ففى رواية "أنت تشرق.. أنت تضيء" لا ترتبط الشخصيات بالماضي فقط بل بالحاضر أيضا فيتحول البحث في تاريخ مصر القديم، واستعادة ذاكرتها، والسعي إلى البوح بأسرار أماكنها، وملامسة آثارها، وإقامة حوار مع مومياواتها؛ إلى محكية تتوسل كل الإمكانيات التعبيرية للفن الروائي، فرصة للتأمل في مسارات تاريخية اكتنفها الغموض وجاء الوقت لاكتشافها، بل استنطاقها.
رشا عدلي روائية وباحثة في تاريخ الفن. حاصلة على ماچستير في تاريخ الفن - عضو باحث في الرابطة العالمية لمؤرخي الفن -لها مساهمات ومقالات وبحوث في مجال الفنون التشكيلية نشرت في المجلات العربية والأجنبية المتخصصة بالاضافة لمدونة gallery about art and history التى انشئت عام 2007 وهي مدونة متخصصة عن اللوحات الفنية وتاريخ الفن - عملت مراسلة لمجلة الامارات الثقافية، في مجال الفن التشكيلي على الخصوص، في الفترة بين 2016-2020 صدر كتابها ( القاهرة المدينة .. الذكريات ) عن فن الاستشراق عام 2012 وكتاب المرأة عبر العصور في الفن التشكيلي عام 2023 وهو كتاب يستعرض تاريخ المرأة كما صوره الفن التشكيلي عبر عصوره المختلفة لها عشر روايات وهم : رواية صخب الصمت عن دار كيان للنشر 2011 رواية الحياة ليست دائما وردية طبعة أولى عن دار نهضة مصر 2013 طبعة ثانية عن الدار العربية للعلوم ناشرون بيروت / 2023 رواية الوشم عن دار نهضة مصر 2014 رواية نساء حائرات عن دار الياسمين الأماراتية للنشر 2015 رواية شواطئ الرحيل عن دار نهضة مصر 2016 رواية شغف عن الدار العربية للعلوم ناشرون بيروت/ 2017 رواية اخر ايام الباشا عن الدار العربية للعلوم ناشرون بيروت /2019 رواية على مشارف الليل عن الدار العربية للعلوم ناشرون بيروت 2020 / طبعة مصرية عن دار نشر تنمية رواية قطار الليل إلي تل أبيب عن الدار العربية للعلوم ناشرون 2021/ طبعة مصرية عن دار نشر تنمية رواية أنت تشرق أنت تضيء عن الدار العربية للعلوم ناشرون 2022 / طبعة مصرية عن دار الشروق و ترجمت بعض أعمالها لعدة لغات، وصلت روايتها شغف ورواية اخر ايام الباشا للقائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية ( البوكر ) و حصلت النسخة الانجليزية من روايتها "شغف" على جائزة بانيبال العالمية للترجمة سنة 2021، كما وصلت للقائمة الطويلة لجائزة دبلن العالمية في الأدب سنة 2022.وحصلت روايتها أنت تشرق أنت تضيء على جائزة كتارا لفئة افضل رواية عربية منشورة لعام 2023
أنت تشرق ..أنت تضئ و أنا والله العظيم في قمة الضيق🙄
غلاف سئ ..عنوان أسوأ...والرواية مش مختلفة عنهم كتير! دايماً لما رواية مصرية تترشح لجائزة مهمة بكون مهتمة إني أقراها عشان بمنتهي الامانة بكون نفسي إن كُتابنا ترفع رأسنا بس للأسف ٩٠٪ من المحاولات دي بتكون نتيجتها سيئة!
رواية أنت تشرق..أنت تبيض -سوري قصدي أنت تضئ- دخلت في قائمة ال 9 لأفضل الاعمال المشاركة في الدورة التاسعة لجائزة كاتارا في فئة الروايات المنشورة...
الرواية الصراحة خنقتني جداً...إسلوب سرد عادي مفيهوش أي حاجة مميزة...لغة ملهاش طعم بل ضعيفة في أوقات كتير و تحس إن ممكن طالب في ثانوي يكتب بنفس الطريقة! الحبكة متدخلش دماغ عيل صغير ..قصة حب ساذجة وغير منطقية... تدور نصف الأحداث في القرن الاول الميلادي و النصف التاني في ٢٠١٨ و الكاتبة دمجت بينهم في محاولة لكتابة رواية تاريخية مع شوية كلام عن الفساد و سرقة الاثار في العصر الحالي...
أكتر حاجة عصبتني في الرواية مش بس إنها مفيش أي حاجة مميزة و لكن إنك حتحس أوي إن اللي كاتباها واحدة ست! زي ما في مسلسلات وأفلام مخصصة للستات في برضو روايات من النوع دة -مع إني ست زيهم -بس معلش يعني -قليلين أوي اللي بيكتبوا حاجات تعجبني أو تخليني أبقي مستمتعة و أنا بقرأ وفي الرواية هنا حسيت إني بضيع وقتي و بجد أخر ١٠٠ صفحة خلصتهم بالعافية و أعتقد لو حد شافني و أنا بقرأ كان حيشوف تعبيرات علي وشي مش حتعجبه أبداً!!
عادة في الروايات اللي بيكون فيها جانب تاريخي بحب أزود نجمة عشان المعلومات اللي بستفادها بس هنا للأسف مش حزود حاجة عشان كل اللي قريته كلام فاضي!
تجاربي مع كل الكُتاب الجداد معظمها بتكون سيئة و مع رشا عدلي الوضع مش مختلف كتير بالعكس هي أكدت لي إني لازم أبعد عن كتبهم خالص!
“الغربة لها ثمن ينجم عنه تصدع فى القلوب و لا يقوم بترميمه إلا بنجاح الشخص ووقوفه مرة أخرى على رجليه و أن يعدى بالصعاب …ولكن هل “رنيم” ستنجح فى ذلك الأختبار؟ هذا ما سنعرفه فى الرواية …رواية جمعت بين أنين الغربة فى إيطاليا ،كما عودتنا “رشا” دوما” على إدخال الفن فى أحداث الرواية من لوحات فنية و أسماء مشاهير للوحات ووصف المتاحف فى إيطاليا . -رواية تاريخى /رومانسى/إجتماعى . -أعجبنى فى العموم الوصف الدقيق بالتفاصيل …بقلمك قمتى برسم اللوحات و الأشخاص بمظهرهم الخارجى لمساعدتنا للتعرف على الشخصيات بسهولة و التقرب منهم . -لعب آلة الزمن دور فعال كما عودتينا …بدخول زمن الإغريقيين “الرومانيين” و التعرف على تلك الفترة بمعرفة معايش شخوص آخرون فى الحقبة الزمنية التى جمعت بين المصريين و الرومانيين “الإغريقيين” . -لوحة “النعم الثلاثة” دخلت بحثت عنها فى جوجل ووجدت أنها نقلت إلى فرنسا بجانب قصتها و لكن الأحداث بثت أغلبها فى إيطاليا و خاصة مشهد الذى ظهر فيه “النعم الثلاثة” …أصابنى بعض التشتت و التوهان ..بطرح سؤال هل لوحة “النعم الثلاثة” كانت فى إيطاليا ثم نقلت إلى فرنسا ؟ الله أعلم . -أعجبنى المعلومات الثرية عن لوح “وجوه الفيوم” و دخلت بحثت عنها فى جوجل و عن تاريخها و أستمتعت بالمعلومات الثرية التى لم أحظى بمعرفتها من قبل و أيضا” بظهور إحدى لوحات “وجوه الفيوم” على الغلاف . أعجبنى مزج ووجود الشبهه بين الحضارة المصرية القديمة فى التحنيط و الحضارة الإغريقية بلصق رسومات الوجهه على المومياء . -أثرتنى شخصية “سيرينا” من رسم الشحصية بوصفها الخارجى”مظهرها” بتفاصيله و الداخلى “مشاعرها” …أكثر من رائعة ، أحسنتى . -ذكر الحب يصنع المعجزات و ربط الحب بالتاريخ …كان أكثر من رائع ك آلهه الحب و قصص الحب مثل كيلوباتراو انطونيوا …و أن كثير من الحب و الدفا على مر العصور … -مجهود مبذول فى ذكر آلهه الرومانية “الإغريقية” . -أستمتعت بتفاصيل استعداد الزفاف ل “سيرينا” و “نائب الإمبراطور” و الزفاف نفسه …أكثر من رائع . -مشهد معرفة “رنيم” ب “يزن” فى السوبر ماركت غير مقنع بالنسبة لى …من الصعب جدا” أن فتاة تتجرأ بان تتطلب من شخص بالتحدث و عزومه على قهوة و هذا بمحاذاه أول لقاء بينهم لأن الأول فى المتحف كان من ظهره و لم يحسب …بررتى ذلك بشعور الغربة و الحاجة إلى الونس و لكن ظل المشهد عالق فى ذهنى بصعوبة حدوثه ، هذا بالإضافة من الصعب جدا” الوقوع فى غرام شخص من الوهلة الأولى أكبر منها كان من الممكن أن تحبه إذا كان فيه إحتكاك يومى أو صديق والدها على سبيل المثال أو من خلالا مواقف رأتها …أعلم أنها كانت بحاجة إلى أمان الأب و لكن فى البداية هو بمثابة رجل غريب عنها و من غير مقنع الحب من النظرة الأولى أن يحدث . -فكرة إسترجاع عصرالرومانى و قصة “سيرينا” ثم إسترجاع ب “Flashbacls” زاد الأمر تعقيدا” فى بادئ الأمر مثال. مشهد الأسود ثم الزفاف ثم الرجوع فى الوقت الراهن فى الأحداث …اربكنى بعض الشئ و لكن فهمت وجمعت الأحداث بعد ذلك . -تناولت “رشا” موضوع هام تحت السطور …هو إستغلال “الفن” ببيع اللوحات و جعله مادة مربحة للحصول على المادة و من خلال المزادات …فيتجلى سؤال يراود القارئ “هل من الممكن بيع الفن و جعله أداة للتربح و المادة فى المزادات أم من المفترض أن يكون اللوحات ثمثل آثار و لا شك الأحتفاظ بها فى المتاحف ؟! -أعجبنى المزج بين الماضى و الحاضر حين الماضى الحضارة الإغريقية بشخوصها فى الرواية و أيضا” فنون الحاضر فى “إيطاليا” من اللوحات و الرسوم . -دخلت بحثت عن الإمبراطور “كلاديوس” كما ذكر فى الرواية ص ١٩٣ . -أعجبنى المعلومات الثرية عن “الفيوم” و “بطليموس” و زوجته “أرسينوى “ ص١٩٣ ، ص ١٩٤. -المعلومات عن “كانوب” ثرية و مفيدة أيضا” . -المقارنة بين الحي “الرومانى” ( الأغنياء) / “المستعمرين” بتفاصيلهم و الفقراء “الكادحيين” الذين يريدوا ثورة ضد الظغاة …كانت أكثر من رائعة . -أعجبنى نقطة تجمع الماضى بالحاضر “نقطة لقاء” بينهم و برعت رشا فى ذلك . -أعجبنى الوصف الدقيق و التفاصيل فى أثناء التنقيب عن اللوحات “الرسومات” و “المومياوات” فى آخر الرواية . -أعجبتنى النهاية جدا” . -سعدت بالرواية و قضيت معها أوقات جميلة و منتظرة مجيئك بفارغ الصبر إلى مصر لنحتفل بها . -تقييمى ٤ من ٥ .
