تدور أحداث "ميس إيجيبت" في الوقت الراهن، مستعرضة المتغيرات السياسية والاجتماعية التي مرت بمصر منذ قيام ثورة يوليو، مع كثير من الإشارات إلى العصر الملكي، متخذة من الشخصيات العديدة التي تنسج أحداث الرواية، ألسنة متباينة، ليست للتعليق على الأحداث، بل لصناعتها والتأثير في سياقها. تنسج الكاتبة لوحاتها السردية، من خلال شخصية (نفرت جاد) ذات الثمانية عشر عاما، والتي كانت تحلم بأن تحمل لقب (ميس إيجيبت) ووجدت مقتولة وممثلاً بجسدها الأنثوي، لتبدأ أحداث البحث عن القاتل. وخلال رحلة البحث، نتعرف على الملامح الأساسية المكونة لشخصيات الرواية المتعددة، بتعرجاتها النفسية المتباينة، وتراكماتها المختلفة
شاعرة وروائية وباحثة ومترجمة مصرية، حصلت على الدكتوراة في الفلسفة عام 1994 من موسكو، عضو في اتحاد كتاب مصر، عملت رئيسًا لتحرير سلسلة كتابات جديدة بالهيئة المصرية العامة للكتاب، والمشرف العام على سلسلة الجوائز بالهيئة، وكانت عضو اللجنة التنفيذية في مشروع مكتبة الأسرة، وعضو اللجنة التحضيرية للنشاط الثقافي في معرض القاهرة الدولي للكتاب. نظمت العديد من الندوات والمحاور الثقافية للنشاط الثقافي المصاحب لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وأسست جناحًا لمناقشة المبدعين الجدد بعنوان إبداعات جديدة ، كما شاركت في هيئة تحرير وترجمة بعض القواميس والموسوعات في مصر مثل: قاموس المسرح، موسوعة المرأة عبر العصور، دائرة المعارف الإسلامية.
صراحة لم أكملها للنهاية .. ولا أدري من أين أوتيت بالقوة لقرائتها حتي حوالي ثلثيها
أسلوب ضعيف مبتذل حاولت الكاتبة محاكاة القليل من اسلوب الأسواني وأحيانا أحمد خالد توفيق وكتابا آخرين فخرج أسلوب مشوه ممل جدا
شبه انعدام في ترتيب الأفكار .. انتابني شعور أن رأس الكاتبة كان مليئا بأفكار عدة كانت تريد التعبير عنها بشكل أو بآخر فخرجت أفكارها متشابكة متداخلة بشكل عشوائي خالي من أي تشويق أو ترتيب أو منطق
كلما اعتلت مجموعة من البشر.ذروة الدرج تحاول القضاء علي من يحاولون الصعود خلفها حتي لا يزاحمها فوق القمة أو يزعجوها من القاع ---------------------------------------------------------------------------------------------------- الناس "ياعارف"تكاد أن تضرب بعضها البعض في الشوارع , و خلف عجلات القيادة, و في الحافلات , و عند مداخل البيوت, و فيما تبقي من مصانع و مكاتب , و في اثناء الرقص, و عند الزواج و الطلاق, و عند الولادة ,و المضاجعه. الناس غير مستريحة يا "عارف" ليس من الفقر و القذارة و الزحام فقط ... لا, هناك شئ أعمق من كل ذلك,ربما كان أختباؤهم خلف حجاب و قفزهم من قطار الزمن قبل ألف عام الي لحظة مجهولة لا يريحهم تمام.. ربما كان اختيارهم كسلا والعمل من اجل الموت وتسليمهم بأنهم سيعيشون حياة أفضل في الجنة لا يريحهم تماما عندما أسافر الي أمريكا و أعود أشعر أنني لا اركب طائرة وأنما عربة زمن تعود بي أكثر من عشرة قرون الي الوراء دفعة واحدة.
