كتاب "اعترافات هنرى ميللر" يتكلم عن لقاء بين "كريستيان دى بارتيا" و "هنرى ميللر" ، وفيه يجرى حوار ينقسم لثلاثة أجزاء: الجزء الأول عن طفولة هنرى ميللر ، والجزء الثانى عن الكتب التى كتبها وما وراءها من تداعيات وعوامل نفسية ، أما الجزء الثالث فيتحدث عن رسالة ميللر فى كتاباته. يبدو الكتاب وكأنه سيرة ذاتية عن حياة وأعمال "هنرى ميللر" ، فهذا الكتاب يفتح الباب لدراسة ومناقشة أعمال الروائى الأمريكى الذى شغل العالم بفكره الجرئ ، واختلف الناس فى شخصيته فاعتبره البعض قديساً ، ورأى فيه البعض الآخر نموذجاً للشيطان فى أبشع صوره ، فالكتاب يتناول الكثير من آراء ميللر ، ويلقى الضوء على أبعاد كثيرة من حياته وكتاباته فى صورة حوار بين "كريستيان دى بارتيا" و "هنرى ميللر"
Henry Valentine Miller was an American novelist, short story writer and essayist. He broke with existing literary forms and developed a new type of semi-autobiographical novel that blended character study, social criticism, philosophical reflection, stream of consciousness, explicit language, sex, surrealist free association, and mysticism. His most characteristic works of this kind are Tropic of Cancer, Black Spring, Tropic of Capricorn, and the trilogy The Rosy Crucifixion, which are based on his experiences in New York City and Paris (all of which were banned in the United States until 1961). He also wrote travel memoirs and literary criticism, and painted watercolors.
كتاب عن لقاء بين باتريا دى كريستا و هنرى ميللر.. وفيه يجرى حوار ينقسم لثلاثة أجزاء الأول عن طفولة هنرى ميللر والثانى عن الكتب التى كتبها وما وراءها من تداعيات وعوامل نفسية أما الجزء الثالث فيتحدث عن رسالة ميللر فى كتاباته
إن ميللر يعد كاتب جرئ جدا يجسد واقع الحياة فى الولايات المتحدة الأمريكية وقد منعت كتبه من النشر فى بلد الحريات فترة لما فيه من واقعية شديدة يصوغها ميللر عن تجاربه الشخصية ثم تم نشرها بعد قرار من المحكمة
بصرف النظر عن فراغ الصلع في رأسه وشعراته البيضاء، لا شيء آخر يدل على أنه تقدم في السن حينما كان يحتفل بسنه الثمانين.
هذا الكتاب هو حوار مطول يجريه الكاتب “كريستيان دي بارتيا” مع ميللر ، ليخوض في العديد من الموضوعات ، ويلقي الضوء على أبعاد كثيرة من حياته وكتاباته ، هو حوار ثری مع شيخ لا يزال يعتصر من الحياة كل لذاتها ، ولا يبدو عليه الندم علی الإطلاق. هذا الكتاب يعد استكمالا لأعماله التي خلفها قبل أن يغادر الدنيا. التي هي جميعها بمثابة دعوة إلى الحياة
- دى پارتيا : قلت أيضا في هذا السياق التفاؤلی : لو يسألونني من هو هنری میللر ، فأسجيبهم : إنه " طبيب نفسي " ، إنك الرجل الذي يعمل على إخلاء المصحات العقلية من مرضاها ، وبالتالي فإن رسالتك نبيلة جدا باختصار ، رسالتك علاجية ، إنه العلاج الميللری. - ميللر : أتلقى مئات الرسائل ، وهي لعلمك تبتديء دائما بنفس الأسلوب وعلى النحو التالي: لم أكتب أبدأ إلى أي مؤلف وإنك أول كاتب أراسله ، وإني لأشكرك لأنك أنقذت حياتي ، لقد كنت مثيرا للشفقة ومكبوتا قبل أن أقرأك إلخ ... - دي بارتيا : إنك راهب ، وشاعر وفنان طبيب، ألم يكن نيتشه نفسه يقول بأن للفن خاصة علاجية - ميللر : أعتقد في هذا إعتقادا جازما - دي بارتيا : قلت ذات مرة أنه يجب أن نخضع عالم الفانتازم، فهل أخضعته أنت الآن ؟ - ميللر : أجل ، أعتقد ذلك . - دی بارتيا : ولهذا حصلت على السلام الداخلى . - ميللر : تماما. - دي بارتبا: الخلاصة أن حياة الإنسان في عمقها تتمثل في إخضاع فانتازماته ؟ - ميللر : وفي أن يتحرر من مخاوفه. لاتزال لدي اليوم مشاكل ولكن ليس لى مخاوف ، وليس لي كذلك مكابدات كثيرة .
