Jump to ratings and reviews
Rate this book

محاضرات في ديانة الساميين

Rate this book
«يتناول الكتاب المعتقدات والفكر الديني عند الشعوب الساميه القديمه بمن فيهم العرب القدماء، ويصور المعتقدات والطقوس الدينية التي كانت متبعة في الجزيرة العربية، وسوريا، وبين النهرين، ويسعى إلى تأصيل هذه الطقوس والعادات في هذا الجزء الحيوي من العالم، والذي يمثل مهد الفكر الديني، ومهبط الأديان الثلاثة الكبرى«اليهودية والمسيحية والإسلام». ومع أن هذا الكتاب قد صدر منذ أكثر من قرن، إلا أن صعوبة لغته ومضمونه حالت دون ترجمته إلى العربية طوال هذه المدة. وكانت أهمية الكتاب البالغة دافعًا إلى ترجمته، باعتباره أحد أهم مصادر الدراسات السامية»

585 pages, Paperback

Published January 1, 1997

1 person is currently reading
23 people want to read

About the author

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
2 (66%)
4 stars
1 (33%)
3 stars
0 (0%)
2 stars
0 (0%)
1 star
0 (0%)
Displaying 1 of 1 review
Profile Image for Mohamed Karaly.
307 reviews55 followers
February 9, 2022
يرتبط وجود الدين في أصوله بوجود مجموعة من البشر تجمعهم صلة قربي، أو مجموعة من البشر يشكلون عشيرة. ويكون عليهم كي يحافظوا علي اواصر القربي بينهم أن يلتزموا بأداء طقوس جماعية، وهي الطقوس التي بدأ منها الدين. والطقس في الدين هو الأقدم. فالطقس جاء أولا خاليا من الأساطير، ومن العقيدة، فلم يكن هناك مضمون نظري واضح يعتقد فيه البشر، أو لم يكن اعتقاد الإنسان او تأويله الشخصي للطقس نقطة هامة أو فارقة. فالشيء الوحيد الهام هو التزامه بدوره في الطقس الجماعي، وبالتالي في الجماعة البشرية التي ينتمي إليها والتي توحدها صلة الدم. 0
.
فالدين كان في أصله امتداد لصلة القربي أو صلة الدم التي تربط مجموعة من البشر، ببعضهم البعض من ناحية، و بينهم وبين منظومة المكان والحيوان والنبات والكائنات الخارقة الأخري التي تمثل بيئتهم أو عشيرتهم من ناحية أخري. 0
والتصور البدائي الاقدم عن الإله، هو إله العشيرة، الإله المحلي للإقليم. وهو إله من بين آلهة وكائنات خرافية عديدة موجودة في العالم، يرتبط به خصيصا مجموعة من البشر يسكنون مكانا معينا ويمثلون عشيرة، ويتخذونه إلها لهم، باعتباره إلها تربطهم به صلة قرابة ودم. او باعتباره جِدا لهم. والذي يميز هذا الإله دونا عن الكائنات الخارقة العديدة الأخري، من آلهة وجن، بالنسبة لعشيرته، ليس أنه اكثر قدرة من غيره، ولكن صلة القربي والدم التي تربطهم به، وتلزمه معهم بالتزام متبادل قوامه القيام بالطقوس الجماعية من ناحيتهم، و القيام بالحماية وتوفير موارد الحياة من ناحيته.0
.
تفكر العقلية البدائية في صلة دم تربط كل عناصر العشيرة: الإنسان، الحيوان، النبات، الكائنات الخارقة ومنها الآلهة. فالدم الذي يجري في كل هذه العناصر هو دم واحد. وغاية الالتزام بالطقوس الجمعية، والتزام القواعد والمحاذير الخاصة بما هو مقدس، أن يتم الحفاظ علي هذا الدم وعلي قواه الحيوية.0
والطقس الرئيسي والمحوري في الديانة البدائية في صورتها الأصلية كان مائدة القربان. وهو طقس يتم فيه ذبح حيوان مقدس "طوطم العشيرة" بقواعد صارمة، ويتم اقتسام لحمه ودمه بين إله العشيرة وأتباعه، بهدف تجديد الرابطة الحيوية التي تجمع الاتباع بعضهم البعض، والتي تجمع بينهم وبين الإله.0
والحيوان المذبوح تبعا لهذه الصورة الأقدم من الدين، هو نفسه عنصر مقدس، له نفس قداسة البشر والإله. او بمعني آخر هو الإله ذات نفسه.0
تطور تأويل الناس لطقس المائدة القربانية عبر العصور، فمارسه الساميون الأحدث عهدا باعتباره تقدمة للإله بغية استرضائه، أو باعتباره قربان كفارة لاسترضاء الإله ليغض نظره عن ذنب ارتكب وتدنست به الجماعة. وأُوّل طقس القربان في ظروف أخري باعتبار الحيوان المضحي به كبش فداء يحمل ذنوب الجماعة. ولكن المعني الرئيسي الأقدم للقربان كان مشاركة الإله وأتباعه في وليمة واقتسامهم لحم ودم حيوان مقدس. ولم يكن عملا رمزيا ولا استرضائيا ولا بكائيا لندب موت الإله، وإنما كان عملا ماديا وحسيا مباشرا يتم خلاله المشاركة بمجرد تنفيذ الطقس، بمجرد سكب دماء الحيوان المذبوح علي حجر المذبح، يتحول الحجر ليصبح مسكنا مقدسا للإله، ويصل الدم للإله بمجرد لمس الحجر.0
يتناول الكتاب كل التأويلات المختلفة لطقس القربان باعتبارها تطورات وتأويلات دخيلة علي هذا المعني الأصلي.0
.
كان إله العشيرة يحمي أتباعه ويوفر لهم مواردهم ويقيهم من المخاطر، تبعا لقدرته، ليس مقابل استرضائهم له بالطقس، ولكن بموجب قانون طبيعي ناتج عن صلة القربي والدم الواحد الذي يجمعهم به. وكذلك لم تكن الطقوس تهدف لاسترضاء الإله، وإنما كانت خطوات تتبع تصور علمي زائف يهدف للحفاظ علي دائرة القوة الحيوية للقبيلة (الممثلة في الدم) والتي تجري في منظومة عناصر العشيرة.0
وكان الدين في بدايته ماديا، أو كان تقنية مادية وحسية لحقيقة صوفية وروحية، هي حقيقة الدم الواحد والمشاركة الصوفية. ولم يكن الطقس يحمل أي مفاهيم أخلاقية، وإنما كان يحمل فقط مفاهيم حسية ومادية ترتبط بتصور الدم الواحد.0
ورغم كل محاولات الأنساق اللاهوتية المتأخرة لتحرير الدين من ماديته، ظل الدين يحمل نقيصته الفطرية الجوهرية باعتباره تقنية حسية مادية لحقيقة صوفية "هي حقيقة الاتحاد المقدس".0
Displaying 1 of 1 review

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.