ميدان الجيزة هذا .. منذ عشرات السنين لم تفلح حكومة .. أية حكومة في تنظيمه, لم يلق فيه شخص ما نافورة تهدئ من غيظ الناس , لم ينحت فيه فنان تمثالا بديعا يجعل الناس تخجل من أسمالها و قذارتها, ثم هؤلاء الناس الذين يسيرون مفرشحين علي غير هدي يأكلون و يشربون ويتناكحون و يتخيلون أنهم يعلمون أولادهم, و هم أبدا لا يتوقفون ليتساءلوا الي اين هم ذاهبون ---------------------------------------------------------------------------------------------------- ياأخى اللى ماشفت صحفى فى البلد دى بيحاول يساهم فى تربية هذا الشعب وتشكيل وجدانه ، ياأخى لماذا لا تكتب عموداً يومياً صغيراً ..بعنوان عزيزى المواطن تتناول فيه كل يوم موضوعاً جديداً فتكتب مثلاً .. عزيزى المواطن لا تطرطر على سيارات الآخرين ، وضحك وكأنه مجنون يمثل على خشبة مسرح لكراسٍ شاغرة ، وأضاف .. خاصة سيارة الدكتور " عبد الرحمن" . أو عزيزتى المواطنة استحمى قبل ذهابك إلى العمل ، أو عزيزى المواطن لا تلعب فى أعضائك التناسلية فى المقاهى وعلى النواصى ، أو عزيزتى المواطنة انظرى إلى نفسك فى المرآة بعد ارتدائك بعض الهلاهيل أو عزيزى المواطن لا تلعب بأصبعك فى أنفك لتخرج ما فيه وتلصقه على أبواب الحمامات العامة وكراسى المواصلات العامة وأنتريهات من تزورهم وملابسك أنت شخصياً أو أعزائى المواطنون لا تنهقوا بصوت عال وأنتم تتحدثون لأن أنكر الأصوات عند الله هو صوت الحمير .. . وهكذا ، وابتسم كالعادة بخجل من انتصر بالصدفة وأمسك بيد " تاج العريان" وهو ينهض كما ينهض طفل أمه وهو يقول بصوت فزع ..آه والله يا " تاج" الرجل طرطر على ---------------------------------------------------------------------------------------------------- قل لصاحبك الوسخ يا " تاج" إن مصر كانت لمدة يومين كاملين(2) بدون رئيس أو حكومة أو جيش أو بوليس ، ولم يكن فيها مسئول فى موقعه للدفاع عن أي شيء ، أو اتخاذ أي قرار ، قل له إن البلد كلها كانت منهارة حكاماً ومحكومين فلماذا لم يقفز أى "عنترة" مثله ويستولى على السلطة ويتولى الحكم ثم يذهب إلى ماسبيرو ويذيع البيان الأول مثلما فعلنا ، قل لصاحبك الوسخ يا " تاج" اللى مش مصدق انها ثورة أن هذين اليومين يعطيانها وإلى الأبد شرعيتها.
قل لصاحبك أبو مناخير يا "تاج" أن الثورة منحته الاستقلال الوطنى والمد القومى والسد العالى والتنمية وكسر احتكار السلاح وباندونج و العدالة الاجتماعية ، قل للحافى ابن الحافية لو لم نكن هناك ماكان هو موجوداً الآن. ---------------------------------------------------------------------------------------------------- كم أحب القاهرة بفوضاها وقسوتها بضوئها الصاخب وسكونها فى الشتاء البارد ! كم أحب ناسها الذين يهيمون منذ مطلع الشمس وحتى غروبها فى أضخم عرض تاريخى للأزياء يمتد عمقه إلى خمسة عشر قرناً فتسير العباءة إلى جوار " البودى ستوميك" والنقاب إلى جوار البنطلون ساقط الوسط ، والحجاب إلى جوار صدر يسبح فى شيفون عمل فيه مقص " شانيل" ، والعمامة إلى جوار أحدث قصات الشعر وأحدث ألوان صبغاته .. يحب شكل الباعة الجائلين أمام الفنادق السبع نجوم ، وكم ابتسم لعربة كارو يجرها حمار ويعتليها هيكل بشرى يرتدى أسمالا ويحاول أن يسابق مرسيدس من أحدث طراز.. يحب مآذنها المتلألئة و صلبانها التى تقطع فضاء الكبارى والطرق السريعة ، والأسواق المزدحمة التى تبيع وتشترى ما لا يخطر على بال بشر ، على أنغام مزيج عجيب من السيمفونية الخامسة لبيتهوفن المستخدمة كموسيقى تصويرية لأحد الأفلام الأبيض والأسود و " شيال الحمول يا صغير.. شيال الحمول "(3)..