"وإذا ما ازددت علماً - زادني علماً بجهلي". وده اللي حسيته بعد قراءة هذه الرواية. أثبتت الرواية أن الاستخفاف بقراءة الروايات وبأنها غير مفيدة قولا مغلوط. عرفت من رواية "أنت تشرق... أنت تضئ" كم هائل من المعلومات ماكانش عندي ادنى فكرة عنها، وخلتني ابحث عنها بشكل اكثر استفاضة. بشكر رشا عدلي على هذه الرحلة الممتعة في عالم الفن الساحر وعالم "وجوه الفيوم". وعلى دقتها في رسم شخصية رنيم وصراعها النفسي وتفهمها لتخبط مشاعرها طفلة وشابة. دمج الماضي بالحاضر من خلال "سيرينا" الأغريقية-المصرية كان موفقا للغاية. الحقيقية كل حاجة في الرواية ديه حلوة وصادقة حتى "الحب من أول نظرة". وبالطبع ده رأي الشخصي تقييمي ٥/٥ الرواية ٤٤٧ صفحة لزم التنويه. #قراءات_٢٠٢٢ #ترشيحات_٢٠٢٢
تلك هي مقابلتي الأولى مع قلم الكاتبة رشا عدلي ولقد كانت رائعة. رحلة ممتعة ودافئة بين الحاضر وطيات الماضي يمتزج فيها الفن بالتاريخ، الغربة بالحب. رحلة نبدأها من مدينة فلورنسا بإيطاليا مع رنيم لنغوص في أعماق التاريخ مع سيرينا التي نلقها في مدينة الاسكندرية في زمن بعيد عند القرن الأول بعد الميلاد تري ما قصتهم وما هي الالغاز التي سنقابلها؟ استمتعت كثيراً بهذه الرحلة الجميلة وكم كانت بداية دافئة لقراءات العام الجديد ☀️🧡🧡🧡🧡
رواية أنتَ تُشرق ... أنتَ تُضئ للكاتبة رشا عدلي . إصدار الدار العربية للعلوم ناشرون و الطبعة المصرية لدار الشروق .
( علينا جميعًا أن نتأكد أننا لن نتمكن من الإفلات من ماضينا بسهولة دائمًا . الأمر ليس كما لو أننا نبحث عن ماضي أحد ، بل إننا نبحث عن حقيقة ذواتنا نحن )
ذلك الماضي المجهول لبطلتنا رنيم .. تلك الفتاة الصغيرة التي عاشت مع أهلها كلاجئة بإيطاليا ، و جاهدت كثيرًا كثيرًا لتهرب من وصمة لقب ( لاجئة ) .. رنيم التي لا تعرف شيىئًا عن ماضي أبيها الذي تسبب في ذلك ، لكنها تشبثت بتفوقها املًا في أن يكون ملاكها الحارس الذي بإمكانه أن ينجيها من الفقر ، اللجوء ، السخرية ، التهكم . لتمر السنوات و تنجح في ذلك بشكل مبهر مكنها من العمل بأكبر متاحف العالم و أعلاها مكانة ... فهل كفَ الماضي عن ملاحقتها ؟ .. فهي لم تسمع و لم تعرف بعد !
ثم يأتي تكلفيها بالعمل مع مجموعة بحثية للكشف عن خبايا مومياوات الفيوم و سر لوحات وجوه الفيوم و يكون سببًا في كشف الكثير من أسرار الماضي ، ليس الماضي الشخصي فقط و لكن ماضي وطن ظهر أسمه في سماءها من جديد . لنعود سويًا آلاف السنين مع سيرينا زوجة نائب إمبراطور الرومان ، تلك الشابة المصرية الإغريقية التي نرى معها صورة لمصر و الإسكندرية تحت مظلة الحكم الروماني .
فكيف ستتقاطع المصائر بينهما ؟ و هل ستصل رنيم لما تريد معرفته من أسرار الماضي .. لتصفو لها سماء المستقبل ؟ أم أن الماضي سيأبى كشف أسراره ؟
رحلة لطيفة مع عمل مميز يحمل قصة مزجت بين الواقع و الخيال ببعد إنساني ، مكتوبة بقلم بارع انتقل بين الماضي و الحاضر بسلاسة و خفة دون تشتيت ، و ح��ل الكثير من المعلومات عن الفن و التاريخ و الآثار و التي سُردت داخل أحداث العمل بلغة سهلة ، و ترتيب زمني ممتع .
( كانت ترتل معها ، يتداخل صوتاهما ، يتمازجان ، يتحدان . شعرت بأنها تسمعه ، تسمع ذلك الصد�� الذي يأتي من الماضي السحيق عابرًا آلاف الأعوام . تسمعه و هو يرتل ، و هو يبتهل ، و هو يردد : « يسبح لك الذين في الأعالي و الذين في الأعماق .. لعلك ترضى عني حتى أرى جمالك .. أنت تشرق .. أنت تضئ .. أنت تشرق .. أنت تضئ .. » )
عمل راقي ممتع مبذول في جمع معلوماته و صياغة كلماته الكثير من البحث و الجهد ، أرشحه لمحبي الأعمال التاريخية الإنسانية.
التاريخ الحي في رواية أنت تشرق لكي لا يكون التاريخ لعباً يجب أن يوضع دائما في أيدي من يحافظون عليه، من يحاولوا اكتشافه وإستعادته من جديد، والبحث في أغواره لمعرفة الحقيقة كما هي بدون تحوير أو تزييف، أو هذا هو المفروض. وبطلة هذا العمل الأدبي "أنت تشرق أنت تضئ" هي باحثة من هذا النوع، تم إختيارها لتكون ضمن فريق عمل يبحث عن حقيقة بورتريهات الفيوم وما ورائها من أسرار، جائتها فرصة ذهبية لتخون أمانة هذا البحث وتكسب الكثير ولكنها أبدا لم ترضى رنيم باحثة ومتخصصة في مجال الأدب عانت من طفولة قاسية جدا على طفلة صغيرة كلاجئة بعيدا عن وطنها لينجو والدها من تهديدات الإغتيال، لتنشأ في أصعب الظروف، وتقرر أن تنجح لتخرج كالعنقاء من الرماد هذا الفقر والحرمان الذي قاسته لتصبح واحدة من أشهر وأهم الباحثين في مجالها، فما علاقتها ببورتريهات الفيوم؟ وكيف إنتقمت لوالدها وردت له إعتباره بعد كل هذه السنوات؟
الرواية تسير في خطين زمنيين، زمن العصر الحاضر وزمن العام الأول بعد الميلاد تبحث البطلة في هذا الزمن عن السر وراء صور الفيوم، ويجيب الخط الزمني القديم عن هذا السر ، ويقصه علينا الراوي العليم في الزمنيين
من أهم مواضيع الرواية: تاريخ بورتريهات الفيوم أحوال الإسكندرية خاصة في العصر الهللينستي اللجوء السياسي وما يقاسيه صاحبه من ويلات الحقيقة التي تظهر ولو بعد فوات الأوان التصميم على النجاح مهما كانت العقبات
وبجانب هذا فالرواية بها الكثير من المعلومات الغنية والتاريخية الثرية التي تدل على مدي بحث الكاتبة ودراستها لتسرد هذا الكم من المعلومات " وإن كنت أرى أنه كان هناك بعض التكرار وبعض التطويل في المعلومات والحوار كان من الممكن إختزاله"
وأخيرا الغلاف والعنوان من أروع ما يمكن من حيث المعنى والمغرى من الرواية فكأن الكاتبة تريد أن تقول يا كل من يقرأ هذه الرواية أنت وحدك تستطيع أن تشرق وتضئ حياتك إذا أردت، وهذا ما فعلته رنيم. بجانب أنها جزء من أنشودة رع كجزء من الدلالة عن الأصالة المصرية سواءا عند سلينا بطلة الزمن القديم، أم رنيم بطلة العمل الأدبي ككل
من اجمل قراءاتي لهذا العام رواية شيقة جميلة تمتزج فيها القصة الادبية مع المعلومات العلمية المستفضية احببت رنيم وتعاطفت معها ومع والديها جدا واعجبتني طريقتها لمدواة جروحها ومعالجة ظروفها ومواجهتها للحياة لم تنسحب مثل ابوها وامها وانما اجتهدت حتي تحققت اما القصة التاريخية التي تحتويها الرواية فبطلتها ايضا تتلاقي مع رنيم في قوتها وتحديها لظروف حياتها مع اختلاف تفاصيل قصتيهما البطلتين ملهمتين والاحداث مضفرة معا بشكل ادبي وطريقة حكي ممتعة ♥️
. انت تشرق.. أنت تضئ.. .. رواية أسرتني منذ أول صفحة لأنهي ٤٥٠ صفحة في يومين فقط.. مزيج بين الأسلوب الأدبي الجميل والخبرة في مجال الفنون التشكيلية في قالب درامي محبوك بمهارة وابداع .. الشخصيات مرسومة بمهارة بالغة ورغم غنى الرواية بالمعلومات الفنية والسرد التاريخي الا انها مكتوبة بإبداع يجعلك تشعر انك تعيش الأحداث ولا تقرأها ..
