الشاعر محمود مغربى عن بيت الياسمين بمصر صدرت الرواية الاولى للمبدعة رضوى الأسود تحت عنوان ” حفل المئوية” هذه الرواية ذات طابع خاص حيث تسبح الرواية فى بحار من المشاعر لفتيات ألقت بهن الحياة على شواطئ المعاناة، تطرح الرواية قصصهن من خلال أحداث تجسدها حميمية التفاصيل ودقتها، تتلاطم الأمواج عاليا الى أن تلقى بهن فى حفل المئوية التى تجمعهن جميعا بقصصهن المنفصلة،
عن بيت الياسمين بمصر صدرت الرواية الاولى للمبدعة رضوى الأسود
هذه الرواية ذات طابع خاص حيث تسبح الرواية فى بحار من المشاعر لفتيات ألقت بهن الحياة على شواطئ المعاناة، تطرح الرواية قصصهن من خلال أحداث تجسدها حميمية التفاصيل ودقتها، تتلاطم الأمواج عاليا الى أن تلقى بهن فى حفل المئوية التى تجمعهن جميعا بقصصهن المنفصلة، فهل سيلتقون ببعض أم بأنفسهن التى ضاعت منهن بعض تفاصيلها فى زحام الحياة ؟
رواية تستحق القراءة تحمل الكثير مما يجيش بصدورنا وتأبى أنفسنا المراوغة التقاطه وأحيانا مواجته ولكن تطرحه رضوى الأسود بجرأة متناهية لشعورها بقدسية الكتابة وأمانة القلم وكما جاء على لسان احدى بطلاتها التى تسجل خواطرها: ---------------------------- أمارس فعلا فاضحا اسمه الكتابة.. أفك أزرار الخجل.. أخلع معطف القيود.. اتجرد من كل ملابس الخوف الشتوية.. وفوق فراش الورق الوثير.. أطارح طيشى الغرام.. أعتليه تارة، ويعتلينى تارة أخرى.. فيتصبب منى عرق التفكير..
فهذه الرواية هى خلاصة عرق تفكير رضوى الأسود بعد علاقة حميمة بالكتابة أمتلكت كل أدواتها وعرفت كل أسرارها فكان البوح احتفالا قائما بذاته فى حفل المئوية .
رضوى فاضل الأسود، كاتبة و روائية وناقدة مصرية ولدت في مصر بحى الزيتون بالقاهرة , فى 20 يناير 1974, الإبنة الكبرى للناقد و الباحث والسينارست د. فاضل الأسود.
Radwa Fadel El Aswad, an Egyptian writer and novelist, born in Egypt in the Zeitoun neighborhood of Cairo, on January 20, 1974, the eldest daughter of the critic, researcher and scriptwriter "Dr. Fadel El Aswad".
إنتهيت من الرواية وانا اردد هذه الكلمة تأثراً بالرواية وبالحوار الأخير بين تلك الفتاة وذلك الناشر .. فقد استطاعت المؤلفة بالفعل ان ترسم ذلك القهر والالم الواقع على هؤلاء النساء بشكل كبير يجعلك تتعايش معهم وتشعر بمعاناتهم قصص واقعية ربما سمعت بمثلها الكثير أو عايشت بعضها جميعها لنساء تذوقن معنى الوجع على إختلاف مسبباته ولكن أن تجمعهم في رواية او متتالية قصصية كما حدث هنا يجعلك تُدرك بأن ما تراه العيون ليس دائماً الحقيقة الكاملة فخلف تلك الوجوه التي تقابلها يومياً الكثير مما لا تُدركه او تتصور وجوده !
