بأسلوب أدبي سلس يتماشى وما تتطلبه الرواية السردية من خصائص النص، وبحبكة كتابية مدروسة، قدّم الكاتب السعودي هذه الرواية التي أرادها جريئة وكاشفة لكل ما يتحكم بالمجتمع من رغبات دنيوية لا تجد لها متنفساً طبيعياً للإكتفاء، فتظهر بشكلها المرضي ونتائجها المأساوية. دون رمزية ودون لف ودوران، وضع الكاتب مبضعه ليشّرح مظاهر التفسّخ الاجتماعي والانقياد السهل لطريقة حياة لا تغني ولا تساعد على تأهيل الإنسان للارتفاع في كينونة وجوده وتعاطيه، بل على العكس تدفعه إلى اعتماد الانحراف في سلوكه، وتنحدر به إلى أعماق ممارسة الرذيلة بكل أشكالها من الجنس غير المشروع، إلى الإدمان على الكحول، إلى السرقة والنصب والاحتيال، والتي ستصل به إلى حالات تشّده أكثر فأكثر إلى هوة سحيقة وسوداء لا مخرج منها، تفوح منها رائحة البؤس الشديد، حيث يتحول أفرادها إلى أشباه بشر مشّوهين ومحرومين تفتك بهم الأمراض النفسية، والتي تحّول بعضهم إلى مجرمين وقتلة دائمين وموتورين، أو يعانون من الأمراض الجسدية ويصابون بأمراض جنسية خطرة، وإما أن ينفّذ بهم المجتمع نفسه الذي أوصلهم إلى هذه الحالة، حكم الإعدام.
انتقاد حاد لكل مظاهر الحياة الشاذة ورغبة عميقة في اللجوء إلى التطرف، لإبراز الصورة المخيفة التي لا يعود بالإمكان إخفائها، علّها تكون عنصراً مساعداً في البحث عن المشاكل الفعلية والعميقة التي أدت إليها، والتي تحّول الإنسان بجميع حالاته وأفراده إلى مصائر مخيفة، وتشوّه صورته بحيث لا تعود تشبه بأي حال من الأحوال الصورة الإنسانية التي يريدها لنفسه
يتنقل الكاتب بين المواضيع الذي أرادها لهذا الهدف، من الاغتصاب، إلى الإفراط بالإهتمام بالجنس، إلى الدعارة والإدمان على الخمر إلى القتل، ويدخل أوساطا اجتماعية أراد كشف أسرارها وإزاحة الستار عن كواليسها.
رواية جريئة من كاتب جريء، "عرف عنه تناوله للمواضيع الساخنة بعيداً عن التعصب"، يبحث بكل حرية عن الحقيقة، ويقدم بحثه الروائي للقارئ بأسلوبه الخاص المميز.
عبد الله بن بخيت كاتب سعودي . يكتب ثلاث مقالات اسبوعياً تقريباً في جريدة الرياض السعودية (عمود يارا) . صاحب رواية (شارع العطايف, ومؤلف مسلسل (هوامير الصحراء).
هذه رواية ممتازة. بالرغم من كل الضجيج الذي أثير حولها إلا أنه ممتازة فنياً وذات حبكة متماسكة بشكل مدهش. إضافة لبنيتها المعقدة واللاتقليدية، فأنها حميمية وناجحة في ربط القارئ بالأحداث والشخوص والأمكنة. عبدالله بن بخيت فاجأني تماماً بملكته الروائية في تصوير الرياض ما قبل الطفرة.
هذه الرواية التي بلغت 398 صفحة لم تترك لي المجال للراحة أو استرجاع المواقف لكثرة أحداثها وغرابتها. وهي تتطرق للوجه القبيح من النفس البشرية في الشخصيات التي تناولتها منذ الطفولة إلى الهرم. أول مرة أطالع كل تلك البشاعة التي كانت في الرويض والتي لم يصل الكثير من تاريخها الاجتماعي للمتلقين وكأن المنطقة لم يكن لها إلا تاريخ سياسي فقط.
ناصر ، سعندي ، سويلم ، فطيس ، شنغافة و باقي الشخصيات التي كانت منغمسة في الرذيلة بشتى أنواعها حتى ان بعضهم انتهت حياته بالقتل بيد احدهم أو بيد النواب الذين يسعون لتخليص الناس من ذنوبهم ولو بالحيلة.
هناك شخصيات وأحداث تمر كالطيف ولا يعود إليها الكاتب وربما هي نواة الجزء الثاني الذي أتمنى أن يصدر لكمية الأسئلة التي توالدت مع القراءة ولم أجد لها جواب. وأظن أن الكاتب قرر التوقف عن الكتابة هكذا فقط لتصبح الرواية بلا نهاية. وربما ان الرواية لم تنته اصلا.
بغض النظر عن جرأتها في وصف "اللواط" - اعزكم الله - الرواية بديعة وتصف حالة مدينة الرياض قبل الطفرة النفطية بدقة عالية حيث كان اللواط متفشيا بين مراهقي الحواري رغم الزخم الوعضي الذي كان يقوم به المشايخ في الرياض.
في تصوري عبدالله بن بخيت كان أمينا في نقله واقع الحال آنذاك، وترك لشخصياته حرية التعبير عن أفكارها وممارسات الأخلاقية، جاء ذلك بحبكة رائعة، ولغة بديعة، تصف المشاهد دون مواربة.
لم اقرأ لكاتب سعودي بوكري أو غير بوكري عمل بهذا الابداع والإتقان والتمكن !! ماهذا؟ أين النقاد من عمل عظيم كهذا؟ هذه أول مرة أقرأ لعبدالله بن بخيت ولكني سأفتش في ارثه منذ اللحظة
خيبة أمل كبيرة !!! هذا ما تمثله ( شارع العطايف) لي.
