يتناول الكتاب معاناة الأزواج مع زوجاتهم والمشاكل "المتشابهة" التي يشكو منها كل زوج على وجه الأرض، وردود الأفعال المتطابقة لكل الستات في المواقف المتشابهة، وكأن هناك "سوفت وير" واحد لجميع الزوجات يحكم تصرفاتهم وردة أفعالهم، أو أن هناك دستورا سريا تقوم جميع الزوجات في العالم باتباع قواعده بحذافيرها.
يبرز الكتاب فكرة وجود أول زوجة على وجه الأرض والمسماة بـ "ست الستات" والتي تصوغ نصائحها للأجيال القادمة من الزوجات.
النصائح خاصة بالتعامل مع الزوج في مختلف المواقف، والشوبنج، والطبخ وشغل البيت والرجيم والرغي وجلسات النميمة والسوشيال ميديا والأسئلة المحرجة وطرق النكد المختلفة التي تنتهجها مع زوجها وغيرها من النصائح والتعليمات التي غالبا لا تحيد عنها أي زوجة، وعلى رأسها عدم الإجابة عندما يسألها الزوج عما يضايقها وتكون إجابتها الموحدة هي "مفيش"، وقد صيغت هذه النصائح كلها في كتاب سري وتم حفظه في مكان لا يعلمه إلا ست الستات وأعوانها، لكن الكاتب استطاع بطريقة ما الحصول على نسخة منه ونقل ما جاء فيه للقراء.
الكتاب يأتي على لسان "ست الستات" ويستهدف الزوجات بينما الهامش يتكلم فيه الكاتب معلقا عما جاء في المتن مستهدفا الرجال.
يأتي الكتاب في 20 فصلا يتناول كل منها موضوعا معينا في حياة الأزواج وكيف تتعامل فيه الزوجات بناء على ما تم تلقينه لها من نصائح وتعليمات وأوامر مسبقة.
كتاب عن الستات و طريقة تفكيرهم و ازاى تقدر تتعامل معاهم بشكل ساخر و كوميدي من خلال مواقف و ظروف حياتية بيسردها الكاتب الكتاب فى بدايته لذيذ و ممتع بس بعد كدة بتحس و كأن الفكرة مكررة و ليس هناك من جديد او اضافة يعني
للاسف مقدرتش أكمله، تقريباً أول ٤٠ صفحة بس اللسلوب عموماً حلو بس الموضوع نفسه متكرر او حسيته زيادة شوية و كأن نفس النمط مستمر مفيش شي جديد بيحصل او بيتغير، بيفكرني بعض الشي بمسلسل اتعمل في رمضان فيه نفس الفكرة او شبيهة
مالك؟ مفيش: سوفت وير الستات – بين السخرية المألوفة وطموح لم يكتمل
التقييم: ⭐☆☆☆☆ (نجمة واحدة من خمسة)
تقديم ذاتي
منذ اللحظة التي وقع فيها بصري على العنوان “مالك؟ مفيش: سوفت وير الستات” للكاتب تامر أحمد، بدأت تتكون في ذهني صورة لكوميديا فكاهية تحمل فكرًا عميقًا، ربما تتمحور حول تعقيدات العلاقات بين الرجل والمرأة، ولكن بأسلوب ساخر قادر على فتح آفاق جديدة في معالجة هذا الموضوع. فكرت في الكتاب كأداة تجذبك أولًا من خلال فكاهتها، ثم تلتقطك لتعرض عليك مفارقات اجتماعية قد تفتح لك المجال للتأمل. هذا ما تمنّيت أن يكون، ولكن الحقيقة كانت غير ذلك.
الكتاب بدأ يشدني خطوة خطوة مع كل فصل، ولكن ومع كل خطوة كنت أتراجع عن اعتقادي الأول. لسبب ما، شعرت طوال الوقت أنني أقرأ نصًا قدمت فكرته بطريقة سطحية، تنقلب خلالها النكات والكليشيهات التي نعرفها جميعًا إلى مادة أساسية في الكتاب.
الفكرة العامة: دائرة مفرغة حول صورة واحدة
الكتاب يدور حول فكرة تشبيه المرأة ببرنامج برمجي معقد، والرجل بالمستخدم الذي يحاول التعامل مع هذا النظام المعقد. الفكرة تبدو واعدة، ولكن التطبيق كان أقل من التوقعات. الكاتب يبني نصه على هذا التشبيه البسيط جدًا، الذي وإن كان قد يحمل إمكانية لاستهلاك الموضوع بشكل ساخر، إلا أن هذا التشبيه عجز عن الخروج من دائرة ضيقة تتكرر في كل فصل.
