"بين باب شقتها والجارة مسافة قريبة، مسافة تؤدي إلى الحياة العادية، وما كانت لتطرق الباب أبدًا، إلا أنها استنتجت أن جارتها وزوجها لا يأكلون اللحوم قط، جارتها الفضولية التي تقطع كميات هائلة من الخضراوات، كما أن لديهما كلبًا ذهبي اللون وطفلًا محفوظًا في برطمان زجاجي، أحيانًا يعاملون الكلب كطفل، وأحيانًا يعاملون الطفل ككلب".
مجموعة قصصية، صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، للكاتبة ليليت فهمي، تحتوي عددا من القصص القصيرة تفصلها مقاطع نثرية قصيرة، وهي:
قيلولة حمراء، عودة أبدية، أثر الجريمة، صائد الثعالب، غفوة، محاكمة الليدي ماكبث، الوقت، نداء الحدآن، اعتذار، الإله الأسود العجوز، صباح مباغت، حيوانات أليفة، منسى، عازف الترومبيت، حلم، محاولة للهرب، حتحور، رحلة الخروج، خوف، أوقات ممنوعة، احتراق، تهيأ لي أني رأيتُ ملاكًا.
ليليت فهمي كاتبة وممثلة مصرية. درست النقد والدراما في المعهد العالي للفنون المسرحية، ولها إسهامات نقدية في السينما والمسرح والأدب في عدد من المجلات العربية والمهرجانات الدولية. و"صائد الثعالب" هي المجموعة القصصية الأولى لها.
بعضها حقيقي وبعضها مُلفق، وكلها محاطة بالخذلان بالفجائع الكبرى، كما هو الحال، لا أحد يحكي عن الواقعة الأساسية اللا شيء وقد نخترعُ حكايتنا من جديد لآلاف المرات كي نسدد فراغات الخواء العظيم، نضمدها بالنكات الفاحشة والمآسي الكبرى، ولذلك وجدنا أن الحكايات الملفقة أجمل بكثير، على الأقل هي مليئة بذلك الخذلان النبيل الرقيق وبه قليل من المرح أيضًا. واتفقنا وقتها على ألا نروي شيئًا حقيقيًا، كان هذا أول
أثر الجريمة هذا الذي يتقدمني أصابني بطعنتين نافذتينن، ازعق عاليا، لا أحد بالشارع، النوافذ مشرعة، لاعائدون او ذاهبون من اي مكان لأي مكان، لا قمر يطل ولو بخمول علي المشهد المفزع ، كان علي ان ارحل قرب الصباح. التفت مرة اخري؛عصفور ينبش في أثر الدماء علي التراب، يبدد أثر الجريمة كاملاً، لأكون انا الشاهد الوحيد علي جريمة قتل حقيقية ليس لها أثر الا بذاكرتي!