كنت أتابع مقالات عبد الله بن بخيت في جريدة الجزيرة، وأتابعه الآن وقد انتقل إلى جريدة الرياض، وقرأت له نقدا ً موضوعيا ً لبعض الروايات المشهورة، ولقاء ً حول روايته الجديدة، جعلني هذا كله أتناول الرواية بثقة كبيرة، كنت أشعر بأنه سيقول الكثير في هذه الرواية، فلذا عندما جاءت مهلهلة، معتمدة على الجنس المكشوف في كثير من زواياها، فقد ابن بخيت ما كنت اكتنزته له من رصيد ككاتب.
الرواية عبارة عن ثلاثة فصول ضخمة، تدور أحداثها في مدينة الرويض – الرياض طبعا ً – القديمة، ويتولى بطولة كل فصل منها أحد أبناء تلك الحارات الشعبية الضيقة، الفصل الأول يحكي قصة انتقام رهيبة، قام بها ( فحيج) – وهو اسم ذو معنى بذيء – ضد كل من اعتدوا على جسده، في مراهقته، وكذلك ضد أزواج ابنة عمه التي يحبها، الفصل الثاني بطله عبد سابق لإحدى الأميرات، يعيش حياة ضائعة، ما بين الخمور وعلاقة حب مع أرملة، وينتهي مقطوع الرأس في الصفاة، متهما ً بالسحر، أما الفصل الأخير فيموت بطله بالسفلس بعد كل تلك السنوات التي قضاها مترددا ً على البحرين – تسمى في الرواية جزيرة اللؤلؤ -، من أجل عاهرة وقع في غرامها، وأنفق عمره وصحته عليها.
الرواية تغوص في هذه العوالم بطريقة الفضح، وبلا أي مواربة أدبية، تحفظ للقارئ شيئا ً، فلذا يشعر القارئ بالتقزز الشديد من بعض الأحداث والصفحات، قد لا يشعر به أبدا ً مرة أخرى أو مع كتاب آخر.
.. كتب داود الشريان أن الرواية السعودية ستنقسم إلى مجموعتين؛ ما قبل "شارع العطايف" وما بعدها. و كتب فيها الكثير من المثقفين عشرات المقالات. وأجريت حلقات تلفزيونية لتناقش هذه الرواية مع كاتبها "عبدالله بن بخيت"، الصحفي المعروف بالسعودية والتي كانت هذه الرواية أول عمل أدبي له. وبالطبع لم تتوانى دار الساقي بالترويج لهذه الرواية في العالم العربي. كانوا يمنون النفس بأن تكون الرواية البديلة لـ"بنات الرياض". إلا أنها لم تحظى بذلك الإنتشار بين القراء. كان الحماس في أوجهِ حين بدأت قراءتها. ولكن سرعان ما انخمدت شعلة حماسي، قبل أن أنهي الفصل الأول منها حتى. يمكنني أن أعطيها خمس نجمات، حين أقيمها على بناءها السردي ولغتها، ويمكن أن لا أعطيها أي شيء، عندما يكون التقييم على أحداثها. اللغة والإيحاءات الجنسية لا تكاد تغادر صفحاتها. ركز الكاتب في هذه الرواية على طرح النماذج السيئة لمجتمع محافظ في مدينة "الرويض"، والتي كان يقصد بها الرياض وقيل أنه جعلها "الرويض" لكي لا يدان على عمله هذا. ٤٠٠ صفحة، وناقد سعودي شهير يقول أنها تستحق تذكرة في جائزة البوكر. لكن ما قرأته لم يتعدى حدود الرواية الجنسية التي أُدخل في سياقها المطاوعة والدين والتغيرات الأجتماعية. أظن أن مثل هذه الرواية لا يصح بأن تباع لمن أعمارهم أصغر من ١٨ عام. أكثر ما أسائني هو تصوير الكاتب للمساجد بأنها المكان المناسب حين تشتد لواعج الشهوة بين حبيبين.
بالغ الكاتب في وصف لغة الجنس المثلية في الرواية ...برغم انها تعلن عن حالة الكآبة لمدينته الرياض قبل عصر العولمة وانفتاح المدن الذي يمر بنا تدريجيا الى لغة التعقل ....لاشك ان فسح الرواية وقتيا في معرض الكتاب كان انجازا مستغرب لكنني أراهن أن القائمون على الرقابة لم يقرأوا الرواية بأي شكل من الأشكال ..عموما رواية جيدة
"شارع العطايف" لعبد الله بن بخيت: رواية تعرّي واقع الشذوذ الجنسي المسكوت عنه
رواية صادمة! هذا ما قلته لنفسي وأنا أطوي الصفحة الاخيرة من رواية "شارع العطايف" للكاتب السعودي عبد الله بن بخيت، والصادرة بطبعتين، أولى عن دار الساقي وثانية عن دار جداول. والصدمة هنا ليست في لغة الكاتب التي قد يعدّها البعض خادشة للحياء، ولا بالمباشرة في طرح المسكوت عنه في مجتمعٍ لا يأبه بالعيب والحرام إلّا إذا كان مفضوحًا على رؤوس الأشهاد، في وقت يمارس الكثير ما هو أبشع في الخفاء، لكنّ الصدمة أتت في طريقة طرح المواضيع الشائكة والمُحرّم التطرّق إليها في الكثير من مجالسنا الأدبيّة، وربطها ربطًا مباشرًا بالإنسان وقيمه وعاداته وما نشأ وكبر عليه. ليضعنا الكاتب في مساءلة واضحة قبالة أنفسنا وواقعنا وما نخفي وما نكشف. ربّما أختلف مع بعض الزملاء النقّاد في تأطير