محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزرعي الدمشقي، شمس الدين، أبو عبد الله، المعروف بابن قيم الجوزية. من أعلام الإصلاح الديني الإسلامي في القرن الثامن الهجري. ولد في دمشق من أبويين كرديين ودرس على يد ابن تيمية الدمشقي الذي هو ايضاً من ابويين كرديين وتأثر به. كانت مهنته الإمامة بالجوزية. التدريس بالصدرية وأماكن أخرى. التصدي للفتوى والتأليف. اتصاله بابن تيمية اتفقت كلمة المؤرخين على أن تأريخ اللقاء كان منذ سنة 712هـ وهي السنة التي عاد فيها من رحلاته إلى دمشق واستقر فيها إلى أن مات بدمشق سنة 751هـ.
مشايخه له عدد كبير من المشايخ جمعهم الشيخ بكر أبو زيد وذكر منهم خمسة وعشرين ونذكر بعضهم : قيم الجوزية: والده. ابن تيمية. ابن عبدالدائم: أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي مسند وقته. أحمد بن عبدالرحمن بن عبد المنعم بن نعمة النابلسي. ابن الشيرازي: ذكر في مشيخة ابن القيم ولم يذكر نسبه فاختلف فيه. المجد الحراني: إسماعيل مجد الدين بن محمد الفراء شيخ الحنابلة. ابن مكتوم: إسماعيل الملقب بصدر الدين والمكنى بأبي الفداء بن يوسف بن مكتوم القيسي. الكحال: أيوب زين الدين بن نعمة النابلسي الكحال. الإمام الحافظ الذهبي. الحاكم: سليمان تقي الدين أبو الفضل بن حمزة بن أحمد بن قدامة المقدسي مسند الشام وكبير قضاتها. شرف الدين ابن تيمية: عبدالله أبو محمد بن عبدالحليم بن تيمية النميري أخو ابن تيمية. بنت الجوهر: فاطمة أم محمد بنت الشيخ إبراهيم بن محمود بن جوهر البطائحي البعلي، المسندة المحدثة.
انتقاء بالِغ من فوائد ابن القيم، فيه من تفسير الآيات، وشرح صحاح الحديث، فضلًا عن تلك الاستنباطات والحِكم التي سنحت للمؤلف خلال حياته، رحمه الله رحمةٌ واسعة، وأجزل المثوبة لمن سَعى في انتقائها وترتيبها..
مِن أجمل ما قرأت منذُ أمدّ بعيد، تحايلت على الأيام رغبةً في إطالة صحبتي مع هذا السِفر العظيم! تخيل معي مقدار اللذّة المنتظرة وأنت تقرأ تأملات وخواطر وشذرات إمام موسوعي جمع الفقه والأدب والبصيرة كابن القيّم رحمه الله!
من الكتب التي تُقرأ على مهل كلّما احتجت تروي عطشك وتنقطع عن الدنيا قليلًا تجد الكتاب يُدخلك في عالم آخر، عالم العبّاد الزهّاد الله يرزقنا مثلهم.. يهوّن عليك الدنيا وينصحك ويُخاطبك و"يهزئك" أحيانًا .. يشبه لكتاب الداء والدواء، وياليت اللي يعرف كتب تشبه لهم يدلّنا
بعض الاقتباسات لتوضيح فكرته: ص٤٢: من مراتب العبودية لله: "وعبوديته في قضاء المصائب: الصبر عليها، ثم الرضا بها، وهو أعلى منه، ثم الشكر عليها، وهو أعلى من الرضا، وهذا إنما يتأتّى منه إذا تمكّنَ حبُّهُ من قلبه، وعَلِم حُسن اختيارهِ له وبرّهُ به، ولطفه به، وإحسانه إليه بالمصيبة، وإن كَرِه المصيبة" ص٤٣: "فهو أعجز وأضعف وأقلُّ من أن يوفِّقَ نفسه، أو يأتي بمرضاة سيّده بدون إذنه ومشيئته وإعانته، فهو ملتجئٌ إليه، متضرّعٌ ذليلٌ مسكين، ملقٍ نفسه بين يديه، وطريحٌ ببابه، مستخذٍ له، أذلَّ شيءٍ وأكسرَهُ له وأفقره وأحوجهُ إليه، وأرغبهُ فيه وأحبّهُ له، بدنه متصرف في أشغاله وقلبه ساجد بين يديه يعلم يقينًا أنه لا خير فيه، ولا له ولا به ولا منه، وأن الخير كله لله وفي يديه وبه ومنه، فهو وليُّ نعمته، ومبتدئهُ بها من غير استحقاق، ومُجريها عليه مع تَمقُّتِهِ إليه بإعراضهِ وغفلتهِ ومعصيته"
ص٧٠: "وسبب الخذلان عدم صلاحية المحل وأهليّته وقبولِه للنعمة، بحيث لو وافته النعم لقال: هذا لي، وإنما اوتيته لأني أهله ومستحقه، كما قال تعالى: (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي) أي على علمٍ عَلِمَهُ الله عندي أستحقُّ به ذلك وأستوجبُهُ وأستأهلهُ" وهنا تساؤل عن اصحاب "ارفع استحقاقك" ومشروعية فكرتهم في الإسلام..
