المجلد الأ,ل من كتاب ظهر الإسلام, يقع في جزأين, يبحث الأ,ل في الحالة الاجتماعية, ومراكز الحياة العقلية من عهد المتوكل إلى آخر القرن الرابع الهجري, وهو أول 254 صفحة من الكتاب, ثم الجزء الثاني ويبحث في تاريخ العلوم والآداب والفنون في القرن الرابع
واحد من أهم المثقفين الذين أرسوا قواعد الثقافة العربية الحديثة في النصف الأول من القرن العشرين. درس في الأزهر، وعمل قاضيًا، ومدرّسًا في مدرسة القضاء الشرعي، ثم أستاذًا للنقد الأدبي بآداب القاهرة، وعميدًا للكلية نفسها. كان أحمد أمين يكتب مقالًا أسبوعيًّا في مجلة "الرسالة"، كما رأس تحرير مجلة "الثقافة" التي كانت تصدر عن لجنة التأليف والترجمة والنشر والتي عمل رئيسًا لها أيضًا. اختير أحمد أمين عضوًا في مجامع اللغة العربية المصري والعراقي والسوري. صدر له عدد من المؤلفات كان أهمها "فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام" و"ظهر الإسلام" و"هارون الرشيد
ولعل كلمته: "أريد أن أعمل لا أن أسيطر" مفتاح هام في فهم هذه الشخصية الكبيرة.
أروع ما كتب في القرن العشرين عن تاريخ الحياة العقلية للعرب قبل البعثة المحمدية إلى سقوط الخلافة الإسلامية. كيف نشأت الحياة العقلية لدى العرب؟ وكيف تطورت بمجئ الإسلام؟ وما التغيرات التي طرأت على العقل العربي؟ إن هذ الكتاب يعتبر في نظري فتح من الفتوحات في الفكر الإنساني، وقد أبدع المرحوم الاستاذ أحمد أمين في أسلوبه وتحليله. وبالرغم من أن البعض يعتب على الاستاذ أحمد أمين أخذه بعض الوقائع التاريخية من المستشرقين إلا أن ذلك لا يقلل من شأن الكتاب وقيمته الأدبية والفكرية. أنصح بقراءة هذا الكتاب والأجزاء الأخرى منه وهي "فجر الإسلام" و "ظهر الإسلام" و "يوم الإسلام". رحم الله الاستاذ أحمد أمين فقد كان بحق علماً من أعلام الفكر العربي والإنساني.
وانتهيت أخيراً من قراءة الموسوعة الإسلامية لأحمد أمين، وربما شهر رمضان هذا سأتذكره كثيراً لسببين، السبب الأول ما عشناه فيه من ظروف الفيروس الذي حاصر العالم جميعاً، وما عشته أنا مع أحمد أمين للمرة الأولى التي استطيع القراءة فيها في شهر رمضان، وما يسعني في النهاية إلا أن أدعو للكاتب والأستاذ بالرحمة، وجزاه الله خيراً عن كل حرفاً كتبه، وعن كل دعوة ورسالة عقلانية دعاها لتوحيد صفوف المسلمين بين طيات كتابه، والآن أراجع كل جزء من أجزاء الكتاب على حدا:
(1) شكل الترك العامل الجديد الداخل على الأمة الإسلامية، والأكثر تأثيراً في العصر العباسي الثاني الذي تستهدفه أجزاء كتاب ظهر الإسلام، حيث كانوا بصلافتهم وبداوتهم باطشون لا يعرفون غير لغة الدم والمال، وهو ما أثر على استقرار الحياة السياسية داخل الدولة العباسية وشهد علي يديهم أول مقتل لخليفة عباسي في تاريخ الأمة الإسلامية، واعتبروا بمثابة خلفاء غير أنهم لا يدعى لهم على المنابر ولا تصك النقود باسمهم، وأثر هذا الأمر على التماسك الداخلي والنسيج المجتمعي، وظهر اضطهاد لأهل الكتاب على أيديهم، لم يثروا الحياة العقلية والثقافية للعرب كثيراً، أما الفرس فشهد ذلك العصر تراجع نفوذهم في بغداد واتجاههم للاستقلال بدول وخلفات مستقلة عن بغداد، والعرب كذلك، ولذلك شكلا خطراً على الدولة الداخلية بسبب دويلاتهم التي استقلوا بها عن الحاكم العباسي فعلياً وان لم يكن اسمياً، كما أن الحياة العربية شهدت دخول عناصر جديدة مثل الزنج والروم أيضاً، وأصبحت الثقافة العربية في ذلك الوقت مصبوغة بالشعوبية وكثيرة الدماء والطائفية والحياة بهذا العصر وككل عصر حياتان، حياة القصور المترفة، وحياة الرصيف والشذف، فتعجب من وصف القصور والثروة، وتحزن من عالم يبيع كتاب ليأكل، ودخل على تلك الحياة الغلمان والرقيق، فأثر تأثيراً جماً على شكل الأدب والشعر، ونشرا فيه المجون والخلاعة، وحتى الأدب كان ذو شكلين، فأدب الملوك والقصور، وأدب الشارع "الأدباتية" وكان للولايات المستقلة أثراً إيجابياً يحاول أن يتتبعه أحمد أمين في كل دولة، فأصبحت الدويلة هي موضع اهتمام خليفتها، بعد أن كانت كل ولايات المسلمين تصب لصالح بغداد، ويتتبع أحمد أمين تلك الدول التي قامت مستقلة عن الخلافة والآثار الأدبية والاجتماعية والعمران والحركة العلمية، كما في دولتي الإخشيد وابن طولون في مصر، والفاطميين في مصر والشام، والحمدانيين في الشام، وآثار المد الشيعي في الولايات المسلمة وما أعقبه من نزاعات طائفية بين المذهب والآخر وفي الأجزاء الأخيرة من كتاب، يتتبع أحمد أمين الأماكن البارزة، سواء المفتوحة حديثاً كالهند والسند، أو قديماً كالمغرب والسند، كما يتكلم كلمة في الجزيرة العربية والعراق، متحدثاً عن الدول المستقلة وما أنتجته من علماء وخلفاء في تلك المناطق المتاخمة لبغداد عاصمة الخلافة، وينهي حديثه في هذا الكتاب بكلمة هامة لأهمية الخلافة، والتي طمست القومية في الأدب، حيث كانت بلاد المسلمين مرتع للعلماء يرتحلون كما يشائون ويطلبون فيها العلم من كل مكان