الثيمة الأساس للعمل وحصرها في خانة الرواية التي تناقش المثليّة الجنسيّة. الرواية أعمق من ذلك بكثير، فهي تستند ربّما على علاقات مثليّة، لطرح تساؤلات أكبر وفضح ازدواجيّات أخطر في المجتمعات الشرقيّة. في رواية "شارع العطايف" يطرح بن بخيت أزمة "الشذوذ"، وثمّة فارق كبير بين المثلي الجنس، وبين الشاذ جنسيًّا. إذ جميع الرجال في الرواية والذين مارسوا الجنس مع ذكور، لم يكونوا في واقع الحال مثليّ الجنس، لكنّهم مارسوا الشذوذ الجنسيّ لأسباب تعدّدت، طوعًا أو قسرًا. ففي مجتمعٍ محافظ كالمجتمع السعودي، تبرّر واحدة من الشخصيّات في العمل استحالة إقامة علاقة جنسيّة مع امرأة من دون زواج. لذلك فالولوج إلى ممارسة الجنس مع ذكر كانت الطريق الأسهل لاستكشاف عالم الجنس المحرّم عليهم خارج العلاقة الشرعيّة. وهنا تعالج الرواية أزمة الهُويّة الجنسيّة للفرد وتحوّلاتها التي ليست دومًا بيولوجيّة، بل قد يؤثّر عامل المجتمع والمحيط بشكلٍ عام في تحوير تلك الهُويّة وزجّها في لجج لا تمتّ لها بصلة. تأخذنا الرواية إلى أبعد من سرير ورجلين يمارسا الجنس في غرفة مهجورة داخل مقبرة، في مقاربةٍ ذكيّة بين مفهوم موت هامد يقبع في قبرٍ تحت الأرض، وآخر يتجدّد كلّما اخترق أحدهم "فحيج"، ضحيّة الاغتصاب، في تلك الغرفة الشاهدة على هتك كلّ قيم الإنسانيّة. يتحوّل "فحيج" من مراهقٍ تعاقب على اعتلائه مراهقي وشباب شارع العطايف إلى مجرمٍ ينتقم ممّن فتّت رجولته وهُويّته الجنسيّة. وتكمن قوّة الرواية في هذا التحوّل من مراهقٍ خاضع جسديًّا، لقاتلٍ محترف يترصّد لكلّ من صدّع كينونته استجابةً لرغباتٍ حيوانيّة آنيّة. حتّى وإن كانت الرواية تنطلق من زاوية الجنس، ليس فقط الجنس بين الذكور، لكنّها تزنّر ظاهرة الرقيق الأبيض أيضًا، وتفضح الاتجار بالجسد، لكنّها أيضًا تسلّط الضوء على ما بعد الجنس، أي ما ينتجه من إعاقات ذهنيّة وجسديّة قد تقتل، وهذا ما حدث عندما لبعض شخوص العمل الذين ماتوا بأمراض جنسيّة كالسفلس بعد ممارساتهم الجنسيّة غير المشروعة، واستذئاب فحيج الذي تحوّل إلى قاتل ينتقم من كلّ من اعتلاه. لم ينخرط بن بخيت بسذاجة الحكم المسبق على كلّ رجل اغتُصب من رجل آخر، إذ لم يحوّل فحيج إلى مثليّ الجنس. لذلك نرى فحيج يستمرّ بحبّ ابنة عمّه ويتزوّجها ويعيش معها حياةً مستقرّة "نوعًا ما" بعد كلّ ما مرّ به من تشتّت عصف بجسده وكان قادرًا على تحوير ميله الجنسي. للكاتب قدرة على انتزاع القارئ من مقعده ودرزه في عالم روائي أخّاذ، فأسلوب القصّ كان ممتعًا لا يسمح للعين أن ترمش. الملفت أنّ الرواية تفصح عن حبكتها منذ البداية، إذ يستخدم الكاتب أسلوب الاسترجاع السردي ليضع القارئ قبالة الثيمة الأساس من الصفحات الأولى، فنحن نعلم أنّ فحيج تعرّض للاغتصاب ويريد الانتقام من مغتصبيه، ومع ذلك سرعة السرد وتلاحق الأحداث وبناء الشخصيّات المُحكم ساعد في ضبط إيقاع الرواية وخلق متعة متلاحقة بتعاقب الأحداث والشخوص. بن بخيت ينحت شخصيّاته بدقّة وخفّة وتأنّ، يفرد لها المساحة التي تستحق، يحرّرها من قيودها ويترك لها حرّيّة السرد غير المحكوم بقيد. وكان هذا السبب الرئيس لاندماجي مع كلّ شخصيّة سواء كانت شخصيّة أساس أو شخصيّة ثانويّة. كان الانتقال بين شخصيّة وأخرى، وقصّة وأخرى بارعًا، مطواعًا، وسلسًا بعيدًا عن التكلّف والقفزات الزمنيّة غير المفهومة التي وللأسف يتّبعها الكثير من كتّابنا المعاصرين، من دون مبرّرات دراميّة روائيّة، اعتقادًا منهم أنّها الحداثة في الرواية. لتأتي رواية كشارع العطايف لتثبت لنا، قرّاءً ونقاد، أنّ البساطة قد تكون في أحيان كثيرة أعمق وأشدّ تأثيرًا من البهرجة الكاذبة.
من المؤسف أن تتعرّض رواية عظيمة كشارع العطايف للكثير من النقد، ليس فقط عن لسان العامّة ولكن أيضًا من نقّاد متخصّصين في الأدب والرواية، كأنّ الرواية العربيّة اليوم تعاني من مخاضٍ قاسٍ يحرّم عليها الخوض في تابوهات مجهولة تخيف المجتمع. لكن في الواقع، رواية كشارع العطايف، لا تطرح فقط... لكنّها تعالج وتنبّه وتحذّر من مغبّة الانخراط في عوالم جنسيّة قد تبدو ممتعة ولذيذة، لكنّها، وفي أغلب الاحيان تقود إلى ما لا يحمد عقباه.