ص١٥٧: في تفسير قوله تعالى:(ألهَاكمُ التكاثُر): "وأعرض عن ذكر المُكاثَرِ به إرادةً لإطلاقه وعمومه، وأن كلّ ما يُكاثِرُ به العبد غيره -سوى طاعة الله ورسوله ومايعود عليه بنفعِ معادِه- فهو داخلٌ في هذا التكاثر"
ص٣٥٧: لبيان معادن الناس: "من علامات السعادة والفلاح أن العبد كلّما زِيدَ في علمِه زِيدَ في تواضعه ورحمته، وكلّما زيد في عمله زيد في خوفه وحذره، وكلما زيد في عمره نَقَص من حرصِه، وكلّما زيد في ماله زِيدَ في سخائه وبذله، وكلّما زِيدَ في قدْرِه وجاهِه زِيدَ في قُربه من الناس وقضاء حوائجهم والتواضع لهم وعلامات الشقاوة أنه كلّما زِيدَ في علمه زيدَ في كبره وتيهه، وكلّما زيدَ في عمله زيدَ في فخره واحتقاره للناس وحسن ظنّه بنفسه، وكلّما زيدَ في عمره زيدَ في حرصه، وكلما زيدَ في ماله زيدَ في بخله وإمساكه، وكلّما زيدَ في قدره وجاهِه زيدَ في كبْرِهِ وتيهه"
ص٣٨٦: "لولا تقديرُ الذنب هلكَ ابن ادم من العُجْب"
ص٣٩٤: "إذا خرجت من عدوّك لفظةُ سَفَهٍ فلا تُلحِقها بمثلها تُلَقّحها، ونسل الخصام نسلٌ مذموم"
قراءة ثانية .. وان كانت سريعة الا ان بعض صفحات الكتاب اعادت جزءا من السلام داخلي ونقول مستعدين لرمضان ، الله يعييينا على صيامه وقيامه ويكتبنا من عتقائه
أول قراءة لإبن القيم رحمة الله عليه. هي عبارة عن فوائد وحكم متنوعة استنبطها المؤلف في حياته، متفاوته جدا بعضها جمل قصيرة في أقل من سطر وبعضها صفحات طويلة، وقفت مع الكثير منها تأملاً لجمال لغته وأصالة تعبيراته رغم الصعوبة التي واجهتني في فهم بعض المفردات إلا اني سعيد بهذه التجربة. (هذه النسخة أفضل وأكثر تنظيما من النسخة الأصلية التي حاولت قراءتها في البداية ولكنها زادت من تشتت عقلي لدرجة أني لم أكن أعلم ما قرأته منذ بضع ثوان وفيها أيضا هوامش مفيدة لبعض المفردات والإشارات التي لم تتضح لي)
بهذا الكتاب تسمو بالنفس إلى كل خير وتجد أجوبة عميقة لكثير من التساؤلات والأفكار التي قد تعصف بالإنسان خصوصاً في زمن الفتن تقوي إيمانه بالله وتغرس فيه معانٍ عظيمة وقيم إيمانية تشد من أزره في مواجهة منغصات الحياة وهمومها وأثقالها لأنه سيتعلم معنى الحياة الحقيقي والهدف من الحياة