(2) في الجزء الثاني يبدأ أحمد أمين كلامه بتشريح البيئة الإجتماعية للعصر العباسي الثاني فترى التردي والخلافات العصبية بين صاحب كل جنس، وبين المذهب والمذهب، وبين أصحاب المذهب الواحد أنفسهم، ونجد ملوك ظلمة وأرستقراطية مفرطة الثراء بشكل جنوني، وفقراء أذلاء ولو كانوا علماء، ويشرح هذا كله من خلال أدبيات هذا العصر وشعره، وهو يرى أن السقوط السياسي قد رافقه صعود للحركة العلمية، بسبب أن الأمراء كانوا يتفاخرون بالعلماء من حولهم، وذلك ما شجع الحركة العلمية، ورغم ذلك كله فتلك البيئة الإجتماعية المتردية، أنتجت هذا النوع من الأدب القوي للعصر العباسي الثاني، والكتاب معني أكثره بالعلوم في هذا العصر، ولا نرى كثيراً يطرأ على علم التفسير والحديث وعلم الكلام، ما يمكن أن نلاحظه كطفرة في هذا العصر تفسير الطبري وتفسير الزمخشري، لأنه لكل منهما منهج امتاز به وفسر القرآن على أساسه، وما جد في عصرنا هذا هو حركة المتصوفة، فيتتبع أحمد أمين في فصل كامل، إرهاصات الصوفية منذ العصر الأموي، وكيف نشأوا، وأبرز أعلامهم، وفقههم، والخلافات التي دارت بينهم وبين السنة والفقهاء، ويتحدث عن محنهم البارزة في هذا العصر كمحنة الحلاج، ولا يتوقف عند هذا بل يحلل وينقد ويطرح الأسئلة في هذا المنهج، هل هو وهم أو عقل؟.. والنحو واللغة والأدب لم يطرأ عليها من الجديد كثير، وربما نقول أنه ظلت حركة تنقل عن السلف ولا تبتكر، وأبرز ما نشاهده من العلوم في هذا العصر علوم كالفلسفة مثلاً فهو عصر ابن سينا والبيروني والفارابي، وحركة علوم جديدة كالتاريخ والجغرافيا حيث أن هذا العصر شهد على أهم كاتبيهم من المسلمين، ويترجم أحمد أمين سيرة كل علم من أعلام هذا العصر ومنهجه، ويختتم كتابه بكلمة في حق الفلسفة والعلوم العربية هل هي علوم أصيلة حقاً؟ وكلمة في نصح عصره ونصح مسلميه وما وصل إليه حالهم، وما عليهم أن يفعلوه
(3) ينتقل أحمد أمين في حديثه عن حياة المسلمين في هذا الجزء وجهة جديدة تتمثل في حياتهم في الأندلس، ويبدأ بتتبع تاريخ موجز بشدة ولكنه كافي للتعرف على خطوط الأحداث في الأندلس وقيامها وسقوطها، وما بينهما من ملوك ودول مختلفة تتعاقب عليها، ويحاول أن يصف الإقليم وصفاً جغرافياً للتعرف على البيئة التي نشأ فيها هؤلاء المسلمين وما ألهمتهم من جمال طبيعتها في أدبهم وشعرهم، وتنوعهم الثقافي والديموغرافي حتى يرسم في ذهن القارئ الصورة الكاملة من تلك الصفحة الكبيرة في تاريخ المسلمين، وينتقل للحديث عن نشأة التصوف في رحاب الأندلس لما له من أعلام وأسماء غذوا تلك الحركة ودعموها، وتتبع للحركة الإسلامية أيضاً والفقهية داخل البلاد من خلال ترجمة أعلامها مثل ابن حزم الأندلسي، ويعقب الحديث عن حركة الدين بحركة اللغة والنحو فنجد أن نحاة الأندلس لم يبتكروا وإن جددوا في اللغة ونجم أن علوم الأندلس اللغوية والدينية ليست إلا صورة أخرى للعلوم المشرقية أنصف أحمد أمين الحركة الأدبية في الأندلس المتمثلة في الشعر والنثر، حيث أنه أفرد لها الكثير من خلال فرد فصول لأبرز أدباء ذلك الإقليم والحديث عن أدبهم وشرحه، ومن خلال تلك الفصول نجده أنه يتتبع شرح تاريخي للأحداث السياسة التي شكلت شخصية ذاك الأديب، وعند الحديث عن الحركة العلمية في الأندلس يسترعي انتباهنا أنها لم تبرز بروزاً قوياً في أحد الفروع مثل الفلسفة والطب واللذان ارتبطا ببعضهما، ويشرح الظروف الاجتماعية والدينية التي أحاطت بالفلسفة في تلك البلاد ويترجم لسير وفكر أبرز أعلامهم وخلاف المجتمع والفقه حولهم وعلى رأسهما ابن طفيل وابن رشد، ويتتبع أحمد أمين الحركة التأريخية في بلاد الأندلس والحركة الجغرافية، كعادته في الحديث عن كل عصر من العصور، وأكثر ما يسترعى انتباهنا أن الحركة الفنية في بلاد الأندلس هي كانت الأكثر بروزاً وألقاً، ويسوق الأدلة في محاولة إنصاف تلك الفترة من تاريخ أوروبا وكيف أثرت فيهم، ويختتم كلامه بكلمة في إنصاف العلوم العربية في أوروبا
(4) يمكن أن نصف هذا الجزء بأن جديده قليل، فالمؤلف لم يفعل أشياء أكثر مما فعله في الأجزاء السابقة في محاولة تتبع الفرق التي شكلت العالم الإسلامي من معتزلة وشيعة وتطورها، إضافة عليهم هذا الجزء الفرقة السنية بفروعها الأشعرية والماتريدية، ودخول الحركة الصوفية في العالم الإسلامي فنجدها هي الأكثر حظاً في الكلام عنها وعن أدبها من أحمد أمين في هذا الجزء الذي ختم به موسوعته في تاريخ الإسلام
استكمالا لبقية اجزاء موسوعة الحضارة الاسلامية للكاتب أحمد أمين انهيت منذ قليل قراءة الجزء الثالث منها : ظهر الإسلام" وهو كتاب في أربعة أجزاء يبحث في الحياة الاجتماعية والحركات الأقليمية والأدبية والفرق الدينية في العصر العباسي الثاني" في هذه الاجزاء التي تتناول في جملتها الحركات الاجتماعية والأدبية والفِرَقَ الدينية التي ظهرت في العصر العباسي الثاني، حيث ركز الكاتب في الجزء الأول على وصف الحالتين الاجتماعية والعقلية بما اشتملت عليه من أعلام وتيارات ومدارس،وذلك منذ عهد المتوكل حتى أواخر القرن الرابع الهجري، وتُعد تلك الفترة هي الأوسع والأخصب إنتاجًا في تاريخ الحضارة الإسلامية. بينما ركز في الجزء الثاني على تاريخ العلوم والفنون والآداب في القرن الرابع الهجري؛ وذلك في بحث شامل حاول تغطية علوم التفسير والحديث والفقه وعلم الكلام وعلم الأخلاق والفلسفة والتصوُّف والنحو والصرف والبلاغة والأدب والجغرافيا والفن والزراعة والتجارة والإدارة والقضاء. أما الجزء الثالث فكان لدراسة الحياة العقلية في الأندلس منذ أن فتحها المسلمون إلى أن أُخرجوا منها بعد ثمانية عقود . ويتناول الجزء الرابع من «ظهر الإسلام» المذاهب والعقائد الإسلامية وتطورها وصراعها ونظرته المستقبلية لها. في رأيي الشخصي ان هذه الموسوعة والمكونة من 3 اجزاء فجر الاسلام,ضحى الاسلام,ظهر الاسلام من اروع ماقرأت من حيث المضمون والاسلوب واللغة والمنهجية والحيادية وثراء المادة ومصداقية التوثيق كتب جميلة ابداعية رغم عدد الصفحات الطويلة الا انك لاتمل ولاتشعر بالوقت . أعود لأقول بشكلٍ عام فإن هذه الموسوعة تقدّم مادة ثرية بلغة أدبية راقية لكل مهتم بالدراسات الف��رية، وبالتاريخ الإسلامي، فهي ليست مجرد كتب تاريخية هي كتب في الأدب والتاريخ والسياسة والفكر.
