في اعتقادي أن من بين جميع الكتب التي تتحدث عن واقعة كربلاء، فإن هذا الكتاب هو الأشمل، وإن كانت هناك تحفظات على بعض الروايات والأحداث المذكورة وتضاربها مع أحداث أخرى. الكتاب هو محاولة إنصاف من الكاتب الفقيه في حق أهل البيت كما يذكر المؤلف في مقدمته. يتكون الكتاب من جزئين جمع المؤلف في أولهما فضائل النبي الأكرم ص والسيدة خديجة بنت خويلد أولى زوجات النبي وأحبهم الى قلبه، وفاطمة بنت أسد بن هاشم زوجة أبو طالب عليهما السلام، ثم يعرج على فضائل أمير المؤمنين علي بن ابي طالب وزوجته البتول الطاهرة فاطمة الزهراء والحسن والحسين، مركزاً على فضائل الحسين التي خصها الله تعالى به دون غيره وأخبار رسول الله ص عن الحسين وأحواله في عدد كبير من خطبه وأحاديثه، ثم يختم الجزء الأول ببيان ما جرى بين الحسين والوليد بن عتبة ومروان بن الحكم في حياة معاوية وبعد وفاته وخروجه الى مكة ومن ثم الى العراق. الجزء الثاني من الكتاب يتحدث بالتفصيل عن مقتل الحسين عليه السلام وأصحابه وأهل بيته في كربلاء ومسيرة نساء بني هاشم وآل عبدالمطلب سبايا في يد جيش يزيد الى الكوفة والشام. الكاتب لم يتوقف هنا بل شمل كتابه الأحاديث والروايات المبينة لعقوبة قتلة الحسين وخاذليه وما لهم من الجزاء عند الله قبل أن يختتمه بذكر انتقام المختار بن أبي عبيد الثقفي من قتلة الحسين بالتفصيل وحتى مقتله على يد الزبيريين.
المشكلة في الروايات الواردة عن المقتل أن جلّها ورد على لسان المعسكر المناوئ للحسين وأهل بيته، ولهذا تسقط الثقة في رواياتهم عدا ما قام المحققين بتنقيحه منها، أما الإشكال الأكبر في ذلك أن أحداً لم يقم بجمع تلك الروايات والأحداث في كتاب إلا بعد مرور ما يزيد على الخمسة قرون،. مما يزيد من تسلسل الرواة و يضع احتمالاً اكثر لتغيير الحقائق او الإضافة عليها والإزالة منها.
عموماً كما اسلفت سابقاً فالكتاب جيد لكونه خصب المادة وكما ان كاتبه (والمحقق له) قد اجتهدا اجتهاداً كبيراً في إثبات الروايات او التعليق على الضعيف منها او المقارنة بينها و إثبات الأدق بالأدلة والبراهين المتوفرة.