لدى بن بخيت أسلوب جميل في الرواية. ربما كان الأجمل على الإطلاق بين كتابنا العرب. كنت أتمنى أن لا أقرا عن الطبقة الكادحة من أبناء بلدي مثل هذا الكلام. لا أتصور بأن تكون حارة بأكملها غارقة في هذا الفحش السافر. وشقيقتنا جزيرة اللؤلؤ؟ عمارة يعقوبيان السعودية؟ بل أردأ. أتمنى لو أقرأ له رواية "نظيفة" فأسلوبه جميل بحق. الرواية تحكي عن ثلاث شخصيات: أحدهم مهمل من أبوه المزواج والآخر أفريقي مختطف انتقل من عبودية الأميرة إلى عبودية السكر والثالث الناجي الوحيد لأمه من الجدري. حياتهم بائسة كحياة كل من في الحي ونهاياتهم مفجعة كان على الكاتب مراجعة الرواية مرة عقب الأخرى فمرة يسمي المدينة الروضة ومرة يسميها الرويض. ومرة يسمي النادي الأنصار ومرات الفوز. بعض القصص تركت مفتوحة وعدد من الأسرار لم يكشف حتى نهاية الرواية كما هي الحياة الحقيقية لا أعرف كم نجمة أعطيها فقد أحببت الأسلوب وكرهت الوصف المخزي لبعض المواقف
الصبغة المحلية التي يتمتع بها النص هي الدافع الأول الذي جعلنيّ إنسجم كلياً مع السرد, وأنخرط في التفاصيل, والحكايا, والذكريات. يأتي "ابن بخيت" في هذا النص من ذاكرة بعيدة ومثقوبة, محملاً بذكريات, وحكايا, وقصص, مصوغة بطريقة سلسه وبسيطه, رغم المشاهد الصعبة التي تربط كل حكاية بزميلتها. يتميز النص بالحبكة السريعة, والشخصيات الخصبة, والملونة, ولا يقف النص عند مكان, إلا ليبدأ من مكان آخر قريب منه. حتى تتوحد الحكايا في آخر المطاف لتشكل صورة واحدة مكتملة.
النص يركز بشكل فعلي على الشوارع والأزقة الخلفية, على المناطق الحيوية بقصص تتسم بأشنع الأفعال وأقذرها, ويعيش أصحابها في ظروف تغلفها الشهوة المشتركة, والفكرة المختلة بعيوب ونواقص كثيرة. فالرواية بطابعها العام, لا تثبت قضية معينة, ولا تعالج فعلاً خارجاً عن الصواب, بقدر ما هي تطرح حكايا وقصص ترويها الذاكرة, ويسجلها الزمن كتاريخ صعب ومرير. المكان حاضر في النص وبقوة, وهي ميزة إضافية تحتسب للرواية. لطالما شعرت أن الرواية التي تؤكد على وجود المكان وتفاصيله في أحداثها هي رواية جيدة وتسعى لإثبات واقع مبني على خيال مشوب بدلائل وأحداث ممكنة الوقوع.
سيرة كل شخصية على حدة خصبة وغنية بالذكريات والأحداث الصعبة والمثيرة, "ناصر/فحيج" عاش التجربة المره, أن تكون هدفاً وغنيمة ومسعى لكل نفس خبيثة شيء مؤلم, ومقرف, ومقزز في ذات اللحظة, أن تتخبط في الحياة سعياً لإثبات حقك بإعتدادك بنفسك كرجل, فتجد الماضي الكئيب دائماً لك بالمرصاد, حتى تسول نفسك لك إتخاذ الجريمة كأسلوب حياة لتزيل من ماضيك شوائبه وعثراته, وتقع بعد ذلك ضحية تئنيب ضميرك المزري, كذلك الحُب الذي صنعته الأيام والعوامل والظروف بينه وبين "نوف" كان شيئاً جميلاً, والموضع الطاهر الوحيد في ماضيه الفاضح والمخيف.
"تيسير/شنغافة" ملخص بسيط لسيرة الإنسان المهان, أن تعيش حياتك كلها وأنت في نظر الآخرين شيء ناقص, وفي ذات الوقت شيء زائد على الحياة, وجودك مجرد كماليات لحياة الآخرين, التي أعطي لهم حق التفرد بك بالسلطة والجبروت, فأصبحت شيئاً من كمالياتهم, لا يرون فيك إلا العدة التي تزين لوحة حياتهم وتضفي عليها لمحة من كبرياء, وقد يكون في ملخص آخر سيرة للمكافح الذي يبحث في حياته عن موضع واحد يثبت فيه قدميه دون أن يشعر أن العالم من حوله يهتز, ويرفضه على الدوام.
"سعندي" سيرة الشاب الهائم على وجهه, الضائع في مسالك الإنحراف الدائم عن الصواب, يبحث بكل الوسائل عن خطة جديدة للنصب, وفكرة مستحدثة يعبر من خلالها إلى جيوب أحدهم حتى يغني نفسه بدراهم معدودات يعيش على طعمها, وقع في فخاخ كثيرة, قد يكون أبرزها فخ العائلة الهالكه التي خلق بينهم, بين أخ وأخت بعيوب خلقية, وبين أب قاسي, وأم حنونه بتسلط, كذلك فخ الوقوع في عشق بنات جزيرة اللؤلؤ وبالأخص تلك الـ "مستوره" التي لم تأخذ من إسمها معناه, والتي كانت سبب موته وجحيمه الأخرى.
الرواية أشبه بثلاث روايات متداخلة في رواية واحدة. الحقيقة أنني إستمتعت بها, خلافاً لما كنت متوقع من إحباط سأجده بعد قرائتها, فقد كنت متأمل شيء ووجدت بعد الإنتهاء منها شيئاً آخر, يخالف كلياً ما توقعته منها.
الرواية نقلت لنا أحداث حقبة زمنيه من التاريخ السعودي لم نعلم عنه شيئاً أكثر مم ذكر في مناهج التاريخ من بداية إنشاء المدرس والبطولات الملكية آنذاك .
الرواية تنقل المجتمع كما كان بعيوبه وجرأته وأحياناً وقاحته , تنقل الحسد والتحرش الجنسي والعنصرية والسحر والالتزام الديني الشكلي .. وغيرها من المشاكل التي لا تزال رواسبها عالقه ولا يزال نشوؤها مجهول المصدر . فكل جيل يزايد على وقاحة من بعده ويلصق العيوب به .
رواية تستحق القراءه بكل ماقد تولّده لديك من شعور بالـ"قرف" حين وشعور بالـ " ظلم " حين آخر .
