رسالة مُفصَّلة، وموضوعية بُذل فيها جهداً جماً خاصة في قضية هاروت وماروت؛ التي قد أسهب المصنف في جمع آثارها، ومروياتها وقسمهم بين الصحيح المرفوع، والموقوف، والإسرائيليات، والمروي من التابعين وعنهم. عُمِدَ فيها إلى نقل تعليقات العلماء كابن كثير، والرازي، والألوسي، والقرطبي، وغيرهم، وعلق المصنف عليهم، وبيَّن عوار بعضهم.
ولكن آخر ١٥ صفحة، وتحديداً عند الخوض في أنواع السحر وأحكامه، فربما لم يوفق المُصنف فيهم وتعجل كثيراً، واكتفى بنقول محدودة منها أنواع السحر الثمانية التي نقلها الإمام ابن كثير عن الرازي؛ والتي ابتعد فيها الرازي كثيراً أيضاً. وقد أجاد المصنف الدكتور الطرهوني في التعليق والرد، ولكنه لم يتوسع في بيانها وذكر أغلب أقوال أهل العلم فيها. وبالرغم من أن عنوان الرسالة يشتمل على السحر وأحكامه، إلا أنه تقريباً أراد الاقتضاب لكون الموضوع فرعي على مقصد الرسالة.