#كتاب_ظهرُ_الآسلام. #أحمد_أمين. عدد الصفحات :919 (أربعة أجزاء)
... و تشاء الأقدار أن ينجز أحمد أمين -وحده- مشروعه كاملاً دون زميليه(طه حسين و عبد الحميد العبادي) اللذين حالت الظروف الخاصة بهما دون الوفاء بما وعدا به. وتجدر الإشارة إلى أن أحمد أمين كان ينوي أن يصل بالسلسلة إلى العصر الحديث بإصدار (عصر الإسلام)، ثم (الإسلام في عصر النهضة الحديثة).. لكن الأجل لم يمهله كي يتم ما كان ينويه.
قسم أحمد أمين كتابه هذا ظهر الإسلام الى أربعة أجزاءٍ تناول الجزء الأول منه الحياة الإجتماعية من عهد المتوكل إلى آخر القرن الرابع الهجري حيث تطرق الى سكان المملكة الإسلامية و مراكز الحياة العقلية في ذلك العصر في كل البلدان التي تحكمها آنذاك ( مصر والشام العراق وجنوبي فارس - خراسان وما وراء النهر - السند وأفغانستان- بلاد المغرب و جزيرة العرب) . أما في جزئه الثاني فتعمق في تفصيل حركة العلوم عموما ( التفسير والحديث - علم الكلام- الفقه والتصوف - اللغة والأدب النحو والصرف والبلاغة - الفلسفة الأخلاق - العلوم - التاريخ والجغرافيا و ما إليها) . الجزء الثالث خصصه - كما وعد أحمد أمين قبلاً- للأندلس حيث تناول الحياة الإجتماعية في الأندلس و الحركة الدينية ، النحوية واللغوية والتأليف الأدبي - الحركة الفلسفية والعلمية - التاريخ والجغرافيا. ختاما الجزء الرابع و الأخير كان عن الفرق الدينية التي انتشرت و التي ظهرت خلال القرن المتناول بالدراسة و أشهرها المعتزلة ، أهل السنة (الأشاعرة و الماتريدية) ، الشيعة و أخيرا ظهور التصوف.
📝 بداية يعد كتاب ظهر الإسلام بأجزاءه الأربعة و ما قبله من أجزاء -فجر الإسلام و ضحى الإسلام - موسوعة جامعة مانعة حَوتْ تطور الفكر العربي و الإسلامي تحديدا على مدى عصوره المختلفة من أول القرن الهجري إلى قبيل سقوط المملكة الإسلامية المتحدة المتعارف عليها ، بدءاً بعصر الخلفاء الراشدين الأولين مرورا بالعصر الأموي ثم العباسي ثم تعدد الأمراء على تخوم الدولة الإسلامية، فقد كانت بحق موسوعة علمية إجتماعية أرّخت للحياة العقلية و عَنت بالعلم و الأدب و الفلسفة و الفكر أكثر ما عنت بتسلسل الأحداث التاريخية اذ ليس مقصد أحمد آمين ذلك و لكن لا يخلو جزء أو عصر من تقديم للأحداث التاريخية و الاجتماعية حتى يضع القارئ في الصورة فكرا و تاريخاً فحسبه أنه وفق إلى أبعد الحدود في رصد هذه الحركات العلمية و الأدبية.
- لقد هالني ما أورده الكاتب - في بداية الجزء الأول - فيما يتعلق بدخول العنصر التركي في الحياة السياسية للخلفاء و حتى في حياة الرعية اذ يعد هذا نتيجة لذاك حيث ذكر تاريح القواد الأتراك في العهد العباسي و ما ميزه من حيلة و تآمر ، ضغينة و سلب للأموال و لعب بالخلافة من تحت الستار بل من فوقه و أخيرا قتل الخلفاء العباسيين جهارا نهارا دون مبالاة بعواقب الأمور اذ لم يعقب ذلك شيء و إستمروا في غيهم يعمهون و بالأمة يعبثون و هنا لفت إنتباهي تماديهم -أقصد العنصر التركي- في مقابل ما فعله العنصر الفارسي قبلا فهو لا يعد شيئا مقابله.
- كما أنه مما لاق إستحساني في موسوعة أحمد أمين هذه أنه يضع القارئ تماما في جو العصر المؤرخ له حيث لا يكتفي بتمهيد له فحسب بل يتشعب أحيانا في ذكر الجوانب السياسية الإقتصادية المعاشتية لسكان المملكة و أيضا هو حس الكاتب المبدع و الباحث العلمي المجِّد حيث يطرح أحمد أمين آلكثير من التساؤلات و يورد رأي كل طرف في القضية مثال ذلك حيث يقول هل يصح لنا أن نتساءل: هل الفلسفة الإسلامية أصيلة، أم هي ترديد للفلسفة اليونانية؟ و يورد بعدها الآراء المختلفة و يمحص و يحلل ثم يعطي رأيه ببراهين علمية مع رجاحة عقل بعيدا عن التعصب ، كما يتسائل هل تؤثر السياسة في العلم مع إختلال الإدارة المالية للمملكة ؟؟ و الكثير من الاشكالات التي يطرحها و يترك القارئ أيضا يطرحها علي نفسه و بهذا يخلق جواً من البحث العلمي المميز.