مبهرة. هكذا أستطيع أختصار هذه الرواية. رغم اشمئزازي "الصغير" منها. إلا أنها تستحق القراءة. أسلوب جميل، ذكاء الكاتب فذ فيها، ترتيب الفصول جميل. الصدمات في الرواية كثيرة. لا أوّد حرق الجزء الأهم منها. ولكني أحب الرواية التي تفاجئ القارئ.
عبدالله بن بخيت صوّرَ المُجتمع قديماً دونَ تطهير مُصطنع ، بيّن كيف تعايشَ الناس قديماً مع المُستجدات السياسية ، الإجتماعية ، و التعليمية التي تطرأ على المجتمع المُحافظ . كذلكَ أوضح نُقطة الخلط بينَ العادات والتقاليد و تعاليم الشريعة الإسلامية . وَ لم يفوّت أن يُظهر رجالات الدين سابقاً بـ الحرورية. والرواية بشكل عام يُحرك شخصياتها وعلاقاتهم الجنس بالدرجة الأولى* أكثر ماراق لي إستخدامه بعض الألفاظ القديمة المتداولة في تلك الفترة، بالإضافة إلى أنّ الراوي يُدخلك من جانب معيّن لمشاهدة الأحداث ثم يُخرجك إلى جانب آخر لمشاهدة ذات الحدث الذي شاهدته للتو! ربما يجد البعض بأن هذه التكرارات لا حاجة لها ! لكنني أجدها توضّح جوانب معينة من الشخصيات والأحداث بالإضافة إلى تراجيدية القصة
من جانب آخر : كان سرد الرواية أشبه بإسترجاع للماضي، فنجد الراوي في نهاية الفصل يقول : سوف .. و سوف .. وسوف .. و تنتهي القصة! .. ، حبكة الرواية تضعف في مواضع بسيطة، لكن هذه المواضع بالنسبة للقاريء تخلق مسار مختلف للأحداث ! فـ يبني مجموعة من التوقعات ليكتشف في النهاية أن الشخصية التي ستغير مجرى الاحداث أختفت فجأة! وهذا مزعج نوعاً ما.
تتألف الرواية من ثلاثة فصول تحكي قصة ثلاث شخصيات -فحيج وشنغافة وسعندي- عاشت في شارع العطايف بحلة بن بخيت، أحداث الرواية تدور في زمن الخمسينات الهجرية، تصف ماكانت عليه الرياض في ذلك الوقت وماكان عليه الناس من علاقات اجتماعية وكيف كان أسلوب حياتهم، أسلوب الكاتب مشوق وسلس وأحداث الرواية مترابطة ووصفه للأحداث متقن إلا أنه لم يشفِ تطلعي لمعرفة كيف كانت الحياة في ذلك الزمن فقد اعتمد في روايته هذه على عنصر العلاقات العاطفية والجنسية والشذوذ بشكل كبير ومكثف وبقدر أكبر مما تحتمله الرواية في نظري، من المحير أن هناك شخصيات في ثنايا الرواية -كع��مان ومعدّية- لم تكتمل قصتها وأضحت بلا نهاية محددة ربما أن الكاتب أراد لها ذلك كتشويق للقارئ ليكمل الرواية إلى نهايتها بحثاً عن مصير هذه الشخصيات ووضع أحداث يتخيلها هو بنفسه، أو ربما قد يكون هناك جزء آخر للرواية سيتناول فيه هذه الشخصيات.
ازعجتني جدا .. بأحداثها احببت بداية الراويه واسلوب الجذب فيها ... كـ مفردات ومستوى لفضي .. لم أجد فيها تميز الوصف الدقيق لـ البشاعه الحاصله .. يصل الى حد الغثيان
لا انكر انه تفوق في جعل القارىء يستمر بالقراءه لمعرفة نهاية هذا العالم البائس
أحداث الروايه فى احدى حارات الرياض القديمه ... الاحداث و شخصيات الروايه جميله و لكن ما يعيب الروايه هو توريه الاسماء الحقيقه فمثلا الانديه الرياضيه المذكوره نادي القمر = الهلال و نادي الفوز = النصر و كذلك أسماء المدن على العموم روايه جميله تعيد بنا الذكريات الى الرياض في الستينيات
مشاعري بعد أن انهيت رواية أمضيت ما يقارب الخمس سنين في البحث والتقصي عنها -رغم أنني بكل بساطة أملك نسخة إلكترونية منها، إلا أنني أبيت قطعًا بأن أفقد الوصل الجسماني مع دفتي الكتاب- والتهامها في غضون أيام متناسية حقيقة أنها ذات نهاية حتمية، مشاعر غريبة لا أدري هل كان بسبب ترديد اسم الرواية والمؤلف على مسمع كل بائع كتب ومكتبة عبرت منها وخلالها أم هي فعلًا بأسوارها وحلّة بن بخيت العريقة، الذي طمرها طريق الملك فهد تحت توسع الرويض المهول، طامرًا معه أزمات الشلة وماضيهم الفاحش. ارتباطي بالديرة وشارع العطايف، وشارع السويلم، وسوق أشيقر، وساحة الصفاة ارتباط معني بقصص ماما عمّا كان يحدث في أزمنة كانت هي وجدتي وأخواتها حاضرين فيها وشاهدين على أحداثها. انبهاري بعالم مغيّب عني أنا بنت الحداثة بعد أن كانت الحياة فعلًا في الرياض تقاس جهاتها بدكاكين الثميري وأوقات الإعدام والقصاص في الساحة أمام إمارة الرياض والدم المسفوح لأجل تطهير قضايا أصحابها أمر كان لا بد لي أن أرى شيء أبعد من قصص ماما وحياتها السابقة فيها. ولا زلت إلا هذه الساعة أجد نفسي في بُعدٍ آخر تمامًا كل مرة تطأ قدمي الديرة وأنا أجد نفسي تألف كل زاوية فيها حتى ولم أعش فيها إلا مقدار يومين من الساعات المجتمعة في زيارات خاطفة من عمري الست والعشرون. ياااه. لكم كنت سعيدة بأن أكشف وجه العالم الغابر وخفاياه الموحشة. أسرار تطوّق حياة سكان الرويض وحلّة بن بخيت، كلها مبنية على أساس من الحب. حب لا يمكن له أن يكون بصوره طبيعية ونهاية سعيدة، كله كان مشوّه ومليئ بندوب الحكمة الغريبة لهذا العالم، حتى أدان هذا الحب استعمال الجنس في طريقة فجّة “مخنزة” على أمل أن يكون هو المصحح لاستقامة الأخلاق المفقودة في الحلّة.