مقدمة هذه الرواية بُذِل فيها جهد كبير في جمع المادة التاريخية المحيطة بزمن الرواية التي تسير في خطين متوازيين، خط في الزمن الحاضر بين إيطاليا ومصر، وخط في الماضي في العصرالروماني في مصر في القرن الأول الميلادي. رواية فيها التاريخ وفيها الرومانسية، وفيها سياسة وفيها اقتصاد، وفيها فنون كثيرة، ومعلومات عن كواليس تجارة التحف الفنية الشرعية في أوروبا، وكواليس تجارة الآثار في مصر، وغير ذلك من الموضوعات التي أحاطت الكاتبة بها، واستعانت بمراجع كثيرة ومتخصصين، مما مكنها أن تكثر من السرد وكذلك من وصف الأماكن في كل هذه المواضيع المعرفية، (ولكن مع إسراف واضح أثر على التدفق الروائي في كثير من المواضع، فالرواية في النهاية عمل فني وليست موسوعة معرفية). كذلك يحسب للكاتبة التدفق السردي عمومًا، والقدرة على خلق شخصيات وأحداث، كما يحسب لها القدرة على الاسترسال في وصف الأماكن بمهارة. تبقى مشكلة كبيرة تجدها في كثير من الروايات المعاصرة حتى الشهيرة منها، وهي (الحبكة الروائية)، وهي التي يتساهل فيها الكثير من الكتاب بل وللأسف الكثير من النقاد بدعاوى غريبة منها (أن الكاتب من حقه أن يكتب ما يشاء )!!، وكأنه ليس من حق القارئ الذي ينفق من ماله ووقته لقتني العمل الفني أن ينقد هو الآخر كيف يشاء !!، هذه الجملة تماثل في رأيي أن يقدم لاعب مباراة سيئة، ثم يقال للجمهور (من حق اللاعب أن يلعب كما يشاء !!)، وإذًا أليس من حق الجمهور أن يقول أن هذا اللاعب أساء !، ومن الدفوعات الغريبة التي تسمعها حتى من بعض النقاد للأسف أن (ما تراه أنت غريبًا قد لا يراه غيرك كذلك، وأن الدنيا فيها العجب ) !!، كأنه ليس من واجب الروائي إذا كتب (العَجَبَ) في روايته أن يستفيض في شرح هذا العجب وأسبابه ومبرراته، لا أن يترك للقارئ أن يكتب له روايته، فيصبح القارئ منفق للمال والوقت ومغلق لثغرات الكاتب أيضًا !!، فهو بهذا شريك غير رابح، وهي بهذا قسمة ضيزى. ومن الدفوعات الغريبة أيضًا أن يقال أن الكاتب ترك للقارئ إعمال عقله في استنتاج بعض المناطق من باب مشاركته في الأحداث !!، هذا الدفع على غرابته قد يقبل في الإستنتاجات التي يمكن للقارئ أن يحصلها بأن يمد خطًا على استقامته، ويستنتج استنتاجًا قريبًا يغلق به الدائرة على النمط الجشطالتي، أما أن يُطَالب القارئ بأن يفسر هو ويستنتج أسباب العجب الذي لم يوردها الكاتب فهذه (برشطة) على القارئ واستخفاف بحقوقه. أصل الرواية أنها حكاية، وأهم ما في الحكاية الحبكة، جميل أن يكون في الرواية وصف متميز للأماكن، وجميل أن يعرف القارئ معلومات عن هذا الأمر أو ذاك، لكن الأصل الحكاية، والأصل في الحكواتي أن يكون عنده القدرة على إجابة كل أسئلة المتلقي، وفي الرواية وليس خارجها، ويحضرني هنا مثال صارخ قريب، حيث حضرت ندوة مناقشة رواية متميزة، وأشدت بالرواية وإيجابياتها، فلما ذكرت أن " الروائي يخطئ في أربع سنوات !!، فبطل الرواية دخل إلى السنة الثالثة للجامعة حين قتل السادات في أكتوبر 1981، وكان داخلًا إلى السنة الثانية الإعدادية وقت وفاة عبد الناصر في سبتمبر عام 1970، إذًا بين الحدثين في الرواية سبع سنوات بينما في الحقيقة أحدى عشرة سنة !! "، فإذا بالكاتب لا يجد ما يقول إلا أن يقول لعله رسب سنوات !! (رغم أنه طالب متميز ومتفوق في الرواية)، فانظر كيف ألجأ ضعف الحبكة الروائي أن يرد (بأي كلام)، والعجيب أن الناقد على المنصة استاء من ملاحظتي وقال " أن للكاتب أن يكتب كما يشاء، وأن الروائي لا يلزمه هذا القدر من التدقيق !! "، يا سيدي أليس من جودة الكتابة (Quality) أن يراجع الكاتب تواريخه حتى لا يضطر أن يتساءل قارئ الرواية أين ذهبت أربع سنوات كاملة في حياة بطل الرواية، أو يكتشف القارئ أن الكاتب لم يلاحظ ذلك وأن يكون رد في النهاية عن طالب متميز (لعله رسب أربع سنوات )!، وهل لو رسب الطالب المتميز أربع سنوات أليس من حق القارئ أن يعرف هذا وأسبابه وملابساته، لكن للاسف الشديد كثير من الكتاب والنقاد حتى المشاهير منهم – وتلك مصيبة تنتقل للنشء – أنهم يعاملون القارئ بطريقة (فوت يا عم القارئ، ما لا تقتنع به فوته) !!، حاضر، ولكن في هذه الحالة لا تطلب تقييمًا خمس نجوم لكواليتي ثلاث نجوم، لا شك أن ضعف الحبكة في المعايير الطبيعية – وليس في معايير المجاملة والتفوييت – يقلل من قيمة العمل الروائي الذي أساسه وعلامة صنعة الروائي – هو إحكام الحبكة.
مع الرواية بطلة الرواية باحثة شابة متخصصة تميزت بسرعة في مجال الفن والمتاحف، عانت من طفولة قاسية على طفلة صغيرة كلاجئة بعيدًا عن وطنها لينجو والدها من تهديدات الإغتيال، فقد كان صحفيًا مصريًا شهيرًا تعرض في كتاباته للكبار، فتلقى تهديدات بالقتل فخشي على حياته وهاجر مع زوجته وابنته لإيطاليا طالبا اللجوء السياسي، وهو ما تم ولكن مع نقله للإقامة في بيت ناء متواضع في قرية نائية، وبإعانة لا تكفي شيئًا، مما اضطره للعمل في أعمال متواضعة وكذلك زوجته، وعاشوا حياة بائسة، لتنشأ الطفلة في أصعب الظروف، وتقرر أن تنجح لتخرج من الرماد هذا الفقر والحرمان الذي قاسته لتصبح واحدة من أشهر وأهم الباحثين في مجالها وتسند إليها وظائف في أهم متاحف فلورنسا. وكان لها أبحاث عن (بورتريهات الفيوم)، وهي صور مرسومة كانت تركب على الممياوات، فتم إختيارها لتكون ضمن فريق عمل يبحث عن حقيقة بورتريهات الفيوم وما ورائها من أسرار. الرواية تسير في خطين زمنيين، زمن العصر الحاضر وزمن القرن الأول بعد الميلاد، تبحث البطلة في الحاضر عن السر وراء صور الفيوم، ويجيب الخط الزمني القديم عن هذا السر، ويقصه علينا (الراوي العليم) في الزمن الماضي، بينما ي��رْوَى الزمن الحاضر على لسان البطلة (الراوي المشارك). تبحث البطلة عن سر لاحظته هي بتدقيق في وجوه مومياوات الفيوم، وخاصة صورة فتاة التي أثارت لوحتها الكثير من التساؤلات فصورتها وجدت مقسومة، جزء في متحف بايطاليا وجزء في مصر بالإسكندرية، فالرواية رحلة فتاة شابة تحدت كل الظروف القاسيه حولها لكي تصنع لنفسها مستقبلًا أفضل، بل وتستطيع كذلك أن تنتقم لوالدها الذي عاش وحاول أن يحارب ضد الظلم والفساد ولكنه مات قبل أن ينتصر ..تتشابه في رحلتها مع رحلة الشابة ( سيرينا) التي عاشت في القرن الاول الميلادي التي عانت وتحدت الظلم أيضًا وضحت بمكانتها وحتى بحياتها لكي تنتصر لبلادها ضد الظلم والطغيان .
