوَل الفكري! واجتزاء النصوص وحرق المراحل الفكرية المتمايزة». [د/ محمد عمارة، طه حسين من الانبهار بالغرب إلى الانتصار للإسلام، ص184، هدية ذي القعدة 1435 لمجلة الأزهر.
هذا ولعل الله عز وجل استجاب لدعاء العلامة شيخ العربية مصطفى صادق الرافعي الذي قال بمقدمة كتابه تحت راية القرآن: «وما نريد أن نزيد (طه) على ما قلنا فيه مما ستقرؤه في هذا الكتاب، ولكنا نرجو أن يهديه الله فيكون من أمته ويعود إليها، فإنه إلا يكن بها لا يكن بغيرها، وإنها إلا تكن به تكن بغيره». [ ص8، ط المكتبة التجارية الكبرى بمصر، 1385هـ 1966م ].
وبالله التوفيق.. مصطفى بن محمد حلمي الإسكندرية في 29 ذو القعدة 1435 هــ 24 سبتمبر 2014 م
كتاب جيد في العموم يوضح كيف أخُتطف تاريخ مصر المعاصر من مفكري العلمانية وتم توجيهه ونشره للجماهير بعد طمس و تهذيب هوية الشعب الإسلامية منه.. يوضح الكاتب فترة كثيرا ما قرأت عنها و تعلمتها في المدارس من منظور وطني و قومي وهي فترة الحملة الفرنسية علي مصر و دور الأزهر الذي كان ينتمي لأمة مسلمة أكتر من انتماءه لدولة قومية حديثة ذات حدود واحدة و الجزء الأهم أيضاً تصوير العلمانيين الدائم لمحمد علي بأنه صانع النهضة الحديثة في مصر و الذي برغم بعض محاسنه هو أول من قلص من حجم الأزهر و أذل الجماهير فزاد بأس العباد كما قال الإمام محمد عبده و هو من جعل الإنجليز يستولون علي مصر دون مقاومة قوية من الجماهير ليس كما فعلت ضد الحملة الفرنسية . لم أعلق عن كتابات الكاتب عن الشيخ رفاعة الطهطاوي و أحمد عرابي حتي اقرأ عنهم بشكل مستفيض أكثر من ذلك حتي أكون فكرة كاملة عن سلامة آراء الكاتب عنهم وإن كنت أري أن الكاتب دافع بعض الشئ عن الطهطاوي بدافع غيرته الدينية وكرهه للتشويه الذي مارسه العلمانيون لتاريخنا المعاصر.