• رواية للروائي السعودي عبد الله بن بخيت ، تدور أحداثها في شارع العطايف ، في الرياض ، في فترة السبعينيات التي غيرت من المجتمع السعودي بإعلانها عن وصول الحداثة. الرواية تقع في 3 أقسام ، كل قسم منها يحكي عن شخصية مختلفة من شارع العطايف ، تجمع بينهم " الشلة " و التأثر بالتغيرات الجديدة التي طرأت على المجتمع .. و تصور الرواية ، حياة السعوديين في تلك الفترة الزمنية و تناقضهم بين المحافظة على الدين و التقاليد و بين الإندماج في الحداثة بكل حرياتها الغير محدودة . وفي كل قسم يتنقل الكاتب في الزمان بين الماضي ، الحاضر و المستقبل للشخصية ، مظهرا إرتباطها بالشخصيات الأخرى من الرواية .
• القسم الأول : يتحدث عن ناصر ( فحيج ) :
تبدأ الحكاية بوفاة والدته التي عاش معها وحيدا ، بعد أن طلقها والده ، و بمشهد إلتمام النساء حول جثتها في المنزل .. قبل أن تتابع الأحداث و الذكريات لتتحدث عن ناصر بشكل مفصل ، فناصر مغرم بابنة عمه ( نوف ) ، وهو ضحية للإعتداء الجنسي المتكرر من ( فطيس ) و (سويلم ) حتى صار معروفاً باسم ( فحيج ) وفي هذا القسم يتضح أثر إنكساره النفسي العميق ، نتيجة الإعتداءات الجنسية المتكررة ، فيظل حانقا على " فطيس " حتى يقتله . كما يقوم بقتل كل من تزوج إبنة عمه نوف .
من الجمل المؤثرة :
1. وصفه لوالدة ناصر ، التي تزوجت في سن متقدمة ، ثم اكتشفت أن زوجها كان مولعاً بالنساء ، فتزوج عليها إمرأة تكبرها بالسن عشر سنوات .. فيقول عن وجع الإنتظار ( انتظرت ، كان الإنتظار مؤلمآ في الأيام الأولى ثم أصبح مرهقأ ثم أصبح عادة وأخيرأ اختفى ليحل محله اليأس, ويكون هذا اليأس هو الواقع الذي سوف تعيش فيه حتى فجر هذا اليوم الذي ماتت فيه ).
2. يصفها فيقول : ( في البداية غضبت منه وكرهته ثم تذكرت بعد أن هدأت فورة الغضب أنه هو الذي أذاقها طعم الرجل وأنسلها طفلاً سيملأ حياتها. بدونه كان يمكن أن تصاب بالجنون. هو صاحب المنّة والفضل على بقائها في سياق الحياة الطبيعية. كانت تتخيله في بعض الاحيان ملاكا أنزله الله من السماء لإسعاد النساء سيئات الحظ من مثيلاتها ) .. ينقل صورة عن المرأة التقليدية التي تتعلق بالرجل ، لمجاراة الحياة ، راضية على نفسها بالخنوع و المذلة ، هروبا من ظلم المجتمع و ظلم أحكامه ، جملة تشعرك بالإحباط. ( قالت له أحمد الله أنك لست امرأة. كل امرأة مشروع إهانة) .
3. قصة ناصر مع والدته ، حين سألته عن مكان سفره فأجابها ببساطة أنه كان في جزيرة اللؤلؤ سيئة الصيت لتصدمها صراحته ( لماذا لم يكذب عليها كما كان يفعل من قبل؟ جزعت من هذا التغير الذي طرأ عليه. لأول مرة تشعر أن ابنها خرج من حياتها. أصبح شخصأ آخر ) و كيف غلبته بحبها حتى تساءل ( لماذا لم يكذب عليها. لماذا صدمها كأنها شيء بلا قيمة ).
4. أعتقد أن رؤية ناصر لاثنين ( رجل و إمرأة على ما يبدو ) يدفنان طفلا حديث الولادة في المقبرة ، أحدثت في داخله صدمة عميقة ، و أيقظته على حقيقته التي جرفته إليها الحياة ، خصوصا حين راودته الأفكار بان يكون دفن الطفل هو محاولة بائسة لحماية " الشرف " ( منذ تلك اللحظة لم تعد المقبرة المكان الملائم لتنفيذ رغياته. شعر فيها بحقيقة الموت . كان يجب أن يلحق بالشبحين ويعرف منهما ما علاقتهما بالرضيع . لا يمكن أن يتخيل أن هناك من يجرؤ على قتل رضيع لا يتجاوز عمره يومين أو ربما كان وليد ذلك اليوم الذي دفن فيه. لا شك أن شرف امرأة يقف وراء هذه الجريمة. تذكر أنه رجل مهدور الشرف منذ أن اغتصبه فطيس وسويلم. تخيل امرأة تقتل رضيعها خشية من العار. امرأة تخبئ عارها بجريمة مشيئة وهو يبذله لمن يستمتع به)
في هذا القسم أيضا :
1. تحدث عن التغيرات التي طرأت على المجتمع ، عن بدايات إلتحاق البنات بالمدارس ، وعن علاقة رجال الدين بالحكومة حيث قال ( تقوضت كثير من العادات والتحريمات الدينية بقرار صغير من الحكومة ولكن من باب الحفاظ على المصالح المتبادلة بين الحكومة ورجال الدين, اتفق الطرفان لحفظ ماء الوجه وحتى لا تسقط هيبة رجال الدين التي قد تأتي الحاجة السياسية لها على أن يستلم قيادة تعليم البنات رجل ملتح. وسلم بعد ذلك حراسة البنات لبوابين ملتحين زيادة في حفظ ماء الوجه ) فهو يرى أن الحكومة راعت رجال الدين و جاملتهم من أجل المكاسب السياسية.