- دي بارتيا : هل لكل إنسان ملاك في داخله ؟ ميللر : طبعا لا، ومن المؤكد أننا نستطيع أن نكون إما عباقرة وإما شخصيات دينية، إننا نتكلم دائما عن إمكانات الإنسان حتى أني قلت إن كل إنسان هو في آخر المطاف عبقري ، ولكن هذا غير صحيح الآن أدرك أن ذلك الكلام كان مجرد حلم وكنت أتمنى لو كان حقيقة ولكنه غير صحيح، بل أرى بشرا عديدين يولدون أبالسة وحوشا، وأننا لا نستطيع مساعدتهم بشيء سوى وضعهم في المستشفيات العقلية ولكن من المستحيل التخلص من شياطيننا، من اضطراباتنا في هذا العالم، إذن ليس مجديا الصراع لتنقية جانبنا هذا، ولهذا السبب لا أكترت بالمثالية، وأنا لست مثاليا وأعتقد أنه شئ مقيت أن يكون الإنسان مثاليا إذ يقودنا هذا إلى إتجاهات خاطئة.
في الحوار يقول “ميللر” عن رسالته التي توزعت في كتاباته: " إن مغامرة الإنسان الوحيدة هي الذهاب نحو الذات وحل مشكلة العالم الحديث تتمثل في أن يمضي كل إنسان إلى ذاته، رسالتي في صميمها تتمثل في أن يحقق الإنسان الكون داخل ذاته، وهذا ليس ممكنا لكل إنسان. يجب أن نكف عن إجبار أنفسنا لأن نصير شيئا آخر، كن أنت نفسك، حياة الإنسان في عمقها تتمثل في أن يتخلص من مخاوفه، لكل منا دربه الخاص ،وإنه ليس ثمة مخلص للبشرية، إذ أن كل واحدا منا هو مخلص نفسه، ولن يأتي المخلصون على الإطلاق... لطالما كان شعاري: "امرح دائمًا وتألق" الخطأ ليس في الحياة بحد ذاتها، فالحياة مجرد محيط نسبح فيه، وعلينا أن نتكيّف معه أو نغرق إلى الأسفل. لكن السؤال هو: هل بإمكاننا كبشر ألا نلوث مياه الحياة، وألا نحطّم الروح التي تسكن داخلنا؟" في الثمانين” يقول: في هذا العمر، فقدتُ الكثير من أوهامي، لكنني لحسن الحظ لم أفقد فضولي الجامح. الفضول لمعرفة أي شيء وكل شيء هو ما صنع مني كاتبًا. الفضول الذي لم يتخلّ عني أبدًا. إلى جانب هذه الخصلة، أدين بالفضل لخصلة أخرى، أضعها فوق كل اعتبار، وهي حاسة الدهشة. لا تهمني قيود حياتي كلها، لكنني لا أستطيع أن أتخيل، أن تتركني الحياة فارغًا من الدهشة. أسمّيها إلى حد ما: ديني. أنا لا أتساءل أبدًا عن هذا الوجود الذي نسبح فيه، كيف جاء وخُلق. أنا أستمتع به وأقدّره فحسب“.
