بعبارات بسيطة يمكن اختصار الرواية، إلا أنه ليس المهم اختصارها بل المهم الوقوف على أبعادها ومراميها، ثلة من الشباب المندفع وراء جنان الخلد يقومون بعملية الحادي عشر من سبتمبر، مطيحين ببرجين هما رمز للقوة الأميركية. على الصعيدين الاقتصادي والهندسي. يسترسل الكاتب وضمن مناخات لا يمكن القول بأنها خيالية بقدر ما هي مستمدة من أفكار ووقائع حياتية، تتكئ على مبادئ وعقائد يدفع بها الكاتب بقوة من خلال مناقشات تدور بين شخصيات الرواية، مستخدماً تلك الشخصيات للتعبير عن إمكانيات واحتمالات حول مديري العملية تلك والذين نفذوها، الموضوع الذي دار حوله جدل كبير في جميع الأوساط، وما زال السؤال دون إجابة حاسمة من قام بعملية الحادي عشر من سبتمبر؟! ومن كان الواقف وراءها؟! إلا أن الكاتب ومن خلال سردياته يقنع القارئ بصورة جازمة بأنهم فلان وفلان وفلان... هي شخصياته الخيالية التي تمّ إسقاطها على ذلك الحدث الذي غيّر وجه التاريخ. مقحماً القارئ بشكل أو بآخر، بنقاش حول تلك العلميات الاستشهادية وعن خلفياتها وأبعادها في محاولة للوقوف على الدوافع أولاً النفسية الغير مباشرة وثانياً عن الدوافع الأخرى المباشرة التي تلعب دورها في ذلك الاندفاع نحو الموت الذي هو رمز للاستشهاد.
الدكتور تركي حمد تركي الحمد البريدي ، المعروف بتركي الحمد والمولود في 10 مارس 1952 في مزار الكرك بالأردن لأسرة سعودية تنتمي إلى القصيم من جماعة التجَّار الرَّحل المعروفين بـ العقيلات، هو كاتب وروائي سعودي، وأحد رموز ما يصطلح على تسميته بالتيار الليبرالي في المملكة العربية السعودية.
حياته حاصل على درجة الدكتوراه في النظرية السياسية من جامعة جنوب كاليفورنيا عام 1985 . حاصل على الماجستير من جامعة كلورادو الحكومية عام 1979 . عمل أستاذا للعلوم السياسية في كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود بين عامي 1985 – 1995 ، ثم تقاعد . وقد عاش تركي الحمد مرحلة شبابه ومراهقته في الستينات والسبعينات الميلادية بالدمام ، وهي المرحلة التي عاش فيها العالم العربي تحولات فكرية وسياسية متضاربة ، وأحزاب قومية متناقضة من القومية والناصرية والبعثية ... إلى الاشتراكية والشيوعية وغيرها من الأحزاب .
ألقي القبض عليه وهو في السنة الأولى الجامعية في جامعة الملك سعود ( الرياض سابقاً ) وذلك بعد كشف التنظيم ، وبقي في السجن مايقرب من سنتين وبعد الإفراج عنه سافر إلى أمريكا للدراسة .
وله خمسة أبناء ثلاثة أولاد هم نضال، وقد ولد عام 1978 ، وهو متخرج من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وحمد المولود في 1984 وهو خريج جامعة الملك فيصل، وأصغرهم محمد المولود عام 1995 ، بالإضافة إلى ابنتين.
كانت بداياته كاتباً في جريدة الرياض وثم انتقل إلى كاتب في جريدة الشرق الأوسط منذ عام 1990
مسيرته مع الكتابة تعتبر ثلاثية تركي الحمد الموسومة أطياف الأزقة المهجورة، والتي تتكون من ثلاث روايات، صدرت أولها عام 1995، أشهر ما كتبه الحمد. وقد أثارت هذه الثلاثية كثيرا من الجدل، نتيجة لتعرضها إلى موضوعات حساسة في المجتمع السعودي كالدين والجنس والسياسة. وقد بلغ من الجدل المثار حوله أن أصدر عدد من المحسوبين على التيار الديني في المملكة العربية السعودية ثلاثة فتاوى بتكفير الكاتب وإهدار دمه بسبب تعرضه لما يصفونه بأنه من ثوابت الشريعة.
