"أنا من دمشق، بيتي دمشقي، فأين تسكن دمشق، نقرت على الأبواب، أسال، هل تسكن مدينتي هنا، وفتحت بيوت الشعر في دمشق وجبال لبنان والقاهرة وبغداد، وأذهلتني القصور الفخمة التي تعيش فيها مدينتي المدللة وفتنتني الأكواخ الهادئة المريحة التي تصيف فيها أثيرتي الحبيبة تحت عرائش الياسمين والورد البلدي والبنفسج والليلك تظللها الزهرة العطرة ومن وهج الشمس وترش عليها الكلمة الخالدة أكسير الحياة والديمومة، نقرت على الأبواب برفق أسال، أنا أحب مدينتي، فمن يحب معي مدينتي".
تلقت تعليمها في دمشق حتى المرحلة الثانوية ثم أتمت دراستها الجامعية في كلية الآداب - قسم الفلسفة - جامعة دمشق حيث نالت الإجازة في الفلسفة (1954- 1955). عملت في الصحافة. قدمت برنامجاً ثقافياً من إذاعة دمشق لفترة طويلة كان سبب شهرتها في الأوساط الأدبية في سورية وخارجها. عضو جمعية النقد الأدبي.
ترجم كتابها الأول يا مال الشام إلى الانكليزية من قبل المستشرقةالأمريكية البروفسور الدكتور أندريارو " أستاذ علم الانتربولوجي والسوسيولوجي في جامعة سيراكيوز نيويورك، ويذكر أن الكتاب يقع في ثلاث مجلدات وقد صدر منه جزء ثان بعنوان (يامال الشام 2)مؤخراً . كما صدر لها كتاب آخرعن (المعتزلة) يتحدث عن دورهم ودور العقل في الفلسفة الإسلامية. وقد نالت على كتابها هذا شهادة الدكتوراه في الإبداع الفكري.تعتز الأديبة سهام ترجمان بدمشقيتها وحبها لدمشق في كافةإصداراتها ومحاضرتها، وقد عبرت عن هذا العشق المستديم من خلال حبها لعبق الياسمين الدمشقي الذي ينمو على التربة الخصبة المروية من نهر بردى
عبارة عن رصدٍ للحياة الشّاميّـة القديمة.. كتابٌ رائعٌ وجميل جداً وشامل في موضوعه.. يقـدّر قيمته ويدرك جماله أكثر أهل تلك المدينة، سواء من الأجيال التي أضحت اليوم في خريف العمر، أو العاشقين لذاك التّراث من الجيل الجديد من أمثالي... الجيل الجديد الذي لم يعش تلك الحياة التي رصَدَتْ تفاصيلَها الكاتبة، ولكن مع ذلك قد بـرّح بروحه عشق تلك المدينةِ على ما كانت عليه، مِن ما سمعه من ذاكرةِ الآباء والأجداد والأقارب، بالإضافة إلى ما قد تذخرُ به كتب التّاريخ والتراث التي عَـنيت –على خجل- بتـأريخ ذاكرة الشّـامِ الشّـعبيّة وحياة أهلها اليوميّـة البسيطة..... وأخيـراً النّذر اليسيرالمتبقّي من تلك المدينة الخالدة الذي ما زال يكابد ويقاوم عوامل الهجر والتـنكـّر من أهلها!!!
مادام عن زمن الجمال لم لا يستحق خمس نجمات لعل دهشتي مع الكتاب تعود لأني قرأته زمن الشباب الأول أثناء سفر أبي فكان يسليني وكنت أحلم بعودته ليأخذني إلى حارات الشام وأحدثه عن كل ما جاء في الكتاب الجمال في الحقيقة للتفاصيل الشامية ولغة الكاتبة المنسابة والعامية اليومية .. والحياة الغافلة اللاهية التي ليس فيها إلا أعراس وتفصيلات نساء وأعياد ولعب في الحارة لكني لا أجرؤ على معاودة قراءته لا أريد أن أغير هذه النظرة :)
الكتاب في بداياته كن مشوقاً مليئا بالصور الدمشقية القديمة عن دمشق أقدم مدن الدنيا و عادات و تقاليد أهلها يبعث الحنين بالنفس لحارات المدينة القديمة و و اشجارها و احجارها .. لاهلها و لكل شيء في المدينة قم يتحول الى مذكرات او خواطر مملة .. احببت القسم الأول من الكتاب الذي يحكي عن المدينة رغم المقدمة السيئة التي تفننت في مدح الدكتاتور الذي تم تصويره على انه باني حضارة دمشق و تراثها رغم كونها من هدم هذه الحضارة و دمر تراثها
كتاب رائع و يمكن ان يعتبر كأرث يمكن ان نرى من خلاله عراقة الشام القديمة و عاداتها لقد برعت سهام ترجمان في كتابته و خصوصا حين تصف لنا ادق التفاصيل التي قد يغفل عنها سارد القصة .تلك التعبيرات و الكلمات الشامية كانت اكثر من رائعة