لعلّ مصدر الراحة الأكبر في الشيخوخة هو قدرتنا المتزايدة على عدم أخذ الأشياء بجدية مبالغة. إن أحد أكبر الاختلافات بين الحكيم الحقيقي والواعظ هو: المرح. حين يضحك الحكيم، يضحك من قلبه، وحين يضحك الواعظ – إن حدث ذلك - فهي ضحكة وجه لا أكثر. كلما تقدم بي العمر، أفكاري المثالية التي طالما أنكرتها تتغير. أفكاري المثالية في أن أكون متحرراً من كل المثاليات، متحرراً من المبادئ، متحرراً من المذاهب والآيديولوجيات. أريد أن أمضي في محيط الحياة كما تمضي السمكة في البحر. لم أعد أبذل جهدي لأقنع الناس بوجهة نظري عن الأشياء، ولا لمعالجتها. لم أعد أيضاً أشعر بالفوقية لأنهم يفتقدون الذكاء، كما كان يبدو لي. يمكننا أن نحارب الشر، لكننا أمام الغباء لا نستطيع فعل شيء. لقد تقبّلت الحقيقة كما هي، ومهما كانت قاسية.
وأكد ميللر في حديثه أن البشر لا يتغيرون بشدة كما نعقتد "شيء واحد أراه يتضح أمامي يومًا بعد يوم: شخصيات الناس الأصلية لا تتغير مع الأيام. النجاح يطوّر شخصياتهم، نعم، لكنه يُبرِز أخطاءهم وعيوبهم أيضًا. التلاميذ الأذكياء في المدرسة لا يبدون بالذكاء نفسه الذي كانوا عليه حين يخرجون لمواجهة العالم. الفتيان الذين كنت تزدريهم وتمقتهم في المدرسة، ستكرههم أكثر حين يصبحون مموّلين ورجال دولة وضباط بخمسة نجوم. الحياة تعلّمنا القليل من الدروس، لكنها لا تعلمنا كيف نكبر.
إننا مذنبون بجريمة من أكبر الجرائم لأننا لا نعيش حياتنا كاملة . إن القدرات التي في داخلنا قد لا يستطيع أحد أن يجرؤ على تخيلها إنها لا نهائية ، وذات يوم سوف ندرك ونعترف لأنفسنا أن التخيل هو كل شيء و التخيل هو صوت الجرأة"
هكذا تحدث هنري ميللر في عن عبثية الحياة، وآماله وطموحه الذي طالما راوده، تكلم أكثر باعتباره مسنًا ينقل وجهة نظره في دنيا عاث فيها تجولًا، وأوضح رؤيته للحياة بعد أن قارب على مغادرتها.
" لنعد إلى الإنسانية، إلى الإنسانية العادية، ولتذهب إلى الجحيم نظاراتكم ومجاهركم وتلسكوباتكم وتفاوتاتكم القومية والدينية وتعطشاتكم للسلطة ومطامحكم المبهمة... ضعوا كل الأمور في حسبانكم ولكن دون أن تفقدوا أبدا حس الفكاهة. فالحياة ليس فيها أمر أبدي الجدية. وفيها كل الفكاهة والمأساة معا. فأنت الممثل والقطعة التمثيلية معا. وأنت كل ماهو موجود لاأكثر ولا أقل... إذا استهدفنا تغيير العالم أو جعله متحركا فأيّ طريقة أفضل من التلويح بالمرآة لنشاهد فيها ذواتنا على حقيقتها بحيث نستطيع الضحك من ذواتنا ومن قضايانا. إن الفكاهة التي تضع النقاط على الحروف هي أجدى من سيف الساموراي، ولو قيض لهتلر رجل يضحكه ربما أنقذ الملايين من الحيوات."
عرف الطفل هنری مكابدة الفقر وقسوته ، فتخلى عن المدرسة ، ولم يستطع البقاء فيها ، خرج إلى الشارع والأرصفة ، وبعد ذلك التحق بالعمل في شركة أسمنت ، ثم التحق بجامعة كورنيله التي لم يمض فيها أيضا سوى فترة قصيرة ، ثم ترك نيويورك إلى كاليفورنيا وعمل في إحدى المزارع ، ومنها إلى آریزونا حيث انضم إلى إحدى الجماعات الفوضوية هناك ، التي أثرت كثيرا على حسه الفردي ، وفتحت أمامه عوالم نيتشه وستریتدینج وغيرهما ، ثم عاد بعد ذلك إلى أسرته مرة أخرى ، حيث عمل خياطا مع والده ، وبعدها عمل في مهن كتيرة مثل : بارمان، غاسل أطباق ، عامل نظافة ،ملاكم ، عازف بيانو . وحتی حفار قبور تسيطر على ميللر الرغبة في العودة إلى عالم الطفولة ، ذلك العالم المتمرد ، الذي لا ينصاع لقواعد المجتمع ، لأنه لا يعرفها ، ولا يمكن أن يحترم شيئا مجهولا لديه ، إن الطفل هو التعبير الأمثل للإنسان الطبيعي بكل رغباته غير المكبوتة ، فهو يفعل ما يريد ، لا ما يريده الآخرون . ومع ذلك فإنه يمكن أن نتصور أن ميللر كان يحاول توظيف طفولته من أجل إعادة صياغة حاضره باستخدام اللغة الصبيانية ، ولاشك في أن دخول هذا الطفل إلى عالم العمل مبكرا في حياته ، جعله يحيا في عزلة طوعية عن عالمه الحقيقي ، لقد ولد في مجتمع تحكمه نظرية المنفعة ، واستدعاء الطفولة هي محاولة للتمرد على هذا المجتمع.
