سأسند إليك الإشراف على النشاط، وانفرجت عينا الأستاذ دهشة، ولم يستطع أن يسأل عن السبب، فقد عقدت الدهشة لسانه، لكن المدير أضاف بلهجة ودية متراخية: أنت مثقف والنشاط يحتاج إلى ثقافة، فقال الأستاذ بعد تفكير: النشاط يحتاج إلى سياسة لا أكثر.. أنت المنظر السياسي! منظر، ولكني لست سياسياً مجرباً.. ثم أضاف بسعادة لذلك العرض وإن لم يوافق عليه: السياسي يحتاج إلى قبول وارضية تنبت الأصوات لصالحه، ألا يكفي صوت السلطة؟ الصوت الذي يمنح الاستقرار هو صوت الطلبة. واحتار الكهل السمين، وفكر وقدر، وتذكر الأستاذ العسجد طموحاته ورغباته لعلها تتورد من جديد وتتفتح لأول قطرة من السماء لميلاد ينقذ وضعه كمعلم للصبيان، اللقب العاهة الذي يبرح ذاكرته...
التورية التي جاء بها العنوان طريفة مثل الكتاب ومحتوياته فحقول طالبان قصد بها الكاتب الحقول الدراسية في بلده السعودية منهكما على أسلوب التعليم العقيم على المناهج والمدرسين الذين يتبعون أقدم الأساليب في التربية والفكر...للكاتب قدرة جميلة في التصوير الساخر لنقده كما أن أسلوبه مغاير يجعل له شخصية خاصة ومنفردة لذا جاء الكتاب مسل وموصلا للفكرة بشكل يرضي القارئ...خطوة موفقة.