الأصوات العالية وحماس الأجساد التى تشع ناراً لا تعى بعد ما الذى عليها طهيه بها ، القبلات المسروقة .. أيدى الذكور وهى تخمش أجساد النساء فى الزحام ، وتواطؤ الجميع على ألا يكون هناك أسرار وألا يزيح الجديد القديم بأية حال من الأحوال ، .. الصراخ الفجائى ، والضرب العفوى ، وسيل الشتائم الذى لن تستطيع فنون الأدب المعاصر ملاحقة مجازاته .. حفظ شوارعها شارعاً شارعاً عن ظهر قلب ، وصلى فى جوامعها وزواياها جامعاً جامعاً وزاوية بعد أخرى فى معظم الأحيان لوجه الله ، وأحياناً لكى يصطاد مجرماً من هناك أو ليكون فى معية صديق أو قريب فى صلاته ..ابتسم كثيراً للحفاة وهم على أبوابها يبحثون عن مقاسهم فى أحذية المصلين ليسرقوه .. وفتح رئتيه عن أخرهما أمام نيلها يعب من هواء له مذاق حلو ملوث بالطمى والغبار ، ضاجع فى أزقتها عاهرات شعبيات منحنه بضعة ليال من ألف ليلة وليلة وحمى كنائسها من الذقون المسعورة ، يعرف كل بار من باراتها وكل أثر من آثارها وكم ربت على جدران بيوتها القديمة التى دخلها مقتحماً لمطاردة المجرمين وهو يدعو لها بطول العمر ويعرف أنها تقف على بركة من أثار أجداده تعود لآلاف السنين وفى مواجهة إعلانات النيون الماجنة ..كم وقف فى مداخل لوكاندات عتبتها الرخيصة التى تعج بآلاف القوادين والمومسات والنصابين والمسجلين خطرا ومرضى أقاليم الصعيد ، والذين غالباً ما تنتهى قصص حيواتهم على مكتبه ومن مكتبه لصفحات الحوادث .. ينتظر رجاله الذين أرسلهم للقبض على أحدهم بينما يستمع إلى تداخل جمل الوعاظ الغاضبة مع التأوهات الأيروتيكية للمغنيات الجدد ، كم جلس على مقاهٍ فى مناطق هربت من كل تصنيفات علماء الاجتماع وظلت مغلقة على خصوصية لا يستطيع أحد وصفها ، وراهن نفسه مراراً وهو يتابع جموعها أن يستطيع تحديد من منهم أمين الشرطة ومن البلطجى .. من الطالب ومن تاجر المخدرات .. من المطرب ومن الواعظ . ---------------------------------------------------------------------------------------------------- وجد "عارف " القناة التى يبحث عنها أخيراً .. كانت تعرض فيلماً تسجيلياً عن الإرهاب الدينى وتزايد وطأته ابتداء من النصف الثانى من القرن العشرين مما جعل الدكتور"عبد الرحمن " ينفجر ضاحكاً بعصبية وهو يرفع حاجبيه الكثيفين بدهشة ويخبط على ركبة " تاج" :
- شفت يا "تاج" يعنى القرن السابع مثلاً أو الخامس عشر مثلاً ما فهومش إرهاب دينى .
بلاش دول . شاور على أى قرن تحبه وأنا أقول لك كان فين الإرهاب الدينى فيه .. شفت يا " تاج" يعنى ملايين اليهود اللى حرقهم النازى ماكانش إرهاب دينى .. والمسيحيين اللى هربوا من الخوزقة واخترعوا أديرة فى صحراء سيناء تؤويهم ماكنوش هربانين من إرهاب دينى ، والمسلمين الذين بقرت بطونهم تحت سنابك الخيول الصليبية ما راحوش نتيجة إرهاب دينى .