مع الحبكة والد البطلة صحفي مصري مشهور كان الناس يتهافتون على قراءة عموده اليومي ويعجبون بجرأته، كان ذلك في أواخر الثمانينات، فضيقت عليه السلطة فتخلت عنه الجريدة، فعمل في جرائد أقل شهرة، واستمر التضييق فأخذ أسرته وخاطر بحياته عام 1990 على متن سفينة لاجئين مثل أي شاب قروي من ريف مصر !، هذه أول ضربة للحبكة، فقد كان في مصر في ذلك الوقت حرية صحافة بقدر لا بأس به أبدًا، كانت جريدة الوفد تصلي الحكومة ورجال الأعمال نارًا حامية عبر باب (العصفورة)، وكانت جريدة الشعب أكثر صخبًا، حتى نجحت في اسقاط وزير الداخلية الشرس (زكي بدر)، ثم أكملت إلى نهاية التسعينات تقريبًا، فأين هذا الصحفي المشهور الذي يحتاج أن يهرب في مركب لاجئين !!. ثم نجد أن إيطاليا لا تعرف شيئًا عن هذا الصحفي المشهور !، رغم أن السفارات الغربية في مصر نشيطة جدًا ويعرفون أنصاف المشاهير فضلًا عن المشاهير، لكن إيطاليا لا تعرفه، وتعطيه بيتًا نائيًا في قرية بعيدة، وإعانة بسيطة لا تكفيه ليتدبر حاله !!. وهنا تأتي ثالثة الأثافي، هذا الصحفي المشهور عام 1990، حيث خرج من مصر إلى الحرية، وحيث يستطيع أن يراسل جميع الجرائد والمجلات العربية في لندن وفي باريس وفي الخليج وفي الجزائر...وغيرها، وأن يكتب ما يشاء ويعيش حياة رغدة متميزة بمهنته الأصلية، إذا به كأنه نسي مهنته الأصلية فيعمل عاملًا في مصنع نبيذ !!!، الصحفي المناضل المتميز صحفيًا في مصر رغم التضييق – المبالغ فيه في الرواية – عندما يصل إلى بلاد الحرية التي يستطيع منها أن ينشر منها في منابر كثيرة وهو آمن تمامًا على أولاده وأسرته إذا به كأنه نسي مهنته، فيفرض على نفسه وعلى عائلته حياة بائسة ويرضى بأن يكون عاملًا كأي قروي مهاجر لا يحسن أي صنعة إلا جهد كتفه !!، بل ويضطر إلى جوار مهنته أن يجمع الطعام من صناديق القمامة ليطعم عائلته (ص 383). (أردات الروائية هنا أن تنشئ حالة بؤس تعيش فيها البطلة في طفولتها وشبابها، لكن المشكلة أنها لم تحكم إنتاجها، وتركت للقارئ أن يبلع ما كتبت). وما يقال عن الخط الروائي الأول يقال عن الثاني، فالحبكة في بعض مفاصله ضعيفة جدًا، فنائب الإمبراطور الذي يحتقر المصريين يعجب بجمال فتاة فيتزوجها وسرعان ما يزهدها، وهي تعجب به وبعد الزواج سرعان ما تزهده، ثم تتعرف على بعض الثوار فإذا بها تشارك في الثورة على الرومان بطريقة خفية !. وعندما تهرب يستطيع نائب الإمبراطور إخفاء خبر اختفاء زوجته عن الجميع بما فيهم الإمبراطور، ويدعي بعد قليل أنها ماتت !، ويقوم بعمل جنازة مهيبة لها !!، ثم عندما يعلم بمكانها لا يسارع بقتلها هي ومن معها، وإنما يبتكر خطة خزعبلية تؤدي بها وبمن معها إلى الجنون !.
إيجابيات الرواية: 1- الغلاف جميل. 2- عنوان الرواية لافت للنظر..وإن كان طويلًا، مستوحى من ترنيمة فرعونية. 3- هناك قدرة على خلق الأشخاص والأحداث. 4- هناك تميز في وصف الأماكن والشخصيات. 5- ألقت الأضواء على عوالم بعيدة عن القارئ ما بين أحوال اللاجئ السياسي، تجارة الآثار والتحف الفنية، والحياة في قرية نائية في إيطاليا، في مقابل الحياة في فلورنسا، ومافيا الفساد في مصر....إلى غير ذلك.
سلبيات الرواية: 1- عدم معقولية بعض الأحداث الرئيسية، كما سبق ذكر بعضه. 2- التوسع في سرد المعلومات العلمية والمتخصصة أخل كثيرًا بالتدفق السردي الروائي.
لمحات في صفحات: - ص 16: ذكرت الكاتبة أن إقامتهم كانت "في إحدى قرى الشرق الإيطالي، قرية نائية على الحدود ". (الشرق الإيطالي ليس متصلًا بأي حدود، وإنما يطل بأكمله على البحر الأدرياتيكي). - ص 21: الأب يعمل، والأم تعمل، وهناك إعانة ولو بسيطة، ومع ذلك هذه المصادر الثلاثة للدخل لا تكفي الأساسيات !. - ص 26: وصلت الجامعة أي أصبح عمرها 18 أو 17 سنة على أقل تقدير، أي أنهم في إيطاليا منذ أكثر من 15 سنة وبصورة متواصلة، ومازالوا لم يحصلوا على الجنسية !!....كيف ؟!..لم تخبرنا الروائية. - ص 26 – 31: وصف غير منطقي لحياة البؤس في إيطاليا (لرجل كان صحفيًا كبيرًا يستطيع أن يراسل ما يشاء من جرائد ومجلات ويتكسب كثيرًا دون التخلي عن مبادئه، خاصة وقد دخلنا عصر الفضائيات منذ 1991 حيث قناة الشرق الأوسط، ثم إيه آر تي 1993، ثم الجزيرة 1996، هذا وصاحبنا مازال هناك في مصنع النبيذ حتى مات حوالي 2007 !!). - ص 35: هذه الطالبة المجتهدة، فقط في سن 15 سنة وحين تصل لفلورنسا تفاجأ بجمالها !!، وتبرر الكاتبة ذلك بأن الفتاة لم تغادر بلدتها فكيف ستعرف (هذا عن طالبة مجتهدة في إيطاليا عام 2005 في عصر الإنتر نت والفضائيات) . - ص 45: منذ ذهبت لفلورنسا عادت لبيت أبيها وامها مرتين فقط. - ص 47: الأم لم تبلغ البنت بوفاة أبيها التي حدثت قبل أشهر !!، كما لم تبلغها بأن طلب الجنسية قد قبل !!، إذًا فالفتاة ليس فقط لا تقوم بزيارتهما، ولكن لا تقوم أيضًا حتى بمحادثتهم هاتفيًا بالشهور!!. - ص 53: جمل تقريرية كثيرة عن تفوقها. - ص 64: لماذا لم يكن للجميلة المتفوقة حبيب ؟!. - ص 70: لم يكن القيصر الروماني يطلق عليه (الملك)، ولكن (القيصر) أو (الإمبراطور). - ص 71: النشيد الوطني للإمبراطورية ؟!!، لو وجد لكان اسمه: النشيد الإمبراطوري أو نشيد الإمبراطورية.. - ص 90: وجوه الفيوم عبر التاريخ. - ص 102: تدخل مباشر للرواي العليم في أحكام أخلاقية وسياسية، وهذه نقيصة، فهذه يجب أن تأتي على لسان الشخوص أو الراوي المشارك وليس الراوي العليم. - ص 114: تدعو رجلًا غريبًا عنها بلا مقدمات كافية لتناول القهوة، هذا غريب حتى بالمعايير الغربية، ولم تمهد الروائية له ببراعة. - ص 125: أبو سيرينا خطيبة نائب الإمبراطور يتكلم عن الرومان في وجوههم بمنتهي التحدي !!، هذا مشهد لا يتصور في الواقع. - ص 133: من عادات الزوجة الرومانية ألا تحمل ولا تلد ؟!!، أذًا كيف سيستمر نسلهم، من الرجال الرومانيين والنساء السبيات ؟!، وهل الرومانيات لا يشعرن بالحنين للأمومة !!! - ص 233: العقاب الروماني. - ص 313: حشد وحشر معلومات بلا سياق. - ص 378: خطيب لبناني أهل خطيبته يخيرونه بين خطبتها أو السفر !!، قد يقال هذا عن أي مكان في العالم إلا لبنان الذي يعشقون السفر ويتفهمونه تمامًا وهو جزء من حياتهم ولبنانيو المهجر أضعاف عدد سكان الوطن الأم. - ص 426 – 433: توسع جدًا في الوصف.
التقييم الختامي: 3/5 رواية هامة، ميزتها القدرة على خلق الأشخاص والأحداث، والتميز عمومًا في الوصف، وعابها ضعف الحبكة في مفاصل رئيسية، والتوسع في سرد المعلومات بما لا يخدم السياق ويؤثر على تواصل القارئ مع الرواية.
رواية تصنف ضمن الروايات التاريخية ومقدمة في حبكة رومانسية . وجدت فيها شبه كبير مع روايات دان براون من حيث استعراض كم هائل من المعلومات التاريخية والعلمية من خلال الحبكة والسرد. وهنا أذكر نقطة هامة دائماً ما تستوقفني أمام هذا النوع من الروايات وهي " الحد " الفاصل بين الحقيقة والخيال، ودوماً ألجأ للبحث الموازي عن المعلومة الحقيقية في الموضوع حتى لا أسمح للخيال أن يطغى على الواقع ويتحول إلى حقيقة! اعادتني هذه الرواية إلى لوحات البورترية المرسومة على المومياوات في المتحف المصري حين زرته في العام ١٩٨٩م وانتهزت الفرصة لأسأل الكاتبة حين لقاءها إن كانت هي ذاتها التي تتناولها روايتها، فكان أن اخبرتني أن ما كتبت عنه في الرواية كان يعني مومياوات الفيوم وهي أول مومياوات حملت تلك اللوحات وأن واحدة فقط من تلك المومياوات موجودة في المتحف المصري أما بقية ما هو معروض في المتحف فيخص مومياوات ظهرت لاحقاً في الزمن القبطي - معلومة شيقة - ! أحياناً كثيرة نتفاعل أثناء رواية معينة مع عبارة أو مشهد لأننا نرى أن هذا المشهد يصفنا أو تلك العبارة تمس شيئاً في داخلنا، وهنا في هذه الرواية رأيت نفسي بين سطور " رشا عدلي " وهي تصف مشاعر شخصيتها " رنيم " عند تسلمها لكتاب والدها من ناشره !