• القسم الثاني : يتحدث عن شنغافة :
و تبدأ الحكاية في السجن حيث شنغافة المتحرر حديثا من الرق ، و الذي يعمل لدى أمير في إحدى النوادي الرياضية.. يجد شنغافة نفسه غارقا في صناعة الخمور و بيعها ، و في حب بائعة غنم (معدية ) يربطه بها علاقة حب و غرام تنتهي باختفاءها الغامض .. في النهاية يقبض على شنغافة و يتهم بالسحر و الشعوذة و بيع الخمور ، لينفذ فيه حكم الإعدام.
من الجمل المؤثرة :
1. شنغافة في اعتقادي ، هو الشخص الذي نجح في خلق بعض التعاطف معه ، فبالرغم من سيئاته ، يمتلك بعض الحس المرهف و الحزن العميق ، و يتضح ذلك في علاقته مع الأميرة ، قصة حبه مع معدية ، قصته مع حسينة ، و تأثره بطريقة تعامل فطيس مع فحيج .. و قد يكون سبب التعاطف معه تلك النهاية التي ختمت بها قصته ، حين اقتحم بين معدية سكراناً ليخرج من صندوق غرفتها ، بدلة كانت قد اشترتها معدية له ليرتديها في العيد قبل أن تختفي من حياته ذلك الإختفاء الغامض الذي كسره .. و كيف تغنى النّواب بالقبض عليه و لفقوا له تهمة السحر حتى حكم عليه بالإعدام ..
( لم يكن اسمه الحقيقي شنغافة بل تيسير. أدرك أهل الرويض أن ذاك الرجل البائس الوحيد كان يملك اسمأ يخصّه كبقية البشر ولكن بعد فوات الأوان) هذه الجملة كانت مؤلمة . ربما لو وجد شنغافة بعض الإهتمام ممن حوله ، و بعض الحب الحقيقي ، لاختلفت نهايته.
القسم الثالث : يتحدث عن سعندي :
و سعندي ، مراهق ، وجد نفسه مفتونا بكثرة السفر إلى جزيرة اللؤلؤ ، حيث الخمور و النساء في حي قرندول ، قبل أن يتعلق قلبه بإحدى العاهرات ( بنت مستورة ) و التي تفقده ضمير العلاقات فيضطر لخداع خاله و بيع الخمر من أجل تدبير المبالغ المالية اللازمة لزيارتها.. و تنتهي الحكاية بوفاته إثر إصافبته بالسفلس . هذا الجزء من الرواية هو الأقل تأثيراً – في اعتقادي -
بعد البحث المتواضع على الإنترنت ، وجدت أن قرندول كان حياً سكنياً في البحرين ، أيام الحكم البريطاني ، حيث تم في عام 1937م جمع كل العاهرات المجاهرات في تلك المنطقة و أخضعوا للرقابة الحكومية و الفحص الطبي الدوري.
��ن الجمل المؤثرة :
1. تطلعك الرواية على بعض الحقائق عن عالم البغاء و القوادة ، حقائق تجعلك تشعر بالقرف من إمتهان الأنوثة ، حيث يصطف الرجال في طابور طويل ليناموا مع العاهرة الواحدة " بنت مستورة مثلاً" .. و التي يصفها أحدهم دون خجل بأنها ( مبولة ) دون أن يترفع عن زيارتها. ( هؤلاء يمكن استغلالهم بسهولة. يأتون إلى هذا المكان باحثين عن الستر. إنهم أكثر عاراً من المكان نفسه)
( ليس الخزي على المرأة التي تضاجع عشرات الرجال في اليوم الواحد. ولكن الخزي على الرجال الذين يتعاقبون على امرأة بائسة واحدة . الذين يدخلون ويخرجون من القرندول مطأطئي الرأس. مصائرهم في يد حفنة من القوادين)
2. الرجال من نوع ( سعندي ) يتعلقون ببنت مستورة سريعاً ، فهم يتوهمون أن مثلها قد يقع في حبهم. ولا يتقبلون فكرة أن " بنت مستورة " قد وصلت إلى حضيض الإنكسار الذي سمح لها بإمتهان أنوثتها مقابل العائد المادي و أن هؤلاء في العادة لا يؤمنون بالحب الذي يبحث عنه سعندي و أشباهه ، بل قد ينظرون إليه على أنه نوع من الضعف الذي لا يستحث البحث عنه .
اختار الكاتب ثلاث شخصيات هي محور الرواية سردت كل شخصية الاحداث وفق رؤيتها الخاصة والتي اراد الكاتب ان تكون جميعها حول الجنس بصفة خاصة .. ترك كل جوانب الشخصية الانسانية والظروف المحيطة بها وملابسات البيئة والبعد الزمني ولم يركز الا على الجنس كغريزة وما يدور حولها من احباطات ومشاعر بل ان حتى شخصياته الفرعية حملت نفس الهم وصورته على نفس الوتيرة .. في النهاية لم اخلص الى الغاية التي اراد بلوغها الكاتب هل اراد لنا الاشمئزاز من الحقبةالتي كتب عنها ؟ لقد نجح في ذلك !! هل اراد ان نتعاطف مع هموم شخصياته الجنسية وعذاباتها الخانقة ؟ هل اراد ان يرسم صورة لمجتمع بكامله اختار شارع العطايف وحلة بن بخيت كنموذج مصغر له ؟ حتى في طريقته للسرد ممل ويستطرد حتى يضيع الحدث في ثنايا الاستطرادات .. لست ادري ما الذي اراده الكاتب من روايته .. هذاالكتاب وصمة في جبين كاتبه .. كريه الى ابعد الحدود وكان صاحبه ما اراد لنا الا ان نكرهه ونكره جملة المجتمع الذي رسمه او عاش فيه !!
