سارة فتاةٌ في التّاسعة من عمرها، محظوظةٌ جدّاً. فوالداها يُحبّانها، ويقدّمان إليها كلَّ ما تتمنّاه، أو تطلبه، أو تُشير إليه... فغُرفتها حافلةٌ بمجموعةٍ كبيرةٍ من الكتب والألعاب المتنوّعة والمختلفة. ويؤنسُها في بيتها صديقان أليفان: كلبٌ أبيضُ، موفور الشّعر يستقبلُها محرّكاً ذيله بفرحٍ، وهرّةٌ سياميّةٌ تموء مواءً متواصلاً، رافعةً قائمتيها تنتظر سارة أن تأخذها بذراعيها. بالرّغم من كلّ ما هو متوفّر لسارة فهي تُعاني من مشكلةٍ ذاتيّة طالما نغّصت عيشها وجعلتها كئيبةً ومنزعجةً ومتوتّرةَ الأعصابِ، هي رؤيتها للحشرات تزحفُ على أرض غرفتها أو أرض ورفوف المطبخ. وسرعان ما تحوّلت كآبتها إلى فرحٍ إثر تجربةٍ مرّت بها، وأعطتها درساً في التّغلّب على مخاوفها.