- ما أحسيته بعد قراءة الموسوعة ككل و تتبعها من أول العربي الجاهلي إلى دخول أقوام في العهد الإسلامي هو إنحياز واضع من الكاتب الى العنصر الفارسي على حساب بقية العناصر و هو يرجع ذلك لما تميزت به الحضارة الفارسية و بالتالي العنصر الفارسي و لما أضافه للحضارة الإسلامية فيما بعد و أيضا إنحياز لفرقة المعتزلة على حساب بقية الفرق إذ يمجد أحمد أمين العقل و هو شأن كل باحث و أيضا لما أتى الأمر للعنصر البربري ربما أجحف بحقهم إذ نعتهم ب (أجلاف و في يوسف إبن تاشفين ( بدوي جلف، لا يفهم كثيرًا معنى الإنسانية )) مع أن التاريخ يذكر و يشهد فضل البربر (طارق بن زياد و من معه) في فتح الأندلس كما يعد يوسف بن تاشفين منقذ الأندلس من الحروب الصليبية التي أتت على عروش ملوك الطوائف واحدا تلو الآخر.
📎اقتباسات: - (... ونرى في الطبيعة أصنافًا ثلاثة من الناس: قوم قويت عقولهم؛ وهم أميل إلى بحث النظريات العقلية، وهؤلاء إلى العلم أقرب، والتعلم في الجامعات أنسب، وقوم إعتمادهم على قلبهم، وإن شئت فقل على عاطفتهم أو ذوقهم، وهؤلاء للفنون الجميلة من أدب وشعر، وموسيقى، وتصوير أنسب، وقوم مزيتهم في أيديهم، وهؤلاء للصناعات أنسب، والأمة الحكيمة من تتخذ وسائل لمعرفة أبنائها، لأي شيء هم أكثر استعدادا، فتوجههم إلى ما خلقوا له).
(... ومن أجل ذلك لم أفهم إلى الآن أن يكون ابن سينا فيلسوفًا ومتصوفًا، فالفلسفة تعاند التصوف، وهو يعاندها، وقد قرأت رسالة لابن خلدون — العاقل في التصوف — وهي رسالة مخطوطة فلم أستحسنها، إلا لأن كاتبها ابن خلدون، ورأيت أحسن ما فيها البحث في أن سالك سبيل التصوف هل لا بد له من شيخ يأخذ عنه التصوف أو لا؟ وهو بحث عقلي لا صوفي، ومن أجل ذلك يسمي الفقهاء إدراكاتهم معرفة، ويقولون: إن ما يعلمه الفقيه والفيلسوف بالعقل نراه نحن بالكشف.
-(..ووفقوا بينها، ووصلوا من ذلك كله إلى نتائج باهرة، كانت معول الفلاسفة الأوروبين في أول نهضتهم، وقد كان قائدهم ابن سينا في طبه، والرازي في أبحاثه، والغزالي في إلهياته. نعم، إن الأوروبيين بعد أن اعتمدوا على أكتاف الفلاسفة الإسلاميين طاروا من فوقهم، ووصلوا إلى أشياء لم تصل إليها الفلسفة الإسلامية. ومن الأسف أن فلاسفتنا ُ المسلمين لم يطريوا كما طار الغربيون، بل ظلوا يكرر الخلف ما قاله السلف، ولا يخرجون عما قالوه إلا في قليل).
-( لئن كانت الفلسفة الإسلامية متأثرة بالفلسفة اليونانية قليلا أو كثيرًا على اختلاف الأقوال، فإن الأصالة ظاهرة عند المسلمين في شيئين واضحين: في أصول الفقه، وفي علم الكلام..... نلاحظ أن الذي يقوله الأوروبيون في رواية طويلة في مئات من الصفحات يقوله العربي في حكمة وجيزة)
-(وهنا نتساءل: هل عَقِمت الولادة عن ولادة المبتكر المجدد، أم أصيب الناس بالغباءّ بعد الذكاء؟ والحق أن ليس شيء من ذلك، وإنما هي التربية: فرب الذكي تربيةَ غباءٍ يكن غبيٍّا، ورب ً الغبي تربية ذكاءٍ يخرج خير ما عنده. وأنت إذا أخذت مصباحا كهربائيٍّا قوته خمسون، ولكن لم تنظفه مما عليه من غبار، وما لم تلمعه وتهيئه تهيئة حسنة، كان خيرا منه مصباح قوته خمس وعشرون أعد كل الإعداد، فالولادة لم تعقم، ولكن غلبت على عقول من تلدهم التربية والظروف). 22-03-2020 31-03-2020
أسلوبه غير منهجي وغير حقيقي , ترجمته لبعض الشخصيات غير صحيحة نقده غير بناء وغير أمين في موضوع الصوفية ومتجني جداً على الشيعة بس الكتاب رائع مجملاً برضك,لسه مخلصتش الكتاب كله بس هو جيدإلى حد كبير
واخيرا انتهيت من سلسلة احمد امين الرائعة عن الحياة العقلية والاجتماعية للعرب منذ بزوغ شمس الاسلام الا ان وصلنا ليوم الاسلام (البعض لا يصنف يوم الاسلام كجزء من السلسلة وهو اضعف حلقاتها نتيجة مرض الكاتب ) .. في هذه السلسلة الرائعة يحدثنا احمد امين عن العلاقة التبادلية بين الاسلام ومعتنقيه من العرب والفرس والترك كيف اثر وتأثر بعاداتهم وثقافاتهم .. التطور الطبيعي للإسلام وتشعب العقائد والعلوم بتطور المجتمع آنذاك .. لو كان الامر بيدي لطالبت بجعل هذه السلسلة في المقررات الدراسية لطلبة اليوم حيث انها تحطم العديد من التابوهات وما اصبح كحقيقة مطلقة داخل العقل الجمعي .. متاهات الوهم بتعبير يوسف زيدان .. سنعرف الكثير عن نشأة الفرق والمذاهب الدينية كالمعتزلة والشيعة والمرجئة كيف ظهر الفقه وعلوم القران والحديث بل كيف اثر كل هذا في الحركة الثقافية والادبية في كل عصر نتيجة النزاعات و الاختلافات المذهبية والسياسية .. سنفخر بالحضارة الاسلامية والتي اعتبرها بعض الحمقى من الجاهلية رغم افتخارهم وانتسابهم واعتمادهم على كتب وشخصيات من نتاجها.. سيرى القارئ تركيز الكاتب على اسباب نهوض وسقوط الحضارة الاسلامية ممثلة في ظهور المعتزلة واعتمادهم على العقل والصراع بينهم وبين انصار مدرسة النص.. وهما القوتان اللتان ادتا لقيام حركة فكرية اثرت في نشأة الفلسفة الاسلامية وعلم الكلام وان انتصار انصار مدرسة النص ادى الى الجمود والتخلف فاصبح التفكير مرادفا للتكفير واغلق باب الاجتهاد واتجهت الامة للتقليد .. هذا ع��ل ملحمي جعله الله فى ميزان حسنات احمد امين رغم النقد الذى لقاه من انصار مدرسة الجمود والمحافظين ودعاوى دس السم فى العسل ..