غلاف ألوانه برتقالية مشرقة، يتوسطه الشمس؟ وفي الجانب الأيمن نصف وجه لبورتريه امرأة من وجوه الفيوم.. وفي الغلاف من الخلف صلوات وترنيمات لرجل وامرأة تراهما بطلة العمل وتسمعهما رغم أنهما من الماضي السحيق..
إهداء شيق للغاية؛ لكل الوجوه التي تشير لأرواح تناضل من أجل أوطانها..
تتحدث الكاتبة عن خيال العمل مع وجود هؤلاء الناس، وتضع كلمات عن وجوه الفيوم لأندريه مالرو..
بداية جديدة ومختلفة لرشا عدلي إذ تتحدث للقراء بقولها: " يا رفاق، أنا هنا لإظهار كيف تدور الأحداث ممتعة بسردها على الورق" وهي تكلمنا عن غموض فتاة سنغوص في ماضيها وحقيقتها، هذا الغوص سيكشف لنا الكثير من ذواتنا أيضًا، كذلك سنرى حيوات وعوالم وأحداث غريبة سنتساءل وكما تقول عن صحتها!!
ونعود لإيطاليا نابولي ١٩٩٠ حيث وصلها مصطفى عبد المولى الصحفي الهارب من سلطة موطنه، وزوجه وابنته الرضيعة رنيم، ولاجئًا، فيفاجىء بوضعه في منزل متهالك في قرية صغيرة، وظل عاطلًا حتى التحقت رنيم بالمدرسة فعمل في مصنع للنبيذ وعملت زوجته في محل كوافير وكانت حياتهما المادية صعبة جعلت رنيم تتفوق حتى الوصول لمنحة في أكاديمية الفنون بفلورنسا، وفي الطريق تقرأ مذكرات والدها الذي حدثها سابقًا عن موطنهم مصر فتفتخر به.
تحولت رنيم إلى شابة متفوقة جامعيًا، تتقن عدة لغات، تعمل في كبرى المعارض الفنية، وترتدي الثياب الأنيقة من روما.. وتحدث صديقتها القروية مثلها رافضة الاعتماد على أحدهم لترتدي ثياب من متاجر عالمية: "وحدي من يمكنني أن أفعل ذلك، لم أعتد أن يحقق أحلامي الآخرون". شابة رغم كل تفوقها إلا أنها تحمل بداخلها مشاعر الطفلة الصغيرة التي كانتها ولا تستطيع التخلص منها فلجأت لطبيبة النفسية..
تفقد رنيم والدها فجأة وتقبل الحكومة اعتبارهم مواطنون وترفض الأم ترك العمل، فتعود لمواصلة الدراسة بعد التخرج عن الحضارات القديمة( الإغريقية والرومانية والمصرية)، كما عملت في أشهر المتاحف، لتصبح واحدة من أهم أسماء أمناء المتاحف العالمية، وبعدها تنضم لفريق عمل سيقوم بدراسة كل ما يتعلق بمومياوات الفيوم والتي كانت نموذج رسالة الدكتوراة الخاصة بها..
تغوص بنا رشا كعادتها في أعمالها في التاريخ القديم والإسكندرية في القرن الأول الميلادي.. حيث نائب الامبراطور الروماني وزوجته سيلينا الرقيقة..ثم تعود لرنيم عام ٢٠١٨ في فلورنسا ومومياوات الفيوم ونظرة عيونها المتشابهة جميعًا والتي تبدو هائمة في دنيا حزينة خاصة بها..وكأنهم كانوا ينظرون لموتهم وما بعده في هذه اللوحات التي لصقت على جثامينهم بعد الموت..
تذهب رنيم إلى روما لدراسة عدة مومياوات فتشعر بخيط سحري يربطها بها، وكأنها ترحب بها..ويكون حل استكمال هذه الدراسة هو عودتها إلى مصر.. في مصر وفي قرية فيلادلفيا في الفيوم التي عاشت بها أعظم ثلاث حضارات، قابلت أشخاص في منزل أثري منهم امرأة أشارت لها بالنزول إلى القبو ولكنها فقدت وعيها..
وبين اكتشاف أثري جديد، ومعلومات شيقة مكثفة عن أجهزة الكشف على الآثار حدثتنا بها الكاتبة، يتقدم بحث رنيم وتتطور الأمور إلى مغامرة بوليسية محكمة..
حبكة مدهشة ومغامرات في الحياة قديمها وحديثها، وعمل بعيد عن الجمود التاريخي فهو مفعم بالحياة، وخيال صدقناه فكثير منه واقع.. شكرًا رشا على هذه الرواية المتقنة، وفي انتظار الجديد ..
بعد حصولها على جائزة "كتارا" لأفضل رواية عربية ٢٠٢٣..أعيد قراءة رواية من أمتع و أجمل الروايات التي قرأتها .. قد نعيش أكثر من حياة .. بذات الأقدار والتفاصيل مع اختلاف الأسماء والظروف وتبدل الأيام .. الغربة .. الظلم .. الإقصاء .. إلتواء الروح .. التشويش .. لكن الحقيقة أبدا لا تموت "أنت تشرق ..أنت تضيء" عمل إبداعي تفوقت فيه المبدعة رشا عدلي على نفسها .. اصطحبتني في رحلة إنسانية ساحرة لا تقل جمالا عن وجوه الفيوم التي أزالت الستار عن قيم المصري القديم وقوته الداخلية بكل ما تحمله من نبل وعدالة وإيمان بالآخر .. كشفت عن الاستغلال والاستبداد والوحشية في شخصية المحتل الروماني"إبان السيطرة الرومانية على مصر" بصفة خاصة والمحتل بأيدلوجياته عبر التاريخ والزمان والتي لا تتغير.. وعرت لنا صنوف الباطل والشر بأدواتهما المتباينة وأخلاق المنشار في مواجهة قانون السماء الذي لابد و أن ينتصر لأهل الحق" راقت لي كثيرا تعبيراتها ووصفها لمعاناة رنيم وعقدها وتفاصيل الانتقال من الطفلة البائسة المفككة إلى المرأة المتحققة الواثقة .. دواعي فوبيا الجوع والحرمان وأثرهما القاتل في الإنسان وانعكاس المرآة بين دفتي الوعي واللا وعي في آن
أبدعت الأديبة في العزف على مقطوعتها بسرد طليق ولغة رشيقة مستقرة وتوظيف الاستفهام وفلسفة وثيمة البعث والتقليل من الرمزية وتكثيف الاستدعاء.. أجادت التحليق بين حياة أبطالها من القرن الأول الميلادي والقرنين.. العشرين والواحد وعشرين .. ممسكة بخيط واحد لا تفلته بين" سيرينا ورنيم ..أوكتافيوس ومصطفى عبد المولى.. أوناس ويزن .. ليوناردوز وعلاء الصواف" ... الحكمة وراء تلك الوجوه التي عثر عليها الباحث البريطاني ويليام فليندرز بيتري عام ١٨٨٧ التي نقلت إلينا روحها قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل .. لتروي قصة الإرادة والأرض وأبنائها .. استخدام الأديبة لتقنية آلة الزمن بالمزج بين الخيال والواقع والتاريخ والفلاش باك بأسلوب التحفيز السينيمائي الرائق المسترسل يفضيه الراوي العليم وينفي القصدية المباشرة من خلال التقاط الصور والدوافع الإنسانية والعالم الموازي .. التماهي بين الأسطورة والحقيقة ..كان عظيما وبارعا ..وكما أشار رولان بارت "الكتابة فعل تضامن تاريخي"
وبعكس كل التمنيات بالجوائز العالمية والتي نالت منها الكاتبة رشا عدلي ما يعزز قيمة الإبداع المصري في محافل الثقافة بالخارج ..أتمنى أن تحظى بتكريم في بلدها مصر يليق بكل هذا الجمال والتنوير .. فليس عدلا أن تكون لمصر سفيرة للتاريخ والفن والأدب بحجمها ثم تصم الآذان وتقفز الجوائز فوق الاستحقاق والجدارة ..فتلك مرارة أخرى لا تزول وإن أسرها المبدع والمتلقي الواعي على حد سواء تحقيقا لترتيلة الإله رع إله الشمس "لعلك ترضى عني حتى أرى جمالك..عسى أن أسير في مناكب الأرض وليجعلني أرى قرص الشمس .. أنت تشرق أنت تضيء"
بإنجازها لروايتها الأخيرة "أنت تشرق .. أنت تضيء"، والصادرة هذا العام عن الدار العربية للعلوم ناشرون، والطبعة المصرية عن دار الشروق، نستطيع أن نقول بكل ثقة أن "رشا عدلي" تتربع بجدارة واستحقاق تام على عرش الرواية التاريخية في مصر في وقتنا الراهن.
لقد تفوقت "رشا" على نفسها وقدمت رواية من أجمل ما تكون الروايات، فبرغم تاريخيتها التي تُحتِّم عليها تقديم وجبة دسمة من المعلومات ولغة خاصة تليق بتلك الحقبة، إلا أنها كانت من السلاسة بحيث كان التنقل بين الماضي والحاضر، بسهولة فتح باب وغلقه.