كانت الصدفة وحدها هي السبب في معرفتي بهذه الرواية ومؤلفتها فلم أكن قد سمعت بهم من قبل ومنذ أن رأيتها وقد لفت نظري الإسم وما كُتب على غلافها وعندما بدأت قرأتها كنت ملمة بالفكرة وهذا ما جعلني اشعر بأنها انتهت قبل أن تبدأ ولكن ما وجدته بين صفحاتها كان شيئاً مختلفاً
جاءت كحكاية داخلها حكايات كثيرة
ام متوفاة حديثاً تترك لإبنتها حكاية كتبتها منذ سنين طويلة لتدخل الفتاة لعالم هؤلاء النسوة من خلال مدرسة تحتفل بعيدها المئة فتدعو خريجاتها للحضور وكانت الدعوة هي البداية والتي من خلالها تعرفنا على حكاية 6 نساء جمعتهن جدران هذه المدرسة يوماً ففرقتهن الحياة كل حكاية تحمل في طياتها الكثير .. ما بين ألم وقهر وأفكار وأمال وأثار ماضي يُكتب به مستقبلهن اجتمعن رغم اختلافهن في كل شئ .. فقامت رضوى الأسود برسم كل شخصية بكل ما تحمله من اختلاف واهداف وأمال وألام ومشاكل كانت كل واحدة قصة داخلها قصص أخرى
جاءت بلغة شعرية وتعبيرات وتشبيهات مميزة .. كما كانت الحوارات الداخلية ليست مجرد حوارات عابرة كم تمنيت أن اعرف عن ذلك الفصل الأخير عن تلك الأم المتوفاة التي كتب كل ذلك بكل تلك التفاصيل والتي زادت في بعض الأجزاء وانتهت سريعاً في أجزاء أخرى
على الرغم من بساطة العرض ولكن هذه الرواية تركت خلفها الكثير من التساؤلات حول الاختيارات والقرارات المصيرية في حياة المرأة والتي قد تأخدها في لحظة ما نتيجة ما تمر به .. فتجعلها تندم أو تتألم فيما تبقى من عمرها لهذا فالقليل من التفكير لا يضر بالتأكيد :)
عندما فتحت رواية رضوى الأسود (حفل المئوية) قررت أن أتركها كصديقة خارج الغلاف ذلك أن الإبداع أبداً لا يُرى من منطلق الصداقة والراحة النفسية للكاتب وما إلى ذلك،متعة الإبداع الحقيقية هي أن يخترقنا دون سبب ..دون أحكام مسبقة..ودون أن نبذل مجهوداً لنفتح له أبوابنا..لا أكتمكم قولاً أني كنت خائفة وأنا اقرأ فأن تقرأ لمن لا تعرف وتكتب عنه لن يضرك شيء أن تذكر سلبياته ولن يعطيك نقاطاً عنده أن تذكر إيجابياته لكن أن تقرأ لمن تعرف وتربطك به علاقة تجعلك تفكر ألف مرة في الكلمة التي ستكتب وهل سيؤدي ما سنقول إلى جرحه أو غضبه أو خسارته؟ في النهاية قررت أن أكون صادقة وأن أحكي لكم تجربتي مع رواية رضوى الأولى كقارئة عادية جداً تفكر بصوت عالي...وتسأل نفسها ..هل حكمي صحيح أم........؟ بداية لم يشدني الاسم كثيراً ربما لهدوئه الشديد وربما لأنه يجعلك تفهم ما تحكيه الرواية وتدور حوله...وبالمناسبة فأنا لا أجيد مطلقاً اختيار أسماء قصصي وكتاباتي إلا فيما ندر لكني بعد أن أكملت القراءة اقتنعت أنه الأنسب...حين دخلت الرواية أخافتني صفحاتها الأولى بالتحديد العشر صفحات التي ابتدأت بها رضوى حكايتها والتي كانت تجهز فيها القاريء للدخول لقلب الحكي...رأيت ربما أنها كانت تشرح كثيراً وتسترسل وتغرق في وصف الأشياء والأفعال وكأنها ترسمها بهدوء ثم تعيد نقش حروفها مرة أخرى فوق الكلمات لكني –كعادتي دائماً- تركتني أسترسل وأكمل دون تسرع...أول اكتشاف اكتشفته أن الرواية تميل لكونها متتالية قصصية أكثر من كونها رواية وأنا عاشقة لهذا الفن..بعد قليل تخلت رضوى عن تفاصيل التفاصيل وتركت العنان لقلمها واسترسلت..وفجأة وجدتني جزءً من الحكايات..