" إن ما ندعوه تربية ليس عندي سوى الإبهام المطلق والمعيق للتطور، ورغم كل الانقلابات الاجتماعية والسياسية التي اجتزناها، ظلت في نظري على الأقل طرق التربية المسموح بها في كل العالم المتمدن على ماهي عليه من حيث قدمها وتخريفها، فهي تسهم في تكريس الأمراض التي تجعل منا عجزة، لقد قال ويليام بلاك: نجد الحكمة عند نمور السباق أكثر مما نجدها عند بغال التعليم. لقد تعلمت من الأغبياء والنكرات أكثر مما تعلمت من المدرسين. فالمُثقِف هو الحياة وليس وزارة التربية، ومهما بدا ذلك غريبا فإنني أميل إلى الوفاق مع ذلك النموذج البائس للنازية الذي كان يصرخ: حين أسمع كلمة ثقافة أتحسس مسدسي.
من المستحيل أن يعرف الإنسان نفسه تمام المعرفة إذ تظل ذات الإنسان وبشكل ما سرا مغلقا بالنسبة له، بمعنى من المعاني ستظل هناك دائما حجب، ويقال أنه لا ينبغي تمزيق الحجاب الأخير وإلا سنجد أنفسنا وجها لوجه أمام الجنون، لأننا عندما نزيح الحجاب الأخير نرى العدم، إن الفكرة الأكثر رعبا هي أن ترى وأن تفكر داخل العدم، قد يكون الإله (لا شيئا) أو (أي شيء) إن هذه الفكرة تستطيع أن تقودك إلى الجنون” .
بالإضافة إلى الكتابة كان ميللر يهوى الرسم ، كان يقول أيضا في بيتي، الملاك يرسم والشيطان يكتب. أنتج عددا كبيرا من اللوحات التي كان لبعضها قيمة فنية كبيرة ، وقد سأل بيکاسو ذات مرة ليعرف منه كيف يرسم فقال له بيكاسو : هنری ، لا تفكر في الموضوع ، فقط افعلها ؟
لقد ترجمت أعماله إلى ثمانين لغة ، ورسم حوالی 2000 لوحة تم عرضها في 90 مع��ضا دوليا ، وكانت رسوماته لمتعته الشخصية . وليس للحصول على النقود ، ومع ذلك فقد بادل رسوماته کې يحصل على أدوات رسم في نيويورك ، كما بادلها في باريس کي يحصل على طعام ونبيذ ، وبادلها في هوليود مقابل فواتير العلاج الطبي وعلاج أسنانه.
كان يقول عن رسوماته : « إنها تجعلني أبتسم ، تجعلني سعيدا . تجعلني أشعر شعورا طيبا ، تجعلني أشعر أنني طفل» .. لقد رسم من أجل نفسه ، وليس للآخرين.