لكن، وإن كانت تلك الثلاثة أولى أعمال الكاتب الروائية، فإن هذا العمل قد سبقته عدة كتب. ففي العام 1986 صدر للكاتب كتاب الحركات الثورية المقارنة، تلا ذلك كتاب دراسات أيديولوجية في الحالة العربية (1992)، و كتاب الثقافة العربية أمام تحديات التغيير (1993)، ثم كتاب عن الإنسان أتحدث (1995). وبعد الثلاثية، أصدر الكاتب كتاب الثقافة العربية في عصر العولمة، ثم عاد إلى الكتابة الروائية، مصدرا روايتين هما شرق الوادي ثم جروح الذاكرة.
بعد ذلك، أصدر الكاتب عملين غير روائيين، هما على التوالي: ويب
. للأسف الشديد الرواية من رأيي الخاص وهو لا يعد اكثر من رأي قارئ حريص أن يقرأ لمن يحب بشكل تصاعدي أجد نفسي أمام تقرير هش لمجموعة من الأقصوصات المركبة بشكل عشوائي تتخللها الكثير من الشواهد القرآنية لا لشيء انما لسد وملء الفراغ لإكمال الرواية.
رواية تتحدث عن قضيه ٩/١١. عجبتني جدا لما فيها من قرب للواقع وتحس انك جالس معهم. الحمد اعطى معلومات صحيحه بنسبة ٨٠٪، يعني قال اشياء وتفاصيل صغيره فعلا حدثت مثل ان الارهابين تعشوا في بيتزا هت الليله اللي قبل العمليه، وهذا حصل فعلا لاني بحثت ورآيت في الاخبار الامريكيه على قناة سي ان ان انهم فعلوا ذلك. الغريب في الامر ان الدكتور الحمد ماابدا رآيه ابدا بل كان يعطي ايات من القرآن تبدي رآيه وهذا دهاء ادبي
*انصح بقرائتها مع الايمان ان كل شئ يحصل حقيقي، وكآنك تقرا روايه عن قصه حقيقيه
الرواية رائعة، تركي أبدع في الوصف وفي الاندماج مع شخصياته، فكلما تحدث عن شخصية وكأنه يتحول إلى تلك الشخصية ويتكلم عن نفسه، أسلوبه فعلا مشوق لم أستطع ترك الكتاب حتى أكملته، ولكن النهاية في رأيي كانت لتكون أنسب لو انتهت عند أسيل بدل سمية. ولكن الرواية بشكل عام أعجبتني جدا وشوقتني لقراءة الكراديب. تركي الحمد فعلا مبدع.
"إلى المسافرين إلى الجنّة… أو يعتقدون انهم إلى هناك مسافرون… هل تعلمون فعلاً إلى اين انتم مسافرون؟ ضعوا حقائبكم جانباً وفكِّروا… فكِّروا فقط، إن بقي مجال للتفكير"
"من الأفضل أن يكون المرء على خطأ من دون قتل احد،من أن يكون قاتلاً على حق"
أما أنا فأقول… يدمج الواقع بأسمائه وازمانه واماكنه وصفاته بالخيال بأدواته وسرده وربطه فيخرج لنا كتاب يصف أحداث الحادي عشر من سبتمبر من زاوية الشخصيات. يربط النهاية بالبداية وما بينهما يشرح عن الشخصيات الرئيسية بطريقة شبه مفصله بداية من طفولتهم الى تحولاتهم الفكرية وصولاً الى مقعد الطائرة الذي ظنوا انه سيصلهم الى مقاعد الجنة. تلك التحولات الفكرية التي حدثت للشخصيات كانت نقطة الفصل ما بين رحلتهم وما قبلها. فهذه الفترة الحساسة تتأمل فيها وانت تقرأها كيف ولماذا جثمت الافكار على عقولهم لتنتج الموت في سبيل الشعارات المزيفة.