شارع العطايف أو كما أفضل أن أسميهم البؤساء ، فـعبدالله بخيت صور لنا حياتهم ،أنهم في جهنم الأرض يتقلبون في خطاياهم وعلى آثامهم والعار يستفيقون ، فهذه حياتهم البائسة من بداية مولدهم إلى لحظات الممات ، فحيج ـ شنغافة ـ السعندي لقد نجح بن بخيت في شد انتباه القارئ ، فالرواية ليس من السهل تركها دون الانتهاء منها ، استطاع نقل ووصف حقبة من الزمن كـ أننا نراها على شريط سينمائي ، أستطاع أن يوصل لنا أحاسيسهم ورائحة سكيك الحلة والمهمشون فيها ، أعجبتني طريقة انتقاله بين أبطال الرواية وكيفه الربط بينهم ، لا أعلم ماهو سبب تغيره لمسميات الأماكن والمدن وتحريفها رغم أنها واضحة جداً ، أخيراً أعيب وبشدة على الجنس المقزز فالفصل الثالث لحياة السعندي القائمة على أساس الجنس والجنس فقط والقوادين وفتيات النهار في القرندول حياة مقرفة جداً
تعبت كثيراً الى ان اقتنيتهاَ ولم اتوقع ان اجدها بصراحهَ ،، اسطر بن بخيت فعلاً رائعه بغض النظر عن الموضوعيهَ فيهاَ ، اتحدث عن وصفه للاشياء بدقه وعنقدرته عـ رسمها بمخيلتناَ وكـ أنني اشاهد فلمَاً لا اقراء كتابَ ،، عندما تبداء باول سطرَ لن تترك الكتاب حتى تقلب اخر صفحه فيهَ ..
احببت اختياره للموضوعَ ولو اني مكانه لـ اخترت " بالقرب من جزيزه اللؤلؤ " احببت الشخصيات كذالكَ ،، تئلمت كثيراً لنهايه شنغافه ومعديهَ تمنيت لو كانت سعيده :$ عتبي على بن بخيت انه تعمق كثيراً كثيراً بالفواحشَ والامراض حمدت الله انني لم اكن في تلك الحقبه الزمنيه الوحشيهَ
رواية شارع العطايف تحكي عن سكان حي شعبي في مدينة الرياض في الستينات الميلادية ، في بداية الرواية كان أسلوب عبدالله بن بخيت سلس رسم صور الشخصيات بدقة بعدها غرق في تفاصيل مكررة .. أعتب عليه تركيزه على النظرة الجنسية لجميع سكان الحي ، حتى الأطفال الصغار لم يستثنوا من القاعدة وكأن الجنس هو المحرك الرئيسي لكل الناس وقتها ، حاول أن يقنع القارئ بأن كل مجرم يحمل في قلبه إنسان بسيط وطيب ولكن لم يذكر أي مميزات إنسانية لهؤلاء حتى يتعاطف معهم القارئ باختصار الرواية لا تستحق القراءة ، انتهيت منها ولم أصل لرسالة الكاتب أو هدفه من كتابةرواية طويلة تقع في حوالي 400 صفحة..
أدرك كيف يمكن لرواية كهذه أن تثير حفيظة الكثيرين. لكن الرياض القديمة التي نجهل كثيرا ، كانت حاضرة في الرواية، لا أمانع من فتح أي نافذة لأطل إلى هناك. المشهد في المستشفى بعد مر السنين كان لافتا. نحتاج إلى من يذكرنا أن الزمن غني جدا بالحوادث حينما نطل في الملامح المجعدة. النفس الإنسانية بارتباكاتها ، وتشكلها مع الظروف ، وقتامة المسكوت عنه كانت احجار زاوية في تجربة قراءة هذه الرواية. لن يستطيع أحد أن يعرف بدقة مااذا كان مثل هذا يحصل، وبأي نسبة في ذلك المجتمع، هي حكاية، لا يتوقع منها - ولا يجوز لها- أن تتعدى ذلك
الأسلوب السردي قد يكون من الأساليب المفضلة لدي بعد قرائتي لهذا، وأنا أقتبس هنا "الحدث القذر والحزين!!" رواية لاتحتمل الملل أبدا، تتجاوز كل الحدود الممنوعة .. أظن إنها ممنوعة هنا بناء على الأحداث الواقعية جداً والموجودة في كل حي .. وأحب هنا أوجه كلمة للأشخاص اللي يعتقدون العالم مثالي ونظيف، "الديرة اللي ماتعرف فيها أحد زق فيها" !!!!! أحد الغر اللي في الحياة يقول لاتضيع وقت بهذه الوريقات الممتلئة بالهراء!!! ما أدري شلون فيه ناس بتشذا الحقيقة؟.
رواية جريئة ... تصف حالة مدينة وأعتقد انها الرياض في السعودية قبل الطفرة ... فمن خلال شخصيات روايته التي اختارها بعناية لتمثل المجتمع بكامله ، لا اريد ان احرق الرواية والتي انصح بشدة بقرائتها فهي عمل مبدع وممتع لكن لي عتب على الكاتب فالرواية تحتوي على الكثير من الكلمات الدارجة المستخدمة في السعودية والتي لم اتمكن كما لن يتمكن اي قارئ عربي من معرفة معانيها بشكل دقيق ... فلو ذيل المعنى اسفل الصفحة أو بين قوسين حتى يكتمل استمتاع القارئ بهذه الرواية البديعة لغة وموضوعا
رواية ممتعة لكنها مترهلة قليلا وخصوصا الفصل الأخير الذي أعتبره زائدا تماما ولولاه لمنحت الرواية خمس نجمات لم أحب أيضا لعبة تبديل الأسماء بطريقة كاريكاتورية
هذه الملاحظات لا تمنع كونها رواية ممتعة وهذا أمر مهم في نظري