استكمالا لضحى الإسلام كان هذا الكتاب غزيرا جدا وأقل انحيازا من بداية السلسلة "فجر الإسلام"، وقد أعجبني بشدة التقسيم الخاص بأقاليم العالم الإسلامي من خراسان وما وراء النهر حتى المغرب، ثم الفصل الخاص أو قل الكتاب الخاص بالأندلس، والذي كان صريحا كما ينبغي لأن الحديث عن الأندلس كان عادة مثاليا لدرجة الكوميديا من جانب بعض المؤرخين. من أهم مميزات هذا الكتاب أيضا خاتمته التي بحثت في أسباب ا��تراجع وغلق باب الاجتهاد وقدمت مبررات منطقية. الحديث عن الفرق كان معتدلا وإن كان متسامحا للغاية مع الصوفية، وعلى كل كان قد تخلى عن كثير من الانحياز ضد الشيعة الذي ميز "فجر الإسلام". رحم الله أحمد أمين وأثابه عن عمله خير الثواب. الآن قد أكملت الثلاثية.. وقضيت وقتا طويلا في هذا الكتاب ليس فقط لطوله ولكن أيضا لقراءتي إياه من على الهاتف المحمول حصرا.
قدم احمد امين للعرب والمسلمين كنز معرفي ثمين بموسوعته هذه متميزاً فيها بالأسلوب العلمي والبحث التاريخي والحياد وتلخيص اهم الاحداث ومظاهرها بمختلف جوانبها من فن وادب وفكر وسياسة وفقه ولغة وغيرها . تستحق ان تقراء وتقراء وتقراء وتستحق هذه الموسوعه ما نالته من شهره وجهد في تأليفها .
الكتاب رقم 6/2021 اسم الكتاب : ظهر الاسلام: اسم المؤلف: احمد امين تصنيف الكتاب: كتاب اسلامي تاريخي
# وصف الكتاب ظهر الاسلام 900 صفحة من اصدار دار الفتوى 2015 طبعة جديدة ألَّف أحمد أمين «ظهر الإسلام» في أربعة أجزاء، تتناول في جملتها الحركات الاجتماعية والأدبية والفِرَقَ الدينية التي ظهرت في العصر العباسي الثاني، ويرتكز محور التحليل في الجزء الأول على وصف الحالتين الاجتماعية والعقلية بما اشتملت عليه الأخيرة من أعلام وتيارات ومدارس، وذلك منذ عهد المتوكل حتى أواخر القرن الرابع الهجري، وتُعد تلك الفترة هي الأوسع مجالًا والأخصب إنتاجًا في تاريخ الحضارة الإسلامية. وينتقل المؤلف في الجزء الثاني ليتناول تاريخ العلوم والفنون والآداب في القرن الرابع الهجري؛ وذلك في بحث بانورامي يحلق فيه فوق علوم التفسير والحديث والفقه وعلم الكلام وعلم الأخلاق والفلسفة والتصوُّف والنحو والصرف والبلاغة والأدب والجغرافيا والفن والزراعة والتجارة والإدارة والقضاء. أما الجزء الثالث فيخصصه المؤلف لدراسة الحياة العقلية في الأندلس منذ أن فتحها المسلمون إلى أن أُخرجوا منها. ويتناول الجزء الرابع من «ظهر الإسلام» المذاهب والعقائد الإسلامية وتطورها وصراعها ومستقبلها. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الجزء هو آخر ما خطته يد أحمد أمين قبل
#صفحات الكتاب المقدمة في مقدمته للكتاب، اعتذر أحمد أمين لقارئه عن طول الفترة التي استغرقها بين ظهور هذا الجزء، وآخر جزء من (ضحى الإسلام)، فإن "ما كُلِّفته من عمادة كلية الآداب لم يترك لي زمنًا صالحًا للسير في هذه السلسلة، فلما تخلَّيْت عنها احتجت إلى زمن آخر أروِّضُ فيه عقلي ونفسي على العودة إلى معاناة البحث، والصبر على الدرس". الجزء الاول ويتحدث عن الحياة الاجتماعية في العصر العباسي الاول ركز فيه على
دور الترك العامل الجديد الداخل على الأمة الإسلامية، والأكثر تأثيراً في العصر العباسي احيث كانوا بصلافتهم وبداوتهم باطشون لا يعرفون غير لغة الدم والمال، وهو ما أثر على استقرار الحياة السياسية داخل الدولة العباسية وشهد علي يديهم أول مقتل لخليفة عباسي في تاريخ الأمة الإسلامية، واعتبروا بمثابة خلفاء غير أنهم لا يدعى لهم على المنابر ولا تصك النقود باسمهم، وأثر هذا الأمر على التماسك الداخلي والنسيج المجتمعي، وظهر اضطهاد لأهل الكتاب على أيديهم، لم يثروا الحياة العقلية والثقافية للعرب كثيراً، أما الفرس فشهد ذلك العصر تراجع نفوذهم في بغداد واتجاههم للاستقلال بدول وخلفات مستقلة عن بغداد، والعرب كذلك، ولذلك شكلا خطراً على الدولة الداخلية بسبب دويلاتهم التي استقلوا بها عن الحاكم العباسي فعلياً وان لم يكن اسمياً، كما أن الحياة العربية شهدت دخول عناصر جديدة مثل الزنج والروم أيضاً، وأصبحت الثقافة العربية في ذلك الوقت مصبوغة بالشعوبية وكثيرة الدماء والطائفية
الحياة الاجتماعية كانت طبقتان وككل عصر حياتان، حياة القصور المترفة، وحياة الرصيف والفقر فالاولى لعلية القوم والثانية للشعب ودخل على تلك الحياة الغلمان والرقيق، فأثر تأثيراً جماً على شكل الأدب والشعر، ونشرا فيه المجون والخلاعة، وحتى الأدب كان ذو شكلين، فأدب الملوك والقصور، وأدب الشارع "الأدباتية" وكان للولايات المستقلة أثراً إيجابياً يحاول أن يتتبعه أحمد أمين في كل دولة، فأصبحت الدويلة هي موضع اهتمام خليفتها، بعد أن كانت كل ولايات المسلمين تصب لصالح بغداد، ويتتبع أحمد أمين تلك الدول التي قامت مستقلة عن الخلافة والآثار الأدبية والاجتماعية والعمران والحركة العلمية، كما في دولتي الإخشيد وابن طولون في مصر، والفاطميين في مصر والشام، والحمدانيين في الشام، وآثار المد الشيعي في الولايات المسلمة وما أعقبه من نزاعات طائفية بين المذهب والآخر وفي الأجزاء الأخيرة من كتاب، يتتبع أحمد أمين الأماكن البارزة، سواء المفتوحة حديثاً كالهند والسند، أو قديماً كالمغرب والسند، كما يتكلم كلمة في الجزيرة العربية والعراق، متحدثاً عن الدول المستقلة وما أنتجته من علماء وخلفاء في تلك المناطق المتاخمة لبغداد عاصمة الخلافة، وينهي حديثه في هذا الكتاب بكلمة هامة لأهمية الخلافة، والتي طمست القومية في الأدب، حيث كانت بلاد المسلمين مرتع للعلماء يرتحلون كما يشائون ويطلبون فيها العلم من كل مكان