لا أعرف بالتحديد متى وأين حدث هذا لكن كل الذي أعرفه أني أحسست أنها تركت لقلبها العنان وأطلقت يده ...استسلمت لها وهي تحكي حكاية كل فتاة مدعوة لحفل مئوية مدرستها ربما من قبل أن تولد وحتى قرارها بحضور الحفل..انتقلت معها من حالة إلى حالة..ومن حياة إلى حياة بسلاسة ليس لها نظير..ورغم كثرة الشخصيات لطبيعة العمل الأدبي لكني استطعت أن أحتفظ في ذاكرتي بعد انتهاء كل حكاية مؤقتاً بملخص حياة ..لعل أكثر ماشدني في الرواية الحوارات..لقد كانت الحوارات ثرية وقوية ومقنعة إلى حد كبير وسير الأحداث لم يجعلني أضطرب أو أهتز إلا قليلاً جداً...أخذتني أيضاً ثقافة الكاتبة الجميلة وأسلوب طرحها في الرواية على لسان شخصياتها والتي لم تجعلني في أي لحظة من اللحظات أشعر أن الكاتبة تستعرض ثقافتها لمجرد الاستعراض بل جاءت الكلمات في عفوية ودون تكلف...قد اختلف مع رضوى في قصة دينا بالذات لا لشيء إلا لأننا أصبحنا كثيراً نكرر في رواياتنا النماذج الدينية السيئة وونعتبر المرأة الملتزمة امرأة مقهورة خاضعة بينما في قصة دينا كان الأمر من بدايته اختياراً منها لم يجبرها عليه أحد..ربما حاولت رضوى أن توحي أن التزام دينا كان مجرد ردة فعل منها تجاه وفاة خالها الذي كانت تحب وإمعاناً في تحدي والديها اللذين تخليا عنها وهي بعد صغيرة لكن لغتها وطريقة حوارها تشي بأنها كانت مقتنعة بما تفعل ..أما فساد الزوج الملتزم وسوء سلوكه فهذا يحدث مع الملتزم وغير الملتزم وهذا ماهعرضته هي بنفسها في باقي قصص بعض الفتيات الأخريات واحترمته فيها...بالتأكيد ليس لقاريء أن يعترض على شخصيات أو على سير أحداث إلا ماكان غير مقنع منها وبالتأكيد لا أتدخل أبداً في الشخصيات التي بالفعل نقابل مثلها في الحياة كثيراً وقد نتفق أو نختلف معها ككتاب وقراء... نهاية الرواية كانت لطيفة ومقبولة...ربما أشعرتني أني أمام مشهد نهاية سينمائي لكني على أية حال كنت سعيدة بالحفل وباللقاء الثاني وبالجو الحميمي الذي أوى صديقات عمر فرقتهن الأيام.... ربما أيضاً كنت مع رأي ناشر قصة الأم في الخاتمة...لكن أعود فأقول...ليس على أحد أن يملي على قلم المبدع مايقول ومالايقول ...إرادته وفكره ومشاعره وجنون إبداعه هو الفيصل في قصة الإبداع... بقى أن أقول أن الرواية أو المتتالية القصصية كما أحسستها رائعة وستشدك من البداية إلى النهاية فقط اترك قلبك لها..واخلع نعليك وادخلها ...
يا لها من شئ غامض مبهم، ساحة معركة، تباح فيها كل الاسلحة على تعدد تصنيفاتها، محرمة كانت أم غير محرمة، و يا لسخرية التعبير، أهناك سلاح محرم و آخر غير محرم. أي سلاح يقتل فهو محرم، أي سلاح يقهر و يذعر فهو محرم، و في ساحتنا هذه،،،،، إن الإستثناء الوحيد هو ساحة معركتنا هذه، فالنيران هنا نيران صديقة كما يطلقون على ذلك المفهوم، أو أسلحة فاسدة، لا تؤذي فقط من تصوب نحوة، إنها تجرح صاحبها أولا قبل أن تنطلق نيرانها، تلسع صاحبها، تكويه، آثارها تدوم إلى الأبد، يعجز الطب عن مداواتها، تعجز الذاكرة عن التخلص منها، تمر الأيام و الشهور و السنين على كل شئ، إلا عليها، فيوم ولادتها هو يوم خلودها، إنها جراح غائرة في الوجدان، تتحدى الزمن، و تقهر الإنسان، جراح سرطانية، لا ترحم من طغيانها أي عضو من أعضاء الجسد. جراح عجيبة، قاسية، شديدة البأس، تستبيح عذابنا تارة، و تارة أخرى نستلذه.