انصح بقرائته، لا تبحث عن الكاتب في هذا الكتاب، لأن الكاتب يصف حالة وواقع ولا يصف افكاره…
رواية تتناول حياة وظروف نشأة منفذي أحداث ١١سبتمبر ، الرواية تعتمد على كثير من المعلومات التي تم تداولها عن الخاطفين وبعض الخيال اللازمة للحبكة الدرامية لكنها بشكل عام ليست بالمستوى المأمول الذي يليق بكاتب كتركي الحمد ، فلا عمق ولا جديد سوى سرد يكاد يكون مألوفاً من كتاب صحفيين عاديين أو أقل من ذلك
الرواية مزجت بين الواقع و الحقيقة توقعتها في البداية عن الجنة أو الأم لم أتوقع أنها رواية سياسية بحته الرواية ركيكة بنائياً كأنها قصص مبعثرة جمعت في كتاب واحد و بها رتابه الذي شفع لها الخطوط العريضة لأحداث 11 - سبتمبر و مزجها بأحداث خيالية الرواية تبدأ بالتصاعد فالبداية كانت مملة و لكنها بدأت تظهر ملامح التشويق بعد التعريف على الشخصيات الرئيسية و التي أطال فيها بلا داعٍ ... بالنسبة لقتل الكفار لأنهم أعداء الله هذا لا يجوز و ديننا يقول أنه لا يجوز الإعتداء على أموالهم و لا أعراضهم و مع العلم أن المجاهدين على حد قولهم أنهم يعرفون الدين بحذافيره غريبه جداً أن لا يعرفوا هذا الحكم الشرعي!! و يقتلون الأبرياء في الطائرة بلا ذنب لهم سواء أنهم كانوا على متنها أو أرتدوا صليب فقال تعالى:"(لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)" لمن لا يعرف أحداث 11 - سبتمبر هي هجمات إرهابية شهدتها أمريكا سنة 2001 و اصطدمت طائرات لبرجي التجارة العالميين في نيويورك و هذه الأحداث سبب في تغييرات لحرب على أفغنستان و سقوط نظام طالبان و حرب على العراق و إسقاط الحكم فيها الجميل في الرواية إنها إستخدمت الأحداث الحقيقية و الأسماء الحقيقة لأن محمد عطا فعلاً هو المسؤول عن ارتطام الطائرة الأولى ببرج التجارة العالمي و حدث تشكيك كبير جداً و لكن أمريكا توجه أصابع الإتهام لتنظيم القاعدة و زعيمها أسامة بن لادن تركي الحمد كالعادة يجمع الجانب التاريخي و يمزجه بجرعات خيالية لأن الموضوع بالنسبة لي شخصياً مستهلك لم أجد المتعة الكافية في الكتاب
من أسوء الروايات التي قرأتها ان لم تكن اسوأها....لأول مرة في حياتي أجد نفسي أقفز بين السطور بحثا عن ما قد يبرر الضجة التي أحدثها هذا الكتاب...مجرد سرد ممل لأفكار مبعثرة فشل الكاتب في ايجاد ما يربطها....الكتاب الوحيد الذي تمنيت لو انني لم أضع وقتي في قراءته
منذ شرعت في قراءة الرواية شعرت أن هنالك خلل ما, لم أضع أصابعي عليه بشكل تام.. إلا أنه فعلاً هناك قطعة ناقصة في هذة الرواية, فبدءاً بالحشو العجيب للشواهد القرأنية, والأحاديث, والأدعية.. التي شعرت أنها لم تخلق أي فائدة في محتوى النص, وتكامله, ثم الإزدحام والعشوائية في التنقل بين حدث وآخر, وشخصية وصاحبتها, بدون ترتيب مسبق.. أو بشكل مسترسل يحملك على هضم النص دفعة واحدة, فقد كان "الحمد" هنا عشوائياً وفوضوياً بشكل مزعج.. فهو يرمي بك مرة هنا ومرة هناك دون أن تعرف لك وجهه أو طريق, مما جعلني أستصعب النص منذ بدايته, وأَخذ وقتاً طويلاً في إلتهامه والقضاء عليه.. فقد كان غصّه طويلة في البلعوم. وقد بدت الرواية ليّ بمجملها مجرد تصفية حسابات قديمة مع التيار الديني. وهي بالنسبة ليّ أسوء ما قرأت من روايات "الحمد" بعد رواية "جروح الذاكرة", وبعدما فرغت من هذة الرواية بهذا أكون قد قرأت جميع رواياته.
يبني "الحمد" أحداث وفرضيات روايته هذة على أشخاص حقيقيون لهم نفس الأسماء وبلدان المنشأ, وهم المنفذون الذين قاموا بعملية "الحادي عشر من ستمبر", فيأخذ على عاتقه ملء الفراغات وإتمام الحكاية, وحل اللغز الذي يقع في كيفية نشأة كل واحد منهم وكيف آلت به الظروف أن يكون واحداً من المغررين بهم الذين قاموا بمثل هذة العملية الإستشهادية بمعتقداتهم, فيعيد تسطير خلفيات الشخوص الإجتماعية والبيئية.. وتعاملهم مع الدين والمعتقد أثناء نشأتهم من الصغر إلى سن الشباب وهكذا حتى وصولهم إلى أن يكونوا مع المحلقين للإرتطام ببرجي التجارة العالمي في نيويورك بإسم الشهادة والحرية المطلقة إلى جنان الخلد, ويشكل صورة عن خيالاتهم الجامحة حول النعيم المقيم في الجنة.. وكيف أن أرواحهم قد غادرت الأرض وتعلقت بالجنان منذ أن رست عقولهم على هذة الخطة الجهنمية, بينما يترك لنا "الحمد" بأسلوبه الخفيف واللطيف تأمل المشاهد عن بعد.. وتفحص كل عينة عن قرب وبشكل مكثف, ولا يستغني عن الخلط بين الواقع والخيال المفتر�� فقد إقتبس الكثير من المعلومات حول خلفيات الشخوص من التقارير الأخبارية والأفلام الوثائقية التي أذيعت حول منفذي هذة العملية الإنتحارية.