لا شك أن الفكرة يمكن أن تكون مادة خصبة للسخرية الاجتماعية، فالعلاقة بين الرجل والمرأة قد تحمل الكثير من المفارقات التي يمكن إعادة النظر فيها بشكل فكاهي. لكن الكاتب عوضًا عن توظيف هذه الفكرة بشكل أكثر تطورًا، أخذ المسار السهل، فبقيت الفصول تكرر مشهدًا واحدًا بأوجه مختلفة: الرجل يحاول فهم المرأة، ولكنه دائمًا يخطئ، والمرأة تظهر ككائن غامض لا يمكن تصنيفه.
كان من الممكن أن يُغني الكاتب هذا التشبيه بتطورات أو حتى قلب للأدوار بين الرجل والمرأة، لكن بدلًا من ذلك اكتفى بتكرار نفس النغمة.
تفصيل الملاحظات السلبية: نقد أعمق للهيكل والبنية
1. التكرار البنيوي: لماذا لا يمكن للكتاب أن يتنفس؟
الكتاب يعاني من مشكلة التكرار المفرط. كل فصل يركز على مواقف متشابهة تمامًا: الرجل يواجه صعوبة في فهم المرأة، ويحاول “تحديث” موقفه أو سلوكه، ولكنه يفشل، لتعود المرأة إلى غموضها مجددًا. وهذه الحلقات المتكررة في الكتاب تمنح القارئ إحساسًا بأن القصة لم تتقدم، بل في بعض الأحيان تشعر وكأنك تعود إلى نفس الصفحة.
2. السطحية في الطرح: سطح البحر أم غرق فيه؟
رغم أن العلاقات الإنسانية، خاصة بين الرجل والمرأة، مليئة بالطبقات المعقدة التي يمكن تناولها من زوايا عدة، إلا أن الكاتب لم يحاول قط أن يتناول هذه العلاقات من خلال منظور عميق أو محوري. الكتاب يكتفي فقط بتناول سطحي لتلك العلاقات، ويلجأ إلى السخرية من المواقف اليومية السطحية التي يمكن أن تحدث في أي منزل: تغيرات مزاجية، اختلافات في الرأي، تفسير عميق للأشياء الصغيرة.
ولكن، في حال كنت تبحث عن تحليل فكري أو مسحة من الفلسفة الساخرة، فإن الكتاب لا يقدم لك إلا النكات المتكررة، دون أن يسعى للكشف عن أي شيء أعمق. مثلا، كان من الممكن أن يتناول الكتاب العلاقة بين الرجل والمرأة من خلال تغيير المواقف وتقديم مفارقات تخرج عن المألوف، لكننا نعود إلى النقطة ذاتها في كل مرة.
3. الصور النمطية: مشهد يتكرر بلا توقف
الكاتب هنا وقع في فخ الصورة النمطية عن المرأة: المتقلبة، الغامضة، العاطفية الزائدة التي تختبر الرجل دائمًا. هذه الصورة النمطية كانت قديمة حتى عندما تم تقديمها في المسرحيات الكوميدية القديمة، وهي اليوم بالكاد تثير الابتسام. لكن الكاتب لم يطور هذه الصورة أو يقدّمها في إطار جديد، بل أصرّ على إبقائها كما هي.
كانت هناك فرصة لتحويل هذه الصور النمطية إلى مفارقات لاذعة، بإعطاء أدوار أكثر توازناً بين الرجل والمرأة، ولكن النص اختار أن يبقى في دائرة مريحة للمؤلف، رافضًا الخروج منها.
4. غياب البناء السردي المتماسك: أي سرد هذا؟
أحد أكبر عيوب الكتاب هو غياب البناء السردي المتماسك. الفصول تعاني من الانفصال التام عن بعضها البعض، مما يجعل النص يبدو وكأنه مجموعة من المقالات الساخرة المنفصلة. لذلك، لن يشعر القارئ بوجود تسلسل منطقي يعزز من تطور الأفكار أو الأحداث.
هذا النوع من البناء لا يضفي عمقًا للعمل، بل يزيد من شعور القارئ بأن الكتاب مجرد تجميع خاطئ لأفكار غير مترابطة.