إنها المعركة الأبدية، أقدم معركة في التاريخ، إن ساحة معركتنا تكمن في تلك المخلوقة المسماه ” نفس”. ثلاثة أحرف مجتمعة يشكلون ذلك اللفظ المؤنث، و لا أعلم لما أختير تأنيث ذلك الفظ، و لماذا ليس مذكراً ؟
إن الإجابة على ذلك السؤال تكمن في نص رواية “حفل المئوية” للمراسلة الحربية ” رضوى الأسود”. تلك الفدائية التي أقتحمت ساحة المعركة في جرأة شديدة، شاهرة سلاحها، مرتدية درعها وسط القتال. قلم و ورقة، سلاح تخشع أمامه أفتك الأسلحة، و درع نقش عليها آثار النزال. أخترقت الصفوف الطاغية مفرقة تشكيلاتها، كاشفة خططها و ألاعيبها، تفحصت أجساد الضحايا، مشرحة جراحها، لترسل لنا من داخل المعمعة ما يكشف لنا جزءاً من ماهية فلسفتها، و ما يسبر غور الصراع.
فبكلمات رشيقة، و بأسلوب سردي مشوق، و حوارات عميقة، و فلسفة بسيطة، و وصف تفصيلي معبر، أستطاعت أن ترسم بريشة مبدع لوحة ألوانها شاخصة، تقسيماتها واضحة، خطوطها واقعية، طولية كانت أو عرضية، متصلة أو متقطعة، متطلعة إلى المستقبل أو مغروسة في الماضي.
تجدك و أنت تستعذب حروفها، و ترتشف نغماتها، و تتمايل على إيقاعها، تجدك كل الشخوص، كل شخص تراه أنت أو هو أو هي، إنهم جميعاً حولك. تشعر بهم، تتحسس تفاصيلهم، كأنهم جالسين حواليك، ينظرون إليك و تنظر إليهم، تحاورهم و يحاوروك، تحب هذا و تكره ذلك، تدنو من هذه و تفر من تلك، تراقب تحركاتهم، تتوقع ردودهم، تغمرك النشوى لفرحهم و يعتصرك ألمهم، تنصت متنبها لتلك، فتقاطعك تلك الأخرى، فيقتحمكم ذلك، و يذهب عنكم ذلك الآخر.
حقا إنه لفظٌ وجب تأنيثه، فلقد برهنت أن نفس إمرأة واحدة هي نفوس كل البشر، في ترددها و إندفاعها، في خضوعها و شموخها، في ضعفها و جبروتها، في لينها و قسوتها، في خيرها و شرها، في بساطتها و تعقيدها.