بداية، وقبل الدخول إلى المتن، أبدعت رشا في عتبات النص مثل العنوان والغلاف، فجاءتا متماشية مع يحوياه دفتا الكتاب. فالإشراق كحالة نفسية وعضوية هي ما انتهت إليه البطلة "رنيم" مع آخر كلمات الرواية حينما تخففت من أثقالها التي أرهقت كاهلها بطول سنوات عمرها الثلاثين. أما الغلاف فيمثل إحدى لوحات "وجوه الفيوم"، وهو للبطلة الثانية الموزاية "سيرينا"، وهي نصف لوحة لنصف وجه عثرت عليها البطلة الأولى، وطفقت في البحث عن بقيتها، وما وراءها من حكاية.
الموضوع التاريخي الذي تجد البطلة نفسها أمامه، أو بمعنى أدق، بداخله، ثم بحثها المُضني في ما يُخَبىء وراءه من أسرار وحكايات مخفيَّة، هي التيمة العامة التى تنطلق منها روايات رشا عدلي، مثال هذه الرواية التي نحن بصددها، و" قطار الليل إلى تل أبيب"، و"آخر أيام الباشا"، وغيرها. وهناك كذلك القبو الذي يغري البطلة بالنزول إليه بدافع قوة خفية ما، وهناك في الأسفل، ومن خلال فجوة زمنية أو إسقاط نجمي أو ما شابه، تقابِل شخصيات بادت منذ مئات وآلاف السنين، وتطلع من خلالها على الكثير مما خفي واستَتَر.
بطلتنا هنا هي "رنيم" الشابة المصرية الثلاثينية التي هربت هي وأسرتها المكونة من أب وأم إلى إيطاليا بعد تقديم الأب الذي يعمل بالصحافة طلب لجوء سياسي، إثر تعرضه لتهديدات بالتصفية الجسدية في مصر. حضرت "رنيم" إلى بلد الفنون وقد تخطت عامها الأول، فوق قارب يحمل من البشر أضعاف حمولته. هرب الأبوان من موت لآخر، إذ عانا في إيطاليا الذل والفاقة والتعاسة وكل أنواع المرارات النفسية. استسلم الأبوان لظروفهما، لكنها لم تكن حالة "رنيم" التي أصرت على النجاح، وإن لم تنجح في التخلص من عقدها النفسية -برغم كل ما حصلت عليه لاحقًا من تقدير معنوي ومادي وعلمي- إلا بنهاية الرواية وحينما نجحت في القصاص لأبيها من الرجل الذي كان وراء كل ما حدث لهم.
الرواية عبارة عن قصتان: واحدة تاريخية تدور في القرن الأول الميلادي في الإسكندرية والفيوم، والأخرى حديثة، تدور منذ عام 1990 وحتى 2018 في إيطاليا (نابولي وروما وفلورنسا)، ومصر (القاهرة والفيوم). وهي مكتوبة بصوت الراوي العليم وبحس سينمائي ونظرة مخرج محترف شديدة التميز والذكاء، فالفصول كُتِبَت بتقنية المونتاج المتوازي؛ فصل من القصة التاريخية، يليه آخر من القصة الحديثة.
في القصة الحديثة، تنطلق "رنيم"، أمينة متحف "أوفيزي" بإيطاليا في البحث وراء ستة لوحات لوجوه الفيوم تمتاز جميعها بإنحراف في بوبوء العين، وهو ما تراه مقصود لذاته، ولتأكيد شيء ما، وليس اعتباطيًّا أو عائدًا لعدم إحترافية الرسام، كما أنها تلاحظ أن من ضمنهم لوحة نصفية لوجه امرأة عشرينية، فتشكُّ أيضًا في أن هناك شخص ما قد قام بشقها طوليًّا، ولكن لم؟! هذا هو السؤال الذي أثارها وقضَّ مضجعها. وبعد أن تُقابَل شكوكها باستخفاف من قِبَل لجنة الفحص، وبسبب ضخ تمويل لهذا المشروع من قِبَل شخص تعرفه، يبدأ العمل على كشف غموض تلك اللوحات. وبالفعل يُكتَشَف جزء من الحقيقة .. على الأقل حتى نهاية الرواية المفتوحة على مزيد من الحقائق التي ستُكتَشَف، وكأنه وعد من الراوي بأن يزيل كل ما علق من غموض لقرون طويلة ويكشفها للعلن، كي تستريح تلك الشخصيات وتهدأ أخيرًا.
تصف لنا الرواية علاقة "رنيم" بأبيها "مصطفي عبد المولى"، والتي تحمل من الحب والتقدير والشجن والتعاطف والحزن الكثير. علاقة وطيدة وحميمة، تجعلها تلهث وراء ذلك الأمان والحنان والونس الذي افتقدته بوفاته، فترتبط عاطفيًّا بأول من تراه كفئًا لاحتلال هذا المكان الشاغر، وتكون عاطفتها موجهة لرجل يبلغ من السنوات ضعف عمرها.
يوم وفاته، يحصل الأب على الجنسية الإيطالية التي طالما سعى لها لتنقلهم من وصمة اللاجئ إلى تميُّز المواطن! تلك المفارقة تأكيد على الحظ السيء الذي يأبى أن يفارق الأب منذ قُبيل مغادرته مصر، وحتى إقامته لآخر يوم في عمره في إحدى القرى النائية بإيطاليا.
من الشخصيات التي يحتفظ أمامها المتلقي بحياديته التامة وبمشاعر حذرة، تفتقد للتدفق والحرارة: شخصية والدة "رنيم"، وكذلك حبيب "رنيم"، رجل الأعمال اللبناني "يَزَن". فبرودة الشخصيتان قد لا تولِّد أي عاطفة نحوهما، برغم أن الأولى قد ضَحَّت بشكل ما في سبيل ابنتها، وأن الثاني قد دعَّم المشروع الذي تعمل به "رنيم". لكن يظل بداخل القارىء شكوك تحوم حول دوافعهما الحقيقية، مثل أن الأم لم تضحي بالمعنى الحرفي للكلمة، بل تعايشت مع ما فُرِضَ عليها، وكان التذمر المكتوم هو رد فعلها الذي لم تتخل عنه طيلة حياتها، بجانب كراهيتها وازدرائها الواضح للأب، وفشلها التام في احتواء ابنتها، أما "يَزَن" فتبرعه للمشروع لم يكن بدافع عاطفة ما تجاه "رنيم"، ولكن لأنه يعلم جيدًا بحكم عمله وخبرته في المجال، أن ما فعله سوف يدر عليه أضعاف ما دفعه. وكما برعت "رشا عدلي" في رسم باقي شخصيات الرواية، فقد وُفِّقَت تمامًا في رسمهما؛ إذ أن أن الشخصيات التي نحمل باتجاهها عاطفة الحب أو الكره، تكون الكتابة عنها أكثر سهولة ويسر نظرًا لوضوحها، أكثر من تلك الشخصيات المُلتَبِسة في كل شيء: عاطفتها، مشاعرها، مقصدها، والتي من الصعب الوقوف على حقيقة كينونتها، وما تحب وتكره، بل ما تشعر به من الأساس!
أما عن القصة الثا��ية، فهي تحكي عن "سيرينا" المنحدرة من أب إغريقي، وأم مصرية، والتي تتزوج من نائب الإمبراطور وحاكم الإسكندرية الروماني، والتي رغم إعجابها به قبل زواجهما، إلا أنها تكتشف لاحقًا شخصيته الظالمة، المتسلطة، الشرهه للسلطة والتي تفتقر معها للاحتواء والحنان، فتقرر الثورة عليه، وحينها يقرر الانتقام منها بوضع سم لها هي وزملائها في الطعام، يكون من شأنه التأثير على بوبوء العين وانحرافه، ثم الجنون والموت. الحكاية التاريخية أتت لتؤكد على الثقافة السينمائية للكاتبة، إذ تستحيل الحروف والعبارات أمام القارىء لمشاهد سينمائية لفيلم باذخ التكاليف، باذخ الدقة فيما يخص الملابس والديكور والأكسسوار والمجاميع.
كانت رؤية ما هو مجهول بالنسبة إلينا الآن، والذي كان حاضرًا واقعًا في زمن مضى عليه عشرون قرنًا بمثابة من يكتشف مخبأ أو دفينة تاريخية تحوي كنوزًا لا حصر لها. فرأينا في حقبة ومكان واحد تزاوُج ثلاثة من أهم الحضارات دفعة واحدة: المصرية والإغريقية والرومانية، وكذلك فروق الملبس، وفروق الدين لكل من ينتمي لإحداها. وأولئك الذين ينحدرون من تزاوج الحضارة المصرية والإغريقية، والذي يُطلَق عليهم المتأغرقين، وهم ينتمون عاطفيًّا وتاريخيًّا ودينيًّا للمصريين والإغريق، ويكنون كراهية للمحتلين الجدد من الرومان.
