What do you think?
Rate this book


221 pages, Paperback
First published August 1, 1981
وسعى هذا الاستعمار ... إلى تقسيم اﻟﻤﺠتمع العربي إلى أقطار ومناطق نفوذ ودويلات وتحريك الصراعات داخل كل قطر أو بين الأقطار فضلا عن تكريس التخلف ونهب الموارد وتكبيل الإرادة الجماهيرية.
حاول طبع العلم والفكر بطابع يخدم مصالحه ويحافظ عليها بأساليب تراوحت بين استقطاب بعض جماعات البرجوازية ورشوة بعض المثقفين وإعداد أرضية مصالح مشتركة معهم وعلى الناحية الأخرى إغلاق كل المنافذ أمام إمكانية بلورة فكر قومي وحدوي بالتحكم في نظم التعليم والبحث العلمي والكتابة والنشر وقبلها الممارسة الديمقراطية.
المهم في الأمر أن التشويه كان سمة طبعت ملامح الأنماط الإنتاجية. وحتى بعض التحولات الثورية أو أشباهها أجرت جراحات لا هي بالرأسمالية بالمعنى المعروف ولا هي بالاشتراكية بالمعنى المفهوم بل كانت إصلاحات وصفت في بعض اﻟﻤﺠتمعات العربية حينا بتطور لا رأسمالي وأحيانا برأسمالية الدولة.
والمهم في الأمر أن هذا التشويه في الأحوال البنائية والسيطرة الاستعمارية بتفاعلهما أنتجا ظاهرات أخريات انعكست على الفكر والعلم. فالتبعية وانحسار الديمقراطية بل أن شئت انعدامها وازدواجية التشكيلات أنتجت أنماطا من الفكر والعلم حوت الموقف ونقيضه وحوت مساندة الإستعمار ومناوأته وحوت النقل والنقد والمحافظة والتجديد والسير في اتجاه مصالح الجماهير وضدهم.