في الجزء الثاني الحياة الادبية للعصر العباسي الثاني ويمكن تسميته بعصر الجدل للحركة العلمية والأدبية والفنية في القرن الرابع الهجري، وجاء على نمط (ضحى الإسلام)، بحث فيه المؤلف تاريخ العلوم والآداب والفنون في القرن الرابع الهجري، وتناول كلا من العلوم التالية: التفسير والحديث، وعلم الكلام، الفقه والتصوف، اللغة والأدب، النحو والصرف والبلاغة، الفلسفة، الأخلاق، العلوم، حيث ظهرت والخلافات العصبية بين صاحب كل جنس، وبين المذهب والمذهب، وبين أصحاب المذهب الواحد أنفسهم، ونجد ملوك ظلمة وأرستقراطية مفرطة الثراء بشكل جنوني، وفقراء أذلاء ولو كانوا علماء، ويشرح هذا كله من خلال أدبيات هذا العصر وشعره، وهو يرى أن السقوط السياسي قد رافقه صعود للحركة العلمية، لان الامراء قربو العلماء وذلك ما شجع الحركة العلمية، ورغم ذلك كله فتلك البيئة الإجتماعية المتردية، أنتجت هذا النوع من الأدب القوي للعصر العباسي الثاني، والكتاب معني أكثره بالعلوم في هذا العصر، ولا نرى كثيراً يطرأ على علم التفسير والحديث وعلم الكلام، ما يمكن أن نلاحظه كطفرة في هذا العصر تفسير الطبري وتفسير الزمخشري، لأنه لكل منهما منهج امتاز به وفسر القرآن على أساسه، هو حركة المتصوفة، فيتتبع أحمد أمين في فصل كامل، إرهاصات الصوفية منذ العصر الأموي، وكيف نشأوا، وأبرز أعلامهم، وفقههم، والخلافات التي دارت بينهم وبين السنة والفقهاء، ويتحدث عن محنهم البارزة في هذا العصر كمحنة الحلاج، ولا يتوقف عند هذا بل يحلل وينقد ويطرح الأسئلة في هذا المنهج، هل هو وهم أو عقل؟.. والنحو واللغة والأدب لم يطرأ عليها من الجديد كثير، وربما نقول أنه ظلت حركة تنقل عن السلف ولا تبتكر، وأبرز ما نشاهده من العلوم في هذا العصر علوم كالفلسفة مثلاً فهو عصر ابن سينا والبيروني والفارابي، وحركة علوم جديدة كالتاريخ والجغرافيا حيث أن هذا العصر شهد على أهم كاتبيهم من المسلمين، ويترجم أحمد أمين سيرة كل علم من أعلام هذا العصر ومنهجه، ويختتم كتابه بكلمة في حق الفلسفة والعلوم العربية هل هي علوم أصيلة حقاً؟ وكلمة في نصح عصره ونصح مسلميه وما وصل إليه حالهم، وما عليهم أن يفعلوه
الجزء الثالث: الاندلس ينتقل أحمد أمين في حديثه عن حياة المسلمين في هذا الجزء وجهة جديدة تتمثل في حياتهم في الأندلس، ويبدأ بتتبع تاريخ الاندلس والحركة الادبية في الاندلس ولكنه كافي للتعرف على خطوط الأحداث في الأندلس وقيامها وسقوطها، وما بينهما من ملوك ودول مختلفة تتعاقب عليها، مع اعطاء وصفاً جغرافياً للتعرف على البيئة التي نشأ فيها هؤلاء المسلمين وما ألهمتهم من جمال طبيعتها في أدبهم وشعرهم، وتنوعهم الثقافي والديموغرافي حتى نرى الصورة الكاملة من تلك الصفحة الكبيرة في تاريخ المسلمين، وينتقل للحديث عن نشأة التصوف في رحاب الأندلس لما له من أعلام وأسماء غذوا تلك الحركة ودعموها، وتتبع للحركة الإسلامية أيضاً والفقهية داخل البلاد من خلال ترجمة أعلامها مثل ابن حزم الأندلسي، ويعقب الحديث عن حركة الدين بحركة اللغة والنحو فنجد أن نحاة الأندلس لم يبتكروا وإن جددوا في اللغة ونجم أن علوم الأندلس اللغوية والدينية ليست إلا صورة أخرى للعلوم المشرقية
قدر الكاتب الحركة الأدبية في الأندلس المتمثلة في الشعر والنثر، والحديث عن أدبهم وشرحه، ، وعند الحديث عن الحركة العلمية في الأندلس يسترعي انتباهنا أنها لم تبرز بروزاً قوياً في أحد الفروع مثل الفلسفة والطب واللذان ارتبطا ببعضهما، ويشرح الظروف الاجتماعية والدينية التي أحاطت بالفلسفة في تلك البلاد ويترجم لسير وفكر أبرز أعلامهم وخلاف المجتمع والفقه حولهم وعلى رأسهما ابن طفيل وابن رشد، ويتتبع أحمد أمين الحركة التأريخية في بلاد الأندلس والحركة الجغرافية، كعادته في الحديث عن كل عصر من العصور، وأكثر ما يسترعى انتباهنا أن الحركة الفنية في بلاد الأندلس هي كانت الأكثر بروزاً وألقاً، ويسوق الأدلة في محاولة إنصاف تلك الفترة من تاريخ أوروبا وكيف أثرت فيهم، ويختتم كلامه بكلمة في إنصاف العلوم العربية في أوروبا
