رواية من بيروت القديمة / الحديثة، القابعة في أعماق ثلاث بطلات: جيهان الجميلة، التي تترحَم على أيّام غيفارا وتعواد رويداً رويداً إلى التعصّب والمذهبيّة، وروعة التي تعيش على هامش أسرة لا تهتمّ إلاّ بالمظاهر وتنصاع لأمّها وحماتها، والرواية، وهي إمرأة تشارف على الخمسين، لا تعرف إنصاف الحلول وتعيش إخفاقاتها المتتالية، وتترنّح ثملةً بين عمّها "أسامة" الذي رافق "صحبة السوء" وعاش حياة الحرّيَة، وعمّتها خان زاده القدّيسة، التي طوت قصّتها ورحلت من دون أثر يذكر.
رواية عن روح بيروت المسلوبة، التي كلّما سعت إلى الإنفتاح والحرّيّة، أضحى أهلها أكثر إنغلاقاً على أنفسهم.
أبدأ بالعنوان وأقول إنّ لا علاقة بسير العمل وبين العنوان. فخان زادة هي أخت جدّة واحدة من الشخصيّات الثلاث في العمل، ولا أعلم ما هو البعد الروائي الذي جعل الكاتبة تختار اسمها لتعنون به العمل؟ عنوان أيّة رواية هو أبعد من كونة مجرّد اسم. عنوان الرواية هو كدّ وتعب ومعنى وجوهر، متى ما غابت هذه الخصائص عنه، سقط جزءٌ كبير من قيمة العمل. لا قالب روائي في هذا الكتاب فلن أقول إنّه رواية. بدأ العمل بشخصيّة نسائيّة، ثمّ انتقل إلى أخرى. العشرون صفحة الأولى تتحدّث عنهنّ ثمّ بقيّة العمل عن الشخصيّة الثالثة من دون العودة إلى الوراء وإكمال بناء الشخصيّتين الأوّليّتين، وهذه كارثة في الرواية أن تترك شخصيّاتك يتيمة من دون مسوّغ واضح أو مقنع. لينة كريديّة كاتبة ضعيفة جدًّا لا تمتلك المقوّمات البسيطة للكاتب، لن أقول الناجح بل المقبول على الأقلّ، فهي تكتب بتشتّت، غير متمكّنة من لغتها وصياغة جملها، فشلت في بناء روح في الرواية، وأخيرًا لم تستطع لم أجزاء العمل، فبقي الكتاب كلعبة بازل مشوّهة. لم نفهم البعد النفسي لكلّ شخصيّة، كأنّ الكاتبة لم تقو على كتابة شخصيّاتها بالشكل المطلوب فتركت المَهمّة للقارئ. ربّما الجزء الوحيد الجميل في الكتاب هو ذكريات بطلة العمل، أي الشخصيّة الثالثة وحديثها عن طفولتها وبعض المواضيع عن الحرب الأهليّة اللبنانيّة، باسثناء ذلك فهو عمل غير مكتمل، غير متجانس، وضعيف جدًّا لا أنصح به.
سرد جميل يأخذك معه وصاحبته التي قضت ليلة وحدة طويلة تشرب وتدخن وتتذكر ، تلقي بذكرياتها بين يديك بلا تهيئة وبانتقالات مفاجئة تشي بحالة شبه السكر الذي سببها الحنين لا السكر فمن جيهان إلى روعة إلى أسامة غلى خان زاده إلى الجد وجد الجد كانت خان زاده الأقل حديثا عنها رغم أنها المؤثرة في حياتها انتقت الاسم ليكون للرواية فكان باهتا بالنسبة لذلك الحنين الجارف لكل شخصيات الرواية التي كتبت عن أبطالها بنفس الروح التي لم تخفت عند الحديث عن أحد أو تضعف لبنان المسلم لبنان الذكرى وشبح الحرب يطل بين الكلام راسما شكلا آخر في نفس البطلة وصديقتيها حتى بات الأمر مهلهلا في الداخل وبقت الذكرى هي البطل الأوحد