تنتهي السطور و لكن لا ينتهي الصراع، ينتهي المشهد و يسدل الستار لكنك تبقى مكانك، لا تفارق عينيك الستار. تقلب الصفحة، فتفاجأ أنها الصفحة الأخيرة، لكنها ليست الآخرة. يمزقك فضولك، يستبيح مخيلتك، يستعبدها، يغلبك الشوق للمزيد، لكنك لا تقوى على الدخول إلى الكواليس لتشاهد بقية الصراع، فعزاءك الوحيد هو الإنتظار، و الدعاء و التوسل ” رحماك…..هل لي بالمزيد
مجموعة من الفتيات جمعتهن الصداقة يومًا في مدرسة الراهبات الفرنسية و بعد تخرجهن منها تفرقن في طرق الحياة المختلفة ثم يلتقين من جديد في حفل المئوية الذي تقيمه المدرسة بمناسبة مرور مائة عام على إنش��ئها موجهةً إليهن دعوات الحضور
رانيا : أم لطفلين و ابنة لأم حُطمت في شبابها فدفعت بابنتها إلى نفس المصير و كأنها تعاقبها على ذنب لم تقترفه مريم : أفضلهن حظا في الحب على ما يبدو ، ارادت أمها أن تكرس حياتها لها كي تعوض بذلك فشل زواجها و قدرتها على الإنجاب من جديد نسيلة : فتاة عصامية طموحة ، تعوض توتر علاقتها بأبيها بمن يزيد روحها انكسارا ، لكن ما أجمل الغفران حين يفاجئها ليخفف عنها ثقل الشعور بالذنب و الكتمان دينا : ضحية اغتراب أبوين ظنا أنهما بالسفر سيوفران للأسرة حياة أكثر هناء ، فانتقمت منهما بأن دمرت نفسها و ألقتها طواعيةً في فم الذئب جوى : " العاقلة العالمة ببواطن الأمور ، النافذة لعمق الأشياء و معانيها الأصلية الخفية " أروى : الجميلة المثقفة التي اقتحم الحب حصونها المنيعة ثم هجرها كما احتلها فجأة
فلكل فتاة حكاية لا تخلو من ألم يختلف أو يتشابه مع الأخريات ، و لكن تتسم الحكايات جميعها بعذوبة اللغة و واقعية الأحداث ، و براعة " رضوى الأسود " في التعبير عن بنات جنسها ، إذ تقول في الخاتمة " لا أعتقد أن فصلاً واحدا فقط يستطيع احتواء دواخلي و هذيان جنوني و تعدد بل و تناقض مكونات شخصيات عدة تسكن بداخلي " فتلك هي الأنثى و ربما لم تكن الفتيات الستة سوى أوجها متعددة لفتاة واحدة
رواية للكاتبة رضوى الأسود - ومن أولها تعلم أنك أمام عمل جميل متقن - مجموعة قصص لصديقات جمعتهن مدرسة واحدة بلغة فصحى سرداً وحواراً - وبأسلوب خفيف ورشيق للغاية!
أعجبني تنوع القصص ولم يعجبني التحامل على الرجل تقريباً في جميع القصص! فالبطلات مظلومات مقصوفي الجناح يواجهن وحوشاً ذكرية !! كما يتضح أيضاً أن الكاتبة متحاملة على المتدينين وتظهرهم كما الأفلام بزبيبة في الرأس وذقن طويل وعصبية وشدة ونفاق! هناك مشهد للنقاب قرب نهاية الرواية لم يعجبني!
الرواية اجتماعية وتغوص في مشكلات ناتجة عن افتراق الوالدين والتربية على يد الجد أو الجدة، والقسوة أو الاهمال في التربية كما تطرقت إلى الزواج في الصغر والعناد في اختيار رفيق الحياة!
هذه الرواية لم تنتهي بعد وسأبحث عن جزءها الثاني للكي أقرأه!
اقتباسات
"ليس بالضرورة أن تكون تجارب الإنسان شخصية، فهناك تجارب غيرية لآخرين، تتلقفها الروح وتدونها الذاكرة. وتذكر دائماً أن الراوي أصدق كاذب"
"القلوب أقفال محكمة الإغلاق على أسرارها، ربما تنوء بما تحمل، وتأبى الافصاح حتى تعتل وتعطل ويموت معها ما تحويه دهاليزها، وربما تفيض طلباً للراحة. لكن هل في فيضان القلوب راحة أم ندم حتى آخر العمر؟"
"وأخيراً وصل إلى وجهته، نزل من سيارته. دخل بهو العمارة. بدأ صعود الدرج، أحس فجأة بالاختناق. صاعداً الدرج، يرتعش جسده، تتخبط أقدامه، لا تقوى على حمله، تئن، تصرخ … يصرخ. يتحامل على كله، يحاول مستحثاً كل قوته على استكمال الصعود … الصعود أم الهبوط ؟! كان صعوداً للروح وهبوطاً للجسد الفاني، الذي تنتظره بلهفة تلك الحفرة المظلمة الباردة في باطن الأرض، تستعد لاستقباله، تهم بفتح بابها له."
"إن للكرسي ذلك السحر الغامض، تلك اللعنة التي تجعل الانسان يفرط في كل شيء في سبيله"