# نسخة حديثة، منقّحة ومَزيدة من رواية "وبر الأحصنة" التي نالت جائزة مهرجان البجراوية الأوّل للخرطوم عاصمة الثقافة العربية 2005
يتكلم الإنسان في "وبر الأحصنة" عن وجوده الخاص كما لو كان وجوداً عاماً، منذ أن كان غيباً ثم فكرة ثم نطفة ثم جنيناً، وفي حالاته تلك جميعها يمتلك مقدرة الاطلاع على مختلف الأزمان كما لو كانت زمناً واحداً ممتداً. تنهمر الرواية على لسان الجنين الراوي العليم كسيرة للإنسانية، يروي فيها قصة أجداده الأوائل كما لو كانت قصته هو، عارجاً على حوادث من التاريخ تتقاطع فيها المجتمعات الإنسانية مع المجتمع الليبي الذي سيولد له.
أستاذة جامعية قاصة وروائية تكتب المقال لبعض الصحف والمجلات فازت مسرحيتها( المعطف) بالجائزة الثالثة لمهرجان الشارقة للإبداع العربي في دورته السادسة 2002 فازت روايتها ( وبر الأحصنة ) بجائزة مهرجان البجراوية الأول للخرطوم عاصمة للثقافة العربية 2005
منذ العنوان الرئيسي للرواية تستفزّك الروائية الليبية نجوى بن شتوان لفك طلاسم هذا العنوان لتكتشف أن ما تعنيه هو عشبة تنبت في الخلاء لها وبر ولا تأكلها إلا الأحصنة، تستخدم لتبخير الدور لطرد الأرواح الشريرة.
تحكي الرواية سيرة عائشة ونسلها، تقودنا إلى المعنى الشمولي الذي تستهدفه الكاتبة، والذي يحكي عن اضطهاد المرأة ومعاناتها.
الرواية فلسفية بحته، بعمق تخيليّ قد يتجاوز الحدود في بعض الأحيان، وتركز في بؤس التقاليد والعادات والموروثات والتغيّرات الاجتماعية التي تحط من قدر المرأة وتحتقرها، بلغة شعرية غالبة، وبأخرى ساخرة في مواضع كثيرة.
لكنها تحتاج الى قارئ نموذجي جداً يتوقف على عتبات السرد، ويعيد القراءة في بعض الأحيان ليتمكن من تمحيص وقهم رؤية الكاتبة بشكل صحيح، وبكل تأكيد أرى أنني لست نموذجياً.
يقولون أن ظروف أمتنا صعبة، فهي مستقلة منذ بضع سنوات وتتخبط في إدارة شؤونها ولا تدري كيف تقود سفينة الحياة وحدها بلاخبرة سابقة أو معونات صديقة، ليس لأنها من دون أصدقاء إنما لأن الفقير لا يرغب في صحبته أحد، فمابالك إن كان فقره عقلي.
نصوص في التكوين والنشأة استمتعت بمطالعتها بالرغم من التشتت في بعض النصوص لكن الكاتبة قدمت موضوع التكوين والنشأة من الحياة الجنينة للأجنة بطريقة ساخرة وممتعة تتطرق لطبيعة الحياة الاجتماعية في بلادنا( ليبيا) بأسلوب تهكمي خصوصاً من ناحية بساطة عقول الناس في تلك الفترة وكثرة اتباع الخرافات والحيل الغريبة فيما يخص استعجال الزواج ومعرفة صاحب النصيب والطقوس التي ترافق الحامل لتغيير جنس المولود حسب زعمهم بناءً علي رغبة الحامل وفي المجمل المولود الذكر مرغوب اكثر من الانثى للأسف.
نصوص مترابطة عن التكوين عبر استعمال اسمي آدم و حواء و كذلك تصوير للمجتمع الليبي من خلال انتقالهما للعيش فيه. قد يظهر ان العمل مشتت في بنائه في الوهلة الاولى و لكنه في عمقه متصل في فكرته عن الحياة و الوطن و هموم المرأة .
احببت ان اقرأ الرواية لسببين؛ الاول انها القراءة الثانية لنفس الكاتبه والتي اعجبت بقلمها بعد رواية #روما_تيرمني والسبب الثاني لانني متعطشة لاعرف الكثير عن الشعب الليبي الشقيق المظلوم اعلاميا!
وبالرغم من تشابك الافكار في رأسي وذهولي من محتوى الرواية وخاصة في الفصول الاولى الا انني كنت في حالة انبهار -مرة اخرى- بقلم الكاتبة واسلوبها السردي البديع…
#وبر_الاحصنه للكاتبه الليبية #نجوى_شتوان بلا شك رواية جدلية، تتحدث عن فلسفة الوجود بشكل عام وعن الشعب الليبي وعاداته وتقاليده بشكل خاص، يتخلل العمل الادبي هذا الكثير من الحوارات باللهجة الليبية المتميزه التي كنت افهم المعنى من السياق باغلب الوقت واجهل المصطلحات نفسها!
في الفصول الاولية تناولت نجوى موضوع ادم وحواء من لحظة خروجهم من الجنة على اثر معصيتهم متخيله نزولهم في ارض ليبيا ثم انتاجهم للكثير من الادميين الذين ارتكبوا اشد المعاصي واعظمها ومنها القتل (قصة قابيل وهابيل) والسوال الابدي هل ذنب ادم وحواء يستوى مع الذنوب التي ارتكبها سلالتهم من بعدهم!
الجزء الثاني على لسان جنين - او ما قبل مرحلة تكوين الجنين- يتناول المجتمع الليبي الذي قدر له ان يولد فيه، نتعرف على والديه المستقبلين وعائلته والكثير من عادات وتقاليد المجتمع الليبي، تسلط الكاتبة الضوء على قضية تعدد الزوجات، الزواج المبكر، الانجاب الغير منظم، حقوق المرأة الملغيه في المجتمع الليبي، الكثير من الاحداث التي حصلت والحروب والنزاعات الاهلية، الخزعبلات السائدة (ربما اغلبها قديما) الامثلة الشعبية والعلاقات الاجتماعية المتعبة…
فكرة الرواية وجدتها متفرده ولو فيها القليل من الرهبة عند القراءة لانها تتناول امور غيبية لا يعلمها الا الله عز وجل! اسلوب الكتابة سردي ممتع وطريقة الكتابه…
بالمجمل كان لي رحلة متفرده بين صفحات هذه الرواية وارغب بقراءة المزيد من اعمال الكاتبه…