تصور الرواية مصر على أنها -في ذاك الوقت البعيد- كانت سلة الغلال للإمبراطورية الرومانية، واستبداد ودموية تلك الإمبراطورية التي فرضت الضرائب الباهظة على الشعب المصري. وكيف كانت هناك حرية دينية ملحوظة في ذلك الوقت تحديدًا، وقبل فرض الإمبراطورية الرومانية الديانة المسيحية على كل أراضيها، فكانت الوثنية بآلهتها المختلفة والمتعددة والمنتمية للحضارات الثلاثة هي السائدة؛ من إيزيس وحورس وآمون ورع وسوبك وديونيسوس وسين، ..الخ. في جانب ما، نجد أن "سيرينا" هي "رنيم"، فالإثنتين ارتبطتا برجلين عمليين من الطراز الأول، غامضين أقصى درجات الغموض، أيضًا الأولى تستعيد ذاتها الأصيلة حينما تقرر الثورة على زوجها وحكمه الجائر وتقف في صف من تنتمي إليهم، حتى لو كان الثمن المسفوح روحها، والثانية تتخلص مما علق بها من عار حملِها للقب "لاجئة"، وأب هارب من شيء لا تعلمه، وَصَمَات لا لها ذنب لها فيها تُكبِّل روحها وسعادتها. ويحسب للروائية عدم وقوعها في فخ نهايات أفلام الأبيض والأسود السعيدة، وما يطلبه القراء، إذ لم تجعل بطلتها تتوجه بمشاعرها في نهاية الرواية نحو "منتصر"، وذلك بعد أن تخلصت مشاعرها من حب "يَزَن" المرهِق وعلاقتهما الملتبسة، على الرغم من شباب وحيوية وروعة شخصية "منتصر" ومشاعره الواضحة تجاهها، فمكسبها كان "رنيم" ذاتها، "رنيم" القوية التي تخلصت من كل مشاكلها ومخاوفها وعقدها دفعة واحدة، والتي تستطيع مواجهة العالم منفردة، مكتملة، لا تشعر بنقص أو حاجة للاكتمال.
وأخيرًا أقول، إن لم تقدم "رشا عدلي" في مشوارها الأدبي كله سوى هذه الرواية، فتكفيها وتفيض، لأنها بحق رواية ستُخَلِّد اسمها في سجل الأدب الحقيقي الجاد والعابر للأزمان.
الرواية الاكثر قربا لى من قلبي لقد أثرت فى إلى حد التأثير العميق ، الرواية تحدثت واشعرتنى بمشاعر مدفونة فى قلوبنا عن الحب بجميع أشكاله التضحية الذكري النضج فى اروع اشكاله ،عن القدر حينا يقودنا إلى ما لا ليس متوقعا بل إلى شئ مختلف يجعلنا ننفتح على عوالم جديدة وربما إلى انتصارنا وفوزنا على ما يضايقنا ويعرقل حياتنا تستحضرنى جزء من عبارات الرواية لاختم بها مراجعتى انت تشرق انت تضىء خالق الإنسان والتاسوع الآلهة والجنوب والشمال والغرب قدم الثناء إلى رع رب السماء الملك فليحى فليصح فى رخاء خالق الآلهة فاعبدوه يسبح لك الذين فى الاعالى والذين فىىالاعماق لعلك ترضى عنى حتى ارى جمالك عسى أن أسير فى مناكب الأرض وليجعلنى اري قرص الشمس ياسمين 3/1/2023
رواية أضيء وجهي مع صدورها واقتنائها . انتظرتها وجاءت اجمل مما تخيلت . كياسمين، بطلة روايتي المفضلة "شغف" ، كان اصرار رنيم علي البحث وراء وجوه الفيوم والسر التي تشعر انها تحمله . دارت احداث هذه الرواية في ايطاليا في اوائل التسعينات واسكندرية في القرن الأول قبل الميلاد زمانين متباعدين. من لاجئة الي أمينة بأحد المتاحف الفنية الي باحثة علي اسرار تحملها وجوه الفيوم .. اسرار اخذتها من جديد لوطنها الذي غادرته وهي صغيرة .. اخذتها بطريق الصدفة للثأر لأبيها! لم ترى سيرينا ولكنها كانت مدفوعة خلفها وبينهم قرون من الزمن . رواية ألقت الضوء علي احوال اللاجئين السياسين ومعيشتهم بعيداً عن اوطانهم وعن اهمية استرداد آثارنا المصرية من الخارج .. كما ألقت الضوء علي مدينة الفيوم و كونها مهد لثلاث حضارات واهمية جعلها مزار سياحي عالمي . رواية انت تشرق .. وانت تضىء رواية تاريخية فنية اجتماعية رومانسية بها الكثير من المعلومات لدرجة انني لم افتح (جوجل) للبحث عن اي شىء. رواية المجهود المبذول فيها واضح وشخصياتها مرسومة بمهارة جعلتني اشعر بها قريبة . رواية كنت اجري معها بين الصفحات ولم أشأ ان انتهي . شكراً علي متعة بين الصفحات كما تعودت 🥰
هي رحلة طويله لرنيم مصطفي عبد المولي المتخصصه في تاريخ الآثار والحضارات للكشف عن سر وجوه مومياوات الفيوم وتحديدا صوره تلك الشابهة( سيرينا) التي أثارت لوحتها الكثير من التساؤلات فصورتها وجدت مقسومه جزء في متحف بايطاليا وجزء في مصر بالإسكندرية. رحله رنيم هي رحلة شابه تحدت كل الظروف القاسيه حولها لكي تصنع لنفسها مستقبلا افضل وتستطيع بارادتها ان تنتقم لوالدها الذي عاش وحاول ان يحارب ضد الظلم والفساد ولكنه مات قبل أن ينتصر ..تتشابه رنيم في رحلتها مع رحلة الشابه ( سيرينا) التي عاشت في القرن الاول الميلادي النصف مصريه والنصف إغريقيه والتي عانت وتحدت الظروف ايضا وضحت بكل غالي ونفيس لكي تنتصر لبلادها ضد الظلم والطغيان ..سيرينا هي احدي وجوه مومياوات الفيوم التي بحث عنها رنيم طويلا لتعرف قصة وفاتها الحقيقيه والجزء الناقص في لوحتها ..كلا من الفتاتين وعلي الرغم من الاختلاف الجذري بين عصورهما الا انهما استطاعا ان يكسر بارادتهما الكثير من القيود ويكفي انهما حاولا .. روايه فريده من نوعها ولكني اعيب علي الكاتبه الاستطراد في سرد معلومات فنيه دقيقه لا يفهمها الا علماء الفن والتاريخ والمتخصيين ولكن بالنسبه للقاريء العادي تصبح ممله بعض الشيء
الكتاب مؤثر جدًا وبيتكلم عن حياة عائلة تم تشريدها بسبب محاولة الأب في كشف الظلم وقد إيه حياتهم في الغربة غيرتهم لأشخاص منهزمين. الكتاب بيحتوي على وصف كبير أوي لطرق البحث واكتشاف المومياوات والأجهزة المستخدمة في ده وأنواع الالوان اللي كانوا بيستخدموها في عصر الأحتلال الروماني وكمان في وصف لحياة المصريين في عهد الرومان اللي يعتبر من أبشع العصور اللي مرت على المصريين. الكتاب كمان بيحتوي على معلومات كتير عن الرسم والمتاحف وبعض اللوحات وأعنقد ده عشان الكاتبة دارسة تاريخ الفن. وسواء قصة رنيم اللي في الحاضر أو قصة سيرينا اللي عاشت في عصر الرومان ف القصتين شدوني جدًا وكنت عايزة أعرف أكتر عن حياتهم خصوصًا سيرينا، والكاتبة كانت بتنتقل من الماضي للحاضر بأسلوب سلس جدًا ويخليكي بتجري في الصفحات عشات تعرف حصل إيه في كل قصة. الرواية خلتني حاسة أني عايشة الأحداث ومرتبطة بالشخصيات جدًا. الحاجة الوحيدة اللي ضايقتني هو علاقة الأم بأبنتها وأن حتى في الأخر الكاتبة مجابتش سيرة الأم اللي أتحطت في ظروف ذل وقهر وهي ملهاش ذنب إلا أنها زوجة صحفي سياسي، والكتاب كان بيدور حوالين الأب فقط وأنه يطلع بطل في الأخر، بس الكاتبة نسيت الأم في نهاية الكتاب.
حمداً لله بأن الحبكة لم تحتوِ على قصص مُستهلكة ومحروقة في ١٠٠ فيلم عربي قديم..
فمثلاً كنت أنتظر بأن تقابل البطلة ، السيدة صاحبة الصورة في الحلم ، وأن تحكي لها ما حدث فتفك اللغز ، حينها كان سيسقط فوراً الكتاب في نظري ، حمداً لله بأن ذلك لم يحدث.
أو بأن تستفيض المؤلفة في تفاصيل خطة الإيقاع بالمجرم رجل الأعمال وصاحب الصورة ، عوضاً عن ذلك تم إيجاز كيف تم الإيقاع به في شباك القانون ومن ثم القبض عليه في سطور قليلة.
فيما عدا ذلك ، فالرواية جيدة جداً ، الأسلوب وطريقة السرد ، الحوار بين الأشخاص والحفاظ على اللغة العربية وعدم الركون إلى العامية ، كذا طريقة ترتيب الأحداث ، والنقلة بين الزمنين ، الحالي وما قبل الميلاد.
رواية رائعة للمؤلفة المحترمة ، تحية كبيرة لها ولمجهودها.
بدأت علاقتي مع قلم رشا عدلي منذ روايتها(الحياة ليست دائما وردية) وخلال مشوار قلمها امتزج الواقع بالتاريخ عموما والتاريخ الفني على وجه الخصوص. في روايتها الجديدة نفس المزج بقلم رشيق ومشاعر رقيقة، لي فقط ملاحظتان: كثافة المعلومات وخاصة التقنية التي كان من الممكن الاستغناء عنها، وإهمال شخصية الأم التي تصلح أن تكون بطلة رواية مستقلة.
الرواية بطلها الأساسي هة التاريخ : تاريخ الشخص رنيم و سيرينا و تاريخ وطن : مصر . الرواية هي غوص في ماضي بورتريهات جنائزية و استعادة لذاكرة وطن . مزيج بين الماضي و الحاضر في رحلة ذهاب و إياب بين رنيم خبيرة الآثار و سيرينا المصرية زوجة القائد الروماني . العمل يستند على كم كبير من معلومات التقنية المتخصصة في تأريخ القطع الفنية و كذلك معلومات عن فن مزج الألوان.