الجزء الرابع : الفرق الاسلامية الحركات والمذاهب الدينية المختلفة والعقائد وتطورها وفي الصراع بينها، وفي المرحلة الأخيرة من تدوينها في متون، ثم شرح هذه الملخصات، مع نظرات في مستقبل المذاهب الإسلامية. ولهذا الجزء منزلة خاصة؛ لأنه تم نشره بعد وفاة مؤلفه "أحمد أمين"، وذلك من قبل تلميذه الدكتور "أحمد فؤاد الأهواني"، حيث حرص على الاحتفاظ ما أمكن بالأصل، خشية التزييف على التاريخ. يمكن أن نصف هذا الجزء بأن جديده قليل، فالمؤلف لم يفعل أشياء أكثر مما فعله في الأجزاء السابقة في محاولة تتبع الفرق التي شكلت العالم الإسلامي من معتزلة وشيعة وتطورها، إضافة عليهم هذا الجزء الفرقة السنية بفروعها الأشعرية والماتريدية، ودخول الحركة الصوفية في العالم الإسلامي فنجدها هي الأكثر حظاً في الكلام عنها وعن أدبها من أحمد أمين في هذا الجزء الذي ختم به موسوعته في تاريخ الإسلام # راي القارئ : موسوغة احمد امين او الثلاثية فجر وضحى واخيرا ظهر الاسلام موسوعة كبي��ة اعطت القارئ الغربي فكرا معرفيا جديدا عن الفكر والحياة الاجتماعية خلال الخلافة العباسية اظهرت اهمية العلوم كعلم الكلام والصوفية والادب العربي والطب والمذاهب الفلسفية الاندلس بلاد الجمال انصف الكاتب تلك البلاد عند الحديث عن تاثير الادب العربي في الحياة الاوروبية في ذلك الزمن عند الحديث عن الفرق بالجزء الرابع اوضح الضرر الذي الحقته هذه الفرق بالاسلام بالرفم من حديثه عن الحياة الفكرية والعلوم لهذه الفرق ما حصل في ذلك الزمن يحصل الان من خلال التصنيفات في الحكومات العربية والحكم فهل التاريخ يغيد نفسه .
أخيرا بحمدالله تم الانتهاء من موسوعة المفكر أحمد أمين.
حقيقة قراءة الموسوعة يعتبر شئ مهم كمدخل لقراءة وبحث التاريخ الإسلامي والحركة الفكرية والعقلية منذ نشأة الإسلام وحتى ذبول هذه الحركة وتذبذبها.
فجر الإسلام كان بداية ولم يكن فيه تحليل وعمق كبير، تجلى التحليل والوصف الدقيق في ضحى الإسلام الذي ربما أستطيع القول أنه أفضل وأغزر جزء في هذه الموسوعة.
ظهر الإسلام يتضح فيه أن الكاتب رحمه الله ركز بشكل كبير على التصوف أكثر من غيره من الموضوعات، ويبدو أن أحمد أمين كان يريد أن يختصر الكثير ولذلك لم يكن هناك الكثير من السرد والوصف ماعدا فصل الإندلس الذي استمتعت فيه كثيرا ووفق فيه الكاتب.
أخيرا، الموسوعة ممتازة وتحتوي على مراجع عديدة ومفيدة وأعتقد أنه من المهم قراءتها كبداية نظرا لجودتها وحسن صياغتها.
عدد صفحاته: 916 حدد الجزء الثالث من سلسلة فجر الإسلام وضحاه وظهره ما بين منتصف القرن الثالث نحو الرابع الهجري، وقد تميزت هذه المرحلة بغزارتها الإنتاجية، ونضج تآليفها العلمية وعمقها، مما أثر على الفكر الإسلامي لما نشهده اليوم، لتطوى في هذه المرحلة كتاب التجديد والبحث والتقصي، وبعدها ولظروف سياسية واجتماعية كان أبرزها الغزو المغولي وسقوط الخلافة العباسية، ثم سيادة التصوف على العقل الجمعي، بدأ مرحلة تالية عرفت بإعادة الإنتاج والجمع وشرح المشروح سواء في الفقه أو اللغة أو غيرهما، فبعد القرن الخامس الهجري طغى على الوسط العلمي الإسلامي الجمود. وقد تمت دراسة هذه المرحلة في هذا الكتاب على أربعة أجزاء؛ فالجزء الأول كان مرتبطا بالحياة الاجتماعية ومراكز الحياة العلمية خاصة بعدما شهده العالم الإسلامي من تقسيم سياسي، بين مصر والشام ونجد وبلاد المغرب والأندلس ثم العراق والسند وخراسان. وفي الجزء الثاني كان الحديث فيها عن إنتاج العلوم وتختيمها بتحديد الأصول والمنهج المتبع إلى اليوم في العلوم الدينية والإنسانية، من تفسير وحديث وعلم الكلام، نحو الفقه والتصوف فاللغة والأدب، مرورا بالنحو والصرف والبلاغة، بعدها الفلسفة والأخلاق والتاريخ والجغرافيا، إلى الفن ووسائل الصناعة والتجارة والفلاحة والقضاء والإدارة. أما الجزء الثالث فاقتصر الحديث عن التطور العلمي الذي شهدته بلاد الأندلس، والذي كان مختلفا عنما عرفه بلاد المشرق، نظرا لاختلاف الظروف الاجتماعية والتحديات التي واجهوها. ثم في الجزء الرابع والأخير فقد فصل الحديث عن المذاهب والتيارات الفكرية التي تمخضت خلال هذه الفترة وفيها من اندثر وولى وطويت صفحته، نذر المعتزلة وأهل السنة من أشاعرة وماتريدية ثم الشيعة فالصوفية. ليختم الكتاب بتذييل لما عرفته حركة العلوم من تجديد هم أمورا طفيفة، لكن غلب عليها الجمود وإعادة التصنيف والجمع والشرح من القرن الخامس الهجري إلى عهد الكاتب أوائل القرن العشرين الميلادي. شكل الفتح الإسلامي والانفتاح الثقافي والعلمي لكتب الشعوب المفتوحة خاصة الفارسية واليونانية، بفلسفتهما وأفكارهما في حركة العلوم وتجديدها، كما غزارة الإنتاج ودخول بعض الأفكار الشاذة من ثنوية ووحدة الوجود، كما عرضت أطروحات عقلية لمحاولة البحث في ذات الله وصفاته وأسلمت هذه الأفكار، فتوقف البحث وحل الجمود منذ سقوط بغداد وارتكان المسلمين لما كتب سابقا، وهيمنت الصوفية السلبية على عقل الجمعي، وأنهي الحس الدافعي للتقدم، نظرا لما حدث من استسلام وشعور بالضعف وعدم الجدوى. سلسلة مفيدة وغنية فهي بمثابة بوابة للتقصي وفهم التطور الاجتماعي والفكري بالعالم الإسلامي، مما يساهم في فهم طبيعة المجتمع المسلم وعقليته، رغم ما طغى على أسلوب الكاتب من الأدبية وقوة الاستشهاد من كتب الأوائل وشعرهم، فهو كتاب وصفي أكثر من كونه كتاب تحليلي، إلى أنه حاول أحيانا فأخفق في نظري خاصة في تقريره خلال هذا الجزء عن طبيعة الأمازيغ وشعوب شمال افريقيا، فأجده قد أخق كما نلاحظ تمجيده للمعتزلة واعتبرها عقل الأمة وبانهيارها انهار الكيان الإسلامي وحل محله الجمود والضعف. عموما كتاب ينصح بقراءته.