مع ذلك كل الأحداث التي نسجها "الحمد" من مخيلته لم تكن لتصل إلى حد إعجابي وإنبهاري بما يدور في معترك الرواية, فقد كانت غالبية الأحداث أشبه ما تكون بتقرير بحثي, يسلط الضوء على تطورات خطة التفجير التي حاكها "محمد" ونسج خيوطها بدقة, فقد كانت الأحداث تأتي على سجية إنتقال من مرحلة إلى أخرى دون أدنى مراعاة لما تتطلبه النصوص الروائية من إفتعال لخلق شرارة الحماس والتشويق داخل نفسية القارئ, لذلك وجدت هذة الرواية بعدما إنتهيت منها فارغة من لا شيء, وقد بدأت أحداثها تضمحل وتختفي من ذاكرتي بعدما أغلقت الغلاف الأخير منها.
بعد انتظار وجهد طال اكثر من ثلاثة اشهر استطعت الحصول على رواية "ريح الجنة" للمفكر السعودي المثير دوما للجدل الدكتور تركي الحمد. لم اترك مجالا إلا طرقته للحصول عليها وذلك إما بتوصية أحد الزملاء المسافرين إلى إحدى الدول المجاورة أو عن طريق مكتبات الإنترنت. خلاصة القول وبعد هذا الانتظار فقد أصبت بخيبة أمل كبيرة. تكملة تعليقي تجده\تجدينه في هذا المقال النقدي القصير. شكرا لكم http://www.alarabiya.net/Articles/200...
العنوان والفترة التي ظهرت فيه هذه الرواية خدمته كثيراً, الروائي تركي الحمد دائماً يسرد تاريخاً بين صفحات رواياته ويدوّن لفترات من التاريخ لم أعشها ولهذا كنت أجدها ممتعة ومفيدة لي كـ قارئة. أما في ريح الجنة فالموضوع مستهلك جداً "الإرهاب" وإن كانت خدمته في التسويق لروايته وهو الذي يستطيع التسويق لها باسمه فقط لكنها لم تحتوي على أي روح وخرجت لنا رواية بملامح مشوهة جداً.
كما ذكر المؤلف أن هذه الرواية تحتمل أن تكون خيالا أو واقعا ,, لكنه نبش في عقول الشباب الذين شاركوا في أحداث 11 سبتمبر ,, وأجاب على الأسئلة التي طالما راودتني : كيف ؟ ولماذا؟
لم اجد تركي الحمد الروائي السعودي اللذي تابعت انتاجه وقرات معظم رواياته ومقالاته...الرواية عبارة عن نص يشبه ما يمكن لطالب بالثانوي كتابته في حصة التعبير
اسم الكتاب: ريح الجنة المؤلف: تركي الحمد الصفحات: 279 رقم الكتاب: 126
في زمنٍ كان الهدوء يسيطر على العالم، وكان السلام يكاد يعم الدنيا، ظهرت فئة باغية، مريضةٌ في قلبها، ادّعت أنها تحمل صورة الإسلام الحقة، وأنها هي الوحيدة التي تدين بالإسلام الصحيح، وأن كل المسلمين حول العالم هم من الكفار، حتى في أطهر بلاد الله، وبقاعه، فئة لا تعرف من الإسلام سوى التشدد المبالغ فيه، لم تكن تعترف بصديق أو عدو، بالآمن والخائف، والمقاتل، أخذت تظهر الحقد الدفين على كل البلاد العربية والإسلامية والأجنبية، تراهم كفرة خارجين عن الملة! بل ويفتون بأشياء تنافي الدين والعقل، وعندما يُحشر أحدهم في زاوية ضيقة في نقاشٍ ما، ويعرف أنه قد أوقع نفسه في حرجٍ شديد، أخذ بالصرع والصراخ والغضب الشديد وانتفاخ الأوداج، بل والحكم بالتكفير والفسوق والخروج عن الملة مباشرةً. وذلك لأنهم مفضوحون، ومشكوكٌ فيهم، يؤولون كلام الله، وسنة المصطفى على أهوائهم، يحرمون ويحللون كما يشتهون، لا كما ينبغي، أو يدل به الشرع المطهر. هذه الفئة ارتدت عباءة الإرهاب، ترويع الآمنين، وتكفير كل من لم يواليهم، من العالمين، وكل هذا تحت اسم الدين، ليواروا الإرهاب بغطاء الدين، لتضفى بذلك على أعمالهم شرعيةً كاملة، هي في أصلها منقوصة، بل لا تمت للدين بأي صلاتٍ كانت.