وفي وصفه لفعل الرسم نفسه كان ميللر يقول : " أعطني قليلا من الأمل ، قليلا من السماء ، وأعطني الكثير من الحب، آن ترسم يعني أن تحب ، وأن تحب يعني أن تعيش الحياة إلى أقصاها " وذلك يتفق مع رؤيته للفن والحياة بوجه عام ، فهو يقول أيضا : «إن ممارسة أي فن تتطلب أكثر من مجرد المعرفة ، فالمرء يجب أن يحب ما يفعله ، يجب أيضا أن يعرف كيف يصنع الحب ، ففي الحب تتلاشى الذات ، ولا تكون هناك أهمية سوى للمحبوب "
- بارتيا : أن ترسم إذن هو أن تحب من جديد ؟ - ميللر : هو أن ترى بعيون مختلفة هو الفارق بين نظر وبين أبصر ، أن تبصر هو أن تمعن النظر في كل شيء، في التفاصيل والدلالة. أحيانا عند هبوط الليل ، أخرج وأتطلع هكذا على الأشياء التي أدنو منها كثيرا ، وفجأة أحس أني أرى . أني أبصر ورقة ، وأن الورقة حية ، وأنها تكاد تخاطبني - بارتيا : باختصار - فالرسم في حقيقته هو استنطاق العالم والكتابة في استنطاق البشر
- ميللر : أجل
وفي الفرق بين الكتابة والرسم تحدث ميللر " صار الرسم شيئا مهما في حياتي أجد فيه عملا إبداعيا يمنحنى السعادة . فأنا أستطيع أن أرى عملى معلقا على الحائط وأستمتع به وهو ليس نفس الشيء الكتاب فنحن نكتب الكتاب ثم ننساه ونفقد الرغبة في قراءته"
- بارتيا : هذا يعني أن كتبك هي عناؤك ، وأن الرسم هو متعتك وربما لهذا السبب نراك ترسم أكثر فأكثر ، وتكتب أقل . - ميللر : ريما ، بالإضافة إلى أن الرسم أيسر لدى من الكتابة . - بارتيا : تستطيع أن نبيع مئات الآلاف من الكتب ولكن لا تستطيع بيع سوی لوحة واحدة - ورغم ذلك نحن لا نفكر أبدا بالكتاب بعد الفراغ من كتابته ، أما الرسام فإنه يظل يمتلك رسمه ، حتى ولو باعه - ميللر : وأيضا قد تكون له الرغبة في إعادة شراء الرسم أو في استبداله
وعن من تأثر بهم للدخول إلى عالم الكتابة أجاب " لقد تأثرت بهته المجموعة من أوزفالد اشتبنجلر ، ومن إيلي فور وجيمس جويس ، وحتى من دافيد هربرت لورنس ، لقد تاثرت بهؤلاء كما تأثرت فيما بعد بسيلين . " - بارتيا : من ناحية أخرى تلمح نوعا من الرابطة في الأسلوب والمزاج تجمع بينك وبين سيلين ، كالإحساس بما هو بدائی - ميللر : ولكن كان لديه شيء أفتقده أنا ، وهو المرارة .
- دی بارتيا : إن كانت رسالتك متفائلة جدا بالانسان ، بالحاضر وبالاله ، وبعالمنا هذا ، فإننا نجدك بالمقابل ، وباستمرار شديد التشاؤم حول كل ما يتعلق بزمننا - ميللر : في النهاية ، فلسفتي ليست مرحة ، أكيد أنها من الممكن أن تكون سعيدة بالنسبة لى ، وبالنسبة للكائن الفرد . إلا أنها أكثر قساوة بالنسبة لجماهير الشعب ، لدي فكرة سيئة عن العالم كما هو عليه وفي رايي فإن الوضع البشري رديء ولا إنساني.
- بارتيا : أليس التلفزيون سيء - ميللر : إنه ردی، لقد صيغ التليفزيون لإرضاء العامة ، وانه من المستحيل على العامة أن تتفاعل مع الفن. - بارتيا : إذن الخلاصة أن الفن لم يوجد إلا من أجل النخبة - ميللر : صحيح - بارتيا : هذا تصور أرستقراطي جدا للحياة - ميللر : أدري - بارتيا : وليس ديمقراطيا على الإطلاق . - ميللر : إن الفنون الديمقراطية الوحيدة في تقديري ، هي الألعاب الرياضية
كأنه يرفض ان يموت دون ان يعبث بحياته و حياة من يقرأون له الي النهاية الكاتب الذي منعت له عدة كتب في امريكا نفسها بلد الحريات
وظلت كتبه ممنوعة لعدة سنوات حتى حصل علي قرار من المحكمة بتداولها
الراجل ده عبثي جدا و لسانه بذيء و فكره فاحش منكرش اني كنت بحبه لما كنت صغير و افكاره كانت بتعجبني بنسبة بس حاليا اعترافاته ديه عرفتني علي جوانب مضملمة في شخصيته
قرأت الاعترافات قبل أن أقرأ روايات هنري ميللر ، كنت قد قرأت عنه وعن أفكاره في مدونة أ محمد الضبع معطف فوق سرير العالم ، وحين وجدت اعترافاته جذبتي فكرة القراءة عنها ولكني صراحة لم استمتع كثيراً لا أدري اين الخطأ .. هل في المحاور الذي يقوم بالحوار ؟ أم في نوعية الأسئلة ؟ أم في إسلوب إدارة الحوار نفسه ؟ لا أدري كل ما يمكنني قوله إني توقعت حواراً مختلفاً أو قل : كتاباً مختلفاً !!
