أهداني نسخةً كبيرة من كتاب مفاتيح الجنان هدية لزواجي. وكتب في بداية الكتاب ملاحظة طويلة متمنياً أن نبدأ حياتنا بهذه الهدية وأن تبقى ذكرى منه، وأضاف: تذكروني كلما قرأتم هذا الكتاب. في اللحظة الأخيرة قبل ذهابه قال: "إذا أحسستم بالحزن والألم، فتذكروا حزن السيدة زينب، وعالجوا آلامكم بالقرآن".
"يا إلهي، ما أزال أشتاق للوصول.. لا أعلم ما الذي يجب أن أقومَ به كي أحقّق هدفي، إلهي ! لن أيأس من رحمتك وسأسعى للتقرّب إلى مقامك العالي يوماً بعد يوم.."
محسن شابٌ أحبَّ الشهادة وتَعلق بها. سَعى وجاهد نفسه لينَالها. كان شابٌ يُحِب الكتب كثيراً فكان يقتني الكتاب ليقرأه ثم يروج له.
كان مستمعٌ جيد للمراثي. فقد كان يستمع لها طوال الوقت ويرددها. يَبحثُ عن مجالس الحسين(ع) التي تجمع بين العَبرةِ والعِبرة فيقصدها وإن كانت بعيّدة.
لم يُفّوت صلاتَهُ قط، كان حريصٌ على أن يصليها في الوقت نفسه فما إن يحين وقت الصلاة تَراه يَتركُ كل شيء وراء ظهره مُلبِياً نِداءَ ربّه.
هو نموذج للشاب المؤمن الذي أفنى عمره باحِثاً عن رضا الله تعالى. سالكاً كل طريق مؤدياً إلى نيل الشهادة. محارباً لعدوه الذي بين جَنبيه.
كان دائماً ما يردد: أريد أن أذهب لأخدم السيدة زَينب(ع). أريدُ أن أصبح (شَامِخُ الهَامَة) ذَهب وعاد..وأيُّ عودة كانت! عاد وهو مقطوع الرأس. مكّسر العظام. عاد وهو *شَامِخُ الهامَة*☁️
عندما تطرق باب احد الشّهداء كن مُستعداً للمدرسة الاخلاقية التي تقف امامها ان لهم القدرة هلى تربيتك من جديد ، دون ان تشعر فتنتهي من مسيرتهم و تعود بنفس و روح جديدتين ♥️
كانت الشهادة تطغى على كل احاديثه, كان متيّمًا بها, لم يرد من هذه الدنيا سوى الوصول إلى الله وملاقاة رسول الله وأهل بيته برأسٍ مرفوع, شامخَ الهامة, كان قلبه متعلّقًا بالله فقط فلم يحجبه عنه زواجه أو ولادة طفله, أدّب نفسه ونال ما تمنى ليغدو شامخ الهامة ذبيحًا كما تمنّى وأحبّ.. نحن إذا لم نستشد سنموت..!
"لقد أعزّ الله الشعب الإيرانيّ وجعلهُ "شامخ الهامة" بجهاد محسن العزيز الذي أصبح رمزًا للجيل الثوري الشاب ومعجزة الثورة الإسلامية المستمرة". السيّد الخامنئي هذا الكتابُ كنز! فيهِ من الدّروسِ الكثير، يتضمّنُ مقتطفات من حياةِ الشهيد المدافع عن الحرم "محسن حججي" على لسانِ أهله ورفاقه.. في زمنِ غيابِ المفهوم، والتواءِ الطّرق، قبضَ الشهيدُ جمرته، وجّه صوب السّماءِ بوصلته، واعتنى بكلّ ما من شأنه أن يُساعده لنيل غايته، كانَ الشّهيد حججي متعلّقًا بالشّهداء، يعشقُ الشهادة، ويُحافظُ على صلاةِ الليل، وزيارة عاشوراء، كان يَهتمُّ بمجالس العزاء والمراثي الحسينيّة، ويداومُ على الصلاة في مسجد جمكران كلّ أسبوع رغمَ مشقّة المسافة، لهُ من الأخلاقِ أسماها كما يشهدُ بذلكَ معارفُه، ولهُ من المواقفِ أنبلها كما تشهدُ بذلكَ سيرته، تلكَ التي ختمها بشهادةٍ جعلته شامخَ الهامة، بعد أن وقع في أسرِ داعش، فحزّوا رأسه وقطّعوا أوصاله..
إنه من المفيدِ لو كانت سيرة هذا الشّهيد الشّاب محطّ عنايةٍ وتأمُّل، فهذا الكتابُ يحوي من العِبَر والدّروس ما يشكّلُ دافعًا للتّأسي والتّغيير..
"ضحك محسن: جيد! والآن اسألي الله أن يكون لي قبرًا إذا استشهدت لتتمكني من الجلوس عنده."
"لم أعد أستطيع البقاء هنا، يجب أن أعود، أخشى ألا أستشهد فأصبح من رواة قصص حياة الشهداء."
"كلما اخترنا مكانًا لنجلس جاء بحجة: هنا يعزفون الموسيقى ويرقصون، هنا النساء بلا حجاب."
"أصعب اللحظات كانت عندما رأيتُ صورة رأسه المقطوع وشفتيه المسودّتان من شدة العطش."
" قال: يجب أن تفكر بأنك تقوم بذلك لوجه الله! الشهداء كانوا في الحرب دائمًا، لا تعمل من أجل أن يراك العقيد أو اللواء، اعمل لوجه الله ليجازيك على عملك."
" خلال توديعه وضعتُ يدي على كتفه: اعمَل على زيادة هذه النجوم بسرعة لتصبح عقيدًا. قال: ممد ناصحي! يجب أن تزداد نجومك عند الله، النجوم على الكتف تأتي وتزول."
السيرة الشخصية للشهيد محسن حججي المدافع عن حرم السيدة زينب عليها السلام وطريقة استشهادة وارجاع جسده بعد ان تم قتله وهو أسير لدى الدواعش وقطع رأسه وتهشيم جسده وكل هذه السيرة على لسان عائلته اقربائه اصدقائه زملائه .
كتبت هذه السيرة على شكل مقابلات مع بعض ممن عرفوا محسن حججي منذ صغره والبعض فترة جهاده.
الجميل في المحرر والناشر أنهم لم يلمعوا صورة محسن إلى المسلم الأمثل، بل ذكروا ما شوهد من إنسان في سبيل النجاة، وهذا جعل من محسن إنسانًا ذا تأثير بالغ وصورة خلابة لا تشوبها بعض الزلات الطفيفة بل تجعلها مثالًا إنسانيًا راقيًا...
بين طياتِ هذا الكِتاب نُدركُ تمامًا أن الشُهداء أشخاصٌ مثلنا لكنهم أدركوا طريق الوصولِ إلى الكَمالِ سريعا . . . في هذه الذكريات نرى شقاوة مُحسن الصغير والمراهق وأيضًا مُحسن العاشق للشهادة . . نرى كيف سعى الشهيد لأن يُصبح شهيدًا، وكيف هي أخلاقه دائمًا . .