عبد الكريم بن محمد الحسن بكّار - سوري الجنسية، من مواليد محافظة حمص عام 1951م = 1370هـ.
الدراسة والشهادات العلمية:
1- إجازة في اللغة العربية (درجة البكالوريوس)، كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر 1973م = 1393هـ 2- درجة الماجستير، قسم "أصول اللغة"، كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر 1975م = 1395هـ 3- درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى، قسم "أصول اللغة"، كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر 1979م = 1399هـ
تجديد الخطاب الاسلامي #كتاب_مبدع اسم المؤلف : د عبد الكريم البكار عدد الصفحات : 269 النوع:فكري اسلامي نهضوي الطبعة الثانية . يا له من كتاب رائع لتفتتح به العام !!!!!! في الواقع كلما رأيت كلمة ( تجديد ) مجاورة لكلمة اسلام تحسست أفكاري حيث ان هذه الكلمة اكتسبت سمعة سيئة بسبب التجارب الفاشلة لمن دعا اليها حيث يفرطون في التغريب او يفرطون في الرجعية ولا احد يريد ان ينظر للواقع ويقيمه الا ان الدكتور بكار لم يقع في هذا الفخ. حقيقة وعلى المستوى الشخصي يعد الدكتور البكار من الشخصيات الرائدة في مجال كتابات الفكر الاسلامي وخاصة التجديد والنهضة وتتضح ذروة هذا الاتجاه في هذا الكتاب الذي يعد بحق مرجع في فقه التجديد الفكري وقد يحلو لك استبدال العنوان باي من الافرع الاخرى من موضوعات الفكر الاسلامي فيمكنك ان تقول تجديد الفقه الاسلامي وتجديد الفكر الاسلامي وتجديد الدعوة الاسلامية وان كان تجديد الخطاب الاسلامي لا بد وان يشتمل قطعا على تجديد اولى لكل هذه المضامين. والحق يقال انك وطوال قراءة سطور الكتاب تجد كاتبا معتدلا متمكنا مهموما بقضايا امته يشبه كثيرا النذير العريان فهو ينتقد الرجعية التي طغت على الخطاب والفقه والتيار الاسلامي ككل حيث يقول في فصل ( حول الخطاب الاسلامي ) – ان العودة المبالغ فيها الى التاريخ قد تؤدي الى حجب الواقع وان مهمتنا الاساسية ليست فهم التاريخ وانما النهوض بالواقع ) ولو لم يكن في محتوى الكتاب كله الا هذه الجملة السابقة فقط لكفته ووفته لتجعله كتابا ناجعا. ومع انتقاده للرجعية فهو كذلك لا يذهب مذهب التغريب وهو من البلايا التي ابتلينا بها حيث يقول ايضا ( المسافة التي نتركها بيننا وبين الاخرين هي عين المسافة التي تسوغ استمرارنا بوصفنا اصحاب رسالة متميزة ) وهو رجل متصالح مع افكاره كما انه متصالح مع الاخر ( ان المشكلات الاساسية القائمة بيننا وبين الغرب هي مشكلات مع الحكومات الغربية وليست مع شعوبها ) والتوصيف الدقيق لحال الامة تجده في سؤاله ( من نحن ؟ ) وهو يجيب على ذلك بتعقيب مبهر حيث يقول ( حين تكون الامة في حالة غلبة وازدهار فانها تنشغل بمباهج النصر عن طرح الاسئلة المتعلقة بهويتها وانتمائها ) ويعزي الازمة كلها الى ازمة تفكير ثم يعزي ازمة التفكير الى ازمة معرفة وازمة قراءة ثم يجعل التحدي الجوهري متمثلا في جعل القراءة جزءا من السلوك اليومي للانسان المسلم . واني قرأت كثيرا لكني لم اقف على شخص يشاركني محورة الازمة في المعرفة والقراءة فقط فالجميع يذهب الى اسباب فرعية وهي غالبا تكون اسباب ناتجة وليست اسباب مسببة . يمكن الاقتباس من الكتاب لكن بصدق كل فقرات الكتاب هي فقرات مهمة وملهمة . كما انه يسعدني تواجد مثل هؤلاء الكتاب الذين يمتازون بمعرفة جمة وبخلفية اكاديمية قوية كما انهم يتترسون بالوسطية في الطرح والمعالجة فهؤلاء نادرون نوعا ما بين خيالات واوهام التيارات الرجعية والدواعش وبين خزعبلات التغريبيون امثال عبد الصمد والبحيري وغيرهم الذين بهرتهم اضواء الحضارة الغربية ( وهي جديرة بذلك ) وندهتهم نداهة رفض الماضي بالكلية كما ندهت الرجعيون نداهة الاغراق المفرط في الماضي لدرجة التخلف المطلق .