أحب هذا الرجل ، أحب نزعته هذه إلى الشر والخير في آن معاً ، أحب فيه صدقه ومرحه وشجاعته ، تلك الشجاعة التي لم توافيني إلى الآن لكي أقرأ ولو عملاً واحداً من أعماله ، التي دائما ما أراها واقعية حد البشع وفاضحة ،وارى في هنري ميللر هذا الرجل الذي أتى ليحملني عنوةً ويجرجرني من أحلامي إلى كنف الحياة ، الحياة التي تحمل القذارة والبراءة وتحمّلني الاثنين. ساقرأ لك ذات يوم يا عزيزي ، حتى لو بدأت متأخرة ، ألم تبدأ انت متأخرا في الكتابة؟ سأحمل الهتي وشياطيني في نفس الكف واتقدم رويداً رويداً أحترق بنار حقيقتك ! ملاحظة : هذا أول رأي أكتبه هنا ، لستُ ناقدة ولا قارئة جيدة ، وحتى لو كنتُ يوماً قارئة جيدة فهذا ما يمنعني من ابداء أي رأي كان في أي كتاب ، فعلى كل حال لا أفقه شيئاً في النقد. أما بالنسبة للنجوم التي تضعونها هنا وهناك على كل فيلم تشاهدونه وكتابا تقرأونه فبا أحبذها هي الأخرى بل وأمقتها مقتاً شديداً.
قرأت لميللر سابقا ، هذا الكاتب الذي لا يشيخ والقارئ والرسام فهو كل شئ في ان واحد ،الكتاب عبارة عن خلاصة ما تعلمه هنري في حياته و أراد توصيله للناس قبلَ رحيله ..
هنري ميللر في الثمانين شاب أكثر من معظم من هم في العشرينات... أن تكون في العشرين لا يعني أنك شاب أكثر من من هم في الثمانين... وربما تكون هرماً أكثر منهم... من هنا يضعنا هنري ميللر أمام المفهوم الحقيقي للعمر... العمر لا يقاس بالسنوات والأيام التي تخسرها، العمر يقاس بطريقتك في عيش هذه الحياة...
"ليس ثمة مخلص للبشرية،كل واحد منا هو مخلص نفسه"...
"أعتقد أن كل الناس من الممكن ان يكونوا فنانيين، وأعتقد أيضاً أننا حميعاً نولد فنانيين وأن المدرسة هي التي تدمرنا، أجل هناك يتم قتل الفنان الذي في أعماقنا"...
"كف عن التصارع، وكف عن اجبار نفسك لأن تصير شيئاً آخر،كن أنت نفسك"...
هنري ميللر في الثمانين مفعم بالشباب اكثر من اي شاب لم يبلغ العشرين بعد ، قوة هذه الاعترافات في توقيتها ، ليست جريئة كما توقعت ولم تتخطى الحد المعقول ابد احببت الجزء الذي يتكلم عن بداياته واستغرب ممن حاوره لقد قال هنري انه في صغره قتل طفلا !!!!!!!! والمحاور تخطى هذا الحدث تماما ربما خشية ان يفقد سبق كتابة اعترافات هنري ميللر !!!!!!!!!!!
كتاب صغير من ثلاثة أجزاء وهو حوار مع الكاتب الأمريكي هنري ميلل. الجزء الأول عن طفولته والثاني عن كتبه والثالث بعنوان الرسالة الميللرية وهي بعض أراء لميللر. كأنه يرفض أن يموت.