– رحلة في عقل وفكر.. ووجدان.. رواد العلم.. والفن.. والأدب والصحافة..
– سياسة فكرية.. روحية.. نبعت من حصيلة موهبة وخبرة.. وتجارب.. وفكر.. وفلسفة من فتحوا الطريق مهدوه.. أمام أجيال الأدب.. لينهلوا من عمق فكرهم وهداية إرشاداتهم.. وليدركوا كنه هذه الحياة.. بفلسفة عميقة واعية.. وبصيرة مبصرة.. لرسالة أمنية صادقة.. عاهدوا أنفسهم على وتوصيلها لمن يأتي من بعدهم..
– وقد أتت من قامت بتوصيل هذه الرسالة.. وتسجيلها معهم شخصيًا في حينها.. بمعايشة فكرية.. وروحية.. وبأمانة وإيمان.. بسمو هذه الرسالة.. كاتبة.. أدبية ومفكرة.. من جيل أدباء الوسط.. وهبت حياتها للفكر والقلم.
قرأت للوسي يعقوب من قبل كتابًا عن صالح جودت، وكان يمتلئ بالكثير من الكلام الإنشائي الناعم، تعرفون!، ذلك الكلام الذي لا يؤدي إلى شيء، مثل هذه الفقرة من هذا الكتاب التي تتحدث عن شخصية (ما) من شخصيات الكتاب:
فيلسوف .. مبشر بالسلام، مبشر بالحب، مبشر بالأمل .. هو النور المتجدد المضيء دائمًا، لم تهزمه صدمات الحياة، بل كانت تزيده قوة وصلابة، تفاؤلاً وإصرارًا، صبرًا .. وأملاً
فاتحًا ذراعيه لآلام البشر وجراحاتهم، يأتون إليه بهمومهم .. ومشاكلهم ليحملها عنهم، ويرد إليهم البسمة والبشر والتفاؤل، والأمل وحب الحياة .. يرشدهم، ويهديهم إلى سواء السبيل .. وإلى طريق النور والهداية
نبع من الحنان، ينبوع متدفق من روائع عظمة الخلق الإنساني، يفيض على من حوله السكينة والرضاء، من نبع نفسه الصافية .. قويًا .. مستكينًا .. شامخًا .. متواضعًا .. صاخبًا .. هادئًا .. صافيًا كنبع رقراق من الحنان، وشلال متدفق من الإنسانية
رصيد الحب عنده لا ينفذ .. وعطاء الكلمة عنده .. لا ينتهي
آسف!، ولكني سأضطر هنا للانتهاء
:D
ماذا كنت أقول؟!، نعم!، صالح جودت!، أتذكر أنني أعجبت بكتابها عن صالح جودت لأنها اتصلت فيه بزوجته، وأوردت كمية وافرة من رسائلهما المتبادلة، وكانت رسائل خاصة وطريفة كثيرًا، بدا فيه وجه غير مألوف وجميل من حياة صالح جودت، فأحببته أكثر، لذلك لم أتردد عندما قرأت على هذا الكتاب اسم: لوسي يعقوب!، وبالتأكيد قرأت فيه الكثير جدًا من هذا الكلام اللا يؤدي إلى شيء والأكثر جدًا من اقتباسات الروايات أو القصص أو الكتب للشخصية محلّ الحديث عنها مما كانت تكتبه في مجلة أو جريدة (ما) في صفحة عنوانها: "شخصية الأسبوع"، وكل هذا كان كالركام، ولكن سوى ذلك استمتعت بقراءة حوار توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف السباعي ومحمد زكي عبد القادر، لأن في الحوار على أي حال هناك شيء دائمًا يريد المحاوَر أن يقوله، حتى لو كان سؤال المحاوِر فضفاضًا جدًا - وهذا أحد أسوأ أنواع الأسئلة بالمناسبة! - إلا إنه يجعله يتحدث على أي حال بما كان يعتمل بداخله
سألتُه عن عملية الخلق كيف تبدأ وكيف تنتهي، وما هي الانفعالات والأحاسيس والانطباعات في مراحلها المختلفة، وشخوص رواياته، هل هي من نسج الخيال، أم بها لمحات من الواقع؟
وهذا السؤال بالذات سألته لوسي لأغلب شخصيات كتابها هذا!، وهناك من أجاب مقتضبًا كثروت أباظة، أو مسهبًا كيوسف السباعي أو متخدًا إياه تكأة للذكريات والحكايات والقصص كتوفيق الحكيم