تتحدث الرواية عن فترة الصحوة، وأفاعيها، وتنظيم القاعدة الإرهابي، في زمن كانت الأفكار تموج، وتضطرب، ويضيق الخناق على كثيرين، بسبب تضليلهم، بالجهاد، والجنة الموعودة، وتكفير الذين لا يوافقونهم في الفكر والمعتقد، وما إلى ذلك.
تناقش الرواية موضوع الجهاد، والتطرف، والأفكار المتطرفة التي زرعتها القاعدة والإخوان المسلمون، وكل داعٍ للتطرف الديني المتشدد وقتها.
والرواية خطيرة، وجريئة بشدة، لنقدها هذه الأفكار، وتعرضها إياها، وبما حمل هؤلاء من أفكار تكفيرية وتطرفية خطيرة، خاصة فيما يتعلق بالصحوة، والمملكة العربية السعودية، بلادنا الشامخة، التي عانت من الهجمات الإرهابية والتطرف الديني التكفيري، في فترة من فترات تاريخها الناصع، والطاهر..
غاص تركي الحمد في هذه القضايا والمعتقدات غوصاً عميقاً، يكشف لنا مدى ضحالة الفكر الذي كانوا عليه هؤلاء الجهلة، المضلين، وكيف أنهم كانوا يرتعدون وينتفضون ويرغون ويزبدون عندما يُلجمون، فيرمون كل قذاراتهم الفكرية على الطرف الآخر، بدعاوى الزندقة والكفر، والفسوق والانحلال وإلخ.
عموماً الرواية، تستعرض عدة خطوط خاصة فيما يتعلق "بالمجهادين" مستعرضة حياة بعضهم كاملة، وتغيره�� هذا، ومقتطفات من حياة بعضهم الآخر، وكيف يتم تخطيط وتنفيذ هجماتهم، وخططهم، وتنسيقهم، وإلخ، إلى جانب قيامهم بتفجير برجي التجارة العالمي أو ما يعرف بأحداث 11 سبتمبر الشهيرة في أمريكا.
وإن شعرت في البداية أنه كان بالإمكان اختصار كثير من التفصيلات المملة.
رائعة، وجريئة، وخطيرة.
اقتباسات: "وابتسم مرةً أخرى وهو لا يزال في حوارٍ مع نفسه... حراس الفضيلة؟ أي فضيلة هذه التي لا يعرفها إلا هم؟ وهل كانت الفضيلة محتاجة إلى حراسة في أي يوم من الأيام؟ إن لم تكن الفضيلة قناعة في النفس، وفطرة في الذات، وتلقائية في السلوك، فإنها لا يمكن أن تكون فضيلة، فقد يجبر الإنسان على تصور معين للفضيلة، ولكنه لن يكون فاضلاً إن انتفت القناعة الداخلية."
"أزاح كل الخيالات والأفكار من ذهنه، وأخذ يستعرض الناس والأشياء حوله، إذ لعل ذلك يبعد الوساوس عنه، ولكن الوساوس لا تريد أن تتركه، فعاد إلى الصراع مع نفسه."
"وطافت في ذهنه قصة الخضر مع نبي الله موسى، وكيف أن لله حكمةً قد لا نراها اليوم، ولكنها تكشف نفسها عندما يحين الوقت المناسب، الظاهر لا يعني شيئاً، فحكمة الله في كل شيء باطنة، ولكن جهالة الناس هي التي تجعلهم يتعلقون بالظاهر وينسون حكمة الباطن."
"نعم يا أخي، من كان بعيداً عن الله، فحياته لا معنى لها، بل هي ليست حياة."
هذا العنوان يتطابق مع كتاب لأيمن الضواهري، ربما أراد الروائي التعريض بهذا الكتاب وتياره بطريقة ذكية، الرواية هنا رواية مزدوجة، تاريخيّة وتخيليّة، فيها بعض الحقائق، وسدت الفجوات بالخيال، الرواية تتحدث عن التطرف الإسلامي، وتحديدًا كواليس تفصيلية لضربة الحادي عشر من سبتمبر ، نتطلع لمطالعة كتاب آخر للمؤلف.
This entire review has been hidden because of spoilers.