نبذة عن الكتاب: هذا الكتاب لا يشمل كلّ أبواب العروض والقافية، وإنما وضعته لأبرز نظريتي، ومحاولتي في التجديد العروضيّ، وتأسيس فكرة توليد الصور العروضية بطريقة نظرية؛ فليس من خطة الكتاب أن يشمل كلّ أبواب العروض أو بحوره، فكتابي كما هو واضح من عنوانه يحتوي على بحري الوافر والكامل؛ لتطبيق فكرة التوليد عليهما؛ لذا فلن تجد فيه كل ما تبحث عنه في علم العروض، ولكن تجد كلّ ما تبحث عنه وزيادة في هذين البحرين بما لا تجده في غيره قط. وكان سعيي في هذه الكتاب في ربوة بين الطرفين، ربوة تجد فيها الميراث العروضيّ جليًّا مع بعض التسهيل، وكذا تجد الابتكار والتجديد الذي لا غنى عنه في زمن يتّسم بالسرعة والحداثة مع الدقّة والإتقان، وذلك في مخطّطات وجداول لا تجدها في غير هذا الكتاب، وفصول لا غنى لك عنها شاعرًا أو متعلّمًا. على أن القصد في كتابي والغاية أن أولّد في كلّ بحر مئات الصور التي تصلح لقرض الشعر عليها، وفق منهج سيتحدّد لك، فخالفتُ في هذه الخطّة من يريدون دمج البحور أو حذف الصور، وأرجو ألا تبطئ بي عزيمتي ولا تثقلني آراء الآخرين عما قصدتُ أن أقوم به لاسيّما الخطة الموضوعة في التوليد، وهي بيت القصيد
يمكن تنزيل الكتاب مجانا من دار ناشري للنشر الالكتروني:
إنه يحب الكلام جدًا جدًا، حتى إن عنوان الكتاب قد يدل أيضًا على تجربته في توليد الكلام بكثرة طاغية في كثير مما لا يمس الموضوع الأصلي، حتى وإن اعتذر المؤلف عن طول مؤلفه، ونصح في المقدمة قائلا: "لا ينفّرك طول الكتاب!"، لأن هذا الطول لم أعان منه في الصفحات المحدودة التي تناولت تطبيق توليد بحور الشعر العربي (كما أن محمود محمد شاكر أشار في كتابه "نمط صعب نمط مخيف" عن أن دوائر العروض الخليلية مفتوحة أمام استنباط المزيد من الضروب العروضية الجميلة الإيقاع بلا حصر، وإن الخليل لم يغلق الباب بل جعله مواربًا) وإنما عانيت منه في هذه الدروس الشعرية العديدة التي تدرّب على الكتابة الشعرية، والتي قال فيها:
أرجو أن تبشرني قريبًا بأنك كتبت أول بيت صحيح عروضيًا، أو أول مجموعة أبيات على بحر الوافر، وبعد ذلك بشهر تخبرني بأنك كتبت قصيدتك الأولى على البحر نفسه
ولا تنس أن تجعل زادك في هذا الطريق التقوى، وهدفك رضى الله، وأنا ابرئ نفسي مما قد يميل إليه بعض الشعراء من حيدٍ عن الجادة وعن الطريق السديدة، وإن تعلموا العروض من كتابي
فهذا الكتاب كما قال تمامًا: إن تعلموا العروض من كتابي
ومن هذه الناحية فإن شغف المؤلف بعلم العروض مثير للإعجاب وبيّن في كل صفحةٍ من هذا الكتاب الذي توقفت فيه عند نصفه، أو تحديدًا عندما انتهى من البحر العروضي الأول وتقدّم غيرَ هياب إلى البحر الثاني والأخير في كتابه، توقفت لأن المنهج أتضح ولأنني أشفقت صراحة على نفسي من المتابعة معه