نبذة الناشر: لقد نحا المؤلف د.طه عبد الرحمن في تقويم التراث الإسلامي العربي منحى يتصف إجمالاً بوصفين أساسيين:
أحدهما، أنه منحى غير مسبوق، لأن المؤلف يأخذ بالنظرة الشمولية والتكاملية إلى التراث وليس بالنظرة التجزيئية والتفاضلية؛ فبعد أن بيّن كيف أن الاختيار التجزيئي في تقويم التراث ينبني أساساً على النظر في مضامينه من دون الوسائل التي تمّ بها إنشاء هذه المضامين وتبليغها، اشتغل باستخراج الآليات الإنتاجية التي تحكمت في بناء التراث وزودت أجزاءه بأسباب التداخل والتكامل فيما بينها، مستخدماً في ذلك مفهومين متفردين هما: مجال التداول والتقريب التداولي.
والثاني، أنه منحى غير مألوف، لأن المؤلف توسل فيه بأدوات مأصولة وليس بأدوات منقولة؛ فبعد أن وضح كيف أن الاختيار التجزيئي في تقويم التراث يتوسل عند النظر في مضامينه بمناهج منقولة مع الغفلة عن صبغتها التجريدية وقلة المكنة من دقائقها التقنية، تولى بيان الأوصاف الآلية والعملية والاعتراضية للمنهجية الخاصة بالتراث، مستثمراً لها فيما أبطله من دعاوى التفاضل وفيما أثبته من دعاوى التكامل، حتى كأن كتابه هذا كله ممارسة حية لمنهاج التراث الصحيح، لا مجرد خطاب نظري في هذا المنهاج.
طه عبد الرحمن (من مواليد عام 1944 بمدينة الجديدة المغربية)، فيلسوف معاصر، متخصص في المنطق وفلسفة اللغة والأخلاق. ويعد طه عبد الرحمن أحد أبرز الفلاسفة والمفكرين في العالم الإسلامي منذ بداية سبعينيات القرن الماضي. تلقى طه عبد الرحمن دراسته الابتدائية بمدينة "الجديدة"، ثم تابع دراسته الإعدادية بمدينة الدار البيضاء، ثم بـجامعة محمد الخامس بمدينة الرباط حيث نال إجازة في الفلسفة، واستكمل دراسته بـجامعة السوربون، حيث حصل منها على إجازة ثانية في الفلسفة ودكتوراه السلك الثالث عام 1972 برسالة في موضوع "اللغة والفلسفة: رسالة في البنيات اللغوية لمبحث الوجود"، ثم دكتوراه الدولة عام 1985 عن أطروحته "رسالة في الاستدلال الحِجَاجي والطبيعي ونماذجه". درَّس المنطق وفلسفة اللغة في جامعة محمد الخامس بالرباط منذ 1970 إلى حين تقاعده 2005. وهو عضو في "الجمعية العالمية للدراسات الحِجَاجية" وممثلها في المغرب، وعضو في "المركز الأوروبي للحِجَاج"، وهو رئيس "منتدى الحكمة للمفكرين والباحثين" بالمغرب. حصل على جائزة المغرب للكتاب مرتين، ثم على جائزة الإسيسكو في الفكر الإسلامي والفلسفة عام 2006. تتميز ممارسته الفلسفية بالجمع بين "التحليل المنطقي" و"التشقيق اللغوي" والارتكاز إلى إمدادات التجربة الصوفية، وذلك في إطار العمل على تقديم مفاهيم متصلة بالتراث الإسلامي ومستندة إلى أهم مكتسبات الفكر الغربي المعاصر على مستوى "نظريات الخطاب" و"المنطق الحجاجي" و"فلسفة الأخلاق"، الأمر الذي جعله يأتي بطريقة في التفلسف يغلب عليها التوجه "التداولي" و"الأخلاقي".
كتاب جميل جداً أنهيت اليوم الباب الأول ويالله ما أشد غيرة طه عبد الرحمن - حفظه الله - على التراث ومع ذلك ضبط نفسه وقدم نقده لكتب الجابري برؤية علمية لا تكتفي بالنقد فقط بل بالتصحيح والتصويب وأبان المنهجية المقصودة لدى الجابري وبيان بطلانها بنقضها لنفسها من داخل رؤيته ومن ثم بنى له الطريق الذي يمكن من خلاله أن يكيف منهجيته لدراسة التراث
وقد بيّن نقطتين محوريتين قد ذكرهما في مدخل كتابه " روح الحداثة " وهو النقد لكل منقول واختبار كفاءته لقراءة التراث وأن للتراث خصوصيته التي تفهم من خلال آلياته المنبعثة من داخله
وشرعت قبل قليل في الباب الثاني ص 83
ومن الله الحول والطول والكتاب متعة عقلية ووجبة علمية نفيسة جداً أرجو من الله أن يرزقني حسن الفهم وحسن التبليغ وحسن النفع . وشكر المؤلف بعدما أفقه جيداً ما يريد وما يقول.
شكراً للجابري.. فكتابات الجابري شجعت هذا الناقد الكبير لكتابة كتابه هذا.. وكتبه التي جاءت بعده للدفاع عن التراث..
لا أقولها استخفافاً، ولكن شتان بين الجابري وطه عبد الرحمن! نعم الجابري قراءته ممتعة، وطه عبد الرحمن صعب القراءة، عميق جداً.
لكن شتان بينهما!
في كتابه هذا أظهر طه عبد الرحمن تفوقه، وعلو كعبه في النقد، على الجابري، وتفوقه عليه حتى في مجال تخصص الجابري نفسه!
فصار كالأستاذ يعلم الجابري كيف يستخدم أدواته النقدية التي أخذها من الغرب، ومن ثم يعلم الجابري كيف يقرأ التراث بأدوات صحيحة، وليس من خلال قراءة أعمال المستشرقين كما فعل الجابري!
لكل من أُعجب بأعمال الجابري، عليه بهذا الكتاب، مع ملاحظة مهمة أنه عميق.. ولا يخرج منه بفائدة إلا المختصين والذين لهم باع طويل في قراءة كتب المنطق والفلسفة وعلم الكلام.