نجاح آخر و آخر و آخر الكاتبة رشا عدلي. مزيج من التاريخ و الفلسفة و السياسة والسيكولوجيا و تاريخ الفن و الأدب و الخيال و الاحاسيس و الفكر. قصة رائعة نسافر فيها إلى عالم آخر و نتعلم منها و نُسحر بها. توقعاتي المتواضعة (مع تمنياتي الصادقة) انه سوف يحصل على جائزة او اكثر.. مبروك
#أ��ت_تشرق_أنت_تضئ ببراعة تعودت عليها تنتقل بنا "رشا" بين زمنين فى كتابتها ، تاريخ يوازى حاضرا. ولاننا نؤمن ان الحياة ليست عادلة دائما ، فتنحاز رشا الى المقولة تارة فتكون نهاية مؤلمة ل"سيرينا" الثائرة المصرية القديمة زوجة نائب الامبراطور الرومانى ،وتارة اخرى تظهر رشا الحقيقية التى ترى الحياة دائما بمقياس العدل والتفاؤل، ويستقيم ميزان العدل مع النسخة الاخرى لسيرينا وهى "رنيم مصطفى عبد المولى " فتنتصر رنيم على مخاوفها المتمثلة فى صورة اللاجئة التى تطاردها، وتنتصر لوالدها الصحفى المظلوم والمطارد ،وتنتصر لعقلها فترى رجل الاعمال "يزن" اللبنانى على حقيقته بمنطق سليم بعيد عن ضلالات القلب . استولى على شعور اثناء قراءة الرواية، ان رشا التقت رنيم فى احدى زياراتها لمتاحف فلورنسا بايطاليا نظرا لشغف ودراسة رشا للتاريخ وولعها بالفنون الذى يظهر فى كل جوانب الرواية ، استمعت رشا لحكاية رنيم ثم نسجت من خيالها باقى الرواية . كتابات رشا ليست بها اى نوع من الدوشة الروائية ، فهى تكتب بهدوء حتى لو كانت اسخن القضايا التى تهم العالم كله ، وحكاية موسى بن ميمون ليست عنا ببعيد فلا زلنا نسمع دبدبات "قطار الليل الى تل ابيب" ولا زلنا نذكر محطاته وتعريته لوثائق الجينزا اليهودية ، ايضا رحلة الزرافة الدبلوماسية الى فرنسا فى "اخر ايام الباشا"، وكما ورد على لسان راويها العليم هنا والذى احييها على اختياره كراو للقصة عندما يقول "كل شئ فى هذه القصة حدث بتسلسل متقن وترابط غريب" . حبكة رشا الروائية رائعه فى اختيار نصفين لوجه لسيرينا واحده نقشت فى الفيوم وهى اصل سيرينا المصرية الثائرة ،والاخرى فى الاسكندرية وهى ما أراد ليوناردوز ان تكون عليه زوجته كأميرة رومانية ،ثم نصفى الحياة التى عاشت بهما رنيم من فقر مدقع وخوف ومطاردة مع الوالد الصحفى اللاجئ ،ثم حياة الترف والغنى كأمينة اكبر متاحف ايطاليا . ثم توحيدها للنصفين بمواجهة الاولى وعدم الهروب منها واستيعاب الثانية وتفهم دوافعها ونتج عن ذلك زياراتها لمقبرة والدها، واهداؤه نسخة من كتاب مذكراته كنوع من الوفاء لجهده بكشف الحقائق وعدم الانصياع للفساد والظلم، وايضا لشكره للحفاظ على الاسرة حتى وان فهمت ذلك متأخرا . ننتظر روايات رشا دائما بكل شغف
The way that the main idea was discussed was truly phenomenal. And I really loved the mix between 2 completely different eras. And despite the massive difference between people now and then but the unfairness and the greediness were the same. This book is like a kind touch to those who didn't hesitate to put their lives on the line just to defend an idea. Those who lived with principals and died fighting for it. To the beautiful selfless souls that protected the goodness in our corrupted world. To those who spent their lives doing nothing but being a voice to the voiceless and they kept screaming until their souls got crushed.... The book will leave you with a bitter sweet feeling, you'll feel for those who were crushed but you'll feel relieved at the same time because no matter how long it takes truth always reveals itself and history will remain to be our biggest and wisest teacher....
رواية في زمنين..زمننا الحالي والقرن الاول بعد الميلاد في زمن احتلال الرومان لمصر .. بطلة الرواية رنيم عاشت طفولة صعبة ك فتاة لأسرة لاجئة في ايطاليا حتي تمردت علي حياتها واصرت علي التفوق حتي تحصل علي منحة للدراسة في اكبر جامعات فلورنسا والبطلة الاخري سيرينا فتاة مصرية تتزوج من نائب الملك الروماني في مصر حتي تمردت ايضا علي حياتها وتتركه وتترك حياة الترف وتشترك في الثورة عليه..نجد البطلتين متشابهين في العناد والتمرد والرغبة في اظهار الحق..الرواية تبدأ عندما تشترك "رنيم" في عمل بحثي ضخم يدور حول"بورتريهات الفيوم" وكشف حقيقة هذه الوجوه والرسومات البديعة..تأخذها رحلتها لمصر لاكتشاف ماحدث لوالدها والاضهاد والظلم الذي تعرض له ولعائلته وسبب طلب لجوءه لايطاليا..احببت الجزء الخاص بالزمن الروماني بالرغم من قلة المعلومات التاريخية الموجودة الخاصة بهذا الزمن..اسلوب الكتابة لطيف لكن مخرجتش باقتباسات مؤثرة..
أنت تشرق أنت تضئ روايه مشرقه فعلا كبدايه لسنه جديده مكتوبه بإتقان بأسلوب سلس و غنيه بمعلومات شيقه لحقبتين مختلفتين الكاتبه بارعه جدا في إثاره فضولي ان يصل لي نفس شعور رنيم في معرفه ماضي و حقيقه الاشخاص في اللوحات و جعلتني اشعر اني اعيش معهم خاصه الوصف المفصل للفرح الملكي بدون ملل روايه حقيقي راقيه جدا و مجهود البحث فيها واضح أعجبت ب شخصيه رنيم و قوتها و اصرارها علي النجاح و انها تغلبت علي الماضي الأليم تقييمي للروايه ٥/٥ "أن تكون محاطاً بعدد وافر من الاشخاص و لا تستطيع أن تحكي معهم و ان تقص عليهم مشاعرك يضاعف احساسك بالوحده" "أو ليس المغزي من حياتنا هو الامنيات ؟في البدايه نسعي جاهدين لتتحقق ثم ننتظر أن تتحقق و عندما تتحقق نبحث عن اخري و هكذا تمضي الحياه امنيه بعد اخري منها ما يتحقق و منها ما لا يتحقق ثم في النهايه نذهب الي مصيرنا المحتوم" "تخيل أن تقرأ روايه و تتماهي مع أحداثها و تقع في غرام شخوصها و فجأه الخيال يتحول إلي حقيقه كل شئ يتجسد واقعاً امامك الاماكن الحياه الاشخاص الاحداث"
الرواية دي محيرة جداً، وصعب ك قارئ انك تحدد موقفك منها هى ك قصة حلوة جداً ومفهاش ملل نهائي، ويمكن كمان آخر ١٠٠ صفحة متقدرش تمسك نفسهم فيهم وتجري ورا نفسك عشان تخلص الرواية .
هل هى مستاهلة تبقى ٤٥٠ صفحة..؟، كان ممكن تبقى اقصر من كده والقصة مكنتش هتتأثر عادي.
طيب أنا ليه عطيتها خمس نجوم..؟، عشان الكاتبة قدرت تحافظ على رتم ثابت للأحداث ولا منه ممل ولا منه شيق جداً، بس في نفس الوقت انت بتقرأ والصفحات بتتنقل ورا بعضها وانت مش حاسس، انت مستمتع بالقراءة.
اللغة السهلة اظنها هى السر مع القصة الحلوة.
أنا مش قادر اتخيل كم المجهود اللي الكاتبة بذلته عشان تطلع رواية بالدقة التاريخية والتفاصيل العلمية اللي سردتها في الاحداث، تحس انها كانت شغالة معاهم في ترميم الآثار والكشف عنها عشان اقولك اسامي الاجهزة وطريقة شغلها بالدقة دي.
أنا عن نفسي مبسوط بالرواية جداً واستمتعت بيها وهقرأ تاني وتالت ل رشا العادلي ♥️♥️♥️♥️
أضاءة الى مداخل النفس البشرية وإشراقة على مخارجها من أجمل ما كتبت الباحثة التاريخية و الروائية رشا العدلي تدخلنا في عوالم سحيقة و تضىء على جوانب منسية من التاريخ المصري الحافل هذه المرة كانت الرحلة إلى مدينة الفيوم لنتعرف على قصص الأسلاف و روايات اللوحات المرسومة على المومياوات الفن المنسي الذي ذهل العالم على مدى قرون بسحره والقه و ألغازه صديقتي رشا كم أشعر بالغيرة من مصر الحبيبة لأن فيها روائية عظمية مثلك تجيد نسج قصص الماضي بألوان الحاضر ومزجها بشكل انسيابي رائع لتبدع لوحة فنية تتداخل فيا أحداث معاصرة مع ماضي غابر وتخرج بتويلفة أقل ما يقال عنها اسثنائية الجمال. معك دخلنا دهاليز الفيوم ومتاهات النفس البشرية معك تعرفنا على جوانب منسية من تاريخ مصر وزوايا وسراديب العواطف الانسانية لامسنا شغاف القلوب ورشفنا بشغف عارم مذاق الحب رواية رائعة بكل المقاييس