عندما يتوقف التاريخ ما بين الصفر ورقم واحد، وسنة مجهولة لا يمكن تحديدها، لتبعثر رياح الخريف الجافة أوراق المذكرات المنبوذة، فتختلط عليها القصص، وتتشابك ذكرياتها مع ذكريات البشر، ثم لا تعود هي الإنسان نفسه، ولا تعود الحياة كما ألفتها.. لماذا؟ كل ما فعلته نورسين هو الاستيقاظ من النوم.
هل تبحث عن رواية خرجت من الإطار المستهلَك، وابتعدت عن المألوف الذي اعتدنا قراءته في الروايات المكتظة على أرفف المكتبات؟ اقرأ هذه الرواية وستجد نفسك في عالم آخر؛ الفكرة المبتكرة، والسرد الجميل، والخيال اللذيذ، واللغة المنسوجة نسجاً رائعاً يليق بكاتبة متمكنة.
رواية جذابة وملهمة، بدءاً من العنوان الذكي العلمي العملي، ذي المدلول القوي بالذاكرة، مروراً بالأحداث المتلاحقة المشوقة، وليس انتهاءً بالأفكار الجانبية التي تدخل بك في كوامن النفس البشرية.
ربما لو حُقَّ لي أن آخذ شيئاً على الرواية، فهي نورسين، رغم جمال روحها بدت لي ذاتَ شخصيةٍ سلبيةٍ في مواضع كثيرة.. يُحدّثها غشام فيقول: «مملة، أخطأ فارس في اختيارك؛ عقلية بريئة ساذجة مملة».. بالفعل، إنها تحمل عقلية بريئة ساذجة مملة، أخطأت أمل الكعبي في اختيارها.
هل أنت… أنتَ..؟!.. هل أنا.. أنا..؟!.. هل أنا هنا.. أم هناك..؟.. هل نحن حقيقة.. أم خيال..؟!.. تساؤلات كثيرة تدور فتعصف بأذهاننا… من نحن.؟! هل نحن.. حلم..؟! هل نحن بشر.. أم مخلوقات فضائية. نستيقظ فنجد انفسنا.. لسنا نحن.. ولسنا هنا، سجن أبيض بثلاث اعمده أسموها <<غرفة>>..، ماء.. طعام.. وهواء فقط..!! من يسامر حياتنا، ويدٌ خفية تطل علينا أسفل الباب تحاول أنت تكون لطيفة رغم خوفها منا، مشاعر مضطربة تجعلنا نتقبل حياتنا الجديدة، لكن..!!!.. مشاعرنا تأبى وتَحِّنُ لمشاعرنا الماضية. {من تريد ومن أورد، أعتقد بأنهم رحلوا.}..💔. "نورسين" هذه مشاعر كاتبة قد كتبت قصة حياتها على الجدران وبعض من الأوراق التي خبأتها لتكتب بها رواية في يوم١-١ من العام المجهول فيه حياتها. أجل قصة "نورسين" التي أصبحت بغمضة عين "سيرسا". هل ستتعايش نورسين بأنها سيرسا..؟! أو هل ستتعايش سيرسا بأنها نورسين.. أو من منهما الحقيقة.. واللاحقيقة..؟!. رغم كل المصائب التي حلت عليها.. هيَّ أو هيَّ.. ، تلك اليد الخفية الحانية والدافئة التي قد أحبتها، قد تكون سبب دمارها أو ولادة حياة جديدة قد لا تعرف عنها شيئاً. {البائسون يسمعون الموسيقى بقلوبهم لايهتمون بالمثالية… يحاولون إيجاد السعادة في كل شيء، بينما الأغنياء يبحثون عن الزلات.. لأنهم يملكون كل شيء، بعيدون جداً عن المتعة} "غيث" - اقتباسات جميلة ترسمها الكاتبة على هيئة كلمات تلامس حياتنا ومشاعرنا تتحسسها بكل جرأة. - لكن السؤال المحير..؟؟؟.. هل سترجع المظلة السوداء إلى صاحبها.،؟!. .
الكتاب رقم (٤٢) من قائمة #تحدي_القراءة لعام ٢٠٢٢/٢٠٢٣ وهو من مقتنياتي من #معرض_الرياض_الدولي_للكتاب_2022 المؤلف: #أمل_الكعبي عدد الصفحات: ٣٤٩
دار النشر: #بلاتينيوم_بوك
التقيم: ٤ من ٥
«الكتب المحرَّمة هي تلك التي لم تُكتب بعد»
«لن أعتذر منك.. المجانين لا يعتذرون؛ لأنهم لا يدركون جرائمهم»
هل تبحث عن رواية خرجت من الإطار، والابتعاد عن المألوف؟ هذه الرواية هي الهدف وستجد نفسك في عالم آخر؛ فكرة مبتكرة، سرد سلس وجميل ، ومليئة بالخيال الجميل الجذاب.
رواية جذابة وملهمة، بدءاً من العنوان، والذي يدفعك للقراءة لمعرة الاسم
انتقلت مع رواية الكتابه الى عالم اخر شعرت باني اعيش وسط تلك التفاصيل المذكوره وكاني اراها امامي عيني .. شعرت بالبرد واحترقت بحرارة الشمس استنشقت رائحة المطر وراقت لي رائحة القهوه ..لا أعلم اي مدى آصل عندما اعود لصفحات الكتاب غير اني اشعر باني بعيدة كل البعد عن الواقع واعود فور الانتهاء .. كانت توصية جميلة وتستحق ابدعت الكتابة امل الكعبي /
بطريقة فانتازية جميلة تسرد لنا الكاتبة امكانية دمج ذاكرة الشخصية الرئيسة في الرواية مع جسد وروح شخصية اخرى ثانوية ، والمقاومة العنيفة التي تحدث ما بين الشخصيتين وايضاً الاندماج المربك واللا منطقي . وتطرح لنا فكرة المتاجرة بالأعضاء البشرية وهل لو كان الجسد يحمل ذاكرة خاصة به! تقول احلام مستغانمي "ان لكل جسد ذاكرة تروي كثيراً من الحكايات او تكون شاهداً على التاريخ "التاريخ الذي يعتبر من المحرمات في هذه الرواية والتي هي تنتهي بتاريخ مجهول تماماً. هل الارواح هي من تبحث عن جسد يليق بها ؟ وهل الذاكرة تختزل مكنوناتها رغم موت اجسادنا ورحيل ارواحنا ؟ بعض الاجابات الشافية تجدها في هذه الرواية.
This entire review has been hidden because of spoilers.