دول كانوا ملايين يا "تاج" ، فاهم يعنى إيه ملايين ! _______________________________________________________________________ إن العرب يقفون كالبلهاء على أرض مطار أقلعت منه بالفعل طائرة الحضارة.. إنهم لا يريدون الاعتراف أمام أنفسهم وأمام العالم بأنهم انتهوا منذ زمن طويل .. لماذا لا يريدون الاعتراف ؟! أليس من النبل ان يتقبل المرء موته كما اعترف له العالم بميلاده .. ان اعترافهم ربما كان البداية الصحيحة .. فكم من حضارات ماتت وبدأ أصحابها فى تشكيل ملامح جديدة لولادة حضارة أخرى ----------------------------------------------------------------------- ماذا تريد الجماعات الإسلامية من مصر الآن ؟ لقد أخذت فرصتها كاملة ولقرون طويلة انتهت إلى مقولة " الجبرتى" فى وصفه للظلام الذى غطى كل البقاع .. عم الخراب إقليم مصر ومن لم يمت من المصريين فى وباء أو مجزرة فقد مات بسبب المجاعات المتكررة وأكل الناس بعضهم البعض وجفت الترع والدروع وبارت الأرض وجن فلاحوها واختبئوا من جباة الضرائب فى الآبار المهجورة وعند حدود الصحراء))
(( لم يخرج البلد من الجهل الكامل والخرافة والشعوذة إلا " محمد على " الذى وضعها على طريق النهضة وأسس مصر الحديثة ومهد الطريق لـ" رفاعة الطهطاوى" فكان سبباً فى تأسيس النهضة العربية منذ استنتج أن التوليف ما بين الاسلام والتقدم ممكن فصار الاقتصاد فى طريقه للتحرر وعمليات تنمية المجتمع مستمرة وكادت هذه النهضة أن تقود العالم العربى الإسلامى نحو الحداثة حتى استولى العسكر وبفظاظة على السلطة عام 1952 ، فلفظ المشروع النهضوى أنفاسه الأخيرة بعد الإجهاز عليه من الخارج والداخل حيث تحالف العسكر والجماعات الأصولية الجديدة التى شكلت بدائل لـ"رفاعة الطهطاوى "أمثال " حسن البنا" و" سيد قطب" الذي طرح التساؤل من جديد لإجابة بالضرورة سلبية .. ما الفائدة من جلب الحداثة الغربية .. إذا كان الثمن هو خسران الروح من دون اللحاق بالغرب؟! ثم اتفقوا مع العسكر على ضرب اليسارين والمفكرين والمؤرخين والمثقفين والأدباء والفنانين وإفقارهم بعزلهم عن الشعب ووضعهم فى قاعات مكيفة ليركلوا بعضهم البعض أو فى مقاهى ممتلئة بمخبرى الطرفين وذلك بدلاً من وضعهم فى مستشفيات المجانين "
بطلة الرواية نفرت جاد التي كانت تحلم بالحصول على لقب ميس إيجيبت ، ويتم اكتشافها مقتولة وممثل بجسدها الجميل ، وبعدها يبدأ البحث عن القاتل. كنت اتوقع انها رواية بوليسيه حيث ان من بداية الرواية كان الكشف عن مقتل نفرت. مع البحث عن القاتل يبدا البحث عن عورات وطن بأكمله بدءا من مجتمع الداعرات ومرورا بالأطباء والحكماء ورجال الدين والفكر وانتهاءً بمجتمع العسكر. حسيت ان المقصود بميس ايجيبت هي مصر،وكيف قام المجتمع بقتل الوطن. سالت الكاتبة أنه لماذا وضعت العنوان على عين ميس إيجيبت، فهى تعلن من خلال ساردها أن الجمال الذى من المفترض أن نجده فى مجتمعنا فى مصر قد أضحى قبحا، وبالتالى الإنسان المصرى لن يرى الجمال فى مصر.