يعد ظهر الإسلام بأجزائه الأربعة امتدادا لضحى الإسلام وإن كان ضحى الإسلام أقوى بلا شك لأنه كتب وكان أحمد أمين في عز قوته الفكرية أما ظهر الإسلام فبعد الجزء الأول بدأ يضعف نظر الكاتب،وهذه هي مسيرة الحياة ولا حول ولا قوة إلا بالله كان الجزء الأول،حديث عن سكان المملكة الإسلامية من فرس وترك وعرب وروم،وأثرهم جميعا في الثقافة الإسلامية وما تبع ذلك من مظاهر الفقر والبؤس والغنى الفاحش وخصص الجزء الثاني للحديث عن مراكز العلوم في الصدر الثاني من العصر العباسي وما تلا ذلك من حركة علمية ولغوية وفقهية وتأريخ للعلوم الطبيعية ،وكان مذهلا،مذهلا جدا،هل نحن حقا أحفاد أولئك!!! لالا هناك مسافات فلكية وجاء الجزء الثالث خاصا بالأندلس وتاريخ الأندلس والحركة الأدبية في الأندلس والحركات الدينية واللغوية والفكرية والعلمية في ذلك العصر وكان الجزء الرابع محاولة تأريخ للحركات والفرق الدينية كلها في العصر الإسلامي ورغم حجم ومادة الكتاب الكبيرة،لكن المنهجية التي اتبعها في الكتاب كانت نفس المنهجية التي اتبعها في ضحى الإسلام وبسبب ضعف بصره لم يتح له التوسع. رحمه الله وأدخله فسيح جناته.
إن كتب التاريخ ملئي بقص الملوك و الأحداث السياسية و الحروب . لكن أحمد أمين أرخ لاروع فترات التاريخ الاسلامي تاريخ يختلف . كتاب يؤرخ لافكار و الثقافة و يجعلك تشعر كانك تعيش في ذلك العصر . من أوائل قراءتي المعمقة و أحلاها إلى قلبي
سلسلة ماتعة، قضيت معها حوالي ثلاثة أسابيع أو شهرًا من المتعة في القراءة و اللذة في التفكير في القضايا المعروضة فيها. و بالطبع لا يخلو الكتاب من النقائص، فاختلفت مع الكاتب كثيرًا في نظرته لبعض الأمور، إلا أنني أجدني ممتنًا له كثيرًا.
بعد رائعته فجر الإسلام .. ألف ضحى الإسلام وللأسف لم أقتنيه .. فاقتنيت ظهر الإسلام .. في أجزاءه الأربعة .. الذي يبدأ من عصر المتوكل العباسي مروراً بالأندلس حتى العصور المتأخرة من الطوائف والحركات الإسلامية .. ويعنى طبعاً بالحركة العقلية .. ونوع الحركات العلمية والأدبية التي ظهرت حينها .. ونشر الكتاب عام ١٩٤٥ .. مالدي هنا الجزأين الأول الثاني ورقياً .. والجزأين الثالث والرابع إلكترونياً .. في هذا الكتاب يقدر الكاتب المعتزلة تقديراً كبيراً على حساب المحدثين .. لذلك اتهم بالاعتزال .. وأن منهج الحديث جنى على العلوم الأخرى .. وتكلم عن عكرمة مولى ابن عباس أنه ليس بثقة .. وينحى نحو علم الكلام كالمعتزلة .. وهو يبرئ الحلاج ويتهم أن العباسيين قتلوه لأنه قرمطي وأتوا بشهود زور .. ويقول أن منهج الدين مخاطبة المشاعر .. وهذا كله يحسب عليه لا له .. ويرى أن التعايش بين الفرق المسلمة أفضل من النزاع حتى تقوى الأمة .. وفي هذا أنا مع قوله هذا .. في من يقول لا تقرأ لأحمد أمين إما لأنه صديقاً لطه حسين أو أنه مستشرق وربما هذا صحيح واتهامات أخرى أراها تميل نحو الإجحاف .. اقرأ الكتاب وأظهر الباطل والحق الذي فيه ولا تماري ..
كتاب قيم بجميع أجزاء السلسلة، من بداية فجر الإسلام لغاية نهاية ظهر الإسلام، فيه تناول أحمد أمين تفاصيل الحياة الفكرية من بداية الإسلام لغاية ضعف الحركة الفكرية وضعف الدولة الإسلامية، تسلسل الأفكار واضح ومريح للقراءة و الكتاب ككل يصلح لأن يكون مقدمة لأي شخص مهتم بالموضوع، حيث يضع القارئ على بداية طريق المعرفة بأهم الأشخاص والأحداث التي أثرت على نتاجهم الفكري والعلمي. باختصار كتاب يستحق الإقتناء 🩶