الأثر بعد القراءة: هل نستطيع القول إن الكتاب ترك أثراً؟
عند إغلاق الكتاب، كان شعوري يشبه الخروج من حفل عائلي طويل: بعض الضحكات العابرة، ولكن في النهاية لا شيء يبقى. لم أتمكن من التوقف عند جملة مميزة أو فكرة أثارت تفكيري.
الضحك الذي حدث في بعض المواضع كان خفيفًا وسريع الزوال. ببساطة، كان الكتاب مسليًا للحظة، لكن بعد وقت قليل، اختفت كل تفاصيله من ذهني.
مواطن الجمال القليلة
على الرغم من ذلك، لا يمكن إنكار أن النص سهل القراءة، سريع الإيقاع، وقد يروق لمن يبحث عن مادة خفيفة يمكن قراءتها في جلسة قصيرة. بعض المواقف، رغم بساطتها، تلتقط لحظات من الحياة اليومية يمكن أن يتعرف القارئ عليها، وهذا يمنحه لمسة من الألفة، وإن لم يرفع قيمته الفنية.
الخلاصة التحليلية: الكتاب في سياق الأدب الساخر
مالك؟ مفيش: سوفت وير الستات هو مثال على محاولة السخرية التي لم تصل إلى مبتغاها. ربما كانت فكرته غير مبتكرة منذ البداية، لكنه كان من الممكن أن يقدم شيئًا جديدًا إذا جرب الكاتب توسيع الفكرة أو الانفتاح على أبعاد أخرى للعلاقة بين الرجل والمرأة. الكتاب يفتقر إلى التجديد، ويعتمد على المألوف الذي لم يعد يثير الضحك كما كان في السابق.
تفتقر السخرية هنا إلى الفكاهة الذكية التي قد تثير التفكير، بل تظل عالقة في نفس الدائرة المفرغة التي لا تقدم شيئًا جديدًا. بمرور الوقت، تكتشف أن الضحك الذي حدث كان مجرد آلية لحظية، تشبه فلاشات الكاميرا التي تتلاشى بمجرد التقاط الصورة.
الجملة الختامية التحليلية والخاتمة الذاتية
“هو كتاب يمشي على طريق مأهول منذ زمن، يتبع خطوات محفوظة، ويلتفت كل حين ليتأكد أن القارئ ما زال خلفه، لكنه لا يحاول مرة واحدة أن يغيّر المسار أو يكتشف أفقًا جديدًا.”
خرجت من تجربة القراءة بشعور يشبه العودة من فيلم شاهدت قصته عشرات المرات: تعرف البداية، وتتوقع النهاية، وكل ما بينهما ليس إلا إعادة تأكيد لما تعرفه. تمنيت لو أن الكاتب منح الفكرة بعض المخاطرة، أو كسر النمط بلمحة إبداعية تعيد الحياة للنص. لكن ما حدث هو العكس؛ بقي النص في منطقة الأمان، حيث الضحك المألوف والنكات المجربة، بلا أي محاولة للقفز إلى مستوى أعمق. وربما لهذا السبب، كانت النتيجة نجمة واحدة من خمسة… لا لأن الكتاب سيئ تمامًا، بل لأنه اكتفى بأن يكون سهلًا، بينما كان يمكنه أن يكون أذكى وأبقى.
إضافة مقارنة ثقافية وتحليل السخرية العربية
الكوميديا العربية عبر تاريخها، سواء في الصحافة أو المسرح أو الأدب، مليء بالأعمال التي انطلقت من الصور النمطية، لكنها لم تتوقف عندها. من “نص كلمة” لأحمد رجب، إلى مقالات جلال عامر، وصولًا إلى بعض نصوص يوسف معاطي، كان المألوف نقطة الانطلاق، لكن كانت هناك دائمًا نقلة: مفارقة ذكية، أو انقلاب للأدوار، أو كشف لزاوية غير متوقعة.
في مالك؟ مفيش: سوفت وير الستات، بقي المألوف كما هو، لم يُقلب، ولم يُوسّع. لم يحاول الكاتب أن يجعل القارئ يرى الصورة من منظور جديد، أو أن يضع المرأة في دور الفاعل والرجل في موقع رد الفعل. هذه المحافظة على النمط التقليدي جعلت النص يفتقد العمق الذي يمنح السخرية عمرًا أطول في ذاكرة القارئ.
ربما كان الكتاب يهدف لتسلية سريعة، لكنه فشل في تقديم رؤية جديدة تعكس تطور الأدب الساخر في العصر الحديث